اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

دراما رمضان ـ 2008

 

رمضان 2008

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

تفـاءلوا خـيراً بناصـر وأسـمهان

كتب : حمادة حسين

 
     
  

سوابق الطرفين، يسرى الجندى والدراما السورية، هى التى تبعث على التفاؤل فى أن ينجو ناصر وأسمهان من قائمة المسلسلات التى تحول العوالم القديمة، خاصة الدينية، إلى يوتوبيا، وشخصياته الشهيرة إلى قديسين، كأن النبوة أخطأتهم. سوابق الجندى، جمهورية زفتى والطارق، تجعله- تقريباً- الاستثناء الوحيد الذى يكسر حلقة النفاق المستفز للتاريخ وصانعيه.. وسوابق الدراما السورية، الظاهر بيبرس وخالد بن الوليد وأولاد الرشيد.. الأمين والمأمون، تجعلها ضد منطق الدراما المصرية.. إذ كيف أن يكون السلف كله صالحاً، ونكون نحن بكل هذه الشيطنة؟!

تزيد نسبة التفاؤل، من الموقف الحاد الذى اتخذه تليفزيونا البلدين، المصرى والسورى، من المسلسلين.. المصرى رفض إذاعة ناصر، والسورى رفض إذاعة أسمهان.. كلاهما يخاف مواجهة المناطق المهجورة والأحداث المهمة، ووجهات النظر التى تخالف الثابت والمستقر فى وجدان المشاهد. المتابعة الشرهة لأحداث مسلسل «الطارق»، شغلها السؤال: هل كان فتح أسبانيا من صنع مأساة فلورندا الجميلة؟! تلك الفترة، فترة صعود نجم طارق بن زياد، كان منتهى طموح الحكم الأموى- حسب سيناريو مسلسل «الطارق»- هو تهدئة الثورات المتفجرة من مسلمى شمال ووسط أفريقيا، خاصة البربر، والتى تطالب جميعها بالانفصال عن الإمبراطورية الإسلامية. وبينما ذهب طارق بن زياد فى محاولاته لترويض الثائرين.. عرض المسلسل الفساد والمحسوبية التى استشرت فى دوائر صنع القرار الأموى، عبر المذبحة التى نصبها أبناء الفاتح الشهير عقبة بن نافع لمسلمين من الشمال الأفريقى، وتجاوز أولى الأمر فى تطبيق الحد عليهم إكراماً لسيرة والدهم.

نجح طارق بن زياد فى ترويض البربر، واستغلالهم فى إخماد الثورات فى شمال أفريقيا.. ولم يتبق له سوى إخضاع «سبته» التابعة للقوط الذين يحكمون إسبانيا.. وهو الآن يفرض حصاره القوى عليها. وحتى هذه اللحظة لم يظهر ما يشير إلى تفكير رأس الإمبراطورية الإسلامية- ولا أحد فيها- فى فتح إسبانيا، إلا من خلال الحلم الذى ظل يراود «الطارق» طارق بن زياد، بأنه سيعبر المحيط إلى العالم الآخر.. لكن أى عالم.. هو لا يعرف. ذلك أن الحلم ناقص. وفى إسبانيا، وصل حكم القوط إلى الحضيض، خاصة بعد فترة من جلوس «لوزريق» على كرسى العرش.خاصة عندما أغتصب «فلورندا» ابنة حاكم «سبته» . هربت فلورندا الجميلة، ووصلت إلى قصر والدها فى سبته فى نفس توقيت وصول الأسطول الإسبانى المفترض أن يدعم والدها فى مقاومة الحصار الذى يفرضه الطارق على المدينة الصغيرة.. وعندما علم «ليليان» حاكم سبته بمأساة ابنته فى قصر الملك لوزريق، قرر الانتقام.. فعرض فكرة فتح إسبانيا على طارق بن زياد، و توفير كل السبل التى تساعده على ذلك، ابتداءً من تجنيد المعارضين للملك لوزريق، حتى وضع الأسطول الإسبانى تحت تصرفه. مع الفتح العظيم ظهرت نواقص الإمبراطورية الإسلامية فى غيرة القائد موسى بن نصير من إنجاز طارق بن زياد.. والمكائد التى حاكها أولاد عقبة ضده، وكذلك ابن موسى بن نصير والإلحاح على نسب الإنجاز للعرب وليس البربر المسلمين. هل كان حلم عبور المحيط الذى ظل يراود الطارق، ومأساة فلورندا الجميلة، هما وسيلة يسرى الجندى لتسويغ فتح إسبانيا من جهة، وتمرير انتقاداته الحادة لرجال الدول الأموية وفساد حكمها من جهة أخرى.. فقد سبق أن أضاف يسرى الجندى شخصية الفلاح المظلوم «إبراهيم نعمان» لأحداث مسلسله «جمهورية زفتى»، كى يلهى المشاهدين عن غواية فكرة الانفصال.. تلك التى سيطرت على المحامى يوسف الجندى، فقرر الانفصال بـ«زفتى» ودامت محاولته 16 يوماً.سألت يسرى الجندى .. فأجابنى: مأساة فلورندا الجميلة، حقيقة تاريخية، وليست خيالا دراميا.. ذلك أن العرب لم يفكروا فى فتح إسبانيا، إنما الذى فكر هو «ليليان» حاكم «سبته» وهو الذى رسم وخطط وهندس العملية، انتقاماً من الملك لوزريق الذى اغتصب ابنته.

كيف كانت مشاعر صناع مسلسلات الظاهر بيبرس، وخالد بن الوليد، وهارون الرشيد وهم يشاهدون النسخة السورية لهذه الشخصيات؟!.. سؤال تمنيت أن أسمع إجابته من أصحاب النسخ المصرية والمشاركين فيها.. النسخة السورية، تحترم عقل المشاهد، أحاسيسه، وحقه فى فتح ملفاته القديمة بأمانة.. فقد انفردت- مثلاً- بعرض ثنائية حمزة بن عبدالمطلب عم الرسول- صلى الله عليه وسلم- وهند بنت عتبة.. من زاوية هند.. هناك تبرير لفعلتها البشعة حين أكلت كبد أسد الله بخلاف الثابت والمستقر من أنها شخصية سادية، من آكلى لحوم البشر.. هند امرأة عادية.. روعها أن يقضى حمزة بن عبدالمطلب على نصف عائلتها فى يوم واحد.. فقررت الانتقام منه وفقاً لثقافة الانتقام فى هذه البلاد تلك الأيام. ويبدو أن مسلسل «أبناء الرشيد.. الأمين والمأمون» قد تخصص فى اختراق المسكوت عنه.. المثلية الجنسية التى انتشرت فى قصر الخلافة.. ووقوع «محمد الأمين» فى أسرها، حتى أصبحت إمكانية أن يتجاوزها من أجل أن ينجب طفلاً يحجز به الخلافة لنسله على حساب أخيه عبدالله المأمون هى شغله الشاغل، وأعظم هموم الخلافة.. انفلات شقيقة الخليفة «هارون الرشيد» واختراع فكرة الزواج لليلة واحدة. صعود نجومية علماء الكلام.. وطرح كل النقاط الجدلية فى الإسلام للنقاش، خاصة قضية خلق القرآن.. عجز الإمام أحمد بن حنبل عن الرد على حجج علماء الكلام.. وهروبه من مواجهتهم بتكفيرهم.. رد الاعتبار للبرامكة.. خطيئة الخليفة عبدالله المأمون فى عدم تدارك المصير الذى آل إليه الإمام أحمد بن حنبل.. النهاية المأسوية للخليفة محمد الأمين على يد أخيه عبدالله المأمون.

سوابق يسرى الجندى، تشير إلى أن ناصر ربما يظهر هذه المرة من منطقة أكثر عدلاً، تحترم تجربته وإنسانيته.. لن يكون شوفانيا كما يرسمه مريدوه ودراويشه، ولن يكون خائناً وخاليا من الفضائل كما يروج كارهوه.. كما تشير سوابق الدراما السورية إلى أن تناول شخصية أسمهان لن يتوقف عند حد مغنية مثالية راحت ضحية موت غامض.. وإنما سيمتد للكهوف السياسية التى تاهت فيها أسمهان.. ومشكلة الدروز وخلافها مع أم كلثوم والملكة نازلى، غرامياتها.. وقصصها الخفية.

روز اليوسف المصرية في 31 أغسطس 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)