حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

«أسعد الوراق»:

الدراما التي ستترك بصمتها بين المسلسلات الشامية

ماهر منصور/ دمشق

«تنمو» حكايات «أسعد الوراق» إلى جانب الرواية الأساسية: أبو نعيم وعائلته.. الابن نعيم - الخطاط..الضابط عدنان الخارج من الحرب ليروي تفاصيل الهزيمة..والصهر أيمن الحالم بلقب البك.. الثائر قسّام المفطور القلب بين خطيبة تنتظره ووطن سليب يحلم بالحرية..وعائلة منيرة.. وهي تتشابك لتشكل بمجملها نصاً تلفزيونياً أقرب إلى ما يمكن أن نسميه بالرواية التلفزيونية..فالنص التلفزيوني الذي استند الكاتب الشاب هوزان عكو في كتابته على مجموعة قصصية للكاتب الراحل صدقي إسماعيل بعنوان «الله والفقر»، عمل على ما يشبه الملحمية الروائية عبر حكاية أسعد ومنيرة، كما اشتغل على العوالم الداخلية لأبطاله وصراعاتها الداخلية وهواجسها وأهوائها، تماماً كما اعتنى برواية حكاياتها الظاهرية..فنجد التاجر أيمن الذي يعيش أسير عقدة نقص من أنه «شغيل» في وكالة حبوب ستؤول بالنهاية إلى زوجته. وسنشاهد أيمن (الجبان) وهو يقترب من المحظور سواء بتجارة السلاح أو بدخول بيوت البغاء..كما سنشهد الصراع الداخلي الذي يعيشه نعيم بين غضبه من والده والهرب من مواجهته.., وبين احترامه له وتقديره كشخصية كبيرة لا يقوى نعيم على رؤيتها مهانة..وسنتتبع حكاية أسعد..الطاهر الأبيض في داخله لدرجة تصل لاستثارة غضب الجمهور.

الأمثلة السابقة تشي أيضاً بتعدد الأصوات في نص هوزان عكو واختلاف توجهاتها الفكرية وطروحاتها الاجتماعية والفكرية والسياسية.. والفلسفية أيضاً. فالعمل هنا لن يقتصر على حكاية حب وظلم يعاني منهما أسعد، وإنما سيبدو مشغولاً أكثر بتعرية نفوس كثيرة للناس حوله منطلقاً من التناقض الصارخ بين سلوك أشخاصه: أيمن الذي يتاجر ببنادق الثوار سعياً للمال..و»قسّام» الذي يتاجر بدمه من أجل هذه الثورة..عدنان الباحث ليؤرخ حكاية الهزيمة والآخرون الساعون لطمسها.. ولعل أكثر مقولات العمل وضوحاً هي تلك التي يتبنّاها أسعد نفسه حين تأخذنا حكايته إلى مقولة إن ظلم الناس في كثير من الأحيان يكون الأكثر إيلاماً، ولا سيما حين يكون الجهل هو الحاكم المستبد بنفوسهم..

في مسلسل «أسعد الوراق»، ثمة إعادة اعتبار لدراما البيئة الشامية.. ولعله يصلح لأن يكون مثالاً يحتذى به في المجال. فالمسلسل ورغم تقاطعه مع تلك الأعمال بوحدة الزمان والمكان والبيئة واللغة والملابس والموسيقى..إلا أنه يتميّز عنها بالبناء الدرامي الروائي، فلا ثرثرة نساء ولا «بوجقة» رجال وقصص عن الشوارب المفتولة.. ورغم أنه لا يستند على وثيقة مادية لتاريخ المنطقة، إلا أنه يلتقط حكاية افتراضية توافرت فيها كل شروط متعة الفرجة التلفزيونية..وقد تميزت بالحبكة المتماسكة، وبتصاعد الأحداث ومنطقها.

وحدها حكاية «المقنع» في المسلسل تمضي خارج سرب منطقية الأحداث فيه.. من دون أن تستطيع أن تصل بالمشاهد الى مستوى التشويق المطلوب منها، وقد جاء أسلوب تنفيذها (ملابسها وتحركاتها) ليضعف ذلك..فبدت الشخصية (السوبرمان- روبن هود...) بسلوكها كما لو أنها هاربة من أفلام الكرتون بملابسها وحركاتها...وبكل الأحوال يبقى نص هوزان عكو بدونها أو بوجودها من النصوص التلفزيونية المهمة..على الأقل بوصفها قبضت على شرط الفرجة التلفزيونية: التسلية والتشويق.

في المسلسل أيضاً، لا بد من الانتباه إلى الموسيقى التصويرية التي وضعها الموسيقار سعد الحسيني والتي أبدت تفهماً لطبيعة النص وسلوك أبطاله..ولا سيما مع الصوت البشري الذي كثيراً ما يعتمد عليه الحسيني في أعماله..وتبقى البطولة الحقيقية في العمل للممثلين ولا سيما للفنان تيم حسن الذي يبهرنا في أدائه في كل مرة..لقد استطاع في «أسعد الوراق» أن يضيف إلى روح الشخصية كاريزما سحرها...وكلنا يعرف أن البناء الدرامي للشخصية تتجاوز في الغالب حوارها المكتوب على الورق وعوالمها المفترضة...فسلام الروح والطيبة الزائدة على حدها..وروحانيتها جميعها تحتاج لممثل يبدعها ولا يمكن لحوار أو شكل خارجي أن يعبر عنّها.

وفي «أسعد الوراق» بنسخته الجديدة ثمة اكتشاف لطاقة تمثيلية جديدة عند الفنان فراس إبراهيم (أيمن)..فهو هنا يبدي طاقة تمثيلية كوميدية عالية..وهو يتجاوز نفسه كممثل بكثير..ويقبض على تناقض شخصيته بمرونة وعفوية..وكأننا مع «أيمن» نكتشف وجهاً جديداً للفنان فراس إبراهيم.

كما يؤدي الممثل أيمن رضا (قسّام) شخصية جديدة لم يقدمها من قبل..نجح في التقاط تفاصيلها «الشكلية» وتصرفاتها ولكنه فشل أحياناً في التعبير عنها حين قدم كامل دوره بنبرة صوتية واحدة...فلا تبدل في انفعالاته كثيراً..وكثيراً ما كان يبدو أقرب إلى فيلسوف حكيم زاهد أكثر من كونه قائد ثورة.

العمل هو جزء من مشروع لشركة «عاج» للإنتاج الفني يهدف إلى إحياء عدد من الأعمال الدرامية السورية القديمة الشهيرة، وهو من إخراج رشا شربتجي، وبطولة تيم حسن، أمل عرفة، منى واصف، طلحت حمدي، مكسيم خليل، أيمن رضا، هاني الروماني، فراس ابراهيم، أسعد فضة، ديمة بياعة، وآخرين.

السفير اللبنانية في

03/09/2010

 

«اغتيال شمس» جريء في نقد مظاهر الفساد لكنه خال من الجاذبية الدرامية

لماذا لا ينشر الدكتور شمس اختراعه لمضاعفة إنتاج القمح حتي يأكل العالم عيش ونستريح من مسلسل ممل؟!

إيهاب التركي  

هذا الكم الكبير من النقد الذي يشمل كل شيء في البلد في مسلسل «اغتيال شمس» رغم مظهره الجريء فإنه يظل مجرد عناوين خبرية، ومشاهد سطحية ومباشرة لا تقول كثيراً درامياً، فالدراما فن التفاصيل الصغيرة، هذا سر جمالها وسر جاذبيتها، أما الكلام الكبير العام والعايم الذي يستخدمه المسلسل فيظل كلاماً مكرراً وجافاً يعرفه المشاهد الذي يعيش في البلد ويقرأ الصحف. لا يقدم المسلسل قضيته درامياً بشكل جذاب، وهي أمور تضعف بنية المسلسل الضعيفة أساساً بسبب الخطوط الدرامية الجانبية المهترئة والنمطية، ومنها قضية الثأر التي يهدد حياة شمس. الحوار في المسلسل يجعل مشاهدة الحلقات نوعا من العذاب، فبالاضافة إلي البناء الدرامي المصطنع نري الحوار يخلو من التلقائية، وفي الحلقة رقم 22 علي سبيل المثال يتحدث الدكتور شمس وزوجته مع «إدوارد» ليقنعاه بالرجوع عن قراه تطليق زوجته، وبعد أن يكون الحوار تلقائياً كأي حوار بين أشخاص عاديين يذكر الدكتور شمس «إدوارد» أن أبغض الحلال عند الله الطلاق، ويدافع الزوج عن نفسه بأنه يستخدم حقه الذي أحله له الشرع، وهنا يتحول الحوار بينهم إلي اللغة العربية الفصحي مع تشديد الممثلين علي حروف كلماتهم فجأة وتشكيلها كأنهم يتكلمون في برنامج ديني، وفي أحيان كثيرة في المسلسل يتحدث الممثلون بمزيج ركيك من العامية واللغة العربية الفصحي، فأين هي الزوجة المصرية التي تطلب الطلاق؟ وتتحدث مثل «نشوي مصطفي « في حوارها مع «ياسر جلال «: «انت ما تعرفش حجم المسئوليات الملقاة علي عاتقي قد إيه؟ «، أين هي الزوجة الشابة التي تقول «المسئوليات الملقاة علي عاتقي» في حوار عادي في حياتها اليومية ؟

ويضاف إلي كل ذلك تفصيلية ضعيفة بني عليها المسلسل بنيانه بالكامل، وهي أن اختراع الدكتور تم في الخارج بجهود ذاتية وشخصية رغم أن أي بحث علمي مهم يتم بالاستعانة بمعامل ومساعدين وإمكانيات حكومية أو من القطاع الخاص فهو ليس اختراعاً بسيطاً، ثم إنه يضع الاختراع علي سي دي ويعود لمصر ببساطة هكذا، واختراعات الهندسة الوراثية لا تتم في بدروم منزل العالم علي طريقة اختراع «الفنكوش» في فيلم «واحدة بواحدة»، والسؤال الأهم الذي ينهي المسلسل قبل أن يبدأ: لماذا لا يعلن الدكتور اكتشافه المفيد الذي سيزيد من إنتاجية القمح للعالم كله نشراً للعلم والفائدة والعيش الوفير؟ لماذا لا ينشره في كتاب أو علي الإنترنت أو في ندوة وينهي ملحمة الأجانب الأشرار الذين يريدون شراء براءة اختراعه أو القضاء عليه؟

يحسب لصناع المسلسل الجرأة في اختيار مثل تلك الموضوعات الشائكة، ولكن يعاب عليهم تسطيح هذه القضايا دراميا وحشرها في الحوار كشعارات ترد علي لسان الأبطال، وحينما يظهر الأشرار والفاسدون كشخصيات درامية نجد أن التسطيح والتعميم يصل إلي ألقابهم وأسمائهم وهي ألقاب من نوعية اللهو الخفي، علي سبيل المثال هناك شخصية تدعي «الباشا»، وهو واحد من المسئولين الكبار الفاسدين المجهولين، وهناك شخص أكبر منه وأكثر فساداً هو «الباشا الكبير»، وهناك نوعيات أخري من الكبار الفاسدين مثل «الناس المهمين» و«الناس اللي فوق»، أما الأشرار الأجانب فهم نموذج نمطي للشرير الذي يقترب من المريض السايكو، ويبدو ذلك جلياً في شخصية مستر جونز «حسن كامي» ومساعديه الذين يرسلهم لمصر لاغتيال شمس.

تحمل المسلسلات الدرامية المصرية بحكم جينات درامية مجهولة الأصل صفات المبالغة والتهويل، وأحياناً النظر للحياة بالمقلوب، ويبدو في المسلسل أن الدكتور شمس قد وصل إلي اختراع لا يبدو مبتكراً إذا قارناه بالواقع، فكل يوم يصل العلم إلي نتائج في الهندسة الوراثية تزيد من إنتاجية المحاصيل الزراعية وتنتشر في العالم كله.

الدستور المصرية في

03/09/2010

 

داليا البحيري.. طلة متميزة تجمع بين الثقة والهدوء

حميدة أبو هميلة  

جميل أن يأتي النضج في الأداء علي مهل.. الأجمل أن يأتي مصحوبا بخفة وهدوء وشياكة، رغم أنه في حالة داليا البحيري يبدو أنه أتاها متقطعا بعض الشيء، وأن هناك بعض الهنّات في أدائها لشخصية فريدة شاكر علوان في مسلسلها «ريش نعام»، فإننا بلا شك نستمتع بداليا الجديدة التي رسمت لنفسها هذه المرة تفاصيل شخصية تتواءم وطبيعة طلتها تماما.

المتابع للدراما العربية يحفظ عن ظهر قلب تلك الطريقة المعتمدة التي تختارها الممثلات عادة لأداء شخصية الفتاة الثرية الجميلة الأرستقراطية المحبوبة من الكل، فهن غالبا ينظرن لأعلي ويتحدثن من أطراف أنوفهن، ثم يضحكن بافتعال شديد ضحكة قصيرة، ومقتضبة وصفراء تماما، ويتمادين في هذا حتي ينجحن بجدارة في تخطي حد الكذب الفاضح، لكن داليا البحيري كانت أكثر ذكاء، وأكثر صدقا معنا، حينما أقنعتنا بكل كلمة نطقت بها في المسلسل، فرغم أن كل لفتة من لفتاتها تشير بقوة إلي أنها فتاة تسكن بعيدا ولا تعرف كثيرا عن هؤلاء الذين يبيتون ليلتهم بلا طعام، وأحيانا بلا غطاء، فإنها ابتعدت عن الكليشيهات المحفوظة في تجسيد تلك الشخصية، وصنعت حالة رائقة وممتعة، وتستحق المتابعة فعلا، تقف داليا البحيري بمنتهي الهدوء وتتحدث بمشاعر فائقة الصدق والشجن وبعيدة كل البعد عن الميلودراما المزعجة، تقف تحكي مع شقيقها «مودي» عن حياتهم التي أصبحت تفتقد إلي أبسط ألوان الرفاهية بعد أن تم تجريدهم من كل أموالهم، لكننا لم نلمح دمعة واحدة تسكن عينها، ورغم ذلك هي تنجح في أن تجعلنا نعيش معها الحالة بجميع تفاصيلها، تعرف داليا البحيري جيدا كيف تظهر ترفعها بأناقة، وبلا إفراط، وبحسب مايقتضي المشهد، فكل شيء تم إعداده، بحيث تكون المشاعر منضبطة، وعلي نفس وزن الشخصية، تبدو داليا البحيري في دور فريدة علوان أكثر ثقة، وأكثر قدرة علي تحمل مسئولية أن تكون بطلة بعد أن قدمت أكثر من بطولة تليفزيونية ليست بنفس القوة من خلال أدوارها في مسلسلات «بنت من الزمن ده»، و«صرخة أنثي»، لكن أكثر ما يلفت النظر هنا هو التنوع الشديد، ورشاقة القفز بين نوعي الشخصيات، وفي كل مرة نحن نقتنع تمام الاقتناع أن من أمامنا ممثلة مجتهدة، وذكية، وتحمل أكثر من صفة تجعلنا نطلق عليها لقب متميزة ونحن مستريح البال.

الدستور المصرية في

03/09/2010

 

حوار كارتوني في «العار» أفسد المشهد وما وراءه

محمود مصطفى كمال  

بالرغم من سير الأحداث في مسلسل «العار» حتي الآن كأحد أفضل المسلسلات في هذا الماراثون الرمضاني ذي العدائين مقطوعي النفس، ورغم كون أبطاله وبحق أحد أفضل ممثلي الشاشة في رمضان، فإن الحوار الذي جاء علي لسان «سعد» أو «أحمد رزق» ومدير مكتبه في الحلقة الثالثة والعشرين جاء طفولياً بل وكارتونيا إلي حد كبير، ترجع الشخصيتان إلي صراع قديم بينهما، إذ كانا صديقين في الجامعة أحدهما غني وهو أحمد رزق، يمتلك سيارة ويسكن في بيت فاخر، بينما الآخر يشعر أنه يعيش في ظله، يعيش معه في رفاهية ثم يشعر بالنقص بمجرد أن يعود إلي بيته وعالمه، بل وأكمل ذلك أن الفتاة التي يحبها صديق «أحمد رزق» الفقير، تقع في حب «أحمد رزق»، ولا يستطيع صديقه أن يلفت نظرها بكل الأشكال، ويصارحها بشكل صريح حول إعجابه بها، فترد أنها لا تبادله نفس الشعور، بل ولا تزال تحب «أحمد رزق» رغم تسليمه بنفسه لها لدعوة فرحه، وتدور الأيام ويصبح «رزق» أغني وصاحب شركة، فيعمل معه صديقه الفقير، وفي إحدي الصفقات المهمة يتعمد شراء أسهم خاسرة من أجل إلحاق الخسارة بصديقه فيخسر 10 ملايين في لحظة، فيأتي رزق ليعنفه قائلاَ » ضيعتني بغبائك!» فيرد صديقه » ومين قالك إنه غباء!» في أداء مرفوع الحواجب ودخول مفاجئ في طور الشخصية الشريرة بطريقة مفزعة، فيبدأ » رزق» في الشك في صديقه ليقول له «ماهو لو مش غباء يبقي أنا هبتدي أشك فيك وأقول عليك خاين»، فينغمس صديقه أكثر في شره المفاجئ ويقول «طول عمري شايفك أنت الغني ابن الناس المستحمي اللي معاك فلوس وعندك عربية، باجي أعيش معاك في الرفاهية لحد ما أرجع شقتي الحقيرة، من أيام الجامعة وأنا حاسس كده، علي طول إنت اللي بتلمع، وأنا كسبت من ورة خسارتك حبة ملايين!»، فيرد رزق «وهو لازم تطفيني «عان إنت تلمع! أنا طول عمري بعطف عليك!» فيرد صديقه «عطفك ده كان بيقتلني، حتي البنت الوحيدة اللي حبيتها حبتك إنت، هلفت نظرها إزاي وإنت علي طول أدامها بتلمع وحاطط بارفان وأنا فقير» فيرد رزق » ياااه .. إنت شرير أوي!»، فيرد الصديق بأنه في هذا الوقت بعد أن كسب من وراء خسارته فأصبحوا رأس برأس ولم يعد يقل عنه، الحوار خرج مباشراً وصريحاً بشكل كبير أفقده رونقه، فلقد جاءت شخصية «مدير المكتب» مباشرة بشكل فج في جملها الحوارية، وفي ردود أفعال «سعد» أو «أحمد رزق» خاصة «إنت شرير أوي!» فمثل هذه الجمل تنتمي إلي الدراما فقط ولا تستخدم في حياتنا العادية، فمن يخسر 10 ملايين جنيه لا يقف في وجه من سبب له الخسارة ليقول له «إنت شرير أوي!»، كما أن دخول الممثل المؤدي للشخصية في طور المتحول فجأة إلي الشر، بتعبيرات الوجه التي تحمل قدراً كبيراً من الشماتة، والنظرات التي تضمر الشر، كل ذلك إلي جانب الحوار المباشر جداً، فأحياناً تكون المواجهة المباشرة «زيادة عن اللزوم» والجمل الحوارية » المكشوفة» التي تريد أن تقول المغزي من وراء المشهد بشكل مباشر، تقلل من المشهد بشكل أكبر مما ترفع من جودته الفنية، لذلك فرغم سير «العار» بشكل سلس وجميل طوال 22 حلقة، فلقد جانب صناعه التوفيق في المباشرة الزائدة في الحلقة 23.

الدستور المصرية في

03/09/2010

 

صناع "أزمة سكر" يقدمون لنا متاهة درامية لن نتخلص منها إلا بنهاية الأحداث

حميدة أبو هميلة  

أحمد عيد يؤدي دوره في مسلسل «أزمة سكر» بانفعال زائد عن الحد، فهو دوما يتحدث بصوت عال في كل المواقف، ودوما يظهر أنه «مش فاهم أي حاجة» مهما كانت بساطة هذه الحاجة، ورغم أننا في الحلقة الثالثة والعشرين فإنها لا جديد فمازال سكر يحاول أن يكسب ود بنات عمه بشتي الطرق، وكأن هذا هو الهدف الأسمي من المسلسل الذي لا توجد به أي خطوط درامية أخري يتم التركيز عليها، فهو يذهب إلي أحد المنازل في محافظة سوهاج ليحاول أن ينقذ ماجي من الورطة التي وضعت نفسها فيها مع عدد من تجار الآثار مرتديا في المشهد ملابس شبيهة بتلك التي يرتديها الدكتور زاهي حواس رئيس المجلس الأعلي للآثار، ويدعي أنه يفهم في «موضوع الآثار ده زي الدكتور زاهي حواس بالضبط»، وخلال الأحداث نري تبادلا لإطلاق النار بين عصابة سرقة الآثار والشرطة، وهنا سكر يجري مسرعا كي يحمي نفسه من الرصاص وياللعجب بدلاً من أن يختبئ تحت السيارة أو في الجانب الخلفي منها نجده يقف علي بابها محاولاً القفز أعلاها، وطبعا كل هذا كي يصاب في يده وماجي تقلق عليه قوي، بسهولة سوف نعلم أن المخرج أحمد البدري لا يهتم بصنع حدث منطقيا، أو حتي يقترب من المنطق، لكنه بيعمل اللي هو عاوزه، لأن وقفة سكر علي باب السيارة كانت دعوة صريحة لإطلاق النار عليه، حتي إن القوة التي أتت للقبض علي تجار الآثار كان علي رأسها ملازم، وهذا لا يحدث في الواقع إطلاقا، لأن هذا يعني أن هذا الضابط لم يمر علي تخرجه شهران، أو ثلاثة، وبالتالي فمكانه الطبيعي قسم الشرطة، وليس علي رأس قوة تذهب للقبض علي تجار آثار، أيضا مازالت العلاقة بين سكر وبنات عمه غير مفهومة لنا ـ ويبدو أنها غير مفهومة بالنسبة للمؤلف نفسه ـ، حيث نجد ماجي قلقة بشدة عليه وقت إصابته بشكل يوحي أنها تحمل له مشاعر إعجاب، أوحب لكنها تستشيط غضبا عندما تعلم أنه أصبح رئيس مجلس إدارة شركة الأدوية التي يتقاسمون في ملكيتها، مما يوحي أن المتاهة الدرامية التي يضعنا فيها صناع المسلسل حلقة بعد حلقة سوف تستمر معنا حتي نهاية الحلقات.

الدستور المصرية في

03/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)