حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي الثالث

MEIFF

2009

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

المخرج العالمي تناول مسيرته في السينما في حديث خاص لـ «الشرق الأوسط»

مايكل مور: فكرت في فيلم «الرأسمالية» قبل عشرين سنة

محمد رُضا

تقول الملحقة الصحافية لمندوب «الشرق الأوسط» قبيل وصول المخرج إلى مأدبة الغذاء التي أقيمت على شرفه وشرف المخرجين أوليفر ستون وأنطوان فوكوا: «اتصل ليقول آسف على التأخير، لكنه في الطريق إلينا، وسيكون هنا بعد خمس دقائق». ثم أضافت: «إنه لا يذهب إلى مكان من دون مرافق».

حين وصل مايكل مور وتقدم من مكانه المحجوز اعتذر للتأخير، لكني لم ألحظ معه أي مرافق. نظرت إلى الملحقة الصحافية فأعطتني إشارة تفيد بأنها لا تعرف الجواب.

المهم مايكل مور وصل.. والغداء سيبدأ وبعده الحوار.

كونه يظهر في الأفلام التي يحققها يجعله معروفا على صعيد عالمي، لكن حتى ولو لم يظهر في أفلامه الوثائقية المختلفة التي يقوم بإخراجها، فإن أعماله كانت ستشهره، كونها شهدت نجاحات حول العالم. وعلى أساسها عُرف بالمخرج المشاغب حينا والمخرج المعادي لأميركا حينا آخر، و«كاره أميركا» كما يحب اليمين الأميركي أن يطلق عليه. لكن من وجهة نظر غير أميركية، على الأقل، وسينمائية في الوقت ذاته، فإن مايكل مور في أفلامه لا يأتي بنظريات وأيديولوجيات بقدر ما يبحث في كوامن اجتماعية تؤدي، بالضرورة، إلى طروحات سياسية. إنه السينمائي الأميركي الوحيد حاليا الذي يواصل تحريك قضايا تعبّر عن مشاكل المواطنين الآنية. غيره من السينمائيين العاملين في الحقل الروائي يختارون قضايا تهم الأميركيين لكنها ليس بالضرورة من وجهة نظر المواطن.

هذا هو بعض الخاص في سينما مايكل مور. البعض الآخر قدرته على أن يصنع فيلمه الوثائقي بعين ريبورتاجية وبصيغة المقال الممهور بقلم وأسلوب كاتبه. وهو دائما، حين يفعل ذلك، يجعل المنطلق محاولة الإجابة عن أسئلة تتردد في باله وفي بال الكثيرين وتراه يحمل الأسئلة لا في شكل الفيلم الوثائقي فقط، بل مباشرة إلى أهل الحكم أو السلطة أو المعنيين.

في «روغر وأنا» (1989) قصد أصحاب مصانع السيارات «جنرال موتورز» ليسألهم تفسيرا عن إغلاق مصنعهم في مدينة فلينت، ولاية ميتشغن، مما تسبب في طرد آلاف العمال. في «باولينغ لكولمباين» (2002) أراد معرفة ما الذي يدفع الأميركيين لحمل السلاح، ولماذا تجارة المسدسات والبنادق مزدهرة في الحياة العامة في أميركا أكثر منها في كندا. لهذا الغرض ذهب لمقابلة الممثل الراحل تشارلتون هستون، الذي كان، ومنذ سنوات عدة، يرأس «الجمعية الأميركية للبنادق»، لا مدافعا عن حق الأميركيين في حمل السلاح فقط، بل نشطا في سبيل هذه الدعوة. تشارلتون استقبل مور وبدا عليه كمخرج يريد إجراء حديث معه. وكيف لا يكون حديثا للتعريف بالجمعية أو مسؤولياته رئيسا، أو ربما بأدواره التاريخية. حين فوجئ بأن المخرج مور يحاوره من مبدأ مناهض لمبدئه طلب إنهاء المقابلة. مور وجد نفسه خارج البيت مكتفيا بما استطاع تصويره.

في فيلمه الثالث «فهرنهايت 9ـ11» (2004) استوقف أعضاء من الكونغرس ليسألهم سبب تأييدهم للحرب على العراق أولا، و«هل سترسل ابنك ليدافع عن أميركا في تلك الحرب؟» ثانيا. لا عجب أن معظمهم لم يرد الحديث إليه وهم الذين سمعوا به من قبل.

ثم جاء «سيكو» (2007) الذي تجرأ فيه على المقارنة بين الطبابة في أميركا والطبابة لا في فرنسا وبعض الدول الاسكندنافية وكندا فقط، بل في كوبا أيضا. هذا الفيلم أنهى علاقته الودية، أو ما بقي منها، لدى اليمين الأميركي الذين كانوا بدأوا يتحركون ضده إعلاميا وسينمائيا فأنجزوا بضعة أفلام وثائقية مضادة وفيلما روائيا واحدا بعنوان «أنشودة أميركية» دار حول مخرج بدين اسمه مايكل مالوني (قام به ك?ن فارلي) يحقق أفلاما معادية لأميركا، مما يستوجب فتح عينيه على الحقائق الغائبة عنه. وكانت تلك مناسبة ليلتقي بملك الموت الذي يأخذه في رحلة عبر التاريخ يلتقي فيها والجنرال الأميركي باتون والرئيس السابق جون ف. كندي ومقدم البرامج التلفزيونية اليميني بيل أورايلي كما أول رئيس جمهورية أميركي وهو جورج واشنطن (قام به الممثل جون فويت الذي عمل في حملة انتخابية مناوئة لباراك أوباما مثل آخرين منهم آرنولد شوارزينغر وتشاك نوريس).

لكن لا هذا الفيلم ولا سواه، ولا الهجوم الإعلامي المركّز عليه يمنعه من المواصلة. وها هو «رأسمالية: قصة حب» (الذي عُرض في مسابقة مهرجان فينيسيا، حيث تمت هذه المقابلة، قبل توجهه إلى مهرجانات أخرى من بينها تورنتو والشرق الأوسط في أبوظبي) يطرق الباب ذاته بأسئلة صعبة مستمدة مما حدث لأميركا من أزمة اقتصادية كادت تشل الحياة المالية بأسرها.

مايكل مور، إذ يتحدث لا يتوقف عند فيلمه الجديد، بل يعمد إلى «فلاش باك» يتناول فيه كل أفلامه السابقة، وبطريقة ما يذكرنا بأنه أمضى عشرين سنة في السينما قبل أن يصل إلى ما وصل إليه الآن.

·         إلى جانب أنك الآن أنجح مخرج وثائقي حول العالم، فإنك أحد أكثر المخرجين الأميركيين إصرارا على التعامل مع المواضيع السياسية. هل ينتابك أحيانا إحساس بأنك تريد تحقيق فيلم لا علاقة له بالسياسة؟ وهل هناك فيلم لا علاقة له بالسياسة؟.. أسألك..

ـ لا طبعا.. حتى إذا رغبت في عدم طرح موضوع له علاقة بالسياسة، افتراضا أن ذلك ممكن، فإن السياسة موجودة فيه بلا ريب.

·         كيف تطوّر مشروع هذا الفيلم؟ هل يتطور كل فيلم على نحو مختلف؟

ـ حملت هذا الموضوع في بالي لنحو عشرين سنة. كلما جلست لأكتب فيلما وحين المباشرة في تصويره أفكر فيه. فكرت فيه منذ فيلمي الأول «روغر وأنا» قبل عشرين سنة، ثم حين بدأت تنفيذ «باولينغ لكولمباين»، وبعد ذلك حين أخرجت «فهرنهايت 9/11». المسألة أن الوضع الاقتصادي يقف وراء كل هذه القضايا الأخرى. لم أتوقف وأقول لنفسي إن علي الآن تحقيق هذا الفيلم لكنه كان دائما في مؤخرة رأسي.

·         فيلم «روغر وأنا» دار حول الوضع الاقتصادي في بلدة فلينت، ميتشيغن..

ـ صحيح، وفي الوقت ذاته ليس فيلما عن فلينت وحدها. أو عن مؤسسة «جنرال موتورز» بالتحديد. بل عن النظام الاقتصادي غير العادل الذي تعانيه أميركا.

·         ما الذي، إذن، يجعل «الرأسمالية: قصة حب» مختلفا في رأيك؟

ـ أعتقد أنني قبل عشرين سنة لم أقرأ الوضع الاقتصادي على نحو شامل. وحين ووجهت بما يعارض معلوماتي الأولية لم أسع إلى توسيع رقعة المعرفة، وتصرفت على نحو مختلف تماما عما تصرفت عليه هنا حيث أصبح من غير الممكن غض النظر عن مسؤولية هذا الوضع بالنسبة للأزمات المختلفة التي نعاني منها.

·         إذن كيف تطوّر هذا المشروع؟

ـ حينما كنت أحضر لفيلم «سيكو» خطر لي أنه لم يعد بالإمكان التغاضي عن مواجهة هذا الموضوع الذي يقف وراء كل المشاكل التي نعاني منها في أميركا. كما تعلم «سيكو» هو فيلم عن شركات التأمين الصحي، وهو في النهاية يصب في الخط العريض ذاته لهذا الفيلم. كلاهما، مثلا، يتحدثان عن الجشع الذي يتملك النظام الاقتصادي الذي نعيشه. طبعا في ذلك الفيلم هو في حدود مؤسسات التأمين الصحي نفسها وما تقوم به من ممارسات تجعل طلب الاستشفاء شبه مستحيل لمئات الملايين من الأميركيين. كل ذلك لأن تلك المؤسسات تريد تحقيق أرباح، وهي ليست في وارد السؤال عن أخلاقية ممارساتها ما دامت الغاية المادية هي الأهم. ماذا ستفعل؟ ستكون عادلة أو مهتمة بالمواطن فعلا على حساب ما تجنيه حاليا من أرباح؟ مستحيل. للإجابة تحديدا عن سؤالك: هذا ما أقوم به. أفكر في المشروع. أنتقل إلى تنفيذه.

·         ألا تضع سيناريو؟

ـ أضع أفكارا لكنها تعيش في بالي على أي حال. معظم المخرجين يكتبون السيناريو سلفا لأنهم بذلك يضمنون مرجعية ما يقومون به. لكنهم بذلك يربطون عملهم بما وضعوه على الورق. يصير لزاما تصوير ما يتفق مع السيناريو. أعتقد أن السبب الذي تبدو فيه أفلامي مختلفة هو أنني أقبل التحدي وأنطلق للعمل باحثا ومتسائلا تماما كما تشاهدني في الفيلم.

·         مثل أفلامك السابقة، هناك في «رأسمالية» دعوة للتغيير. تغيير شيء ما. ما الذي تطلبه من المشاهدين في هذا الفيلم أو في أي من أفلامك السابقة؟

ـ أطلب منهم في البداية أن يفكروا في ما شاهدوه. في الحقيقة ربما هذا كل ما أطلبه منهم. أنا واثق من أن معظم المشاهدين يخرجون من الفيلم مختلفين عن دخولهم إياه. حتى أولئك الذين يعرفون المشكلة وسواهم من الذين يعرفون ما أطرحه في أفلامي. هؤلاء يأتون لكل فيلم لأنهم يريدون معرفة الإجابة عن عدد من المواضيع المثارة. لدينا شبكة إعلامية واسعة، لكن القليل جدا مما يُبث مفيد ويضع الإصبع على الجرح تماما. بل لا أدري إذا كان هناك أحد غيري يطرح الأمور على هذا النحو أم لا.

·         لماذا أنت بالذات ما الذي يجعلك مهتما أكثر ممن سواك؟

ـ بكلمة واحدة أستطيع أن أقول لك: اسأل غيري لماذا لا يتحدثون اللغة ذاتها. لماذا ليس هناك نقاش جاد حول هذا الموضوع؟ لماذا على مايكل مور وحده أن يكون ذلك السينمائي الذي يواصل التحرش بمثل هذه المواضيع؟ بالنسبة إلي ـ إذا أردت جوابا مني ـ فأنا أقوم بما أؤمن بأنه رسالتي، وهذا كاف لدي.

·         لكن هناك نقاشات حول هذا الموضوع في الكونغرس بين المؤيدين لمحاولات باراك أوباما الإصلاحية والمناهضين لها. حين بدأت التفكير في هذا الفيلم لم تكن مسألة النظام الصحي في الولايات المتحدة مطروحة ـ هذا أولا. ثانيا أنت ربما تنسى أن الفيلم ليس عن مؤسسات التأمين الصحي فقط.. إنه عن كل الأزمة المالية التي انفجرت في وجهنا.

ـ صحيح. هل تعتبر أن المشكلة تكمن في النظام الرأسمالي إذن؟ ماذا عن النظم الأخرى؟ هل هناك نظام متكامل؟ المشكلة بالنسبة إلينا نحن في أميركا لها علاقة بكيف مارسنا النظام وليس بالنظام وحده. إنها مشكلة تمتد عميقا في صلب البناء الأساسي. أعتقد أننا غالينا فيه كثيرا. تسألني عن النظم الأخرى. كما بينت في «سيكو» وفي «الرأسمالية»، أوروبا من بين تلك المناطق التي تعيش نظاما رأسماليا تزاوج مع مقتضيات التحكم في الأرباح غير المشروعة وبالجشع كمحرك فردي. في « باولينغ لكولمباين» حين تحدثت عن العنف في أميركا، التي تجاوزنا بالقول إنه لا يموت فيها قتلا أكثر من مائتي ضحية في العام كله. هل تعلم كم جريمة قتل ترتكب كل يوم في أميركا؟ أربعون. المسألة هي أن ممارستنا للنظام الرأسمالي فاقت المبادئ الأساسية التي بنيت أميركا عليها. أصبحنا دولة سينظر إليها العالم في المستقبل على أساس أننا كنا مغفلين. وفي الأساس، وكما في فيلمي لا بد من القول إن المسألة في نهاية المطاف هي أن هذا النوع من الرأسمالية يتنافى والديمقراطية، ونحن علينا أن نكون ديمقراطيين أولا.

·         ما هي علاقتك مع هوليوود؟ هل تعتبر نفسك واحدا من أبنائها؟

ـ يضحك: أنا سينمائي أنتمي إلى السينما الأميركية وليست كلها هوليوودية.. أنت تعرف ذلك.

·         نعم. حين أخرجت فيلمك الروائي الوحيد «كناديان بايكون» هل كان ذلك محاولة منك للتوسع في طروحاتك السياسية؟

ـ ربما. كانت لدي فكرة كتابة هذا الفيلم الافتراضي من نوع «ماذا يحدث لو...» والافتراض هنا كان أن الرئيس الأميركي لكي يرفع من شعبيته بحاجة إلى حرب ولو أنه لا يريدها فعلا. وكندا، التي تقع على الحدود وتتميز بنظام رأسمالي «عادل» بدت البلد المناسب لإشاعة حرب باردة. طبعا ليست هناك من فكرة لفيلم وثائقي في هذا الموضوع، وطرحه روائيا كان السبيل الوحيد.

·         هل عني لك عدم نجاحه التجاري شيئا مثل لِمَ أقدمت على فيلم روائي؟

تساءلت، إذا أردتني أن أكون صريحا معك، عما لو أنني كنت بحاجة إلى فيلم روائي، لكن هذا طبعا بعد أن حققت الفيلم، ثم مرة ثانية بعد أن عرض. لم يفشل الفيلم تماما. ليس أقل إيرادا من الكثير من الأفلام التي يتم إنتاجها. لكني مرة ثانية لا بد أن أذكر أن قول ما أردت قوله لم يكن ليتم إلا بواسطة الفيلم الروائي. هل لو نجح كنت سأستمر في الروائي؟ تستطيع أن تقلب السؤال. لا أعتقد لأن ذلك الفيلم لم يكن مقدمة للعمل في هذا النوع من الأفلام أو لكي أنتسب إلى هوليوود. لو نجح أكثر؟ لا أدري. أعتقد أنني الآن في المكان الصحيح في الوقت الصحيح وفي الإطار الصحيح أيضا، لكي أتحدّث عما أريد الحديث فيه حول المسائل التي تهم المواطنين.

·         في حين أن مخرجين آخرين في هوليوود يتناولون الموضوع السياسي، إلا أنك تتناوله من زاوية المواطنين.. دائما هم في بالك.

ـ شكرا. هذه تحية. لكن الحقيقة أن شعوري هو التالي: لم يكن من المفترض بي أن أكون في هذا الموقع لولا أنني واحد من ملايين الناس العاديين. أنا أنتمي إلى معظم الأميركيين. نحن لا نملك أجهزة إعلامية نعمل من خلالها ولا محطات تلفزيون ولا صحفا. يوما ما تفاعلت مع صرف الموظفين في مصنع «جنرال موتورز» للسيارات فنقلت هذا التفاعل إلى السينما. ثم وجدت أنها وسيلة صحيحة ومنتشرة لنقل آرائي وآراء الأميركيين العاديين إلى أميركا والعالم فاستمررت.

·         المسألة ليست بهذه السهولة على ما أظن. هناك الاتهام الذي يوجه إليك بأنك معاد لأميركا، ثم هناك حقيقة أخرى: الفيلم الوثائقي لم يسبق له أن أنجز نجاحات كما يفعل كلما قدمت أنت فيلما. ما تفسيرك؟

ـ كلاهما متصل بالآخر. حين أخرجت فيلم «باولينغ لكولمباين» لم يكن هناك اهتمام كبير به. من كان سيصدق أنه سينجح؟ أولا كتبت عنه الصحف الأوروبية بأنه فيلم معاد لأميركا، وثانيا موضوعه العنف والمدارس وما حدث في كلية في بلدة صغيرة اسمها كولمباين حين فتح شابان النار على باقي الطلاب. لكن المفاجأة كانت أن أمثالي من الأميركيين كانوا يريدون معرفة الحقيقة. مصدر ما حدث. دافعه. ولم يكن هناك من سيتولى الكشف عن هذه الحقائق لأنها مرتبطة بالنظام الذي يتيح لتجارة السلاح أن تترعرع، ولها أيضا جوانب أخرى تتعلق بالحياة السياسية والاقتصادية برمتها. من سيهتم في هذا الموضوع؟ أقصد خارج النطاق الإخباري؟ محطات التلفزيون والصحف؟ هي فعلت ذلك كحدث ثم أعقبته أحداث أخرى والجديد يطغى على القديم.

·         في كل فيلم نراك تحاول إحراج الطرف الآخر. ضحكت كثيرا حين بدأت توقف رجال الكونغرس «فهرنهايت 9ـ11» لكي تطرح عليهم أسئلتك حول رأيهم في الحرب العراقية. وفي هذا الفيلم تستأجر سيارة نقل أموال مصفحة وتعلن أنك تريد أن تستعيد البلايين الثمانية التي حصلت عليها المؤسسات المصرفية لتجاوز أزمتها.. بعض النقاد يقولون إن هذا تصرف كوميدي منك، وهم لا يقولون ذلك مدحا، والبعض الآخر يقول إنك تعاني من حب الظهور. وهذا بالتأكيد ليس مدحا.

ـ يقولون أيضا إنني مثير للمشاكل ومعاد لأميركا ولا أحب وطني وأفضل عليه كوبا. وهناك أفلام ضدي. لكني في النهاية أنظر إلى الموضوع على هذا النحو: ما هي الطريقة الأفضل التي أستطيع بها الوصول إلى الأميركيين؟ إذا كان الأمر يستدعي أن أظهر في بعض المشاهد.. هل تعتقد حقيقة أنني أفعل ذلك كدعاية لنفسي؟ على الأفلام أن تصل. ذلك المشهد الذي تتحدث عنه في «رأسمالية: قصة حب» آت من ضرورة تقديم هؤلاء المسؤولين عن الأزمة الاقتصادية في أميركا والعالم إلى الرأي العام على حقيقتهم. تراهم يتحاشونني وفي بعض الأحيان يتحاشاني كثيرون غيرهم كما لو أني سأحمل أخبارا غير سارة.

·         إلى أين ستمضي من هنا؟ ما هو فيلمك المقبل؟

ـ هذه أول مرة أنتهي فيها من تحقيق فيلم دون أن تكون لدي فكرة عما سيكون عليه فيلمي المقبل. ليس عندي اتفاق جاهز مع أحد. الجميع الآن ينتظر من أوباما أن ينقذنا من هذا الوضع الذي نحن فيه وأنا معهم. لن أفكر في فيلمي المقبل الآن، لكني أفكر في الخطوة التي سيتخذها أوباما لأنه جاء من طبقة اجتماعية مختلفة تماما عن تلك التي يأتي منها عادة السياسيون الآخرون، وهذا مطمئن جدا.

الخليج الإماراتية في

16/10/2009

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)