ملفات خاصة

 
 
 

كلوديا كاردينالي جسدت صورة الممثلة العالمية بامتياز

هوفيك حبشيان 

رحيل أيقونة الجمال السمراء

كلوديا كاردينالي

   
 
 
 
 
 
 

الساحرة السمراء تنقلت بين العشيقة والمومس المحتشمة والسيدة الأرستقراطية حتى الأم المعذبة

ملخص

رحلت الممثلة كلوديا كاردينالي، النجمة السمراء، عن 87 عاماً، بعدما انجزت 150 دوراً سينمائياً في إدارة مخرجين كبار من العالم. وظلت هي الإيطالية، الصقلية الجذور، ظلت وفية لتونس التي نشأت فيها.

صفحة من سجل نجمات الستينيات تطوى مع رحيل كلوديا كاردينالي عن عمر ناهز السابعة والثمانين. صفحة كُتبت سطورها الأولى على ضفاف المتوسط، قبل ان تصبح جزءاً من سيرة السينما العالمية. تتحدر كاردينالي من عائلة إيطالية هاجر أفرادها من صقلية إلى تونس وأقاموا فيها لثلاثة أجيال متتالية. نشأت في بيئة مزدوجة الانتماء، متوسطية الطابع وأوروبية الثقافة والتقاليد. هذا الخليط الجغرافي ظلّ يرافقها طوال مسيرتها .

كانت البداية بالصدفة، كما تحب أن تؤكد دائماً: "كل شيء بدأ بالبيكيني". فهي شاركت في مسابقة "أجمل إيطالية في تونس"، لتجد نفسها فجأة في مهرجان البندقية، ومن هناك انهالت عليها العروض السينمائية. ردها كان دائماً: لا. إلى أن وُصمت بـ"الشابة التي ترفض السينما، في مقال نشرته أحدى الصحف، فقررت في النهاية أن تخوض التجربة بدافع الاكتشاف. هذه المهنة حملتها من غرب الكرة الأرضية إلى شرقها، فهي اشتغلت في جميع أنحاء العالم، من أوستراليا الى أميركا، مروراً بروسيا وكندا، لتصبح النموذج الحقيقي للممثلة العالمية. 

ورغم جذورها الإيطالية، لم تكن تتقن الإيطالية، بل تنطق باللهجة الصقلية بالاضافة إلى الفرنسية. ومع أن إعجابها المدهش ببريجيت باردو ومارلون براندو كان كبيراً في مراهقتها، شأنها شأن كثر في الخمسينيات، فلم يكن التمثيل من ضمن مخططاتها، لا بل كانت تطمح إلى التدريس. في طفولتها، كانت فتاة شقية، "مسترجلة"، في عبارة تعود لها: "كنت خجولة جداً، ومع ذلك كنت أشبه بالفتيان في تصرفاتي. عندما كنت أتنقل بين البيت والمدرسة، لم أكن أصعد القطار وهو متوقف، بل كنت أفضّل أن يبدأ في التحرك ثم أقفز لأصعد. كان هاجسي الدائم هو إثبات أن المرأة أقوى من الرجل".

تعود بدايات كاردينالي، التي راكمت نحو 150 دوراً على الشاشة، إلى "الخواتم الذهب" لرينيه فوتييه، المخرج الفرنسي المناصر للثورة الجزائرية، ثم "جحّا"، الفيلم الفرنسي التونسي لجاك باراتييه، حيث جسدت أمينة (دور ثانوي) بينما تولى عمر الشريف شخصية جحا في أولى خطواته السينمائية خارج مصر. مع هذا الفيلم ولدت السمراء الجذابة كلوديا كاردينالي. في العقد التالي، أي الستينيات، تحولت إلى نجمة، في إدارة كبار المخرجين الأوروبيين: فيدريكو فيلليني، لوكينو فيسكونتي، ماورو بولونييني، سيرجيو ليوني، ماركو فيريري، لويجي كومنتشيني وغيرهم.

نقطة تحول

نقطة التحول في مسيرتها كانت في "روكو وأخواته" لفيسكونتي (1960). شخصية جينيتا تجسد لمحة من التفاؤل والاستقرار في سرد يطغى عليه التوتر العائلي. هذا الدور، رغم صغره، كشف موهبتها التمثيلية بوضوح. ومنذ انطلاقتها، امتنعت عن التكرار: "أدّت دور العشيقة، المومس، السيدة الأرستوقراطية، الأم المعذبة، وحتى المرأة الحديدية. "

بعد جينيتا لعبت دور زوجة رجل عاجز جنسياً (مارتشيللو ماستروياني) في "أنتونيو الجميل" لماورو بولونييني. "كان علينا ان نتصدى لانتقادات أهل صقلية الذين لم يبلعوا فكرة أن رجلاً صقلياً يمكن ان يكون عاجزاً جنسياً"، قالت لي وهي تضحك، يوم قابلتها في أبو ظبي لإجراء مقابلة معها. 

طوال مسيرتها لم تحصر كاردينالي نفسها داخل ضفة سينمائية واحدة، إنما تأرجحت بين السينمات، لا سيما بين الإيطالية والفرنسية، وقد وجد بعض المخرجين من خارج إيطاليا ضالتهم فيها: يرجي سكوليموفسكي، ريتشارد بروكس، بيار شوفالييه، فيليب دو بروكا، فريد بو غدير، وهنري فرنوي الذي أسند لها بعد سنوات دور أمه في فيلمه السيرة "مايريغ". وعرجت على أفلام هوليوودية قد يكون أشهرها "ذا بينك بانثر" لبلايك إدواردز إلى جانب بيتر سيلرز. 

يصعب الحديث عن كاردينالي في الستينيات، من دون ذكر فيلمين رائعين أطلت فيهما وخرجا إلى الصالات في العام 1963: "ثمانية ونصف" لفيلليني الذي جمعها بماستروياني مجدداً و"الفهد" لفيسكونتي، المخرج الكبير الذي لعبت في ادارته أربعة أفلام. "ثمانية ونصف" يدور حول مخرج سينمائي (ماستروياني)، مكتئب يهرب من ضغوط الحياة والعمل، لاجئاً إلى عالم داخلي تسكنه الذكريات والأحلام والخيالات، وفيه تجسد كاردينالي المرأة المثالية والملهمة، والحلم البعيد المنال في خيال هذا المخرج. أما في "الفهد"، فتؤدي دور أنجيليكا، إبنة العمدة الثري، التي يزوجها الأمير سالينا (برت لانكاستر) لابن أخيه (ألان دولون)، في خطوة ترمز لقبوله بزوال الطبقة الأرستوقراطية وصعود البورجوازية الجديدة. دورها هذا يعبّر عن التحوّل الإجتماعي الحاسم الذي يرافق انحدار عالم قديم وصعود إيطاليا الحديثة. 

وكيف ننسى جيل في رائعة سرجيو ليوني "ذات زمن في الغرب"، الذي جمعها بهنري فوندا. عن هذا الفيلم تقول: "كانت تجرية استثنائية على كل الأصعدة. كنتُ المرأة الوحيدة في فيلم أبطاله رجال قساة يدور في الصحراء". 

العقود التالية لم تكن بالزخم نفسه كما في الستينات، لكن كاردينالي واصلت نشاطها بايقاع متقطع، إلى أن أنهت مسيرتها في فيلم "جزيرة الغفران" (2022) للتونسي رضا الباهي الذي أدارها وهي بدأت تعاني من آثار اصابتها بالزهايمر. حتى فترة قليلة قبل تراجع نشاطها، ظلت محافظة على وتيرة معينة في التمثيل.

عُرِفت كاردينالي بالحشمة، فهي كثيراً ما رفضت التعري في الأفلام. بعض السينمائيين حاولوا اقناعها بضرورة التراجع عن هذا الموقف، ولكن لم ينجحوا. لهذا السبب طغت عليها صورة "الفتاة العذراء الجميلة". اعتبرت استغلال الجسد وسيلة لا تليق بمهنة التمثيل. هذا الموقف المبدئي كلفها أدواراً، لكنه أكسبها مكانة خاصة في زمن كانت الشهرة تُشترى أحياناً بالتنازلات.

بعيداً عن الشاشة، ظلت متحفظة حيال حياتها الخاصة، رافضة مزجها بحضورها في الشأن العام. لم تتزوج، ولم تسع خلف الأضواء، مفضلةً العمل في مجالات إنسانية، بصفتها سفيرة لليونسكو. إهتمت بقضايا المرأة، حماية الطبيعة، حقوق الإنسان، أطفال كمبوديا ومرضى الإيدز.

قالت في أكثر من مناسبة إن السينما أتاحت لها أن تكون نساء كثيرات في حيوات متعددة. الشاشة جعلتها تكتشف العالم والآخرين ونفسها. على المستوى الشخصي، إحتفظت بوفائها لمكان نشأتها، تونس. كانت تعود إليها، وتشعر بالألم لما آلت إليه أوضاعها، شأنها في هذا شأن شعورها بالخسارة حين تنظر إلى ما آل إليه العالم العربي. عبّرت عن ألمها من دمار سوريا، ومن قوارب الموت القادمة من الضفة التي ولدت فيها. لكنها بقيت متفائلة، تؤمن بـ"المكتوب"، وترى أن الزمن، بكل ما يحمل من خسارات، يجب ألا يُعبَث به. نبذت عمليات التجميل رغم التجاعيد التي كست وجهها الذي كان في الماضي رمزاً للجمال الآسر، لأنها، كما أصرت دائماً، "رفض للزمن الذي يمرّ فينا ويجعلنا ما نحن عليه".

 

الـ The Independent  في

24.09.2025

 
 
 
 
 

كلوديا كاردينالي..."الاختراع الإيطالي الأجمل بعد السباغيتي"

محمد صبحي

وُلدت كلوديا كاردينالي في تونس في 15 نيسان/أبريل 1938، وأعلنت وفاتها اليوم عن 87 عاماً في مدينة نيمور الفرنسية محاطة بأولادها. كلوديا، أيقونة الجمال والحرية والبراعة السينمائية التي ألهمت أشهر المخرجين، رسّخت مكانتها في المشهد السينمائي الإيطالي عندما كانت السينما الإيطالية، وفي مركزها الأستديو الأكبر "شينشيتا" Cinecittà، لا تزال تركّز كلياً على كاريزما صوفيا لورين وجينا لولوبريجيدا. حتى في مواجهة منافسات عالمية - من بريجيت باردو إلى مارلين مونرو - تألقت دائماً بشخصية رائعة.

للوصول إلى هذه القمّة، كان ضرورياً بالتأكيد أن تتخذ القرارات المهنية الصائبة دائماً: "ك ك"، التي كانت أصغر من نجوم السينما العظماء في فترة ما بعد الحرب، لم تكتفِ بنيل لقب "أجمل إيطالية في تونس"، بل شاركت أيضاً في عدد من الروائع التي ضمنت لها مكانة فريدة في تاريخ السينما.

قصّة حياتها الشخصية لافتها أيضاً، على الأقل من منظور اليوم. فقد كانت تدين بتقضية شبابها في شمال إفريقيا لأجدادها الصقليين، الذين قرّروا، في مواجهة فقر القرن التاسع عشر، عبور البحر الأبيض المتوسط. وقد أبعدتها سنوات الدراسة التي قضتها في ما كان يُعرف آنذاك بـ"الحماية الفرنسية"، بشدّة عن خلفيتها العائلية، حيث لم تكن تتقن الإيطالية إلا بشكل بدائي، واضطرت إلى دبلجة أدوارها من قبل زملائها لفترة طويلة. هويّتها المتوسطية المميّزة جاءت من نشأتها في حيّ حلق الوادي، متعدّد الثقافات، بخليط من العربية واليهودية والأوروبية. كانت ذكرياتها الأولى مليئة بأزقة المدينة الملونة وأسواقها النابضة بالحياة وبحر المتوسط الذي شكّل خلفية طفولتها، عناصر أثرت لاحقاً على إحساسها بالجمال وحسها الفني.

بدأت علاقتها مع السينما في العام 1956، وكان ظهورها الأول على الشاشة صامتاً، حيث شاركت مع زملائها في المدرسة في فيلم قصير للمخرج الفرنسي رينيه فوتييه بعنوان" الخواتم الذهبية"، تناول موضوع الاستقلال الاقتصادي والاجتماعي لتونس، وجسّدت فيه دور شابّة بربرية. عُرض الفيلم في مهرجان برلين السينمائي 1958، حيث حصل على جائزة الدبّ الفضي. كانت لقطتها الوحيدة بدورٍ صغير كافية لجعلها معروفة محلياً، وجذبت انتباه المخرج جاك باراتييه الذي منحها بعد عامين دوراً صغيراً إلى جانب عُمر الشريف في فيلمجحا"، الذي عُرض ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" 1958، وفاز بجائزة "نظرة ما". في العام 2013 عادت كلوديا إلى "كانّ" في نسخة مرمّمة من الفيلم ضمن قسم كلاسيكيات كانّ، لتؤكّد الطابع الخالد لبداياتها.

وكما كشفت بنفسها بعد سنوات، فقد تعرّضت للاغتصاب في العام نفسه (1956)، مما أدّى إلى حملها الأول. وبعدما أقنعها منتجها بأن صناعة السينما لا تتعاطف مع الأمّهات غير المتزوجات، انتحلت شخصية الطفل على أنه شقيقها الأصغر لسنوات.

يمكن أيضاً رؤية مدى أهمية قضية المحرّمات الاجتماعية في ذلك الوقت في سيناريو فيلم "الفتاة ذات الحقيبة" (1961، فاليرو زورليني)، وهو الفيلم الذي حصلت فيه على أول دور رئيسي لها. إذ تمكّنت كاردينالي من إثراء الشخصية التي جسّدتها، وهي شابّة ريفية جميلة فقيرة تضطرّ إلى تسليم ابنها إلى عائلة حاضنة من أجل جذب معجب ثري، بمشاعرٍ مبهرة يمكن للمرء اليوم أن يسمع فيها بسهولة تجربتها الشخصية. بينما أظهر زورليني إحساساً رائعاً بالواقع الاجتماعي، فقد أظهر أيضاً عيناً ثاقبة لإمكانيات كاردينالي الساحرة. بدا المشهد الذي تنزلق فيه على درج ضيعة ريفية أرستقراطية، مصحوباً بلحن "عايدة" لفيردي، وكأنه تتحدّى عملياً مخرجيها المستقبليين.

في فيلم "النمر" (1963، لوتشينو فيسكونتي، سارتْ في قصر الأمير سالينا كما لو كانت تريد احتلاله؛ في المشهد الافتتاحي لفيلم "حدث ذات مرة في الغرب" (1968)، رفع سيرجيو ليوني الكاميرا عالياً بواسطة رافعة حتى لا تفقد شخصيتها وسط صخب المدينة الغربية. أما في فيلم "" لفيلليني، فقد ظهرت كشخصية متألقة بحقّ، شخصية حالمة ساعدت المخرج، المحاصر في كابوس، على تحقيق هدوء نفسي مؤقت.

في حوار مع ألبرتو مورافيا، نُشر في مجلة إسكواير العام 1961، كان مُربكاً ومثيراً للاهتمام في آنٍ، حيث حثّ الكاتب الممثلة على وصف نفسها بأنها "شيء" object، لم تكشف كاردينالي عن نفسها كإنسانة/فنّانة خالية من أي نرجسية فحسب، بل أيضاً ناقدة صريحة لمظهرها. وذكرت أنها وجدت جسدها "غريباً". ربما سهّل هذا الموقف عليها دخول عالم الكوميديا، فعندما قال ديفيد نيفن، شريك كاردينالي في فيلم "النمر الوردي"، ذات مرة إنها "أجمل اختراع في إيطاليا بعد السباغيتي"، اعتبرت هذه الجملة بالتأكيد "أجمل إطراء" تلقّته على الإطلاق. ولعل هذه الملاحظة بدت جذّابة لها أيضاً لأنها أكّدت استمرار شعبية الممثلة.

في هوليوود، اختارها هنري هاثاواي العام 1964 للتمثيل في فيلم "عالم السيرك"، الذي شاركت في بطولته مع ريتا هيوارث وجون واين. ومن بين إنتاجاتها الإيطالية، يبرز فيلم "أنطونيو الجميل" لماورو بولونيني وفيلم "روكو وإخوته" لفيسكونتي. وتحت إشراف شريك حياتها باسكوالي سكويتيري، الذي اختارها للتمثيل في ما يقرب من عشرة إنتاجات إجمالاً، صوّرت فيلم "كورليوني" العام 1977.

بعد استقرارها في باريس، عملت بشكل متزايد في فرنسا خلال ثمانينيات القرن العشرين. سمحت لها سماتها الجنوبية بالمشاركة في ملحمة العائلة الأرمنية "مايريغ" لهنري فيرنويل، والمشاركة في السيرة الذاتية الملحمية للسلطان عبد الملك "معركة الملوك الثلاثة" (1990)، حول معركة وادي المخازن.

من أبرز أعمالها المتأخرة فيلم "غيبو والظل" (2012، مانويل دي أوليفيرا)، والذي شاركت فيه إلى جانب مايكل لونسديل وجين مورو. وقد مكّنها منصبها كسفيرة النوايا الحسنة لليونيسكو من أجل حقوق المرأة، من الحفاظ على التوازن بين التمثيل والحياة العامّة. كما التزمت بمكافحة وباء الإيدز بثقة كبيرة في النفس. ثقةٌ صاحبتها حين النظر إلى مسيرتها المهنية. عندما عرض مهرجان "كانّ" السينمائي ملصقه الرسمي العام 2017 بصورة لها تعود للعام 1959 وهي ترقص على سطح أحد المباني في روما، وقام فنّان جرافيكي مجهول بتعديل الصورة؛ تقبّلت الإهانة بصدرٍ رحب، وصرّحت بأنها "نسوية متفانية"، لكن في هذا الشأن، "كان الأمر مجرد مسألة سينمائية".

وكما جسّدت كلوديا كاردينالي الجمال بعمق، والتألق بكرامة، صنعت تاريخاً سينمائياً إلى جانب فيسكونتي وليوني وفيلّيني، وعملت مع نجوم كبار مثل آلان دلون وجان بول بلموندو ومارتشيلو ماستروياني. قال عنها الأخير: "إنها الفتاة الوحيدة البسيطة والطبيعية في هذا الوسط المليء بالمتشائمين والمنافقين". وفي سن 74، صرّحت كاردينالي لقناة فرانس كولتور: "كنت محظوظة بالعمل في فترة ذهبية من تاريخ السينما. جميع المخرجين الكبار كانوا معلّمين لي، ولم أطلب العمل من أيّ منهم، بل هم مَن طلبوا منّي".

كانت الأناقة التي رافقتها مع التقدم في السنّ لافتة للنظر أيضاً. أقامت كاردينالي معظم الوقت في فرنسا وكانت صديقة للرئيسين فرانسوا ميتران وجاك شيراك. اشتهرت كاردينالي ذات الصوت الأجشّ والمدخّنة الشرهة بسُمعتها كامرأة مستقلّة شرسة ومتحرّرة الروح، وقد تحدّت ذات مرة بروتوكول الفاتيكان بحضورها اجتماعاً مع البابا بولس السادس مرتدية تنورة قصيرة. في 2022 صدر كتاب يحتفي بحياتها بعنوان "كلوديا كاردينالي: لا تُقهر". 

ضمن تكريماتها السينمائية العديدة يبرز حصولها العام 2002 على جائزة إنجاز العمر من مهرجان برلين السينمائي، وجائزة الإنجاز مدى الحياة من مهرجان لوكارنو العام 2017. ساهمت كلوديا كاردينالي في تشكيل السينما الأوروبية بأكثر من 150 فيلماً، وحققت نجاحاً كبيراً في هوليوود، واستمرت في تقديم أفلام بلغات أوروبية متنوعة حتى أواخر حياتها، مؤمنة بأن التمثيل مهنة عظيمة.

هكذا، رسّخّت الممثلة الجميلة - التي بدأت مسيرتها في السينما الإيطالية رغم ضعف لغتها وحفاظها على لكنة فرنسية واضحة، ومع مرور الوقت، أتقنت عدة لغات كالعربية والفرنسية والصقلية - مكانتها كواحدة من أكثر الممثلات تنوعاً في جيلها.

 

المدن الإلكترونية في

24.09.2025

 
 
 
 
 

مصنفة ضمن أجمل 50 امرأة في تاريخ السينما

الموت يغيب فاتنة سينما الستينيات كلوديا كاردينالي (فيديو)

علي المعني

إيلاف من باريس: غيب الموت الثلاثاء عملاقة سينما ستينيات القرن العشرين الممثلة الفرنسية الإيطالية المولودة في تونس كلوديا كاردينالي، والتي رحلت "عن 87 عاما محاطة بأبنائها" في مقر إقامتها في نيمور بضواحي باريس، حسب ما أفاد مدير أعمالها.

وأدت كاردينالي المولودة في تونس أدواراً في أفلام لعدد من أبرز المخرجين مثل لوكينو فيسكونتي وفيديريكو فيليني وريتشارد بروكس وهنري فيرنوي وسيرجيو ليوني.

وقال مدير أعمالها لوران سافري في رسالة نصية "إنها تترك لنا إرث امرأة حرة وملهمة، في مسيرتها كفنانة وكامرأة على السواء".

ودائماً ما كانت كاردينالي توصف بأنها متشبعة بجمال البحر الأبيض المتوسط بالنظر إلى مكان الولادة والنشأة والحياة، ما بين تونس وإيطاليا وفرنسا.

من هي كلوديا كاردينالي؟

كلود جوزفين روز كاردينالي، من مواليد 15 أبريل (نيسان) 1938، ورحلت في 23 سبتمبر (أيلول) 2025، وهي المعروفة باسم كلوديا كاردينالي.

وُلدت كاردينالي ونشأت في حلق الوادي، أحد أحياء تونس العاصمة، وفازت بمسابقة "أجمل فتاة إيطالية في تونس" عام 1957، وكانت الجائزة رحلة إلى إيطاليا، مما أدى سريعًا إلى إبرام عقود أفلام، ويعود الفضل في ذلك بالأساس إلى فرانكو كريستالدي، الذي عمل كمرشد لها لسنوات عديدة وتزوجها لاحقًا.

بعد ظهورها لأول مرة بدور ثانوي مع النجم المصري عمر الشريف في فيلم "جحا" (1958)، أصبحت كاردينالي واحدة من أشهر الممثلات في إيطاليا، بأدوار في أفلام مثل "روكو وإخوته" (1960)، و "الفتاة ذات الحقيبة " (1961)، و "خرطوش" (1962)، و "الفهد" (1963).

وظهرت في أفلام هوليوود، واكتسبت المزيد من الشهرة عالمياً، وبعد أن سئمت من صناعة الأفلام في هوليوود وعدم رغبتها في أن نجمة هوليودية، عادت كاردينالي إلى السينما الإيطالية والفرنسية، وحصلت على جائزة ديفيد دي دوناتيلو لأفضل ممثلة عن أدوارها في يوم البومة (1968) ودورها إلى جانب ألبرتو سوردي في فتاة في أستراليا (1971).

اللقاء مع سكويتيري

في عام 1974، التقت كاردينالي بالمخرج باسكوالي سكويتيري ، الذي سيصبح شريكها، وظهرت بشكل متكرر في أفلامه، بما في ذلك Blood Brothers (1974) و Corleone (1978) و Claretta (1984)، والذي فازت عن آخرها بجائزة ناسترو دارجينتو لأفضل ممثلة .

في عام 1982، لعبت دور البطولة في فيلم Fitzcarraldo للمخرج فيرنر هرتزوغ بدور حبيبة كلاوس كينسكي، الذي يجمع الأموال لشراء باخرة في بيرو . في عام 2010، حصلت كاردينالي على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان أنطاليا السينمائي الدولي السابع والأربعين "البرتقال الذهبي" عن أدائها لدور امرأة إيطالية مسنة تستقبل طالبة تبادل تركية شابة في فيلم "السيدة إنريكا".

وعلى مر السنين، كانت كاردينالي صريحة في الدفاع عن قضايا حقوق المرأة ، وكانت سفيرة للنوايا الحسنة لمنظمة اليونسكو للدفاع عن حقوق المرأة منذ مارس (آذار) 2000. وفي فبراير (شباط) 2011، اختارتها مجلة لوس أنجلوس تايمز ضمن أجمل 50 امرأة في تاريخ السينما.

 

موقع "إيلاف" السعودي في

24.09.2025

 
 
 
 
 

كلوديا كاردينالي أجمل إيطالية في تونس تودع محبيها من باريس

كانت جميلة، بسيطة، وهادئة، ولكن عندما كانت الكاميرا تصوّر، كانت تشرق بابتسامة ونظرة حنونة، عزّزها صوتها الأجش.

باريسغيّب الموت الثلاثاء عملاقة سينما ستينات القرن العشرين الممثلة الفرنسية – الإيطالية كلوديا كاردينالي التي رحلت عن عمر يناهز 87 عاما في مقر إقامتها في ضواحي باريس.

وأفاد مدير أعمال كاردينالي لوران سافري بأن النجمة رحلت “محاطةً بأبنائها” في نيمور قرب باريس، حيث كانت تسكن، لكنه لم يشر إلى سبب وفاتها.

وقال سافري في رسالة نصية إن كاردينالي التي أدّت أدوارا في أفلام لعدد من أبرز المخرجين، مثل لوكينو فيسكونتي وفيديريكو فيليني وريتشارد بروكس وهنري فيرنوي وسيرجيو ليوني، “تترك وراءها إرث امرأة حرة وملهمة، في مسيرتها كفنانة وكامرأة على حد السواء.”

ورأى وزير الثقافة الإيطالي أليساندرو جولي الثلاثاء أن وفاة كلوديا كاردينالي تُمثل رحيل “واحدة من أعظم الممثلات الإيطاليات على مر العصور.”

وقال الوزير في بيان إنها “جسّدت رقة إيطالية أصيلة وجمالا فريدا، وشاركت في أكثر من 150 فيلما طوال مسيرتها الفنية الطويلة، بعضها يُعتبر من روائع سينما المؤلف.” وأضاف “بعدما أصبحت معروفة عالميا، ألهمت أبرز مخرجي القرن العشرين بموهبتها الاستثنائية.”

فنانة ملهمة

من أشهر ممثلات السينما الإيطاليات

وكانت كلوديا كاردينالي التي برزت من خلال أدوارها في “إيل غاتوباردو” و”وانس آبان إيه تايم إن ذي ويست” و”أوتّو إيه ميدزو”، من أشهر ممثلات السينما الإيطاليات، إلى جانب جينا لولوبريجيدا وصوفيا لورين.

وشاركت في أفضل أفلام مرحلة النهضة السينمائية الإيطالية (بولونييني وزورليني وسكويتيرتي)، وتألّقت في هوليوود (إدواردز، بروكس، ليوني)، وفي فرنسا (بروكا، فيرنوي)، وحتى في ألمانيا مع فيرنر هرتزوغ وفيلمه الشهير “فيتزكارالدو”.

وكانت كلود جوزفين روز كاردينالي المولودة في حلق الوادي بالقرب من تونس العاصمة في 15 أبريل 1938، لأب فرنسي وأم إيطالية من جزيرة صقلية، في السابعة عشرة عندما فازت بمسابقة جمالية من دون أن تترشح لها.

وآنذاك انقلبت حياتها رأسا على عقب، إذ كوفئت “أجمل إيطالية في تونس” برحلة إلى مهرجان البندقية السينمائي، حيث أحدثت ضجة كبيرة، وتلقّت عروضا سينمائية عدة.

وكانت بدايتها في أفلام إيطالية، مع أنّ لغتها الإيطالية كانت سيئة، وكانت تتحدثها بلكنة فرنسية، وهي تجيد أيضا العربية والصقلية.

في الثانية والعشرين شاركت لوكينو فيسكونتي بطولة فيلم “روكو وأشقائه” عام 1960، ما أهّلها بعد بضع سنوات لواحد من أهم أدوارها في فيلم “إيل غاتوباردو”، إلى جانب آلان دولون وبيرت لانكستر عام 1963.

في العام نفسه شاركت في تحفة سينمائية إيطالية أخرى هي “أوتّو إيه ميدزو” للمخرج فيليني، حيث لعبت دور ملهمة الشخصية الرئيسية، وهو مخرج.

وكانت كلوديا كاردينالي تقارن دائما ببريجيت باردو. ومثّلت “سي سي” السمراء، و”بي بي” الشقراء، وشكّلتا معا لاحقا فيلما بعنوان “فتيات النفط” (1971).

كذلك حقّقت نجاحا باهرا في مسيرتها الفنية الأميركية، إذ لعبت دور البطولة في فيلم “النمر الوردي” (1963) للمخرج بليك إدواردز، وفيلم “المحترفون” مع بيرت لانكستر.

أما دورها في الفيلم الإيطالي – الأميركي الشهير “وانس آبان إيه تايم إن ذي ويست” (1968) للمخرج سيرجيو ليوني، إلى جانب تشارلز برونسون وهنري فوندا، فقد نالت عنه جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية عام 1993 وجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين عام 2002.

وقال الرئيس السابق لمهرجان كان السينمائي جيل جاكوب “لقد رحلت الفتاة ذات الحقيبة.” وأضاف “كانت جميلة، بسيطة، وهادئة، ولكن عندما كانت الكاميرا تصوّر، كانت تشرق بابتسامة ونظرة حنونة، عزّزها صوتها الأجش. مجّدها العظماء، وخدمتهم، وكنّا نحبّ هذه الشخصية الرقيقة حبًّا جمّا.”

كاردينالي احتفظت بصور جميلة من الفترة التي عاشتها مع والديها وأجدادها في تونس التي كانت "أرضا للفرح والمشاركة والتواصل"

النشأة التونسية

في مايو من سنة 2022 دشنت كلوديا كاردينالي شارعا باسمها قرب تونس العاصمة، وقد أكدت في تلك المناسبة تمسكها بجذورها التونسية وتعلقها بتونس، مسقط رأسها الذي يشكل حسب رأيها نموذجا على الغرب أن يحتذي به على صعيد استقبال المهاجرين.

واحتفظت كاردينالي بصور جميلة من الفترة التي عاشتها مع والديها وأجدادها في تونس التي كانت “أرضا للفرح والمشاركة والتواصل.”

وقالت في تصريح سابق “غادرت (تونس) حين كنت صغيرة جدا. هي طفولتي ومراهقتي. أصولي هناك.” وكان عدد الإيطاليين الذين يعيشون في تونس حتى استقلال البلاد من فرنسا عام 1956 يفوق الـ120 ألفاً.

ويتجاوز تأثير كاردينالي عالم السينما وأدوارها الخالدة فيها، إذ تعتبر جسرا بين ضفتي المتوسط، يؤكد على اللحمة التاريخية وووحدة مصائر شعوب المنطقة.

وقد بينت الممثلة العالمية في آخر زياراتها لتونس أنه “من الضروري تذكر هذا الماضي المشترك،” خصوصا وقد أصبحت الهجرة في هذه الأيام تتخذ مسارات عكسية من تونس نحو أوروبا.

وأضافت “تجري الرياح ونجد أنفسنا سواسية أمام الرغبة في الهجرة؛ كانت تونس بالنسبة إلينا أرض حفاوة استقبال، وآمل أن يلقى كل من يفكر في المغادرة في هذا العالم، الاستقبال نفسه” الذي حظيت به.

 

العرب اللندنية في

24.09.2025

 
 
 
 
 

وفاة النجمة كاردينالي عن 87 عاما.. وماكرون ينعاها

نشأت في تونس لعائلة من أصول صقلية، ودخلت عالم السينما في عام 1957

الرياض: العربية.نت، الوكالات

توفيت النجمة الإيطالية كلوديا كاردينالي عن عمر ناهز 87 عاما بمقر إقامتها في ضواحي باريس، بعد مسيرة سينمائية ومسرحية حافلة.

ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء عبر منصة "إكس" كاردينالي بأنها كانت "نجمة إيطالية وعالمية"، مؤكدا أنها ستبقى "في قلوب الفرنسيين إلى الأبد".

ولاحظ الرئيس الفرنسي في منشوره أن كاردينالي "كانت تجسّد حريةً ونظرة وموهبةً أضافت الكثير إلى أعمال الكبار، من روما إلى هوليوود، وباريس التي اختارتها وطنا لها".

ونشأت كاردينالي في تونس لعائلة من أصول صقلية، ودخلت عالم السينما في عام 1957 بعد أن فازت في مسابقة جمال بتونس وكوفئت برحلة إلى مهرجان البندقية السينمائي.

وبعد سلسلة من الأدوار الصغيرة، انطلقت إلى الشهرة العالمية في عام 1963 عندما شاركت في فيلم "1/2-8" للمخرج فيديريكو فيلليني بينما لعبت دور البطولة إلى جانب بيرت لانكستر في فيلم "الفهد" أو "ذا ليوبارد" في العام نفسه.

مكنتها شهرتها المتزايدة من اقتحام هوليوود، لتظهر في الفيلم الفكاهي "النمر الوردي" (ذا بينك بانذر) من إخراج بليك إدواردز وفيلم "حدث ذات مرة في الغرب" (وانس أبون إيه تايم إن ذا وست) للمخرج سيرجيو ليون عام 1968.

صعوبات

تأثرت مسيرة كاردينالي الفنية في السبعينيات، بعد أن انفصلت عن المنتج السينمائي فرانكو كريستالدي لتبدأ علاقة استمرت مدى الحياة مع المخرج باسكوال سكويتيري، الذي أنجبت منه ابنة تدعى كلوديا أيضا.

اشتهرت كاردينالي ذات الصوت الأجش والمدخنة الشرهة بسمعتها كامرأة مستقلة شرسة ومتحررة الروح، وقد تحدت ذات مرة بروتوكول الفاتيكان بحضورها اجتماعا مع البابا بولس السادس مرتدية تنورة قصيرة.

وصدر عام 2022 كتاب يحتفي بحياتها بعنوان "كلوديا كاردينالي. التي لا تقهر".

أقامت كاردينالي معظم الوقت في فرنسا وكانت صديقة للرئيسين فرانسوا ميتران وجاك شيراك، ثم اتجهت إلى المسرح في مطلع هذا القرن، وحازت على الإشادة لظهورها على المسرح.

واستمرت في تقديم أفلام بلغات أوروبية متنوعة حتى أواخر حياتها، وقد مُنحت جائزة إنجاز العمر في مهرجان برلين السينمائي عام 2002، وقالت إن التمثيل كان مهنة عظيمة.

وأضافت "لقد عشت أكثر من 150 حياة، عاهرة وقديسة ورومانسية، وكل أنواع النساء، وإنه لمن الرائع أن تتاح لك هذه الفرصة لتغيير نفسك". وأردفت "لقد عملت مع أهم المخرجين. لقد منحوني كل شيء".

 

العربية نت السعودية في

24.09.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004