حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي الثالث والستون

ثقافات / سينما

عرض بالجزائر بموافقة مخرجه رشيد بوشارب:

"خارجون عن القانون" يغازل السعفة الذهبية بمهرجان كان

نبيلة رزايق من الجزائر

بلقطات سينمائية متنوعة مازجت بين المشهدية واللقطات المقربة المتسارعة حينا والبطيئة أحيانا قليلة المرتكزة في حركتها على زوايا سينمائية مفترضة وغير متوقعة وعلى صورة جميلة واقعية مفعمة بالحسية المرهفة معزوفة على خلفية موسيقية ايقضت الضمائر وألهبت مشاعر كل من شاهد فيلم"خارجون عن القانون" - وليس كما تداولته الكثير من المقالات "الخارجون على القانون"- لمخرجه رشيد بوشارب صبيحة يوم الجمعة 21 أيار/ماي 2010 بقاعة الموقار بالجزائر العاصمة بعد أن قررت وزارة الثقافة باتفاق مع المخرج عرضه بالجزائر في نفس يوم عرضه على الصحافة العالمية بمهرجان "كان" الذي سيختتم يوم الأحد ليقف الجميع أمام حقيقة أن ما حدث من سجال وجدال سبق عرض الفيلم ما كان له أن يكون – في نظرنا كجزائريين ينعمون بالحرية والاستقلال بعد كفاح مرير- لان رشيد بوشارب سعى برؤيته السينمائية الفنية العالية والتي يبدو أنها أحرجت الكثير من حماة الذاكرة الاستعمارية الفرنسية بنقل القليل...القليل مما ماحدث في الجزائر وفرنسا إبان الحقبة الاستعمارية لكن من رؤية مخرج جزائري الأصل وان كان يحمل الجنسية الفرنسية فهذا لا ينقص من وطنيته التي دافع عنها بهذا الفيلم ربما للرد عن من شككوا فيها خلال فيلمه الاخير"الاهالي" ومن يعترض على فيلمه "خارجون عن القانون" فما عليه إلا أن يرد بفيلم مماثل وليس بالتظاهر وكتابة البيانات.

"خارجون عن القانون" وليس "الخارجون عن القانون" كما تردد

أدخلنا رشيد بوشارب منذ اللقطة الأولى في عوالم هذا الفيلم الساحر الآسر الصادم للمشاعر والذاكرة المشتركة بين فرنسا والجزائر من دون إن يتخلى عن معطف الوطنية الذي قرر المخرج ارتدائه والتمسك به وهو يقود حركة الكاميرا باحترافية تقنية وفنية عالية ليروي الكحواتي الآتي في الأساس من "أدغال" الأحياء الشعبية الفرنسية الآهلة بالمهاجرين الجزائريين المعروفة بـ "بوبيني" وبلغتهم ايضا الممزوجة باللهجة المحلية والفرنسية قصته السينمائية المرتكزة على سيناريو محكم كتب نصه وحواره بنفسه رفقة الفرنسي "أوليفيي لورال". كانت ملحمة سينمائية ستبقى خالدة بتاريخ مهرجان "كان" –الذي لن يغادره فارغ اليدين - وستكون من ابرز محطات الفن السابع التي سنتوقف عندها بالجزائر من خلال تموضع هذا الفيلم بين مجموعة الأفلام القليلة التي تطرقت في السنوات الأخيرة للثورة التحريرية، وسيكون له صدى قانوني تاريخي سياسي كما حدث مع فيلمه الأخير"الأهالي" وسيتعدى هذا الصدى بلد المليون ونصف المليون شهيد ليصل صوته لفرنسا ذاتها لأنه يسلط الضوء على الكثير من الأحداث التاريخية المعروف منها والمسكوت عنها لدى الشعبين.

من خلال الكاميرا العابرة للأماكن (الجزائر- فرنسا- الهند الصينية- جونيف – المانيا) والأزمنة ( من 1925 الى 1962) ذكرنا رشيد بوشارب بما حدث في الجانبين الفرنسي والجزائري مستندا على الإثارة والتشويق وشد الانتباه بالإبهار بالصوت والصورة مستلهما في ذلك بعوالم ليست بغريبة على عشاق كلاسيكيات الأفلام العالمية حيث تشعر عن قصد او غير قصد بأجواء أفلام الأكشن والمطاردات لكنها كانت مغايرة لأنها انتصرت لأصحاب الحق حتى وان اعتبروا خارجون عن القانون فكان عليهم ان يحددون هم القانون الذي سيمكمهم من الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية جاء كل هذا بلمسة حسية عالية غارقة ومغلفة بكثير من الإحساس والعاطفة المتدفقة من خلال رصد كاميرا المخرج للدواخل النفسية لأبطال فيلمه المتميز بإضاءة سوداوية جميلة يسطع منها نور الحرية والانتصار والحق في مقاومة المحتل حيث اختصر رشيد بوشارب بفيلمه"خارجون عن القانون" مسيرة نضال الشعب الجزائري، معرفا باحترافية سينمائية وفنية عالية وعلى مدى الساعتين و20 دقيقة من الزمن بالبعد الإنساني والشرعي لمقاومة الشعوب المضطهدة وحقها في الدفاع عن نفسها أمام العدو مهما كان نوعه

سعيد -عبد القادر- مسعود : كل طريقته في حب الوطن والدفاع عنه:

هي أسماء أبطال المخرج رشيد بوشارب بفيلمه الذي رصد من خلالهم مسارهم الممتد من 1925 الى 1960 ما حدث لعائلة "السني" الجزائرية المكونة من: (شافية بوذراع) في دور الأم (احمد بن عيسى) في دور الأب والذي اغتيل خلال مظاهرات 8 ماي 1945 ليقرر يومها الأخوة الثلاث الانتقام لوالدهم وبلدهم كل بحسب طريقته: (سامي بوعجيلة) في دور عبد القادر الوطني الذي يعتقل خلال ذات المظاهرات ويسجن في فرنسا ليلتحق هناك بحزب جبهة التحرير الوطني عندما يلتقي بأحد أعضائها والذي أدى دوره الممثل (عزيز بوكروني). ثم الأخ الثاني (رشدي زام) في دور مسعود المجند في الجيش الفرنسي خلال حرب الهند الصينية منذ سنة 1952 حيث يتعرف هناك على وجه اخر للمستعمر الفرنسي ويتاكد من بشاعتة ليعود لفرنسا مقررا العمل إلى جانب أخيه عبد القادر الوطني من خلال قيامه بتصفية العدو والخونة من الجزائريين ويعيش صراع مرير لا يفضفض عنه إلا إذا كان في حضن والدته. وأخيرا الأخ الثالث المرح المقبل على الحياة (جمال دبوز) في دور سعيد الأخ الأصغر والشاب المراوغ المولع بجمع المال والملاكمة ولا تهمه السياسية في شيء لكنه كان الأول من انتقم لوالده المغدور حين سقط بين ذراعيه بمجازر 8 ماي 45 ليقرر سنوات من بعد أي في عام 1955 تصفيه (العربي زكال) الذي أدى دور "القايد" -أي عميل فرنسا- لأنه كان سببا في تشردهم ومجيئهم لمدينة سطيف منفذا القرار الفرنسي بطردهم من أرضهم سنة 1925، ليطلب بعدها من والدته التي فقدت الزوج، مغادرة الجزائر والتوجه لفرنسا لتكون بالقرب من ابنها عبد القادر المسجون هناك ولتنتظر عودة "مسعود" من الحرب الفرنسية بالهند الصينية وفي ربيع العام 1956 يلتقي ثلاثتهم لينطلق محور تاريخي ثاني بقصة الفيلم الذي يحاكي كواليس تواجد جبهة التحرير الوطني بالأرضي الفرنسية ونقل الثورة الجزائرية هناك وصراعها بالحركة الوطنية الجزائريةMNA التي كانت تؤمن بخيار استرجاع الاستقلال من خلال صناديق الاقتراع عكس الجبهة التي كانت تؤمن بضرورة المقاومة خاصة بعد هزيمة فرنسا في معركة "ديان بيان فو" بالهند الصينية سنة 1954 على يد الشعب الفيتنامي الأعزل.

فضح المسكوت عنه في الجانبين الفرنسي والجزائري

 هكذا ومن خلال مشاهد سينمائية متصارعة مضيئة أحيانا ومظلمة أحيانا كثيرة قدم رشيد بوشارب للمتتبع لفيلمه منذ الوهلة الأولى مقدمة شيقة لما سيلي من أحداث بفبلمه من خلال المشهد الذي إنطلق به وكان سنة 1925 لينقلنا بعدها مباشرة لمظاهرات 8 ماي1945، ليختتم بمظاهرات 17 اكتوبر التي شهدت استشهاد مسعود ثم عبد القادر ليبقى سعيد وحيدا يتمتع بشمس الحرية التي سطعت في الخامس من جويلية 1962 وانتصار الحق على الباطل، وتاريخ استرجاع السيادة الوطنية.

"خارجون عن القانون" ملحمة سينمائية فنية سلطت الضوء على المألوف والمسكوت عنه في الجانبين الفرنسي والجزائري. من الناحية الفرنسية كشف الفيلم لذاكرة الفرنسيين الحاضرة والغائبة حقيقة ماحدث حينها بالصوت والصورة ومستندا المخرج رشيد بوشارب في بعض الأحيان باللقطات الأرشيفية مسلطا الضوء على القليل من الجرائم الكثيرة التي ارتكبت في حق الشعب الفيتنامي من خلال ما حدث بالهند الصينية  أو ما حدث للشعب الجزائري الأعزل طيلة الفترة الممتدة من 1830 إلى 1962 مكتفيا الفيلم بحادثتين اوثلاث وهي: مجازر 8 ماي 45 وتفجيرات والاغتيالات التي كانت في حق المهاجرين الجزائرين منتهيا بقمع مظاهرات 17 اكتوبر 1960 بباريس ورمي الجزائرين بنهر "السين" وهي الجرائم التي ترفض فرنسا الرسمية الاعتذار عنها والتعويض عليها، من دون إغفال قضية "منظمة اليد الحمراء" وتآمرها مع السلطات الفرنسية لبث الرعب في صفوف الجزائريين المهاجرين المدعمين للثورة وجبهة التحرير الوطني وحتى الفرنسيين المعتدليين المساندين للثورة الجزائرية والمعروفين تاريخيا بـ "حاميلي الحقائب" والذين هم في نظر الفرنسيين "خونة" ولأجل كل هذا قامت ثائرة الفرنسيين المتطرفين ودعوا الى سحب "خارجون عن القانون" من قائمة الأفلام المتسابقة بمهرجان كان لجزائريته المفرطة ولفضحه لحقيقة الاستعمار الفرنسي ومسرحيته التي طالت.

أما من ناحية المسكوت عنه في تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية فلم يحدث ان تحدث فيلما جزائريا بالجرأة والصراحة التي اتخذها فيلم رشيد بوشارب "خارجون عن القانون" عند تطرقه لقضية الصراع الداخلي الذي كان بين حزب جبهة التحرير الوطنيFLN( مفجر ثورة 1954) وحزب الحركة الوطنية الجزائرية MNA. الأولFLN كان يؤمن بالثورة طريقا للاستقلال والثانيMNA أن العمل السياسي كفيل بتحقيق الاستقلال واشتد الصراع بينهما واختزلت القضية بهذا الفيلم في مشهد تصفية "سنجاق ملاح" الذي أدى دوره الممثل(مراد خان) من طرف الأخوين عبد القادر ومسعود، لتنطلق بذلك قاطرة الانضباط والحزم لانجاح الثورة من خلال تمويلها بالمال والعتاد والمناضلين، وتحسيس جميع الجزائريين التواجدين بفرنسا باهمية الثورة وقوتها وشدتها في وجه القريب قبل البعيد والاعداء والخونة.

تجب الإشارة في الأخير إلى أن المخرج رشيد بوشارب قد برع في اختياره للمثلين ولن نتكلم عن طاقمه المعتاد والذي افتك سنة 2006 جائزة التمثيل( سامي –دبوز- جمال) بمهرجان كان، بل على تجربة إقحامه لوجوه فنية جزائرية وتونيسية بفيلمه المصورة غالبية مشاهده باستديوهات طارق بن عمار المنتج التونيسي ما أعطى بعدا إنتاجيا وتمثيليا مغاربيا قلما استثمر بالمنطقة. هذا بالإضافة للمساهمة الإنتاجية لوكالة الإشعاع الثقافي التابعة لوزارة الثقافة الجزائرية وطبعا الجانب الفرنسي يبقى ان الفيلم يتنافس تحت العلم الجزائري وهو الرهان الذي تمسكت به وكالة الاشعاع من منطلق ربما أن الفيلم سيحقق ربما مفاجئة الدورة الـ 63 من مهرجان كان الذي سيختتم سهرة يوم الأحد بافتكاكه إحدى جوائزه. فهل يحقق رشيد بوشارب ما حققه المخرج الجزائري العالمي لخصر حمينة بفوزه بالسعفة الذهبية للمهرجان العام 1975 في 2010؟

إيلاف في

22/05/2010

 

ثقافات / سينما

رئيس مهرجان كان: ابوابنا مفتوحة امام الابداع العربي

وكالة الأنباء الكويتية - كونا  

اشاد رئيس مهرجان كان بالخطوات الايجابية التي تشهدها صناعة السينما في دول مجلس التعاون الخليجي مؤكدا ان ابواب المهرجان مفتوحة امام الابداع العربي.

كان: اكد جيل جاكوب رئيس مهرجان كان السينمائي الدولي ان ابواب المهرجان مفتوحة على مصراعيها امام الابداع السينمائي العربي مشيرا الى انه يعول كثيرا على جيل الشباب في السينما العربية.

واشاد جاكوب بالخطوات الايجابية التي تشهدها صناعة السينما في دول مجلس التعاون الخليجي حيث اشار الى تأسيس معهد الدوحة للفيلم السينمائي ومدينة الاستديوهات في دبي والجهود الحثيثة التي تعمل على تحفيزها مجموعة المهرجانات السينمائية التي يشهدها العالم العربي ومنها القاهرة ودبي ومراكش وابوظبي وقرطاج والدوحة وغيرها من المهرجانات والملتقيات السينمائية.

وقال جاكوب انه ينتظر بفارغ الصبر عودة السينما الكويتية من جديد بعد ان شهد حضورها ومشاركتها في مهرجان كان السينمائي من خلال الفيلم الروائي الكويتي الاول "بس يابحر" للمخرج الكويتي خالد الصديق.

ودعا الى اهمية تطوير الحوار السينمائي العربي الدولي المشترك من اجل العمل على تقديم طروحات ومضامين تقدم الوجه الحقيقي للانسان في العالم العربي والعمق الحضاري والثقافي والابداعي الذي يتمتع به العالم العربي.

كما دعا للعمل على تجاوز المصاعب والمعوقات التي تعترض هذة الصناعة بالذات على المستوى الرقابي الذي "يعطل عملية الابداع السينمائي".

واكد رئيس مهرجان كان السينمائي على ان السينما العربية لطالما حققت حضورها السينمائي المتميز عبر اجيال من كبار السينمائيين من امثال المصري الراحل يوسف شاهين والجزائري محمد الاخضر حامينا الفائز بالسعفة الذهبية عن تحفته السينمائية "سنوات الجمر الحمراء" عام 1975.

من الجدير بالذكر ان مهرجان كان السينمائي الدولي يختتم اعماله مساء يوم الاحد ويتنافس على السعفة الذهبية 19 فيلما ويترأس لجنة التحكيم المخرج الاميركي تيم بيرتون.

إيلاف في

22/05/2010

 

«مظاهرات» بالمئات اعتراضاً على تصويره «مذبحة 1945 في الجزائر»

اليمين الفرنسي يهاجم «الخارجون عن القانون».. في «كان»

ليونال لوكا: مغالطات تاريخية.. و«خليدة تومي» ترد: قتل لحرية الإبداع

كتب بداي الضاوي: 

عرض امس الاول فيلم المخرج الجزائري رشيد بوشارب المثير للجدل (الخارجون عن القانون) وسط مظاهرات واجراءات أمنية صارمة أمام دار العرض في استمرار للجدل المحتدم الذي أثاره ومازال يثيره الفيلم حول تاريخ الاستعمار الفرنسي للجزائر، وقد تسلحت قوات الشرطة بتجهيزات مكافحة الشغب خارج قاعة المهرجان اليمينية المتطرفة وقاموا بمسيرة امام مقر بلدية «كان» احتجاجا على تصوير الفيلم للجيش الفرنسي على انه مرتكب مذابح بينما يرون ان الحادثة التي يصورها الفيلم في خلفيته حول مذبحة وقعت للجزائريين في عام 1945 هي دفاع عن المواطنين الفرنسيين الذين هوجموا من قبل الثوار الجزائريين.

تلك الحادثة التي فتحت فيها القوات الفرنسية النار على متظاهرين مؤيدين للاستقلال كانت قد فجرت موجهة عنف اسفرت عن مقتل آلاف الجزائريين وحوالي 100 فرنسي، وعلى الرغم من ان الجانب الاكبر من قصة الفيلم يدور في فرنسا حيث انتقلت اسرة جزائرية مكونة من أم وأبنائها الثلاثة كانت قد طردت من منزلها في الجزائر لتسكنه عائلة فرنسية واستقرت في ضاحية فقيرة خارج باريس فإن ما أثار الجدل كان بدايته التي صورت المذبحة.

ويحتج المتظاهرون على كون الفيلم الذي يرونه معاديا لفرنسا ممول جزئيا بأموال فرنسية ويعرض في أكبر مهرجان فرنسي عالمي ضمن المسابقة الرسمية، بينما ينفي المخرج رشيد بوشارب ان يكون الفيلم معاديا لفرنسا ويدعو للحوار الهادئ حول الفيلم ومحتواه التاريخي والفني.

هجوم فرنسي

وكان النائب اليميني الفرنسي ليونال لوكا والمعروف بمواقفه المعادية للعرب قد قام بحملة ضد الفيلم بدأت منذ الاعلان عن السيناريو، مبررا موقفه بما ادعى انه مغالطات تاريخية تضمنها الفيلم وهو يبرر موقف الجيش الاستعماري الفرنسي بقوله «حتى وان كانت السلطات العسكرية الاستعمارية مارست قمعا في تلك الاحداث فان القمع كان ردا على اعتداء قام به مسلمون جزائريون ضد مواطنين فرنسيين».

واستغربت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي الحملة التي اثارها ممجدوا الاستعمار ضد الفيلم ومحاولة منعه من العرض في المهرجان واصفة ذلك بانه «مثير للسخرية» واوضحت ان موقف الامانة العامة الفرنسية للمحاربين القدامى التي قادت الحملة مناف لمبدأ حرية الابداع الذي تعتبره فرنسا ذاتها مبدأ مقدسا، منددة في الوقت ذاته بما جاءت به الجمعية من معلومات لا تحمل أية مصداقية.

يشترك في بطولة الفيلم جمال ديبوزي وسامي بوجيلا والاثنان شاركا في فيلم المخرج السابق عن الاستعمار الفرنسي ايضا «الاصليون»، وكتب له السيناريو مخرجه رشيد بوشارب وهو من انتاج فرنسي جزائري بلجيكي تونسي ايطالي مشترك.

الوطن الكويتية في

22/05/2010

 

 

التاريخ الجزائري ضيفٌ على المهرجان

باريس - بشير البكر:  

إذا كانت الولايات المتحدة قد استطاعت أن تتخلص، بطريقة ما من جرائمها في فيتنام، على رغم المدة القصيرة التي تلت هزيمتها المدوية هناك، من خلال الأفلام العديدة التي تطرقت للحرب الأمريكية الفيتنامية، ونقصد الأفلام التي حاولت التعامل بموضوعية مع الحدث، فإن فرنسا لم تستطع أبدا أن تبدأ في معالجة الأمر . . . وظلت الأرشيفات والأسرار عصية على البحث والمساءلة، وهذه المسألة بدأ رشيد بوشارب المخرج الفرنسي الشاب، من أصول جزائرية، في التصدي لها، منذ فترة، بدأها بفيلمه الشهير “أندجين”، الذي استطاع أن يفضح ظلماً عانى منه المحاربون غير الفرنسيين في الجيش الفرنسي، والذين قضوا حياتهم في محاربة الذباب تحت الأشجار في حين أن رفاقهم الفرنسيين كانوا ينعمون في تقاعد مريح . وكان الفيلم الذي حقق نجاحاً جماهيرياً وفاز بجوائز في مهرجان “كان” السينمائي، سبباً رئيسياً في قرار رئيس الجمهورية الفرنسية، حينئذ، جاك شيراك، مساواة ما تبقى من المحاربين الأجانب (لأن الكثيرين قضوا) في الجيش الفرنسي مع نظرائهم الفرنسيين من أجل تحرير فرنسا من الاحتلال الألماني .

لقد فعلها بوشارب من جديد، إذ بعد فيلم أندجين (الأهالي)، ها هو يتصدى لفترة دامية من تاريخ الاستعمار الفرنسي للجزائر، من خلال فيلمه الجديد “خارجون عن القانون”، (الذي يمثل الجزائر) المشارك في المسابقة الرسمية في مهرجان “كان” السينمائي . ويتعلق الأمر بجريمة الثامن من مايو/أيار في مدينة سطيف سنة 1945 التي وصفتها السلطات الاستعمارية في البداية باعتبارها مناوشات، تسببت في مقتل الكثير من الفرنسيين وما يقرب 1500 من السكان المحليين، سرعان ما ارتفع الرقم، حسب الرواية الفرنسية إلى 15 ألف جزائري، في حين أن رواية جبهة التحرير الوطني الجزائري تذهب إلى أن عدد الضحايا الجزائريين يبلغ 45 ألفا، وقد أيّد قنصل بريطانيا العظمى، حينئذ، مصداقية رقم 45 ألفا من القتلى الجزائريين .

وقد استعان المخرج الجزائري، الذي يتأهب لفيلم كبير عن العلاقات الشائكة بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم العربي، بطاقم فيلمه السابق، خصوصا التونسي سامي بوعجيلة والمغربيين جمال دبوز ورشدي زام بالإضافة إلى العديد من المخرجين العرب والأجانب .

وإذا كان الفيلم يتطرق لفترة قاسية من تاريخ العلاقات بين الجزائر وفرنسا، فإن الكثيرين لم يَرُقْهم الفيلم، وخصوصا اليمين واليمين الحاكم في فرنسا، ودعوا إلى مظاهرة نُظمَت يوم عرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي، وكان هدفها إدانة الفيلم باعتباره يهين فرنسا ويشوه الحقائق التاريخية ويسيء إلى القتلى من الجنود والمستوطنين الفرنسيين في الجزائر ومن “الحركيين” (وهم جزائريون فضلوا التعاون مع الاستعمار ضد أبناء جلدتهم) . ولكن التظاهرة كانت هزيلة، وكأنها طلقة اليأس الأخيرة من قبل أصحاب الحنين إلى الجزائر الاستعمارية . ولا شك أن المتظاهرين الذين كان يتقدمهم النائب اليميني ليونال لوكا، من حزب “الاتحاد من أجل حركة شعبية”، الذي يترأسه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والذي بررً موقفه بما سماه “المغالطات التاريخية” التي تضمنها الفيلم، هم من أولئك الذين ابتهجوا حين صوّت البرلمان، قبل سنوات على قانون مثير للجدل يمجد الاستعمار وآثاره “الإيجابية” على سكان المستعمرات . وهو قانون أزّم العلاقات المتأزّمة أصلا مع الجزائر .

وحتى إن لم يَفُزْ الفيلم بأي جائزة في المهرجان، فإنه استطاع أن يفتح نقاشا جديا حول مرحلة قاسية من تاريخ العلاقات الفرنسية الجزائرية . وهنا تكمن أهميته وشعريته .

الخليج الإماراتية في

22/05/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)