قرطاج السينمائي يكرم ذكرى خميس الخياطي بجائزة تحمل اسمه
المهرجان ينعى المخرج العراقي قيس الزبيدي من خلال عرض نسخة
مرممة من فيلمه 'واهب الحرية' في حفل الافتتاح.
·
الاحتفاء بعدد من الأسماء البارزة في عالم السينما
·
عودة أيام قرطاج السينمائية ببرنامج ضخم يحتفي بالسينما
الفلسطينية
تونس
- تعود
أيام قرطاج السينمائية في تونس هذا العام في دورتها الخامسة والثلاثين
بمشاركة 217 فيلما من 21 دولة من مختلف القارات، منها 56 فيلما بين أعمال
روائية ووثائقية طويلة وقصيرة في المسابقة الرسمية، إلى جانب 12 فيلما في
المسابقة الوطنية، وذلك بعد توقفها العام الماضي بسبب الحرب في غزة.
وأعلنت الهيئة المديرة لأيام قرطاج السينمائية خلال ندوة
صحفية عقدتها، الأربعاء، بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، عن مميّزات هذه
الدورة التي تقام خلال الفترة الممتدة من الرابع عشر إلى الحادي والعشرين
من ديسمبر/كانون الأول الحالي على مستوى برمجة الأفلام والأنشطة الموازية
من تكريمات وعروض تشمل بعض الجهات والمؤسسات السجنية والثكنات العسكرية.
وقال الرئيس الشرفي للمهرجان فريد بوغدير إن هذه الدورة
تتضمن عددا قياسيا للأفلام التونسية المشاركة، ما دفع الهيئة المديرة
لانتقاء 4 أفلام في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، علما وأن العدد
القانوني للأفلام التونسية المسموح به في هذه المسابقة هو في حدود 3 أعمال.
وأضاف أن كثافة الأفلام التونسية المسجّلة في هذه الدورة
والبالغ عددها 99 فيلما حتّمت على هيئة المهرجان إحداث مسابقة وطنية تضمّ
12 فيلما، معربا عن أمله في أن تكون هذه البادرة مُستهلّا لمهرجان وطني خاص
بالسينما التونسية يكون مستقلا عن أيام قرطاج السينمائية.
وتحدّث بوغدير أيضا عن برمجة أفلام تمّ إنتاجها العام
الماضي، متابعا أن أيام قرطاج السينمائية حرصت على برمجة عدد هام من
الأفلام الصادرة خلال العام 2023 لتمكين الجمهور من الاطلاع عليها، لاسيّما
بعد تعذّر عرضها خلال السنة الماضية التي عرفت إلغاء تنظيم هذا المهرجان
أياما قليلة قبل موعد افتتاحه.
وتنطلق أيام قرطاج السينمائية في الرابع عشر من
ديسمبر/كانون الأول من مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة بعرض نسخة مرممة من
الفيلم الوثائقي اللبناني "واهب الحياة" بعد 37 سنة من إنجازه وهو للمخرج
العراقي قيس الزبيدي الذي توفي هذا الشهر.
والفيلم الوثائقي الطويل أنتج سنة 1987، وقد خضع للترميم في
باريس، ويتناول عمليات المقاومة اللبنانية والفلسطينية ضد العدو الصهيوني،
والتي انطلقت من جنوب لبنان. ويرصد الشريط أبرز العمليات الاستشهادية التي
نُفذت على المواقع العسكرية الصهيونية في الأراضي المحتلة.
ويعقب عرض "واهب الحرية" الفيلم الفلسطيني القصير "ما بعد"
وهو من تأليف وإخراج مها الحاج وبطولة محمد بكري. وتدور أحداثه حول سليمان
ولبنى، زوجان منعزلان، يتعرض خيالهما المصون بعناية للتهديد عندما يستحضر
شخص غريب غير مدعو حقيقة مؤلمة، ويعيش سليمان ولبنى في مزرعة منعزلة، حيث
يهتمان بالأشجار، ويُجريان مناقشات ساخنة ومستمرة حول خيارات حياة أطفالهما
الخمسة، وفي أحد الأيام يصل شخص غريب منزلهما ليكشف حقيقة مروعة.
وتحتفي أيام قرطاج السينمائية هذا العام بالسينما
الفلسطينية والأردنية والسنغالية ضمن قسم "سينما تحت المجهر" الذي يضم 45
فيلما من الدول الثلاث، إذ سيحظى الجمهور بمتابعة 19 فيلما فلسطينيا تتوزع
بين عروض الشارع (14 فيلما) وعروض القاعات (5 أفلام)، بينما تمّت برمجة 12
فيلما ضمن قسم "فوكيس الأردن" و14 فيلما ضمن قسم "فوكيس السنغال".
وأفاد بوغدير أن "فلسطين ستكون في قلب أيام قرطاج
السينمائية… من خلال معرض متنقل وأفلام فلسطينية تُعرض مجانا في شارع
الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة تونس"، لافتا إلى أنه سيتم تكريم المخرج
الفلسطيني هاني أبوأسعد الذي حققت أفلامه شهرة عالمية مثل "الجنة الآن"
و"الناصرة 2000"، وسيتم تنظيم لقاء له مع الجمهور للحديث عن مسيرته، كما
سيحضر المهرجان المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي ليقدم فيلمه الجديد "أحلام
عابرة".
وتتميز هذه الدورة أيضا بتكريمات لعدد من الأسماء البارزة
في عالم السينما وهم الناقد السينمائي الراحل خميس الخياطي من خلال جائزة
تحمل اسمه، بالإضافة إلى معرض صور فوتوغرافية ولقاء حول النقد السينمائي.
ويشمل التكريم كذلك المخرج التونسي جيلاني السعدي.
وتتنافس الأفلام المشاركة في أربع مسابقات رئيسية هي
المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة وتضم 15 فيلما من تونس والجزائر
والمغرب ومصر وسوريا ولبنان وفلسطين والسنغال والرأس الأخضر ونيجيريا
والصومال، والمسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية الطويلة وتتضمن 13 فيلما من
تونس وموريتانيا ومصر وفلسطين ولبنان والسنغال وتوغو وجمهورية الكونغو
الديمقراطية، والمسابقة الرسمية للأفلام الروائية القصيرة، إلى جانب
المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية القصيرة.
وتشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة،
أربعة أعمال من تونس وهي "ماء العين" لمريم جعبر، "عايشة" لمهدي برصاوي،
"الذراري الحمر" للطفي عاشور، و"برج الرومي" للمنصف ذويب، ومن المغرب فيلم
"المرجا الزرقا" للمخرج داوود ولاد السيد، ومن السنغال فيلم "ديمبا"، و من
الصومال فيلم "القرية المجاورة للجنة"، ومن نيجيريا فيلم "مات الرجل"، ومن
الرأس الأخضر فيلم "هانامي"، ومن لبنان فيلم "أرزة"، ومن فلسطين فيلم "إلى
عالم مجهول"، ومن مصر فيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو"، ومن سوريا
فيلم "سلمى"، ومن الجزائر فيلمي "الاختفاء" للمخرج كريم موساوي، و"فرانز
فانون" للمخرج عبدالنور زحزاح، ويشارك المخرج الجزائري مرزاق علواش في حلقة
درس حول السينما.
أما مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، فتضمّ أربعة أعمال
تونسية هي "في ظلمات ثلاث" لحسام سلولي، و"ماكون" لفارس نعناع، و"ليني
أفريكو" لمروان لبيب، وكذلك "عالحافة" لسحر العشي"، وفيلم "شيخة" لأيوب
اليوسفي وزهوة الراجي من المغرب، وفيلمي "وراء الشمس" للمخرج ريان مسيردي،
وفيلم "بلا بيكم" لنجيب أولبسير من الجزائر.
وبالنسبة إلى مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، ستكون تونس
ممثلة بأشرطة "الذكريات والأحلام" لإسماعيل، و"ماتيلا" لعبدالله يحيى،
و"شهيلي" لحبيب العايب". واقتصرت المنافسة التونسية في مسابقة الأفلام
الوثائقية القصيرة على الفيلميْن "الأيام الأخيرة مع إليان" لمهدي الحجري
و"أنامل" لعائدة الشامخ.
وكشف منظمو أيام قرطاج السينمائية أن السينما المغربية
حاضرة تنافسا وتحكيما ضمن برمجة الدورة الخامسة والثلاثين، حيث اختيرت
المخرجة أسماء المدير عضوا في لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية القصيرة
والطويلة.
وتواصل أيام قرطاج السينمائية تجربة عرض الأفلام في السجون
التونسية التي انطلق العمل بها سنة 2015. وسيتمّ هذا العام عرض 6 أفلام في
السجون بين 15 و21 ديسمبر/كانون الأول.
وتتوجه أيام قرطاج السينمائية أيضا إلى الجهات وهي التي
أرست تقاليد العروض فيها منذ سنة 2012. وللمرة الأولى خلال هذه الدورة،
سيتم توجيه العروض إلى القرى في مختلف جهات تونس، بعد أن كانت تقتصر في
السابق على المدن الكبرى. ستبدأ العروض في السالع عشر من ديسمبر/كانون
الأول في سبيطلة بفيلم "مانيلا" لعبدالله يحيى، ثم تتوالى العروض في مناطق
مثل صواف بولاية زغوان وحامة الجريد بولاية توزر والصمار بولاية تطاوين إلى
جانب الجريصة بولاية الكاف.
وتحافظ أيام قرطاج السينمائية على برمجة عدد من الفعاليات
التي تتعلق بالصناعة السينمائية، منها "قرطاج للمحترفين" و"شبكة وتكميل".
وقالت المديرة الفنية للمهرجان لمياء بلقايد قيقة إنه "ليس
من السهل العودة بعد إحباط سببه إلغاء الدورة الماضية" والحفاظ على
الالتزامات مع الجهات المختلفة داخل تونس وخارجها.
وألغيت دورة العام الماضي قبل أيام قليلة من انطلاقها بسبب
الحرب في غزة وتأكيدا على التضامن مع الشعب الفلسطيني.
وأبرزت لمياء بلقايد قيقة أن الإدارة الحالية حاولت الإبقاء
على التزامات المهرجان وسمعته وخصوصيته كمهرجان لسينما الجنوب وسينما
المؤلف، موضحة أن الأفلام التي ستعرض هي نخبة أفلام 2024 من عدة بلدان
أبرزها مصر والأردن والسنغال والسودان واليمن وتونس وفلسطين ونيجيريا
وبوركينا فاسو وإيران.
وذكر المنظمون أن المهرجان سيشهد، مثلما اعتاد جمهوره،
حوارات ونقاشات وورش عمل حول صناعة السينما وتحدياتها وإشكاليات الدعم
السينمائي والإنتاج بحضور سينمائيين ونقاد وأكاديميين.
وتأسس مهرجان أيام قرطاج السينمائي عام 1966، وكان يقام كل
عامين بالتداول مع أيام قرطاج المسرحي، قبل أن يصبح تظاهرة سنوية. |