بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشائه، يشهد التليفزيون المصرى خلال
احتفالاته باليوبيل الذهبى، العديد من التطورات التى استقر عليها المهندس
أسامة الشيخ رئيس الاتحاد بعد الاجتماع الذى عقده أنس الفقى وزير الإعلام
وعدد من قيادات التليفزيون المصرى، وتم الاستقرار على تطوير القنوات
المتخصصة والإقليمية التى فقدت هدفها وهرب منها المعلنون،
وافتتاح قناة «التليفزيون العربى» لعرض تراث التليفزيون عليها، وتحتوى على
مواد برامجية وإخبارية وتاريخية ووثائقية ومنوعات توثق وتؤرخ مسيرة
التليفزيون منذ إنشائه حتى الآن، إضافة إلى إطلاق قناة «النيل الإخبارية
الدولية» الجديدة، التى تتبع قطاع الأخبار، والتى تردد أن الهدف من
إطلاقها، محاولة القضاء على البطالة فى التليفزيون بعد أن وصل عدد العاملين
فيه إلى ٤٨ ألف عامل.
أجواء إطلاق قناة «التليفزيون العربى» شهدت خلافات عديدة داخل التليفزيون،
فقد رفض رؤساء القنوات وبعض المخرجين إسناد رئاسة القناة لعمر زهران رئيس
قناة «نايل سينما»، واعتصموا الأسبوع الماضى أمام مكتب أسامة الشيخ، مما
جعله يتخذ قرارا بأنه سيتولى بنفسه رئاسة القناة، رافضا تعيين رئيسا لها
حتى الآن، وكان «الشيخ» كلف «زهران» برئاسة هذه القناة – حسبما يتردد فى
ماسبيرو- بعد أن طلب من رؤوساء القنوات والمخرجين تقديم تصور لها، فلم
يتقدم سوى عمر زهران، فتحمس له «الشيخ» وأسند إليه مسؤولية القناة، ومن
المقرر أن تبدأ القناة الجديدة يوم ٢١ يوليو الجارى لمدة ٢١ يوما وتتوقف
خلال شهر رمضان ثم تعود بعده.
ويواجه أسامة الشيخ حاليا أزمة فى نقل المواد الإعلامية القديمة على شرائط
جديدة بسبب عدم وجود الماكينات المتخصصة فى ذلك بقطاع الهندسة الإذاعية
فاضطر إلى الاستعانة بالماكينات الموجودة فى مدينة الإنتاج الإعلامى التى
اشترطت على التليفزيون حصولها على ١٠٠ جنيه فى الساعة نظير استخدامها.
يتم حاليا تصليح بعض الأعطال الخفيفة الموجودة فى الأفلام القديمة مثل
القطع واختفاء الألوان والتجريحات الخفيفة من خلال الماكينة التى اشتراها
التليفزيون لإصلاح الأفلام النادرة فى التليفزيون غير القابلة للعرض، وأكد
مصدر مسؤول فى التليفزيون وجود أفلام كثيرة غير صالحة للنقل بسبب سوء
تخزينها، وقال: تمكنا من تجهيز ١٠٠٠ شريط فقط.ونظرا لعدم نجاح قناتى «النيل
الثقافية» و«الأسرة والطفل»،
بشهادة مصدر مسؤول فى وكالة «صوت القاهرة» وهى الراعى الرسمى لإعلانات
التليفزيون، تقرر استبدالهما بقناتى «الإبداع» و«العائلة»، بحيث تتخصص
«الإبداع» فى تقديم كل ما هو متعلق بالثقافة والفكر، وقرر «الفقى» تشكيل
لجنة من وزارتى الإعلام والثقافة لتنسيق الموضوعات والبرامج التى تتولى
القناة تقديمها، وأعضاؤها هم:
عماد أبو غازى وأشرف زكى وعبدالمنعم كامل وخيرى عبدالجليل ومحمد أبوسعدة من
وزارة الثقافة، وأسامة الشيخ وهالة حشيش وأنيس منصور وعمرو أنور وسيد فؤاد
من وزارة الإعلام، ومن المفترض أن تشارك القناة فى إنتاج عروض مسرحية مع
بعض الفرق المسرحية لتقديمها على شاشتها،
كما تتولى تغطية المعارض التشكيلية وكل عروض دار الأوبرا، إضافة إلى
المؤتمرات والندوات المتعلقة بالمهرجانات المحلية والدولية، أما قناة
«العائلة» فهى متخصصة فى كل ما يتعلق بالأسرة المصرية دون التركيز على فئة
عمرية معينة، وحسب ما يتردد فى ماسبيرو، فإن أسامة الشيخ قرر فى الاجتماع
الأخير تأجيل إطلاق القناتين إلى ما بعد رمضان، بسبب الأزمة المالية التى
يمر بها التليفزيون، بدلا من افتتاحهما فى الحادى والعشرين من الشهر
الجارى.
التطورات التى يشهدها التليفزيون لم تقتصر على قطاع القنوات المتخصصة فقط
بل امتدت إلى قطاع القنوات الإقليمية، فقد قرر وزير الإعلام إعادة إطلاق
«شبكة تليفزيون المحروسة» بدلا من القنوات الإقليمية، وتضم قناة «القاهرة»
لتغطية إقليم القاهرة الكبرى، و«القناة» لتغطية محافظات السويس
والإسماعيلية وبورسعيد بالإضافة إلى محافظة الشرقية، و«الإسكندرية»
لتغطية أخبار الإسكندرية ومطروح والبحيرة، و«الدلتا» لتغطية إقليم محافظات
دلتا مصر، و«الوادى» لتغطية إقليم شمال الصعيد، و«طيبة» لتغطية محافظات
سوهاج وقنا والأقصر وأسوان.
الجديد أن الوزير اتخذ قرارا بإطلاق هذه القنوات على القمر الصناعى المصرى
«نايل سات»، ليتمكن من مشاهدتها عدد أكبر من المشاهدين داخل مصر وخارجها،
وطالب بتطويرها لدعم الأنشطة التنموية فى عمق محافظات مصر من خلال
استخدامها فى توصيل الخدمة الإعلامية المحلية فى شتى مجالات التنمية
للمواطن البسيط، وشدد على ضرورة أن تعبر كل قناة إقليمية عن ملامح وشخصية
وسمات الإقليم وخصوصيته.
عادل معاطى رئيس قطاع القنوات الإقليمية أكد لـ«المصرى اليوم» أن الهدف من
إصدار «شبكة تليفزيون المحروسة» هو مواكبة تطور الحركة الإعلامية، واحتفالا
بمرور ٥٠ عاما على إنشاء التليفزيون، وقال: وجدنا أن القنوات الإقليمية
القديمة فقدت هويتها كما أن أسماءها ليس لها معني، لهذا سيتم تغييرها تماما
وتغيير طبيعة برامجها حتى نتمكن من جذب جمهور الأقاليم مرة أخرى، وجذب
المعلنين أيضا،
فهذا هو الهدف الرئيسى من التطوير، وقد تم تجهيز استديو لكل قناة، فضلا عن
استيراد أحدث الكاميرات ويتم حاليا إعداد دورات مكثفة للعاملين فيها حتى
تظهر الشبكة فى شكل أفضل. وأكد «معاطى» أنه يعرف جيدا أن هناك منافسة قوية
بين الشبكة والعديد من القنوات الفضائية الموجودة على «نايل سات»،
وقال: رغم أن هدفنا الأول هو تحقيق رغبات المشاهدين فى الأقاليم وإلقاء
الضوء على اهتماماته، لكننا إذا لم ننجح على تردد «نايل سات» سيتم إعادة
هذه القنوات إلى البث الأرضى، وفى الخطة المقبلة سيكون هناك قناة لكل
محافظة لتكون صوتها ووسيلة للتعبير عن مشاكلها.
قطاع الأخبار أيضا يشهد إطلاق قناة «النيل الإخبارية الدولية» الناطقة
باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وإعادة إطلاق قناة «النيل للأخبار». وأكد
مصدر فى التليفزيون أن ما حدث من تغيرات فى قناتى «النيل الثقافية»
و«الأسرة والطفل» سيحدث فى باقى قنوات النيل المتخصصة.
المصري اليوم في
10/07/2010
خطبة لـ«جمال عبدالناصر»
تفتتح بث قناة «التليفزيون العربى»
الجديدة فى احتفالات «اليوبيل الذهبى»
كتب
منى ياسين
تبدأ قناة التليفزيون العربى المتخصصة فى إذاعة تراث التليفزيون فى الـ١٥
سنة الأولى من عمره، إرسالها فى الساعة السابعة مساءً يوم ٢١ يوليو فى ذكرى
مرور نصف قرن على إنشاء التليفزيون، ويفتتح بث المحطة الجديدة بخطبة للرئيس
الراحل جمال عبدالناصر. وأعلن أنس الفقى، وزير الإعلام، أن الاحتفال
باليوبيل الذهبى للتليفزيون سيتضمن إطلاق ألعاب نارية أمام مبنى التليفزيون
وعلى كورنيش النيل مع بدء الاحتفالات، كما ستتم إضاءة مبنى التليفزيون من
الخارج بأجهزة الليزر الحديثة لأول مرة لمدة ثلاثة أيام.
وتصدر هيئة البريد المصرى طابع بريد تذكارياً فئة جنيه ونصف يعبر عن هذه
المناسبة، كما تشارك وزارة المالية من خلال مصلحة سك العملة بإصدار عملة
ذهبية تذكارية فئتى جنيه واحد و٥ جنيهات. وتتضمن الاحتفالات ندوة دولية
يومى ١٩ و٢٠ يوليو تحت عنوان «آفاق وتحديات الإعلام المرئى المصرى» يشرف
عليها عبداللطيف المناوى، رئيس مركز أخبار مصر ويشارك فيها خبراء
التليفزيون وخبراء دوليون فى الإعلام، وتبحث عدداً من المحاور من بينها:
حرية الإعلام، وتطوير التشريعات، وتأثير الملكية على حرية الإعلام،
والرقابة الذاتية، وحق المشاهد فى المعرفة، وتأثير الإعلان على محتوى
الرسالة الإعلامية.
من جهة أخرى، تعاقد اتحاد الإذاعة والتليفزيون مع زاهى حواس، رئيس المجلس
الأعلى للآثار، لتقديم برنامج عن «المصريات» لاستعراض التاريخ الفرعونى على
قناة «إبداع» المقرر أن تحل محل قناة النيل الثقافية، والأديب الكبير جمال
الغيطانى لتقديم برنامج عن الأماكن المصرية، والناقد السينمائى سمير فريد
لتقديم برنامج يستعرض السينما فى العالم، والإعلامى عمر بطيشة لتقديم
برنامج على غرار برنامجه الإذاعى الشهير «شاهد على العصر»،
إلى جانب الشاعر جمال بخيت، بينما يجرى التفاوض مع الكاتب الكبير أنيس
منصور لتقديم برنامج «صالون أنيس» الذى يتناول جميع القضايا العامة، بعد
التوصل معه إلى اتفاق مبدئى للعمل كمستشار للقناة حسبما أكد المهندس أسامة
الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون لـ«المصرى اليوم». وقال عمر أنور،
رئيس القناة، إن البرامج الجديدة سيبدأ تسجيلها الأسبوع المقبل، مشيراً إلى
أنه لم يتحدد حتى الآن موعد لإطلاقها.
المصري اليوم في
17/07/2010 |