حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ 33

CIFF

2009

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

طرحت هموم العرب بالصوت والصورة

شاشة مهرجان القاهرة السينمائي منبر سياسي

القاهرة - انتصار محمود

ما يجمع بين القضايا المتنوعة التي تناولتها الأفلام العربية المشاركة في دورة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الثالثة والثلاثين التي اختتمت قبل أيام هو مناقشة قضايا وهموم الإنسان العربي خاصة السياسية منها بتناول إنساني يزيح السياسة إلى خلفية الصورة ليركز على انعكاساتها على ذوات الشخصيات، كما ناقش عدد منها تجارب الهجرة ومحاكمة الماضي، كما شهدت الدورة حضوراً متميزاً للمخرجات العرب، وحضوراً عربياً في مسابقاتها الثلاث بفيلمين في المسابقة الدولية المصري “عصافير النيل” والمغربي “أقدار متقاطعة”، وفيلم واحد في مسابقة أفلام الديجيتال الجزائري “زهر”، وأحد عشر فيلماً في مسابقة الأفلام العربية .

بعد الجدل الطويل حول تمثيل مصر في المسابقة الدولية للمهرجان جاء فيلم “عصافير النيل” للمخرج مجدي أحمد علي بطولة فتحي عبدالوهاب، وعبير صبري، ودلال عبدالعزيز، أقل كثيراً من المتوقع، رغم أنه مأخوذ عن رواية بديعة لإبراهيم أصلان وتصوير الفنان رمسيس مرزوق الذي قدم صورة جميلة، وموسيقا لراجح داود جاءت مكررة ودون إضافة، المخرج وقع في فخ إعادة إنتاج نموذج فيلمه الناجح العام الماضي “خلطة فوزية”، كما افتقد كثير من أحداثه المصداقية، وتداخلت الأزمنة بشكل أفقدها واقعيتها وانشغل بخط مغامرات بطله الجنسية، التي اعتبرها الفيلم تعبيراً عن حب الحياة، على حساب موضوعه الذي أعطاه إشارات متفاوتة (الأرض/ الوطن) الذي يضيع لأسباب مبهمة وعبثية، والذي حاول تكثيفه في خاتمة الفيلم بمشهد الجدة العجوز التي تلاحق السيارات في الطريق الزراعي باحثة عن طريق البلد قريتها لتعود إليها، ورغم تركيزه على الحياة في شارع فضل الله عثمان في الكيت كات والذي أجبرنا على استحضار فيلم الكيت كات إلا أن الفارق بين الفيلمين كشف المزيد من مشاكل فيلم “عصافير النيل”، الذي أراد أن يقول الكثير عن صراعات سياسية وبلد تودي بأبنائها إلى المستشفيات مرضى وغيرها الكثير من دون أن يفقد فرصة تقديم الكثير من المشاهد الساخنة .

في المقابل شارك الفيلم المصري الثاني في المهرجان “هليوبوليس” للمخرج أحمد عبدالله في تجربته الأولى بعد تجربة العمل كمونتير في مسابقة الأفلام العربية، ورغم عدم تحقق التكامل الفني في “هليوبوليس” واعتماده إيقاعاً خاصا هادئا ومتأملا ربما يصيب كثيرين بالملل إلا انه استطاع تحقيق رؤية عبرت عن حالة عدم التحقق والأحلام المجهضة عند أبطاله الذين قدمهم كشخصيات متوازية لا تتلاقى، وتكشف الجزر المنعزلة وتجارب الحياة المختلفة كموزاييك متنوع، الفيلم بطولة خالد أبوالنجا وحنان مطاوع وعدد من الوجوه الشابة الموهوبة .

وتدور أحداثه في يوم واحد من خلال تجول بطله خالد أبوالنجا في المنطقة وإجراء حوارات مصورة بكاميرا فيديو ديجيتال مع بعض أهالي منطقة مصر الجديدة “هليوبوليس”  متسائلا عن التغييرات التي مرت بها ليخلص إلى أن المنطقة تدهورت بعدما تركها الأجانب، وهي إحدى الأفكار غير الناضجة بالفيلم، لكن يحسب للمخرج الذي أنجز أيضاً السيناريو والمونتاج تقديم لغة سرد متميزة وتناول إنساني متأمل فتح أبواباً لجمهوره للتساؤل عن أسباب عدم التحقق والانكفاء على الذات

قدم المهرجان هذا العام الفيلمين الفلسطينيين “المر والرمان” لنجوى النجار و”أمريكا” لشيرين دعيبس، وكلاهما كتبت سيناريو فيلمها، وهما مخرجتان متميزتان تشكلان مع “آن ماري جاسر” صاحبة فيلم “ملح هذا البحر” إضافة كبيرة ليس فقط للسينما الفلسطينية، ولكن العربية أيضاً، في “أمريكا” الذي نال عددا من الجوائز منها جائزة النقاد بمهرجان كان، وقدم لنا ممثلة فلسطينية مبهرة هي نسرين فاعور، يطرح الإشكاليات التي يعيشها الفلسطينيون في أمريكا وما يواجهونه من تعنت بسبب هويتهم والأفكار المغلوطة عن العرب والمسلمين كإرهابيين بعد أحداث 11 سبتمبر .

أما فيلم “المر والرمان” لنجوى نجار الحائز على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان ترابيكا الأول بالدوحة، فيناقش صراعات من نوع مختلف بين الرغبات والاحتياجات الشخصية والاختيارات الأصعب .

من سوريا جاء احد أهم أفلام هذه المسابقة “الليل الطويل” للمخرج حاتم علي، والسيناريو والإنتاج للمخرج والمنتج هيثم حقي، الفيلم يحمل دعوة لإنصاف المعتقلين السياسيين في المعتقلات السورية ومحاسبة من دمروا حياتهم، الفيلم رصد الخراب الذي طال حياة هؤلاء وما مرت به عائلاتهم من خلال أسر أربعة معتقلين أفرج عنهم بعد السجن عشرين عاماً على خلفية الصراع السياسي، وهو من خلال الشخصيات الأربع يقدم رؤى مختلفة بين المكتئب الذي يخرج ليموت في تراب بيته القديم والمتفائل الذي يأمل في مستقبل مختلف خاصة أن الفيلم يشير إلى أن الأحداث تدور في زمن الرئيس بشار الأسد في اتجاهه للمصالحة، والثالث في حالة ضياع والرابع مخرج مسرحي يرفض الخروج ويظل في محبسه يردد مونولوج العاصفة من مسرحية الملك لير لشكسبير الذي افتتح به الفيلم وختم به في تأكيد على استمرارية القضية وشمولها الإنساني، الفيلم يتعرض للعلاقات بين الأبناء والتغيرات التي مرت بها حياتهم كانعكاس للمجتمع والفيلم يكاد يتعمد ألا يدرك المشاهد من البداية تحديد أي شخصياته من أبناء أي سجين ليبدو كأسرة واحدة كبيرة تختصر شريحة واسعة في المجتمع .

الفيلم بطولة باسل الخياط، أمل عرفة، وزهير عبدالكريم، حاز جوائز . . أفضل فيلم من مهرجان تاور مينا بإيطاليا، وأفضل مخرج من مهرجان أوسيان الهندي، ويكتسب أهمية لكونه أحد إنتاجات القطاع الخاص التي تبشر بمخرج للسينما السورية من قلة حجم الإنتاج الذي سيطرت عليه الدولة لسنوات طويلة، الفيلم صور بتقنية الديجيتال ثم نقل إلى شريط 35 مللي سينمائي .

من المغرب شارك فيلم “فينك ليام” بمعنى تقاطع الأقدار للمخرج إدريس شويكه في المسابقة الدولية وفيه فتحت نوعية أخرى من حسابات الماضي بين ستة من أصدقاء الدراسة يلتقون في بيت أحدهم بدعوة غامضة نكتشف في النهاية أنها وصلتهم من ابنة المضيف التي أرادت التعرف إلى جانب غامض من حياة أبويها، الفيلم الذي يتخذ إطاراً وأسلوباً عصرياً يفتح خزائن شخصياته فيركز على علاقاتهم الإنسانية ببعضهم . وعلى عكس هذه الأجواء العصرية يأتي الفيلم المغربي “موسم المشاوشة” للمخرج محمد بن سوده المشارك في المسابقة العربية، الذي ينهل من الفلكلور، وتدور أحداثه في القرن التاسع عشر من خلال قصة حب بسيطة وصراع الشاب البسيط سليمان للفوز بحبيبته الحسناء ضد احد المصارعين المتجبرين من خلال لعبة المصارعة المعروفة ب”المشاوشة” . ورغم كونه الفيلم الأول لمخرجه إلا انه حشد له عددا من النجوم المغاربة بينهم حميدو بن مسعود الذي كرمه المهرجان هذا العام وقدم لغة سينمائية جيدة .

ورغم أن تونس شاركت بثلاثة أفلام في المسابقة العربية “ثلاثون” للمخرج فاضل الجزيري، “أسرار دفينة” للمخرجة رجا عماري و”سفرة يا محلاها” للمخرج خالد غربال إلا أنها لم تصل إلى تميز الأفلام العربية الأخرى حتى إن احدها “سفرة يا محلاها” كان الأسوأ، بينما قدم المخرج فاضل الجزيري صاحب الخبرة الطويلة في فيلمه “ثلاثون” استعادة لفترة مهمة في التاريخ التونسي في ثلاثينات القرن العشرين التي شهدت إرهاصات الحداثة وانتصارا لحرية الفكر من خلال شخصية الرائد التنويري الطاهر حداد وغيره من التنويريين .

رغم تزامن فعاليات المهرجان مع تصاعد أجواء الشحن والتناحر بسبب الأجواء العدائية التي أحاطت بصراع الفريقين المصري والجزائري في تصفيات كأس العالم، كرم المهرجان السينما الجزائرية وأحد روادها المخرج والمنتج أحمد راشدي، وقدمت خلاله مجموعة متنوعة تاريخياً وفنياً من الأفلام الجزائرية بين القديم والحديث من أهمها “بلديون” و”نهر لندن” للمخرج رشيد بوشارب . وفي مسابقة الأفلام الديجيتال كان فيلم “زهر” للمخرجة الجزائرية الشابة فاطمة زهرة زموم التمثيل العربي الوحيد في المسابقة في “زهر”  بمعنى النرد  تشركنا المخرجة في رحلتها الخاصة لتحقيق فيلمها  الأول بعد عدة أفلام قصيرة  وكيف تحول إلى مشروع مختلف ناقشت من خلاله قصص ثلاث شخصيات هي إحداهم، في حين عرض فيلم “رحلة إلى الجزائر” للمخرج عبدالكريم بهلول الذي شارك ضمن المسابقة العربية سيرة ذاتية للمخرج في تجربة والدته التي شاركت مع زوجها في المقاومة الوطنية مع والده الذي استشهد في مقاومة الفرنسيين، المخرج أكد أن الحافز وراء انجاز فيلمه كان استياءه من أحداث العنف والحرب الأهلية بعد الاستقلال .

وعلى هامش المهرجان عرض الفيلم العراقي الوحيد بالمهرجان “فجر العالم” للمخرج عباس فاضل الذي يعيش في فرنسا وتشارك في بطولته الممثلة الفلسطينية المقيمة بفرنسا “هيام عباس” في ثالث فيلم يعرض لها في هذه الدورة مع الفيلمين الفلسطينيين، الغريب أن غالبية فريق الممثلين في الفيلم من الممثلين المصريين الشباب منهم سيد رجب، إضافة إلى عدد قليل من الممثلين العراقيين منهم كريم صالح وحفيظة حرزي .

الخليج الإماراتية في

23/11/2009

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)