اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

دراما رمضان ـ 2008

 

رمضان 2008

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

ألف شخصية فى حياة عبدالناصر أهمها زوجة أبيه

كتب : حسام عبد الهادي

 
     
  

30 ساعة و1000 شخصية تختزل 52 عاما هى عمر الزعيم الراحل «جمال عبد الناصر» منذ لحظة مولده فى 16 يناير من عام 1918 حتى لحظة وفاته فى28 سبتمبر من عام ,1970 هذه الساعات الثلاثون والشخصيات الألف نتعرف عليها من خلال مسلسل «ناصر» الذى لن يعرض - للأسف - على شاشة التليفزيون المصرى - أرضيا - والذى لن يعرض - للأسف - «للمرة الثانية» سوى على خمس قنوات فضائية فقط هى : «art حكايات»، «سوريا»، «الحياة»، «بانوراما دراما»، « nbnلبنان»، أما بقية القنوات فبعد أن أبدت استعدادها لشراء المسلسل، وأرسلت فاكسات للمنتج تطلبه عادت وتراجعت واعتذرت عن عدم الشراء مثل قنوات أبو ظبى ودبى والسودان والكويت والبحرين والـ «mbc» السعودية والجزائر وتونس وإن كانت معظم هذه القنوات - هى قنوات رسمية تتبع دولها مباشرة - أى قنوات الدولة!!

دراما «ناصر» تحمل أحداثا وتفاصيل نشاهدها للمرة الأولى بهذا التفصيل على الشاشة، والتى لم نكن نعلمها من قبل، كتبها بخط يده «جمال عبد الناصر» وأهدتها ابنته «هدى» إلى الكاتب «يسرى الجندى» ليصوغها بدقة فى «30» حلقة. من أهم هذه التفاصيل تلك التى تتعلق بأهم هذه الشخصيات وهى «زوجة أبيه»، وتلعب دورها «شيرين» حيث تتناول الأحداث علاقة «جمال عبد الناصر» بزوجة أبيه فى مرحلة التكوين المبكر لشخصيته وهو فى عمر 8 سنوات عقب وفاة أمه التى تلعب دورها - كضيف شرف - «وفاء عامر» التى تظهر فى الحلقة الأولى والثانية فقط، وهى المرحلة التى يلعب فيها «كريم الحسينى» دور «ناصر» فى صباه وهى الحلقات الأربع الأولى لحين ظهور «مجدى كامل» - بطل المسلسل - من الحلقة الخامسة، وهى الفترة التى يجسد فيها شخصية «عبد الناصر» من بداية التحاقه بالكلية الحربية - للمرة الأولى - عقب حصوله على شهادة البكالوريا من مدرسة النهضة بالجمالية، والتى انتقل للدراسة بها بعد أن أتم دراسته التمهيدية بالإسكندرية - مسقط رأسه بحى «باكوس» - فى هذه المرة تم رفضه ولم يتم قبوله بالكلية الحربية فالتحق بكلية الحقوق ليدرس بها ستة أشهر ليعاود فى العام التالى تقدمه للكلية الحربية عقب إلغاء معاهدة 1936 ليتم قبوله فى هذه المرة، التحاقه بالكلية الحربية - كما جاء فى سياق أحداث المسلسل وكما يقول الكاتب «يسرى الجندى - جاء نتيجة ترسيخ قيم الوطنية والانتماء التى غرسها بداخله عمه «خليل» - «صلاح عبدالله» - الذى احتضنه عند مجيئه إلى القاهرة، وعلمه معنى الوطنية، كذلك إحساسه بالزعامة التى أكسبها إياه زملاؤه فى مدرسة النهضة الثانوية، والتى ظهرت بقوة عندما قادهم فى مظاهرة ضد الاحتلال الإنجليزى، وتعرض للإصابة فى تلك المظاهرة. كل هذه المقومات هى التى صنعت منه زعيما وطنيا فيما بعد. «عبد الناصر» لم ينس مرة أصوله الصعيدية وأن عائلته تنتمى إلى قرية «بنى مر» بمحافظة أسيوط، وهو ما يظهر من خلال الأحداث عن طريق «الفلاش باك»، والذى يستعرض ذكرياته فى تلك البلدة.

إظهار الجوانب الإنسانية فى حياة «عبد الناصر» - كما يقول «يسرى الجندى» - من أكثر الاحداث الدرامية إثارة فى المسلسل، خاصة أن تفاصيلها مجهولة عند السواد الأعظم من الناس لحرص «عبدالناصر» على عدم الاقتراب من حياته الأسرية أو الشخصية، ومن هنا يكون التشوق لمعرفة تلك التفاصيل أمرا ملحا عند العامة، خاصة ما كان يدور بينه وبين زوجته السيدة «تحية» التى تقوم بدورها «لقاء الخميسى». خيط آخر حرص «يسرى الجندى» على إبرازه فى المسلسل وهو علاقة ثورة يوليو بثورة 1919 حيث يؤكد من خلال الأحداث أن التاريخ سلسلة متصلة الحلقات، رغم عدم ظهور زعيم ثورة 19 «سعد زغلول» والاكتفاء بالإشارة إليه فقط، كذلك «مصطفى النحاس» - زعيم الوفديين لم يشر إليه إلا فى مشهد واحد فقط وهو الذى يقول فيه: «من أجل مصر وقعت على معاهدة 1936 ومن أجلها أيضا وقعت على إلغاء المعاهدة» - ليلة قيام ثورة يوليو 1952 يسردها «الجندى» بشكل مختلف وبها تفاصيل كثيرة لم يذكرها أحد من قبل فى عمل درامى، ولكن قبل تفاصيل الثورة هناك حدث مهم أيضا أراد «الجندى» أن يسهب فى تفاصيله لأول مرة، وهى تفاصيل حرب فلسطين عام 1948 والتى أتبعها حصار الفالوجا، تلك الحرب التى شارك فيها عبدالناصر كضابط فى سلاح المشاة. هذه الحرب هى التى حركت مشاعر الضباط الأحرار - كما تسردها أحداث المسلسل، والذين شاركوا جميعا فى هذه الحرب، صحيح أن كلا منهم كان يحارب فى جهة مختلفة، ولكن الهدف كان واحدا وهو ما اتحدوا عليه عقب انتهاء الحرب، أيضا تسرد أحداث المسلسل ولأول مرة تفاصيل إصابة «محمد نجيب» ومقتل البطل «أحمد عبدالعزيز» فى تلك الحرب، كما يكشف المسلسل عن صفقة الأسلحة الفاسدة وكيف تصدى لها «إحسان عبدالقدوس» على صفحات «روزاليوسف»، إلى جانب إبراز دور «فاطمة اليوسف» - والدة إحسان - فى هذه المرحلة السياسية المهمة التى أعقبها قيام الثورة. ليلة قيام الثورة بتفاصيلها الدقيقة تكشف عن بداية تكوين تنظيم الضباط الأحرار وقيام أحد ضباط الحرس الحديدى بدور مهم فى هذا التكوين، إلى جانب الكشف عن الدور المهم الذى لعبه «يوسف صديق» فى إنجاح الثورة مما جعلهم يطلقون عليه «الجندى المجهول للثورة». أما أحداث أزمة مارس 1954 التى حدث فيها الانقلاب على «محمد نجيب» والإطاحة به، فقد جاءت إنصافا «لنجيب» ليأتى «عبدالناصر» خلفا له على كرسى الحكم. أحداث الأزمة فى المسلسل تؤكد - كما يقول «الجندى» - أن «عبدالناصر» لم يستعن «بالسادات» فى عملية الانقلاب على «نجيب»، لكنه استعان ببعض أعضاء مجلس قيادة الثورة، وبعض الأعضاء من جماعة الإخوان المسلمين. محاولة اغتيال «عبدالناصر» فى حادث المنشية الشهير عام 1954 هى امتداد لأزمة مارس من نفس العام، وتأتى ضمن أحداث المسلسل ليتم من خلالها تعرية جماعة الإخوان المسلمين وعلاقتهم بالثورة منذ أن التحق بها «جمال عبدالناصر» و«السادات» و«عبدالمنعم رءوف» فى المراحل الأولى من حياتهم، إلى أن اكتشفوا نوايا الإخوان، وتصديهم لمقتل «النقراشى باشا» والذى رد عليه الحرس الحديدى بقتل زعيمهم «حسن البنا».. كل هذه التداعيات التى يظهرها المسلسل لأول مرة هى التى جعلت «عبدالناصر» و«السادات» يتركان جماعة الإخوان المسلمين، فى الوقت الذى استمر معهم عبدالمنعم رءوف الذى اختلف مع الضباط الأحرار وانفصل عنهم بعد أن رفضوا أوامره بضرورة خضوع الضباط الأحرار لقوانين ونظام الإخوان، وأن يصير الاثنان كيانا واحدا!!

حريق القاهرة يناير 1952 كان له نصيب أيضا من أحداث المسلسل، وهو الحدث الذى تكلفت ديكوراته أكثر من مليون جنيه بقيمة كل ديكورات المسلسل، حيث تم بناء نماذج للأماكن التى احترقت مثل الأوبرا وأبنية وسط القاهرة وغيرها، وتم إحراقها بالكامل، واستغرق تصويرها ثلاثة أيام. أحداث تأميم «قناة السويس» ستبدأ من توقيع الاتفاقية مع الإنجليز على حق استغلال القناة لمدة 99 عاما فى أواخر عهد الملك فاروق، الذى لن يظهر فى المسلسل، وكذلك والده الملك فؤاد، ولكن الإشارة إليهما ستكون عن طريق الحوار فقط من خلال ذكر سيرتهما! أزمة «ناصر» و«عامر» والتى عرفت بأزمة الديمقراطية والتى بدأت من عام 1961 إلى هزيمة يونيو 1967 تناولها المسلسل بشكل واضح وصريح وكشف فيها عن صمت «ناصر» الشديد أمام تجاوزات «عامر» الكثيرة وعدم اتخاذه موقف ضدها، والسبب كما يذكر المسلسل علاقة «ناصر بـ «عامر» التى بدأت منذ دخولهما الكلية الحربية، وتلازم «ناصر» الدائم مع «عامر»، وبقاؤه فى بيت عامر» أثناء الإجازات، وعطف والد «عامر» عليه، مما جعله يحفظ الجميل ويرفض أن يعلن عن رد فعله ضد «عامر»، حتى فى أحلك الظروف، وهو ما أظهره المسلسل، وجاء فى كتب التاريخ عندما أعلن «ناصر» التنحى عقب نكسة يونيو 1967 مضحيا بنفسه ومتحملا مسئولية الهزيمة بدلا من أن يلقى تهمة الإهمال والتسيب على صديق عمره «عامر». المسلسل لم يتطرق للغز وفاة عبدالحكيم عامر، وهل كان انتحارا أم وفاة طبيعية؟! وأكد يسرى الجندى أنه طالما لاتقع تحت يديه وثائق ومستندات حول الحدث فلن يؤكده أو ينفيه، بل سيترك الحكم للجمهور، خاصة أنه فى كل أحداث المسلسل استعان بوثائق ومستندات رسمية، كذلك قال إن عرضه لـ ظاهرة «زوار الفجر» جاء هامشيا ولم يبحر فى تفاصيلها، بل أشار إليها كجزء من تاريخ المرحلة. أما استشهاد «عبدالمنعم رياض» فى حرب الاستنزاف من عام ,1969 فقد مر عليه «الجندى» بالإشارة فقط دون ظهور الحدث، فى الوقت الذى أفرد فيه مساحة لمؤتمر القمة العربية الذى جاء بعد مبادرة روجرز عام 1970 وأيلول - سبتمبر - الأسود عام 1970 - أيضا - فى مؤتمر القمة كشف «الجندى» ضمن أحداث المسلسل عن الخلافات القائمة بين الحكام العرب آنذاك ومحاولة «عبدالناصر» التدخل لتهدئة الموقف واحتواء المشاكل وقيامه بوداعهم عقب المؤتمر فى المطار حتى لحظة وفاته عقب توديعه لأمير الكويت «صباح السالم الصباح» - الذى كان آخر شخصية يقوم بتوديعها «ناصر» فى مطار القاهرة، بعدها عاد إلى منزله ليلغظ أنفاسه الأخيرة، لكن قبل الوفاة، استعرض «الجندى» من خلال الأحداث تطور الحالة المرضية «لجمال عبدالناصر» والأمراض التى كان يعانى منها وتاريخ مرضه من واقع التقارير الطبية الرسمية الخاصة به والمدونة فى مذكراته، مؤكدا أن الوفاة طبيعية ولم تنتج عن حقنه أو إعطائه - كما تردد - سما بطيئا مفعوله يمتد لستة أشهر!!؟

روز اليوسف المصرية في 31 أغسطس 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)