شيفاني بانديا لـ«فاصلة»: جذب
الجمهور لمهرجان البحر الأحمر أهم أهدافنا
أحمد عدلي
في قلب «البلد»، جدة التاريخية، حيث يتناغم عبق الماضي مع
إيقاع الحاضر، تنطلق فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان البحر الأحمر
السينمائي الدولي. من 5 إلى 14 ديسمبر 2024م، تتحول هذه المنطقة المُدرجة
في قائمة التراث العالمي لليونيسكو إلى منصة إبداعية عالمية تجمع صناع
السينما ومحبيها من مختلف أنحاء العالم.
هذا العام، يحمل المهرجان وعدًا بتجارب سينمائية غير
مسبوقة، وبرامج تستكشف الحدود الجديدة للفن السابع. إنه ليس مجرد مهرجان؛
بل احتفاء بجدة النابضة بالحياة، حيث يلتقي الماضي برؤية المستقبل، وينبض
«البحر الأحمر» بروح الإبداع والتجديد.
وقبل انطلاق فعاليات المهرجان بيومين ، تحدثت منصة
«فاصلة»،
مع شيفاني بانديا، المديرة العامة لـ«مؤسسة البحر الأحمر السينمائي»،
والتي قالت إن الدورة الرابعة من مهرجان «البحر الأحمر» تشهد تغيرات متعددة
على كافة المستويات، وفي مقدمتها توفير الصالات السينمائية الجديدة وإتاحة
الفرصة أمام الجمهور لحضور العديد من الفعاليات المعنية بصناعة السينما
بجانب ورش «الماستر كلاس» والمحاضرات التي جرى برمجتها هذا العام لتكون
إضافة حقيقية لصُناع السينما.
وأضافت شيفاني بانديا في حوارها مع «فاصلة» أن الدورة
الجديدة من المهرجان تتضمن عرض 120 فيلمًا سينمائيًا متنوعًا بين الأفلام
القصيرة والطويلة، نصفها تقريبًا تشهد عروضها الأولى في المنطقة العربية
والشرق الأوسط، الأمر الذي يوفر مشاهدات استثنائية أولى لجمهور المهرجان،
بما يعكس ثقة صناع هذه الأفلام في المهرجان وأهميته، وبصورة لم تتحقق في
الدورات السابقة.
وتطرقت إلى استمرار المهرجان في زيادة الفعاليات والأحداث
التي يتضمنها دورة بعد الأخرى، ومن بينها زيادة عدد المشاريع التي يجري
تنفيذها على مدار العام، بالإضافة إلى زيادة عدد الدول التي تتعاون مع
المهرجان لتصل إلى ثمانين دولة، مع سوق مميز للمشروعات الفنية وسيمتد ليشمل
صناعة الدراما التليفزيونية والأفلام التي تعرض على المنصات المختلفة.
وشرحت شيفاني بانديا فلسفة دعم الأفلام الجديدة باعتبار أن
«البحر الأحمر» يعد عاملًا مساعدًا في خروج هذه الأعمال للنور بالتعاون مع
شركاء آخرين، بما يعكس فلسفة قائمة على دعم أكبر عدد من التجارب في أماكن
مختلفة للخروج للنور، الأمر الذي عكس زيادة التجارب السينمائية المختلفة
التي يقدم صناعها للمهرجان عامًا بعد آخر في ظل عدم اقتصار الدعم على
التمويل ولكن امتداده ليشمل شراكات وتدريبًا وحتى تطويرًا للمشاريع في
مراحلها المختلفة.
وقالت إن المؤسسة دعمت من خلال برامج التمويل حوالي 250
مشروعًا سينمائيًا، منها 80 مشروعًا أصبحت أفلامًا تشارك في المهرجانات،
لافتة إلى أن الدورة الحالية تشهد وجود 11 برنامجًا مختلفًا لتمويل الأفلام.
وأوضحت أن المهرجان لديه فلسفة قائمة على تقوية السوق الذي
يقام ضمن الفعاليات لاجتذاب عدد أكبر من المعنيين بصناعة السينما، وبما
يجعل كل شخص يأتي لـ«البحر الأحمر» قادرًا على تحقيق أقصى استفادة من
الأيام التي يقضيها في المهرجان، مع قدرة السوق على التشبيك بين صناع
السينما العالمية لإنجاز مشاريعهم بما في ذلك الأفلام المستقلة التي يدعمها
المهرجان ويساندها.
ولا تخفي المديرة العامة لـ«مؤسسة البحر الأحمر السينمائي»
سعادتها بنجاح العديد من التجارب التي دعمها المهرجان في الدورات السابقة
بالخروج إلى النور والمشاركة في مهرجانات سينمائية دولية مهمة بعروضها
الأولى على غرار فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» الذي عرض بالنسخة
الماضية من مهرجان «البندقية»، وسيكون عرضه الأول في المنطقة العربية ضمن
فعاليات المهرجان.
وتحدثت عن أهمية هذا الدعم في التعريف بـ«البحر الأحمر»
دوليًا لكون عدد من هذه المشاريع عرضت بعروض أولى في مهرجانات هامة على
غرار فيلم «المرهقون» اليمني الذي عرض العام الماضي في مهرجان برلين،
والفيلم السعودي «نورة» الذي عرض بالمسابقة الرسمية لمهرجان «كان» في دورته
الماضية مسجلًا التواجد السعودي الأول في تاريخ المهرجان.
ووصفت لحظة عرض الفيلم في المدينة الفرنسية بعد عرضه للمرة
الأولى لجمهور «البحر الأحمر» بالدورة الماضية بـ«الرائعة»، معربة عن
أمنيتها في رؤية المزيد من الأفلام السعودية التي تشارك بمهرجانات دولية،
وكذلك مشاهدة عروض الأفلام التي تدعمها المؤسسة والمهرجان بالمهرجانات
المختلفة.
وتطرقت إلى ما اعتبرته فرصة لصناع السينما السعوديين
للاستفادة من السوق وتواجد صناع عالميين لديهم مشاريع مختلفة في المنطقة
ورغبة في التعاون، بما يتيح فرصًا كبيرة لاحتمال تكوين شراكات وتعاون
لتقديم أعمال مشتركة خصوصًا في ظل النظرة إلى الفرص الموجودة لتقديم أعمال
بسوق السينما السعودية.
وأكدت حرصهم على تسهيل التسجيل والاعتماد لصناع السينما من
أجل حضور السوق، الأمر الذي يشجع الجميع على الحضور بما فيه المعنيون
بالتفكير في تقديم أعمال فنية.
وتحدثت شيفاني بانديا عن رغبتهم في حضور أكبر عدد من
الجمهور، وليس فقط الجمهور الراغب في مشاهدة الأفلام، ولكن أيضًا الشباب
الذين لديهم اهتمام بالسينما، وكذلك العائلات والأصدقاء، في ظل إقامة
الدورة الجديدة في المقر الجديد للمهرجان بجدة التاريخية. |