محمود حميدة في جلسة حوارية عن مسيرته الفنية
:
تكريم مهرجان الجونة جعلني أعرف قيمتي عند الناس
الجونة ـ «سينماتوغراف»
تصدر اسم الفنان محمود حميدة، قوائم تريند محرك البحث جوجل،
ومواقع التواصل الاجتماعي، عقب تكريمه، مساء أمس الخميس، بجائزة «الإنجاز
الإبداعي»، في افتتاح مهرجان الجونة السينمائي في دورته السابعة.
وأقيمت اليوم أولى ندوات المهرجان للفنان محمود حميدة،
وأدارتها الممثلة مريم الخشت، بحضور عدد من النجوم، وتحدث خلالها عن مشواره
الفني واستعاد ذكريات بداياته وأهم الأعمال التي قدمها.
كشف الفنان محمود حميدة، خلال جلسته الحوارية، عن كواليس
مختلفة بشأن فيلمه الشهير «جنة الشياطين» الذي قدمه بالاشتراك مع عدة
فنانين بينهم لبلبة.
وقال حميدة إنه من أجل فيلم «جنة الشياطين»، الذي عُرض في
1999، قرر خلع أسنانه بالكامل، من أجل مصداقية الدور، إذ قدم فيه دور شخص
متوف.
وتابع حميدة أن في بدايته قدم فيلم «فارس المدينة»، إذ كان
أولى بطولاته، وقال إن العمل ظروف تصويره كانت صعبة والسبب أن منتج العمل
لم يوفر له مساعداً، لذلك كان يضطر حميدة أن يكون معه كل يوم ملابسه موضوعة
في حقيبة على ظهره، لذلك كان يشعر أنه مثل «عُمال التراحيل».
وتحدث حميدة عن فكرة تقمص الشخصيات، مشيرًا إلى أن الأمر
أحيانًا يصبح مثل المرض، قائلًا: «التقمص نوع من الشيزوفرينيا، وأنا رأيت
فناناً أجنبياً شهيراً قدم دور طرزان ثم تقمص الدور حتى أصبح يسير في
الشارع بملابس الشخصية وهو يبلغ من العمر 90 عامًا».
وقال محمود حميدة ردًا على سؤال أحد المخرجين الشباب، الذي
أراد فِهم كيف يمكن أن يضمن فرص عمل أو يُوجد لنفسه مكاناً في السوق مثل
خريجي الكُليات الأخرى: «أرى أن الحل يتمثل في طلب من كل العاملين في
الحقل، كتابة ورقة عن كيف يرون الصناعة، ويتم بحثها، ثم تكتب على شكل
قانون، ويرفع للسلطات من أجل إقراره».
وتابع حميدة: «هذا القانون سوف ينتج عنه أن معهد السينما
سوف يصبح مثل كلية هندسة، وكل شخص يعرف في أي مجال يعمل».
وضمن حديثه كشف عن تفاصيل في حياة الراحل يوسف شاهين
وكواليس التعاون معه، وأكد على نظامه وسهولة التعامل معه فضلًا عن اهتمام
يوسف شاهين بكل من يشاركه العمل، مؤكدًا أن صعوبة التعامل معه فكرة غير
دقيقة، قائلاً: "يوسف شاهين مخرج منظم ومرتب، ويعمل بخطة واضحة تعرف فيها
كل مجموعة عمل مسئولياتها مسبقًا بوقت كافٍ، ما يجعل العمل سلسًا ويخفف من
الضغوط." وأشار إلى أن التنظيم الذي كان يعتمد عليه شاهين يعفي فريق العمل
من مسئوليات كبيرة، مؤكدًا أنه بدون هذا التنظيم كان من الممكن أن يصبح
العمل أكثر تعقيدًا.
وأضاف محمود حميدة «لم أكن أعرف معني التكريم والهدية لكني
استوعبت ذلك بعد عمر الأربعين، والهدية تعمل تقارب بين الأشخاص، وكنت
قديماً عندما أعرف انني سأستلم جائزة أشعر برغبتي في الاختباء».
وتابع: «وما حدث أمس على مسرح مهرجان الجونة جعلني أري كيف
يراني الناس».
وخلال الندوة أطلق حميدة تصريحاً مثيراً للجدل، حيث وصف
مهنة التمثيل بأنها "فنون تسالي"، وهو التصريح الذي أثار حوارا واسعا حول
طبيعة الفن والترفيه.
جاء تصريح حميدة في سياق حديثه عن طبيعة عمل الممثل، حيث
أكد أن الممثل لا يمارس مهنة بمعنى الكلمة التقليدي، بل هو يعيش في عالم من
الخيال والتجسيد، يقدم خلاله المتعة والترفيه للجمهور، واستند حميدة في هذا
الرأي إلى حقيقة أن الناس يتوجهون لمشاهدة الأفلام والمسلسلات بهدف
الاستمتاع والتسلية، وبالتالي فإن الممثل يقوم بدور أساسي في توفير هذا
النوع من المتعة.
كما أكد قائلاً: "الفنان الذي يرفض النقد لديه خلل وعليه
إصلاحه، وقديما الفنون كانت عبارة عن عبادات إلى أن خرجت بعيداً عن الإطار
الديني".
وطرحت على حميدة مجموعة كبيرة من الأسئلة حول مسيرته الفنية
الطويلة، وكواليسها، ومن ضمنها كان سؤال حول كيف يتصرف عندما يتم عرض فيلم
له، كونه تم الحديث خلال الفترة الماضية، عن منع فيلمه "الملحد" من العرض.
وفاجأ حميدة الصحفيين حينما قال لهم إنه لا يشعر بأي مشكلة،
عندما يتم منع عرض عمل من أعماله، وأوضح قائلًا: هذه الحكاية أعرفها من
زمان، ودائمًا أقول عندما أنهي شغلي في أي فيلم، لابد أن أثق في الشخصية
التي قدمتها، وأترك ما دون ذلك ورائي، مؤكداً أنه لا يهتم أيضًا لما يحققه
الفيلم من إيرادات بعد طرحه، وقال: لست مهتمًا أن أعرف كم حقق الفيلم
إيرادات ولم يكن يومًا من ضمن اهتماماتي، وحتى عندما يتم منع فيلم من
أفلامي، فليكن ذلك ولا أعيره أكثر مما يستحق.
حضر الجلسة الحوارية مجموعة كبيرة من الفنانين وأصدقاء
الفنان محمود حميدة، منهم رانيا يوسف، حسين فهمي، لبلبة، حسين فهمي، أشرف
زكي، نور النبوي، المنتج محمد العدل، إيناس الدغيدي، بوسي شلبي، وغيرهم من
الفنانين. |