حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مهرجان كان السينمائي الدولي الثاني والستون

كان 2009

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

"أمريكا" في "كان": عربية أم أمريكية؟

مخرجة فلسطينية تبحث عن هويتها في "كان"

كان- تمزج المخرجة الفلسطينية-الأميركية شيرين دعيبس في شريطها "أمريكا"، أول تجربة سينمائية لها، الشخصي العائلي بالعام من خلال سيرة العائلة المهاجرة في علاقتها بالمجتمع الآخر مع اسئلة كثيرة عن الانتماء والهوية.

عرض الفيلم ضمن تظاهرة "خمسة عشر يوما للمخرجين" في مهرجان كان السينمائي الـ 62 دافعا الى الضوء بتجربة سينمائية فلسطينية جديدة بدت أكثر اكتمالا في "امريكا" منها في عملين روائييين اولين سبقا لمخرجتين فلسطينيتين.

وكان العملان الآخران "ملح هذا البحر" لآن ماري جاسر و"المر والرمان" لنجوى نجار خرجا في غضون عام ليضعا المرأة الفلسطينية المخرجة في الواجهة ويقدماها للعالم في مهرجانات دولية.

ويطرح شريط "امريكا" سؤال: من هو الامريكي حقا؟ في ارض مجبولة بعرق هجرات اناس متعددي الاعراق على مدى اجيال، معبرا عن الامكنة المختلطة لهذه المخرجة المولودة في اوهايو من والدين احدهما فلسطيني والآخر اردني، من هنا حرصها الدائم وهي صغيرة على قضاء عطلاتها في الأردن.

"امريكا" الاسم العربي للولايات المتحدة الذي كانت تسمعه في طفولتها، لكنه ايضا امريكا كما تحياها وتراها وكما خبرتها وارادت ان تحكيها في السينما. تقول المخرجة "هوليوود حافلة بالكليشيهات وهي تصور العرب على انهم اشرار وتجربتي لم اشاهدها في اي من الافلام الاميركية".

وتضيف دعيبس "عزمت على تغيير الصورة من خلال السينما التي اعتبرها لغة عالمية للتعبير عن المشاعر تعطيك القوة للوصول الى الناس الذين يتخلون عن تحفظهم امامها لانها خيال".

وتحاول دعيبس في أماكن متعددة التذكير بالجوانب المضيئة للثقافة العربية التي بدا ان العالم والعرب انفسهم نسوها تماما لتقبع تحت غبار الركام السياسي والعداء الغربي.

وردا على سؤال حول معنى تقديم شريطها للمهرجان كشريط اميركي، تقول "انا اميركية للغاية لكني عربية ايضا واحمل انتمائي فيما اطرحه في الفيلم".

وتضيف "منذ انتخاب اوباما لم اعد أشعر بالعيب من ابراز جواز سفري الاميركي. مع ذلك فبالنسبة للاميركيين لست اميركية بما يكفي كذلك لست عربية بما يكفي بالنسبة للعرب".

هذا الواقع جعلها تشعر بالغربة اينما كانت خاصة في مرحلة مراهقتها، وتقول "لم اكن ابدا اشعر اني في وطني في اي مكان، هذا جزء من هويتي ويزيد من شعوري بعدم الانتماء لمكان محدد".

وتقول المخرجة ان الافكار التي عالجتها نابعة من تجاربها وافراد اسرتها فوالدها الطبيب تعرض للمقاطعة من قبل المرضى خلال حرب الخليج الاولى فقط لانه عربي وقتها كانت المخرجة في الرابعة عشرة من عمرها.

كما تلقت هي نفسها تهديدات في المدرسة خلال تلك الحرب وتم التحقيق مع اختها لمجرد اشاعة تقول بانها هددت الرئيس الاميركي بالقتل.

من هذه المنطلقات تعمد شيرين دعيبس الى مداعبة مناهج السياسة الاميركية في المنطقة في اكثر من مكان من الشريط وتندد بها على لسان الجدة التي تقول لابنتها على الهاتف وهي تحادثها من فلسطين "اذا التقيتت بوش قولي له ان يتركنا بحالنا نحن بنحب نعيش بهدوء مثله".

اما خبرتها في مواجهة الاحكام المسبقة فاسبغتها المخرجة على الصبي فادي الوافد مع امه الى التراب الاميركي بعد الحصول على "غرين كارت" واظهرت مدى صعوبة تعاطيه مع هذا المجتمع تماما كما امه.

وتؤدي نسرين فاعور ببراعة ودقة دور الام منى الشخصية الرئيسية في الفيلم والتي كانت "اساسية للدخول في هذا العالم وهي تمنح الجمهور نظرة جديدة وغير منتظرة"، كما تقول المخرجة التي تجعل منها شخصية متفائلة قوية الارادة وثابتة.

وتوضح "نسرين وجدتها في حيفا واخترتها لما لديها من حضور طبيعي ولقلبها الذي يفيض حساسية".

اما عن هيام عباس فكتبت المخرجة الدور لها اساسا، وتوضح "اردت تقديمها في دور مختلف عن ادوارها السابقة في الاعمال الفلسطينية الدرامية".

فيلم "امريكا" دراما خفيفة ممتعة حافلة بمشاهد مؤثرة ومضحكة مسبوكة بقالب من الصدق القريب من الحياة وتبتعد عن عوالم العنف والجنس المسرف التي يحفل بها مهرجان كان لتقدم في المقابل صورة دافئة لاسرة شرقية تختبر شرقيتها وتماسكها امام كل امتحان خارجي.

والفيلم رغم معانيه وابعاده السياسية والاجتماعية يساوي بين البشر في حبكة حاذقة تتحول فيها مسألة الهجرة الى امريكا بحثا عن حياة افضل الى تحد لا بد ان يدفع الى النجاح والاستمرار واخيرا الى البوح عوضا عن الصمت.

وهو بوح سيستمر، اذ ان المخرجة بصدد الانتهاء من كتابة فيلم اخر يتناول هذه المرة موضوع هجرة عكسية. وتشرح قائلة، "نحن لا ننتهي ابدا من الحديث عن هذه القصص وفيلمي القادم سيتناول حياة فلسطينية تعود للعيش في الاردن بعد قصة حب خائبة".

العرب أنلاين في 20 مايو 2009

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)