ملفات خاصة

 
 
 

عبد الوهاب شوقي ضحية «آخر معجزات» الرقابة الدينية

هوفيك حبشيان

الجونة السينمائي

الدورة السابعة

   
 
 
 
 
 
 

الفيلم القصير هو «الخروف الأسود» للمهرجانات، حضوره هامشي، كأنه لزوم ما لا يلزم، يشارك فيها من باب رفع العتب. وحين تقرر تظاهرة سينمائية كالجونة أن تفتتح دورتها السابعة (24 أكتوبر – 1 نوفمبر) بفيلم قصير، وذلك في خطوة نادرة، تواجَه بالمنع والإقصاء، فتضيع فرصة أن تكون رائدة في هذا المجال

هذا ما حدث مع «آخر المعجزات» لعبد الوهاب شوقي. عشية افتتاح مهرجان الجونة الأخير، وصلتنا رسالة إلكترونية من الإدارة، تعلن إلغاء عرض الفيلم المنتظر واستبداله بآخر هو «الرجل الذي لم يستطع أن يبقى صامتاً» للمخرج الكرواتي نيبويشا سلييبسيفيتش الذي كان فاز بـ«سعفة» الفيلم القصير في مهرجان كانّ هذا العام. هذا مع العلم أن فيلم شوقي لا يتضمّن أي مشهد مخل بالآداب العامة. ولا يسيء إلى سمعة مصر ولا يهدد قيم الأسرة المصرية.

كُثر استغربوا أن المهرجان لم يشرح أسباب إلغاء العرض ودوافعه، إنما اكتفى بعبارتين حياديتين: «بعد تعذّر العرض» و«تعديل البرنامج». لكن الناس الذين كانوا ينتظرون الفيلم لم يستطيعوا أن يبقوا صامتين، فربطوا الإلغاء بالمنع. منع تقف خلفه الرقابة التي تهيمن عليها السلطات الدينية وفي مقدمتها الأزهر.

فالفيلم ينطوي على أجواء صوفية، ومن المعلوم أن كلّ شيء يخرج عن الفهم الرسمي للدين في مصر مستعبد ومنبوذ وغير مرحب به. كثر تمنّوا لو أن المهرجان سجّل اعتراضاً على هذا المنع، ولم يعرض بالتالي أي فيلم تعويضاً عن فيلم شوقي، لكن أي مبادرة من هذا النوع كانت تعني دعوة إلى مواجهة، وإدارة «الجونة» لم تعتبرها أولوية، ربما لأنها بغنى عن تصعيد، فهي لطالما كانت لقمة سهلة للمتربصين بها. ثم إن مواجهة كهذه تحتاج إلى مناخ من الحرية، لا جو يسوده الخوف؛ خوف المهرجان من الرقيب وخوف الرقيب الصغير من الرقيب الأكبر. النتيجة: جرى الافتتاح في حضور حفنة من المشاهدين لم يتجاوز عددهم عشرة، فيما انصرف معظم الحضور إلى مأدبة العشاء.

«آخر المعجزات» أول فيلم يخرجه عبد الوهاب شوقي (35 عاماً) الذي اشتهر في فترة سابقة بالعمل في الخطوط الخلفية لصناعة الأفلام (المأزومة حالياً) في بلده مصر. ذاع صيته كمساعد للمخرج السوداني أمجد أبو علاء على فيلم «ستموت في العشرين». هناك شهادات تؤكّد أنه عمل بتفان وإخلاص نادرين، رابطاً الليل بالنهار، ومستثمراً فيه كلّ ما أوتي من طاقة، وهذا كله في ظروف الثورة السودانية عام 2019.

لهذا الثلاثيني، تجربة إنسانية فريدة وعمق ثقافي أيضاً: فهو يأتي من بني سويف، ولد ونشأ في عائلة لا علاقة لأفرادها بالفنون، ورغم أن والده رجل محافظ دينياً إلى أبعد حدّ، أخبرني مرةً بأنه كان يعشق أحمد ذكي، الممثّل المصري الأحب على قلب شوقي. هكذا أدرك الابن جبروت الفنّ حتى على البسطاء.

اشتغل شوقي على نفسه وطوّرها، سالكاً درباً لم يسلكه كثيرٌ من الذين نشأوا في بيئات كبيئته، بل ذهب هؤلاء «المساكين» في اتجاه معاكس لاتجاهه. انتقل شوقي إلى القاهرة قبل عشر سنوات، وانخرط في همّ الفنّ والثقافة. لم يخط خطوة إلا بدافع الحبّ والشغف. إنه فنّان بالفطرة، تنويري ينبذ العنف والدوغما والشعارات السياسية الفارغة والتطرف الديني والإيمان الذي يستثمر في المظاهر والنفاق. كلاسيكي ومتمرد، عالمي ومصري، يجمع المجد من الطرفين. داخله طفل لا يزال يحافظ على تلك القدرة على الدهشة التي فقدها كثر

فيلمه الذي تبلغ مدته 20 دقيقة، يشبهه إلى حدّ ما. من يعرفه جيداً قد يرى شيئاً منه في يحيى، الشخصية التي تدور عليها الأحداث. لم يفاجئني الفيلم كوني ما انتظرتُ منه أقل من عمل كهذا، حيث الأهم هو ما لا نراه بالعين المجردة، بل ما نلمسه بحواسنا، لتنشأ بيننا وبين الملموس علاقة وجدانية.

في المقابل، ما فاجأني، هو هذه القدرة على القفز إلى شيء بهذا النضج منذ التجربة الأولى، وهو نضج يحتاج مخرجون آخرون سنوات لبلوغه، مما يؤكد أن السينما المستمدة من التجربة الشخصية تفعل فعلتها أحياناً. هذا هو باختصار عبد الوهاب شوقي الذي كنت أود أن أكتب عنه منذ زمن طويل، وها أن الأوان قد آن كي تكون هذه الكتابة مبررة وتواكب حدثاً.

 ورغم أن شوقي عبّر في منشور عن إحباطه بسبب إلغاء عرض الفيلم وتكلّم عن «إجهاض الحلم الكبير إبان ولادته»، فإنني أعارضهُ بشدة في هذه النقطة: لا مكان للإحباط عند لحظة ولادة سينمائي

«آخر المعجزات» اقتبسه شوقي من قصّة قصيرة «المعجزة» لنجيب محفوظ التي صدرت في إطار مجموعة قصصية «خمّارة القط الأسود» (1969) تتألف من 19 قصّة تتناول مواضيع مختلفة. تأخذ القصص من خمّارة يتسكّع فيها قط أسود مسرحاً للأحداث.

الفيلم اقتباس حر إلى حدّ ما، أعاد شوقي من خلاله قراءة القصّة بما ينسجم مع تطلعاته. تبدأ الأحداث في الخمّارة، فنتعرف إلى يحيى (خالد كمال) الذي ستحدث له «معجزة». يحيى هذا، عاش حياته مكبّلاً عاجزاً، مرفوضاً من كلّ الذين يحيطون به. في أحد المشاهد، يقول: «جيت من بلدنا عشان ابقى شاعر عظيم، انتهى بي الحال مرمي في أوضة، أكتب أسامي الميتين وأهاليهم ونسايبهم». ثم يرده اتصال من زميله في «الأهرام» يبلغه بأنه أخطأ في كتابة اسم أحد المتوفين. يعقبه اتصال آخر من شخص مجهول يُدعى الشيخ مأمون يخبره بأنه الكائن المختار.

عالم جديد سينفتح أمامه بعد ذلك الاتصال، عالم الدراويش والصوفية والتأمل، إلى أن تنقلب الآية مجدداً في شيء أشبه بحلم معيش. ما سيراه يحيى سيكون بمثابة ولادة جديدة له. «تحت تراب السنين طلع في كنز!». بهذه الكلمات، يصف تلك الولادة التي هي في الكثير من الأحيان أقرب إلى ثقب أسود يبتلعه فيعيد صوغ علاقته بذاته وبالعالم الذي من حوله.

يحيى بائس المظهر، يجلس إلى بار بألوان خضراء دافئة يتصاعد منه صوت أم كلثوم وعبد الوهاب. يبدو وحيداً، لا جسدياً فحسب بل روحياً وعاطفياً كذلك، يرمقنا بنظرات مخيفة، ويظهر عليه الارتباك والخوف. إنه تائه في عتمة الليل والمصير المجهول. هل كان ينتظر شيئاً قبل الاتصال الغامض من الشيخ الغامض الذي سيقحمه في طقوس الصوفية حيث النَفس تترقّى وتتطهّر؟ يكفي أن نسمعه وهو يصف صوت الشيخ بالقول «كان هادئاً ورخيماً»، كي ندرك حجم الانقلاب الذي يحدث في حياته. لكن حذار الوقوع في الوهم. فهذا كله يستند إلى فراغ: إنها المعجزة والنبوءة غير المدعومتين بأي شيء سوى الإيمان الأعمى

أنجز شوقي فيلماً متماسكاً، بليغاً، تنسحب الجودة فيه على مستوى المراحل كافة، الكتابية والإخراجية والتمثيلية والمونتاجية، مما يجعلنا ننتظر القادم من المشاريع على أحر من الجمر، ومن المؤكد أنها ستأتي بوفرة. هذا فيلم لفنّان مثقّف، له مرجعياته وفلسفته، لا يقع في فخّ التحذلق والتنميط، ويقوم في جزء لا بأس به على تناقضات، إذ يجمع الرقّة بالقسوة، القاهرة الإسلامية بعالمها السفلي، الارتقاء بالنزول إلى الجحيم، وأخيراً الواقع بعالم حالم له رموزه وشروطه

 من خلال سينيفيليته والأسماء الكبيرة التي تعلّم منها، استمّد شوقي درساً مهماً: التعبير عن الرؤية بالصورة. وذلك بسلسلة لقطات معظمها ثابت. فأي شيء يمكن ان يُقدَّم الى المُشاهد بلغة الصورة، لا يقدّمه الفيلم إلا بلغة الصورة ولا شيء سوى الصورة، مع التذكير بأننا أساساً أمام أصل أدبي نُقل إلى الشاشة. وهذا وحده إنجاز مهم وتحدٍ في زمن سطوة الثرثرة والأفلام التي تبدو كحلقات تلفزيونية.

أما جبانات القاهرة التاريخية فيحولها شوقي إلى شخصية في ذاتها، معيداً إليها الاعتبار بكاميراه. العمار الإسلامي المرتبط بها، يتصدّر المشهد ليصبح نجم الفيلم، نازعاً هذا التراث الحضاري من مخالب التشويه الذي طاله، ليحتفي بالصوت الحقيقي الذي يخرج من باطنه.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

02.11.2024

 
 
 
 
 

جوائز مهرجان الجونة... بصمة فلسطينية تونسية لبنانية

آدم بيسا ولورا ويسمار يخطفان الأفضل بين الممثلين من الرجال والنساء

نجلاء أبو النجا 

قدم مهرجان الجونة السينمائي جائزة نجمة الجونة الخضراء للأفلام المعنية بالبيئة وفاز بها فيلم "الصراع لأجل لايكيبيا" وقيمتها 10 آلاف دولار.

شهدت جوائز الدورة السابعة من مهرجان الجونة السينمائي كثيراً من المفاجآت بتفوق ملحوظ للسينما الفلسطينية وحصدها عدداً من الجوائز البارزة وكذلك السينما اللبنانية.

ففي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ذهبت جائزة نجمة الجونة الذهبية للفيلم الروائي الطويل "أثر الأشباح" لجوناثان مييه، وتقدر قيمتها بـ50 ألف دولار، وهو فيلم من إنتاج فرنسي – ألماني - بلجيكي مشترك. بينما ذهبت جائزة نجمة الجونة الفضية للفيلم الروائي الطويل "المملكة" من إخراج جوليان كولونا من فرنسا وقيمتها 25 ألف دولار.

وحاز فيلم "الفتيات يبقين فتيات" جائزة نجمة الجونة البرونزية وقيمتها 15 ألف دولار. أما جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي روائي طويل فذهبت مناصفة بين الفيلم الفلسطيني "شكراً لأنك تحلم معنا" والتونسي "ماء العين" وقيمتها 20 ألف دولار.

وحصل على جائزة أفضل ممثل الفنان التونسي آدم بيسا عن دوره في فيلم "أثر الأشباح". وذهبت جائزة نجمة الجونة لأفضل ممثلة إلى الإسبانية لورا ويسمار بطلة فيلم "السلام عليك يا ماريا".

تفوق لبناني

وتصدرت السينما اللبنانية جوائز مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، وذهبت جائزة نجمة الجونة الذهبية للفيلم الوثائقي الطويل "نحن في الداخل" من لبنان إخراج فرح قاسم. بينما نال الفيلم الوثائقي الطويل "الموسيقى التصويرية للانقلاب" الجائزة الفضية ثم الفيلم "نوع جديد من البرية" الجائزة البرونزية.

وعلى رغم المشاركة غير الموفقة هذا العام من السينما المصرية بمهرجان الجونة باستثناء عدد قليل من الأفلام فاز بجائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي وثائقي طويل "رفعت عيني للسما" مناصفة مع الفيلم السوري "ذاكرتي مليئة بالأشباح".

الأفلام القصيرة

وفي جوائز مسابقة الأفلام القصيرة تصدرت السينما الفلسطينية وحصل على جائزة نجمة الجونة الذهبية للفيلم القصير "ما بعد" ثم نال الجائزة الفضية الفيلم الفلسطيني القصير "برتقالة من يافا" وتقاسم معه الجائزة نفسها الفيلم البرتغالي "كيف استعدنا والدتنا".

وذهبت جائزة نجمة الجونة البرونزية لفيلم "مد وجزر" للمخرجة اللبنانية الشابة ناي طبارة. وحصد الفيلم المصري "أمانة البحر" على جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي قصير. وحصل الفيلم المصري القصير "فجر كل يوم" على تنويه خاص من لجنة التحكيم.

وبالنسبة إلى جائزة سينما من أجل الإنسانية، ويمنحها جمهور المهرجان لفيلم يعنى بالقضايا الإنسانية ففاز بها الفيلم اللبناني "مشقلب" وقيمتها 20 ألف دولار. وقدم مهرجان الجونة السينمائي جائزة نجمة الجونة الخضراء للأفلام المعنية بالبيئة، وفاز بها فيلم "الصراع لأجل لايكيبيا" وقيمتها 10 آلاف دولار. وكان هناك تنويه خاص لفيلم "نوع جديد من البرية".

صحافية @nojaaaaa

 

الـ The Independent  في

02.11.2024

 
 
 
 
 

رسائل الدعم سيطرت على كلمات الفائزين والمكرمين..

السينما تنتصر لفلسطين ولبنان فى ختام مهرجان الجونة

أحمد فاروق

·        اللبنانى «نحن فى الداخل» أفضل فيلم وثائقى.. والفلسطينى «ما بعد» أفضل فيلم قصير.. والفرنسى «أثر الأشباح» أفضل فيلم روائى

·        الفيلمان المصريان «رفعت عينى للسما» و«أمانة البحر» يحصدان جائزة أفضل عربى فى الوثائقى والقصير.. وجائزة الروائى يقتنصها الفلسطينى «شكرا لأنك تحلم معنا

·        المهرجان أسند تقديم الحفل هذا العام للإعلامية اللبنانية أنابيلا هلال.. والفقرة الغنائية للمطربة الفلسطينية نويل حرمان

·        سميح ساويرس: لولا دعم الرعاة كنت أصبت باليأس بسبب زيادة التكلفة سنويا

·        نجيب ساويرس: السينما تلعب دورا مهما فى خدمة الإنسانية

·        عمرو منسى: الجمهور حجز 22 ألف تذكرة.. وعدد طلبات الاعتماد تجاوز 5 آلاف

اختتمت مساء أمس الأول الدورة السابعة لمهرجان الجونة السينمائى، بحفل توزيع الجوائز على الفائزين فى المسابقات المختلفة، وكان لافتا تفوق السينما الفلسطينية واللبنانية فى المنافسات، وتبع ذلك كلمات داعمة تنادى بالحرية للفلسطين والسلام للبنان.

بدأ الحفل الذى قدمته الإعلامية اللبنانية أنابيلا هلال بالوقوف دقيقة حداد على روحى الفنانين حسن يوسف ومصطفى فهمى، اللذان رحلا خلال فترة إقامة المهرجان، وقدم التحية لهما الفنانان سيد رجب وسلوى محمد على، قبل أن تصعد المديرة الفنية للمهرجان إلى المسرح لتسلم تكريم المخرجين اللبنانيين جوانا حاجى توما وخليل جريج، بجائزة الإنجاز الإبداعى، صعدت بعدها الفنانة الفلسطينية نويل حرمان، لتغنى «قلبى دليلى» للراحلة ليلى مراد، و«أهواك» للعندليب الراحل عبد الحليم حافظ، و«سهر الليالى» لجارة القمر فيروز.

عقب الوصلة الغنائية، صعد مؤسس المهرجان المهندس نجيب ساويرس، ليقدم جائزة «سينما من أجل الإنسانية» المستمد من اسمها شعار المهرجان، والتى ذهبت إلى الفيلم اللبنانى «مشقلب» إخراج لوسيان بورجيلى وبان فقيه ووسام شرف وأريج محمود، وقال «ساويرس» إنه يتشرف بتقديم الجائزة، مؤكدا على أن السينما تلعب دورا مهما فى خدمة الإنسانية، لذلك هو سعيد بتحقيق لبنان هذا البلد العربى للعديد من الجوائز خلال هذه الدورة.

المهندس سميح ساويرس مؤسس مدينة الجونة، ورئيس مجلس إدارة المهرجان، حرص خلال كلمته على توجيه الشكر لكل من حضر الدورة السابعة، وخص بالشكر الرعاة الذين ساهموا فى استمرار المهرجان، مؤكدا على أنه بدون دعمهم كان من الممكن أن يشعر باليأس بسبب كل تلك التكلفة، التى تزيد كل عام.

من جانبه قال المدير التنفيذى لمهرجان الجونة عمرو منسى، إن المهرجان كان يقال عنه خلال السنوات الماضية بأنه مهرجان للنخبة والفساتين، رغم أنه من يومه الأول يدعم الصناعة، والفضل فى ذلك يعود للمدير السابق للمهرجان الخبير انتشال التميمى، الذى وضع أساس هذا المهرجان ونحن نكمل من بعده، كاشفا عن أن عدد الاعتمادات فى السنوات السابقة كان يصل إلى 800، لكنه هذا العام وصل إلى 5 آلاف و500 طلب، كذلك عدد التذاكر هذا العام وصلت 22 ألف تذكرة سينما، وفى سوق المهرجان شارك هذا العام 22 شركة من مصر والوطن العربى.

وأكد «منسى» خلال كلمته على أن الجونة يمكن أن يكون واحدا من أهم المهرجانات على مستوى العالم، لأن مصر تستحق ومدينة الجونة بها جميع الإمكانيات، مشيرا فى الوقت نفسه على أن هذا العام هو أكثر عام وقفت فيه الدولة بجانبهم خاصة وزارة الثقافة ومحافظ البحر الأحمر.

عقب انتهاء كلمات إدارة المهرجان، أعلنت جوائز مسابقة الفيلم الروائى الطويل، حيث فاز فيلم «أثر الأشباح» إنتاج مشترك لفرنسا وألمانيا وبلجيكا للمخرج جوناثان ميلى، بنجمة الجونة الذهبية للفيلم الروائى الطويل، وقدرها 50,000 دولار أمريكى، وهو الفيلم الذى فاز بطله أيضا آدم بيسا بجائزة أفضل ممثل، فيما ذهبت جائزة أفضل ممثلة إلى لورا ويسمار عن دورها فى فيلم «السلام عليكِ يا ماريا» إخراج مار كول.

وذهبت جائزة نجمة الجونة الفضية وقدرها 25,000 دولار أمريكى، لفيلم «المملكة» من فرنسا إخراج جوليان كولونا، أما جائزة نجمة الجونة البرونزية قدرها 15,000 دولار أمريكى، ففاز بها فيلم «الفتيات يبقين فتيات» إنتاج مشترك للهند وفرنسا والنرويج والولايات المتحدة، من إخراج شوتشى تالاتى، وهو الفيلم نفسه الذى فاز أيضا بجائزة الاتحاد الدولى للنقاد (فيبريسى).

ذهب جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم روائى عربى، وقدرها 20,000 دولار أمريكى، إلى الفيلم الفلسطينى «شكرا لأنك تحلم معنا!» إخراج ليلى عباس، مناصفة مع الفيلم التونسى «ماء عين» إخراج مريم جعبر.

أما جائزة أفضل ممثل فحصل عليها آدم بيسا عن فيلم «أثر الأشباح» (فرنسا، ألمانيا، بلجيكا) من إخراج جوناثان ميلى، وأعلن ذلك فى حفل ختام مهرجان الجونة اليوم.

وفى مسابقة الأفلام الوثائقية، فاز الفيلم اللبنانى «نحن فى الداخل» إخراج فرح قاسم بجائزة نجمة الجونة الذهبية للفيلم الوثائقى، وقدرها 30,000 دولار أمريكى، كما فاز الفيلم نفسه بجائزة شبكة ترويج السينما الآسيوية (نيتباك) - NETPAC التى تمنح لأحسن فيلم آسيوى طويل.

وفاز بجائزة نجمة الجونة الفضية للفيلم الوثائقى وقدرها 15,000 دولار أمريكى، الفيلم البلجيكى «الموسيقى التصويرية للانقلاب» إخراج يوهان غريمونبريز، بينما ذهبت جائزة نجمة الجونة البرونزية للفيلم الوثائقى، وقدرها 7,500 دولار أمريكى، الفيلم النرويجى «نوع جديد من البرية» للمخرجة سيلى إيفينسمو جاكوبسن، أما جائزة أفضل فيلم وثائقى عربى، وقدرها 30,000 دولار أمريكى، فمنحنتها لجنة التحكيم للفيلم المصرى «رفعت عينى للسما» للمخرجين ندى رياض وأيمن الأمير، مناصفة مع الفيلم السورى «ذاكرتى مليئة بالأشباح» للمخرج أنس الزواهرى.

وفى مسابقة الفيلم القصير، فاز الفيلم الفلسطينى «ما بعد» بجائزة نجمة الجونة الذهبية لأفضل فيلم قصير، وهو من إخراج مها حاج، بينما ذهبت جائزة نجمة الجونة الفضية إلى الفيلم الفيلم الفلسطينى «برتقالة من يافا»، إخراج محمد المُغنّى، مناصفة مع البرتغالى «كيف استعدنا والدتنا» إخراج جونكالو وادينغتون، مناصفة مع أما الجائزة البرونزية، ففاز بها الفيلم اللبنانى «مد وجزر» إخراج ناى طبَّارة.

أما جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربى قصير، ففاز بها الفيلم المصرى «أمانة البحر»، من إخراج هند سهيل، كما حصل الفيلم المصرى «فجر كل يوم»، إخراج أمير يوسف، على تنويه خاص، وكذلك الفيلم السويسرى القصير،« بلا صوت» إخراج صامويل باتى. خلال حفل الختام أيضا أعلنت جائزة نجمة الجونة الخضراء، والتى ذهبت إلى الفيلم الكينى «الصراع لأجل لايكيبيا» من إخراج دافنى ماتزياراكى، وبيتر موريمى.

 

####

 

السينما تنتصر لفلسطين ولبنان في ختام الدورة السابعة لمهرجان الجونة

أحمد فاروق:

·        رسائل الدعم سيطرت على كلمات الفائزين والمكرمين

·        -اللبناني "نحن في الداخل" أفضل فيلم وثائقي.. والفلسطيني "ما بعد" أفضل فيلم قصير.. والفرنسي فيلم "أثر الأشباح" أفضل فيلم روائي

·        الفيلمان المصريان "رفعت عيني للسما" و"أمانة البحر" يحصدان جائزة أفضل عربي في الوثائقي والقصير.. وجائزة الروائي يقتنصها الفلسطيني "شكراً لأنك تحلم معنا"

·        المهرجان أسند تقديم الحفل هذا العام للإعلامية اللبنانية أنابيلا هلال.. والفقرة الغنائية للمطربة الفلسطينية نويل حرمان

·        سميح ساويرس: لولا دعم الرعاة كنت أصبت باليأس بسبب زيادة التكلفة سنويا

·        نجيب ساويرس: السينما تلعب دورا مهما في خدمة الإنسانية

·        عمرو منسي: الجمهور حجز 22 ألف تذكرة.. وعدد طلبات الاعتماد تجاوز 5 آلاف

اختتمت مساء أمس الدورة السابعة لمهرجان الجونة السينمائي، بحفل توزيع الجوائز على الفائزين في المسابقات المختلفة، وكان لافتًا تفوق السينما الفلسطينية واللبنانية، في المنافسات، وتبع ذلك كلمات داعمة تنادي بالحرية للفلسطين والسلام للبنان.

بدأ الحفل الذي قدمته الإعلامية اللبنانية أنابيلا هلال، بالوقوف دقيقة حداد، على روحي الفنانين حسن يوسف ومصطفى فهمي، اللذان رحلا خلال فترة إقامة المهرجان، وقدم التحية لهما الفنانين سيد رجب وسلوى محمد علي، قبل أن تصعد المديرة الفنية للمهرجان إلى المسرح لتسلم تكريم المخرجين اللبنانيين جوانا حاجي توما وخليل جريج، بجائزة الإنجاز الإبداعي، صعدت بعدها الفنانة الفلسطينية نويل حرمان، لتغني "قلبي دليلي" للراحلة ليلي مراد، و"أهواك" للعندليب الراحل عبدالحليم حافظ، و"سهر الليالي" لـ فيروز.

عقب الوصلة الغنائية، صعد مؤسس المهرجان المهندس نجيب ساويرس، ليقدم جائزة "سينما من أجل الإنسانية" المستمد من اسمها شعار المهرجان، والتي ذهبت إلى الفيلم اللبناني "مشقلب" إخراج لوسيان بورجيلي، وبان فقيه، ووسام شرف، وأريج محمود، وقال ساويرس، إنه يتشرف بتقديم الجائزة، مؤكدا أن السينما تلعب دورا مهما في خدمة الإنسانية، لذلك هو سعيد بتحقيق لبنان هذا البلد العربي للعديد من الجوائز خلال هذه الدورة.

وحرص المهندس سميح ساويرس مؤسس مدينة الجونة، ورئيس مجلس إدارة المهرجان، خلال كلمته على توجيه الشكر لكل من حضر الدورة السابعة، وخص بالشكر الرعاة الذين ساهموا في استمرار المهرجان، مؤكدا أنه بدون دعمهم كان من الممكن أن يشعر باليأس بسبب كل تلك التكلفة، التي تزيد كل عام.

من جانبه قال المدير التنفيذي لمهرجان الجونة عمرو منسي، إن المهرجان كان يقال عنه خلال السنوات الماضية بأنه مهرجان للنخبة والفساتين، رغم أنه من يومه الأول يدعم الصناعة، والفضل في ذلك يعود للمدير السابق للمهرجان الخبير انتشال التميمي، الذي وضع أساس هذا المهرجان ونحن نكمل من بعده، كاشفا أن عدد الاعتمادات في السنوات السابقة كان يصل إلى 800، لكنه هذا العام وصل إلى 5 آلاف و500 طلب، كذلك عدد التذاكر هذا العام وصلت 22 ألف تذكرة سينما، وفي سوق المهرجان شارك هذا العام 22 شركة من مصر والوطن العربي.

وأكد منسي خلال كلمته، أن الجونة يمكن أن يكون واحد من أهم المهرجانات على مستوى العالم، لأن مصر تستحق ومدينة الجونة بها جميع الإمكانيات، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هذا العام هو أكثر عام وقفت فيه الدولة بجانبهم خاصة وزارة الثقافة ومحافظ البحر الأحمر.

عقب انتهاء كلمات إدارة المهرجان، أعلنت جوائز مسابقة الفيلم الروائي الطويل، حيث فاز فيلم "أثر الأشباح" إنتاج مشترك لفرنسا وألمانيا وبلجيكا للمخرج جوناثان ميلي، بنجمة الجونة الذهبية للفيلم الروائي الطويل، وقدرها 50.000 دولار أمريكي، وهو الفيلم الذي فاز بطله أيضا آدم بيسا بجائزة أفضل ممثل، فيما ذهبت جائزة أفضل ممثلة إلى لورا ويسمار عن دورها في فيلم "السلام عليكِ يا ماريا" إخراج مار كول.

وذهبت جائزة نجمة الجونة الفضية وقدرها 25.000 دولار أمريكي، لفيلم "المملكة" من فرنسا إخراج جوليان كولونا، أما جائزة نجمة الجونة البرونزية قدرها 15.000 دولار أمريكي، ففاز بها فيلم "الفتيات يبقين فتيات" إنتاج مشترك للهند وفرنسا والنرويج والولايات المتحدة، من إخراج شوتشي تالاتي، وهو الفيلم نفسه الذي فاز أيضا بجائزة الإتحاد الدولي للنقاد "فيبريسي".

وذهبت جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم روائي عربي، وقدرها 20.000 دولار أمريكي، إلى الفيلم الفلسطيني "شكراً لأنك تحلم معنا!" إخراج ليلى عباس، مناصفة مع الفيلم التونسي "ماء عين" إخراج مريم جعبر.

أما جائزة أفضل ممثل فحصل عليها آدم بيسا عن فيلم "أثر الأشباح" (فرنسا، ألمانيا، بلجيكا) من إخراج جوناثان ميلي، وأعلن ذلك في حفل ختام مهرجان الجونة اليوم.

وفي مسابقة الأفلام الوثائقية، فاز الفيلم اللبناني "نحن في الداخل" إخراج فرح قاسم بجائزة نجمة الجونة الذهبية للفيلم الوثائقي، وقدرها 30.000 دولار أمريكي، كما فاز الفيلم نفسه بجائزة شبكة ترويج السينما الآسيوية "نيتباك" - NETPAC التي تمنح لأحسن فيلم آسيوي طويل.

وفاز بجائزة نجمة الجونة الفضية للفيلم الوثائقي وقدرها 15.000 دولار أمريكي، الفيلم البلجيكي "الموسيقى التصويرية للانقلاب" إخراج يوهان غريمونبريز، بينما ذهبت جائزة نجمة الجونة البرونزية للفيلم الوثائقي، وقدرها 7.500 دولار أمريكي، الفيلم النرويجي "نوع جديد من البرية" للمخرجة سيلي إيفينسمو جاكوبسن، أما جائزة أفضل فيلم وثائقي عربي، وقدرها 30.000 دولار أمريكي، فمنحنتها لجنة التحكيم للفيلم المصري "رفعت عيني للسما" للمخرجين ندى رياض وأيمن الأمير، مناصفة مع الفيلم السوري "ذاكرتي مليئة بالأشباح" للمخرج أنس الزواهري.

وفي مسابقة الفيلم القصير، فاز الفيلم الفلسطيني "ما بعد" بجائزة نجمة الجونة الذهبية لأفضل فيلم قصير، وهو من إخراج مها حاج، بينما ذهبت جائزة نجمة الجونة الفضية إلى الفيلم الفيلم الفلسطيني "برتقالة من يافا"، إخراج محمد المُغنّي، مناصفة مع البرتغالي "كيف استعدنا والدتنا" إخراج جونكالو وادينغتون، مناصفة مع أما الجائزة البرونزية، ففاز بها الفيلم اللبناني "مد وجزر" إخراج ناي طبَّارة.

أما جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي قصير، ففاز بها الفيلم المصري "أمانة البحر"، من إخراج هند سهيل، كما حصل الفيلم المصري "فجر كل يوم"، إخراج أمير يوسف، على تنويه خاص، وكذلك الفيلم السويسري القصير، "بلا صوت" إخراج صامويل باتي.

خلال حفل الختام أيضا أعلنت جائزة نجمة الجونة الخضراء، والتي ذهبت إلى الفيلم الكيني "الصراع لأجل لايكيبيا" من إخراج دافني ماتزياراكي، وبيتر موريمي.

 

الشروق المصرية في

02.11.2024

 
 
 
 
 

السينما العربية تسيطر على جوائز «مهرجان الجونة»

فلسطين ولبنان تصدَّرا المشهد في حفل الختام

الجونة مصرانتصار دردير

سيطرت السينما العربية على جوائز الدورة السابعة لمهرجان الجونة السينمائي بمحافظة البحر الأحمر (جنوب شرقي القاهرة)، فقد فاز لبنان بـ4 جوائز، وفازت فلسطين بـ3 جوائز، بالإضافة إلى فوز مصر وسوريا وتونس في مسابقات متنوعة.

وأُسدل الستار على الدورة السابعة للمهرجان بحفل، أُقيم مساء الجمعة، في ليلة جاءت لبنانية - فلسطينية بامتياز، إذ شهدت خلاف الجوائز، تكريم المخرجَين اللبنانيَّين جوانا حاجي توما وخليل جريج اللذين منحهما المهرجان جائزة «الإنجاز الإبداعي»، وأهدت جوانا الجائزة إلى بلدها لبنان، وإلى فلسطين وغزة، بينما قدمت الحفل الإعلامية اللبنانية، أنا بيلا هلال، في حين أحيت المطربة الفلسطينية نويل خرمان حفل الختام، وقدمت «ميدلي» لأغنيات عربية وأجنبية لعبد الحليم حافظ، وليلى مراد، وفيروز وويتني هيوستن.

وكان الحفل قد بدأ بالوقوف دقيقة حداداً على روح الفنانَين المصريَّين الراحلَين حسن يوسف ومصطفى فهمي، وقدَّم فقرته الفنانان سيد رجب وسلوى محمد علي.

وألقى رجل الأعمال سميح ساويرس مؤسس مدينة الجونة، كلمةً وجَّه الشكر فيها لعمرو منسي المدير التنفيذي للمهرجان، وللرعاة الذين أسهموا في استمرار المهرجان بقوة، قائلاً إنه «حقق خطوات جديدة هذه الدورة».

وتحدَّث منسي بالأرقام قائلاً إن «طلبات الاعتمادات للمهرجان ارتفعت هذا العام إلى 5500 طلب، بينما كانت في السابق 800، كما بلغ عدد التذاكر 22 ألف تذكرة»، مؤكداً أن «مهرجان الجونة يمكن أن يكون واحداً من أهم المهرجانات على مستوى العالم»، مشيداً بالدور الذي قام به انتشال التميمي، المدير السابق للمهرجان في وضع أساسه.

وقدَّم مؤسس مهرجان الجونة، رجل الأعمال نجيب ساويرس، جائزة «سينما من أجل الإنسانية» التي تتم بتصويت الجمهور، وفاز بها الفيلم اللبناني «مشقلب» للوسيان بورجيلي، وبان فقيه، ووسام شرف، وأريج محمود؛ الذي تناول، عبر 4 حكايات، أحداثاً يشهدها لبنان، وقدَّم صناع الفيلم الشكر لجمهور الجونة، وقاموا بإهداء الجائزة للبنان وفلسطين. كما حاز الفيلم الوثائقي اللبناني «نحن في الداخل» للمخرجة فرح قاسم «الجائزة الذهبية للفيلم الوثائقي» لتميزه في توثيق واقع الحياة اليومية بقالب إبداعي متقن، كما فاز الفيلم نفسه بجائزة «نيتباك» لأفضل فيلم آسيوي طويل. وتحدَّثت المخرجة في رسالة قرأها إلياس خلاط مؤسس مهرجان طرابلس للأفلام، حيث أهدت الجائزة لكل اللبنانيين والفلسطينيين. وفاز الفيلم اللبناني القصير «مد وجزر» للمخرجة ناي طبارة بالجائزة البرونزية لأفضل فيلم قصير.

وحازت السينما الفلسطينية 3 جوائز مهمة؛ حيث فاز فيلم «شكراً لأنك تحلم معنا» للمخرجة ليلى عباس بـ«جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم روائي عربي»، مناصفةً مع الفيلم التونسي «ماء العين» للمخرجة مريم جعبر.

ودعت عباس خلال تسلم الجائزة بالحرية لفلسطين، والسلام للبنان، وأهدت جائزتها لنساء فلسطين. وفاز الفيلم الفلسطيني القصير «ما بعد» للمخرجة مها الحاج بالجائزة الذهبية لأفضل فيلم قصير، بينما حاز فيلم «برتقالة من يافا» للمخرج محمد المغني بجائزة «نجمة الجونة الفضية» مناصفةً مع الفيلم البرتغالي «كيف استعدنا والدتنا» للمخرج جونكالو وادينغتون.

وقال الفنان الفلسطيني كامل الباشا بطل فيلم «برتقالة من يافا» والمشارك بفيلم «شكراً لأنك تحلم معنا» في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «لقد شاهدت الأفلام الفلسطينية واللبنانية التي شاركت بالمهرجان، ورأيت أنها قدمت مستوى فنياً متميزاً، وعبَّرت عن قصص حقيقية في واقعها، لذا أرى أن هذا الفوز الذي تَحقَّق نتيجةٌ طبيعيةٌ لجهد الذين عملوا عليها، كما أن التصويت تم عبر لجنة تحكيم دولية».

وتُوج فيلم «أثر الأشباح»، للمخرج جوناثان ميلي وإنتاج كل من فرنسا وألمانيا وبلجيكا، بجائزة «نجمة الجونة الذهبية للفيلم الروائي الطويل»، وقدرها 50 ألف دولار. كما فاز بطل الفيلم آدم بيسا بجائزة أفضل ممثل، في حين ذهبت جائزة أفضل ممثلة إلى لورا ويسمار عن دورها في فيلم «السلام عليك يا ماريا» للمخرجة ماركول.

وفاز الفيلم المصري «رفعت عيني للسما» للمخرجَين ندى رياض وأيمن الأمير، وهو إنتاج مشترك بين مصر وفرنسا والدنمارك والسعودية وقطر، بجائزة «نجمة الجونة لأفضل فيلم وثائقي عربي»، مناصفةً مع الفيلم السوري «ذاكرتي مليئة بالأشباح» للمخرج أنس زواهري لتميزهما في السرد الوثائقي.

كما حصل الفيلم المصري القصير «أمانة البحر» للمخرجة هند سهيل على جائزة «أفضل فيلم عربي قصير». وحاز فيلم «فجر كل يوم» للمخرج أمير يوسف على «تنويه خاص» من لجنة تحكيم الفيلم القصير مناصفةً مع الفيلم السويسري «بلا صوت».

وحصد فيلم «الموسيقى التصويرية للانقلاب»، إنتاج كل من بلجيكا وفرنسا وهولندا، «جائزة نجمة الجونة الفضية للفيلم الوثائقي»، في حين ذهبت الجائزة البرونزية للفيلم النرويجي «نوع جديد من البرية» للمخرجة سيلي إيفيينسمو جاكوبسن. وحاز الفيلم الفرنسي «المملكة» للمخرج جوليان كولونا «جائزة الجونة الفضية لأفضل فيلم روائي طويل».

وكان للسينما الهندية نصيبٌ من الجوائز، حيث تُوِّج فيلم «الفتيات يبقين فتيات» للمخرجة شوتشي تالاتي بـ«الجائزة البرونزية لأفضل فيلم طويل»، وجائزة «فيبرسي لأفضل فيلم»، التي يقدمها الاتحاد الدولي للنقاد.

وعدّت الناقدة المصرية ماجدة موريس أن الجوائز ذهبت لأفلام فلسطينية تناولت معاناة وأزمات يعيشها الفلسطينيون في الواقع، كما في فيلم «برتقالة من يافا» وكذلك في الأفلام اللبنانية التي عكست حكايات مؤلمة مثل فيلم «مشقلب»، مؤكدة أنها حصلت على الجوائز عن جدارة واستحقاق وليس عن تعاطف، كما أشادت بتميز المشارَكات العربية الذي جعلها قادرةً على المنافسة هذه الدورة وأوصلها للجوائز. ولفتت موريس إلى أن «مهرجان الجونة يعيد اكتشاف نفسه في دورته السابعة عبر برامج جديدة وفعاليات اهتمت بتطوير كل عناصر الفيلم السينمائي».

وكان المهرجان قد استحدث في دورته السابعة، التي أُقيمت بمشاركة 83 فيلماً، جائزة جديدة بعنوان «ما وراء الكاميرا»؛ لتكريم الفنانين الذين يعملون خلف الكاميرا، كما قدَّم لأول مرة جوائز لدعم إنتاج الأفلام القصيرة، وفازت 3 مشروعات أفلام بجوائز مالية بلغت 2.25 مليون جنيه (الدولار يعادل نحو 49 جنيهاً مصرياً)، وقدمت منصة «سيني جونة» جوائز لمشروعات أفلام عربية بلغت نحو 400 ألف دولار.

 

الشرق الأوسط في

02.11.2024

 
 
 
 
 

«الجونة».. وضبط الجرعة في التعامل مع الأزمات!

طارق الشناوي

سألنى أحد الأصدقاء، هل ستتغير الصورة الذهنية لمهرجان الجونة ويتم التعامل معه باعتباره تظاهرة ضخمة للأفلام الأكثر إبداعا وجرأة فى العالم، وليس كما يحاول البعض أن ينعته بأنه مجرد ديفيليه للفساتين الأكثر جرأة؟، قلت له مع الأسف، أغلب متابعى السوشيال ميديا لن يسمحوا بتغيير تلك الصورة، وسوف يتصيدون أى فستان عابر هنا أو هناك ليسرق الكاميرا، وأزيدك من الشعر بيتا وهو أسوأ الأبيات، أن بعض المتابعين من الإعلاميين داخل المهرجان لديهم نفس النهم فى اصطياد أى فستان عابر، وإحالة الحبة إلى قبة والفستان إلى مانشيت. نظرة محايدة تؤكد أننا استمتعنا بعدد لا بأس به من أفضل الأفلام، العالمية والعربية، ولكنهم مع الأسف لن يتذكروا إلا الفستان إياه.

الصورة لن تتغير فى دورة أو اثنتين ولكن بالتراكم، من خلال فريق عمل يجيد التعامل مع تلك المواقف. مهرجان الجونة واجه أثناء انعقاده الكثير من الأحداث المفاجئة، تعامل معها باحترافية، جاء فى البداية خبر رحيل الفنان القدير حسن يوسف الذى صار حضوره جزءا عزيزا من تاريخنا المرئى، وبعدها بساعات ودعنا النجم القدير الوسيم الخلوق مصطفى فهمى، ومنذ إعلان الخبرين، والمهرجان يعلن من خلال فعالياته الحزن، وفى نفس الوقت واصل فعالياته وحتى الختام. أجاد ضبط الجرعة التى لا تتناقض مع استمرار العروض، احتل الفنانان الكبيران مساحة تليق بهما، وفى حفل الختام شاهدنا سيد رجب وسلوى محمد على، وهما يقدمان لهما الوداع الذى يستحقانه.

حفل الختام بوجه عام على خشبة المسرح، كان أفضل من الافتتاح، وهو ما يدفع إدارة المهرجان إلى إجراء بروفات أكثر على الفقرات حتى يضمن أن ضربة البداية تأتى أيضا لصالحه.

المهرجان واجه قبل ساعات من الافتتاح طعنة مباغتة من الرقابة، عندما أصدرت قرارا يغيب عنه الوعى، بمنع عرض الفيلم القصير المأخوذ عن قصة نجيب محفوظ «آخر المعجزات» إخراج عبد الوهاب شوقى، كنت أتمنى أن يتدخل وزير الثقافة د. أحمد هنو ويعالج الأمر بقراءة سياسية، لأننا خسرنا الكثير بسبب هذا القرار الذى أراه عشوائيا وغير مبرر.

جاء قرار إدارة المهرجان بضبط مشاعر الغضب، لأن من الصالح ألا يدخل فى معركة مباشرة مع الرقابة، والكل يعلم أن الرقيب يملك الكثير من الأوراق، وللموظف المسؤول صلاحيات مطلقة تمنحه الحق فى أى مهرجان بسحب الموافقة على أى عمل فنى حظى مسبقا بالموافقة.

«الجونة» أسدل ستائره عن الدورة السابعة، لنعيد فتحها مجددا بعد أن أيقظتنا من غفوتنا تلك المجموعة من الأفلام التى حظى بها، وجزء معتبر منها يحمل الصفة العربية. ستكتشف أن أى فيلم مصرى وجد صدى سواء فى مهرجان داخل الحدود أو خارجها، لديه دعم مالى خارجى، وأيضا رحابة فكرية مهدت له حرية التعبير، وهو ما يفرض علينا أن نتأمل حالنا ونبحث عن إجابة لهذا السؤال: ما الذى أوصلنا إلى هذا المستوى؟. كما أننا يجب ألا ننتظر مجاملة من لجان التحكيم، للبلد صاحب الأرض، تلك المجاملة تؤدى حتما إلى نفس الإحساس الذى يشعر به المريض بعد حصوله على أدوية مسكنات لا تعالج أصل الداء، تمنحه فقط ساعات من الارتياح الكاذب، والحديث له شجون، قبل أن نكمل علينا أن نطل على الفيلم الذى نال نجمة الجونة الذهبية، من الممكن أن تجد جزءا من الإجابة، أو فى الحد الأدنى بداية الخيط.

نال فيلم «أثر الأشباح» للمخرج جوناثان ميلى الجائزة الأهم لأفضل فيلم روائى طويل، وهو بالمناسبة أول أفلامه الروائية الطويلة، المسابقة قطعا زاخرة بالأفلام القادرة على المنافسة، إلا أنه اقتنص الجائزة عن جدارة.

الشريط يتكئ على الجرأة الفنية والفكرية، فهو يتجاوز مأزق الانتقام الشخصى الذى يعيشه البطل، بسبب من عذبوه أثناء الثورة السورية، مما دفعه للهجرة خارج الحدود، ينتقل المخرج إلى الإنسان بكل دوافعه ليس فقط الضحية ولكن أيضا الجلاد.

كثيرا ما انتقدت الرقابة بسبب نظرتها المتوجسة فى قراءة العمل الفنى، فهى تردد على طريقة المطرب حكيم (افرض مثلا.. مثلا.. يعنى)، ولهذا تفضل إيثارا للسلامة الرفض، إلا أنها هذه المرة امتلكت قدرا من الجرأة، وصرحت بالموافقة على تداول الفيلم، لم تنصت لهذا الصوت الذى يعلو بين الحين والآخر خوفا من احتمال الغضب، ولا أدرى هل أدركت الرقابة ذلك وتسامحت فى العرض وراهنت على الفن، أم أن الأمر تجاوز قراءة الرقيب وفريق العمل، ولم يدركوا تلك الحساسية الكامنة؟.

فى الحالتين سواء أكانت رمية بغير رام، أو لها رام، ومع سبق الإصرار، فإننا استمتعنا بالفيلم، وأتصور أنه أكثر الأفلام داخل المسابقة التى حظيت بإقبال جماهيرى، وكما يبدو أن للأشرطة المختلفة رائحة تسبقها وتجعل المؤشر يتوجه إليها.

ولا يزال مهرجان الجونة يحمل الكثير من الأفلام والحكايات التى تستحق منا غدا إطلالة أخرى وأخيرة!.

 

المصري اليوم في

03.11.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004