ملفات خاصة

 
 
 

المستعمرة”: نموذج لسينما الفقر

أمير العمري- برلين

برلين السينمائي

الدورة الخامسة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

ليس المقصود من عنوان هذا المقال أن فيلم “المستعمرة”، وهو أول فيلم روائي طويل لمخرجه المصري محمد رشاد الذي عرض في قسم “وجهات نظر” بمهرجان برلين السينمائي الـ75، هو فيلم عن الفقر. قد يكون الفيلم كذلك بالفعل، لكن المقصود ليس الفقر الاجتماعي، بل فقر الخيال السينمائي، والعجز عن تطوير فكرة قد تكون لها جاذبيتها من الناحية النظرية، لكنها كانت تقتضي تدقيقا أكبر، سواء من ناحية السرد السينمائي (بناء السيناريو)، أو المدخل إلى التعامل الفني معها من خلال أسلوب الإخراج، بحيث نصبح أمام عمل فني جيد متماسك يبقى في الذاكرة.

ما يلفت الانتباه أولا، هو أن الفيلم- حسب تصريحات مخرجه- مأخوذ عن حادثة حقيقية. وهو أمر لا يضيف إلى الفيلم أو يدعمه، فقوة أي فيلم تأتي أساسا من داخله، ولا تتحقق الواقعية بشكل آلي، لمجرد أن الفكرة تستند إلى حدث حقيقي، بل ويمكن القول إن الفيلم رغم صورته الخشنة، وشخصياته الفقيرة التي تنتمي إلى قاع المجتمع، لا يشبه شيئا في الواقع. كيف؟

إن الشخصيات التي نراها هنا، وهي أساسا شخصية “حسام” (أدهم شكري)، وهو شاب في الـ23 من عمره، وشقيقه الصغير “مارو” (زياد إسلام) ابن الـ12 عاما، والأم (هنادي عبد الخالق)، وباقي الشخصيات مثل مدير المصنع، ومهندس الصيانة (إن وجدت) والشقي الذي يجلب المخدرات لحسام، كلها شخصيات تتحرك كما لو كانت أدوات اصطناعية، لا نعرف إن كانت حية أم ميتة، بل إن الأماكن المحدودة التي تتحرك فيها وخصوصا ما يطلقون عليه في الفيلم “المصنع”، كلها أماكن تشبه المقابر.

أما “المستعمرة” فهي المصنع الذي يعتبر أقرب إلى ورشة عتيقة تنتمي إلى القرن التاسع عشر: مجموعة من الآلات البدائية الضخمة الكائنة داخل بناء متهدم أيل للسقوط، أبرز ما فيها تلك الأقراص الحديدية التي تدور ولا نعرف لها أو للآلات التي تصدر صوتا مزعجا، أي وظيفة حقيقية، والبيئة قذرة متدنية لا تتوفر فيها أي شروط للأمان أو “السيفتي” safety وهي كلمة تتردد كثيرا في الفيلم بشكل مضحك على لسان مدير المصنع الذي يبدو أقرب إلى زعيم عصابة، فهو نفسه يظهر في شكل لا يقنعك بأنه “مهندس” كما يقولون، لكن هذه الصورة لابد أن تكون مقصودة أيضا، كما أن “المستعمرة” قصد أن تكون مثل “المقبرة”. خصوصا وان الفيلم يبدأ بعد مصرع والد حسام ومارو في حادث عمل أي أن هناك خللا وقع في إحدى تلك الآلات الشيطانية التي لا نعرف ماذا تنتج بالضبط أو ماذا تفعل (وهو نوع آخر من التجريد المقصود الذي يبعد الفيلم تماما عن الواقعية).

أما الحركة والحوار داخل الفيلم، فلم ألمح له أي صلة بالواقعية، فالحركة بطيئة روبوتية، والحوار يأتي على شكل نوبات متقطعة ولا يشبه أسلوب وطريقة أحاديث الناس في الشارع من تلك الطبقة، ويعاني الفيلم عموما من الترهل، وبهتان الشخصيات، وعدم تطوير الموضوع، والعجز عن الكشف عن التناقضات التي لابد أنها تصطرع داخل الشخصية الرئيسية (حسام) التي يضعف من تأثيرها ويبقيها على المستوى السطحي الخارجي من دون أي انفعالات أو مشاعر حقيقية، ذلك الأداء الضعيف للشاب الذي أسند إليه المخرج أداء الدور. وهو من غير المحترفين، شأن جميع عناصر التمثيل في الفيلم، وهنا مرة أخرى، فإن الاعتماد على غير المحترفين ليس ميزة في حد ذاته بل المهم هو ما يحصل عليه هؤلاء من تدريبات الأداء على يدي المخرج، ولكن الهدف كان على ما يبدو هو الاقتصاد في الميزانية رغم حصول الفيلم على دعم مالي من جهات كثيرة دون أن نرى أي انعكاس لتلك “الأموال” على الشاشة!

ما يلفت النظر أيضا في تصريحات المخرج محمد رشاد هو أنه قضى خمس سنوات في صنع هذا الفيلم، لا أعرف في ماذا بالضبط؟ هل في مرحلة الكتابة أو في التصوير والمونتاج؟ أغلب الظن أن معظم هذا الزمن انقضى في البحث عن ممولين للفيلم، وهو ما توفر من شركات ومهرجانات في السعودية وقطر وفرنسا وألمانيا بالإضافة الى الطرف المصري بالطبع.

 ما يؤكد ابتعاد الفيلم عن الواقعية رغم الشكل الخارجي للشخصيات، هو المكان الذي تدور فيه معظم الأحداث وهو عبارة عن ورشة ضخمة بدائية تقع في وسط منطقة نائية شبه صحراوية، وهناك كلام عن “جبل البدو” حيث يلجأ الخارجون عن القانون (وهي فكرة نظرية مستمدة من أفلام الثأر القديمة في الصعيد المصري فلا توجد أصلا أي جبال في محيط الإسكندرية، والمفترض أن “حسام” كان قد لجأ إليه بعد أن انحرف عن الصوب وأصبح يعمل لحساب عصابة لتوزيع المخدرات، ولكنه يعود إلى أمه وشقيقه بعد وفاة والده لكي يتولى رعاية أسرته، فيعرضون عليه في “المصنع” أن يحل محل أبيه في العمل، كترضية مناسبة مقابل عدم تصعيد الموضوع أو المطالبة بتعويضات لن تصرف لهم على أي حال، أو إبلاغ الشرطة..

إلا أن حسام يعود وهو يشعر بالمرارة والاضطراب، فهو من ناحية لا يشعر بالارتياح في العمل لأن الجميع ينظرون إليه في ريبة وتشكك بسبب ماضيه الإجرامي، كما يحاول من ناحية أخرى أن يتكيف مع عمل لم يدرب عليه، ويثبت إجادته له، رغم أن هذه الإجادة كما نرى في الفيلم لا تخرج عن نطاق إدارة تلك الأسطوانة الضخمة للآلة التي يعمل عليها والتي تظل تدور في الفراغ!

يصر “مارو” الصغير على الانضمام إلى شقيقه في العمل بالمصنع، ويهجر التعليم في المدرسة، ويظل يحرض حسام على ضرورة الأخذ بثأر الوالد الذي يشك في أنه “قُتل” بسبب إهمال عامل محدد، ولكن حسام متردد، يريد الابتعاد عن المشاكل، لكنه ربما سيحسم أمره في النهاية ويقوم بـ”الواجب” وإن كان الفيلم لا يوضح تماما هل قتل الرجل المتسبب في موت والده، جاء نتيجة خلل مفاجيء في الآلة التي كان يعمل عليها، أم أن حسام هو الذي دفعه نحو الآلة فمزقته. وقد تكون هذه تفاصيل غير مهمة طالما أننا لسنا أمام فيلم بوليسي.. ليته كان كذلك!

من أكثر مناطق الفيلم غرابة وشذوذا أن حسام بمجرد أن ينهي عمله في اليوم الأول بالمصنع، يتلقى مكالمة تليفونية من فتاة تقول إنها زميلته في المصنع، وأنها شاهدته، ونحن لا نعرف سبب اتصالها به، ولا يسألها هو السؤال البديهي: ماذا تريدين، بل يسألها بدلا من ذلك عن اسمها، ويظل يراقب الفتيات ويجري الاتصالات إلى أن يخبرها أنه عرفها جون أن نعرف نحن كيف. لكن هذا هو مستوى الإخراج..  وبعد أن يتوصل إلى شخصيتها ويراها وجها لوجه، لا يحدث أي تطور في هذه العلاقة، فالفيلم يمهد لنشأة علاقة قد تغير مسار الأحداث وتغير من سلوكيات شخصية حسام وتنقله إلى عالم مختلف، إلا أنها تنتهي كما تبدأ.

طبعا الانحراف في مسار السرد في الفيلم يأتي عندما يطلب مدير المصنع من حسام تزويده بنوع جيد من الحشيش، ليصعد حسام مع شقيقه إلى “الجبل” الافتراضي، ثم يلحق بهما المهندس الذي يأتي بسيارته (لا نعرف لماذا لم يذهب الاثنان معه من البداية ولماذا كان ركوب الباص والتوقف وكل الثرثرة البصرية التي لم نر لها أي تأثير)، ويأتي الموزع بالحشيش في مشهد يعاني من الضعف الشديد في الإخراج وفي الحوار، بل إن الفيلم بأكمله يعاني من ضعف الإخراج، وكأننا أمام أحد أفلام الهواة، رغم وجود مدير تصوير كفء هو محمود لطفي (الذي سبق أن صور عددا من الأفلام المتميزة)، وهو يحاول الاستفادة من المكان في لقطات معينة مثل تلك التي تظهر بالقرب من شاطيء البحر، واللقطات الليلية التي تدور في “الجبل” ولكن الألوان في الفيلم عموما، تبدو، شأن معظم هذا النوع من أفلام “السينما المستقلة”، شاحبة باهتة ضعيفة، وكأن الفيلم غسل بمسحوق أضاع قوة الألوان. صحيح أن الألوان القاتمة الكئيبة تغلب على الفيلم لدواعي تحقيق التأثير الخاص المرتبط بطبيعة الموضوع، لكن حتى مثل هذه الألوان نراها في أفلام العالم أكثر وضوحا، بل إن مشاهد النهار تبدو كما لو كانت تدور في الليل.. ليس بسبب الظلال، بل نتيجة الضعف العام في مستوى الصورة. هل يرجع هذا إلى نوع الإضاءة، أو بالأحرى إلى غياب الإضاءة المناسبة، أم إلى نوع الكاميرا؟ أم إلى سرعة التنفيذ؟ لا أعرف. لكن المقارنة أمامي مع الأفلام الأجنبية التي تدور في أجواء كابوسية قد تكو مماثلة، واضحة تماما.

إن سينما الفقر قد لا يعيبها مناخ الفقر الذي تصوره بل يصبح ركيزة لتقديم رؤية شديدة القوة والرونق والتأثير، كما فعل ألفونسو كوارون مثلا في فيلمه الكبير “روما”، لكنه قد ينتهي بالفيلم إلى الوقوع للوقوع في شباك “السينما الفقيرة”. زهو ما انتهى إليه فيلم “المستعمرة” بكل أسف!

 

موقع "عين على السينما" في

19.02.2025

 
 
 
 
 

فيلم "المستعمرة".. وميراث الأسئلة المعلقة

القاهرة -رامي عبد الرازق*

مع تولي بريشا تاتل خبيرة المهرجانات الدولية، مسؤولية الإدارة الفنية لمهرجان برلين السينمائي هذا العام، ظهر على أجندة البرامج الخاصة للدورة الماسية من البرينالة عنوان مسابقة جديدة تحت مسمى Perspectives أو وجهات نظر، والتي تمنح جائزة لأفضل عمل أول، وهي مسابقة تُقام بالشراكة مع مهرجان جورج واشنطن السينمائي، ويصل عدد الأفلام المشاركة في نسختها الأولى هذا العام 14 فيلماً روائياً، سيفوز واحداً منها بجائزة قيمتها 50 ألف يورو.

من بين الـ14 فيلماً المشاركين، يأتي الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج المصري الشاب محمد رشاد "المستعمرة" بعد تجربته الوثائقية الملفتة قبل سنوات "النسور الصغيرة" مع المنتجة هالة لطفي، وكيانها الإنتاجي "حصالة"، وبدعم من مهرجان الجونة السينمائي وصندوق البحر الأحمر

"المستعمرة" لا يقدم قصة بالمعنى التقليدي، الفيلم كله يبدو كقطاع عرضي من حياة شخصيات تؤرقها رغبات سائبة، لا تكاد تستقر أو تعرف التحقق، يمكن اختصار القصة في حكاية الأخوين "حسام" و"مارو" اللذان يذهبان للعمل في المصنع الذي توفى والدهما وهو يعمل به، وهناك تفوح رائحة موت الأب مشبعة بالسر والأسئلة!.

حكاية الأسئلة 

المزيد من الحكايات لا يعني أن لديك فيلماً ملفتاً لديه الحق في أن يبقى في رأسك، ليست الحكايات هي التي تُبقي الأفلام في رؤوسنا بل الأسئلة، وكلما ظلت الأسئلة معلقة كحكايات غير مكتملة، كلما بقي الفيلم كأثر مربك في ذاكرتنا التي تميل إلى الخمول والنسيان.

يصنع رشاد في تجربته الروائية الأولى فيلماً عن ميراث الأسئلة المعلقة، هو حكاية الأسئلة، وليست حكاية عبر الأسئلة! محور هذه الأسئلة هو شخصية الأب الغائب، وهو ما يؤكد على كونها ميراث، ويزيد من كونها معلقة!.

يبدأ "المستعمرة" صوتياً قبل أن يظهر المشهد الأول، مؤثر صوتي يتكرر في المشهد الأخير أيضاً مع اختلاف السياقات الظاهرية، لكن بنفس وقع السؤال المعلق، نسمع في المشهد الأول صوت الأم المستجيرة من وقوفها بمفردها في مواجهة ولدين هما ميراثها الثقيل إثر رحيل الأب، والذي نظل لا نعرف حتى النهاية هل كان موته بسبب الإهمال أم عن عمد!.

ينطلق الشجار قبل بداية المشهد -كأننا ندخل مقطع حياتهما البائسة في لحظة تحول- "حسام" يؤنب أخاه الأصغر "مارو" الذي يرفض الذهاب للمدرسة متمرداً في طفولة، بينما نراه في المشهد التالي، وهو ينزع مطواة قرن الغزال من جنبه دلالة على رغبته ترك طريق الانحراف الذي كان يسير فيه، هذا قوس بداية جيد يمكن تتبعه حتى النهاية، وتحديداً بتأمل عينا "مارو" المعلقتين على سؤال مفتوح، ممسكاً بالمطواة/ميراث أخيه الهارب، بعد اتهامه بالثأر للأب، مفكراً في سؤال المستقبل المعتم كلية.

"أنت رميت حاجة أبوك؟".. هكذا يسأل "حسام" أخاه الأصغر عقب عودته للبيت بعد وفاة الأب، يبدأ الفيلم بسؤال الميراث، ميراث الأب الراحل، دولابه المغلق على بقاياه في المصنع، تاريخه الغامض المتقاطع مع تاريخ "حسام" المتلخص في مطواة قرن الغزال التي يتركها في دولاب منزله قبل الذهاب للمصنع، الكاب الذي يعثرون عليه في دولاب الأب، فيقوم "حسام" بتضييقه ليناسب رأس "مارو"، حكايات الأب الغائب التي يتبادلها زملائه كأنه حاضر بينهم، يتابع الولدين الحكايات، وتعلو وجوههما أسئلة كثيرة عن والدهما وسر رحيله! كأنهما لا يدركان كيف يتجاوبان مع ذكراه المعلقة على سؤال الرحيل المربك والسري.

"المستعمرة"

"المستعمرة" هو اسم المكان الموجود به المصنع القديم الذي كان يعمل به الأب، وهي منطقة تقع ما بين مدينتي القاهرة والإسكندرية، نرى لافتة تشير إليها في البداية، صفة القدم الملحقة بالمصنع لا تعني الأصالة! بل آثار الزمن المتهالك والمتصدع في كل ركن، يبدو المصنع أقرب للأطلال منه لبيئة عمل نشطة ومنتجة، بل لا يبدو أنه ينتج شيئاً سوى الأسئلة والأسرار، كأنه محط عبودية من دون عمل، أطلال ما بعد الأب وما بعد حتى الأسئلة المعلقة، ما بعد الحياة القصيرة غير المفهومة، التي لم تترك سوى أثر غير طيب يلوح في عيون الزملاء خوفاً من أن يباح به فيتسبب في المزيد من الألم والأسرار المقلقة والسخيفة.

حين نرى المصنع بزوايا التصوير العديدة التي قدمها رشاد نتساءل: هل يمكن أن تنتج هذه الأطلال سوى خردة بشرية!، نفوس منهكة وأسرار كامنة وعلاقات مبتورة وعيون لا تنام!.

أين تقع "المستعمرة" بالنسبة لمن لا يعرف المكان؟، لا يوجد بحر أو علامة جغرافية مميزة، "المستعمرة" حيث إنتاج مجهول، وطفل يعمل محل أباه! وتمرد مستمر ضد ما هو مستتر، هل مات الأب كمداً. أما انتقاماً؟ إهمالاً من المهندس المسؤول أم تلاعب بالماكينة من أجل رد الاعتبار حسب ما يشاع عن الزميل المتورط في سر الموت!.

ثمة تعمد واضح لبعض التجريد، ليس فقط في الجغرافيا، ولكن في الشخصيات نفسها، وفي اللغة القابضة على الصمت أكثر من البوح، حوار الفيلم مقتصد، محتقن، فاتر حتى بين الأم وأبنائها، تطلق الشخصيات الجمل كأنها متعبة، مثقلة بالأسرار والغضب والكبت الطويل.

"مارو"

"مارو" ينظر إلى "حسام" على اعتبار أنه مثله الأعلى، لا لشيء سوى لأن "حسام" بلغ مرتبة الحرية التي يتمناها، يراوده هاجس التحرر الكامل من سطوة الأم المتمثلة في مرضها (رجل الفيل)، وهو مرض يشوه هيئة الساق، ويجعلها في حاجة لدهانات مستمرة لا يقوم بها سوى الابن الأصغر الراغب في الانفلات من البداية.

يرتدي "مارو" تيشيرت "حسام" دون استئذانه، كأنه يقول له أريد أن أكون في حذائك، يراقب سكناته، يتبعه كتلميذ يتعلم، ينتشي داخلياً عندما يصطحبه "حسام" لجلب الحشيش من أجل مهندس المصنع البارد.

يبدو "مارو" في مستواه المجازي مثل سؤال ملح، لا يتوقف عن إطلاق علامات الاستفهام، طفولي وراغب في التصالح مع العالم بالعثور على إجابات مريحة، حتى لو لم تكن مقنعة بالنسبة له، يسأل "حسام" عن الثأر لأبيه والجبل -الجبل هو استعارة معروفة تخص إيواء الخارجين عن القانون- وساكنيه

يعيدنا السؤال عن الجبل لحزمة التجريد المتعمدة، "مصنع- بيت- جبل- طريق" رغم ألف ولام التعريف، إلا أن المحددات غائبة، والجغرافيا لا تشغل بال الأسئلة ولا الشخصيات، هي متورطة فيها؛ لأنها واقعها ولا يعنيها تحديده أو تأطيره.

نعود لـ"مارو"، نراه يقف على الطريق منتظراً أن "يقضي" حسام الحشيش من صديقه الديلر بعد أن طلب منه المهندس بالأمر المباشر مساعدته في ذلك، بحكم خلفية" حسام" المعروفة بالنسبة للمهندس، أنه ابن ليل ومنحرف حسب ما كان أباه الغائب يحكي.

لفهم جانب كبير من الحركة الداخلية في الفيلم، علينا تتبع العلاقة بين لقطات "حسام" و"مارو"، على سبيل المثال حين يسأل صديق الأب الذي ساعد "حسام" في الهروب بعد مقتل المهندس (هتعمل إيه؟) لا نرى رد السؤال على وجه "حسام"! بل نرى "مارو" وهو نائم على الرمل، كأن السؤال موجه له هو وليس لأخيه! أو كأن "حسام" في هذه اللحظة هو "مارو" المستلقي نائماً في تعب وإعياء.

التتبع يجعلنا ندرك في مستوى ما، أن "حسام" و"مارو" أقرب لشخص واحد، أحدهما شاب والآخر طفل، لا يجمع بينهما فقط الرغبة في الثأر للأب أو محاكمة غيابه القسري، ولا يجمع بينهما التيشيرت ولا المطواة التي ينتهي الفيلم و"مارو" يحدق في الفراغ ممسكاً إياها، يجمع بينهما كل هذا وأكثر، حتى في علاقتهما بالأم التي يتصالح معها "حسام" بالجلوس أسفل قدمها المصابة بدل "مارو" ودهانه لها.

محاكمة الأب

في فيلمه الأول "النسور الصغيرة"، يضع محمد رشاد أباه الحرفي -الذي كان عاملاً في مصنع ذات يوم- في دائرة سؤال المحاكمة الوجودية لفكرة الأبوة ومفهومها وسياقتها الملتبسة على الشاب السكندري صاحب الطموح الإبداعي والحالة الطبقية المزعجة وغير المريحة، يقارن بين أباه وآباء أصدقائه، يستحضره ويغيبه عدة مرات مستعيناً بتقنيات البوح والمجاز في الفيلم التسجيلي.

وفي تجربته الروائية الأولى يحضرنا الأب مرة أخرى، في غيبته القسرية، كسؤال وجودي جديد! يحاكمه "حسام" من أول مشهد معنفاً أمه عن أسلوب تربية "مارو" المنفلت والمتمرد، ثم يعاود محاكمته عندما يكتشف أن الأب قبل رحيله لم يترك حكاية عن انحراف "حسام" إلا وسردها لزملائه، وهو سبب توجس "حسام" منهم بعدما وجدهم يتبادلون الحكايات بأريحية، من دون خجل أو ذوق نسبي.

يظل الأب حاضراً في غيابه حتى النهاية، فلا ندري هل تسببت الماكينة في وفاة مهندس الصيانة، الذي أصبح بالنسبة لـ"مارو" و"حسام" هو المتهم الأساسي في موت الأب بالإهمال أو التراخي المتعمد، أم أن "حسام" قرر أن يستجيب لسؤال "مارو" التأنيبي "جاي تتشطر عليّا ومش عارف تجيب حق أبوك!"، حين يعاتبه "حسام" على اشتباكه مع شاب أكبر منه في المصنع بحكم احتقانه الدائم كطفل فقد أباه من دون سبب مفهوم بالنسبة له.

"عبير"

أكثر ما يفسده ميراث الأسئلة هو الانشغال عن الحياة بالإجابات التي قد لا تأتي!.

تفوح "عبير" -زميلة "حسام" الشابة في المصنع- بقدر من الأمل المحجوب خلف جهامة الواقع، ترصده يوم وفاة الأب،  وتشغله بالمكالمات الغامضة إلى أن يحدد شخصيتها

يأمل فيها إلى حد الرغبة في أن ينفلت من دسامة الحزن والغموض بين ذراعيها الرقيقين، واللذان لا تملكان أن تدفع عنه هماً ولا سؤال

نراه وهو يحتضنها وسط رمادية المصنع وبؤس جدرانه، فتضاف إلى حزمة الأسى التي نستشعره، حين نرى "حسام" وهو يستعد للصعود إلى الجبل مرة أخيرة، وربما من دون رجعة، يضاف سؤالها "إيه اللي حصل يا حسام؟" إلى سؤال الأم الذي سوف يظل معلقاً في رأس "مارو" طويلاً "أخوك فين؟". 

* ناقد فني

 

الشرق نيوز السعودية في

19.02.2025

 
 
 
 
 

عرض عالمى أول ناجح للفيلم المصرى المستعمرة بحضور حسين فهمى

لميس محمد

شهد الفيلم المصرى المصرى المستعمرة "Al mosta'mera"، الذى يشارك ضمن مسابقة Perspectives الجديدة فى مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ75، للمخرج محمد رشاد، عرضًا ناجحًا أمس الثلاثاء 18 فبراير الجارى، حيث نال إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء، بحضور رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حسين فهمي، وسفير مصر بألمانيا الدكتور محمد البدري، والوزيرة المفوضة يمنى عثمان، ومجموعة من صناع الأفلام من مختلف أنحاء العالم.

وعقب العرض مباشرةً دارت ندوة نقاشية مع المخرج محمد رشاد، الذي استقبل احتفاء الجمهور وتفاعل مع أسئلتهم حول قصة الفيلم وأماكن التصوير التي تركت انطباعًا جيدًا لدى كل من شاهد الفيلم.

فيلم المستعمرة مستوحى من أحداث حقيقية، وتتمحور أحداث الفيلم حول شقيقين - حسام (23 سنة) ومارو (12 سنة)- يعيشان في مجتمع مهمش في الإسكندرية، حيث عُرضت عليهما وظائف من قبل المصنع المحلي بعد وفاة والدهما في حادث عمل كتعويض عن خسارتهما بدلًا من رفع دعوى قضائية. وبينما يتوليان عملهما الجديد، يبدأ لديهما التساؤل عما إذا كانت وفاة والدهما عرضية حقًا.

بدافع من قصة شاركها معه شاب توفيّ والده في موقع بناء وضغطت الشركة على الأسرة للتنازل عن حقوقها مقابل عرض وظيفة بها، وجد رشاد - وهو من مواليد الإسكندرية وعمل والده في مصانع النسيج لأكثر من أربعة عقود - القصة فرصة قيمة لإلقاء الضوء على قضايا السلامة السائدة في بعض المصانع والممارسات غير القانونية التي تستخدمها الإدارة أحيانًا.

 

####

 

المخرج محمد رشاد:

سعيد بردود الفعل بعد عرض المستعمرة بـ برلين السينمائى

لميس محمد

أعرب المخرج محمد رشاد، فى تصريحات خاصة لـ اليوم السابع، عن سعادته بعد عرض فيلمه المصرى المستعمرة "Al mosta'mera"، الذى يشارك ضمن مسابقة Perspectives  الجديدة فى مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ75، حيث صرح قائلا: "أنا سعيد بعرض الفيلم، خاصة أن ردود الفعل كانت جيدة جدا، وكانت القاعة ممتلئة، بالإضافة إلى تواجد عدد كبير من المشاهدين الذين يريدون مشاهدة العمل أمام صالة العرض، الذين تساءلوا حول المواعيد الأخرى للعرض".

وعقب العرض مباشرةً دارت ندوة نقاشية مع المخرج محمد رشاد، الذى استقبل احتفاء الجمهور وتفاعل مع أسئلتهم حول قصة الفيلم وأماكن التصوير التى تركت انطباعًا جيدًا لدى كل من شاهد الفيلم.

فيلم المستعمرة مستوحى من أحداث حقيقية، وتتمحور أحداث الفيلم حول شقيقين - حسام (23 سنة) ومارو (12 سنة)- يعيشان في مجتمع مهمش في الإسكندرية، حيث عُرضت عليهما وظائف من قبل المصنع المحلي بعد وفاة والدهما في حادث عمل كتعويض عن خسارتهما بدلًا من رفع دعوى قضائية. وبينما يتوليان عملهما الجديد، يبدأ لديهما التساؤل عما إذا كانت وفاة والدهما عرضية حقًا.

بدافع من قصة شاركها معه شاب توفيّ والده في موقع بناء وضغطت الشركة على الأسرة للتنازل عن حقوقها مقابل عرض وظيفة بها، وجد رشاد - وهو من مواليد الإسكندرية وعمل والده في مصانع النسيج لأكثر من أربعة عقود - القصة فرصة قيمة لإلقاء الضوء على قضايا السلامة السائدة في بعض المصانع والممارسات غير القانونية التي تستخدمها الإدارة أحيانًا.

 

####

 

فريق عمل "سيرة أهل الضي" على السجادة الحمراء لمهرجان برلين السينمائى

كتب آسر أحمد

شارك المؤلف هيثم دبور متابعيه وجمهوره بمجموعة صور من حضور أبطال فيلم "سيرة أهل الضي" في مهرجان برلين السينمائي ضمن مسابقة أجيال، وظهر في الصور التي نشرها عبر حسابه الشخصي بموقع فيس بوك، عدد من فريق عمل الفيلم بالإضافة إلى النجم أحمد حلمي.

وكتب دبور على البوست الذي نشره: "العرض الأول لفيلم ضي (سيرة أهل الضي) في مهرجان برلين ضمن مسابقة أجيال، قاعة مكتملة وجمهور مبهر، رحلة طويلة ممتن لكل واحد آمن بيها وصدقها رغم صعوبتها.. واللي كنت أتمنى إن كلهم يكونوا موجودين النهاردة، دايما بقول ضي فيلم بيحكي قصة عيلة لا تملك سوى أحلامها.. زي صناع العمل بالظبط".

وكشف صناع العمل عن أول صور من كواليس العمل، والذي تم تصويره في أكثر من 50 موقعا للتصوير في مختلف محافظات مصر، ليشكل تجربة بصرية وإنتاجية مميزة، وتصدى لصورة الفيلم عدسة مدير التصوير عبد السلام موسى ليعكس الرحلة والتجربة البصرية الخاصة بالفيلم.

ولم يكشف صناع العمل عن صور ضيوف الشرف الذين يتواجدون فى الفيلم، وفى مقدمتهم المطرب الكبير محمد منير والنجوم أحمد حلمي، ومحمد ممدوح، تامر نبيل، أمينة خليل، أحمد عبد الحميد، محمد شاهين، عارفة عبد الرسول، لميس الحديدي، وحنان سليمان.

وتضم العناصر خلف الكاميرا الإشراف الفني والديكور والديكور الذي قدمه علي حسام علي ولميس سليمان، بالإضافة إلى مونتاج باهر رشيد، ومنتج تنفيذي محمود متولي.

ولا تقل بقية عناصر الفيلم عن الصورة، حيث تم تصميم شريط الصوت ليعكس طبيعة الرحلة ويمتزج مع الأغنيات التى تمتلأ بالفيلم، وقام بتصميم شريط الصوت أحمد صبور، والموسيقى التصويرية للمؤلف الموسيقى مينا سامي.

ويحكي فيلم "ضي" قصة مراهق ألبينو (عدو الشمس) نوبي، في رحلة ساحرة من جنوب مصر إلى شمالها مع عائلته المفككة ومدرسة الموسيقى الخاصة به، وصوته الساحر من أجل تحقيق حلمه.

فيلم "ضي" يعيد للشاشة السينما المصرية الحاضنة للمواهب على اختلاف جنسياتها، فهمو من بطولة الممثلة السعودية أسيل عمران، والممثلة السودانية إسلام مبارك، بالإضافة إلى العديد المصريين حنين سعيد وبدر محمد، وهو من تأليف هيثم دبور، وإخراج كريم الشناوي، وإنتاج أحمد يوسف وهيثم دبور وكريم الشناوي.

 

اليوم السابع المصرية في

19.02.2025

 
 
 
 
 

أدهم شكر: فيلم المستعمرة تجربة ممتعة كأول دور بطولة لي

هشام خالد السيوفي

شارك الممثل الصاعد أدهم شكر، في الدورة الـ 75 من مهرجان برلين السينمائي الدولي بـ فيلم المستعمرة، ضمن مسابقة Perspectives، وهو الفيلم العربي الوحيد بالمسابقة التي تستضيف الأفلام الروائية الأولى لأصحابها من صناع الأفلام الشباب

فيلم المستعمرة من إخراج محمد رشاد، وفيه يجسد أدهم شكر دور حسام (23 سنة) الذي يعيش مع شقيقه مارو (12 سنة) في حي فقير على أطراف الإسكندرية، وبعد وفاة والدهما في حادث عمل بالمصنع، يُعرض عليهما وظائف كتعويض عن الخسارة بدلًا من رفع دعوى قضائية. وبينما يقبلان العمل، يبدآن في التساؤل عما إذا كانت وفاة والدهما فعلاً حادثًا عرضيًا أم أن ثمة شيء آخر.

عن هذه التجربة يقول أدهم شكر "العمل في فيلم المستعمرة، بأجواء العمال والمصانع والمناطق المهمشة على على أطراف الإسكندرية، كان تجربة مختلفة ومفيدة وممتعة كأول دور بطولة لي، وانطلاقه في مهرجان برلين يمثل خطوة مؤثرة ومشرفة في مسيرتي السينمائية، وأنتظر عرضه في مصر والعالم العربي لينال الفيلم الحفاوة التي يستحقها".

أدهم شكر ممثل مصري شاب، كان قد لفت إليه الأنظار في مسلسل الاختيار 3 الذي نافس بقوة في السباق الرمضاني (2022)، وخلق ظهور أدهم في الحلقة 16 ردود فعل قوية وتصدر الترند على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

####

 

بحضور الفنان حسين فهمي وسفير مصر بألمانيا

عرض عالمي أول للفيلم المصري «المستعمرة» بمهرجان برلين السينمائي

محمد طه

في الدورة الخامسة والسبعين من مهرجان برلين السينمائي الدولي (13-25 فبراير) شهد فيلم المستعمرة للمخرج محمد رشاد عرضًا ناجحًا أمس الثلاثاء 18 فبراير، حيث نال إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء، بحضور رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حسين فهمي، وسفير مصر بألمانيا الدكتور محمد البدري، والوزيرة المفوضة السيدة يمنى عثمان، ومجموعة من صناع الأفلام من مختلف أنحاء العالم.

وعقب العرض مباشرةً، دارت ندوة نقاشية مع المخرج، الذي استقبل احتفاء الجمهور وتفاعل مع أسئلتهم حول قصة الفيلم وأماكن التصوير التي تركت انطباعًا جيدًا لدى كل من شاهد الفيلم.

 مستوحى من أحداث حقيقية، تتمحور أحداث الفيلم حول شقيقين - حسام (23 سنة) ومارو (12 سنة)- يعيشان في مجتمع مهمش في الإسكندرية، حيث عُرضت عليهما وظائف من قبل المصنع المحلي بعد وفاة والدهما في حادث عمل كتعويض عن خسارتهما بدلًا من رفع دعوى قضائية. وبينما يتوليان عملهما الجديد، يبدأ لديهما التساؤل عما إذا كانت وفاة والدهما عرضية حقًا.

بدافع من قصة شاركها معه شاب توفيّ والده في موقع بناء وضغطت الشركة على الأسرة للتنازل عن حقوقها مقابل عرض وظيفة بها، وجد رشاد - وهو من مواليد الإسكندرية وعمل والده في مصانع النسيج لأكثر من أربعة عقود - القصة فرصة قيمة لإلقاء الضوء على قضايا السلامة السائدة في بعض المصانع والممارسات غير القانونية التي تستخدمها الإدارة أحيانًا.

استغرق العمل على فيلم المستعمرة خمس سنوات، كما أوضح المخرج محمد رشاد الذي قال "خلال رحلة الفيلم، تمكنت من تحقيق طموحاتي، مثل اختيار ممثلين غير معروفين تمامًا وإشراك عمال حقيقيين في أدوار ومجموعات مهمة. كما صورت في مواقع حقيقية، والتقطت مشاهد في الإسكندرية تتطابق بشكل وثيق مع ما تخيلته، إلى جانب الأجواء الصناعية التي أجدها غنية فنيًا"، وأضاف "عرض الفيلم في مهرجان مهم كهذا والمنافسة في مسابقة جديدة يشير إلى أننا كمجموعة حققنا رؤيتنا".

الفيلم من بطولة المواهب الناشئة أدهم شكر وزياد إسلام وهاجر عمر ومحمد عبد الهادي وعماد غنيم. مدير التصوير محمود لطفي، ومونتاج هبة عثمان، التي تشمل أعمالها الفيلم السوداني الشهير وداعًا جوليا.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

19.02.2025

 
 
 
 
 

إيثان هوك: فيلم «Blue Moon» أشبه برقصة نؤديها جميعًا معًا

هيثم مفيد

أحدث فيلم «Blue Moon» ضجة كبرى في مهرجان برلين السينمائي الدولي عقب عرضه، أمس الثلاثاء، ضمن فعاليات المسابقة الرسمية في نسختها الخامسة والسبعين، حيث حاز التحول الذي قدمه الممثل إيثان هوك ردود فعل إيجابية في ظهوره الأول مع المخرج ريتشارد لينكليتر منذ أكثر من عقد

حظيت الدراما الموسيقية والسيرة الذاتية للفيلم باستقبال حافل في العرض العالمي الأول، إذ تحكي قصة الشاعر الغنائي الأمريكي لورينز هارت (هوك) وهو يكافح إدمان الكحول والاكتئاب في ليلة افتتاح مسرحية «Oklahoma»، أول عمل موسيقي يكتبه شركاؤه الإبداعيون السابقون ريتشارد رودجرز وأوسكار هامرشتاين.

وبعد عرض الفيلم، تعالت الهتافات في أرجاء مسرح برليناله بلاست احتفاءً بلينكليتر وطاقمه، وبالأخص هوك، الذي ظهر في كل لقطة تقريبًا من الفيلم، حتى بدا من الصعب التعرف عليه على الشاشة. كما حظي زملاؤه في التمثيل، مارغريت كواللي وأندرو سكوت، بتصفيق حار.

وقال لينكليتر على خشبة المسرح بعد العرض: «كنا نأمل أن تكون نغمة الفيلم مثل أغنية لروجرز وهارت—مصنوعة بإتقان، ذكية، حزينة، مضحكة». وأضاف أنه عمل على الفيلم لمدة 12 عامًا، لكن هوك «كان صغيرًا جدًا بالنسبة للدور» حينها.

وخلال المؤتمر الصحفي، تحدث لينكليتر عن الفيلم قائلًا: «لا أعتقد أنني قدمت أي تنازلات على الإطلاق على مدار السنوات. لم نتعرض لأي ضغوط. نحن نفعل ما نريده. كان هذا فيلمًا بميزانية صغيرة، بلا عروض تجريبية أو أي شيء من هذا القبيل».

أما هوك، فتحدث عن نهجه في أداء الدور قائلًا: «لقد كان تمرينًا في البساطة. كنت أفكر باستمرار في الموسيقى أو رسم ماتيس، لقد كان الأمر بسيطًا بشكل لا يصدق».

وعند سؤاله عن المواضيع الجدلية التي يفضل تناولها مع لينكليتر، أوضح: «لكي يكون للفن الجريء والمثير للجدل تأثير، يجب أن يكون هناك اهتمام مجتمعي به. يجب أن نهتم به ونعطيه أهمية. فعندما يصبح المال هو الأولوية القصوى، نحصل على فن عام يسعى لجذب أكبر عدد ممكن من الناس».

وأضاف هوك: «إنها رقصة نؤديها جميعًا معًا. إذا كنت تحب الفن الجريء، فادعمه، لأن الناس لا يعتقدون أنه سيحقق أي أرباح».

فيلم «Blue Moon»، الذي يتنافس على جائزة الدب الذهبي، يبدو أنه منح المهرجان أول نجاح كبير ومهم يُعرض لأول مرة في برلين. ووفقًا لصفحة الفيلم على موقع برليناله، يعد العمل رحلة تأمل في الصداقة، والفن، والحب، حيث يجمع بين كُتّاب، وممثلين، وموسيقيين، وأصدقاء، ومخضرمين، ومشاهير، ومن سيصبحون مشهورين قريبًا. وبحلول نهاية هذه الليلة، سيكون لورينز هارت (هوك) قد واجه عالمًا تغير بشكل لا رجعة فيه بسبب الحرب، واستحالة الحب على ما يبدو.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

19.02.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004