حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

نصف قرن على إنشاء التلفزيون المصري

حفل فقير ومتوسط القيمة في اليوبيل الذهبي لـ«التليفزيون المصري»

إيهاب التركي

بين ليلة افتتاح التليفزيون المصري في يوليو عام 1960 ويوليو 2010 نصف قرن يبرز الفارق الواضح بين بداية قوية مؤثرة للجهاز الإعلامي الذي بدا كأحد إنجازات النظام بعد ثورة 23 يوليو، وبين شيخوخة ووهن نفس الجهاز الإعلامي بعد أن أصبح التليفزيون المصري موجوداً لكن دون تأثير كبير، الحفل الذي أقامه التليفزيون تحت سفح الاهرام بمناسبة يوبيله الذهبي حفل عادي للغاية، حضره وزير الإعلام "أنس الفقي"، ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون "أسامة الشيخ" ولم يحضر رئيس الجمهورية الاحتفال رغم أهمية الجهاز الإعلامي كإحدي أهم أدوات النظام ورغم أهمية المناسبة الاستثنائية.

الحفل ظهر بإعداد متواضع للغاية وفقراته الروتينية لا تبرز أنه حفل يقدم في مناسبة غير عادية ولا تتكرر، زينة وأضواء علي مبني ماسبيرو ورقم (50) ضخم أعلي المبني، وفي الجيزة ديكور ضخم مبالغ فيه ومسرح كبير وموائد طعام كبيرة يجلس عليها ضيوف الحفل يتابعون الفقرات، وتحت شعار (كبار بدأنا .. وكبار نستمر) بدأ التليفزيون المصري احتفالاته مساء أمس - الخميس- بمناسبة مرور 50 عاماً علي نشأته الأولي، ورغم أن المناسبة تستحق أن يتم الاعتناء بها بشكل خاص وعلي الأقل تأليف فقرات موسيقية أو أغانٍ خاصة بها، فإن الحفل بدا فقيراً حتي إن افتتاحيته استخدمت فيها الموسيقي الحماسية من فيلم "أوديسا الفضاء" للموسيقار "جيورجي ليجيتي"، فقرات الاحتفال والتكريم قدمت علي موسيقي خفيفة تليق بحفل زفاف، وهذا علي الرغم من أن موسيقاراً كبيراً مثل "عمار الشريعي" أو "عمر خيرت" كان يمكن أن يقوما بتأليف مقطوعات لمثل هذه المناسبة التذكارية. وقد تم في الحفل تكريم كثير من قيادات التليفزيون الراحلين أو من هم علي قيد الحياة، من بينهم " عبد القادر حاتم"- أول رئيس للتليفزيون- ولم يتسلم درع تكريمه بسبب مرضه، بالإضافة إلي "صفوت الشريف"- رئيس مجلس الشوري- باعتباره وزير الاعلام الأسبق ، وأيضاً تم تكريم عدد من المذيعين والمذيعات من رواد التليفزيون أمثال "مفيد فوزي" و"طارق حبيب" و"ليلي رستم" و"سمير صبري"، بالإضافة إلي أسماء وأشخاص قدموا إبداعات فنية للدراما التليفزيونية منهم الموسيقار "عمار الشريعي" والمخرجة "إنعام محمد علي" وكتّاب الدراما "فيصل ندا" و"يسري الجندي" و"وحيد حامد" و"محفوظ عبد الرحمن"، بالإضافة إلي الفنانين "عزت العلايلي" و"سمير غانم" و"نيللي" و"شيريهان" و"فؤاد أحمد" هذا بالإضافة إلي التنويه بعدد كبير من أسماء من ساهموا في بدايات العمل بالتليفزيون، ولا شك أن هناك كثيرين من أبناء التليفزيون كانوا يستحقون التكريم أيضاً لإنجازاتهم حتي لو اختلفوا سياسياً مع النظام، منهم علي سبيل المثال الإعلامي "حمدي قنديل".

فقرات الحفل كانت ملفقة من هنا وهناك، قدم إحداها باليه أوبرا القاهرة، وهي عبارة عن رقصة فرعونية اسمها "أبناء المجد" وأيضاً لم تكن الرقصة علي موسيقي مصرية بل إن موسيقاها مأخوذة من سيمفونية كورالية معاصرة بعنوان Mythodea ألفها الموسيقار اليوناني العالمي "فانجليز" خصيصاً لاحتفالية وكالة «ناسا» الأمريكية بمهمة إرسال مكوك فضاء للمريخ في نهاية التسعينيات، ويبدو أن تلك الموسيقي بالإضافة إلي موسيقي "أوديسا الفضاء" كانت سعياً من منظمي الحفل لبث أجواء الفخامة علي الحفل، لكنهم أغفلوا أن الأنسب أن يكون حفل التليفزيون معبراً عن جميع إمكاناته الدرامية والفنية المفترضة. وقد قدم الحفل موسيقي مصرية أخيراً بعد أن قدم الموسيقار "عمر خيرت" علي البيانو وبمصاحبة أوركسترا أوبرا القاهرة عدداً من مؤلفاته الموسيقية كان من بينها موسيقي عدد من تترات المسلسلات التليفزيونية التي قام بتأليفها، وصاحبته المطربة "لطيفة" بغناء أغنية "تعرف تتكلم بلدي" في نهاية الحفل، وكان غريباً أن التليفزيون الذي قام بكل همة بتجهيز وإنتاج أغنية بمناسبة شفاء رئيس الجمهورية من عملية جراحية منذ شهور لم يهتم كثيرا بإنتاج أوبريت أو أغنية أو مقطوعة موسيقية بهذه المناسبة والاحتفالية تتناول إنجازات التليفزيون خلال 50 عاماً.

الدستور المصرية في

23/07/2010

 

أزمة اللحظات الأخيرة فى اليوبيل الذهبى للتليفزيون

حاتم جمال الدين 

شهدت اللحظات الأخيرة قبل بداية الاحتفال باليوبيل الذهبى للتليفزيون المصرى حالة من الغضب، حيث أبدى العديد من الشخصيات الإعلامية المرموقة فى تاريخ التليفزيون استياءها من استبعاد تكريمها فى هذه الاحتفالية التى لا تتكرر إلا كل 25 سنة، وبعضهم أبدى غضبه فى تعليقات ساخرة على أسلوب إدارة الاحتفال، والبعض الآخر قام بإرسال خطابات رسمية.وكانت من بين المحتجين المخرجة فريدة عرمان، التى أرسلت خطاب احتجاج للمهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون بعد أن تم تجاوز اسمها فى تكريمات اليوبيل.

وفى تصريحات لها قالت د. فريدة عرمان إنها كانت أول مخرجة تليفزيونية، وأن كل من سبقوها بالعمل فى التليفزيون العربى كانوا مخرجين سينمائيين أو إذاعيين، وأنها تم تعيينها فى ماسبيرو مع انطلاق التليفزيون عام 1960، وأضافت بأنها عملت فى منظومة الإعلام المصرى لمدة 35 عاما، وتقلدت خلال رحلتها العديد من المناصب القيادية، فضلا عن تقديمها 450 فيلما تسجيلا تمثل تسجيلا لجزء كبير من ثقافة وتراث مصر الحضارى، وأنها كانت أول من قام بتصوير الأغانى، وأن أغانيها المصورة ساهمت فى تشكيل وجدان المصريين فى فترة تاريخية عصيبة، ومنها أغنية مصر تتحدث عن نفسها، وعلى باب مصر والنهر الخالد وغيرها الكثير من الأغانى الوطنية.

وأكدت أنها الأحق بالتكريم فى مثل هذه المناسبة، مشيرة إلى أنها فى حالة وجود تعمد بعدم تكريمها ستلجأ للوسائل القانونية، وستقاضى ذلك المسئول الذى استبعدها من قوائم المكرمين.مسئولون فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون أكدوا أنه تم اختيار المكرمون بشكل رمزى يعبر عن الأجيال المتلاحقة، وأنه تم الاهتمام بالرعيل الأول، الذين تحملوا مسئولية المبادرة الأولى فى إطلاق هذا الكيان العملاق المسمى بالتليفزيون المصرى.

وكشفت مصادر داخل اللجنة العليا لاحتفال اليوبيل أن اختيار المكرمين كان من خلال لجنة على أعلى مستوى، وتم الترشيح بناء على تاريخ هؤلاء الإعلاميين وقدر العطاء الذى قدموه، وهذا لا ينفى أن هناك آلافا يستحقون التكريم ممن أعطوا التليفزيون المصرى فى مراحل مختلفة من تاريخه، ولم ينف أن هناك كثيرا من الإعلاميين قد أبدوا رغبتهم فى طرح أسمائهم كمكرمين فى اليوبيل، وعندما تم طرحهم أمام اللجنة وافقت على ضمهم للكريمات، ومن هنا ارتفعت فى اللحظات الأخيرة ليصل إلى 57 شخصية بعد أن تم الإعلان عن تكريم 50 فقط، وأشار إلى اسم المخرجين التسجيليين على الغزولى وسميحة الغنيمى من الذين تم ضمهما للمكرمين فى الساعات الأخيرة.

الشروق المصرية في

23/07/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)