حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

رمضان 2010 برمجة مشرعة على كل الاحتمالات، فليبدأ السباق...

جورج موسى

عمّ يبحث المشاهد في رمضان؟ هل يتلهَّف لأعمال تحاكي التحولات السياسية في الشارع العربي؟ أم على العكس يطمح للهروب صوب عالم خيالي تملؤه الانتصارات، في وقت يعيش هو واقعاً مأزوماً تحاصره الهزائم؟ ثم هل تنشدُّ الذائقة الفنية اليوم صوب مسلسلات تغوص في الهموم اليومية التي يرزح تحت نيرها المواطن؟ أم الموضوع برمتِّه لا يحتمل المبالغات؟ كون المشاهد القابع أمام الشاشة الصغيرة، لا يطلب أكثر من متابعة قصص شيِّقة، يتماهى مع أبطالها وحياتهم الوهميّة... كل هذه الأسئلة تحضر عند بدء الحديث عن سباق رمضان التلفزيوني لعام 2010... وهي أسئلة تبدو ملحّة، في ظلِّ خضوع الفضائيات لمنطق تسويقي، همُّه الوحيد جذب أكبر عدد من المشاهدين، وبأيِّ ثمن!

لكن مهلاً... أصحاب رأس المال هذا العام يتخبّطون في المصاعب ويواجهون جملة من التحديات: في وقتٍ ما زالت تبعات الأزمة المالية حاضرة، ها هو شهر الصوم يحلُّ في عزِّ الصيف حيث تنخفض نسبة المشاهدة وتشحُّ الإعلانات (راجع المقالة أدناه)... ولأنّ المنتِج لم يعد يحتمل المجازفات، اختار هذا الموسم أن يقفز في أحضان الثالوث المحرَّم، مراهناً على مسلسلات تقارب المحظور، متوخيّاً الإثارة لضمان نسب مشاهدة مقبولة. وهو يفعل ذلك، مدركاً أن الشاشة الصغيرة ــــ مهما اشتدَّتْ عليها المنافسة من وسائط «الميديا» الحديثة ــــ ما زالت الفضاء الأخير للأحلام مؤجلة، والوسيلة الأمثل لقتل الوقت الضائع.

الإثارة تبدو جليةً عند القيام بجولة على أبرز الإنتاجات. في الدراما المصرية، أعمالٌ تفتح ملفّات شائكة وتعيد كتابة التاريخ: «الجماعة» (عن الإخوان المسلمين)، «ملكة في المنفى» (عن الملكة نازلي)، «عابد كرمان» (عن الجاسوسية وأسرار الإستخبارات)... أما دمشق، فترفع سقف التحدّي، لتحارب التطرف، وتنتقد رموزاً سابقين في النظام، وتتوقف عند العلاقات مع لبنان: «البقعة السوداء»، و«لعنة الطين»، و«الزلزال»، و«ما ملكت أيمانكم»...

ومن الإنتاجات العربية المشتركة، يحضر التشويق في «سقوط الخلافة» (تلميع صورة الإمبراطورية العثمانية)، و«كليوبترا» (إنصافها من الظلم الذي تعرضت له تاريخياً حسب تصريحات صناعه)، و«ذاكرة الجسد» (عن رواية أحلام مستغانمي).

وعلى الخطِّ نفسه، تقدِّم «المنار» مسلسلاً إيرانياً مدبلجاً إلى العربية، هو «المسيح».

وقريباً من الملفّات الشائكة، تطلُّ المرأة محوراً أساسياً. هكذا تقدِّم الدراما المصرية عشرات البطولات النسائية (غادة عبد الرازق، مي عزّ الدين، داليا البحيري، هند صبري...)، فيما تتوقف الدراما السورية عند علاقة المجتمع الشرقي بالأنثى وجسدها («الخبز الحرام» و«تخت شرقي»). أما في الخليج، فتحضر هموم الفتيات مع «بنات آدم» و«ليلة عيد»... حتى المسلسل اللبناني شبه اليتيم «للحب وجه آخر»، فمحوره الأساسي بطلة.

وفيما تبقى «الحارة» حاضرة بأمجادها الغابرة وتستعيد الكوميديا موقعها الريادي، يظهر لبنان هذا الموسم لاعباً أساسياً في ساحة المنافسة: ممثلون يشاركون في الدراما العربية (كارمن لبّس، كلوديا مرشيليان، رفيق علي أحمد...)، مقدِّمون يطلّون ببرامج من القاهرة (نضال الأحمدية وطوني خليفة ورزان...)، نصوصٌ سورية تتطرَّق للوضع اللبناني والعلاقة بين البلدين («لعنة الطين»، «الزلزال»...). أما الفضائيات اللبنانية التي خسرت رهانها على المشاهد الخليجي، فتعود لمغازلة جمهورها المحلي، من دون الاتكال على الدراما اللبنانية!

بقي أن نذكر أننا تجنّبنا في هذا الملف الذي يقترح جولة على أبرز البرامج والمسلسلات، الإشارة إلى كل أوقات العرض، بسبب السرية التي فرضتها بعض الفضائيات، وما قد يترتب على ذلك من تعديلات مفاجئة على المواعيد في اللحظات الأخيرة... على أن نعود إليها تفصيلاً طيلة الشهر الفضيل.

الأخبار اللبنانية في

24/08/2010

 

العلاقات السورية ـ اللبنانية: متاهات درامية بامتياز

وسام كنعان 

حتى الأمس القريب، لم يكن صنّاع الدراما قادرين على التحرُّك كما يفعلون اليوم: ثلاثة مسلسلات تفتح ملفات شائكة، تنتقد رموزاً، وتغوص في الخضّات الأخيرة التي شهدتها المنطقة

تحظى الدراما السورية حالياً بسقف من الحرية أعلى وبهوامش أوسع مما كانت تتمتع به سابقاً. ويبدو مفاجئاً أن الرقابة لا تتصدى لها، بل هي تباركها وتقف إلى جانب صناعها. والسبب ببساطة أنها تفضح رموزاً سابقة (في النظام) وتكشف عن فساد يروق للرقيب أن يظهر للعيان من خلال أعمال درامية. إذاً الرقابة في سوريا اليوم لا تضرب بقبضة من حديد، وتلجم حالة من الإبداع فحسب، بل تتدخل لتضفي مزاجها على بعض الأعمال. وعلى رغم أن أشياء كثيرة كانت تثير الجدل وتحمل تفاصيل غنية تستحق تقديمها في عدد كبير من الأعمال الفنية، إلا أن السوريين لم يتجرأوا على اقتحام تلك المواضيع، لصعوبة مقارعة الرقيب عند خط أحمر يمنع الاقتراب منه. هكذا، ظلت العلاقات السورية ــــ اللبنانية محاطة بالغموض والتجاهل المتعمد بالنسبة إلى الإعلام السوري بما فيه الدراما. وذلك لفترة طويلة لم يرَ المشاهد خلالها سوى برنامج محمود عبد الكريم الشهير «سوا ربينا» الذي قدم وجهة نظر عاطفية لا تمت لحقيقة العلاقات بين الشعبين بأي صلة. ثم جاءت نقطة التحول مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري ليخرج أول عمل فني يحاكي هذه العلاقات بوجهة نظر السلطة السورية: العرض المسرحي «قيام سكوت جلوس» (تأليف محمود عبد الكريم وإخراج أخيه زهير عبد الكريم). ثم قدمت ريم حنا مع باسل الخطيب مسلسل «رسائل الحب والحرب» الذي يتعرض في أحد محاوره للملف السوري ــــ اللبناني.

بعد ذلك، أطلق المخرج جود سعيد على نفسه اسم مخرج العلاقات السورية ــــ اللبنانية بعد فيمله «مرة أخرى» الذي يغوص في هذه العلاقات، متوعداً الجمهور بتقديم مجموعة من الأفلام عن الموضوع نفسه. لكن اللافت هو اجتياح الدراما الرمضانية السورية في 2010 موضة جديدة اسمها لبنان، أو العلاقات السورية ــــ اللبنانية.

الموسم الحالي يقدم ثلاثة أعمال دفعة واحدة عن الموضوع ذاته. وقد يكون الأمر مجرد مصادفة، وخصوصاً أن سيناريو واحد من المسلسلات الثلاثة ــــ هو «البقعة السوداء» («شبكة قنوات التلفزيون السوري») الذي ينتجه التلفزيون السوري ــــ كان يغط في نوم عميق في أدراج الرقابة. منذ عام 2003، أنجز السيناريست خلدون قتلان نص هذا المسلسل ليفرج عنه هذا العام. العمل يُصوَّر بكاميرا المخرج رضوان محاميد، ملقياً الضوء على العلاقات السورية اللبنانية، وما واجهه لبنان من أحداث وحروب، وخصوصاً الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982. ثم يقدم رسائل حب في زمن الحرب، بالمرور على حالات إنسانية مع قصة أحد الضباط السوريين الذي تعرض لحادثة أثناء الحرب أدت إلى بتر قدمه. ثم يحكي عن معاناة عائلات الشهداء السوريين في لبنان. يشارك في بطولة المسلسل كل من عمر حجو ونجاح حفيظ وقاسم ملحو وجيهان عبد العظيم ولينا حوارنة. في المقابل، يعود الكاتب سامر رضوان والمخرج أحمد إبراهيم أحمد إلى فترة الثمانينيات ليقدما لنا ظروف الحصار الاقتصادي الذي كانت تعانيه سوريا في «لعنة الطين» («الفضائية السورية» و«الشبابية» و«الدنيا»). هذا المسلسل يعرج على العلاقات السورية ــــ اللبنانية من خلال إحدى شخصياته، وهي شخصية مقاوم في الفصائل الفلسطينية عاصر الأوضاع السياسية في لبنان، وعاد إلى سوريا ليحكي عن ذاكرته. وذلك ضمن حبكة درامية وتشابكات للأحداث، إضافة إلى فضح بعض الرموز السابقة في النظام السوري، وهي رموز تحوّلت إلى معاداته. المسلسل من بطولة وائل شرف ومكسيم خليل وسمر سامي وخالد تاجا. ومن المفترض أن يمثّل انطلاقة جديدة لشركة قبنض للإنتاج الفني التي تعثرت بما أنتجته في العامين السابقين.

على طرف آخر، كان المخرج محمد الشيخ نجيب قد أكد في تصريحات صحافية أن زلزالاً سيضرب أوساط المشاهدين للدراما السورية عندما يعرض مسلسله «الزلزال» («شبكة قنوات التلفزيون السوري») الذي كتبه بسام جنيد ويشارك في بطولته كل من أمل عرفة وسلوم حداد وفارس الحلو وقيس الشيخ نجيب وضحى الدبس. العمل لا يبتعد كثيراً عن الأجواء التي تدور حولها أحداث المسلسلين اللذين سبق ذكرهما. إذ يطرح الزلزال تداعيات الحرب الأهلية اللبنانية، لتدور أحداثه بين عام 1975 وعام 1990، متوقفاً عند حقبة الثمانينيات من القرن الماضي والظروف الاقتصادية التي قادت بعض السوريين إلى العمل في مهن غير قانونية كالتهريب مثلاً. إذاً، الرهان سيكون على المواضيع التي لم يسبق التطرق لها.

فضلاً عمّا سبق، وجد ممثلون لبنانيون في الدراما السورية ملاذاً لهم نتيجة جمود الدراما في بلدهم وضيق انتشارها. فقد سبق وعمل في المسلسلات السورية كل من كارمن لبس وعمار شلق والمغنية مايا نصري ونادين نجيم وماغي أبو غصن، وآخرون... والموسم الحالي يمثّل فسحة لحضور أكثر من نجم لبناني سبق وشارك بعضهم في أعمال دمشق، ومنهم رفيق علي أحمد وأنطوان كرباج وبيار داغر وجهاد الأندري.

الأخبار اللبنانية في

24/08/2010

 

الدراما السورية خرجت من العشوائيات

وسام كنعان 

بعدما تراجعت حظوظ قصص الحارات... ها هو المسلسل الاجتماعي المعاصر ينال حصة الأسد. دمشق هذا الموسم مشغولةٌ بالتفاصيل الصغيرة والمجتمع الذكوري وذوي الاحتياجات الخاصة

اعتادت الدراما السورية على اللحاق بالموضة. كما اعتاد مخرجوها على تقليد نجاحات بعضهم، مع تسيّد نوع درامي واحد، غالباً ما تطلبه الفضائيات أو الجهات الممولة. وفي رمضان هذا العام، سينال المسلسل الاجتماعي المعاصر مجدداً حصة الأسد. لكن اللافت هو خفوت نجم العشوائيات، وتراجع حظوظ قصص الحارات المبعثرة. ومع ذلك، سيسجل الموسم الحالي مأساة واحدة لسكان أحد الأحياء العشوائية الشهيرة في دمشق من خلال «بعد السقوط» (تأليف غسان زكريا، إخراج سامر البرقاوي، بطولة وائل شرف وصفاء سلطان). يحكي المسلسل عن معاناة سكّان بناء مؤلف من ستة طوابق، وهم يستغيثون من تحت الأنقاض. وهو سيُقدّم بأسلوب جديد على الدراما السورية، إذ إن الحلقات الثلاثين ستنقل ما جرى في أربع وعشرين ساعة. أما المخرج نجدت أنزور، فقد قرر أن يستأنف إشكاليته مجدداً بشراكته مع الكاتبة هالة دياب في «ما ملكت أيمانكم»، متعرِّضاً لنماذج من المجتمع الإسلامي بعضها متطرف والآخر معتدل، وملقياً الضوء على الظلامية التي تحيط بنا وعلى الإرهاب. المسلسل الذي واجهته حملة على المواقع الإلكترونية، اشترته محطات عدة. لكنَّه في المحصّلة لن يعرض في رمضان سوى على شاشة «المستقبل». وفيما سجَّل جورج وسوف بصوته مقدّمة العمل، يجسد بطولته كل من مصطفى الخاني وسلافة معمار. على خط آخر، يخبرنا المخرج سيف الشيخ نجيب أسرار وخبايا النفوس وكيف تدور مشاعر الناس من خلال ما كتبته رانيا بيطار نادين خوري ورضوان عقيلي وعلاء الدين الزيبق في «وراء الشمس»في «الصندوق الأسود» الذي يحكي لنا عن قسوة طبيب سيواجه بنفسه لعنة المرض. المسلسل من بطولة بسام كوسا ومنى واصف ويعرض على قناة «الجديد». ولأن هذا العام هو عام المواضيع الجديدة والمتنوعة، يطلّ علينا الكاتب محمد العاص والمخرج سمير حسين في «وراء الشمس» (على LBC الأرضية والفضائية، و»دبي)، ليطرحا قصة عن ذوي الاحتياجات الخاصة، وأسئلة أخلاقية ودينية كبيرة عن السماح للأهل بالتخلص من جنينهم إن ظهر بأنّه من ذوي الاحتياجات الخاصة. المسلسل من بطولة رضوان عقيلي، وصبا مبارك، وباسل خياط وشاب مصاب بمرض «متلازمة دوان» هو علاء الدين الزيبق، وذلك في خطوة غير مسبوقة للدراما السورية، بينما يلعب بسام كوسا دور مصاب بالتوحد.

إلى جانب هذا العمل، سيتم إحياء سباعية «أسعد الوراق» المأخوذة بالأصل عن قصة «الله والفقر» لصدقي إسماعيل، بمسلسل ثلاثيني كتب السيناريو الجديد له هوزان عكو وأخرجته رشا شربتجي والبطولة لتيم حسن وأمل عرفة. والمسلسل يحكي عن دمشق مطلع القرن العشرين والعلاقات الاجتماعية السائدة وقتها، وقصة حب عميقة لبطل العمل («دبي»، LBC الأرضية).

عبد المنعم عمايري في «الخبز الحرام»من جانب آخر، تحاول لورا أبو أسعد التي تدير شركة «الفردوس للإنتاج الفني» أن تتجاوز أخطاءً وقع فيها زملاؤها سابقاً عندما تولوا إدارة شركات إنتاج. إذ فضّلت أبو أسعد الابتعاد عن عملها كممثلة في المسلسل الوحيد الذي تنتجه، ويعد التجربة الثانية لريما فليحان ويارا صبري في كتابة السيناريو، ولماهر صليبي في إخراج الدراما. مع بسام كوسا ويارا صبري، يطرح «قيود الروح» («سورية دراما») تفاصيل صغيرة من واقع المجتمع السوري عبر قصة ثلاث عائلات تجمعهم صدفة انتظارهم مولوداً جديداً في المستشفى نفسها.

بسام كوسا يصاب بالتوحُّد ومرح جبر تأكل «الخبز الحرام»

المرأة ستبقى حاضرة بقوة في مسلسلات دمشق. إضافة إلى التعريج على مشاكلها وطبيعة علاقتها بالرجل في غالبية المسلسلات، سيفرد «الخبز الحرام» (تلفزيون «الجديد») حلقاته للبحث في قضايا تخص المرأة وما يختزنه المجتمع السوري من أفكار تجاهها. والمسلسل من تأليف مروان قاووق وإخراج تامر إسحاق وإنتاج شركة «غولدن لاين» ومن بطولة خالد تاجا وأيمن رضا ومرح جبر وباسل خياط. وتقودنا الكاتبة يم مشهدي للعب على وتر الجنس والموسيقى معاً لتحكي لنا في «تخت شرقي» (إخراج رشا شربتجي، بطولة أمل عرفة وسلوم حداد، على («المشرق» و«أبو ظبي») عن زحف المجتمع السوري نحو الاستهلاك غير الضروري، مع التركيز على الأنثى وعلاقتها بجسدها. وعلى رغم صحوة التلفزيون السوري وإنتاجه مسلسلات عدة هذا الموسم، فإنه غالباً ما يجهّز أعماله بحبسها لمصلحة قنواته، من دون أن تقدم الفضائيات الأخرى على شرائها. هكذا، ينتج التلفزيون الرسمي «الهروب» الذي كتبه رامي الطويل ويخرجه ثائر موسى، ويقوم ببطولته طلحت حمدي وعزة البحرة. يدخل العمل عوالم الحب والرومانسية من خلال قصة فنان تشكيلي يهجر خطيبته ويسافر عشرين عاماً، ثم يعود ليبحث عنها. كما ينجز التلفزيون مشروعاً كان قد بدأه منذ زمن، وهو تحويل نصوص الكاتب زكريا تامر لمسلسل أعدَّ السيناريو له منيف حسون ليحمل اسم «أقاصيص مسافر» بتوقيع المخرج خالد الخالد. والعمل متصل منفصل، من بطولة سمر سامي ورنا أبيض.

دمشق الفاضلة وحاراتها الطوباوية

قصي خولي في «أهل الراية 2»كما تعودنا، سيفتح لنا عراب دراما البيئة الشامية بسام الملا أبواب المدينة الفاضلة دمشق من خلال الجزء الخامس لـ«باب الحارة» (إخراج مؤيد الملا). وفي الجزء الأخير الذي يعرض على mbc وmtv اللبنانية، سنشهد حمية الرجال وتولي معتز منصب العكيد. كما ستجلو فرنسا عن دمشق على أيدي رجال حارة الضبع (وائل شرف ووفيق الزعيم وميلاد يوسف). في المقابل يعود رضا الحر (قصي خولي) للظهور مجدداً في حضرة السلطان أبو الحسن (عباس النوري) الذي لم يعرف التاريخ أن شخصاً رفض له طلباً. تحت إدارة المخرج سيف الدين السبيعي، يقدم الكاتب أحمد حامد الجزء الثاني من «أهل الراية» («روتانا خليجية»، وقناة «الجديد»). وأخيراً، يستمر سامر المصري في حالة البحث عن الشهرة المفقودة للعكيد أبو شهاب في مسلسل شامي جديد هو «الدبور» (أيضاً على «الجديد») من كتابة مروان قاووق وإخراج تامر إسحاق.

الأخبار اللبنانية في

24/08/2010

 

المجاهدون والفراعنة يعودون هذا المساء

وسام كنعان 

بعدما خفَّ بريقها في السنوات الماضية، تعود المسلسلات التاريخية بقوة في رمضان 2010: موعدنا مع سير قادة تاريخيين وروّاد مسرح وشيوخ من البادية وسلاطين من الباب العالي

الموسم الجديد للدراما السورية يتّسم بعودة قوية للعمل التاريخي على اعتبار أنّ المسلسلات التي تنهل موضوعاتها من أحداث جرت أو يتخيّل صنّاع الدراما أنها حدثت في نهايات القرن الماضي وبدايات هذا القرن، يمكن أن نسميها أعمالاً تاريخية أيضاً. وجميع المعنيين بصناعة الدراما شبه متفقون على أنّ صاحب الكلمة الفصل في رسم مسار قافلة الدراما، هو صاحب رأس المال، وهو غالباً خليجي الهوية بالنسبة إلى الدراما السورية.

يتوقف أنزور عند المقاومة الجزائرية، ويقدِّم الخطيب «أنا القدس»

لذا فقد ارتأى صاحب المال هذا الموسم أن تعود مسلسلات دمشق إلى زمن داحس والغبراء! ولا بد أن تكون هذه العودة ممزوجة بهالة القداسة التي يجب أن تمر على كل الشخصيات التاريخية كي تنجو تلك الأعمال من مجموعة الرقابات التي تسيطر على العالم العربي. هكذا سلّمت الراية آخر شركة سورية تنتج دراما بمالها الوطني، وهي «سوريا الدولية» للتلفزيون القطري. وعندما تلقت الشركة السورية بفائق السعادة رغبة تلفزيون قطر بإنجاز مسلسل عن القائد التاريخي «القعقاع ابن عمر التميمي» (على تلفزيون قطر، وmbc)، كلَّفَتْ محمود الجعفوري بكتابة السيناريو. العمل الذي يخرجه المثنى صبح، ويقوم ببطولته سلوم حداد ومنى واصف وسعد مينه، استطاع أخيراً تجاوز العراقيل التي جعلت التصوير يمتد لأكثر من عام. ضمن المرحلة ذاتها التي يتعرض لها «القعقاع»، كتب محمود عبد الكريم «رايات الحق» وهو يخوض في خلفيات مجموعة من الشخصيات التي عاشت أثناء فترة الفتوحات الإسلامية وحروب الردة. العمل من إخراج الأردني محمود الدوايمة وبطولة أيمن زيدان وأسعد فضة وياسر المصري وبيار داغر، ويُعرض على «السومرية» و«إنفينتي». كما نستعيد هذا العام أمجاد الملكة «كليوبترا» («روتانا خليجية» و«القاهرة والناس» و«شبكة قنوات التلفزيون المصري» و«ميلودي دراما»...) ، في محاولة لإنصافها بعد الظلم الذي تعرضت له تاريخياً حسب تصريحات صناع العمل. كتب النص السيناريست قمر الزمان علوش وأخرجه وائل رمضان، فيما البطولة لسلاف فواخرجي ووائل رمضان وفتحي عبد الوهاب. ويحاول صناع العمل العربي المشترك «سقوط الخلافة» (قناة «الصفوة») تقديم الجانب المشرق من الدولة العثمانية وآخر سلاطينها وهو السلطان عبد الحميد الثاني، وذلك كنوع من الاعتذار لتركيا والعرفان بالجميل لإدارتها الحالية متمثلة برئيس وزارئها رجب طيب أردوغان. هكذا، كتب يسري الجندي نصاً كفيلاً بتلميع الإمبراطورية، وهو ما وصلنا من تصريحات بطليه السوري عباس النوري والمصري أحمد راتب ومخرجه الأردني محمد عزيزية. وسط كل ذلك، ظل المزاج عند المخرج حاتم علي هذا الموسم بدوياً، ليأخذنا إلى وحي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وأشعاره، ويقدم عملاً يحكي عن تاريخ البدو في شبه الجزيرة العربية في القرن التاسع عشر وعن الخيل الأصيلة كرمز للكرامة العربية، كما صرح كاتب السيناريو عدنان العودة. اللافت هو ميزانية مسلسل «أبواب الغيم» (على «دبي») التي قاربت ميزانيات هوليوود حسبما تحدث أبطاله للصحافة. وهو من بطولة غسان مسعود وقصي خولي وسلافة معمار. وفي ما يخص التاريخي المعاصر، فقد أعد المخرج الفلسطيني السوري باسل الخطيب بمشاركة شقيقه تليد، نصاً عن تاريخ القدس بدءاً من عام 1917 حتى سنة 1967، عبر الاعتماد على روايته «أحلام الغرس المقدس». ورصد لـ«أنا القدس» («الفضائية سورية» و«المنار») ميزانية ضخمة تصل إلى 3 ملايين دولار، ما سمح باستقطاب عدد كبير من النجوم العرب مثل صبا مبارك وفاروق الفيشاوي وعابد فهد وكاريس بشار وصباح الجزائري. وبينما يقود نجدت أنزور تاريخ المقاومة الجزائرية في «ذاكرة الجسد» التي كتبت السيناريو له ريم حنا عن رواية أحلام مستغانمي، بطولة جمال سليمان وأمل بوشوشة، ويعرض على «أبو ظبي»، «الدنيا» وLBC الأرضية، كذلك تحقق إيناس هيثم حقي واحداً من أحلامها بتوليها إخراج السيرة الذاتية لرائد المسرح العربي «أبو خليل القباني» بعدما كتب السيناريو خيري الذهبي ليجسد دور القباني باسل خياط. والعمل يعرض على قناة «س» للمسلسلات.

الأخبار اللبنانية في

24/08/2010

 

من «بقعة ضوء» إلى «ملك التاكسي» : هل استردت الكومــيديا عافيتها؟

وسام كنعان 

إلى جانب تميز السوريين بتجسيد الشخصيات التاريخية، فقد برعوا بتقديم جرعات كوميدية، يبدو أن المشاهد العربي والسوري تحديداً بأمسّ الحاجة لها ضمن الواقع المأزوم الذي يعيشه. وربما كانت أنجح الأعمال الكوميدية هي أعمال اللوحات المنفصلة ومن أشهرها «مرايا» و«بقعة ضوء». لكنّ الموسم الحالي يشهد غياب «مرايا» ياسر العظمة، وذلك لرغبته في الابتعاد عن زحمة رمضان ليتسنى للمشاهد متابعة مسلسله بهدوء بعد شهر الصوم. بينما يعرض مسلسل «بقعة ضوء» في جزئه السابع الذي تنتجه شركة «سورية الدولية» بإشراف الممثل أيمن رضا، وفي غياب شريكه باسم ياخور. وبعدما كان مقرراً أن يدير العمل مجموعة من المخرجين، عادت الشركة المنتجة لتولي القيادة إلى المخرج ناجي طعمي، ليكشف للمشاهد عن جملة من المشاكل التي يغرق فيها الشارع السوري بأسلوب نقدي ساخر. إلا أن المسلسل فقد أهم كتّابه، ولم يبق من بين الأسماء اللامعة التي سبق وكتبت له سوى لقمان ديركي. فيما يلعب بطولته مجموعة من النجوم منهم أيمن رضا وعبد المنعم عمايري ونضال سيجري ونادين سلامة. وفي السياق ذاته، مثّل «بقعة ضوء» (على شبكة قنوات التلفزيون السوري، «إنفينتي»، OTV) مصدراً لإلهام بعض الكتاب، فأعادوا كتابة واحدة من لوحاتهم التي شاركت في المسلسل، لكن على مدار ثلاثين حلقة. هكذا، كتب ممدوح حمادة مسلسل «ضيعة ضايعة» في جزءين، يعرض الثاني منه في رمضان بتوقيع المخرج الليث حجو. وفيه، يعود أسعد (باسم ياخور) ليحوك المكائد لجودة (نضال سيجري) ضمن حكايات بسيطة تنهل من واقع أرياف الساحل السوري المغرقة في البساطة والعفوية. وكل ذلك يجري وسط اللعب على وتر اللهجة بطريقة كوميدية، إذ تترجم بعض الجمل غير المفهومة إلى الفصحى كتابةً على الشاشة. «ضيعة ضايعة 2» من إنتاج شركة «سامة للإنتاج الفني» ويعرض على «أبو ظبي» وقناة «المشرق». كذلك، أعاد النجم السوري سامر المصري بمشاركة رازي وردة كتابة إحدى اللوحات التي أداها المصري نفسه في «بقعة ضوء»، لكن بثلاثين حلقة هي قوام المسلسل الكوميدي «أبو جانتي ملك التاكسي». هنا يلعب سامر المصري تحت إدارة المخرج محمد زهير قنوع، شخصية سائق تاكسي يتعرف كل يوم على أشخاص جدد لتُخلق معه قصص مضحكة تستمد أحداثها من عمق الواقع السوري. إلى جانب المصري، يؤدي أدوار المسلسل كل من: أيمن رضا، وسامية الجزائري، وأندريه سكاف، وشكران مرتجى. وهو من إنتاج شركة «ورد وبانة»، ويعرض على شاشة «روتانا خليجية». ولأن الدراما الشامية مطلوبة بكثرة، فقد أخرج فادي غازي مسلسلاً من تأليفه هو «شاميات» («شبكة قنوات التلفزيون السوري» و«المنار») ليقدم مواقف كوميدية عن الدراما الشامية، من خلال لوحات لا تتجاوز مدة كل منها الدقيقتين. والعمل من إنتاج محمد رامي الجندي، ومن بطولة نجاح حفيظ وصباح عبيد وعبير شمس الدين، ويعرض على قنوات التلفزيون السوري. كذلك أنجز فادي غازي مسلسلاً كوميدياً آخر هو «فذلكة عربية» ليسخر من واقع الغناء العربي والفيديو كليب.

في المقابل، تولى المخرج فراس دهني قيادة الجزء الثاني من مسلسل «صبايا» الذي كتب نصه مازن طه ونور الشيشكلي، ليحكي قصة مجموعة من الصديقات يعشن في منزل واحد، ويتعرضن لمواقف اجتماعية تُعرض بأسلوب خفيف وطريف يقترب من كوميديا الموقف. وعلى رغم تعرض المسسلسل في جزئه الأول لانتقادات لاذعة لمبالغته في حالة الاستعراض، بالنسبة إلى مواقع التصوير وأزياء الصبايا، حقق العمل نسب مشاهدة جيدة. وهو ما شجع شركة «بانة» على إنجاز جزء ثان ليكون من بطولة قمر خلف وديمة بياعة وديمة الجندي وكندة حنا وجيني إسبر. يعرض على «روتانا خليجية».

أما آخر الأعمال التي كان يُفترض لها أن تظهر بقالب كوميدي فهو مسلسل «ساعة الصفر» («الجزائر» و «السومرية» و«شبكة قنوات التلفزيون السوري») الذي كتب نصه مازن طه، وأعلن في تصريحات عدة أنّه يطرح من خلاله مجموعة مشاكل يعانيها المجتمع السوري كالبطالة والروتين السائد في دوائر الدولة، وبأسلوب كوميدي محبب للجمهور. لكن بعدما تسلّم المخرج يوسف رزق هذا النص نشب خلاف بينه وبين الكاتب وصل إلى المحاكم، بسبب تعديلات تعرض لها النص من المخرج والمنتج رزق، إذ أقحم فيه شخصية مصاب بالإيدز من دون مبرر. ولا ندري إن كان رزق سيبقى على النفس الكوميدي في العمل الذي جسد أدوار بطولته كل من نادين، ووفاء موصلي، ومنى واصف، وآخرون.

الأخبار اللبنانية في

24/08/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)