خاص السيناريست هيثم دبور عن "ضي":
الفيلم يقدم "رحلة أسطورية" تثير الجدل عائليا ... وأحمد
حلمي اختار دوره
محمد عبد الخالق | فى سينما وتلفزيون
نال فيلمه الأخير "ضي ... سيرة أهل الضي"، الذي وقع
الاختيار عليه ليكون فيلم افتتاح الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر
السينمائي الدولي، إعجاب المشاهدين وتقدير النقاد، ونجح في تقديم العديد من
المشاعر والرسائل الإنسانية في فيلم دارت أحداثه في أقل من 48 ساعة.
"في
الفن" التقى الكاتب والسيناريست هيثم دبور بعد عرض الفيلم وتحدثنا عن
الفكرة متى بدأت وتفاصيل تطويرها، والبحث عن بطل لتقديم الدور، وضيوف الشرف
ترشيحهم وتعاونهم لخروج القصة للنور، وعن علاقته بأصدقائه من كتاب
السيناريو الشباب ومثله الأعلى في الكتابة.
ليه اخترت الكتابة عن صبي "ألبينو" تحديدا للكتابة عنها؟
لا أكتب الفيلم من منطق القضية، لكن من منطق الحكاية، انا
عاوز احكي حكاية عن شخص منبوذ يخوض رحلة أسطورية ضد العالم، ومن زمان نفسي
اكتب فيلم "عائلي" لا أقصد تصنيفه العمري، ولكن أقصد فيلم تدخل العائلة
بأكملها لمشاهدته وتتفاعل معه ويخلق بينهم مساحة مناقشة، وهذا ىتحقق ورأيته
في عرض الفيلم.
بروح أسوان والنوبة بشكل دائم وأعجبني فكرة الكتابة عن ولد
"ألبينو" من النوبة يواجه العالم ويواجه مخاوفه ومخاوف عائلته ويخرج من
القوقعة التي يعيش فيها هو وأسرته ... الفكرة لازمتني لفترة طويلة، وكتبتها
في درافت أولى عام 2019، والمفارقة أن هذه النسخة الأولية لم تختلف كثيرا
عما تم تقديمه في شكله النهائي، لأنى كتنت شايف الرحلة وتفاصيلها والشخصيات
اللي هيقابلها.
الفيلم الذي يدور في مدة زمنية قصيرة يحتاج تكنيك كتابة
مختلف ... كلمنا عن هذه التجربة
طبعا منذ بداية الفكرة حددت لها 48 ساعة تدور فيها الأحداث،
وضعت لها مخطط مثل الرسم البياني، ثم كتبت الأحداث بأكثر تكثيف ممكن، وكان
الأهم أيضا أن نبرز الهدف من الفيلم وهو التفاعل القوي بين أبطال الفيلم
الأربعة الذين بدأوا رحلتهم يتشاجرون في السيارة وانتهت بهم الرحلة أحباب.
الفيلم يتحدث عن ناس أحلامهم أكبر من إمكانياتها لكن تستطيع
تحقيقها لأنها صدقت حلمها.
هل هيثم يرى أبطال أعماله أثناء الكتابة؟ بنسبة كام تقوم
بترشيح أبطال أعمالك حسب الشخصيات؟
أنا بحب الشغل مع كريم الشناوي، وتربطنا صداقة بالإضافة إلى
أننا كنا منتجين في هذا العمل، نتحدث ونتبادل الآراء ونستمع لبعض، أثناء
الكتابة لم يكن لدي ترشيحات لأي من الأدوار، لكن بعد الانتهاء بدأت تتكون
لدي وجهة نظر وترشيح لبعض الشخصيات، ناقشت فيها مع كريم، باستثناء شخصية
الفنان الكبير محمد منير، لأنه منذ البداية الفكرة تدور حول منير الذي يمثل
"الأيدول" لبطل العمل.
كان هناك مساحة تعاون بيني وبين كريم في ترشيح الأبطال
والتواصل معهم.
كلمنا عن رحلة البحث عن بطل تتوافر فيه صفات الشخصية
المكتوبة
"بدر"
بكل الفيلم بيغني فعلا، كنا نبحث عن ولد "ألبينو" أعلنا عن هذا على
الإنترنت وقمنا بكاستينج لأعداد كثيرة من الاطفال في اعمار مختلفةأكبر سنة
أو أصغر سنة.
"بدر"
كان شخص خجول ومنطوي يشبه "ضي" وعلاقته بالفيلم تشبه علاقة "ضي" في الفيلم،
وأعطيناه ورش تمثيل وغناء، وهذا الصبي الخجول المنطوي بعد عدة أيام من
التصوير بدأ يتجرأ ويخرج من القوقعة ويتحدث مع المخرج ويسأله فين الكاميرا
بتاعتي؟ هتاخد المشهد ده واسع ولا ضيق؟
لو هذا الفيلم حقق شيء لطيف، فهو أن رسالة الفيلم في إخراج
البطل من الانطواء إلى مواجهة الحياة، وهذا ما تحققت في بدر بشكل حقيقي،
بدأ يقول هدرس تمثيل وهكمل في التمثيل.
البعض يرى أن العدد الكبير لضيوف شرف الفيلم حرمنا من تعميق
شخصياتهم، والبعض الآخر يراهم أمر جيد ومبهر وساهم في إيصال الرسالة ... ما
تعليقك؟
هذه الأدوار مكتوبة من البداية وشدت الفنانين بقوة، الفنان
محمد ممدوح (تايسون) مثلا كان معجبا جدا بدور "يؤانس" الشخص الضخم الذي
يعزف على العود ويحب بنت صغيرة، وأحمد حلمي قرأ السيناريو منذ فترة طويلة
بحكم صداقتنتا، وقال لي وقتها: لو عملت الفيلم ده أحب أعمل دور "زناتي"،
حلمي لم يظهر ضيف شرف في السينما منذ فيلم "التجربة الدنماركية"، وكذلك
عارفة عبد الرسول ومحمد شاهين وتامر نبيل ومحمد منير ... وكل الفنانين
المشاركين.
لم نقصد أن نستغل ضيوف الشرف في التسويق، لم نقدمهم في
البوستر أو في إعلان، لكنهم شاركوا بمشاهد مهمة مؤثرة في الفيلم، أحبوها
وصدقوها.
هيثم دبور قدم أفلام مختلفة "وقفة رجالة" و"مقسوم" و"عيار
ناري" و"َضي" .. هل هيثم بيدور على خط مميز باسمه؟
بالعكس لا أبحث عن خط معين، انا ضد حصري في خط معين أو نوع
معين من الكتابة، ممكن أقدم تاريخي وبعده اجتماعي، بحب أستفز نفسي وأقدم
أشكال جديدة، أكيد كل أعمالي فيها حاجة مني، واللي يعرفني بيعرفني بمجرد
قراءة ورقي، أنا بكتب عشان استمتع واتحدى نفسي.
أساتذتنا الكبار كان ليهم أكثر من خط، أستاذنا الكبير وحيد
حامد الذي تشرفت بمقابلته وقرأ أعمالي وتحدث معي عنها وكتب لي ملاحظات بخط
يده على صفحاتها، كتب "غريب في بيتي"، و"طيور الظلام"، و"أنا وأنت وساعات
السفر"، و"الراقصة والسياسي"، و"آخر الرجال المحترمين" كلها أشكال مختلفة.
بالمناسبة فيلمي القادم سيكون فيلما قصيرا، إخراج محمد طاهر
في أول تجربة إخاج، كان مساعد لكريم الشناوي وعمرو سلامة، وبطولة تايسون،
وهنا شيحة، وأحمد داش، وجيسيكا حسام.
والناس بيتسأل ليه تقدم فيلم قصير بعد ما قدمت روائي طويل؟
لإني عندي فكرة وحدوتة عاوز أحكيها.
بكتب وبقول الحكاية بغض النظر عن إنتاج هذه الحكايات متى
وكيف، وعلى فكرة "ضي" كان من المقرر أن يتم إنتاجه قبل فيلم "واحد تاني"
لكنه لظروف ما توقف وخرج فيلم غيره للنور أولا، ثم عدنا إلى "ضي" فعلا لا
نعرف أي مشروع يسخرج للنور أولا.
فممكن يكون عندي 3 أفلام جاهزين لكن لا أعرف أي منهم سيتحرك
ويخرج للنور أولا.
إلى أي درجة تسمح بإجراء تعديل على سيناريوهاتك عند
إنتاجها؟
السؤال دائما يطرح بشكل وجود خناقة، أنا دائما أحب المركب
الطيبة، وأبحث في العمل عن اشخاص شبهي، ومؤمن أن السيناريو كائن يمكن أن
يتطور، نجلس ونتناقش ونتفق، لكن ما يتم الاتفاق عليه هو ما يتم تقديمه، أثق
في المخرجين الذين أعمل معهم وأثق أنهم يقدمون ما اتفقنا عليه.
مين "أيدول" كتابة السيناريو عند هيثم دبور؟
أنا بحب كل الناس بتعلم منهم، بحب محسن زايد، وبحب وحيد
حامد، وأرون سيرتل الذي كتب "نيوز روم" و"سوشيال نيتوورك"، ورون هاورد.
وبحب من الشباب كتير جدا وأغلبهم أصدقائي، شريف نجيب مثلا
عنده مشاريع أجمل كثيرا مما قدمه، وبحب أيمن وتار جدا، ووائل حمدي، وسليمان
عبد المالك، بحب شغلهم جدا. |