حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مهرجان برلين السينمائي التاسع والخمسون

Berlinale

2009

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

ندوة السينما الفلسطينية في مهرجان برلين...

الحياة تعود الى سينما جنين

برلين - محمد موسى

عندما جاء دور الأب الفلسطيني إسماعيل الخطيب للحديث عن مشاركته في فيلم «قلب جنين» للمخرج الألماني ماركوس فيتير، في الجزء الثاني من ندوة السينما الفلسطينية التي عقدت في الحادي عشر من شباط (فبراير) الجاري في برلين، كان الملل قد تسرب الى عدد غير قليل من الموجودين في صالة الندوات في سينما «هاوس» في ساحة بوتسدام، لينشغلوا في أحاديث جانبية مع بعضهم بعضاً، تاركين الرجل المفجوع بفقدانه ابنه، يتكلم باللغة العربية عن تلك الأيام، وسط ضجيج وعدم اهتمام، وخصوصاً بين مخرجين ومثقفين عرب، لم ينتظروا انتهاء الرجل من حديثه أو يتركوا القاعة التي ضمت الندوة والتي نظمها صندوق سينما العالم الألماني. وهو أحد ضروب التعاون المشتركة بين مهرجان برلين السينمائي ومؤسسة «كلتور ديسبونديز» الثقافية الألمانية. الصندوق ساهم ومنذ عام 2004 في دعم ما يقارب الأربعين فيلماً من آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية، وأفلام من الشرق الأوسط، أهمها فيلم هاني ابو اسعد «الجنة الآن»، وفيلم المخرج محمود المساد التسجيلي «إعادة خلق».

وعلى رغم دقة تنظيم واستعداد المؤسسة الألمانية المبكر للندوة، بدعوة مخرجين وسينمائيين من فلسطين وبلدان أخرى، مثل السينمائية المتميزة مي المصري وجورج خليفة وآن ماري جاسر وعلياء أرصغلي، إلا أن عدم الوضوح والتشتت في المداخلات سادا الندوة، وهو ما انتقدته المخرجة مي المصري في مداخلتها، إذ طلبت ان يعود اتجاه الحديث الى كيفية دعم السيـنما الفلسطينـيـة، والاستفـادة من وجود عدد ممتاز من المخرجين الفلسطينيين الشباب في برلين، في التواصل مع المنتجين الألمان وغيرهم، والذين كانـوا بالعـشرات في أيام المهرجان، وكجزء من سوق المهرجان الأوروبي وغيره من تظاهرات مهرجان برلين السينمائي.

وكما هو متوقع، حضرت السياسة، والوضع في الأراضي الفلسطينية في معظم مداخلات الجمهور الحاضر. فالمخرجون والمخرجات الشباب القادمون من الأراضي العربية الفلسطينية المختلفة، تحدثوا عن الصعوبات الهائلة في العمل السينمائي هناك، بسبب تعقيدات الوضع الأمني، والمشاكل التي يخلقها الاحتلال الإسرائيلي. ففيلم «ملح هذا البحر» مثلاً، صُوّر وسط ظروف شديدة التعقيد، بسبب عدم وجود تصريحات بالعمل، وتصوير جزء من مشاهد الفيلم من دون تصاريح، وهو الأمر الذي أدى في النهاية الى منع مخرجة العمل آن ماري جاسر من دخول إسرائيل في المستقبل، على رغم امتلاكها الجواز الأميركي.

وتحدث سينمائيون آخرون، من الذين يعيشون خارج فلسطين أو إسرائيل، عن مشاريعهم المؤجلة، بسبب منعهم من دخول الأراضي الفلسطينية. فمن ضمن المداخلات المؤثرة، كانت مداخلة للمخرجة الفلسطينية ساندرا مادي، التي تحدثت بحزن كبير عن محاولاتها الثلاث لدخول الأراضي الفلسطينية، ومنع القوات الإسرائيلية لها، وعن مشروعها السينمائي الذي يجب أن يصور هناك، وكيف أن هذه المشكلة تأتي قبل كل المشاكل الأخرى، من تمويل وغيرها.

وانتقد بعض السينمائيين الفلسطينيين قرار مهرجان برلين السينمائي، باستضافة ثلاثة مخرجين إسرائيليين شباب، لتطوير مشاريعهم السينمائية، وطالب المنتقدون بمعاملة السينمائيين الفلسطينيين بالمثل. كما انتقد البعض، خلو دورة مهرجان برلين التاسعة والخمسين من أي أفلام فلسطينية، على رغم وجود فيلمين روائيين فلسطينيين طويلين، انتجا السنة الفائتة، هما: «ملح هذا البحر» لآن ماري جاسر و «المر والرمان» لنجوى نجار. غياب الأفلام الفلسطينية وندرة الأفلام العربية، تواكبا مع حضور مكثف للسينما الإسرائيلية في المهرجان هذا العام، حيث عرض 38 فيلماً في تظاهراته المختلفة.

وتم الإعلان في الندوة عن نية الحكومة الألمانية تخصيص ما يعادل 200 ألف دولار لتجديد صالة سينما مدينة جنين، المغلقة منذ اكثر من عشرين عاماً. الاهتمام بالصالة السينمائية، عاد بفضل جهود المخرج الألماني ماركوس فيتير الذي انتبه الى الموقع المهم للسينما، في قلب المدينة.

الحياة اللندنية في 20 فبراير 2009

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)