حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

مدحت العدل: مسؤولون وصفوا «قصة حب» بأنه «القاتل الصامت»

حوار   ريهام جودة

التطرف وتدهور التعليم وعلاقة حب بين امرأة منتقبة ورجل وسطى.. موضوعات شائكة يطرقها الكاتب د. مدحت العدل فى مسلسل «قصة حب» للنجم السورى جمال سليمان.. والذى استطاع منذ حلقاته الأولى أن يجذب المشاهد وسط زحمة الأعمال المعروضة فى رمضان، رغم أنه ظلم فى مواعيد عرضه على التليفزيون المصرى.. وفى هذا الحوار يتحدث العدل عن المسلسل الذى كتبه وأنتجه، وما يحمله من قضايا مجتمعية شائكة.

فى «قصة حب» تقدم العديد من المشاكل المجتمعية.. فأى منها كان هدفك الأساسى؟

- وضعت أمامى قضايا وموضوعات شائكة كثيرة، التطرف والنقاب والوسطية وفساد التعليم، لكننى فكرت فى أننا فى الفترة الأخيرة فى المجتمع أصبحنا «بنزعق» عند الحديث عن أى قضية دون الوصول لشىء، لذلك وضعت على عاتقى فكرة طرح كل تلك القضايا ومناقشتها بهدوء كما كنا نتناقش زمان فى جيلى وجيل جمال سليمان، حيث كنا نتقبل الآخر ونحترم رأيه، نختلف حول الأشياء، لكن دون أن نتخانق أو نخسر بعضا، وقررت أن أقدم عملا عن الأسرة المصرية التى تشبه الأسر التى تربينا فيها، والتى لم تعد تتصدر المشهد حاليا، الناس الطبيعيون الذين نقابلهم فى كل مكان، لكنهم تواروا إلى الخلف، وحل محلهم من لهم قضايا قتل ونهب ورشوة، والذين يلفتون أنظار برامج التوك شو وأصبحوا مادة خصبة للحديث عنهم فيها.

لكن البعض يرى برامج التوك شو السبب فى تحريك الفن لتناول الموضوعات المطروقة على الساحة بجرأة خلال العامين الأخيرين..

- برامج التوك شو قلّت جاذبيتها كثيرا، ومعظمها أصبح يقدم فضائح وليس قضايا، وقد اجتذبت الجمهور لفترة ليست قصيرة، بما قدمته من قضايا الفساد والرأى العام والكثير من النماذج السيئة والصارخة، لكن سرعان ما تحول الجمهور لما فطر عليه من حب للخير والجمال والحق، فبات يبحث عن تلك القيم فى الأعمال الفنية، وكذلك البرامج الحوارية التى فقدت نجاحها هذا العام، بعدما ملَّ الجمهور من ظهور الفنان عشان ياخد فلوس، فيتحدث فى أموره وحياته الشخصية بهذا الشكل المسف.

لماذا قدمت وسيلة الاتصال بين الناظر «يس» والمنتقبة «رحمة» عبر الإنترنت وليس الموبايل، رغم أن الاثنين من مستحدثات العصر بالنسبة للمنتقبات؟

- لأننى قمت ببحث عن طبيعة سلوكيات المنتقبة، وطلبت من المخرجة إجراء مثله فى أوساط المنتقبات، ووجدنا أنهن لا يستخدمن الموبايل فى التعامل مع الرجل، لأنهن يعتبرن أصواتهن عورة، و«رحمة» بيئتها متشددة، كما أن استخدامها للشات جاء تدريجيا للاطمئنان على ابنها «عبدالرحمن» من «يس»، وشيئا فشيئا وجدت نفسها تتبادل الاتصال معه، إلى أن وقعت فى حبه.

اخترت أن يكون تدهور التعليم نقطة انطلاقك فى العمل.. فلماذا؟

- لأن التعليم حجر الزاوية، والتردى الذى نلمسه فى جميع مناحى الحياة سببه تدهوره، وحال المدارس لا يخفى على أحد، وإذا قررنا إصلاح حال البلد، فعلى الأقل نبدأ بالتعليم، «فما لا يدرك كله لا يترك كله» كما يقال، وهناك دول أفقر منا تفوقوا علينا بسبب اهتمامهم بالتعليم مثل ماليزيا والهند، وقد حاولت طرح حلول، وليس الاكتفاء بعرض المشاكل.

لكن بعض هذه الحلول كان غير منطقى مثل تقديم مجموعات تقوية مجانية، وهو أمر لن يقبله أى مدرس فى الواقع

- هى ليست مجانية، ولكنها بمقابل رمزى، و«يس» شخصية إيجابية اقترح تقسيم الطلاب حسب فئاتهم الاجتماعية لمساعدة من لا يقدرون على الدروس الخصوصية بتلك المجموعات، وهو يحاول ألا يكون «دون كيشوت» الذى يحارب طواحين الهواء، وأن يترجم أفكاره إلى سلوكيات.

لكن شخصية «يس» وسلوكياتها تبدو شبيهة بأجواء «أبوالعلا البشرى» و«ضمير أبلة حكمت» حيث النماذج المثالية المفقودة على أرض الواقع.

- «يس» ليس مثالياً بنسبة ١٠٠%، فله أخطاؤه أيضا، ونحن لا نقدمه بطلا خارقا أو مدرسته رقم (١) فى العالم، وتلك الشخصيات التى تحاول أن تكون إيجابية موجودة فى الواقع، وليس فى الدراما فقط، لكن المشكلة أننا أصبحنا نقول على الرجل الذى يحاول عمل شىء إيجابياً أو الذى لم يخن أو يقتل أو يرتشى إنه «مش موجود»، وهذه كارثة فى حد ذاتها، لأن الدراما والميديا عامة لم تعد تقدم سوى رجل الأعمال الفاسد، كى يشعر المتفرج أنها «حراقة» وعناصر جذب، ولازم نؤمن بوجود تلك الشخصيات الإيجابية، التى استعدتها من الزمن الجميل، فـ«يس» يشبه مدرس اللغة العربية الذى كان يدرس لى، وكنا نتكلم فى كل شىء، حتى السياسة.

لماذا لم يتضمن المسلسل ما شهدته المدارس مؤخرا منذ تولى أحمد زكى بدر وزارة التعليم؟

- حين تولى بدر الوزارة كنت قد انتهيت من كتابة المسلسل الذى استغرق منى عاما ونصف العام، وبالتالى لم ألحق الأحداث الأخيرة، وبصراحة أنا متفائل ببدر، ويكفى أنه لا يجلس فى مقعد مكيف، وقد حاولت أن أضم كثيرا من المشاكل التى تؤثر على العملية التعليمية، من مافيا الدروس الخصوصية وتعاطى الطلاب البانجو، وتعامل الطلاب مع مدرسيهم، وكل ما جاء فى المسلسل أحداث حقيقية وقعت بالفعل، وعلمتها من خلال جولاتى فى مدارس فى جسر السويس ومصر الجديدة، حيث جلست مع طلاب ومدرسين ونظار، وكانوا مرحبين جدا بعرض مشاكل العملية التعليمية، وأفادونى بشكل كبير.

لماذا لم تختر مدرسة فى منطقة شعبية؟

- منذ ٦ سنوات أجريت دراسة بعيدا عن المسلسل وزرت مدارس كثيرة، خلصت منها لمجموعة من الآراء، وحين بدأت العمل على المسلسل اخترت مدرسة حكومية يدرس بها طلبة من طبقة متوسطة فأقل، لذلك كان اختيارى لمدرسة فى جسر السويس.

هل تلقيت أى رد فعل رسمى تجاه العمل؟

- كلمنى مسؤولون بصفتهم أصدقاء يثنون على العمل، وأحدهم قال لى المسلسل مثل «القاتل الصامت»، حيث لم تتح فرصة مشاهدته بشكل جيد فى الأيام الأولى لرمضان، لكن بمرور الوقت تصاعد الاهتمام به بشكل كبير.

لكن العمل ظُلم فى مواعيد وقنوات عرضه على التليفزيون المصرى.. وشوهد بشكل أكبر على «دبى»؟

- بالفعل.. المسلسل ظُلم فى عرضه وسط هذه الزحمة، حيث عرض على قناة «نايل دراما ٢»، ولم يعرض على القناتين الأولى أو الثانية الأرضيتين، و«نايل دراما٢» كانت جديدة على المتفرجين فى بداية رمضان، ومعظمهم كانوا يبحثون عن ترددها، وعرضه على التليفزيون المصرى كان فى توقيت سيئ بعد الإفطار مباشرة، لكن مسؤولو التليفزيون وعوا أهميته وأبلغونى بإعادة عرضه بدءا من رابع أيام العيد على القناة الأولى، بعدما أدركوا الخطأ الذى وقعوا فيه متأخرا.

كان هناك تقصير فى الدعاية للمسلسل.. فما ردك؟

- من جانبنا كشركة منتجة لا.. فقد قمنا بالدعاية له مثل مسلسل «بالشمع الأحمر» ليسرا الذى أنتجناه هذا العام أيضاً، كما «أن العمل اتشاف كويس على (دبى) وجمهوره عالى فى الخليج»، ويوميا أتلقى اتصالات تشيد به وبما يحمله من رسائل مجتمعية جيدة، وهذا معناه أن الرسالة التى يحملها وصلت للناس، وستصل لغيرهم مع عرضه مجددا، لكن المشكلة أن عدد المسلسلات هذا العام ضخم بشكل مرعب، والناس صعب تتفرج على عملين أو ثلاثة، فنحن أمام ١٣٠ عملاً عربياً، منها ٧٢ عملاً مصرياً ما بين مسلسلات وست كوم، وعلى الأقل هو من أنجح خمسة مسلسلات بين ١٣٠ عملا عرضت فى رمضان.

المصري اليوم في

04/09/2010

 

فضائيات تلجأ إلى مسابقات الـ«٠٩٠٠» لجذب وتعويض نقص إعلانات المسلسلات

كتب   محمد طه 

لم تتوقف أساليب الدعاية عند الإعلانات فى الشوارع أو فى الصحف أو التنويهات على شاشات التليفزيون فحسب، بل اتجه عدد من المنتجين إلى نوع دعاية مختلف لجذب المشاهدين إلى الأعمال الدرامية إلى القناة لتحقيق نسبة إعلانات أعلى وتحقيق الربح، وهو نظام المسابقات على العمل الفنى وحل الألغاز والقضايا الخاصة بالمسلسل، هذه الطريقة اتبعها بعض المنتجين لجذب المشاهد فى ظل زحام المسلسلات التى تعرض على القنوات الفضائية، ومن القنوات التى تقدمها «بانوراما دراما» لمسلسلات «مملكة الجبل» و«طوق نجاة» و«الحارة» و«الكبير قوى» و«القطة العميا»، ويكون نظام المشاركة إما تحميل أغنية تيتر البداية والنهاية أو توقع الحلول الدرامية فى العمل الفنى.

أحمد مهدى، عضو مجلس إدارة قناة «بانوراما دراما»، قال: الهدف الأساسى من المسابقات هو جذب المشاهد إلى الأعمال الفنية، التى تعرض على القناة، ومن حق القناة أن تفعل ما تشاء من أجل جذب الجمهور إلى العمل الفنى بأى طريقة، وفكرنا فى أن نجعل المشاهد يدخل فى قلب الأحداث وفى تفاصيل المسلسل ونصل إلى الإثارة والتشويق المطلوبين من العمل، وهذا يأتى من خلال متابعة الناس للأعمال الفنية، وهذا لا يأتى إلا بطريقة المسابقات على العمل الفنى، فهى تحقق ربحا للقناة، والمشاهد يهمه الربح من المشاركة.

وأوضح مهدى أنه عندما بدأت المسابقات زادت نسبة الإعلانات فى القناة، وهذا معيار جيد لنجاح الأعمال الفنية، وقال: المسابقات نقدمها على المسلسلات التى تنتجها القناة، وهذا لا يصلح إلا فى العرض الأول للمسلسل، لكن هذه النوعية من الدعاية للأعمال الفنية مكسبها قليل جداً، لأن النسبة يتم تقسيمها ما بين المنتج والقناة والشركة المصرية للاتصالات.

تجرى المسابقات على مسلسلات «القطة العميا» و«الكبير قوى» ومسلسل «كرومبو»، لأنه فى الأصل يقوم على المسابقات، و«مملكة الجبل» و«طوق نجاة» و«الحارة»، وقال خالد حلمى منتج «القطة العميا»: شكل ونوعية المسابقات التى تقام على المسلسل اقتراح منى للقناة على مسلسلى، والغرض منه هو جذب اهتمام الناس، لأن هناك شرائح كثيرة من الناس تهتم بأن تربح ١٠ آلاف جنيه من حل المسابقات التى تقدمها القناة، وقد نظمت مع القناة شكل المسابقة حتى لا ينفر المشاهد منها ولا تضر بالمسلسل ولا تسبب مشاكل للجمهور الذى يتابع العمل، ولدى متخصصين فى اختيار الحبكات الدرامية والمشاهد التى تقام عليها المسابقة.

المصري اليوم في

04/09/2010

 

ليلى علوي وإلهام شاهين... ما قلّ ودلّ

باسم الحكيم 

هذا الموسم أيضاً، نجحت ليلى علوي في الهرب من مسلسلات الثلاثين حلقة، فقدّمت قصّتين تجمعان بين الدراما والكوميديا، في وقت اختارت إلهام شاهين السير على الدرب نفسه... وإن اختلفت النتيجة

أيقنت ليلى علوي في رمضان الماضي ضرورة الخروج من المطولات الدراميّة التي تقع في فخ التكرار والإطالة، وسرعان ما لحقتها إلهام شاهين. لم تشأ النجمتان أن تهتزّ نجوميتهما، فوجدتا الحل في مسلسلات الـ15 حلقة. هكذا نجحت ليلى علوي مرّة أخرى في سلسلة «حكايات وبنعيشها» من خلال لجوئها إلى الكوميديا الاجتماعيّة. وأدركت إلهام شاهين ألا طاقة للمشاهدين على متابعة مسلسلات تدور في حلقة مفرغة، فاختارت عملين يقع كل منهما في 15 حلقة أيضاً.

في الجزء الأول من مسلسلها، أطلّت شاهين على الجمهور بشخصية ندى، وهي المرأة المتزوّجة عرفياً وسراً، لكنّها سرعان ما تتهم بقتل زوجها. وجاء تجسيد النجمة المصرية الدور مقنعاً إلى حد كبير، إلى جانب المرونة الواضحة في أدائها. وقد ذكّرت الحلقات الأولى من «إمرأة في ورطة»، بمسلسل «نجمة الجماهير» الذي قدمته شاهين قبل سبع سنوات، والتقت فيه محمود قابيل بدور السفير العاشق الولهان بها. أما اليوم فتلعب شاهين دور الزوجة الثانية لقابيل. لكن علاقتهما مختلفة في هذا العمل، فموت قابيل يبدّل مسار الأحداث، وخصوصاً عندما تُتّهم شاهين بقتله.

من جهته، عرف المخرج عمر عبد العزيز، كيف يمسك باللعبة الإخراجيّة، غير أن الحبكة الدراميّة ليست بالقوة التي اعتمدها الكاتب أيمن سلامة في مسلسله الآخر «قضية صفيّة» أو في «ليالي» في الموسم الماضي. هنا، تبدو الخطوط الفرعيّة ضعيفة. مثلاً، تلعب عبير صبري دور صديقة شاهين، وتبدو حكايتها دخيلة كأنها وضعت لمجرد خلق حدث إضافي، للوصول إلى عدد الحلقات المطلوب. والضعف ينسحب على خط العلاقة بين حسين الإمام وعايدة رياض. ولعل ما أنقذ العمل من فشل محتم، هو عدد حلقاته القليل. وحبذا لو تهرب شاهين في الموسم المقبل إلى خيار ثلاثة مسلسلات، يقع كل منها في 10 حلقات.

ولا ينسحب تشويق القصّة الأولى على الثانية «نعم... ما زلت آنسة» (من سلسلة «امرأة في ورطة») التي تطرح قصة أمل التي تجاوزت الأربعين من دون زواج. الحكاية تنقصها الحبكة القويّة، وهي تسيء إلى النساء اللواتي قررن عدم الزواج. كما أن العمل لا يطرح القضيّة بالرصانة المنتظرة، بل يسخّف الموضوع، وخصوصاً عندما يصوّر نماذج عدّة أولها أمل (شاهين) التي لم تجد الشريك الذي تقتنع به. وعندما تتعرف إلى رجل أرمل، يُظهر اهتماماً بها، تقع في غرامه ثم تعيش صدمة نفسيّة لمجرد أنه يقبّل خد فتاة سيتضح لاحقاً أنها ابنته. وإن كانت ضغوط والدة أمل المسنة تبدو طبيعية وموجودة في مجتمعنا، فإن طريقة تعاطي شقيقة أمل وابنتها مع وضع «العانس» يبدو سخيفاً ومبتذلاً.

ولعل المعالجة في «عايزة أتجوز» مع هند صبري، رغم سخافته ومبالغة بطلته في الأداء، أفضل من «نعم... ما زلت آنسة»، بما أنه يتناول الموضوع بأسلوب كوميدي.

أما ليلى علوي فقد نجحت في الامتحان مجدداً. اكتشف الجمهور أن القصة الثالثة من سلسلة «حكايات وبنعيشها» التي تحمل عنوان «كابتن عفت» لا تقل في مستواها عن الحكايتين السابقتين «هالة والمستخبي» و«مجنون ليلى». ونجح العمل في الجمع بين الدراما والكوميديا مع تنفيذ جيد للمخرج سميح النقاش وتمثيل متقن ليس لعلوي فقط بل أيضاً لأسامة عبّاس، وضياء المرغني، وصبري عبد المنعم. كما يسجّل للكاتب محمد رفعت تأليفه عملاً متماسكاً، بحوارات منطقيّة وخفيفة الظل حتى مع الأطفال. إذ لم يتعامل معهم كمخلوقات ساذجة كما نراهم في غالبية الأعمال. بل يؤخذ بعض الضعف في الحبكة. هكذا لم يتمكن عابد فهد من التحدث بطلاقة ابن البلد الذي جسده، ففشل في الوصول إلى المشاهد المصري تحديداً، رغم أن حضوره كان محبّباً.

«نعم... ما زلت آنسة» ذات حبكة ضعيفة تسيء إلى النساء العازبات

وتبقى الحكاية الرابعة «فتاة الليل» (كتبها حازم الحديدي وأخرجتها هالة خليل)، وهي ملأى بالتشويق، تقدم خلطة الرعب والكوميديا والرومانسيّة. ويؤدي باسم سمرة شخصيّة فارس الشاب الثلاثيني الجبان الذي يخاف من ظلّه، وهو لم يعثر على شريكة حياته، فيقنعه صديقه بزيارة أحد الدجّالين، ما يزيد الطين بلّة. وتتخذ الأحداث منحى جديداً وتنقلب حياة الشاب رأساً على عقب. ويُسجَّل أداء متميّز لباسم سمرة الذي يجتهد في كل أدواره، وتبدو لافتة إطلالة ليلى علوي في عمل مختلف عن الدراما السائدة. علماً بأن الحلقات التي لا تخلو من الإطالة، تعيد إلى الأذهان أحداث فيلم «وعاد لينتقم» مع عزت العلايلي. لكن الفرق أن الرعب في «فتاة الليل» اقتصر على الحلقتين الأولى والثانية.

على أي حال، أثبتت تجربة المسلسلات القصيرة أنها الرهان الأفضل، ولعلها ستنتشر أكثر في المرحلة المقبلة. وهي تعد إذا ما نفّذت على طريقة «حكايات وبنعيشها»، بنقلة جديدة على صعيد الدراما المصريّة.

مبالغة «ماما» سميرة

تلعب سميرة أحمد (الصورة) في مسلسلها الرمضاني «ماما في القسم» دور مديرة المدرسة التي لا تقبل الأخطاء. وتبالغ الممثلة المصرية في أكثر من مشهد في الاعتراض على الأخطاء التي تواجهها في الحياة اليومية. وهي الأخطاء التي تواجه أي مواطن ولكنه تعوّد التغاضي عنها. ولا يسلم أولاد أحمد في المسلسل أي رانيا فريد شوقي وياسر جلال وأحمد فهمي من غضب والدتهم وبحثها الدائم عن تصحيح الأخطاء. كما يجسّد محمود ياسين في العمل دور الأستاذ جميل أبو المعاطي الذي تصل طيبته ومثاليته حد السذاجة. ورغم ذلك، يمكن القول إن التركيبة الدراميّة مبالغ فيها، وخصوصاً لجهة علاقة البطلة المتوترة بأولادها.

الأخبار اللبنانية في

04/09/2010

 

يسرا ونادية الجندي... نجمتان ولكن «في المنفى»

باسم الحكيم 

فشلت النجمتان الشهيرتان في إضافة نقطة إلى مسيرتيهما الفنية. وفيما غرقت يسرا في المثالية، قضت نادية على ملامح الملكة نازلي

مهما توافر للمشاهد من وقت لمتابعة الدراما الرمضانيّة، فالتخمة في الفضائيات تجعله حائراً أمام هذا الكمّ الهائل من النجوم. ويبحث بعض الممثلين عن الحضور الرمضاني بأي ثمن، حتى لو دفعهم ذلك إلى نصوص سيّئة. يسرا مثلاً لجأت هذا الموسم إلى تشويق جديد على الدراما العربية، لكنها فشلت في الخروج عن الصورة المثالية التي كرّستها منذ سنوات. أما نادية الجندي فدخلت التاريخ المصري للمرة الأولى على الشاشة الصغيرة، لكنها لم تفلح في الخروج من نمطيتها. هكذا، فشلت النجمتان في تقديم أي إضافة إلى مسيرتيهما.

لم تنجح يسرا في جذب الجمهور، إذ عانى «بالشمع الأحمر» ضعفاً في تركيبته الدراميّة، إلى جانب الشخصيات غير المكتملة والضعف في أداء عدد من الممثلين بينهم ليلى عز العرب التي جسّدت دور والدة يسرا. وهو ما ينطبق على محمد إمام الذي سقط الرهان على نجوميته عند أول امتحان. ويبدو الممثل المصري جامداً في أدائه وبحاجة إلى دروس خصوصيّة من والده «الزعيم» عادل إمام. أما عن حركة الكاميرا والأداء الإخراجي، فحدّث ولا حرج: تظهر بوضوح خيالات العاملين في الكواليس ومعدات التصوير، وخصوصاً في الحلقات الأولى. وبهذا، فشل المخرج سمير سيف، وكان من الأفضل لو استعانت الشركة المنتجة بأحد المخرجين الشباب الواعدين في مصر، فتسجّل نقطة إيجابية لمصلحتها. أما ورشة الكتاب التي تناوبت على تأليف الحلقات، وقوامها مريم نعوم، ونجلاء الحديني، ونادين شميس، ومحمد فريد، فأخفقت في تحقيق نتائج إيجابيّة.

وتبدو يسرا أشبه بالمرأة الخارقة التي يتكّل عليها الجميع، تماماً كما ظهرت في «في إيد أمينة» قبل عامين. وإذا كانت هنا تجسّد دور الطبيبة الشرعيّة فاطمة، فهي تظهر أكثر من ذلك بكثير، إذ تتحوّل إلى أحد أعمدة المباحث، وتطارد المجرمين وتتعاون مع الشرطة، وتقوم بمهماتها الطبية في آن. كذلك فإن السياق الدرامي غائب لمصلحة الجرائم التي ترتكب في سياق الأحداث. ويتعامل العاشقان يسرا وهشام عبد الحميد كمراهقين إلى جانب غياب النضوج عن تسلسل الأحداث. هكذا يقرّر عبد الحميد فجأة أن يطلّق زوجته (شيرين) التي أمضى معها عشرين عاماً من دون مقدمات، فيطلب من ابنته أن تبلغ أمها أنه طلّقها.

بدت يسرا أشبه بالمرأة الخارقة التي يتكّل عليها الجميع

من هنا، يمكن القول إنّ خيارات يسرا بات يلازمها الإخفاق والفشل، باستثناء مسلسل «قضية رأي عام» قبل ثلاثة أعوام، علماً بأن «خاص جداً» في رمضان الماضي، كان متميّزاً إخراجيّاً رغم هدوء أحداثه.

من جهة ثانية، أحدث «ملكة في المنفى» صدمة للمشاهد. لم يتمكّن من التعرف إلى شخصيّة الملكة إلّا في الحلقات الثلاث الأولى، حيث تجسّد شخصية نازلي الممثلة التونسيّة فريال يوسف، قبل دخول نادية الجندي إلى الصورة، إذ أغرقت الجندي العمل في نمطيّة رهيبة وقضت على ملامح الملكة لمصلحة شخصيتها التي تفرضها على أدوارها كلها.

وفَرَض أداء الجندي مقارنة حتمية بين نازلي التي جسدتها وفاء عامر في «الملك فاروق» وبين نازلي الجديدة في «ملكة في المنفى»، فإذا بالجندي تتحوّل من «نجمة الجماهير» إلى «نجمة في المنفى» كما وصفها أحد الصحافيين المصريين. ولم يتمكن حسام فارس من تقديم شخصيّة الملك فاروق، ما فرض أيضاً مقارنة غير متكافئة لمصلحة تيم حسن الذي برع في أداء دور الملك المصري في المسلسل الذي عرض قبل ثلاث سنوات للمخرج حاتم علي.

إزاء فشل عملين لنجمتين قديرتين، بات على يسرا والجندي مراجعة حساباتهما لعلّهما تلجآن إلى اختيارات أفضل، تسمح لهما باستعادة ثقة الجمهور.

الأخبار اللبنانية في

04/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)