ملفات خاصة

 
 
 

بشير الديك كتب للسينما البديلة والسائدة معاً

السيناريست المصري الراحل لمع في فترة ازدهارها المستقلة

بالم سبرينغزمحمد رُضا

عن رحيل الكاتب المبدع

بشير الديك

   
 
 
 
 
 
 

بشير الديك، كاتب القصّة والسيناريو لعدد كبير من الأفلام المصرية طوال العقود الأربعين الماضية، الذي توفي في اليوم الأخير من العام الراحل، 2024، كان أحد السينمائيين الخارجين عن قوانين السينما التقليدية في النصف الأول من سنوات مهنته. لكن على الرغم من أنه في النصف الثاني وقّع على أعمال كثيرة من التي يمكن وصفها بالتقليدية، ومن بينها 6 أفلام من بطولة نادية الجندي، فإنه واظب على معالجة نصوصه باحتراف يجمع بين حكايات تحمل مضامين تنتمي إلى نزعة جادة وتنشد ميزانيات كبيرة.

لعل حقيقة أن نادية الجندي كانت تصبو دوماً إلى أدوار تخلّدها وأفلام تحافظ عبرها على مكانتها لعب بشير الديك دوراً في تلبية هذه الرغبات عبر حكايات تشويقية في المقام الأول، وشخصية رئيسية مضخّمة وذلك في أفضل نصوص ممكنة ضمن التوليفة التجارية.

بدأ هذا التعاون على نحوٍ ثلاثي: بشير الديك يكتب، ونادر جلال يُخرِج ونادية الجندي تلعب دور البطولة. هذه الأفلام هي «الإرهاب» (1989)، و«شبكة الموت» (1990)، و«عصر القوّة» (1991)، ومن ثَمّ «مهمّة في تل أبيب» (1992)، و«الشطّار» (1993)، ولاحقاً «امرأة هزّت عرش مصر» (1995).

اتجاهان

بعد بدايات متفاوتة الأهمية من بينها «مع سبق الإصرار» لأشرف فهمي (1979)، و«دعوني أنتقم» لتيسير عبّود (1979)، و«الأبالسة» لعلي عبد الخالق (1980) التحق الديك ببدايات المخرج الراحل محمد خان عبر 6 أفلام هي «الرغبة» (1980)، و«موعد على العشاء» (1981)، و«طائر على الطريق» (1981)، و«نص أرنب» (1983)، و«يوسف وزينب» (1984) و«الحرّيف» (1984) وكلها من أفضل ما حققه خان.

تعامُل الديك مع الموضوعات الجادة التي عرفتها تلك الأفلام سمح له بكتابة واحد من أفضل أعماله وهو «سواق الأتوبيس»، الذي حققه الراحل عاطف الطيب سنة 1982، وكلاهما لاحقاً تعاونا على تحقيق فيلم مهم (أكثر مما كان جيداً) آخر هو «ناجي العلي» (1992). لجانبهما فيلم ثالث هو «ضد الحكومة» (1992) من بطولة أحمد زكي ولبلبة.

في تقييم كتابات بشير الديك تتداخل بعض العناصر التي يمكن إيجاز هذا التقييم عبرها.

من ناحية، حاول دوماً التطرّق صوب قضايا مهمّة تطرح قصصاً ذات جانبٍ وطني مثل «مهمّة في تل أبيب»، الذي دار حول جاسوسة مصرية تعمل لصالح إسرائيل، ومن ثَمّ تندم فتطلب منها الاستخبارات المصرية (ممثلة بكمال الشناوي)، العمل لحساب مصر وتنجح. «ناجي العلي» ينضم إلى هذا النحو من الأعمال.

في ناحية أخرى، لم يتأخر عن كتابة ما كان سائداً في الثمانينات والتسعينات من اتجاه صوب الحديث عن مراكز قوى في الشارع المصري والصراع بين الأخيار والأشرار. هذه الموجة لم تعرف بداية ونهاية محدودتين فتاريخها عريق يعود لعقود سابقة، لكنها عرفت في تلك الفترة تدافعاً بين المخرجين للحديث عن تلك المراكز في حارات القاهرة (في مقابل الكثير من صراع الخير والشر على ساحلَي بور سعيد والإسكندرية في أفلام الخمسينات والستينات) في أجواء ليست بعيدة عن الخط الذي وضعه نجيب محفوظ وشخصياته.

مخرجون عديدون حقّقوا هذه الأفلام التي شُكّلت حكاياتها من صراع القوى في الشارع المصري مثل أشرف فهمي («الأقوياء»، 1982)، وأحمد السبعاوي («السلخانة» 1982 و«برج المدابغ» 1983) وكمال صلاح الدين («جدعان باب الشعرية» 1983). لكن من مزايا ما كتبه بشير الديك في هذه الأعمال التي لاقت رواجاً جماهيرياً إنه كتب ما هو أعمق في دلالاته من قصص المعلّم الشرير ضد سكان منطقته وأزلامه الذين يتصدّون للأبرياء إلى أن يخرج من رحم تلك الحارة من يواجههم جميعاً.

بداية من «نصف أرنب» توّجه الديك إلى حكاية تشويقية ذات طابع بوليسي، وفي «سوّاق الأتوبيس» وقف مع ابن المدينة في موضوع حول تفتت المجتمع مادياً. أما في «الحرّيف» فنقل اهتمامه إلى الوسط المهمّش من سكان القاهرة وأحلامهم ومتاعبهم الشخصية.

هموم المجتمع

ما يجمع بين هذه الأعمال هموم تسلّلت إلى عدد كبير من كتابات بشير الديك السينمائية.

في مقابلة تمّت بين المخرج عاطف الطيب وبيني بعد مشاهدة فيلمه النيّر «سواق الأوتوبيس»، سألت المخرج عن كيف بدأ التفكير في تحقيق «سوّاق الأتوبيس». أجاب: «بدأت الفكرة في جلسة صداقة مع بشير الديك ومحمد خان. وكنا نتحدث بشأن همومنا وطموحنا الخاص لصنع سينما أخرى مختلفة، وكانت الظروف الحياتية نفسها تجمعنا كلنا تقريباً. فقد كنت أشعر في ذلك الوقت بالذنب إزاء فيلمي الأول (يقصد «الغيرة القاتلة»، 1982)، الذي اضطُرِرت فيه إلى الاعتماد على سيناريو مأخوذ عن أصل أدبي (أجنبي) رغم إيماني الدائم بضرورة الكتابة المباشرة للسينما. اقترح محمد خان وبشير الديك فكرة وُضع لها عنوان: (حطمت قيودي)، تدور حول عائلة مهدّدة بالضياع نتيجة فقدان الأب للورشة التي أسسها وبحْثُ الابن، سائق الأتوبيس، عن مخرج من الأزمة بلا جدوى وأعجبتني الفكرة، خصوصاً أنني أميل كثيراً إلى الدراما التي تدور في نطاق عائلة. وبدأنا بالفعل في تطوير الفكرة خلال الكتابة وتبادل الآراء. وكنا كلما نتعمق في الموضوع تتضح لنا أهمية الفكرة التي نريد التعبير عنها. في الكتابة الثانية للسيناريو، وصل الفيلم إلى ما أصبح عليه».

كتب بشير الديك نحو 60 فيلماً ومسلسلاً تلفزيونياً، معظمها جمع هذه الصفات المجتمعية على نحو سائد أو مخفف. هذا ما جعله أحد أبرز كتاب السيناريو في مصر في حقبة كان للسينما البديلة والمستقلة عن السائد دور فاعل في نهضة الفيلم المصري عموماً.

مع الطيّب وخان ورضوان الكاشف ورؤوف توفيق وخيري بشارة ورأفت الميهي وسواهم، ساهم بشير الديك في منح تلك الفترة مكانتها الساطعة التي لا تغيب.

 

الشرق الأوسط في

02.01.2025

 
 
 
 
 

هنا/الآن

رحيل بشير الديك: السينما المصرية تودع "الحرِّيف"

إيهاب محمود

"كانت مغامرة كبيرة سرتُ فيها بمناطق غير مأهولة ودروب لم أعهدها"، هكذا وصف السيناريست المصري بشير الديك حياته، غير أن هذه المغامرة وصلت محطتها الأخيرة في الحادي والثلاثين من كانون الأول/ ديسمبر، ومع آخر يوم من عام 2024 المنقضي، حيث توفي الديك إثر أزمة صحية عن عمر يبلغ الثمانين عامًا، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا هائلًا، تميّز في جوهره بالانحياز للمعنى أولًا، واستهداف المضمون قبل الشكل، واقتحام مناطق مهما بدت عادية ومألوفة، غير أنه كان قادرًا بحسّه الفني على استخراج غير العادي والجديد منها.

كانت القضية الفلسطينية من القضايا التي تشغل بال الديك، الأمر الذي ترجمه من خلال فيلم "ناجي العلي". وبحسب حوار صحافي للراحل، فقد تتبّع السيرة الذاتية لناجي العلي من خلال مقالات وتحقيقات وملفات منشورة عنه في المجلات والدوريات العربية، كما أنه سافر إلى بعض المناطق التي عاش واستقر فيها ناجي العلي مثل مخيم عين الحلوة في لبنان، والتقى بعضًا من أصدقائه ومعارفه وأقاربه ولم تكن لديه أي مشكلة في تقديم عمل آخر عن القضية الفلسطينية، ولكن مع مراعاة توافر فكرة وأدوات لتقديم عمل فني يتناسب مع طبيعة الأحداث القاسية التي تشهدها فلسطين.

كوّن الديك مع المخرج محمد خان ثنائية سينمائية ناجحة، حيث قدّم معه اثنين من أبرز الأعمال في مسيرته وهما "موعد على العشاء"، و"الحرّيف". كما ألّف الديك أكثر من عمل ناجح من بطولة الراحل أحمد زكي، وكان في مقدمتها ضد الحكومة، كما كان بصدد كتابة عمل عن السيرة الذاتية لأحمد زكي وكان متحمسًا لكتابة وتجسيد سيرة هذا العملاق، وسرد خفايا سيرته وتاريخه بقالب درامي جديد ظن أنه سيلقى الاستحسان، ولكن تم إلغاء المسلسل بسبب رفض الورثة.

"كانت القضية الفلسطينية من القضايا التي تشغل بال الديك، الأمر الذي ترجمه من خلال فيلم "ناجي العلي""

وإلى جانب النجاح الكبير في السينما، تمكّن بشير الديك من مواصلة النجاح في عالم الدراما التلفزيونية، ومن أبرز الأعمال الدرامية التي كتبها وحقّقت نجاحًا كبيرًا نقديًا وجماهيريًا، مسلسلات "الحفار" و"الناس في كفر عسكر" و"أماكن في القلب" و"حرب الجواسيس" و"عابد كرمان" وانتهاءً بمسلسله الأخير "الطوفان".

كان الديك يصرّ دائمًا على أهمية المعايشة بالنسبة للسيناريست، معربًا عن استغرابه ممن يكتبون عن مساحات إنسانية وأماكن لم يتقاطعوا معها، ولم يختلطوا بأهلها، وعن معايشة الواقع يقول: "إن المعايشة أمر مهم جدًا للسيناريست. لا يمكن أن تكتب عن مستشفى أمراض عقلية بدون أن تراه وتزوره وتجلس داخله فترة من الوقت، لا يمكن أن تكتب عن عالم لا تعرفه، وإلا فالناس لن يصدقوك، العمل سيفقد مصداقيته عند المشاهد، مهما كان أداء الممثل أو المخرج، الورق أولًا يجب أن يكون صادقًا وحقيقيًا، يمكنك أن تغيّر في الواقع، لا يمكنك أن تجهله تمامًا".

بالرغم من إنتاج فني فارق ولافت، غير أن الديك غاب عن الساحة الفنية منذ عام 2011، إلا من خلال عمل وحيد: مسلسل "الطوفان" عام 2017، ووفق حديث تلفزيوني له، فإن هذا الابتعاد كان "لعدة ظروف مختلفة منها ما يتعلق بظروف شخصية بحتة، ومعظمها ما يتعلق بظروف إنتاجية"، متمنيًا، في مناسبات عدة، العودة بعمل يليق بالجمهور وبتاريخه الفني ولكن القدر والظروف لم تحقق أمنيته تلك.

في مقالة بعنوان "حرّيف كتابة السيناريو: كيف كان يقضي بشير الديك سنواته الأخيرة؟" هاجم بشير الديك ظاهرة الإعلانات الرمضانية وانتقد كثرتها بشكل كبير مما جعلها تطغى على الدراما، فأصبح الوضع كثيرًا من الإعلانات وقليلًا من الدراما، وجعل الموضوع يتحوّل إلى شيء مضجر وممل، وكأنما يدفعون المشاهد دفعًا لمشاهدة الإعلانات، فأصبح الوضع، على حدّ تعبير الكاتب الراحل، ثمنًا غاليًا جدًا في مجتمع شديد الرأسمالية ولا توجد فيه قوانين المجتمع الرأسمالي، الكل يسعى للربح أيًّا كانت الوسيلة. 

 

ضفة ثالثة اللندنية في

03.01.2025

 
 
 
 
 

بشير الديك كتب المجتمع المصري في الدراما والسينما

كتابات الديك اتسمت بتقديم نماذج مختلف لشخصيات مبتكرة رغم بساطتها وقربها من الشخصية المصرية الشعبية.

القاهرةمع انتهاء عام 2024 ودع الوسط الثقافي والفني المصري السيناريست بشير الديك عن عمر ناهز 80 عاما، والذي يُعدّ واحدا من أبرز كتّاب السيناريو في الوطن العربي، وكان رئيس جمعية مؤلفي الدراما. اتسمت كتابات الراحل بالجرأة والتنوع وكشفت الكثير من ملامح المجتمع المصري، حيث عبر من خلال 50 فيلما و13 مسلسلا عن حكايات واقعية بأسلوب غير متوقع حيث عمد في كل أعماله إلى الهروب مما يتوقعه المشاهد، وتقديم نماذج مختلف لشخصيات مبتكرة رغم بساطتها وقربها من الشخصية المصرية الشعبية.

ولد الديك في 27 يوليو 1944، في محافظة دمياط (شمال مصر)، وتخرج في كلية التجارة قبل أن تظهر موهبته في الكتابة من خلال نشر القصص القصيرة في بعض الصحف والمجلات المحلية وهو ما أفسح المجال أمامه لاحقا للكتابة للسينما والتلفزيون. بدأ رحلته في عالم الدراما بمشاركة السيناريست مصطفى محرم في كتابة حوار أول أفلامه "مع سبق الإصرار والترصّد" عام 1979 من بطولة محمود ياسين وميرفت أمين.

وكوّن بشير الديك والمخرج عاطف الطيب ثنائيا سينمائياً ناجحا عبر 6 أفلام تُعدّ من أبرز ما قدّمته السينما المصرية خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي وهي "سواق الأتوبيس" 1982، و"ضربة معلم" 1987، و"ضد الحكومة" 1992، و"ناجي العلي" 1992، و"ليلة ساخنة" 1995، و"جبر الخواطر" 1998، ومع محمد خان قدّم عدداً مماثلاً من الأفلام وهي "الرغبة" 1980، و"موعد على العشاء" 1981، و"طائر على الطريق" 1981، و"الحريف" 1948، و"نص أرنب" 1982، و"يوسف وزينب" 1984.

وخاض السيناريست الراحل تجربة الإخراج عبر فيلمين "الطوفان" الذي لعب بطولته محمود عبدالعزيز وفاروق الفيشاوي، و"سكة سفر" من بطولة نور الشريف ونورا، لكنه لم يُكمل في مجال الإخراج على الرغم من نجاح الفيلمين.

وفضل الديك العمل في كتابة الأفلام والمسلسلات التلفزيونية التي قدّم من خلالها نحو 13 عملا، من بينها: "الناس في كفر عسكر"، و"حرب الجواسيس"، و"أماكن في القلب" للمخرج نادر جلال، فيما أخرج خيري بشارة المسلسل الأخير للراحل بعنوان "الطوفان"، وقد حقق نجاحا لافتا عند عرضه، كما كان الكاتب الراحل قد شرع في كتابة مسلسل يتناول سيرة الممثل الراحل أحمد زكي على أن يقوم ببطولته محمد رمضان، لكن المشروع توقف.

كتابات الراحل اتسمت بالجرأة والتنوع حيث عبر من خلال الأفلام والمسلسلات عن حكايات واقعية بأسلوب غير متوقع

وعن مسيرته في كتابة السيناريو، قال الكاتب الراحل في حوار له مع الصحافيين المصريين محمد غالب وإمام أحمد "وعن كتابة السيناريو يواصل "بشير الديك": "كتابة السيناريو حالة خاصة جدا، أنا أعشق هذا العالم، عالم صناعة التفاصيل، كنت أحب الاهتمام بكل تفصيلة، وبعضها أمور تتعلق بالإخراج، مثل زاوية التصوير، قطع المشاهد بمشاهد أخرى، الصورة والألوان والأداء والإحساس."

وفي حديث عن مجايليه من ممثلين، يقول "كل كاتب سيناريو يرى شخصياته في خياله، ويرى الأسماء التي يمكنها أن تلعب هذه الشخصيات، خاصة سعاد حسني وأحمد زكي، بسبب الخصوصية التي تميزهما، يمكنهما أداء الشخصيات المركبة، والتقمص بدرجة عالية من الإبداع. هذا يكون في ذهني طبعا. حين أعرف مثلا أن نادية الجندي ستقدم فيلما، ويطلب كتابة السيناريو والحوار الخاص به، أكتب ما يناسب قدرات الفنانة."

ويوضح أن "الأدوار الشابة التي فيها معاناة، كانت تناسب أحمد زكى بصورة أكبر، نحن كجيل كان بالنسبة لنا كل الأدوار الشابة تناسب أحمد زكي، لقد كان قادرا على أن للكاتب والمخرج كل ما يريدانه. أما نور الشريف فهو ممثل بارع، وله مساحة يؤديها أفضل من غيره، هناك شخصيات تناسب نور الشريف ولا تناسب أحمد زكي أو عادل إمام مثلا."

ونعته نقابة المهن السينمائية، كما نعاه المركز الكاثوليكي المصري للسينما ووزارة الثقافة ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي وعدد من المؤسسات الفنية والثقافية. ونعاه وزير الثقافة المصري، الدكتور أحمد فؤاد هنو، مؤكداً أن بشير الديك "أحد أعمدة الإبداع السينمائي والدرامي الذي أثرى الساحة الفنية بأعمال خالدة حفرت مكانها في وجدان الملايين"، مشيرا إلى أن أعماله “عبّرت عن قضايا المجتمع المصري بروح راقية ورؤية إبداعية متميزة، وكان نموذجًا للمبدع المتفرد، متعاونًا مع كبار نجوم السينما والدراما على مدار مشواره الفني الطويل، الذي شهد أعمالا ستظل شاهدة على عبقريته وإخلاصه للفن."

ووصفه المخرج مجدي أحمد علي بأنه "القلم الحر الذي لم يخط حرفا يخالف ضميره، ذهب وترك عالماً لم يعطِه حقه،” مضيفا “لم ينقطع عطاؤه حتى اللحظات الأخيرة، لكن أحداً لم يلتفت لجمال إبداعه وعِفّة أخلاقه."

ووصفه الصحافي محمود مجدي بالقول "بشير الديك كاتب كبير ويعد من المفكرين الذين كتبوا للسينما، وعلى الرغم من إنتاجه الغزير وكتابته لأعمال متنوعة في السينما والتلفزيون إلا أنه ابتعد عن الساحة الفنية منذ 15 عاما.. هاجم بشير الديك ظاهرة الإعلانات الرمضانية وانتقد كثرتها بشكل كبير مما جعلها تطغى على الدراما فأصبح الوضع كثير من الإعلانات قليل من الدراما، وجعل الموضوع يتحول إلى شيء مضجر وممل وكأنما يدفعوا المشاهد دفعا لمشاهدة الإعلانات فأصبح الوضع على حد تعبير الكاتب الراحل له ثمن غال جدا، في مجتمع شديد الرأسمالية ولا توجد فيه قوانين المجتمع الرأسمالي، الكل يسعى للربح أي كانت الوسيلة."

ويتابع "رأى الديك أن السوق والحس التجاري مسيطر على أغلب الموضوعات الدرامية.. يسيطر على المنتجين هاجس الربح وليس لهم علاقة بالمجتمع من حولهم وهذا المنطق هو الذي جعله يبتعد عن السوق بإرادته، وتلقى أكثر من عرض للعودة والكتابة للدراما والسينما لكنه لم يستطع الاندماج مع الواقع حاليا بجانب سنه الكبير كما أن هموم المجتمع لم تعد همومه الشخصية."

 

العرب اللندنية في

03.01.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004