"ثريا"
يفتتح مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة
الدورة الحالية من المهرجان تضع دعم المواهب الجديدة في
مقدمة أولوياتها لخلق أجيال جديدة من السينمائيين تتمتع بفكر متطور ورؤية
إبداعية حديثة.
القاهرة- أطلق
مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة في مصر دورته
السادسة والعشرين بمشاركة أكثر من 50 فيلما من 34 دولة مع برنامج زاخر بورش
التدريب والأنشطة التفاعلية.
وعرض المهرجان في الافتتاح الفيلم المصري القصير “ثريا”
للمخرج أحمد بدر كرم، وهو أول أفلامه السينمائية كتابة وإخراجا، وهو مستوحى
من أحداث حقيقية شهدها في بيئته الصعيدية منذ سنوات.
والمخرج الشاب من مواليد محافظة أسيوط، حيث شكّلت البيئة
الصعيدية الغنية بروح الواقعية السحرية والتراث، مصدر إلهام دائما له. بعد
حصوله على درجة البكالوريوس من كلية الآداب قسم الإعلام، انتقل إلى القاهرة
للدراسة في المعهد العالي للسينما. خلال دراسته، حضر العديد من المحاضرات
واللقاءات مع مخرجين كبار مثل داوود عبدالسيد وأندريه كونشالوفسكي وألكسندر
سوكوروف وغيرهم.
شارك أحمد بدر كرم في كتابة عدة أفلام قصيرة، كما مثّل في
بعضها، وكتب بعض حلقات مسلسل “حكايات بنات”، إضافة إلى مشاريع تلفزيونية
أخرى قيد التنفيذ. يرى نفسه ابن البيئة الصعيدية والحارات الشعبية، حيث يجد
فيها ثراء بصريا ووجدانيا ينعكس على أعماله. إلى جانب الكتابة والإخراج،
يوثّق اللحظات والقصص والشخصيات من خلال التصوير الفوتوغرافي، في محاولة
لتخليد تفاصيل الحياة اليومية.
وتحمل الدورة الممتدة حتى الحادي عشر من فبراير الجاري اسم
المخرج والمصور والفنان التشكيلي علي الغزولي (1944) الذي يُلقب بـ”شاعر
السينما التسجيلية”، وهو فنان مصري بدأ احتراف العمل السينمائي كمصور ثم
أخرج عددا من الأفلام التسجيلية منذ ثمانينات القرن الماضي، حتى صار يعد
أحد أبرز صناع الأفلام التسجيلية في مصر.
كما كرم المهرجان في حفل الافتتاح اسم المصور السينمائي
الراحل ماهر راضي واسم المخرجة الراحلة نبيهة لطفي واسم المخرجة الراحلة
عطيات الأبنودي إضافة إلى المخرجة تهاني راشد والناقد السينمائي فاروق
عبدالخالق والمخرج الكاميروني جان ماري تينو.
وقالت المخرجة هالة جلال رئيسة المهرجان في الافتتاح “إن أي
شخص يتولى مسؤولية مهرجان ناجح منذ 25 عاما مثل مهرجان الإسماعيلية يكون من
الصعب عليه إضافة الكثير”، إلا أنها وفريق عملها اجتهدوا في تقديم دورة
تليق باسم مصر وضيوفها.
وأضافت أنه رغم الميزانية الضئيلة والظروف الصعبة فإن أعضاء
الفريق تعاونوا معا وعملوا بكل حب لإخراج المهرجان في أفضل صورة.
وأكدت أن الدورة الحالية تضع دعم المواهب الجديدة في مقدمة
أولوياتها حيث يسعى المهرجان إلى خلق أجيال جديدة من السينمائيين تتمتع
بفكر متطور ورؤية إبداعية حديثة وذلك من خلال تنظيم ورش عمل متخصصة في
مجالات مختلفة مثل الإخراج والتصوير والمونتاج وكتابة السيناريو بمشاركة
خبراء من مصر وخارجها، متابعة أن المهرجان لا يقتصر على العروض السينمائية،
بل يشمل أيضا ملتقى الإسماعيلية وهو منصة تهدف إلى دعم المشاريع السينمائية
الجديدة حيث يتم تقديم جوائز دعم لمشروعات الأفلام المتميزة مما يساعد
صناعها على تحقيق رؤاهم الإبداعية وتحويلها إلى أفلام مكتملة.
ويقدم المهرجان جوائزه للأفلام الفائزة في مسابقة الأفلام
التسجيلية الطويلة وتشمل 10 أفلام، ومسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة
وتشمل 24 فيلما، ومسابقة النجوم الجديدة الموجهة للمخرجين الشبان، والتي
تضم 19 فيلما من أسوان والإسكندرية والقاهرة، إضافة إلى مسابقة “أفلام من
العالم”، التي تعرض خارج المسابقة الرسمية، وفيها 25 فيلما من عدة دول،
وتتراوح مدتها بين خمس دقائق و70 دقيقة، إلى جانب برنامج “نظرة على
التاريخ”، والذي يستهدف عرض أفلام لم تعرض من قبل.
وإلى جانب أفلام المسابقات، يعرض المهرجان 35 فيلما ضمن
برنامجي “عين على التاريخ” الذي يشمل مجموعة أفلام نادرة لم تنل فرصة جيدة
للعرض من قبل و”نظرة على سينما العالم” الذي يضم أفلاما حازت جوائز مرموقة
من مهرجانات في فرنسا وألمانيا.
ويشمل برنامج المهرجان ورشة عمل لأبناء محافظات القناة
بعنوان “ذاكرة المكان” بالتعاون مع الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، وورشة
أخرى بعنوان “من الفكرة حتى الشاشة” لصناعة الفيلم الروائي القصير.
◄
الدورة السادسة والعشرون تحمل اسم المخرج والفنان التشكيلي علي الغزولي
الذي يلقب بـ"شاعر السينما التسجيلية"
وينظم المهرجان “ملتقى الإسماعيلية” الذي يقدم دعما ماليا
وفنيا للمشاريع السينمائية الجديدة بالشراكة مع رعاة من مجالات مختلفة إلى
جانب عقد لقاءات متخصصة مع كبار صناع الأفلام التسجيلية.
ويستضيف الملتقى هذا العام المخرج الأميركي روس كفمان
والسينمائي المغربي هشام فلاح والمخرج الكاميروني جان ماري تينو.
وتقام أربع ندوات ضمن فعاليات الملتقى عن “السينما وذاكرة
المكان” و”الأفلام التسجيلية والسينما الذاتية” و”الأفلام التسجيلية خارج
نشرات الأخبار” و”السينما التسجيلية خارج حدود العاصمة”. كما يتضمن
البرنامج سلسلة من اللقاءات مع نخبة من صناع الأفلام التسجيلية من الولايات
المتحدة والمغرب والكاميرون ومصر.
والمهرجان الذي أقيمت أولى دوراته عام 1991 وينظمه سنويا
المركز القومي للسينما شكل منصة انطلاق للكثير من المخرجين وصناع الأفلام
الذين أصبحوا لاحقا نجوما في مجال السينما.
ويعد المهرجان واحدا من أعرق المهرجانات السينمائية في
المنطقة، حيث يتميز بتركيزه على الأفلام التسجيلية والقصيرة، مما يجعله
منصة بارزة للأعمال ذات الطابع الفني المتميز، وداعما رئيسيا للمواهب
الجديدة في مجال السينما. وتولي محافظة الإسماعيلية أهمية كبيرة لهذا الحدث
باعتباره منصة ثقافية وسياحية هامة تعكس الوجه الحضاري للإسماعيلية. |