حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

محسن الجلاد:

طلبنا عدم عرض «اغتيال شمس» على تليفزيون الدولة

كتب   محسن حسنى

اختار المؤلف محسن الجلاد خلال مسلسله «اغتيال شمس» الذى يعرض هذا العام مناقشة موضوع يعتبره سببا رئيسيا فى تأخر مصر وفقر المصريين، وهو عدم الاهتمام بالبحث العلمى وعدم تخصيص ميزانيات كافية له، وحمل الجلاد الحكومة المسؤولية كاملة عن هذا التقصير الذى اعتبره اغتيالاً للعلم وإجهاضاً لكل محاولات النهوض به. الجلاد أكد أنه وفريق عمل المسلسل اختاروا ألا يعرض مسلسلهم على شاشات التليفزيون المصرى خلال رمضان حتى يتسنى عرضه بعد العيد مباشرة، وتحدث عن طبيعة ملاحظات الرقابة على مسلسله، كما تحدث الجلاد عن موقفه السياسى من جمال مبارك.

البعض اعتقد أن «اغتيال شمس» يناقش اغتيال العلماء، لكنك اخترت اغتيال العلم نفسه، لماذا؟

- لأن موضوع اغتيال العلم أعم وأشمل وأهم من موضوع اغتيال العلماء، واغتيال العلم مستمر فى مصر طوال الوقت، حتى إن مبادرة الدكتور أحمد زويل لإنشاء جامعة علمية فى مصر باءت بالفشل، والنتيجة كانت انصراف الرجل لإنشاء جامعة علمية فى قطر التى احتضنت الفكرة ورحبت بها ورصدت لها الإمكانيات اللازمة، وهذه صورة واضحة من آلاف الصور لاغتيال العلم فى مصر منها مثلاً أبحاث القمح التى أعدها الدكتور أحمد مستجير ولم يتم تفعيلها والاستفادة بها حتى الآن، واكتفوا بمنحه جائزة الدولة التقديرية.

هل ترى أن الحكومة وحدها هى المسؤولة عن ذلك؟

- الحكومة هى المسؤول الأول عن هذا التقصير، لأن الدول تضاعف ميزانيات البحث العلمى فى أوقات الشدة حتى تتمكن من الخروج من أزماتها باعتبار أن البحث العلمى هو مفتاح تحسين مستوى المعيشة، بينما فى مصر يحدث العكس فيرصدون للبحث العلمى ميزانية لا تكفى أحد أندية الدرجة الثانية.

لكن الإمكانيات محدودة؟

- هذا حق يراد به باطل، ويكفى أن تعرف أن أمريكا - على سبيل المثال - واجهت الأزمة الاقتصادية العالمية بمضاعفة ميزانية البحث العلمى لأنهم يدركون أهميته، بينما حكومتنا لا تهتم بهذه الأمور، حتى إن مناهجنا التعليمية مهلهلة، ولذلك يكون خريج الجامعة فى مصر أضعف خريج جامعة فى العالم.

هل تقصد أن الحكومة تقصد هذا التردى؟

- أخشى أن يكون هذا صحيحا وأن يكون هو أسلوب الحكم الذى يتبنى مبدأ «حكم شعب جاهل أسهل من حكم شعب متعلم».

أحيانا يتردد أن بعض شؤوننا الداخلية تسير وفقاً لضغوط خارجية، فهل تعتقد أن هذا يحدث فيما يتعلق بالبحث العلمى؟

- لا، بدليل أن دولاً أخرى ومنها ماليزيا مثلا حققت طفرة فيما يتعلق بالبحث العلمى والنمو الاقتصادى، ولم تعقها أى ضغوط خارجية.

ألا تتفق معى أن هذا الموضوع الجاد قد لا يحقق نسبة مشاهدة عالية؟

- الموضوع جاد بالفعل لكننى حاولت خلال كتابته إضفاء روح التسلية عليه حتى يمتع المشاهد ويجذبه فوضعت الموضوع الجاد فى قالب درامى شيق كما حرصت على وضع الأسباب المساعدة لفشل البحث العلمى فى مصر ومنها الموروثات القديمة كالثأر والدجل والشعوذة، مرورا بالبطالة وأزمة المرور والمنظومة التعليمية السيئة .

هل ترى أن المحطات العارضة لـ«اغتيال شمس» أنصفته فى مواعيد عرضه؟

- «اغتيال شمس» تعرضه محطات «الحياة» و«كايرو دراما» و«مودرن مصر» فى مواعيد جيدة بالفعل، لكن الأزمة الحقيقية فى زيادة عدد المسلسلات المعروضة، لذا نقترح منذ فترة عمل مواسم موازية لعرض الدراما، وليكن مثلا موسم فى إجازة منتصف العام، وموسم آخر فى الصيف، ويتم توزيع المسلسلات المنتجة على مدار العام بين تلك المواسم على أن تكون الأفضلية والأولوية لشهر رمضان.

لكن البعض يقول إن زيادة عدد مسلسلات رمضان ظاهرة صحية؟

- إطلاقا، كيف تكون صحية ونحن كمشاهدين لا نستطيع متابعة كل هذا الكم فى شهر واحد فقط، يجب أن يقتضى التليفزيون بالسينما التى لديها أكثر من موسم، صحيح أن موسم الصيف هو الأقوى لكن هناك مواسم فى الأعياد وفى منتصف العام.

عرض المسلسل على ٣ قنوات فقط خلال رمضان هل تعتبره كافيا؟

- كان بإمكاننا عرضه من خلال ٥ قنوات بينها التليفزيون المصرى، لكننا اتفقنا على عدم عرضه فى التليفزيون المصرى خلال رمضان حتى يعرضه بعد عيد الفطر مباشرة، أى بعد هذا الزحام.

على الرغم من زيادة عدد المؤلفين الشباب فإن الشكوى من عدم وجود نص جيد لاتزال موجودة، ما السبب؟

- السبب أن غالبية المؤلفين يتعاملون مع السوق بمنطق تجارى وكل منهم يود تقديم مسلسلين أو ٣ خلال العام والنتيجة كتابة رديئة، وأنا مثلاً أكتفى بمسلسل واحد فى العام.

هل واجهتك مشكلات رقابية قبل أو بعد التصوير؟

- نعم واجهتنى اعتراضات كثيرة ومازالت المعركة مستمرة حيث تصر الرقابة على حذف الكثير منه لما يحمله من إسقاطات يقوم عليها بناء المسلسل، خاصة مشهد النهاية الذى يعتبره الرقيب إساءه لمصر فى حين أنه مجرد تسليط للضوء على جزء من السلبيات الموجودة فى بنية المجتمع.

قناة «كايرو دراما» صنفت المسلسل باعتباره سياسياً فهل تتفق مع هذا التصنيف؟

- أعتبره اجتماعياً سياسياً لأن مضمونه ينتقد الحكومة بشكل مباشر ويشرح سلبية النظام الحاكم فى التعامل مع قضايا الديمقراطية والبحث العلمى.

باعتبارك كاتب مهتم بالشأن السياسى، ما رأيك فيما يحدث بمصر الآن؟

- مصر لا تستحق كل هذه المهازل، كثير عليها كل هذا الفساد المتمثل فى عدم تداول السلطة وتحكم رجال الأعمال فى مقادير البلاد طبقا لمصالحهم الشخصية وابتعاد المجالس النيابية عن التمثيل الصحيح للشعب والغموض حول انتخابات الرئاسة المقبلة.

ماذا تقصد بجملة «غموض انتخابات الرئاسة» ؟

- أقصد السيد جمال مبارك الذى لم يصرح حتى الآن بموقف واضح مما يثار فى الشارع حول ترشحه للرئاسة، لكننا نفاجأ بحملات التأييد له كبادرة لاستعداده لخوض الانتخابات على الرغم من تأكيدات الرئيس مبارك أن ابنه جمال لن يترشح للرئاسة.

هل لديك اعتراضات بخصوص ترشحه للرئاسة؟

- لو تم انتخابه بطريقة نزيهة فلا توجد مشكلة، لكن لو تم توريث الحكم سأغادر مصر دون رجعة.

المصري اليوم في

31/08/2010

 

خلاف حول صورة الطبيب الشرعى فى مسلسل «بالشمع الأحمر»:

الرئيس السابق للمصلحة: إساءة للمهنة.. الرئيس الحالى: زى الفل

كتب   محمد طه 

بين الجثث والقتلى، تؤدى يسرا لأول مرة دور طبيبة شرعية فى مسلسل «بالشمع الأحمر»، وترتدى ثوبا لم تعرفه الدراما من قبل، ورغم أن الدور يبدو غريبا وجديدا، فإن هناك ملاحظات كثيرة تم تسجيلها عليه، ليس من مشاهدين عاديين ساءتهم تلك المشاهد التى تظهر فيها الجثث والدماء فحسب، بل من أطباء شرعيين اعتبروا الدور مبالغ فيه، ويحمل إساءة لهم.

يشرف على المادة العلمية فى المسلسل د. السباعى أحمد، السباعى كبير الأطباء الشرعيين ورئيس مصلحة الطب الشرعى، والذى أكد فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» أن المسلسل يضىء الجانب المظلم فى حياة الطبيب الشرعى، ويقدمه للمشاهد لأول مرة، بحيث يتعرف المشاهد على طبيعة العمل الشاقة التى يتعرض لها، وقال: المسلسل أنصف الطب الشرعى كهيئة وطبيب، والناس بدأت تسألنى عن حياة الطبيب الشرعى والتى لم تكن معروفة بالنسبة لكثيرين.

السباعى أكد أن المنتج جمال العدل ويسرا عرضا عليه المسلسل، وطلبا منه أن يشرف على المادة العلمية فيه، وقال: عرضت الموضوع على الوزارة وشرحت لهم الموقف وكيف أن المسلسل فرصة جيدة لتوضيح مهنة الطب الشرعى، ووافق وزير العدل على المبدأ، وبدأنا جلسات العمل مبكرا لوضع الخطوط الأساسية لشخصية يسرا كطبيبة شرعية، فضلا عن جلسات عمل مع المؤلفة مريم ناعوم لضبط المادة العلمية فى أحداث المسلسل، وجلسات عمل أخرى تمت فى المشرحة، وبسطنا لهم المصطلحات بحيث يفهمها المشاهد بسهولة، وبعد جلسات العمل التى عقدت فى مشرحة زينهم، بنى مخرج المسلسل مشرحة داخل الاستديو وبدأ التصوير، وقد اطلعت على سيناريو المسلسل واكتشفت أنه خلاصة لعدد كبير من الحوادث والقصص التى تنشرها الصحف يوميا، وهو ذكاء من المؤلفة التى استطاعت قراءة تفاصيل دقيقة فى حياة الطبيب الشرعى، وأعتقد أن الناس بعد هذا المسلسل، سيدركون مدى المعاناة التى يمر بها الطبيب الشرعى.

 السباعى أكد أنه لم يطلب حذف أى مشاهد من المسلسل، وأن كل التعديلات التى أجراها على النص لها علاقة بالمادة العلمية وشخصية الطبيب الشرعى، وقال: بصراحة فريق عمل المسلسل كان متعاوناً جدا ونفذ كل التعديلات والتزم جيدا بالشرح الذى قدمته له، كما أن أداء يسرا لدور الطبيبة الشرعية جيد، لا توجد فيه مبالغه.

جاء رأى د. فخرى صالح، كبير الأطباء الشرعيين ورئيس مصلحة الطب الشرعى سابقا، مناقضا تماما لرأى السباعى، وأكد فخرى لـ«المصرى اليوم» أنه رغم اجتهاد يسرا فى الدور، لكن الموضوع «كبر منها» حسب وصفه، وقال: يسرا بالغت جدا فى فهم الدور، فضلا عن أن المسلسل لم يقدم سوى ٥% من شخصية الطبيب الشرعى، وللأسف نقل أسوأ جزء عنده، بل أساء لسمعته، وقال: هناك مآخذ كثيرة على المسلسل، منها أنه أوضح أن مصلحة الطب الشرعى بها فتن وحقد بين العاملين فيها، وطوال عملى الجاد داخل المصلحة لم أجد أى جوانب عاطفية ولا تسبيل العيون الذى نراه فى المسلسل، وبصراحة لا أخفى حزنى من العمل الذى أساء للطبيب أكثر مما عرض لحياته الشاقة، ولا أقول إن الطبيب الشرعى ملاك، لكنه ليس بهذا السوء الذى عرضه المسلسل، وحتى إذا وجدت سلبيات، لا يجب أن نتناولها فى أول عمل درامى عن شخصية الطبيب الشرعى، وأحيانا أشعر أننى اتابع «ست كوم» كوميدى أو «فانتازيا» عن الطب الشرعى، لأنه هدم صورة الطبيب الشرعى ولم يحسنها كما يعتقد البعض، كما أن المسلسل به مغالطات من عينة أن طبيب المعمل يمارس عملا إضافيا بعد الظهر، وهو أمر ممنوع بالنسبة لكل العاملين فى المصلحة، فلا يستطيع أحدنا العمل فى أى وظيفة أخرى لحساسية دورنا.

صالح شكك فى أن يكون د. السباعى قد أشرف على جميع حلقات المسلسل، وقال: أصله لو أشرف على المسلسل ما كانش طلع بهذه الصورة، وأعتقد أنه أعطاهم بعض النصائح المتعلقة بالشخصية استفادوا منها، وقال: من أكثر المشاهد التى أحزنتنى عندما وضع العاملون طعامهم داخل ثلاجات حفظ الموتى، ليس لأنه مشهد مقزز فحسب، بل لأنه مشهد لا يحدث من الأساس، وبه إساءة بالغة للعاملين فى المصلحة. أكد صالح أن دور يسرا مبالغ فيه، لأن الطبيب الشرعى دوره ينتهى عند كتابة التقرير، ولا يفعل مثلما تفعل يسرا، لأن الباقى مهمة جهات التحقيق وليس الطب الشرعى.

ويرى صالح أن المسلسل لم يعرض ولو واحد على مائة مما عرضه مسلسل «المحاكمة» عام ١٩٨٩ بطولة صلاح السعدنى وسماح أنور، وقال: رغم أن «المحاكمة» لم يتوغل فى خبايا العمل فى مهنة الطب الشرعى، فإنه قدم صورة أفضل مما يقدمه «بالشمع الأحمر»، وكان من الممكن أن يكون هذا المسلسل هو الأفضل فى رمضان لو عالج الموضوع بحرفية أكثر وقدم وجهة نظر متعمقة خالية من الحشو، لكنه كغيره من الأعمال أخذ القشرة وترك المضمون، فلا يجب أن نعتبر المسلسل ينقل صورة للطب الشرعى فى مصر.

المصري اليوم في

31/08/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)