ملفات خاصة

 
 
 

منه شلبي… ممثلة لا تعرف التكرار

أحمد عدلي

الجونة السينمائي

الدورة الثامنة

   
 
 
 
 
 
 

منذ بدايتها الأولى، كانت منة شلبي حالة خاصة في السينما المصرية، ممثلة شابة دخلت إلى الشاشة محمّلة بصدق غير متكلف، وموهبة فطرية لفتت الأنظار سريعاً، ثم مضت في رحلة طويلة أثبتت خلالها أنها ليست مجرد وجه جميل، بل قوة فنية قادرة على أن تضع بصمتها في كل ما تقدمه.

ولعل اللافت في مسيرة منة شلبي، التي يكرمها مهرجان الجونة في دورته الجديدة بعد عام من تكريم مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط لها، أنها لم تعتمد على شهرة سريعة أو أدوار متشابهة، بل بنت اسمها خطوة خطوة، اختارت أدوارًا صعبة، وخاضت مغامرات فنية لم يتجرأ عليها كثيرون من جيلها، حتى أصبحت اليوم واحدة من أكثر الممثلات تأثيرًا في السينما المصرية والعربية.

ولدت منة شلبي في بيت يحمل الفن في تفاصيله، فقد تربت على يد والدتها الفنانة المعتزلة زيزي مصطفى التي منحتها الكثير من الدعم منذ الصغر، ورأت فيها موهبة تحتاج إلى رعاية وتشجيع، ومنذ طفولتها الأولى، انجذبت منة إلى الأضواء، لا بمعنى الشهرة وحدها، بل بما تمثله الكاميرا من مساحة للتعبير واللعب والتجريب، ومن هنا كان الطريق إلى التمثيل بالنسبة لها طبيعيًا، كأنها كانت تسير نحوه دون أن تخطط لذلك.

لم يكن دخول منة شلبي إلى السينما مخططًا له بقدر ما كان ثمرة صدفة سعيدة، وهي طالبة في معهد الفنون المسرحية سمعت أن المخرج الشاب وقتها خالد يوسف يبحث عن وجوه جديدة لفيلمه الأول «العاصفة» عام 2000، ذهبت إلى الاختبار في شركة مصر للأفلام العالمية، وحصلت على فرصة صغيرة ككومبارس متكلم بمشهدين، وشاركت مع سميحة أيوب في مسلسل «سلمى يا سلامة» لتبدأ أولى خطواتها الفنية.

جاء التحول الحقيقي حين وقفت أمام محمود عبد العزيز في فيلم «الساحر» (2001). لم يكن الدور كبيرًا، لكنه أخرج كل ما لديها من صدق وعفوية، فخطفت الكاميرا ببراءتها وجرأتها في آن واحد. هناك أدرك النقاد والجمهور أن وجهًا جديدًا يطل على السينما المصرية، وجهًا مختلفًا لا يعتمد على جمال المظهر وحده، بل على حضور قوي وإحساس طاغٍ بالشخصية. يمكن القول إن «الساحر» كان الميلاد الحقيقي لمنة شلبي كممثلة، إذ فتح لها أبوابًا أوسع ولفت أنظار المخرجين إليها لتبدأ مرحلة جديدة من أدوار البطولة والصعود السريع.

منذ تلك اللحظة، كان واضحًا أن منة شلبي لا تنوي أن تكتفي بأدوار تقليدية، بل أرادت أن تختبر نفسها في كل تجربة، لذلك نراها تتأرجح بين أدوار رومانسية رقيقة في أفلام مثل «عن العشق والهوى»، وتجارب جريئة وغير مألوفة مثل «بحب السيما»، إلى جانب أدوار إنسانية عميقة في أفلام مثل «نوارة» الذي شكّل علامة فارقة في مسيرتها. هذه المرونة في التنقل بين الألوان المختلفة من الأدوار جعلتها واحدة من أكثر الممثلات تنوعاً، وأكسبتها احترام النقاد والجمهور معا.

لكن وراء كل نجاح كان هناك جهد ومعاناة وتجارب شكلت شخصيتها الفنية، ففي كثير من الأحيان، وجدت منة نفسها أمام تحديات تتعلق بالصورة النمطية للمرأة في السينما المصرية، وكيفية تجاوزها، فكانت تبحث دائمًا عن شخصية غير عادية، امرأة تحمل أبعادًا إنسانية مركبة، لا مجرد دور مكمّل للبطل أو واجهة جمالية للفيلم، وقد عبّرت في أكثر من مناسبة عن رفضها للأدوار السطحية، مؤكدة أنها تريد أن تقدم ما يترك أثرًا في الجمهور، حتى وإن كان ذلك يعني المجازفة بمشاريع غير مأمونة النجاح.

واحدة من السمات التي جعلت منة شلبي مختلفة هي قدرتها على التوحد مع شخصياتها، وفي رصيدها اليوم أكثر من ستين فيلمًا، تنقلت خلالها بين أنماط شديدة الاختلاف، وكأنها قررت منذ البداية ألا تقع في فخ التكرار، فمن يشاهدها في فيلم «بحب السيما» يرى شابة تمثل جيلًا متمردًا يبحث عن ذاته وسط عائلة متشددة، لتكشف عن موهبة قادرة على ملامسة المحظور من دون ابتذال، ثم تأتي بعد سنوات قليلة لتظهر في «عن العشق والهوى»، حيث قدمت دور الحبيبة الرقيقة التي تعيش صراعًا بين مشاعرها والقيود الاجتماعية، فبدا أداؤها مفعمًا بالعاطفة الصادقة التي جعلت الجمهور يتعاطف معها بلا تحفظ.

ولم يكن فيلم «ويجا» مجرد تجربة رعب شبابية عابرة، بل محطة أثبتت فيها منة أنها قادرة على قيادة شريط جماهيري يحقق نجاحًا تجاريًا واسعًا، من دون أن تفقد صدقها الفني، أما في «أحلى الأوقات»، فقد جمعتها الكاميرا مع حنان ترك وهند صبري، وكان الثلاثي بمثابة صوت لجيل كامل من الفتيات اللواتي يعشن التحولات الاجتماعية في بداية الألفية الجديدة.

في «هي فوضى» كسرت منة الحاجز مجددًا، إذ واجهت مع يوسف شاهين وخالد يوسف أكثر القضايا حساسية في المجتمع المصري، فساد الشرطة، شخصية المعلمة التي لا تخشى قول الحق، والتي تتعرض للظلم والتهديد، قدمتها بجرأة جعلت الدور محفورًا في ذاكرة السينما السياسية المصرية.

أما «بيبو وبشير»، فكان تجربة خفيفة ظاهريًا لكنها حملت بعدًا إنسانيًا عن التعايش بين ثقافات مختلفة داخل مصر، وأثبتت أن منة قادرة أيضاً على الكوميديا الرومانسية، وفي «إذاعة حب» و«كلم ماما»، أظهرت جانبها الكوميدي العفوي، لتؤكد أن خفتها أمام الكاميرا لا تقل قوة عن طاقتها الدرامية.

جاء فيلم «بنات وسط البلد» مع المخرج الكبير محمد خان ليضع منة في سياق مختلف تمامًا، ففي هذا العمل، تحولت من فتاة صاخبة في «كلم ماما» إلى شابة تواجه قسوة المدينة، بكل ما تحمله من أحلام مؤجلة وخيبات متراكمة، اختار خان أن يصور القاهرة بعيون بناته، ومن بينهن منة، ليجعلها وجهًا معبرًا عن جيل كامل من الفتيات اللاتي وجدن أنفسهن في مواجهة مجتمع يتغير بسرعة أكبر من قدرتهن على استيعابه، فكان الفيلم شهادة ميلاد فنية ثانية لها، رسّخت صورتها كابنة صادقة للمدينة، تحمل براءة وقلقًا في آن واحد.

لكن قمة النضج الفني جاءت مع «نوارة»، حيث جسدت شخصية الخادمة البسيطة التي تعيش أمل التغيير بعد ثورة يناير، ثم تصطدم بالواقع المرير، فأداؤها في هذا الفيلم لم يكن تمثيلًا بالمعنى التقليدي، بل معايشة كاملة لشخصية «نوارة»، حتى بدت كأنها خرجت من قلب الحارة المصرية، الفيلم أعطاها مساحة لتفجر كل طاقاتها، وحصدت عنه جوائز دولية أكدت مكانتها كأفضل ممثلة في جيلها.

وفي «الأصليين»، تعاونت منة مع مروان حامد في تجربة بصرية وفكرية غير تقليدية، حيث لعبت دورًا غامضًا مليئًا بالرمزية، وأظهرت قدرة على التعمق في النصوص التي تحتمل أكثر من قراءة، ولا يمكن إغفال دورها في «تراب الماس»، المأخوذ عن رواية أحمد مراد، حيث قدمت شخصية مركبة تتحرك بين خطوط التشويق والجريمة، وقدمتها بوعي كامل بتفاصيل الشخصية الداخلية.

وشكّل التعاون بين منة شلبي وأحمد حلمي واحدًا من أبرز المحطات في مسيرتها السينمائية، ليس فقط بسبب النجاح الجماهيري الكبير للأفلام التي جمعتهما، بل أيضاً لما أظهرته هذه الأعمال من انسجام فني وقدرة على خلق كيمياء خاصة على الشاشة. فمنذ ظهورهما الأول معًا، بدا أن هناك تناغمًا فطريًا بينهما، جعل المشاهد يصدق العلاقة بين الشخصيات التي يقدمانها، سواء في إطار كوميدي أو درامي.

يُعد فيلم «كده رضا» (2007) علامة بارزة في هذا التعاون، إذ لعب حلمي دور ثلاثة توائم، بينما قدمت منة شخصية البطلة التي تدخل حياتهم لتكشف عن صراع نفسي واجتماعي معقد. في هذا العمل، أثبتت منة أنها قادرة على الوقوف أمام ممثل يملك حضوراً طاغياً وكاريزما جماهيرية، وأنها ليست مجرد ظل للبطل، بل طرف مكمل للمعادلة الدرامية. وبفضل أدائها الطبيعي وحضورها الصادق، تحولت منة إلى عنصر أساسي في نجاح الفيلم الذي يُعد من كلاسيكيات الكوميديا الحديثة في السينما المصرية.

بعدها جاء فيلم «آسف على الإزعاج» (2008)، ليأخذ التعاون بينهما إلى مستوى أعمق. هذه المرة لم يكن العمل كوميديًا خالصًا، بل مزيجًا من الدراما النفسية والكوميديا السوداء. لعبت منة دورًا حساسًا في قصة شاب يعاني اضطرابًا نفسيًا معقدًا، وجسدت شخصية صارت بمثابة المرآة التي تكشف هشاشة حلمي الداخلية. في هذا الفيلم تحديدًا، أظهرت منة نضجًا فنيًا ملحوظًا، إذ جمعت بين الرقة والقوة، لتمنح الشخصية بعدًا إنسانيًا يتجاوز حدود الحكاية السينمائية. لقد أثبتت أنها لا تقل قيمة عن حلمي في قدرته على لمس وجدان الجمهور، وأنها شريكة حقيقية في النجاح الفني.

في فيلم «خيال مآتة» (2019)، ورغم أن مساحة مشاركة منة شلبي بدت محدودة مقارنة بتجاربها السابقة مع أحمد حلمي، فإن حضورها أضفى على العمل لمسة خاصة ساعدت في تحقيق التوازن داخل الحكاية، ظهورها كان بمثابة عامل دعم درامي للشخصية الرئيسية، حيث أدت دورًا موجزًا لكنه مكثفًا، يؤكد قدرتها على ترك بصمة حتى في المشاهد القليلة.

ما يحسب للفيلم أيضًا أنه حافظ على روح الكوميديا التي أحبها الجمهور في الثنائي، لكنه قدّمها في قالب مختلف، أكثر ميلًا إلى المزج بين المغامرة والخيال. وهنا، برزت مرونة منة شلبي كممثلة لا تتردد في خوض تجارب متنوعة، حتى لو كانت في أطر غير تقليدية أو بأدوار ليست بطولة مطلقة. لقد أظهرت أن قيمة الممثل ليست دائمًا في حجم الدور، بل في أثر الحضور.

وتُعد تجربة «شوكة وسكينة» من العلامات اللافتة في مسيرة منة شلبي، لأنها خاضت من خلالها مغامرة غير معتادة بالنسبة لنجمة في مكانتها، وهي بطولة فيلم قصير في وقت كانت قد رسخت فيه حضورها كواحدة من أهم نجمات السينما والدراما في جيلها، هذه الخطوة أكدت أن منة ليست أسيرة لمعادلة النجومية التقليدية، بل فنانة تبحث عن التحدي واختبار أدواتها في مساحات مختلفة، حتى لو كانت محدودة زمنيًا، وبمشاركتها في العمل مع آسر ياسين، أثبتت أن قيمة التجربة الفنية تكمن في جرأتها وصدقها، لا في طول الفيلم أو حجم إنتاجه.

أهمية «شوكة وسكينة» في مسيرة منة شلبي أنها أبرزت جانبها التجريبي، ووضعتها في مواجهة مباشرة مع تحدي النص المكثف والحوارات القليلة التي تتطلب أداءً متماسكًا ودقيقًا، فقدمت شخصية غامرة بالتفاصيل الإنسانية الصغيرة، ما جعل الفيلم، رغم قصر مدته، يترك أثرًا كبيرًا في ذاكرة من شاهده. نادرًا ما تقبل نجمة في مكانتها أن تخوض مغامرة من هذا النوع، لكن منة أظهرت أنها فنانة لا تنظر إلى حجم العمل بقدر ما تهتم بقيمته، وهو ما جعل «شوكة وسكينة» تجربة خاصة تضيء جانبًا مختلفًا من مسيرتها المتنوعة.

ويُعد فيلم «الهوى سلطان» محطة مميزة في مسيرة منة شلبي، إذ جمع بين حضورها الفني العفوي وبين رغبتها في خوض تجارب غير مألوفة، شخصية «سارة» التي جسدتها بدت للوهلة الأولى بسيطة وعادية، امرأة من الطبقة الوسطى تقضي أيامها بين عمل روتيني وذكريات شكلتها الأغاني والمسلسلات الكلاسيكية، لكنها في العمق حملت انعكاساً لجيل كامل يعيش حالة من الرضا الظاهري والركود الداخلي. ما ميّز أداء منة شلبي أنها حولت هذه الاعتيادية إلى قوة درامية، وجعلت المشاهد يراها في تفاصيله اليومية من دون أي افتعال.

الفيلم لم ينجح فنيًا فقط، بل حقق أيضًا إيرادات كبيرة في شباك التذاكر، وهو ما رسّخ مكانة منة شلبي كنجمة قادرة على الجمع بين التقدير النقدي والجاذبية الجماهيرية. وفي سياق مسيرتها، جاء «الهوى سلطان» ليعيد التأكيد على مرونتها كممثلة تتنقل بين الأدوار بخفة وذكاء، ويبرهن على قدرتها على أن تكون ابنة صادقة للطبقة الوسطى، تنقل هواجسها وأحلامها المعلقة على الشاشة. بهذا الدور، لم تقدّم منة قصة رومانسية تقليدية فحسب، بل منحت جمهورها تجربة إنسانية حميمة، عززت صورتها كنجمة تبحث دائمًا عن المختلف وتضيف إلى رصيدها الفني بصمة جديدة.

في الدراما التلفزيونية أثبتت أنها لا تقل حضورًا، فقدمت «حارة اليهود» بجدية أثارت إعجاب النقاد، و«واحة الغروب» حيث بدت في شخصية مركبة شديدة العمق، ثم «في كل أسبوع يوم جمعة» الذي وضعها في موقع عالمي بترشحها لجوائز الإيمي الدولية، لتكون أول ممثلة مصرية تصل إلى هذه المكانة. هذا الترشيح لم يكن مجرد تكريم فردي، بل كان اعترافا بقدرة الممثلة المصرية والعربية على المنافسة في أرفع المحافل العالمية.

إلى جانب موهبتها، هناك جانب آخر في شخصية منة شلبي ساعدها على التميز، وهو تواضعها وصدقها الإنساني. فهي لم تسع يوماً وراء الأضواء لأجل الأضواء، بل كانت تدرك أن الشهرة الحقيقية تأتي من الأعمال التي تبقى، لا من الضجة الإعلامية العابرة. لذلك ظلت علاقتها بالصحافة والإعلام متوازنة، بعيدة عن الفضائح أو السعي وراء الظهور الدائم.

جوائزها وتكريماتها العديدة لم تكن مجرد أوسمة على جدار، بل كانت انعكاسًا لمسيرة طويلة من الاختيارات الصعبة، فقد حصلت على تكريمات من مهرجانات عربية ودولية، واعتبرها النقاد ممثلة جيلها الأولى، وهو تقدير لم يأت من فراغ، بل من تراكم أدوار صنعت ذاكرة خاصة لدى الجمهور.

اليوم، وبعد أكثر من عقدين في عالم الفن، تبدو منة شلبي في موقع خاص جدًا، فهي ليست مجرد ممثلة شابة صعدت بسرعة، ولا مجرد نجمة اعتادت على تكرار نفسها، بل فنانة صنعت مسيرة متفردة، مزجت فيها بين الجرأة والموهبة والصدق. ومن خلال هذه المسيرة، أصبحت رمزًا لجيل جديد من الممثلات اللواتي لا يخشين مواجهة التحديات، ولا يكتفين بالنجاح التجاري وحده، بل يسعين وراء الفن الحقيقي.

ربما يمكن القول إن سر منة شلبي يكمن في تلك القدرة على أن تكون قريبة من الناس، هي لا تؤدي أدوارًا فحسب، بل تعيشها بصدق، حتى يظن المشاهد أنها تنقل له شيئاً من حياتها الخاصة، وفي ذلك يكمن سحرها، إذ تجعل الجمهور يصدقها في كل مرة، سواء كانت تجسد امرأة عاشقة، أو مقهورة، أو ثائرة، أو حالمة.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

15.09.2025

 
 
 
 
 

«الجونة السينمائي» يُكرم كيت بلانشيت لـ«عطائها الإنساني»

المهرجان قال إنها «تركت بصمة لا تُنسى في عالم الفن»

القاهرةانتصار دردير

أعلن مهرجان الجونة السينمائي تكريم النجمة العالمية كيت بلانشيت التي من المقرر أن تحل ضيفة شرف على دورته الثامنة في 16-24 أكتوبر (تشرين الأول) 2025.

وكشف المهرجان عن منح بلانشيت جائزة «بطلة الإنسانية»، المقدمة من المهرجان، تقديراً لعطائها الإنساني في الدفاع عن قضايا اللاجئين والمُهجَّرين قسراً، مجسدة رؤية المهرجان «سينما من أجل الإنسانية»، إلى جانب عملها سفيرة للنوايا الحسنة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وأشار المهرجان، في بيان، الاثنين، إلى إنجازاتها الفنية حيث حازت جائزتَي «أوسكار»، وتعاونت مع أهم مخرجي العالم، وأدوارها المهمة على غرار «إليزابيث»، و«بلو جاسمين» و«TAR» التي تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ السينما العالمية.

وإلى جانب منحها جائزة بطلة الإنسانية في فعالية خاصة ضمن برامج المهرجان، ستشارك كيت بلانشيت في جلسة حوارية مُلهمة ضمن فعاليات «سيني جونة»، تستعرض فيها رحلتها الفنية والإنسانية حيث تحاورها سفيرة النوايا الحسنة وزميلتها الإعلامية رايا أبي راشد.

ولفت مهرجان الجونة إلى أن النجمة العالمية منذ أن شغلت منصب السفيرة العالمية للنوايا الحسنة لشؤون اللاجئين سخّرت منصبها لرفع الوعي وحشد الدعم لهم، وقامت برحلات ميدانية لمخيمات اللاجئين في الأردن ولبنان وجنوب السودان وبنغلاديش والنيجر والبرازيل، وفي عام 2018 كُرّمت بجائزة «الكريستال» من المنتدى الاقتصادي العالمي تقديراً لجهودها.

وقال المؤسس والمدير التنفيذي لمهرجان الجونة، عمرو منسي: «يشرفنا أن نستقبل فنانة بحجم وقيمة كيت بلانشيت، التي أسرت بموهبتها الاستثنائية قلوب الجماهير لعقود. كما أن التزامها بالقضايا الإنسانية من خلال عملها مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مصدر إلهام حقيقي، وتجسّد تماماً رسالة المهرجان الأساسية المتمثلة في توظيف قوة السينما لإحداث تغيير إيجابي ودعم الإنسانية».

وُلدت بلانشيت بمدينة «ملبورن» الأسترالية في 14 مايو (أيار) 1969، وبدأت التمثيل في أستراليا، ثم جاءت انطلاقتها في السينما العالمية من خلال فيلم «إليزابيث» 1998، وتبعته بفيلم «سيد الخواتم»، ثم ثلاثية «الهوبيت»، وحازت جائزة «الأوسكار» لأفضل ممثلة مساعدة عن تجسيدها شخصية نجمة هوليوود الراحلة «كاترين هيبورن» في فيلم «الطيار» للمخرج مارتن سكورسيزي. وقد شاركت في بطولة نحو 70 فيلماً.

وحازت النجمة الأسترالية كثيراً من الجوائز التي يصعب حصرها، من بينها جائزتا «الأوسكار» لأفضل ممثلة مساعدة 2004 عن فيلم «الطيار»، وفي عام 2013 نالت «الأوسكار» بوصفها أفضل ممثلة عن فيلم «ياسمين أزرق». كما نالت ترشيحات مماثلة عدة عن أفلام «إليزابيث العصر الذهبي»، و«أنا لست هناك»، وحصدت جائزة أفضل ممثلة 3 مرات في جوائز «فنون الأكاديمية الأسترالية للسينما والتلفزيون» عن أفلام: «Little Fish 2005»، و«إليزابيث: العصر الذهبي»، و«ياسمين أزرق»، بالإضافة إلى فوزها بجوائز «غولدن غلوب» 3 مرات عن أفلام: «إليزابيث»، و«أنا لست هناك»، و«ياسمين أزرق»، علاوة على فوزها مرات عدة بجوائز «البافتا البريطانية» وجوائز «السينما المستقلة البريطانية».

وتحدت كيت بلانشيت المنع السياسي في دورة مهرجان «كان» السينمائي الـ77 لعام 2024، وظهرت على «الريد كاربت» وهي ترتدي فستاناً بألوان علم فلسطين الأبيض والأخضر، في حين استمد اللون الأحمر من «السجادة الحمراء»، وهو للمصمم الفرنسي الشهير غان بول غوتيي، وأشارت إلى الفستان في لفتة ذكية ولم تعلق بشيء، غير أنها كانت قد أعلنت موقفها قبل ذلك بصفتها سفيرة للنوايا الحسنة لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين حيث توجهت بكلمة للبرلمان الأوروبي، مطالبة بوقف فوري للحرب والإفراج عن الرهائن من الجانبين. وذكرت في كلمة ألقتها خلال المهرجان أن «للنازحين صوتاً، ولهم قصص مذهلة، وأن عدم تطرق السينما إليها يُسهم في تهميشهم بشكل أكبر».

وعدّت الناقدة الفنية المصرية، ماجدة خير الله، تكريم مهرجان الجونة للنجمة العالمية كيت بلانشيت اختياراً موفقاً للغاية، مؤكدة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «ظهور بلانشيت على (الريد كاربت) بمهرجان (كان) 2024 بفستان بألوان علم فلسطين بعد شهور من اندلاع الحرب في غزة يمثّل جرأة وشجاعة في وقت كان فيه أغلب نجوم العالم يترددون في إعلان مواقفهم من الحرب، خشية أن يؤثر على عملهم في ظل سيطرة اليهود على أغلب شركات الإنتاج في هوليوود، لكن ذلك لم يمنع كيت من إعلان رأيها برفضها للحرب على غزة».

وتشير الناقدة الفنية إلى أن «كيت بلانشيت ممثلة صاحبة أفلام مهمة، مثل فيلميها عن (الملكة إليزابيث) اللذَيْن حازت بفضلهما جوائز عدة، وفيلم (الياسمين الأزرق) مع وودي آلن الذي وصلت فيه إلى قمة الأداء بتدرجها في أداء الشخصية عبر مواقف عدة تمر بها البطلة».

ولفتت الناقدة المصرية إلى أن بلانشيت ليست غريبة على مصر، فقد جاءت في زيارة لها قبل أن تحقق شهرتها وشاركت ضمن المجاميع في فيلم «كابوريا» لأحمد زكي والمخرج خيري بشارة.

 

الشرق الأوسط في

15.09.2025

 
 
 
 
 

مهرجان الجونة يكشف ملامح دورته الثامنة:

60 فيلماً.. مئوية شاهين.. وتكريم منة شلبي

القاهرة -خيري الكمار

مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثامنة (16-24 أكتوبر 2025) يكرم منة شلبي ويحتفي بمئوية يوسف شاهين. يشمل 3 مسابقات رسمية ويعرض نحو 80 فيلماً عالمياً. يطلق برنامج "سيني جونة" لدعم المواهب ويشترك مع الأمم المتحدة في حملة "سينما من أجل الإنسانية" حول الأمن الغذائي. يضم ماستر كلاس مع نجوم عالميين ومصريين.

*ملخص بالذكاء الاصطناعي. تحقق من السياق في النص الأصلي.

كشف مهرجان الجونة السينمائي عن تفاصيل دورته الثامنة، التي ستقام في الفترة من 16 وحتى 24 أكتوبر المقبل، خلال مؤتمر صحفي عُقد ظهر الثلاثاء. المؤتمر مثّل مناسبة لإزاحة الستار عن شعار الدورة الجديدة والإعلان عن أبرز فعالياتها، بما في ذلك تكريم الفنانة منة شلبي بجائزة الإنجاز الإبداعي، واستضافة ماستر كلاس لنجوم عالميين ومصريين، وتنظيم برنامج خاص بمناسبة مئوية المخرج الراحل يوسف شاهين.

في كلمته، أكد المهندس نجيب ساويرس، مؤسس المهرجان، أن الجونة بات علامة بارزة على خريطة المهرجانات السينمائية في المنطقة والعالم، ووجهة مهمة لصنّاع السينما وعشاقها. وأشار إلى أن حلم إقامة مهرجان بمعايير عالمية بدأ منذ الدورة الأولى، وظل يتجدد ويتوسع عاماً بعد آخر. وأضاف: "السينما قادرة على التغيير والإلهام وفتح أبواب جديدة للتواصل بين الناس".

ساويرس شدد على أن شعار "سينما من أجل الإنسانية" ليس مجرد عنوان بل التزام متواصل، مؤكداً أن السينما، في عالم يزدحم بالصراعات والتحديات، تظل وسيلة قوية لرفع الوعي وإعادة صياغة الواقع من زوايا مختلفة. وأعرب عن فخره بوجود أسماء عربية سطعت في مهرجانات دولية كبرى مثل "كان" و"فينيسيا"، خاصة عندما يكون لهذه الأسماء جذور انطلقت من مهرجان الجونة نفسه.

"مساحة أمل"

من جهته، أوضح عمرو منسي، المدير التنفيذي والشريك المؤسس، أن المهرجان أصبح مع الوقت مساحة أمل حقيقية للمواهب الشابة وصنّاع السينما. وقال: "المهرجان أثبت أنه رقم مهم على خريطة المهرجانات، ليس فقط في المنطقة، بل على المستوى العالمي".

وأكد أن الجونة لا يقتصر على عرض أهم أفلام السنة من أنحاء العالم، بل يتيح أيضاً عبر منصة "سيني جونة" فرصاً للشباب لتقديم مشاريعهم أمام شركات إنتاج وتوزيع وجهات داعمة.

وأشار منسي إلى أن سوق "سيني جونة"، الذي يستمر للسنة الثالثة على التوالي، توسع ليشمل 30 شركة من 10 دول مختلفة. كما أعلن عن إطلاق برنامج "سيني جونة لدعم المواهب الناشئة" بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي ومؤسسة دروسوس ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية وجامعة إسلسكا، مؤكداً أن هذه المبادرات تسهم في خلق بيئة حقيقية لدعم المواهب.

وأعلن منسي كذلك عن شراكة استراتيجية مع MBC ومنصة شاهد وقناة النهار لبث فعاليات الدورة مباشرة عبر المنصات الثلاث. وأضاف أن شعار "سينما من أجل الإنسانية" سيأخذ هذا العام بعداً عالمياً جديداً عبر شراكة مع الأمم المتحدة، ليتحول إلى حركة سنوية تسلط الضوء على قضية إنسانية كبرى، حيث سيكون الأمن الغذائي محور هذا العام، خاصة أن افتتاح المهرجان يتزامن مع اليوم العالمي للغذاء.

3 مسابقات رسمية

المدير الفني للمهرجان ماريان خوري أوضحت أن الدورة الثامنة تتضمن ثلاث مسابقات رسمية: الأفلام الروائية الطويلة، الأفلام الوثائقية الطويلة، والأفلام القصيرة، إلى جانب الاختيار الرسمي خارج المسابقة والبرنامج الخاص. وستُعرض خلال المهرجان نحو 60 فيلماً من أحدث وأبرز الإنتاجات العالمية، على أن يصل العدد الإجمالي إلى نحو 80 فيلماً مع اكتمال القائمة النهائية.

وأشارت خوري إلى أن قيمة جوائز المهرجان تصل إلى 230 ألف دولار أمريكي، إضافة إلى الجوائز العينية مثل نجمة الجونة والشهادات. ولفتت إلى استمرار منح جائزة “سينما من أجل الإنسانية” للأفلام الطويلة ذات الطابع الإنساني، إلى جانب جائزة "نجمة الجونة الخضراء" المخصصة للأفلام التي تتناول قضايا البيئة.

وأوضحت أن 10 أفلام تتنافس في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، بينما تضم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة 10 أفلام أيضاً، في حين يشارك في مسابقة الأفلام القصيرة 17 فيلماً من مصر والعالم العربي وآسيا وأوروبا والأمريكتين، تعكس تنوع الأساليب الفنية وجرأة الحكايات والتزام المهرجان باكتشاف أصوات جديدة.

منصة للأفلام العربية

حول نسخة هذا العام من منصة "سيني جونة"، كشفت خوري أنها استقبلت أكثر من 290 مشروعاً من مختلف أنحاء العالم العربي، اختير منها 12 مشروعاً في مرحلة التطوير (بينها 7 روائية طويلة، 4 وثائقية طويلة، ومشروع هجين يجمع بين الوثائقي والروائي)، إضافة إلى 7 مشاريع في مرحلة ما بعد الإنتاج (بينها فيلم روائي طويل، 5 أفلام وثائقية، وفيلم هجين).

وأشارت إلى أن عملية الاختيار استندت إلى جودة المحتوى والرؤية الفنية والمواهب المشاركة وإمكانية التنفيذ المالي. وتغطي المشاريع المختارة قصصاً من 12 بلداً عربياً بالشراكة مع 5 دول غربية، حيث ستتنافس على مجموعة من الجوائز المالية والخدماتية المقدمة من المهرجان وشركائه.

أكدت خوري أن المهرجان يحتفي هذا العام بمئوية المخرج الراحل يوسف شاهين، التي تحل في 25 يناير 2026، عبر برنامج خاص يتضمن عروضاً استعادية لأبرز أفلامه، إلى جانب مجموعة مختارة من أعمال مخرجين تأثروا بفنه ورؤيته. كما سيتضمن البرنامج عروضاً لأفلام مرممة تحمل بصمة شاهين.

ويشهد المهرجان أيضاً برنامجاً للماستر كلاس يضم ثلاثة من أبرز الأسماء: النجمة العالمية كيت بلانشيت، والمخرج المصري الكبير شريف عرفة، والفنانة منة شلبي، حيث سيقدم كل منهم ندوة خاصة تسلط الضوء على رحلته الفنية وتجربته السينمائية.

الفنانة يسرا، عضو مجلس أمناء المهرجان، وصفت الجونة بأنه حدث سنوي لكل عشاق السينما، مؤكدة أن المهرجان يزداد حضوراً عربياً ودولياً عاماً بعد آخر، ويشتبك مع المجتمع المحلي والدولي من خلال برامجه. وأضافت أن المهرجانات العربية تتكامل فيما بينها لتحقيق أهداف سامية في تطوير المجتمعات.

البرمجة وأفلام العام

الناقد أندرو محسن، رئيس فريق البرمجة، أوضح أن التحضير للبرنامج بدأ منذ فبراير الماضي، مشيراً إلى أن الإعلان شمل حتى الآن 60 فيلماً فقط، على أن يُكشف قريباً عن باقي الأعمال ليصل العدد إلى 80.

وأكد أن المهرجان سيعرض أهم أفلام العام، بينها الفائز بـ الدب الذهبي من مهرجان برلين السينمائي، والفيلم الحاصل على السعفة الذهبية من كان.

كما لفت محسن إلى أن المهرجان سيعرض فيلماً جديداً للمخرج الإيراني جعفر بناهي، أحد أبرز المخرجين المعاصرين، مؤكداً أن السينما الإيرانية تواصل حضورها بعد عرض أفلامها في الدورات السابقة من القاهرة والجونة.

وعن اختيار فيلم الافتتاح "عيد ميلاد سعيد"، أشار محسن إلى أن الاهتمام به بدأ منذ عرضه في مهرجان تريبيكا، حيث أثار فضول المهرجان بفضل تنوع أبطاله ومخرجه، مما جعل الحصول عليه وعرضه في الافتتاح خطوة منطقية.

وأكد محسن أن السمعة القوية التي اكتسبها مهرجان الجونة لدى صنّاع الأفلام مكّنته من الحصول على أبرز إنتاجات العام، لافتاً إلى أن احتفالية مئوية يوسف شاهين ستشمل أيضاً عرض أفلام لتلامذته المخرجين الذين تأثروا بفنه.

 

الشرق نيوز السعودية في

16.09.2025

 
 
 
 
 

من الشاشة إلى التكريم... نجمة صنعت مجدها بموهبة نادرة

منة شلبي تحصد جائزة الإنجاز الإبداعي في الجونة السينمائي

شيماء صافي

إيلاف من القاهرة: أعلن مهرجان الجونة السينمائي عن منح جائزة الإنجاز الإبداعي للنجمة المصرية منة شلبي في دورته الثامنة، التي تُقام في الفترة من 16 إلى 24 تشرين الأول (أكتوبر) 2025، تكريمًا لمسيرتها الفنية اللافتة، وتأثيرها المتجدد في السينما والدراما العربية. وتُمنح الجائزة سنويًا لأسماء سينمائية تركت بصمة لا تُمحى في الذاكرة الإبداعية المعاصرة.

من بدايات قوية إلى نجومية مستقرة

بدأت منة شلبي رحلتها الفنية عام 2000 بمسلسل سلمى يا سلامة، بعد اكتشافها من قبل الفنانة سميحة أيوب. في العام التالي، وقفت أمام الراحل محمود عبد العزيز في الساحر للمخرج رضوان الكاشف، قبل أن تعزز حضورها في حديث الصباح والمساء، المأخوذ عن رواية لنجيب محفوظ.

مسيرتها اتسمت بالتنوع والجرأة في الاختيارات، حيث تعاونت مع أبرز المخرجين المصريين والعرب، في أفلام أصبحت محطات رئيسية:

بحب السيما (2004) – أسامة فوزي،

بنات وسط البلد (2005) – محمد خان،

هي فوضى (2007) – يوسف شاهين،

بعد الموقعة (2012) – يسري نصر الله،

الأصليين (2017) وتراب الماس (2018) – مروان حامد.

أدوار متعددة وجوائز متراكمة

قدّمت منة شلبي أكثر من 40 فيلمًا سينمائيًا ونحو 20 عملًا دراميًا، تنوّعت بين الكوميديا والتراجيديا والرومانسية والدراما الاجتماعية، ما جعلها من أبرز نجمات جيلها وأكثرهن تنوعًا وتأثيرًا.

في الدراما، تألقت في أعمال لاقت متابعة جماهيرية ونقدية واسعة، منها:

واحة الغروب (2017)، في كل أسبوع يوم جمعة (2021) – الذي رشحت عنه لجائزة إيمي الدولية، كأول ممثلة مصرية تحقق هذا الترشيح، وبطلوع الروح (2022).

وحصدت خلال مسيرتها جوائز مرموقة، منها:

جائزة جمعية الفيلم عن بنات وسط البلد (2005)

جائزة المهرجان القومي عن العشق والهوى (2006)

جائزة مهرجان دبي السينمائي الدولي عن نوارة (2015)

جائزة فاتن حمامة للتميز من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (2019)

حضور عربي ودولي متصاعد

منة شلبي لم تقتصر على التمثيل فقط، بل كانت حاضرة في لجان تحكيم مهرجانات كبرى، من بينها:

المسابقة الرسمية لمهرجان قرطاج السينمائي (2014)

لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان الجونة (2021 و2024)

 

موقع "إيلاف" السعودي في

16.09.2025

 
 
 
 
 

مهرجان الجونة السينمائي ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية يحتفيان بالفنانة العالمية كايت بلانشيت سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين

يسر مهرجان الجونة السينمائي، بالتعاون مع مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، الشريك الداعم للأثر، وبالشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن يعلن عن استضافة النجمة العالمية، الممثلة والمنتجة وسفيرة النوايا الحسنة للمفوضية، كيت بلانشيت، كضيفة شرف في الدورة الثامنة للمهرجان، التي ستُقام في الفترة من 16 إلى 24 أكتوبر/تشرين الأول المقبل في مدينة الجونة. بلانشيت، الحائزة على جائزتي أوسكار، تتمتع بحضور عالمي لافت سواء في مجال السينما أو العمل الإنساني. وتحت شعار المهرجان الدائم "السينما من أجل الإنسانية" والتزامه بتعزيز التبادل الثقافي والتأثير المجتمعي، يفتخر مهرجان الجونة باستقبالها للمشاركة في فعاليات خاصة ضمن برنامج هذا العام.

تمتد المسيرة الفنية الاستثنائية لكيت بلانشيت لتؤكد موهبتها الفريدة وعمقها كممثلة. فقد نالت إشادة واسعة عن أدوارها في أفلام مثل "إليزابيث - Elizabeth"، "كارول - Carol "، و "تار-Tàr"، إلى جانب فوزها بجائزتي أوسكار عن دوريها في فيلمي  "الطيار - Aviator"  و"بلو جاسمين - Blue Jasmine" كما تميّزت في المسرح وشغلت منصب المديرة الفنية المشاركة لفرقة سيدني ثياتر كومباني، وهي أيضًا الشريكة المؤسسة لشركة الإنتاج "Dirty Films" التي حققت نجاحًا كبيرًا بإنتاج أعمال سينمائية وتلفزيونية حصدت جوائز مرموقة.

لا يقتصر حضور بلانشيت في المهرجان على إنجازاتها الفنية والإنتاجية فحسب، بل يمتد إلى نشاطها الإنساني. فمنذ عام 2016، شغلت منصب السفيرة العالمية للنوايا الحسنة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، حيث سخّرت منصتها لرفع الوعي العالمي حول قضايا اللاجئين وحشد الدعم لهم، لتصبح صوتًا مدركًا وملتزمًا بقضايا النازحين حول العالم. وقد قامت برحلات ميدانية إلى مخيمات اللاجئين والمجتمعات المستضيفة في الأردن ولبنان وبنغلاديش وجنوب السودان والنيجر والبرازيل، حيث استمعت إلى قصص اللاجئين وسلّطت الضوء على الحاجة الماسة إلى الدعم. وفي عام 2018، تم تكريمها بجائزة الكريستال من المنتدى الاقتصادي العالمي تقديرًا لجهودها.

تقديرًا لالتزامها برفع الوعي حول قضايا النزوح القسري، سيقوم مهرجان الجونة السينمائي بمنح كيت بلانشيت جائزة "بطل الإنسانية" في فعالية خاصة ضمن برنامج المهرجان. وفي اليوم التالي، ستشارك كيت بلانشيت في جلسة حوارية ملهمة بعنوان ضمن فعاليات ملتقى سيني جونة، تستعرض فيها رحلتها الفنية والإنسانية، وتحاورها في هذه الجلسة سفيرة النوايا الحسنة وزميلتها الإعلامية اللبنانية البارزة ريا أبي راشد.

من جانبه قال عمرو منسي، المؤسس والمدير التنفيذي لمهرجان الجونة السينمائي: "يشرفنا للغاية أن نستقبل فنانة بحجم وقيمة كيت بلانشيت في مهرجان الجونة السينمائي. لقد أسرت موهبتها الاستثنائية قلوب الجماهير لعقود، كما أن التزامها بالقضايا الإنسانية من خلال عملها مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مصدر إلهام حقيقي. إن زيارتها، وخاصة الفعالية الخيرية بالشراكة مع المفوضية ومؤسسة ساويرس، تجسد تماماً رسالة المهرجان الأساسية المتمثلة في توظيف قوة السينما لإحداث تغيير إيجابي ودعم الإنسانية."

وبدورها قالت الدكتورة حنان حمدان، ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أضاف: "نحن ممتنون للغاية لانضمام كيت بلانشيت إلينا في مهرجان الجونة السينمائي للدفاع عن قضية اللاجئين. إن التزامها الراسخ وصوتها المؤثر كانا وما زالا عاملين أساسيين في تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها ملايين النازحين حول العالم. إن وجودها في هذا الحدث سيعزز بلا شك رسالتنا ويساعدنا على جمع الأموال الحيوية لتقديم المساعدة اللازمة لمن هم في أزمة. إنه لشرف حقيقي أن تكون شريكة لنا في هذا العمل الإنساني المهم."

أضافت ليلى حسني، المديرة التنفيذية لمؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية: "نحن فخورون بشراكتنا مع مهرجان الجونة السينمائي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في هذا الحدث الخاص. لطالما آمنت مؤسسة ساويرس بقوة التعاون في إحداث تغيير إيجابي مستدام. يتوافق التزام كيت بلانشيت بالقضايا الإنسانية تماماً مع رسالتنا في تمكين الفئات الأكثر ضعفاً ودعم الساعين لإحداث تغيير اجتماعي إيجابي. نحن سعداء بترحيبها ونؤمن أنه من خلال الجمع بين قوة السينما وصوتها المؤثر، يمكننا رفع مستوى الوعي وضخ الاستثمارات الحيوية لأولئك الأكثر احتياجاً."

عن مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية:

واحدة من أوائل المؤسسات التنموية المانحة في مصر، تأسست عام 2001، بهبة من عائلة ساويرس، لدعم الحلول المبتكرة والهادفة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة من خلال معالجة القضايا الأكثر إلحاحا؛ مثل الفقر، والبطالة، ومحدودية الوصول لفرص التعليم الجيد، كما تُسهم في دعم وتعزيز المشهد الثقافي والفني في مصر. على مدار 24 عامًا، أسهمت المؤسسة في تمويل العديد من البرامج، بالشراكة مع القطاعين الحكومي والخاص ومؤسسات المجتمع المدني والهيئات الدولية، في 24 محافظة مصرية مع التركيز بقوة على القرى النائية والمجتمعات الأشد احتياجًا.

عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين:

المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، هي الوكالة الأممية المعنية باللاجئين، تقود العمل الدولي لحماية الأشخاص الذين أُجبروا على الفرار من منازلهم بسبب النزاعات والاضطهاد. وتقدّم المفوضية مساعدات منقذة للحياة مثل المأوى والغذاء والمياه، وتعمل على حماية الحقوق الإنسانية الأساسية، وتطوير حلول تضمن للناس مكانًا آمنًا يُمكن أن يطلقوا عليه "وطنًا" ويبنوا فيه مستقبلًا أفضل. كما تعمل المفوضية على ضمان حصول الأشخاص عديمي الجنسية على جنسية.

مهرجان الجونة السينمائي

واحد من المهرجانات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، يهدف إلى عرض مجموعة من الأفلام المتنوعة للجمهور الشغوف بالسينما والمتحمس لها، وخلق تواصل أفضل بين الثقافات من خلال فن السينما، ووصل صناع الأفلام من المنطقة بنظرائهم الدوليين من أجل تعزيز روح التعاون والتبادل الثقافي. إضافة إلى ذلك، يلتزم المهرجان باكتشاف الأصوات السينمائية الجديدة، ويتحمس ليكون محفزًا لتطوير السينما في العالم العربي، خاصة من خلال ذراع الصناعة الخاصة به، منصة الجونة السينمائية.

 

اليوم السابع المصرية في

16.09.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004