حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مهرجان برلين السينمائي التاسع والخمسون

Berlinale

2009

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

مهرجان برلين ال59 .. دورة حافلة بالمتناقضات

برلين- هوفيك حبشيان

الدورة الأخيرة لمهرجان برلين السينمائي كانت متنوعة كالعادة، وأيضاً حافلة بالتناقضات. ويتبين ذلك من خلال الأفلام سواء على مستوى الشكل أو المضمون ، وكثير من السينمائيين يتفقون على أنها تلقي نظرة تشاؤمية على العالم، ولكن يتفقون أيضاً على الاختلاف في أنها تستخدم أدوات السينما بحرفية عالية.

إليكم مثلاً فيلما ميوزيكاليين (مسلوب القلب إلى الأبد) لتشن كاييغ (مسابقة) و(نوتوريوس) لجورج تيلمان جونيور (خارج المسابقة): يختلف الأول عن الثاني على نحو راديكالي، رغم أن حب الموسيقى وعشقها من سماتهما، فيلجأ المخرج الصيني الكبير تشن كاييغ إلى مشهدية عريضة ولقطات حوارية طويلة ليحكي قصة فنان صيني كبير، تعاطى التمثيل والإخراج، يدعى ماي لانفانغ (1894 ـ 1961) ، بيد أن ما يجمع هذين الفيلمين، وأفلاما أخرى في هذه الدورة، هو أن العولمة تساهم في إطلاق الشخصيات من بيئتها الضيقة إلى منصة العالم. يلجأ كاييغ إلى الكاميرا الثابتة كلغة لنصّ رصين، ويصنع فيلماً يمجد الموسيقى والجمال والحياة طوال ساعتين ونصف الساعة . للآسف، ثمة من وجده طويلاً وستاتيكياً ومملاً، وحتى في عداد الصحافيين والنقاد، هناك مَن خرج من الصالة قبل نهاية الفيلم!

أما تيلمان جونيور الذي يجعل أيضاً من الموسيقى شغله الشاغل، فله طريقة مختلفة تماماً عن طريقة كاييغ للتحدث عن الموسيقى. ومن البديهي أن يكون الاختلاف هنا سيد الموقف، لأن كل منهما يأتي من بيئة وثقافة وخلفية اجتماعية مختلفة عن الآخر. ويتطرق (نوتوريوس) إلى موسيقى راجت في تسعينات القرن الفائت وما بعدها، من خلال أحد مؤسسي الراب، الذي اغتيل وهو في الرابع والعشرين، أي في قمة عطائه الفني. هنا ليست ثمة كادرات مهندسة بإتقان وجمالية منقحة. إنما استنساخ سينمائي لنمط عمل محطة الموسيقى العالمية الرائدة أم تي في. لكن حس إيقاعي عال جداً يهيمن على كل المتتاليات البصرية. وتيلمان جونيور يجيد طريقة استثمار هذا الأسلوب الفيديو كليبي الذي يقوم، في جزئه الأعظم، على التقطيع السريع، خدمة للموضوع.

يحكي (نوتوريوس) سيرة كريستوفر والاس، مجده وانحطاطه، منذ كان شاباً يافعاً في بروكلين السبعينات حتى تاريخ مقتله عام 1997. من تاجر صغير للمخدرات، تحول لسان حال جيل كامل من الشباب الطامحين إلى إسماع صوتهم. يعبق الفيلم بالثقافة الأفرو ـ أميركية ويحرص الاّ يحط من شأن احد رموز غناء الراب، علماً أن الخاتمة هوليوودية بامتياز، خلافاً ل(مسلوب القلب إلى الأبد). وإذا كانت الموسيقى موضوع خلاف جمالي بين المخرجين في القارتين الأميركية والآسيوية، فالنظرة إلى العالم في عصر العولمة هي الأخرى محل نقاش. ببضع هيصات استهجان، استقبل الفيلم الجديد للمخرج الأسوجي لوكاس موديسون في عرضه الصحافي.

فبعض الأوروبيين لا يريدون أن يروا ماذا يحصل في الجانب الآخر من العالم (المتحضر)، لأن هذا يخرب ارتياحهم ويزعج ضميرهم. كثيرون عقدوا مقارنات بين (ماموث) و(بابل) لإيناريتو. صحيح أن الفيلم يتشارك (بابل) نقاط كثيرة، منها هذا الطابع المعولم والوجع الذي يقع البعض في مخالبه، لكن (ماموث) فيلم قائم بذاته.

نظرة أميركية أخرى إلى الواقع المعولم، لكن هذه المرة من خلال تداعيات حرب العراق، في فيلم (المُرسل) الذي أنجزه أميركي يدعى أورن موفرمان سبق أن اشتغل على سيناريو فيلم المخرج الأميركي تود هاينس (لستُ هناك) ثمة شيء واحد أسوأ من الذهاب إلى الحرب هو أن تكون عسكرياً ومهامك أن تأتي بأخبار الموت والوفاة من الجبهة لترسلها إلى أهالي الضحايا.

لتذهب إليهم طارقاً بابهم وتسحق قلبهم بالحزمة العسكرية! هذه هي مهمة ويل وطوني اللذان يعودان إلى الوطن بعدما حاربا في معارك طاحنة في الشرق الأوسط، ليبلغا، ببرودة وبروتوكول، خبر موت رفاق السلاح. وإذا لم يجابها يوماً عدوهم وجهاً لوجه، لبقاء هؤلاء في الخنادق، فهاهما مضطران اليوم إلى أن يطلا بلحمهما ودمهما أمام (أعدائهما) الجدد: الشعب الأميركي.

البيان الإماراتية في 20 فبراير 2009

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)