حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي الثالث والستون

طارق الشناوي يكتب من كان:

المهرجان يوجه صفعة ثانية للسياسة الأمريكية!!

أداء جيد لخالد النبوي في فيلم «لعبة عادلة»

إدانة ثانية لأمريكا جاءت هذه المرة من الفيلم الأمريكي الوحيد داخل المسابقة الرسمية وهو «لعبة عادلة» للمخرج دوج ليمان.. حمل الفيلم هذه المرة وثيقة من المخابرات الأمريكية لأنه استعان بالكتاب الذي يفضح تورط أمريكا في غزو العراق بحجة كاذبة ومعلومات مغلوطة من المخابرات الـ «CIA» تؤكد أن نظام صدام حسين لديه أسلحة دمار شامل وقنبلة نووية رغم أن الحقيقة هي أنه منذ عام 1990 تم تدمير البنية التحتية لمعامل الطاقة النووية القادرة علي إنتاج سلاح عراقي.. الفيلم بطولة «ناعومي واتس» و«شون بن» وانتقلت الأحداث ما بين نيجيريا والأردن والعراق وأمريكا.. الفيلم صارم ومباشر في بنائه الفني، وفي النهاية يحمل رسالته إلي العالم التي تفضح السياسة الأمريكية متضمناً العديد من اللقطات التسجيلية التي نري فيها «جورج بوش» ومساعديه وهم يؤكدون صدق دوافعهم بغزو العراق.. سبق أن قدم كين لوتش المخرج البريطاني فيلمه «طريق أيرلندا» في المسابقة الرسمية أيضاًَ فاضحاً السياسة الأمريكية التي أحالت العراق إلي مجرد صفقات مالية مخضبة بالدماء العراقية والأمريكية.. ففي هذا الفيلم نري خالد النبوي في دور رئيسي داخل أحداث الفيلم فهو عالم عراقي يحاولون عن طريق المخابرات التي تلتقي بشقيقته الحصول علي معلومات لصالحهم ولكنه يصر علي أن العراق يخلو من هذه الأسلحة.. وكان أداء «خالد» جيداً في حدود الشخصية إلا أن الفيلم نفسه متوسط القيمة.. أثناء المؤتمر الصحفي الذي حضرته «ناعومي واتس» وغاب عنه «شون بن» الذي لم يحضر المهرجان سأل أحد الصحفيين الإيرانيين مخرج الفيلم «دوج ليمان» قائلاً: الفيلم يؤكد أن أمريكا ادعت وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق لغزوه فهل يعتقد أنها تمارس نفس الأسلوب لضرب إيران؟.. وجاءت إجابة المخرج لتغلق هذا الباب، مشيراً إلي أنه ليس عالماً نووياً ليعرف بالضبط حقيقة ذلك وهو قدم فيلمه مستنداً إلي كتاب موثق عن تلك الواقعة تحديداً.. وهكذا فإن السياسة انتقلت من أفلام المهرجان لتسيطر أيضاً علي المؤتمرات الصحفية.

ومن تايلاند عرض فيلم «عمي بومي» الذي يتذكر حياته القديمة.. الفيلم يتناول حياة رجل يعاني فشلاً كلوياً وهو يودع أيامه بعد أن وصل إلي حالة متقدمة من عمره وأثناء استعادته تلك الحياة تنتقل تساؤلاته إلي حقيقة نفسه: هل هو إنسان أم حيوان؟.. هل هو رجل أم امرأة؟.. يستدعي الشخصيات الراحلة عن حياته إلي أرض الواقع ويجري معها حواراً.. المخرج «أبيشا تبنج» وقع اختياره علي فكرة جيدة ولكنه قدم فيلماً يخلو من اللمحة الخاصة.. المخرج بتشككه حتي في أصل البطل هل هو بشر أم حيوان؟ يعبر عن الفكر الذي يسيطر علي بعض المعتقدات الدينية في الشرق الأقصي والتي تؤمن بأن الأرواح تعيش عوالم أخري سابقة ولاحقة لها، وأن روح الإنسان قد تنتقل مرة إلي عصفور أو أسد أو حمار أو إنسان آخر فيما يعرف بإحلال الروح بعد انتهاء الحياة في مصير آخر، وأن أعمال الإنسان هي التي تحدد طبيعة هويته القادمة.

ومن إيطاليا داخل المسابقة الرسمية عرض الفيلم الوحيد لها في التسابق «حياتنا» للمخرج «دانيال لوتش».. الفيلم له إيقاع الحياة ومذاقها وينتقل من موقف إلي آخر بهدف واحد هو رصد حياة الطبقة العاملة في إيطاليا التي تتطلع للحياة والسعادة.. لا يسرف المخرج كثيراً في تقديم العائلة قبل أول وأكبر مأزق يواجهها وهو رحيل الأم.

نري في اللقطات الأولي السعادة التي تعيشها هذه الأسرة الصغيرة وهي تنتظر طفلاً ثالثاً، وكان كل شيء يوحي بأن هذا القادم سوف يزيد من سعادة الجميع ولكن يأتي هذا الطفل وهو يحمل في الوقت نفسه نهاية حياة الأم أثناء الولادة، ويستقبل الأطفال بصعوبة فكرة أن الأم صعدت للسماء.. طارت إليها بجناحيها.. السياسة لم تطل أبداً علي أحداث القصة الاجتماعية لأن عين المخرج تريد فقط أن تقدم أسرة تتجاوز المأساة التي قابلتها بالإقبال علي الحياة.. وتنضم للأسرة امرأة سنغالية سمراء تتولي رعاية الأطفال، ولكنها كانت أيضاً مطاردة من قبل الشرطة، فهي لا تحمل أوراقاً تتيح لها البقاء الشرعي في إيطاليا.. إلا أن ارتباطها بتلك الأسرة يحقق للجميع التوازن وتقرر في النهاية أن تستمر معهم.. الجميع يواصلون الحياة بالإقبال عليها.. ظل حضور الأم الراحلة مسيطراً علي أحداث الفيلم حتي نزوات البطل وعلاقته الجنسية تقدم خالية من التعاطف وكأنه يفرغ طاقة بداخله، بينما مشاعره لا تزال تتعلق بزوجته الراحلة.. الفيلم بالفعل قطعة من الحياة يختفي من لقطاته قانون الحبكة الدرامية ليطل علينا نبض الحياة.. ويبقي من الأفلام المهمة التي يترقبها الجميع فيلم «رشيد بوشارب» المخرج الجزائري الأصول بفيلمه «خارج عن القانون» وأيضاً المخرج الروسي نيكيتا ميخالكوف بالجزء الثاني من فيلمه «حرق بالشمس».

ونواصل غداً بعد أن اقتربت اللحظة النهائية من إعلان النتائج مساء غد الأحد!

الدستور المصرية في

22/05/2010

 

طارق الشناوي يكتب من كان:

الفيلم البريطاني «عام آخر» لـ «مايك لي» ينتظر السعفة

النجمة الفرنسية جولييت بينوش هل تقتنص جائزة الأفضل؟! 

الساعة التاسعة مساء اليوم- الأحد- بتوقيت مصر تعلن جوائز مهرجان «كان» في دورته رقم 63.. كان المخرج «تيم بيرتون»- رئيس لجنة التحكيم- عندما سألوه عن القواعد التي وضعتها اللجنة أجابهم أنه الإحساس، فالفيلم الذي يمس مشاعر اللجنة هو الذي سوف يمنح الجائزة، ويشارك في عضوية اللجنة ثمانية بينهم أربعة ممثلين وممثلات وواضع موسيقي تصويرية وثلاثة مارسوا التأليف والإخراج، وبالطبع إرادة اللجنة ليست بالضرورة معبرة عن إرادة رئيس اللجنة، ولكن بالطبع يشكل رئيس اللجنة في العادة نسبة ما في تحديد توجه الجوائز.. تصدرت مقولة «تيم بيرتون» كتالوج المهرجان «الأفلام دائماً تشبه الأحلام والأحلام تصبح حقيقة».. ولا أستطيع أن أعرف ما الذي تفكر فيه اللجنة ولكنني أحاول أن ألتقط الجوائز وكأنني أفكر بصوت مسموع مع أعضاء اللجنة، وهكذا سوف أنحاز إلي الفيلم البريطاني «عام آخر» للمخرج «مايك لي» أتصوره الفيلم الأقرب للجائزة الأولي «السعفة الذهبية» نظراً لتكامل عناصره علي مستوي السيناريو والإخراج وأداء الممثلين.. بينما الجائزة الكبري للمهرجان فسيحصل عليها الفيلم الفرنسي «آلهة وبشر» للمخرج «زافير بيفوا».. والفيلم يتناول واقعة حقيقية حدثت في مطلع التسعينيات بالجزائر عندما قتل ستة من الرهبان المسيحيين كانوا يعيشون في وئام علي أرض الجزائر مع المسلمين وكان الرهبان ينتقلون من الدير ليشاركوا المسلمين الجزائريين حياتهم ويتعاونوا معهم، والغريب أن قوات الجيش النظامي الجزائري أثناء مطاردتهم للإرهابيين الذين اختطفوا الرهبان هم الذين قتلوهم.

جائزة التمثيل النسائي مرشحة لها «جولييت بينوش» الفرنسية عن فيلم «نسخة أصيلة» للمخرج «عباس كيروستامي»، حيث إنها انتقلت في هذا الفيلم بتلك الشخصية التي أدتها من التعبير عن الكذب إلي تصديق الكذب، فهي تعيش كذبة اخترعتها إلا أنها تنقل للآخرين الصدق الذي غلف هذه الكذبة فصارت تعيشها وكأنها الحقيقة بعينها.. خيط رفيع جداً نجحت فيه جولييت بيونش وأتصور أن لجنة التحكيم- والتي تضم أربعة ممثلين- سوف تتوقف كثيراً أمام صعوبة الدور وأيضاً أمام هذا السحر الذي قدمت به «جولييت بينوش» دورها.. ومن الممكن أن تنافسها الممثلة الكورية يان جانغي بطلة فيلم «شعر» وهو الفيلم الكوري الثاني الذي يمثل كوريا الجنوبية بعد فيلم «الخادمة»، وقد سبق للممثلة نفسها أداء دور مساعد فيهما.

جائزة أحسن ممثل يتنافس عليها «خافيير باراديم» بطل الفيلم المكسيكي «جميل»، حيث إنه يؤدي دور أب تقترب أيامه الأخيرة، وهو يسعي لتحقيق أموال بطرق غير شرعية.. الشخصية تتعاطف معها بكل تفاصيلها حتي خروجه علي القانون تبرره، فهو يريد توفير حياة آمنة ولو لمدة عام واحد لأبنائه بعد رحيله.

سبق لـ «خافيير» الحصول علي جائزة ممثل مساعد في «الأوسكار» قبل عامين عن فيلمه «لا وطن للعجائز»، وينافس علي تلك الجائزة الممثل التشادي «يوسف دي جارو» عن فيلم «صرخة رجل» إخراج محمد صالح هارون، هذا الممثل يعبر بالصمت عن الصراخ، عيناه تنطق بصوت عال وهي تحمل أحزانه، فهو الأب الذي يفقد ابنه وقبلها يفقد وظيفته ورغم ذلك يكتم مشاعره.. إنها المرة الأولي التي تشارك فيها دولة تشاد في المهرجان ولأول مرة أيضاً توضع علي خريطة العالم سينمائياً، وهو فيلم به من البساطة والتلقائية ما أدي إلي أن أغلب المجلات السينمائية المصاحبة للمهرجان تشيد به وبمخرجه «محمد صالح هارون».. ويؤكد أن الأفلام تصنع بالقليل من الأموال والكثير من المشاعر.

جائزة الكاميرا عن دور «الكاميرا الذهبية» التي تمنح للعمل الأول مرشح لها الفيلم الأوكراني وعنوانه «مرحي» من المرح، وهو أول فيلم لمخرجه وأيضاً من المرات القليلة التي تشارك فيها أوكرانيا في مهرجان عالمي، وهو من أفلام الطريق، أي تلك التي تعتمد علي أشخاص يقابلهم سائق أثناء توجهه إلي هدفه، حافظ المخرج علي الجو العام لفيلمه وبإيقاع لاهث تابعنا الأحداث.. السيناريو أيضاً مرشح له فيلم «مايك لي»، «العام التالي» وهو أيضاً كاتب السيناريو، ويبقي علي الجانب الآخر تلك الأفلام التي خذلتنا بتواضع مستواها برغم أنه قد صاحبها الكثير من التوقع، لكن الشاشة كانت تنضح بشيء آخر مثل المخرج الياباني الشهير «تاكيشي كيتانو» الذي راهن الكثيرون قبل عرض فيلمه «انتهاك» علي أن «السعفة الذهبية» تنتظره ثم جاء الفيلم ليحتل مكانة «الأسوأ» بمفرده وعن جدارة، وبالطبع لا توجد في مهرجان «كان» جمعية تمنح جائزة «الأسوأ» مثل مسابقة «الأوسكار» التي تتوافق معها جمعية صحفية تمنح جائزة «التوتة المعطوبة» للأسوأ إلا أنه يستحقها، ونسأل لماذا وافقت إدارة المهرجان علي أن يعرض هذا الفيلم داخل المسابقة الرسمية؟.. وعلينا أن ننتظر مساء اليوم لنعرف بالضبط ما الذي يعلنه «تيم بيرتون».

الدستور المصرية في

22/05/2010

 

«حياتنا» يناقش فقدان الهوية في إيطاليا  

كان- د .ب .أ- عرض في مهرجان كان السينمائي الدولي يوم الخميس الماضي أحدث أعمال المخرج الإيطالي دانييل لوتشيتي فيلم «حياتنا» الذي يحكي قصة كلاوديو وإيلينا وهما زوجان صغيران يعيشان قصة حب ملتهبة.

غير أن عالم كلاوديو ينهار فجأة بعد وفاة إيلينا وهي تلد طفلهما الثالث.

وقال لوتشيتي، خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب عرض فيلمه خلال فعاليات المهرجان، إن شخصية كلاوديو­، ويلعب دوره الممثل الإيطالي إيليو جيرمانو، «تمثل بلادنا».

يقول ساندرو بتراجليا، الذي شارك في كتابة سيناريو الفيلم، إن عمل لوتشيتي يعبر بشكل خاص عن الإحساس بفقدان هوية إيطاليا، «يفقد كلاوديو اتصاله بالواقع ويشرع في تكريس حياته لجمع المال».

كلاوديو، بعد أن أصبح الأب والأم لاطفاله، لا يعرف ماذا يفعل بعد رحيلها، لذا يقرر الدخول في مشروع تجاري ضخم.

وقال ستيفانو روللي، الذي كتب ذلك العمل الفني الرائع، «إنه المال..المال هو الذي حل محل العلاقة والأيديولوجية الإنسانية». لقد فقد كلاوديو بوفاة زوجته ومحبوبته إيلينا بوصلته الأخلاقية، حيث تظهر في الجزء الأول من الفيلم بوصفها الشخص الذي يضع المعايير الأخلاقية لزوجها وطفليها على السواء.

وقال لوتشيتي «لم تتغير الأشياء حقيقة... تحولت الساحة إلي مركز تسوق».

لكنه أردف قائلا «كل هذا خداع بصري في الحقيقة ..عليك أن تكسب مزيدا من المال كي تحظى بهذا ..لقد تحول الكل إلى تروس في آلة».

وقال المخرج الإيطالي، الذي يبدو أنه يتبنى اسلوبا توثيقيا في رواية قصته عن حياة كلاوديو، «حاولت وضع هذه الصورة في إطار سياسي اكثر اتساعا».

يلقي فيلم لوتشيتي الضوء أيضا على طبيعة المجتمع الإيطالي المتغيرة، فغالبا ما يتعرض المهاجرون للاستغلال، غير أنهم يتمكنون من التحايل على العيش بشكل أو بآخر للبقاء في الوطن الذي اختاروه لأنفسهم، حيث يمتهن كلاوديو البناء ومن ثم يختلط بعمال آخرين قدموا من بقاع مختلفة من أوروبا.

ويقيم في نهاية المطاف علاقة صداقة مع شاب روماني توفي أبوه في حادث تعرض له في موقع بناء.

وكي يتمكن من الإبقاء على أسرته ومشروعه التجاري، يلجأ كلاوديو للجارين تاجر المخدرات الودود بوركاري وصديقته السنغالية.

يقول جورجيو كولانجيلي، الذي لعب دور بوركاري، «تاجر المخدرات انعكاس للتغيرات الجذرية التي تشهدها البلاد.. إن حياة الناس تتغير».

وأضاف «إنه يمثل الطبقة الاجتماعية الجديدة التي افرزها تصدع مجتمعنا».

القبس الكويتية في

22/05/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)