ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان برلين السينمائي...

ترمب حاضر وفيلم الافتتاح لم يرق للنقاد

لندنمحمد رُضا

برلين السينمائي

الدورة الخامسة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

في لقائه مع الصحافة قبل يومين، تحدَّث المخرج تود هاينز، رئيس لجنة التحكيم للدورة الـ75 من مهرجان برلين الذي بدأ في الـ13، وينتهي في الـ23 من الشهر الحالي، عن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وما يتوقَّعه على صعيد العلاقة بين الحاكم الجديد للبيت الأبيض، وهوليوود.

قال هاينز: «في الثمانينات عندما تسلّم رونالد ريغان الرئاسة، ساد الاعتقاد بأن السينما الأميركية ستتوجَّه إلى اليمين تبعاً للسياسة الجديدة. أعتقد أن هذا ما سيحدث تحت إدارة ترمب».

العلاقة المذكورة نتجت عنها في الثمانينات استدارة نحو الأفلام العسكرية التي قد يطلق عليها البعض لقب «الوطنية». على سبيل المثال، تلك الأفلام الانتقادية لحرب ڤيتنام في السبعينات، تلتها أفلام تشاك نوريس التي باركتها. كذلك تراجعت النيّة في انتقاد المؤسسات الفيدرالية، وتلك التي عُرفت بـ«أفلام نظرية المؤامرة»، التي كانت شهدت في السبعينات أوجها، منها «ثلاثة أيام للكوندور (Three Days of the Condor)» لسيدني بولاك، و«منظور موازٍ (The Parallax View)» لألان ج. باكولا.

البديل كان أفلاماً من نوع «The Road Warrior»، و«48Hrs وDellinger»، حيث الآفات الاجتماعية ممثلة بالأفراد وليس بالمؤسسات. بالطبع لم يخلُّ الأمر من استثناءات من كل نوع وفي كل مرحلة، لكن السائد أن هوليوود تتبع نتائج الانتخابات الأميركية، على أساس أن الشعب الأميركي أدلى بصوته انتخابياً، وعلى هوليوود السعي لتقف إلى جانب خياراته لأن في ذلك صمّام أمان تجاري.

محور مهم

تطرق هاينز إلى ما حدث لفيلم تسجيلي تم إنجازه في العام الماضي وقبل أشهر من انتخاب ترمب، وهو فيلم «المتدرّب (The Apperintice)» للأميركي من أصل إيراني عباس علي. هذا الفيلم المستقل إنتاجياً كان انتقادياً لترمب، وانتبه المحيطون بالرئيس إليه، وخافت هوليوود من تبنيه. دار المخرج والمنتجون على شركات التوزيع كلها، الكبيرة منها والصغيرة، لكن لم تجرؤ أي منها على عرضه اعتقاداً بأن الفيلم بات، بلغة المستشفيات، «ميّت عند الوصول» (DOA).

في حين أن تصريحات تيلدا سوينتن وتود هاينز حول الوضع السياسي لن تؤثر في المهرجان والكثافة الكبيرة للجمهور الراغب في مشاهدة كل الأعمال التي توفّرها الدورة، إلا أن السياسة ستبقى محوراً مهمّاً. لجانب تلك التصريحات فإن فيلم الافتتاح وعنوانه «الضوء» كان بمثابة الزيت فوق النار كونه يتحدَّث عن وضع ألماني أكّد المخرج توم تايكوَر أنه موجود وغير مختلق، بل يعود إلى سنوات كثيرة وليس من تبعيات أي وضع حاضر.

بطلة الفيلم فرح (تالا الدين)، سورية مهاجرة لديها متاعبها التي تعيش تحت أوزارها، ففي نهاية الأمر دفعتها الظروف لتترك وطنها وتعمل في ألمانيا خادمةً منزليةً. العائلة التي استأجرت خدماتها تقليديةٌ بكل ما تعنيه الكلمة. من تلك العائلات التي تُشكِّل الغالبية والتي لا تعرف كثيراً عمّا يدور حولها، والقليل الذي تعرفه هو ما تلتقطه عبر النشرات الإخبارية إن اكترثت لها.

العائلة على شفير هاوية و«فرح»، هي التي ستعالج متاعبها وتعيد العائلة إلى وحدتها المأمولة.

ردود الفعل النقدية كانت غالباً سلبيةً في الصحف، مثل «داي ڤلت» الألمانية، و«لوموند» الفرنسية، والمواقع الأميركية مثل «إنديواير»، و«ذَ هوليوود ريبورتر»، و«ڤارياتي»، كما «سكرين» البريطانية.

في صميم الانتقاد السائد أن المخرج يلعب على «حبال تأنيب الضمير» من ناحية، وأن الفيلم ليس سلساً ويتناول حكايات موزّعة من دون «روابط حقيقية». في مجمل ذلك الادعاء حقيقة أن مخرج «Run Lola Run» سنة 1998 لم ينجز فيلماً متميّز النجاح، فنياً أو تجارياً، منذ تجربته الأميركية «The International» في 2009. الأفلام التي تبعته تفاوتت في القيمة والنجاح ما جعله يتوقف عن العمل من 2016 إلى اليوم.

فيلم آخر

أول أفلام المسابقة (كون «الضوء» عُرض خارجها) هو «حليب ساخن (Hot Milk)» للبريطانية ربيكا لنكيڤيتز، التي سبق لها أن كتبت سيناريو «Ida» لباڤل باڤلوڤسكي. ذلك الفيلم (2013) ما زال أحد أبرز أعمال المخرج البولندي، لكن «حليب ساخن» لن يشكِّل إلا نقطة انطلاق أولى للنكيڤيتز.

«حليب ساخن» نوع من الأفلام «الآمنة» التي تكاثرت في الآونة الأخيرة حول العلاقة داخل العائلة الواحدة خصوصاً إذا ما كانت مؤلفةً من شخصين فقط: الأب والابن، أو الأب والابنة، أو الأم والابن... أو- كحال هذا الفيلم - الأم والابنة (ڤيكي كرايبس وإيمان ماكي على التوالي).

أحد أسباب مرور الفيلم كسحابةٍ عابرةٍ، أنه يتجاهل الوضع الاقتصادي الذي ألمّ بأوروبا في عام 2008، وهو الوضع الذي شكَّل نواة رواية المؤلفة دبورا ليڤي التي تم اقتباسها هنا. ما بقيت هي متابعة مشاهد تتحدث ولا تضيف حول امرأة وابنتها تمضيان عطلة على الساحل الإسباني، تتخللها اكتشاف كل منهما الأخرى من جديد.

 

####

 

أفلام فلسطينية وإسرائيلية تنقل «الصراع» إلى «برلين السينمائي»

«يلا باركور» و«رسالة إلى ديفيد» من بينها

القاهرةأحمد عدلي

نقلت أفلام وثائقية فلسطينية وإسرائيلية الصراع العربي - الإسرائيلي إلى الدورة الـ75 من مهرجان «برلين السينمائي» التي تستمر حتى 23 فبراير (شباط) الحالي، في وقت لا تقتصر فيه الأفلام التي تتناول القضية الفلسطينية بشكل أو بآخر على البلدين مع وجود الفيلم المصري القصير «آخر يوم».

ويشهد قسم «البانوراما» عرض الفيلم الوثائقي الفلسطيني «يلا باركور» الذي عُرض للمرة الأولى عالمياً في النسخة الماضية من مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» ضمن برنامج «رؤى عربية»، الذي تخرجه وتشارك فيه الفلسطينية المقيمة في واشنطن عريب زعيتر.

تدور أحداث «يلا باركور» حول ذكرياتها مع ابتسامة والدتها عندما كانت شابّة على الشاطئ في غزة خلال إحدى عطلات العائلة المعتادة إلى فلسطين، حيث كان أبناء أعمامها يسخرون من لهجة عريب غير المألوفة، ولكنّ والدتها كانت تقول إنّ هذا هو المكان الذي تنتمي إليه.

وتوثق عريب جانباً من الحياة في قطاع غزة قبل «طوفان الأقصى»، فخلال تصفحها الإنترنت بحثاً عن صور تستحضر من خلالها شيئاً من والدتها، وجدت المراهق «أحمد مطر» وأصدقاءه، وهم أعضاء فريق باركور، والذين يستخدمون أنقاض المباني المدمّرة في غزة كمسارات عقبات في رحلة ممتدة على مدار 89 دقيقة تقريباً.

في المقابل، يوجد الفيلم الوثائقي الإسرائيلي «رسالة إلى ديفيد» ضمن برنامج «العروض الخاصة»، وهو الفيلم الذي قدمه المخرج الإسرائيلي توم شوفال، ويتناول قصة بطليه الشقيقين ديفيد وإيتان اللذين يعيشان في مستوطنة «نير عوز»، وبينما ينجو إيتان وعائلته بأعجوبة خلال أحداث «طوفان الأقصى» يقع ديفيد مع زوجته وابنتيه في الأسر.

في رحلة الفيلم توثيق للإفراج عن زوجة ديفيد وابنتيه في صفقة تبادل الأسرى الأولى، بينما يستمر وجوده في الأسر داخل قطاع غزة برفقة أخيه الأصغر، بينما يعرض الفيلم جوانب من حياتهم المختلفة خلال رحلتهم الفنية.

لكن الفيلم الإسرائيلي يتجنب التطرق للدمار الكبير الذي وقع في غزة، أو تداعيات الاحتلال الإسرائيلي، وسجنه لآلاف الفلسطينيين بجانب عدم طرح أي نقاش سياسي بشكل مباشر، ويقدم صوراً من كواليس تجربة ديفيد الأولى للوقوف أمام الكاميرا.

ويوجد الفيلم المصري «آخر يوم» ضمن برنامج «الفورم الممتد»، وهو من إخراج محمود إبراهيم، ويوثق في مدة لا تتجاوز 5 دقائق قيام شقيقين بحزم الحقائب من منزلهما الذي ستجري إزالته بالتزامن مع سماعهم أخبار إزالة المنازل في حي «الشيخ جراح» بالقدس من جانب القوات الإسرائيلية.

وأصبح لدى مهرجان برلين في السنوات الأخيرة مواقف واضحة من الصراع في فلسطين وفق الناقد المصري طارق الشناوي، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «المهرجان يرفض الانتهاكات الإسرائيلية في غزة لكن في المقابل أيضاً يقف ضد قتل أي مدني»، مشيراً إلى أنه رصد «تعاطفاً» ربما لم يكن موجوداً من قبل بهذه الطريقة مع القضية الفلسطينية، لا سيما بعد أحداث «طوفان الأقصى».

وأوضح أن هذا الأمر انعكس على السجادة الحمراء للمهرجان بشكل واضح في ظل إعادة الاهتمام بالقضية الفلسطينية والمشكلات التي يواجهها الشعب الفلسطيني من الممارسات «القمعية» التي ترتكب من الجانب الإسرائيلي، مشيراً إلى أن المهرجان لديه نظرة أقرب للحيادية تحمل قدراً من التعاطف مع الشعب الفلسطيني.

«لا يمكن الفصل بين السينما والسياسة، لا سيما بالمهرجانات السينمائية الكبرى»، حسب الناقد السعودي أحمد العياد الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المهرجانات تشكل فرصة لطرح القضايا السياسية ومحاولة كسب تعاطف معها، سواء كان الأمر بشكل مباشر أو غير مباشر عبر التركيز على الجوانب الإنسانية.

وأضاف أن هناك أعمالاً تمنحها الظروف السياسية فرصاً أكبر في الاحتفاء الإعلامي والنقدي على غرار ما حدث العام الماضي في مهرجان برلين مع الفيلم الوثائقي «لا أرض أخرى»، وهو الفيلم الذي وصل للقائمة القصيرة بجوائز «الأوسكار»، مشيراً إلى أن الجانب السياسي الخاص بالصراع العربي الإسرائيلي يشهد زخماً بهذه الدورة.

يشير الناقد السعودي إلى أن الإدارة الجديدة للمهرجان الألماني تبدو أقل تشدداً تجاه الآراء السياسية والتفاعل معها، وهو أمر يبدو واضحاً بالفعاليات التي يجري السماح بتنظيمها على هامش «البرلينالة»، مشيراً إلى وجود إدراك لدى صناع السينما بقدرتهم على التأثير عبر المشاركة في الدعم أو تقديم أعمال تتناول القضايا التي يؤمنون بها، وهو أمر برز في «برلين» عبر دعم الموقف الأوكراني بالعام قبل الماضي.

الاهتمام بالصراع العربي - الإسرائيلي لم يكن قاصراً على الأفلام فحسب، بل امتد أيضاً ليشمل تصريحات النجوم العالميين، من بينهم الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون التي منحت جائزة «الدب الذهبي» للإنجاز مدى الحياة في حفل الافتتاح، وتحدثت عن القضية الفلسطينية و«الإبادة الجماعية» التي يتعرض لها الفلسطينيون.

وشاركت أفلام مشروع «المسافة صفر»، وهي أفلام وثائقية فلسطينية تتحدث عن تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في عدة مهرجانات دولية، وحققت ردوداً مهمة بالأوساط السينمائية.

 

####

 

لماذا يُشكّل منصب المدير الفني لـ«القاهرة السينمائي» أزمة؟

شهد استقالات متكررة خلال دوراته الماضية

أثار اختيار إدارة مهرجان «القاهرة السينمائي» الناقد والمبرمج محمد طارق لتولي منصب المدير الفني للمهرجان في نسخته الـ46 التي تُقام خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، تساؤلات بشأن أزمة هذا المنصب الذي شهد استقالات متكررة خلال الدورات الماضية.

وجاء اختيار طارق الذي أُعلن (السبت) بالتزامن مع وجوده برفقة رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي في برلين لحضور فعاليات الدورة الـ75 من مهرجان «برلين السينمائي»، بعد استقالة المدير الفني السابق الناقد عصام زكريا، بسبب خلافات بينه وبين رئيس المهرجان.

زكريا الذي تولّى إدارة المهرجان لعام واحد فقط، جاء بعد استقالة المدير الفني الأسبق المخرج أمير رمسيس من منصبه، بعدما قضى عاماً واحداً فقط بمنصب المدير الفني للمهرجان، في حين سبقه بالمنصب الناقد أحمد شوقي الذي استقال من منصبه على خلفية انتقادات وُجّهت إليه بسبب آراء رياضية دوّنها عبر حساباته بمواقع التواصل.

وتُرجع عضو الهيئة الاستشارية للمهرجان، الدكتورة آمال عثمان، لـ«الشرق الأوسط»، التغييرات المستمرة بمنصب المدير الفني لطريقة العمل داخل المهرجان من وقت تأسيسه مع الاعتماد على وضع جميع السلطات بيد رئيس المهرجان، لافتة إلى أن كل رئيس للمهرجان يحاول فرض القواعد المتعارف عليها نفسها؛ مما يؤدي إلى خلق الصدام.

وأضافت أن «القاهرة السينمائي» اعتمد شكلاً مختلفاً منذ تأسيسه في طبيعة العلاقة بين الرئيس والمدير على خلاف المهرجانات العالمية الأخرى التي يكون لرئيس المهرجان دور محدود فيها مع منح الرؤية الفنية والاختيارات السينمائية للمدير الفني.

ويرى المدير السابق للمركز الإعلامي بـ«القاهرة السينمائي»، محمد عبد الرحمن، أن استمرار الناقد المصري الراحل يوسف شريف رزق الله بمنصب المدير الفني لفترة طويلة لم يمهد الطريق لوجود جيل جديد، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه «بعد رحيله بدأت الأزمات باضطرار الناقد أحمد شوقي إلى تقديم استقالته من الإدارة الفنية على خلفية اتهامه بالسخرية من ضحايا مشجعي النادي الأهلي».

رأي يدعمه الناقد أحمد سعد الدين، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «آليات العمل في المهرجانات السينمائية تغيّرت بشكل شبه كامل خلال السنوات الأخيرة مع توزيع المهام الفعلية التي يفترض أن يقوم بها المدير الفني على عدة أشخاص من خلال المبرمجين»، مشيراً إلى أن جزءاً أساسياً من الموضوع ارتبط بالفترة الطويلة التي قضاها رزق الله في منصبه.

وشغل يوسف شريف رزق الله منصب المدير الفني للمهرجان خلال الفترة من 2000 حتى رحيله عام 2019 بعد صراع مع المرض، في حين كان يشغل منذ عام 1987 منصب السكرتير الفني للمهرجان وحتى تعيينه مديراً فنياً، فيما كان المدير الفني الجديد للمهرجان يشغل منصب المستشار الفني لرئيس المهرجان بالدورة الماضية ونائب المدير الفني في الدورة الـ44، بجانب عمله مبرمجاً للأفلام القصيرة بمهرجان «دبلن» السينمائي.

ويقول عضو الهيئة الاستشارية لـ«القاهرة السينمائي»، المنتج جابي خوري، لـ«الشرق الأوسط»، إن «تحقيق استقرار الإدارة الفنية أمر يجيب عنه رئيس المهرجان»، مشيراً إلى أن «الهيئة لا تجتمع سوى مرة أو مرتَيْن فقط خلال العام لمناقشة بعض الأمور الفنية بشكل عام».

يشير سعد الدين إلى «أهمية امتلاك المدير الفني القدرة على العمل ضمن فريق من المبرمجين المحترفين القادرين على اختيار وانتقاء الأفلام المتميزة والمختلفة للعرض، مع قدرته على التنسيق بينهم، من أجل تقديم برمجة تحمل رؤية فنية».

عودة إلى المدير السابق للمركز الإعلامي الذي يؤكد ضرورة توافر صفات معينة في المدير الفني، أبرزها وجود شبكة علاقات قوية له مع صناع الأفلام وشركات الإنتاج، بالإضافة إلى الدراية الكاملة بالأمور الفنية، وخلق حالة من الاستقرار لفترة زمنية داخل المهرجان، بما يجعل لديه القدرة على تحقيق أفضل أداء بالمهرجان.

يشير عبد الرحمن إلى ضرورة تقديم المهرجان حوافز ودعماً إلى المدير الفني مرتبطة بتسهيل مهام عمله عبر المشاركة والحضور بالمهرجانات الدولية، مؤكداً ضرورة أن يكون الاختيار ليس لدورة واحدة فقط، وإنما لعدة دورات في ظل التنافس القوي بين المهرجانات السينمائية في المنطقة.

 

الشرق الأوسط في

15.02.2025

 
 
 
 
 

رسالة برلين السينمائي: "آري"

سليم البيك

لا هو مستقر في كونه ابناً ولا أباً، ولا في كونه حبيباً ولا صديقاً. هو وحيد كفرس البحر الذي حاول شرح قصته للأطفال.

في الفيلمين السابقين للمخرجة الفرنسية ليونور سرايل، تمر أساسياً أو ثانوياً، أبوةٌ أو أمومةٌ في حالة تعقيد. هو ما نراه كذلك في فيلمها الثالث، المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي، "آري" (Ari).

لكن حالة التعقيد هذه والممتدة على طول الفيلم، في علاقة آري بالأطفال، وتحديداً بطفلته التي سيعرف عنها لاحقاً، ستتوازى مع تعقيدات أخرى في حياته، جميعها ثانوية تتراصف لتشكّل تعقيداً واحداً ومتكاملاً، ومسيطراً على حياة الشاب العشريني، وتالياً على عموم الفيلم المبني على الحالة النفسية المربكة لآري، والمنعكسة في علاقاته مع من حوله.

الفيلم شديد الحساسية تجاه شخصيته، المرهف، حام حول شاب مكسور، هشّ، يحصل أن يسقط على الأرض فجأة أو ينهار بالبكاء أو الضحك أو الغضب، وفي ثلاثتها محفّز واحد متعلّق بحياته التي يعيشها على الحواف.

آري، اللطيف الهادئ، يفقد وعيه أمام الأطفال خلال حصّته، يترك عمله، فيتنقّل ضمن شخصيات أخرى، والده الذي يرفض أن يصرف على الولد العاطل عن العمل، صديق قديم يتمتع بكل الامتيازات الاجتماعية التي لم ينلها آري، كابن عامل ودهّان، حبيبته التي حملت منه ولداً وتركته بعدما لم يرغب به.

يلتقي آري بآخرين، وكانت الوظيفة الدرامية لكل من هذه الشخصيات إبراز جانب آخر لآري، جانب يقدّم تعقيداً على آخر، ويزيد من حالة الحافة التي يعيشها الولد. كأن الجميع يتقدم إليه، كلٌّ بدوره، لا آري يتنقّل في زياراته من طرف شخصية لأخرى تماماً كما يتنقل بين الحواف.

ليس لآري عمل ثابت، يبدأ الفيلم بتركه مهنته. وليس له علاقة مطمَئنة مع والده، ومن حواراتهما نفهم أن مشاكل كثيرة جمع بينهم ومعهما والدته الغائبة تماماً في الفيلم، التي نراها وحسب في مشهد أوّلي تلعّب آري الطفل. لم يكن يريد طفلاً لأنه لم يكن مستعداً، وهو المحب دائما للأطفال كما نرى على طول الفيلم. صديقته أرادت الطفل فتركته منتقلةً من باريس إلى ليل. هناك سيلتقي بها ويعرف أنها أنجبت طفلة تشبهه. من بعد كل ذلك، سيمر مشهد صغير ندرك فيه ارتباك آري حتى في هويته الجنسية، كان ذلك خلال فرحه لكونه أباً جديداً لطفلة بعمر سنتين. حتى الفرح كان مربكاً.

لا هو مستقر في كونه ابناً ولا أباً، ولا في كونه حبيباً ولا صديقاً. هو وحيد كفرس البحر الذي حاول شرح قصته للأطفال.

الفيلم متكامل في رهافته، لا في موضوعه وحسب، بل في تناوله للموضوع، الحوارات الحساسة، التمثيل الواقعي والعفوي، حتى التقطيع الذي رافق المشاعر المرتبكة، الطويلة والقصيرة والمقتطّعة، لآري. الفيلم رسالة حب تجاه شاب وحيد لا أحد يرى مشاعره، أمامه أسباب يمكن أن تسعده لكن ارتباكات ما تحوم حولها، تحول بينه وبينها.

محرر المجلة. روائي وناقد سينمائي فلسطيني

 

مجلة رمان الثقافية في

15.02.2025

 
 
 
 
 

مهرجان القاهرة يعلن إدارته الفنية الجديدة من برلين

كتب بهاء نبيل

أعلن رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الفنان حسين فهمي تولي الناقد والمبرمج السينمائي محمد طارق الإدارة الفنية للدورة الـ46 للمهرجان، وذلك خلال مشاركتهما في فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي.

وأكد فهمي أن هذه الخطوة تأتي ضمن الاستعدادات المبكرة للدورة الجديدة، حيث تعد هذه أول مهمة رسمية لطارق بعد تعيينه مديرًا فنيًا، وذلك فى إطار خطة تطوير تهدف لتقديم نسخة متميزة من المهرجان تواكب تطورات السينما العالمية وتعزز مكانته بين الفعاليات السينمائية الكبرى.

ويعمل محمد طارق ناقدًا سينمائيًا ومبرمج مهرجانات ومديرًا ثقافيًا، حيث شغل منصب المستشار الفني لمهرجان القاهرة في دورته الماضية، كما كان نائبًا للمدير الفني في الدورة الـ44. وهو أيضًا مبرمج لسينما عقيل ومبرمج للأفلام القصيرة بمهرجان دبلن السينمائي الدولي، ومدير مشروع "السينما من أجل التنمية" بجمعية النهضة العلمية والثقافية (جيزويت القاهرة). عمل سابقًا كمبرمج أفلام في مهرجان الجونة السينمائي، وعضو لجنة الاختيار في سوق ديربان لمحتوى الأفلام، ومستشار في "ميدفيست مصر" ومعهد جوته. كما أنه خريج أكاديمية لوكارنو للصناعة في بيروت، وبرنامج "مواهب ديربان"، وعضو جمعية نقاد السينما المصريين.

يُعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي تأسس عام 1976، واحدًا من أعرق المهرجانات السينمائية في المنطقة، وهو الوحيد في العالم العربي وأفريقيا المعتمد من الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام (FIAPF).

أما مهرجان برلين السينمائي الدولي، الذي تأسس عام 1951، فيُعد أحد أهم الفعاليات السينمائية العالمية، حيث يجمع سنويًا نخبة من صُنّاع السينما والنقاد من مختلف أنحاء العالم. ويشتهر المهرجان بتنوع برامجه السينمائية وانفتاحه على مختلف الثقافات، مما يجعله منصة رئيسية للترويج للأفلام وبحث سبل التعاون بين السينمائيين على مستوى دولي.

 

####

 

بعد تصريحها ضد ترامب بسبب غزة والريفييرا..

معلومات لا تعرفها عن تيلدا سوينتون

ذكى مكاوى

لا تزال الفنانة تيلدا سوينتون تتصدر التريندات منذ إشارتها لما يحصل في العالم من صراعات وبالتحديد غزة أثناء تكريمها أول أمس بمهرجان برلين حينما حرصت في كلمتها، على تأكيد أن العالم بلا حدود ولا توجد فيه سياسة إقصاء أو اضطهاد أو ترحيل.

وقالت: حالة السينما المستقلة العظيمة هي شاملة ومحصنة ضد جهود الاحتلال أو الاستعمار أو الاستيلاء أو الملكية أو تطوير عقارات الريفييرا.

وما أن ذكرت جملة عقارات الريفييرا حتى كان ذلك إشارة صريحة إلى اقتراح ترامب بتحويل غزة إلى منتجع، وهو ما قوبل برد فعل واسع، وخلال السطور التالية نتعرض لمعلومات حول الممثلة تيلدا سوينتون بالسطور التالية.

تيلدا سوينتون أحد أكثر المبدعين غزارة وتميزًا بين أبناء جيلها، كما تعد فنانة متمردة لا يمكن وضعها في خانة محددة، حيث تفاجئ جمهورها مع كل عمل جديد، ورغم ملامحها فإن تيلدا ممثلة متعددة الوجوه.

أيضًا اشتهرت بأنها فنانة متكاملة تتأرجح كالبهلوان بين الكتابة والإنتاج والتمثيل بكل سلاسة، وقد انطلقت مسيرة "تيلدا سوينتون" تحت إدارة "دريك جارمان" في "كرافاجيو" عام1985.

ووقفت أمام كاميرا "دريك جارمان" سبع مرات، في أفلام مثل "آخر إنجلترا" و"قداس الحرب" و"الحديقة" و"فيتغنشتاين" و"إدوارد الثاني"، الذي توجت بفضله كأحسن ممثلة في مهرجان البندقية عام 1991، على أدائها لدور الملكة إليزابيث.

هذا ومنح مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الـ 75، الممثلة تيلدا سوينتون الدب الذهبي وذلك تقديرا لإنجازاتها السينمائية على مدار سنوات طويلة، حيث تعد تيلدا سوينتون واحدة من أكثر المبدعين غزارة وتميزًا بين أبناء جيلها.

 

####

 

إقبال كبير على عروض أفلام مهرجان برلين السينمائي اليوم رغم موجة الصقيع

كتب علي الكشوطي

رصدت كاميرا تليفزيون اليوم السابع، إقبالا شديدا على عروض أفلام مهرجان برلين السينمائي في دورته الـ75، وتأتي حشود الجماهير أمام قاعات عروض الأفلام رغم موجة الصقيع وسقوط الثلوج في برلين.

وفي سياق متصل يعرض الفيلم المصري، ضي – سيرة أهل الضي،  5 مرات ضمن فعاليات مهرجان برلين السينمائي، حيث يعرض 19 و20 و 21 و 22 و23 فبراير الجاري.

ويروي الفيلم قصة المراهق "ضي" وهو نوبي ألبينو يبلغ من العمر 11 عامًا ويمتلك صوتا عذبا، تدور أحداث الفيلم حول رحلته المليئة بالتحديات، حيث يسافر برفقة عائلته من أسوان إلى القاهرة لتحقيق حلمه بالمشاركة فى برنامج "ذا فويس كيدز".

وكان العرض الأول لفيلم "ضي – سيرة أهل الضي" خلال الدورة الأخيرة لمهرجان البحر الأحمر والمقامة في المملكة العربية السعودية، وحاز الفيلم على إعجاب النقاد والمشاهدين سواء على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي أو على المستوى النقدي.

يتناول فيلم "ضي" قصة مراهق يبلغ من العمر 11 عامًا ألبينو (عدو الشمس) نوبي، في رحلة ساحرة من جنوب مصر إلى شمالها مع عائلته المفككة ومدرسة الموسيقى الخاصة به، وصوته الساحر من أجل تحقيق حلمه، والفيلم بطولة الممثلة السعودية أسيل عمران، والممثلة السودانية إسلام مبارك، بالإضافة إلى العديد المصريين حنين سعيد وبدر محمد، ومن تأليف هيثم دبور، وإخراج كريم الشناوى.

جرى اختيار بطل الفيلم بدر محمد ليلعب دور ضي عبر اختبارات ورحلة بحث في محافظات مصر امتدت نحو عام ونصف العام بين عشرات تجارب الأداء، للبحث عن مراهق بمواصفات خاصة للغاية على المستوى الشكلي والقدرة على التمثيل والغناء، وتم تصوير الفيلم في أكثر من 50 موقعا للتصوير في مختلف محافظات مصر.

 

اليوم السابع المصرية في

15.02.2025

 
 
 
 
 

برلين 75: برلين السينمائي يطلق دورته الماسية بتكريم تيلدا سوينتون

 أحمد العياد

إيلاف من برلينتفتتح اليوم الدورة الـ75 من مهرجان برلين السينمائي الدولي، التي تستمر حتى 23 فبراير 2025، وسط أجواء مشحونة بالتحديات السياسية والثقافية. المهرجان، الذي يُعد واحدًا من أبرز الفعاليات السينمائية العالمية، ينطلق هذا العام تحت قيادة المديرة الجديدة تريشا تاتل، التي تواجه إرثًا معقدًا من الأزمات، أبرزها الجدل حول حرية التعبير، والذي أثار انتقادات واسعة في الأوساط الثقافية والسياسية الألمانية خلال النسخة السابقة.

"النور" يضيء افتتاح برليناله 2025

يفتتح المهرجان فعالياته بعرض فيلم "Das Licht" (النور) للمخرج الألماني توم تيكوير، الذي يُعرض خارج المسابقة الرسمية في قصر برلين السينمائي. ويُعد تيكوير من الأسماء البارزة في السينما الألمانية والعالمية، إذ سبق له افتتاح برليناله مرتين من قبل. الفيلم، الذي يروي قصة عائلة ألمانية تتغير حياتها بعد وصول مدبرة منزل سورية غامضة، يقدم معالجة درامية عميقة للتوترات الاجتماعية والعاطفية في العصر الحديث.

ضمن الفعاليات التكريمية، يحتفي المهرجان بالممثلة الاسكتلندية تيلدا سوينتون بمنحها جائزة "الدب الذهبي الفخري" تقديرًا لمسيرتها السينمائية الغنية. وقالت المديرة تريشا تاتل إن سوينتون تُعد "أيقونة سينمائية استثنائية" بفضل أدائها المتنوع وجرأتها في اختيار الأدوار. وستتزامن لحظة التكريم مع عرض خاص لأحد أبرز أفلامها، في احتفاء خاص بمسيرتها التي بدأت في برليناله عام 1986.

برمجة تحتفي بتاريخ المهرجان ومستقبله

احتفالًا بالذكرى الـ75 للمهرجان، تنظم اللجنة المنظمة مجموعة من الفعاليات الخاصة التي تستعرض أبرز الأفلام التي صنعت تاريخه، إلى جانب ندوات تناقش مستقبل السينما في ظل التطورات التكنولوجية، خاصة تأثير الذكاء الاصطناعي على الصناعة.

الجدل السياسي يفرض نفسه مجددًا

لا تزال تداعيات الجدل السياسي الذي أثارته الدورة السابقة تلقي بظلالها على النسخة الحالية، بعد أن عبّر عدد من صناع الأفلام العام الماضي عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية، ما أثار انتقادات من مسؤولين ألمان. وفي محاولة لتحقيق توازن، أكدت إدارة المهرجان أنها "ترحب بجميع وجهات النظر الفنية"، مع التأكيد على أن ارتداء رموز التضامن مثل الكوفية الفلسطينية أو دبوس البطيخ ليس محظورًا داخل الفعاليات.

سوق الأفلام الأوروبية.. تحديات وفرص

يُعد سوق الأفلام الأوروبية (EFM) أحد أبرز الفعاليات المصاحبة للمهرجان، حيث يجتمع الآلاف من المنتجين والموزعين لمناقشة مستقبل الصناعة. يركز السوق هذا العام على التحديات التي تواجه الأفلام المستقلة بعد أزمة الجائحة، إضافة إلى تأثير منصات البث الرقمي على الإنتاج والتوزيع.

أفلام مرتقبة وبرمجة متنوعة

تتنوع الأفلام المشاركة بين تجارب لمخرجين مخضرمين وأصوات جديدة. ومن بين الأعمال الأكثر ترقبًا خارج المسابقة الرسمية، فيلم "ميكي 17" للكوري الجنوبي بونغ جون-هو، الذي يعود بفيلم خيال علمي من بطولة روبرت باتينسون. كما يشارك الأمريكي ريتشارد لينكليتر بفيلم "القمر الأزرق"، بينما يقدم الفرنسيان هيلين كاتيه وبرونو فورزاني عملاً تجريبيًا مستوحى من سينما الجاسوسية الكلاسيكية.

حضور عربي بارز بدعم البحر الأحمر السينمائي

تحضر السينما العربية بقوة هذا العام، مع مشاركة تسعة أفلام تلقت دعمًا من مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي. من بينها، الفيلم المصري "ضي" للمخرج كريم الشناوي، الذي يُعرض ضمن قسم "أجيال" بعد افتتاحه لمهرجان البحر الأحمر في ديسمبر الماضي. كما يشارك الفيلم المغربي "القلب عضلة"، إضافة إلى الفيلم التونسي "رؤوس محترقة"، الذي يستعرض رحلة شابة تعاني من اضطرابات نفسية.

أما في المسابقة الرسمية، فينافس الفيلم السوري "يونان" للمخرج أمير فخرالدين على الدب الذهبي، وهو إنتاج مشترك بين سبع دول، ويروي قصة كاتب مصاب بالاكتئاب ينعزل على جزيرة بحثًا عن السلام الداخلي. في قسم "البانوراما"، يُعرض فيلم "يالا باكور" للمخرجة الأردنية الفلسطينية عريب زعيتر، الذي يتناول رياضة الباركور في غزة.

السينما النسوية في الواجهة

تعكس برمجة المهرجان التوجه نحو تعزيز تمثيل المرأة في الصناعة السينمائية، حيث تمثل الأفلام التي أخرجتها نساء ما يقارب 40% من المشاركات في المسابقة الرسمية. وتشهد الفعاليات جلسات نقاشية مع مخرجات بارزات، مثل لوسيل حدزيهاليلوفيتش وماري برونشتاين، حول تجاربهن السينمائية ورؤيتهن لقضايا المرأة في السينما.

 

####

 

نددت بمجازر إسرائيل تجاه الفلسطينيين في خطاب فوزها بجائزة الدب الذهبي

تيلدا سوينتون تشعل جدلًا سياسيًا في مهرجان برلين السينمائي

 أحمد العياد

إيلاف من برلينشهد مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الـ75 لحظة استثنائية بتكريم الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون بجائزة الدب الذهبي الفخري تكريمًا لمسيرتها الفنية المتميزة. غير أن الاحتفاء بهذه الأيقونة السينمائية لم يخلُ من الجدل، حيث أثار خطابها خلال الحفل، وتصريحاتها اللاحقة في المؤتمر الصحفي، نقاشًا حادًا حول قضايا سياسية شائكة.

تكريم سينمائي يتحول إلى منبر سياسي

أُقيم حفل التكريم وسط حضور واسع من نجوم السينما، ونقاد، وصناع أفلام، وشخصيات ثقافية وسياسية بارزة. بدأ بعرض مقاطع مختارة من أبرز أعمال سوينتون، مثل We Need to Talk About Kevin، Only Lovers Left Alive، وThe Grand Budapest Hotel، مما أكد على مساهمتها الاستثنائية في السينما المستقلة والتجارية.

عند صعودها إلى المسرح، بدت سوينتون متأثرة وأشادت في بداية خطابها بقوة السينما كأداة تجمع بين الثقافات والأصوات المختلفة، قائلة: “السينما هي الفن الذي يوحدنا ويمنح صوتًا لمن لا يُسمع لهم.” غير أن الأجواء سرعان ما تغيّرت عندما انتقلت للحديث عن قضايا الاحتلال والاستعمار، مشيرة إلى “المجازر التي تُرتكب بغطاء دولي”. على الرغم من عدم ذكرها أسماء دول محددة، إلا أن الجمهور أدرك المقصود، ما أدى إلى انقسام واضح في ردود الفعل؛ بين تصفيق داعم، وصمت يعكس عدم الارتياح لدى البعض.

في أبرز لحظات الخطاب إثارة للجدل، صرّحت سوينتون: “العالم يشهد مجازر تُنفذ باسم السلطة، بدعم من حكومات تدّعي الحرية والعدالة. علينا تسمية الأشياء بمسمياتها، والوقوف إلى جانب المظلومين دون خوف أو تردد.” وجاءت أكثر اللحظات حساسية عندما ذكرت فلسطين، حيث قوبلت بحفاوة من بعض الحاضرين، لكن التصفيق خفت فجأة عند ذكرها لكلمة “إسرائيل”، مما كشف مدى حساسية الموضوع داخل المهرجان.

تصريحات نارية في المؤتمر الصحفي

في صباح اليوم التالي، زاد الجدل خلال المؤتمر الصحفي، حيث سُئلت سوينتون عن دعمها لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، خاصة بعدما نشرت سابقًا دعوة لمقاطعة المهرجان بسبب موقف ألمانيا من القضية الفلسطينية.

جاء ردها واضحًا: “أنا مؤمنة تمامًا بحركة BDS وأحترم مبادئها. نعم، كنت قد دعوت للمقاطعة، لكنني قررت الحضور لأنني شعرت أن من واجبي استغلال هذا المنبر لإيصال رسالتي بوضوح.”

أثار هذا التصريح موجة من الأسئلة والانتقادات، حيث تساءل بعض الصحفيين عن التناقض بين دعوتها للمقاطعة ومشاركتها الفعلية في المهرجان. أجابت سوينتون قائلة: “أؤمن بالمقاطعة كأداة مقاومة، لكني أؤمن أيضًا بضرورة استخدام المنصات المتاحة لإيصال صوتي. أعتقد أن حضوري هنا كان أكثر تأثيرًا من غيابي.”

تباين ردود الفعل

أحدثت تصريحات سوينتون انقسامًا واسعًا بين الأوساط الإعلامية والسينمائية. بعض وسائل الإعلام الغربية وصفتها بـ*“الفنانة الشجاعة”* التي لا تخشى الدفاع عن قناعاتها، فيما اعتبرها آخرون “غير مسؤولة”، متهمين إياها بإدخال المهرجان في جدل سياسي قد يؤثر على صورته.

أما داخل الدوائر السينمائية، فقد تباينت الآراء؛ حيث أبدت شخصيات مثل المخرجة الألمانية جوليا فون هاينز والممثل كريستيان بيركل دعمهم لها، مؤكدين على أهمية حرية التعبير في الفن. في المقابل، رأى آخرون أن المهرجان يجب أن يظل منصة فنية بحتة، بعيدًا عن الخطابات السياسية التي قد تثير استقطابًا داخل مجتمع السينما.

 

موقع "إيلاف" السعودي في

15.02.2025

 
 
 
 
 

تيموثي شالاميت من برليناله:

بوب ديلان بمثابة نور ساطع لي

هيثم مفيد

حل الممثل الشاب تيموثي شالاميت ضيفًا على مهرجان برلين السينمائي، لعرض أحدث أعماله السينمائية «A Complete Unknown» للمخرج جيمس مانجولد، والمرشح لثمانِ جوائز أوسكار، ضمن قسم العروض الخاصة لبرليناله في نسخته الخامسة والسبعين، والتي تقام فعالياته حتى الثالث والعشرون من الشهر الجاري.

أقيم العرض مساء أمس الجمعة، وسبقه مؤتمر صحفي لنجم العمل الذي يلعب شخصية المغني الأسطوري بوب ديلان، حيث اكتظت الغرفة بالصحفيين الدوليين الحريصين على إلقاء نظرة على المرشح لجائزة الأوسكار. وقد تأخر “شالاميت” قليلاً عن المؤتمر الصحفي بعد توقيعه على التذكارات للمعجبين الذين تحدوا الظروف الثلجية خارج فندق جراند حياة في برلين.

وخلال المؤتمر، سُئل شالاميت عدة مرات من قبل الجمهور عما أخذه من نشاط بوب ديلان الغنائي الدقيق وقدرته على فصل فنه وشخصيته العامة عن الانغماس في المواقف السياسية الشخصية. «لا أعتقد أن هذا سؤال سياسي بالضرورة»، هكذا علق «شالاميت». وأكمل: «لكن أعتقد أنه من طبيعة موسيقاه، التحذيرات ضد الشخصيات الشبيهة بالطوائف. لن أتحدث نيابة عنه، لأنه على قيد الحياة وبصحة جيدة في ماليبو. لكن تفسيري هو مجرد الحذر من الشخصيات الشبيهة بالمنقذ. ما كنت لأتعلمه هو ما قلته للتو، فقط الحذر من أي شخص يقول إنه لديه حل».

وتحدث «شالاميت» عما جذبه إلى فيلم جيمس مانجولد: «أولًا كان الفنان الذي لا يُضاهى بوب ديلان والإرث الهائل الذي تركه وراءه». وأضاف: «لقد شعرت أنه ترك وراءه خريطة طريق ليتبعها فنانون آخرون، لأنني ممثل، ولست موسيقيًا. وقد وجدت أن هذا كان مصدر إلهام كبير بعد ذلك. بالطبع، كان جيمس مانجولد هو من كتب السيناريو الرائع. إنها الهدية التي تستمر في العطاء».

وعن كواليس تصوير الفيلم الذي استغرق شهورًا عديدة، أوضح «شالاميت» أن «العملية برمتها كانت مبهجة حقًا، وخاصة الحفل الموسيقي ومهرجان نيوبورت السينمائي… أحب هذا الفيلم كثيرًا، لدرجة أنني سأقوم بتصويره لمدة عام».

وتابع: «أصبح بوب ديلان، الرجل والفنان، نورًا ساطعًا بالنسبة لي ودليلًا لي حتى يومنا هذا. شخصيته الفريدة ورفضه أن يكون جزءًا من الجماهير. كان لدي عذر لدراسة هذا الرجل وهذه الفترة لمدة خمس سنوات ونصف؟ يا لها من هدية».

ويضم قسم العروض الخاصة، واحدًا من الأفلام المنتظرة هذا العام، وهو فيلم «Mickey 17» للمخرج الكوري الجنوبي بونج جون هو، وهو الفيلم الذي طال انتظاره عقب تحفته السينمائية «Parasite» الفائز بأربعة جوائز أوسكار.

تستند قصة الفيلم على رواية للكاتب إدوارد أشتون، تحمل نفس الاسم، وتدور الأحداث حول ميكي (روبرت باتينسون) الذي يتم إرساله في مهام خطيرة لاستعمار كوكب جليدي. عندما تموت نسخة من ميكي، يتم إنشاء نسخة مكررة لتحل محله وتحتفظ بمعظم ذكرياته.

 

####

 

محمد طارق مديرًا فنيًا للدورة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي

فاصلة

أعلن حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن تولي الناقد والمبرمج السينمائي محمد طارق منصب المدير الفني للدورة الـ46 من المهرجان، وذلك خلال مشاركتهما في فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي.

وأوضح فهمي أن هذا القرار يأتي ضمن الاستعدادات المبكرة للدورة المقبلة، مشيرًا إلى أن هذه أول مهمة رسمية لطارق بعد تعيينه. وأكد أن هذه الخطوة تندرج ضمن خطة تطوير تهدف إلى تقديم نسخة متميزة من المهرجان، تواكب تطورات السينما العالمية وتعزز مكانته بين الفعاليات السينمائية الكبرى.

يتمتع محمد طارق بخبرة واسعة في المجال السينمائي، حيث يعمل ناقدًا سينمائيًا ومبرمجًا للمهرجانات ومديرًا ثقافيًا. شغل سابقًا منصب المستشار الفني لمهرجان القاهرة السينمائي في دورته السابقة، كما كان نائبًا للمدير الفني في الدورة الـ44. وهو أيضًا مبرمج لسينما عقيل ومبرمج للأفلام القصيرة بمهرجان دبلن السينمائي الدولي، بالإضافة إلى عمله كمدير مشروع «السينما من أجل التنمية» بجمعية النهضة العلمية والثقافية (جيزويت القاهرة). كما شغل عدة مناصب في مهرجانات أخرى، منها مهرجان الجونة السينمائي، وسوق ديربان لمحتوى الأفلام، إلى جانب كونه مستشارًا في «ميدفيست مصر» ومعهد جوته.

يُعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي تأسس عام 1976، واحدًا من أعرق المهرجانات السينمائية في المنطقة، وهو الوحيد في العالم العربي وأفريقيا المعتمد من الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام (FIAPF).

أما مهرجان برلين السينمائي الدولي، الذي انطلق عام 1951، فيُعد أحد أهم الفعاليات السينمائية العالمية، حيث يجمع سنويًا نخبة من صُنّاع السينما والنقاد من مختلف أنحاء العالم، ويتميز بتنوع برامجه وانفتاحه على مختلف الثقافات، مما يجعله منصة رئيسية للترويج للأفلام وتعزيز التعاون السينمائي الدولي.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

15.02.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004