ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان القاهرة السينمائي انطلق بثبات وموقف يجسّد صراعاً صامتاً بين حالتين

القاهرةمحمد رُضا

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الخامسة والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

على الطائرة المتجهة إلى القاهرة من دبي جلس لبنانيان يعملان في شؤون التوزيع والإنتاج في شركتين؛ واحدة تنشط في السعودية، والأخرى مركزها في الإمارات العربية المتحدة.

استمعت إليهما، وقد جاء مقعدي بالقرب منهما، يتحدثان فيما سيقومان به خلال وجودهما في الدورة الخامسة والأربعين لهذا المهرجان السينمائي العريق الذي انطلق عام 1976.

أن يحضر ممثلو شركات إنتاج عربية أو أجنبية ليس وضعاً خاصاً بالنسبة إلى مهرجان القاهرة، لكنه دلالة على اهتمام بعض الشركات العاملة في مجالي الإنتاج والتوزيع بهذا المهرجان؛ لمتابعة أعمال سبق التعاقد عليها (وبعضها إلى العروض قريباً)، أو للتعاقد على مشروعات جديدة.

فن أو تجارة

سألت أحدهما عن ذلك، فأجاب أن شركته توزّع أفلامها العربية، حين إنتاجها، على منصة «أمازون»، إلى جانب ما تعرضه في صالات السينما.

ذكرت له أن ما يُعرض على المنصات وفي صالات السينما من أفلام عربية (مصرية أساساً) في غالبيتها هي كوميدية دون أي مستوى مقبول. اعترف بذلك، لكنه أضاف: «أتوقع نهضة جديدة للسينما المصرية في المستقبل القريب. لن يبقى الحال على ما هو عليه الآن. السينما المصرية ستعود بقوة خلال العام المقبل».

هذا ممكن بالطبع، فالسينما المصرية سبق لها أن مرّت بأزمات سادت فيها ركاكة المُنتَج من الأفلام، ثم خرجت منها دون أن تطيح جانباً بما اعتادت عليه، بسبب جمهور محلي يقبل عليها بكثافة. لكن الواقع على شاشات صالات السينما في الإمارات، على سبيل المثال، يُشير إلى أن هذه الأفلام السريعة صنعاً تمر في صالات السينما دون القدرة على المكوث لأكثر من أسبوعين. بعض الأفلام أخفقت في أسبوع واحد.

إنه صراع دائم بين نوعَين من السينما: واحد طموح للتحليق فنياً، وآخر يسعى دوماً «لِدوْبَلة» تكلفته ومضاعفة أرباحه بالبقاء في طي الأعمال ذات الهدف التجاري المحض. النوع الأول دائماً متراجع في رقعة التجارة، لكنه كان حتى نهاية الثمانينات حاضراً بتعدد؛ بفضل مخرجين من أمثال عاطف الطيب ومحمد خان وداوود عبد السيد وهالة خليل ورضوان الكاشف من بين آخرين. لاحقاً اقتصرت هذه المحاولات على عدد أقل وإنتاجات متباعدة.

هذا الصراع الصامت بين طموح وواقع يوظّفه مهرجان القاهرة السينمائي؛ لأنه في المقام الأول يقدّم عروضاً لأفلام فنية غير جماهيرية، لكنه إذ بات يستقبل منتجين وموزعي أفلام من خارج مصر فإن الوضع الناتج ربما يفيد في تليين موقف هؤلاء تجاه الفيلم الفني واعتماده في برامج عروضهم المقبلة.

المسألة لن تكون سهلة، لكن إذا ما كان الفيلم المصري المصنوع للجمهور يخفق في البقاء في دور السينما لأكثر من أسبوع أو اثنين، فإنه من المحتمل أن يتيح المنتجون للأفلام البديلة عروضاً مستحقة.

استقطاب لموقف

انطلق المهرجان كما خُطط له أن ينطلق: حفل افتتاح حافل، ثم عروض متوالية في اليوم التالي. مواقف مؤيدة لرئيس المهرجان حسين فهمي الذي أعلن رفضه لدعم الشركات «الموجودة على قائمة المقاطعة» التي تدعم إسرائيل في حربها على غزة ولبنان.

هذا القرار، بالإضافة إلى عرض فولكلوري فلسطيني يوم الافتتاح، قُصد به تأكيد حق المهرجان في اتخاذ مواقف سياسية، «كما حال المهرجانات الأوروبية»، كما قال.

استقبال الإعلام المصري هذا القرار كان إيجابياً، خصوصاً أن موقف الدولة المصرية يلتقي مع موقف الرأي العام في رفض هذا العدوان المستمر، والدعوة إلى سلام شامل يضمن حق الفلسطينيين في دولة لهم.

بعيداً عن السياسة، هناك الكثير مما يعرضه المهرجان في برامجه. وأحد هذه البرامج «آفاق السينما العربية» الذي تزوّد بأربعة عشر فيلماً هذا العام، أي بزيادة ملموسة عن الأعوام السابقة.

«ثقوب»

الفيلم الذي اُختير لافتتاح هذا البرنامج هو «ثقوب» للمخرج السعودي عبد الله الضبعان. الصالة كانت شبه ممتلئة وأقل من ذلك عند انتهاء العرض، نظراً إلى مناطق ضعف في الفيلم، ليست ناتجة عن غياب الطموح والقدرات، بل عن الكيفية التي صاغ فيها المخرج السيناريو، متوقعاً وصول رموزه ومواقفه كما كتبها. هذا لم يحدث على النحو المنشود، بل ترك في التنفيذ مسائل غير محلولة ومنهج عمل يدفع صوب أهمية المطروح بيد، ويمنع تطويره من دون قصد باليد الأخرى.

«ثقوب» دراما عائلية كما كان حال فيلم الضبعان الأول (والأفضل) «آخر زيارة». قصة شقيقين تباعدا منذ سنوات، وانقطعت علاقة كل منهما بالآخر. يلقي الفيلم اللوم عليهما معاً، ويدفع بهما إلى مواجهة جديدة عندما تدخل والدتهما المستشفى على أثر حادثة سطو لا نراها. كان من الأفضل لو أنها عُرضت للمشاهد، لكن تغييب الحادثة ليس هو المشكلة الوحيدة هنا إنما افتقار الفيلم إلى أسلوب سردي يُثير الاهتمام.

في فيلمه السابق، تعامل المخرج مع خلاف بين أب وابنه في سياق تتابعي جيد. ولكن في «ثقوب» يدخل على الخط أكثر من فكرة تبدو في غير مكانها أو بكلمات أخرى غير متسلسلة، بما يضمن دفع الرتابة بعيداً. الحوار بدوره يعاني من جمود (تمر أحياناً عشر ثوانٍ من الصمت بين ممثلين يتبادلان الحديث).

كما في فيلمه السابق، يغشي المخرج بعض المشاهد فلا تظهر الملامح واضحة. تفعيل جيد لمعانٍ ضبابية مقصودة. ما لا ينجح على القدر ذاته أسلوب التداخل البطيء بين نهاية مشهد وآخر. هذا يتكرر من دون أن يترك دلالات واضحة.

 

####

 

خيري بشارة: قسوت على أحمد زكي... و«كابوريا» نقطة تحول

المخرج المصري أكد في «القاهرة السينمائي» أن «التصنيف يسجن أفكاره»

القاهرةانتصار دردير

أكد المخرج المصري خيري بشارة أنه يرفض تصنيف أفلامه؛ لأن «التصنيف يسجن أفكاره»، موضحاً خلال جلسة حوارية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45 حول «الهوية في عيون خيري بشارة» أنه ظل دائماً صادقاً مع نفسه، ولم تكن لديه تطلعات مادية، واعترف بشارة أنه كان قاسياً مع أحمد زكي في مشاهد ضرب حقيقية بفيلم «العوامة 70».

الجلسة الحوارية التي أقيمت، الخميس، أدارها عمر الزهيري مخرج فيلم «ريش» وبمشاركة عدلي توما رئيس شركة «جيمناي أفريقيا» والفنانة التشكيلية آية طارق والمخرجة هيا خيرت.

ووصف الزهيري أفلام خيري بشارة الأولى بأنها «كانت تشبه عصرها»، منذ «الأقدار الدامية»، و«العوامة 70»، و«الطوق والإسورة»، ثم «يوم مر ويوم حلو»، ثم حدث التحول في «كابوريا».

وعن بدايته في فيلم «الأقدار الدامية» عام 1982 عدّ بشارة هذا العمل «يعبر عن مزيج من السيرة الذاتية والخيال»، وقال: «إن خطيبة البطل في الفيلم تشبه زوجتي في الواقع، فهي صاحبة شخصية قوية للغاية ودائماً بينها وبين زوجها عراك، فهي تقف على الأرض وهو يحلق في السماء»، مضيفاً: «أنا جريء جداً في أفلامي لكنني في الواقع رومانسي جداً».

وعرّج بشارة على نشأته الريفية التي تأثر بها مؤكداً أن جده لأبيه كان من أعيان القرية، لكن والده كان متمرداً فسكن في بيت بُني على الطريقة الإنجليزية خلال الاحتلال البريطاني لمصر، وروى أنه حين كان طفلاً أقل من 6 سنوات، كان يشاهد عنف أبيه مع المزارعين، ولم يقف في صفه، بل انحاز للفلاحين ضد الظلم، مؤكداً أن «هذا جزء من ميراثي ظلَّ طوال الوقت داخلي، وقد التحقت بمدارس الرهبان لكن كان بها قسوة شديدة وضرب، ثم أدخلني والدي مدارس خاصة وحكومية، ومن ذلك كله خرجت أفلامي».

وحول تخليه عن الواقعية الإيطالية والسينما الحرة الإنجليزية التي تأثر بها في أفلامه الأولى قال: «إلى حد كبير كنت صادقاً مع نفسي قبل أي إغراءات أخرى، وقد شعرت بأنني قدمت كل ما عندي في هذا الاتجاه؛ مما جعل البعض يعتقد أنني قد تخليت عما أومن به، لكن هذا لم يكن صحيحاً، فقد تناولت الصراع الاجتماعي بين الأغنياء والفقراء، والتفاوت الطبقي والتمرد».

وتحدث بشارة عن فيلم «يوم مر ويوم حلو»، قائلاً: «بعد هذا الفيلم شعرت بأنني ليس لديّ إضافة، وبالصدفة قابلت أحد المتفرجين في إشارة مرور فقال لي إنه شاهد فيلمي (يوم مر ويوم حلو)، وشاهد فيلم (أحلام هند وكاميليا) لمحمد خان، وسعد بهما، لكنه بعد مشاهدتهما أصيب بذبحة صدرية؛ الأمر الذي أزعجني كثيراً، فأنا أريد بأفلامي دفع الناس للتغيير وليس المرض أو الصدمة».

ووصف بشارة فيلم «كابوريا» (1990) بأنه «نقطة تحول في توجهاتي»، موضحاً أنه شاهده كشيء غامض قبل أن يخرجه، مستشهداً بما ذكره المخرج الإيطالي فيديريكو فلليني حين سألوه عن فيلمه المقبل، فقال «إذا عرفته فلن أعمله»، لافتاً إلى أن «عالم كابوريا» يظل ضئيلاً أمام الواقع.

وذكر المخرج المصري أنه حينما حضر العرض الخاص بالفيلم لاحظ أن مخرجين ومنتجين قد غادروا سريعاً حتى لا يصافحوه، وأنه شعر وقتها كما لو كان قد ارتكب جريمة، وفق قوله. مضيفاً: «قالوا إنه فيلم تجريبي ولن ينجح، وفوجئت بنقاد يطالبونني بالعودة إلى أفلامي الأولى وكتبوا (عد إلى المياه العذبة) وكأنني كنت أخوض في مياه مالحة، وحينما حقق الفيلم نجاحاً كبيراً بين الجمهور صنفه من هاجموه بوصفه فيلماً تجارياً»، ويتابع: «أرفض تصنيف أفلامي، فالتصنيف يسجنني بوصفي مخرجاً وعدم التصنيف أعطاني حرية وديناميكية في عملي».

وعرض خيري بشارة خلال اللقاء بعض مشاهد من فيلم «العوامة 70» لأحمد زكي وماجدة الخطيب وتيسير فهمي كان قد جهزه بنفسه، وعلق خلال مشاهد تَعرُّض بطل الفيلم أحمد زكي للضرب قائلاً: «لقد كان ضرباً حقيقياً للأسف وأنا نادم على هذه القسوة»، مؤكداً أنه يكره مشاهدة أفلامه كونها باتت ماضياً بالنسبة له، وأن إعادة مشاهدة هذا الفيلم يهزه نفسياً، واستدرك: «أنا الآن هادئ ووديع ولديّ سلام داخلي وتصالح مع نفسي، فعمري 77 عاماً وأشعر بأنني عشت أكثر مما ينبغي في رحلة صعبة سعيت خلالها لتغيير حالنا، فنحن نعيش قدماً في القرون الوسطى وقدماً في العصر الحديث، ولم يكن هدفي المال ولا الشهرة، بل أردت أن تكون الناس سعيدة وآمنة وتنعم بالعدالة الاجتماعية».

واعترف بشارة بأنه، ولزمن طويل، كان يعاني أزمات مادية حتى وهو يتقاضى أعلى أجر، وقال: «كنت ألجأ للاستدانة من صديقيَّ الراحلين؛ المؤلف وحيد حامد والمخرج عاطف الطيب، وحينما أحصل على أجري من فيلم أسدد ديوني وأنفق الباقي ثم أعود للاستدانة من جديد»، مؤكداً أن اتجاهه لإخراج بعض مسلسلات التلفزيون أنقذه من هذا الوضع.

ويُعد خيري بشارة أحد مخرجي تيار السينما الواقعية الجديدة في مصر، وقد تخرّج في معهد السينما عام 1976 وانضم لجماعة السينما الجديدة وأخرج في بدايته أفلاماً وثائقية ثم اتجه للسينما الروائية التي أخرج بها نحو 13 فيلماً من بينها «الطوق والإسورة»، و«رغبة متوحشة»، و«أيس كريم في جليم». كما أخرج عدة مسلسلات درامية.

 

الشرق الأوسط المصرية في

15.11.2024

 
 
 
 
 

مهرجان القاهرة السينمائي..

فيلم الإجازات في فلسطين يعكس أفكار المُهاجر الفلسطيني

الشيماء أحمد فاروق

يُولي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي اهتمامًا خاصًا للأفلام الفلسطينية، حيث وضعت إدارة المهرجان برنامجاً لها تحديدًا، وكما كان فيلم الافتتاح فلسطينياً - روائي طويل - فقد عُرض في ثاني أيام المهرجان فيلمًا تسجيليًا فلسطينيًا.

عُرض فيلم "Holiday in Palestine" / "الإجازات في فلسطين"، وهو من إخراج المخرج الفرنسي ماكسيم ليندون، ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، وقد تم تصوير الفيلم كاملاً في الضفة الغربية.

تدور الأحداث حول شاب فلسطيني يدعى شادي، يبلغ من العمر ٣٠ عامًا، عاش في فرنسا من أجل العمل لفترة طويلة، ثم قرر العودة في إجازة قصيرة إلى وطنه فلسطين، من أجل زيارة أهله، بعد حصوله على الجنسية الفرنسية، موضحًا ما يحمله بداخله من اشتياق بالغ لتلك الحميمية التي طالما افتقدها في فرنسا.

يستعرض الفيلم التسجيلي حياة شادي بعد العودة، منذ وصوله إلى أرض الوطن، والفرحة العارمة التي يستقبله الأهل بها فور وصوله، وما تحمله فلسطين من مراسم احتفال جميلة وبسيطة وهي تستعد لاستقبال أحد أبنائها الذي غاب عنها لسنوات، لذلك استهل الفيلم بدايته بصوت أحد الشباب أمام المطار في انتظار شادي وهو يدندن: "الغربة اتركوها وتعوا.. فلسطين العيشة طبيعية.. واشتقنا يا حبايبنا ومهما يصير يا حبايب راح نتلاقى سوا...".

تسيطر على الفيلم الأجواء الحميمة والعائلية، حيث يركز على الجلسات العائلية، بين شادي وأشقائه وبينه وبين أصدقائه، ووالدته، وأيضاً جلسات المرح والعزف المسائية.

يتميز الفيلم بأنه لم يُركز على أي دمار أو صور مشوهة للبلاد، مثل المنازل المنهارة أو القتل والقصف، على الرغم مما حدث لها من تدمير وإبادة، بل يرتكز بصورة أكبر على شاعرية المكان، ومفردات الوحشة والغربة، لكنه لم يتجاوز تضاد الثنائية الأَم في عنوانه، وأنها مجرد إجازة، ولا يمكن لها أن تكون غير ذلك، حتى وإن جاءت بعض الأحيان رغبة إلى شادي في الاستمرار في فلسطين ولكنه يُحاط بالإحباط، ومواجهة توقعات من حوله، حيث تريد والدته أن يتزوج من فتاة فلسطينية، ويعتبر شقيقه، وهو سجين سياسي سابق، منفاه خيانة للعائلة والنضال.

وعلى الرغم من حياة شادي في فرنسا، إلا أنه لم ينعزل عن قضيته الأم، فهو باستمرار يحاول حضور مظاهرات دعم القضية في المدن الفلسطينية، ودعم المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال بالحديث عن حقها في الدفاع عن أرضها، كما شارك في المظاهرات أثناء وجوده في بلده.

يطرح الفيلم سؤالاً رئيسيًا بين شادي وشقيقه الذي تعرض للسجن في سجون الاحتلال، وهو "هل السفر خيانة؟"، حيث يدور نقاش حاد بين الأخوين، حول من هو المقاوم الفعلي ومن يستحق العيش في هذا البلد، من نجا بنفسه وترك أهله ووجد ملاذًا آمنًا في بلاد أخرى، حتى وإن استمر في دعم المقاومة والمشاركة في التظاهرات السلمية، أم من أراد الحياة في بلده المحتل دون أي تخلي، ومستعد أن يقاوم ليعيش فيها حتى آخر نفس لديه.

وهذا السؤال يعبر عن انقسام داخلي لدى شادي، الذي يشعر أن حياته مزدوجة، ويقولها في الربع الأخير من الفيلم أثناء تجهيزه الحقائب قبل السفر، "بعيد عن بلدي بتنفس الحرية...".

وتضم مشاهد النهاية لحظات الوداع والحب التي يتبادلها شادي مع عائلته، ولقطات واسعة لشكل الضفة والأشجار والمنازل والأسلاك الشائكة.

 

الشروق المصرية في

15.11.2024

 
 
 
 
 

الفيلم الإيراني "الشاهد" يبهر جمهور مهرجان القاهرة السينمائي

من حوارات الفيلم أغنية اسحبي الستارة حتى تسعد السماء، انزعي وشاحك فعطرك سيجعل الهواء أفضل

القاهرة - سعد المسعودي

بحفاوة كبيرة استقبل جمهور مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الفيلم الإيراني "الشاهد" للمخرج نادر صيفار وهو من مدينة "تبريز" وتدور أحداث الفيلم في إيران، ونتعرف من خلال المشاهد الأولى للفيلم ومن خلال مجموعة من النسوة الإيرانيات كاشفات عن شعرهن وتبدو " تارلان" وهي المعلمة المتقاعدة في الرقص، تمارين للرقص التعبيري في أحد مسارح إيران السريّة تتوسط المشهد وهي تشرف على جريمة قتل ارتكبها شخصية بارزة في الحكومة. عندما ترفض الشرطة التحقيق، يتعين على"تارلان" أن تختار بين الاستسلام للضغوط السياسية أو المخاطرة بسمعتها وسبل عيشها من أجل السعي لتحقيق العدالة.

الفيلم صور بجماليات سينمائية عالية وبإيقاع سريع ينتقل بنا الفيلم من أجواء الرومانسية والرقص وأجساد رشيقة تجيد الرقص الإيراني الفلكلوري القديم إلى معركة مع الابنة التي كشفت عن شعرها وهي تجلس داخل سيارتها لتأتي مراقبة الأخلاق الحميدة لتقدم لها النصائح بوضع الشال على شعرها ويبدأ حوار بينهما ينتهي بتهديد المراقبة بأنها ستستدعي شرطة الأخلاق لاصطحابها إلا أن الأم المتبنية لها قد أفلحت بإقناع مراقبة النساء بأن ابنتها تمر بظروف صعبة بسبب سفر زوجها إلى دبي للعمل.

مجتمع ذكوري

ثم تتوالى أحداث الفيلم الذي يفضح انتهاك حقوق المرأة من خلال سرد أحداث بقية الفيلم من زاوية معلمة الرقص الإيرانية "تارلان" الحاضرة في كل المشاهد، في الطريق والمنزل ومع ابنتها التي تبنتها "زارا" تستمع لمشكالها مع زوجها الثري والمسؤول الحكومي المهم "سوالت" الذي دائما يقوم بتعنيفها ويضربها بعنف تاركا الكدمات على جسدها الذي تكتشفة أمها بالصدفة ولم يكتفِ الزوج بضرب زوجته بل قام بتغليف بيتها بستائر عالية وقام بإغلاق جميع الستائر ورفض أن تنظر إلى السماء وتبقى حبيسة البيت، ويتزامن مع هذا العنف الأسري وقوع جريمة القتل واللغز الذي رافق السيدة "تارالن" وهي شاهدة على أدلتها ومتأكدة منها، وبينما نبدو أمام خط سردي واضح بحبكة ظاهرية تقليدية، وهي حبكة الجريمة واللغز، الذي تحاول نسجه مع أجنحة حلمها وحريتها ويحاصر الشاهد الوحيد على جريمة مع وصاية دينية مجتمعية على المرأة، نرى ذلك من خلال معلمة الرقص "تارلان" وعلاقتها المتينة بابنتها بالتبني "زارا" وما يؤول له عشقها للرقص وسط كل ذلك نشاهد مشاهد ثورية الفن والألوان وروح الأنثى الطاغي على عنف المجتمع الذكوري في ايران.

ويمتد التعبير البصري عن حصار هذا المجتمع المكبل، بتشكيل وتصوير متميز، فالجميع عادة داخل أماكن مغلقة كالسيارات، في لقطات مقربة خانقة ومؤطرة، تبدو فيها أبواب مغلقة وقضبان، مع حالة لونية عامة شاحبة رمادية، تسود فيها ملابس النساء وأغطية شعورهن السوداء غالبا، وملابس رمادية وقاتمة للرجال، يرافقها مشاهد حزينة وبالعمق مسير لأناس قاموا باللطم وترديد شعارات دينية متظرفة ومشاهد أخرى لزيارة القبور، الفيلم سوادوي وليس فيه فسحة للأمل كل شيء مرتبط حسب توجيهات الدولة من خلال إيحاءات القمع السياسي ونقد السلطة، كوجود صورة الحاكم في مبنى السجن بجوار القضبان، وهو مشهد ذو تكوين منظور نرى فيه معلمة الرقص "تارالن" تزور ابنها في السجن، مع تكرار ارتداء نفس ملابس رثة وقديمة.

تحية لأغنية وشاح

وقد أدت الفنانة مريم بوباني دورا مركبا وصعبا لدور" تارالن"، ومعها نادر نادربور سوالت وعباس إيماني" الابن سالار" في أداء عال ومتميز، وكذلك بقية الممثلين، ويبدو أن الفيلم يجمع فريقا ثوريا تعرض للاعتقال ومنهم مخرج الفيلم وكذلك كاتب الفيلم المخرج جعفر بناهي، والمغني الذي أدى أغنية نهاية الفيلم "مهدي يراحي"، الذي اعتقل بسبب هذه الأغنية التي تحمل عنوان "وشاحك" وهي تحاكي الحركة الثورية للمرأة والحياة والحرية، والتي تنادي بالحجاب الاختياري، واعتقلت وقتلت منها عدة فتيات، ومن كلماتها: اسحبي الستارة حتى تسعد السماء، انزعي وشاحك فعطرك سيجعل الهواء أفضل، الفيلم يحمل تحية لهذه الحركة ولهذه الأغنية الثورية، وفي نهاية الفيلم الذي امتد لـ "100" دقيقة نلمح في إحدى اللقطات فراش المدرسة الخاصة بالفتيات يمسح كلمات من الحائط كان آخرها كلمة "آزادي" ثالث كلمة في الشعار والتي تعني الحرية، أما الفتاة "غزل" فلها رقصة تجسد عبارات في الأغنية وهو نهاية الفيلم، هل سيتحرك الغبار الثقيل؟

 

العربية نت السعودية في

16.11.2024

 
 
 
 
 

"وين صرنا" فيلم فلسطيني يثير حفيظة النقاد

عرض في مهرجان القاهرة السينمائي ومحتواه بعيد من الواقع وحكاياته المكررة أثارت الملل

نجلاء أبو النجا 

قد يكون فيلم "وين صرنا" محاولة صادقة لدعم القضية الإنسانية الأهم بالوطن العربي ومحاكاة مأساة شعب لا يزال يعاني الويلات وقد يكون رسالة مهمة أرادت مخرجته توجيهها للعالم لجذب الدعم من خلال شاشة السينما لكن الأمور ينقصها النضج في التناول والتعمق والسرد وترابط الدراما التي يتحتم وجودها لصنع عمل يستطيع التأثير وإيصال رسالة حقيقية.

النوايا الحسنة وحدها لا تكفي لصناعة فيلم جيد وشريط سينمائي مؤثر يخدم قضية ذات أهمية مثل القضية الفلسطينية، فمنذ الإعلان عن عرض فيلم "وين صرنا" بمهرجان القاهرة السينمائي تصاعدت الآمال والطموحات في وجود عمل قوي يُروى بصورة تلامس القلب والعقل ويحدث أثراً قد يضع الأمور في منطقة أكثر تقدماً من حيث الدعم والحماسة والتعاطف، لكن الفيلم جاء أقل من المتوقع وصدم الكثير ولم يكن موفقاً في معظم النواحي الفنية وحتى في السرد أو اقتباس الحقائق، وفق ما أجمع النقاد.

وفي وقت قدمت السينما بجنسيات مختلفة الأزمة الفلسطينية منذ بداية تاريخها وحتى منعطفها الأضخم بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 حاولت الممثلة التونسية درة زروق تقديم مأساة أسرة فلسطينية لاجئة تفر من ويلات الحرب بغزة في محاولة محمودة النية لتقديم الدعم والتعاطف الإنساني لكن يبدو أن اختيار الحالة لم يكن على مستوى عمق القضية نفسه وقوة حكاياتها ومعاناة شعبها.

الأحداث

دارت الأحداث حول أسرة فلسطينية نازحة مكونة من مجموعة من النساء وأبرزهن امرأة اسمها نادين تترك غزة مجبرة مع أسرتها وأشقائها وبناتها وتذهب إلى مصر لتقطن في بناية فارهة وشقة في مستوى أعلى من المتوسط، تعيش الأسرة لتروي بطريقة الفلاش باك كيف تعرضت المنازل للقصف وكيف تحولت حياتهم الهانئة بين ليلة وضحاها إلى جحيم يفترض أن الأسرة تعيشه بقساوة وتتذكره فيعتصر القلوب.

وللأسف جاءت الحكايات التي يفترض أن تحوي الكثير من الدراما والتأثير بين طالبة الطب التي تترك الجامعة وفتيات صغيرات يتركن ممارسة الرياضة وزوجة كانت تحب سماع الغناء ببيتها، ليتحول هذا الحكي لدموع تشرح معاناة أسرة هاربة من الجحيم تعيش على الذكريات وأمل الرجوع.

كانت الحكايات مكررة مع كل مشهد فتلك  تكرر وتحكي أنها تركت سريرها العزيز وملابسها وحقائبها، وهذا يحكي عن اشتياقه لأصدقائه.

أما الأم فتروي ذكرياتها الجميلة وكيف كانت تطهو الأكلات الشهيرة برواق كبير غير الذي تطهو به في مصر على رغم توفر كل الإمكانات بشقتهم الجديدة دون وجود أية ضائقة مالية أو اقتصادية بل كان الوضع أفضل من أسر عربية تعيش في طبقة متوسطة أقرب إلى الراقية.

شديدة الوهن

 محاولات التأثير بالدموع وجلب التعاطف مع حياة عادية وحكايات غير مأسوية من دون حدث مهم أو رواية عميقة تبعث على الشجن أو التألم كانت شديدة الوهن كما وصفها بعض المشاهدين للعمل، وكلها أحداث قد يمر بها أي لاجئ لم يعصف به التدمير نفسياً وإنسانياً وجسدياً.

قارن الكثير بين شريط الأخبار وما يبثه في ثوان عبر شاشات التلفزيون أو مقاطع الإنترنت بوسائل التواصل الاجتماعي من أهوال وجوع وتشرد وآلام وتفجيرات تمزق الناس لأشلاء، وقصص تقصف بالقلوب عن أمهات ثكالى يرثين صغارهن، وأطفال أيتام التقطوا جثث ذويهم وحملوها ليدفنوا ما تبقى منها، وضحايا عراة في برد لا يرحم يموتون جوعاً وعطشاً، وبين ما بثه شريط سينمائي يتساءل "وين صرنا"؟ ويحكي روايات لا يمكن مقارنتها بمعلومات تلح يومياً على الجميع وتنزف قلب العالم أجمع.

 المقارنة بين حجم الحقيقة ومحتوى فيلم وثائقي لا تتسلل فيه الروايات حتى بصورة متقنة أو جذابة كانت السبب في بعث الملل منذ اللحظات الأولى للفيلم، ومع ازدياد الحكايات العادية والمشاعر الأقل من متوسطة، ورؤية الأسرة النازحة في رفاهية بشقة جيدة ووسائل ترفيه وأجهزة موبايل حديثة يتحدثون فيها "فيديو كول" مع أصدقائهم بغزة دون حتى ذكر قصص عن آلام حقيقية مؤثرة لغيرهم كل ذلك صب في اتجاه غير مفيد للعمل السينمائي أو القضية.

نهاية الفيلم

وحتى في نهاية الفيلم الحديث الذي يفترض أن يثير القلوب عن حزن الأسرة على بيت العائلة في منطقة تل الهوى كان عن كيفية ضياع (شقاء عمر) الأب في غمضة عين، وكيف أحزنهم تدمير ما كانوا يملكونه، وتأثير ذلك في الوالد، مع أمنيات بعودة زوج البطلة نادين الذي يعيش حتى رواية الفيلم سالماً آمناً بغزة على رغم كل الأحداث، وانتهى عرض الفيلم برحلة نزوحه السالمة من دون خدش إلى القاهرة للقاء أسرته المبتسمة والمنتظرة لأحضانه.

أثار الفيلم حفيظة الكثير وكان سبباً في الجدل الذي طرح أسئلة مثل لماذا قررت درة اختيار أسرة عادية وآمنة وغير متضررة بصورة لا تخدم الدراما أو تثير التعاطف؟ وما حجم المعاناة التي قابلتها هذه الأسرة مقارنة بأسر تدمر كل ما فيها وتحولت إلى أشلاء جسدية وإنسانية وصارت رقماً في مأساة تنحاز لها القلوب منذ اللحظة الأولى دون تفاهم أو تراجع؟

وكان السؤال الأهم ما الذي قدمه الفيلم لخدمة القضية وما معاناة اللاجئين في هذه الحالة تحديداً؟ فمن يشاهد الفيلم لن يدخل منعطف الانحياز.

وحتى مشاهد غزة قبل وبعد الحرب الأخيرة قدمت بتواضع فني مثير للدهشة وكانت تبدو وكأنها تكملة للشريط السينمائي فقط.

تحدثت درة عن الفيلم قبل عرضه وعن تأثرها في حال أسرة نادين النازحة من غزة وقالت إن سبب شروعها في تقديم العمل هو المساندة ودعم القضية بعد تفاعلها مع حكايات العائلة الفلسطينية، وأشارت إلى أن ما سبق سبب قرارها إنتاج الفيلم وإخراجه في أولى تجاربها بهذا السياق.

وقالت إن معظم مشاهد الفيلم صورت في مصر وبعض مشاهد غزة لم تصورها بنفسها لصعوبة السفر وأتت بها من طريق آخر لشعورها بضرورة توضيح مدى الدمار الذي وقع بالمدينة الجميلة وكشف مدى معاناتها.

تحت مجهر النقد

لم يتفق بعض النقاد مع الفيلم بصورته الفنية أو الإنسانية فقال الناقد خالد فرج "على الممثلة درة أن تعيد النظر في فكرة الإخراج مرة أخرى فالفيلم جاء طويلاً وبطيئاً وغير مترابط ومثيراً للملل، ولم يحظ بأي جزء فني يشحن طاقة المشاهدة أو الاهتمام، لكونه ضعيفاً من كل الزوايا والتناول والسرد والمعالجة، كما كان تكرار الروايات نقطة ضعف غير مفهومة وسبباً في الإحساس بعدم وجود محتوى يستحق الدقائق الطويلة التي استغرقها الفيلم في وصف مكرر وكلمات معادة".

وقال الناقد طارق الشناوي "العمل غير مترابط من حيث السياق والحكي لذلك فقد جاذبيته فكيف لعمل لا يشهد تسلسلاً جاذباً أن يحظى بمتابعة ممتعة أو مؤثرة".

في حين دعم درة عدد من زملائها الفنانين وصناع السينما مثل بشرى وليلى علوي وكندة علوش والمؤلف عمرو محمود ياسين الذي أشاد بإنسانية الفيلم وقوته في شحن التعاطف مع القضية الفلسطينية لدرجة أنه أبكى الحاضرين.

محاولة صادقة ينقصها النضج

قد يكون فيلم "وين صرنا" محاولة صادقة لدعم القضية الإنسانية الأهم بالوطن العربي ومحاكاة مأساة شعب لا يزال يعاني الويلات وقد يكون رسالة مهمة أرادت مخرجته توجيهها للعالم لجذب الدعم من خلال شاشة السينما، لكن الأمور ينقصها النضج في التناول والتعمق والسرد وترابط الدراما التي يتحتم وجودها لصنع عمل يستطيع التأثير وإيصال رسالة حقيقية، وكم من أفلام سينمائية حاولت محاكاة قضية فكانت الحقيقة أقسى وأكثر سطوعاً لدرجة أظهرت الأعمال باهتة.

صحافية @nojaaaaa

 

الـ The Independent  في

16.11.2024

 
 
 
 
 

رؤى وطموحات صناع السينما على شاشة مهرجان القاهرة السينمائي

حاتم جمال الدين وإيناس عبدالله

-        الأعمال توثق سيرا ذاتية وسنوات مضطربة من كفاح الأوطان للتحرر من القيود

-        «قصة مدغشقر» و«شتاء أبدى» و«حب صغير» و«تاريكا» تتناول قصصًا ملهمة عن العلاقات الأسرية

تشهد الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى حالة واسعة من الحراك السينمائى، حيث تعكس شاشة المهرجان رؤى وطموحات صاغها صناع السينما من مختلف دول العالم فى لقطات ومشاهد، تحرك المشاعر، وتفتح أبواب الحوار حول العديد من القضايا الإنسانية.

ويعرض المهرجان فى قسم «آفاق عربية» 14 فيلمًا، تمثل أهم التجارب السينمائية الواعدة لمبدعين يمثلون مختلف الدول العربية، ويرصد المهرجان من خلال أفلامهم مواقف وتطلعات وأحلام ورؤى لواقع المنطقة العربية فى ظل أحداث متلاحقة.

وكذلك يتيح المهرجان فرصة ذهبية لعشاق الفن السابع، فى متابعة أهم الاتجاهات السينمائية الجديدة فى دول العالم، وذلك عبر قسم «البانوراما الدولية»، والذى يقدم باقة مختارة من أحدث الأفلام، التى أُنتجت خلال العام الجارى، وأثارت عروضها اهتمام النقاد والسينمائيين حول العالم، ويعرض بهذا القسم 11 فيلمًا؛ منها 10 أفلام روائية طويلة، وفيلم وثائقى وحيد.. وفى السطور التالية ترصد «الشروق» بعضًا من تلك الأفكار والرؤى التى طرحتها أفلام المهرجان..

• 14 فيلمًا ترسم هوية لسينما عربية واعدة

يشهد مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، فى قسم آفاق عربية، ضمن فعاليات الدورة 45؛ عرض 14 فيلما تمثل أهم التجارب السينمائية الواعدة بمختلف الدول العربية، وترصد تطلعات وأحلام سينمائيين عرب.

تضم القائمة الفيلم الوثائقى «حالة عشق» لغسان أبو ستة، وهو إنتاج مشترك بين فلسطين، والأردن، ولبنان، والمملكة المتحدة، والكويت.

تدور أحداث العمل حول المخرجتين كارول منصور ومونا خليدى، اللتين تعتبران من أصدقاء عائلة «أبو ستة»، وتقرران تسليط الضوء على رحلة الدكتور الفلسطينى غسان أبو ستة الطبية داخل فلسطين. ومن المملكة العربية السعودية يعرض المهرجان الفيلم الروائى الطويل Al-Suwaidi High School فى عرض عالمى أول.

الفيلم إخراج فخر السويدى، وتدور احداثه حول «شاهين دبكة» والذى يبدأ خطوة جديدة، كمدير ثانوية السويدى الأهلية، وتأسيس فصل شرعى، لاسيما مع وجود عدد من الطلاب ذوى السلوك المتمرد، حيث تحركة مشاعر الأبوة نحو هؤلاء الطلاب، ويراهن عليهم فى مواجهة التحديات المتمثلة فى ضغط أخيه وقرارات مجلس إدارة المدرسة، ويكون عليه أن يقدم نتائج ملموسة للتجربة. وكذلك يشهد قسم «آفاق عربية» الفيلم الروائى السعودى «ثقوب» فى عرضه العالمى الأول.

الفيلم إخراج عبدالمحسن الضبعان، ويتناول جانبا من حياة الشقيقين «تركى» و«راكان»، والذين يعيش كل منهما فى مدينة بعيد عن الآخر، وتتأثر حياتهما بقوة بعد دخول والدتهما فاطمة فى غيبوبة أثر تعرض منزلهما لحادث سرقة.

وتضم القائمة أيضا الفيلم الروائى «أرزة» إخراج ميرا شعيب، وإنتاج مشترك بين لبنان، ومصر، والمملكة العربية السعودية.

يتناول الفيلم قصة أم مكافحة تتورط فى سرقة سوار أختها، من أجل شراء دراجة نارية لابنها ليتمكن من توصيل فطائرها، مصدر دخلها الوحيد، ولكن تُسرق الدراجة فتقرر الأم جر ابنها فى جميع أنحاء بيروت بحثًا عنها.

وتقدم شاشة المهرجان ايضا الفيلم الوثائقى «متل قصص الحب» للمخرجة مريم الحاج، والتى تروى فى فيلمها يوميات مخرجة من لبنان، وتحكى فيه عن أربع سنوات مضطربة من حياة أمة تعيش حالة فوضى، وتكافح لتحرر نفسها من قيودها.

الفيلم انتاج مشترك بين لبنان، وفرنسا، وقطر، والمملكة العربية السعودية، ومدته 110 دقائق.

وينقل الفيلم الوثائقى الفلسطينى التونسى «غزة التى تطل على البحر» للمخرج محمود نبيل أحمد صورة من قلب قطاع غزة، وأربعة رجال فى مسارات متباينة بحثًا عن تعريفاتهم للوجود، تتداخل مصائرهم وسط تعقيدات الحياة والحب والبقاء. وفى عرض عالمى أول يقدم المهرجان الفيلم الوثائقى الفلسطينى الفرنسى «الإجازات فى فلسطين» للمخرج مكسيم ليندون، ويرصد من خلاله عودة «شادى» الناشط الذى يبلغ من العمر 30 عامًا، إلى فلسطين بعد أن أصبح مواطنًا فرنسيًا، ويسجل رجلة بحث عن الأمل وسط عالم كل شىء فيه يختنق.

ويقدم المهرجان فى عرض دولى أول الفيلم الروائى الجزائرى «أرض الانتقام» للمخرج أنيس جعاد.

يتتبع الفيلم حياة «جمال» بعد أن قضى خمس سنوات خلف القضبان بسبب قضية فساد، ويُطلق سراحه ليصبح ضائعًا بعد أن باعت زوجته شقتهما الفاخرة وأفرغت الحسابات البنكية.

ويقدم الفيلم الوثائقى السودانى «مدنيااااو» للمخرج محمد صباحى، رحلة ثلاثة شباب يكافحون من اجل تغيير حياتهم فى الوقت تشهد فيه السودان تغييرات كبيرة خلال الثورة.

ومن سوريا يعرض الفيلم الروائى «سلمى» فى أول عروضه العالمية، ويروى الفيلم إخراج جود سعيد، ويحكى عن «سلمى» التى تحاول وحيدة أن تجد حلاً لمشاكلها بعد اختفاء زوجها، وتجد نفسها فى النهاية أمام خيارين.. إمّا أن تتابع المواجهة حتى النهاية أو أن تختار خلاصها الفردى مع عائلتها.

وفى عرض عالمى أول يقدم المهرجان الفيلم الروائى المغربى «المرجا الزرقا» للمخرج «داوود أولاد السيد»، والذى يواصل شغفه بتصوير الصحراء المغربية، وذلك من خلال رحلة الطفل اليتيم الكفيف «يوسف»، يفاجئه جده بشراء كاميرا له، وفى رحلة إلى البحيرة الزرقاء فى قلب الصحراء يصور «يوسف» كل ما حوله فقط باحساسه.

ويتناول الفيلم الروائى التونسى الفرنسى «قنطرة» للمخرج وليد مطار، مغامرة يقوم بها مجموعة أصدقاء لبيع عبوة من مادة مخدرة عثروا عليها أثناء تصويرهم لأغنية، ولكن عبورهم أحد الجسور يأخذهم إلى اتجاه آخر.

وباسم مصر تقدم الفنانة درة أولى تجاربها الإخراجية، وذلك من خلال فيلمهما الوثائقى «وين صرنا» فى عرضه العالمى الأول، يرصد الفيلم رحلة «نادين» المرأة الغزاوية الشابة، والتى وصلت لمصر بعد ثلاثة أشهر من الحرب على غزة، وبرفقتها ابنتاها الرضيعتان، اللتين أنجبتهما قبل الحرب وبعد معاناة خمس سنوات، وفى مصر تترقب وصول زوجها الذى لن يتمكن من الانضمام إليها إلا بعد شهرين.

ومن مصر أيضا يشارك الفيلم الروائى «مين يصدق؟» للمخرجة زينة عبدالباقى، ويتناول حياة «نادين» التى تتخلص من حالة الفراغ تعيشها، وتتعرف على شاب محتال، والذى يقدم لها نوعًا من الحب والاهتمام تفتقده. تشاركه «نادين» عمليات نصب، تورطهما فى مشاكل، تضع قصة حبهما وأمورًا أخرى على المحك.

• 11 فيلمًا عالميًا تعرض فى «البانوراما الدولية»

كما يعرض مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ45، 11 فيلمًا عالميًا، ضمن برنامج «البانوراما الدولية»، وهوالبرنامج الذى يهتم بعرض أفلام عالمية بعيدًا عن المسابقات الرسمية، منها ما يعرض لأول مرة، وتتنوع الأفلام ما بين 10 روائى، وفيلم وثائقى وحيد، وجميعها إنتاج هذا العام،2024.وفى هذا التقرير نرصد الملامح العريضة لهذه الأفلام.

البداية مع الأفلام الروائية، وهى: Disco Afrika : A Malagasy Story، أو «ديسكو إفريقيا: قصة مدغشقر»، للمخرج لوك رازنجاونا، إنتاج مشترك بين كل من مدغشقر، قطر، فرنسا، ألمانيا، جنوب إفريقيا، ومدته 81 فيلمًا، وتدور أحداثه حول كوامى، شاب فى العشرين من عمره، يكافح لكسب عيشه من خلال العمل فى مناجم الياقوت السرية. فى خطوة غير متوقعة، يعود إلى مسقط رأسه، حيث والدته وأصدقاؤه القدامى. يجد كوامى نفسه فى مواجهة الفساد الذى يعصف ببلاده، ويضطر إلى اتخاذ العديد من الخيارات المصيرية. وفيلم endless winter أو «شتاء أبدى»، للمخرج نيكولاى لاريونوف، ومدته 70 دقيقة، وتدور أحداثه حول والدين يحاولان التعايش مع فقدان ابنهما. تكتشف الأم كيف كان يعيش ابنها فقط بعد وفاته، بينما يسعى الأب للانتقام والبحث عن القتلة.

ومن إسبانيا وقع الاختيار على فيلم little loves، أو «حب صغير»، للمخرجة سيليا ريكو كلافيلينو، ومدته 90 دقيقة، وتدور أحداثه حول ظروف أجبرت أمًا وابنتها على قضاء الصيف معًا، بسبب تعرض الابنة لحادث. وعلى الرغم من حبهما لبعضهما، فإنهما لا تتحملان بعضهما البعض، لذا سيتعين عليهما تعلم تقبل بعضهما، وهى تجربة ستقودهما إلى رحلة مليئة بالتفاهم والتقبل.

الفيلم الرابع هو «سامية» إنتاج مشترك بين كل من إيطالية وألمانيا وبلجيكا، للمخرجة ياسمين شامديريلى، ومدته 96 دقيقة، وتدور أحداثه حول سامية التى تتحدى المحرمات، من خلال الركض فى شوارع مقديشو، فى مجتمع يُفترض أن المرأة يجب ألا تركض فيه. يومًا ما يقودها شغفها إلى الألعاب الأولمبية.

وTarika أو «تاريكا»، وهو إنتاج مشترك بين كل من بلغاريا وألمانيا ولوكسمبورج، للمخرج ميلكو لازاروف، ومدته 86 دقيقة، وتدور أحداثه حول «تاريكا» التى تعيش مع والدها وجدتها فى كوخ صغير بالقرب من الحدود، بعيدًا عن القرية المحلية. تُعرف بـ«أجنحة الفراشة»، وهى حالة نادرة ورثتها عن والدتها. يبدأ الخوف فى الانتشار بين القرويين، بسبب مرض غامض.

وهناك فيلم The Summer Book أو «كتاب الصيف» للمخرج شارلى ماكدويل، إنتاج مشترك بين الولايات المتحدة، وفنلندا، ومدته 93 دقيقة، وهو يقدم قصة ملهمة لفتاة صغيرة وجدتها، تقضيان الصيف على جزيرة صغيرة غير مأهولة فى خليج فنلندا.

وفيلم The witness أو «الشاهدة» للمخرج نادر صيفار، إنتاج مشترك بين ألمانيا والنمسا، ومدته 100 دقيقة، وتدور أحداثه فى إيران، حيث تشهد تارلان، المعلمة المتقاعدة فى الرقص، جريمة قتل ارتكبها شخصية بارزة فى الحكومة. عندما ترفض الشرطة التحقيق، يتعين على تارلان أن تختار بين الاستسلام للضغوط السياسية أو المخاطرة بسمعتها وسبل عيشها من أجل السعى لتحقيق العدالة.

وتضم القائمة أيضًا الفيلم الأمريكى Thelma، أو ثيلما، للمخرج جوش مارجولين، ومدته 97 دقيقة، وتدور أحداثه حول ثيلما بوست، البالغة من العمر 93 عامًا، والتى يتم خداعها من قبل مُحتال عبر الهاتف يتظاهر بأنه حفيدها، تنطلق فى رحلة خطيرة عبر المدينة لاستعادة ما أُخذ منها.

والفيلم الفرنسى Three Friends أو «ثلاث صديقات»، للمخرجة إيمانويل موريت، ومدته 117 دقيقة، حول جوان التى تحب فيكتور، بينما تطمئنها أليس بشأن علاقتها غير المُرضية مع إريك. فى حين أن إريك على علاقة بريبيكا. تتعقد حياة الجميع عندما تترك جوان فيكتور الذى يختفى.

وفيلم Tiger أو نمر، للمخرج خوسية ماريا كابرال، إنتاج جمهورية الدومينيكان، ومدته 84 دقيقة، وتدور أحداثه وفقًا للثقافة الدومينيكانية، حيث يعبر المراهقون الذكور إلى مرحلة «تيجريس»، والتى تعد النموذج الأعلى للشخصية الذكورية. ألبرتو، مدرب المعسكر المؤهل لهؤلاء المراهقين، يقرر أن الوقت قد حان لانضمام ابنه بابلو إلى تلك المجموعة، دون أن يعلم أن بابلو قد أصبح «تيجريس» بالفعل. رحلة لاكتشاف الذات وسط الصراعات.

وأخيرًا الفيلم الوثائقى Territory أو «إقليم»، للمخرج أليكس جالان، إنتاج مشترك بين إسبانيا وقرغيزستان، ومدته 60 دقيقة، وتدور أحداثه فى سهوب آسيا الوسطى، حيث يعيش الرعاة القرغيزيون فى صراع من شبح. فى الشتاء عند درجة حرارة 20 تحت الصفر، ينتظر الوادى وصول ممثل فى قمة مسيرته المهنية. قصة عن التخلى والإقليم وتفكيك النجاح.

 

الشروق المصرية في

16.11.2024

 
 
 
 
 

«وين صرنا؟»... التجربة الإخراجية الأولى للتونسية درة تلفت الأنظار

خلال عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

القاهرة : «الشرق الأوسط»

لم تكن الحياة في غزة سهلة أو حتى طبيعية قبل حرب السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، لكن حتى هذه الأيام يحن لها الآن الناجون من القطاع ويتمنون استعادتها، ومنهم نادين وعائلتها أبطال الفيلم الوثائقي «وين صرنا؟» الذي يمثل التجربة الإخراجية والإنتاجية الأولى للممثلة التونسية درة زروق، والذي لفت الأنظار خلال العرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

يستعرض الفيلم على مدى 79 دقيقة رحلة نزوح نادين وطفلتيها التوأمتين وإخوتها وأمها من حي تل الهوى بمدينة غزة يوم 13 أكتوبر 2023 وصولاً إلى مصر بعد ثلاثة أشهر من بدء الحرب.

ويعتمد في مجمله على سرد أفراد العائلة في القاهرة لذكريات حياتهم في غزة قبل الحرب ومغادرتهم منزلهم قسراً بناء على أمر إخلاء من القوات الإسرائيلية، حاملين معهم أبسط المتعلقات الشخصية على أمل العودة قريباً وانتقالهم إلى مخيم النصيرات، ثم رفح.

وفي مقابل ارتياح مؤقت بالنجاة من قصف مكثف حصد آلاف الأرواح من بينهم جيرانها وأصدقاؤها، يعتصر الخوف قلب نادين بسبب زوجها عبود الذي لم يستطع الخروج مع العائلة وظل عالقاً في غزة.

ويظهر عبود في لقطات من غزة معظمها ملتقط بكاميرا الهاتف الجوال وهو يحاول تدبير حياته بعيداً عن الأسرة، محاولاً إيجاد سبيل للحاق بهم في القاهرة حتى يكلل مسعاه بالنجاح.

وفي رحلة العودة يمر عبود بشواطئ غزة التي اكتظت بالخيام بعدما كانت متنفساً له ولأسرته، والأحياء والشوارع التي دُمرت تماماً بعدما كان يتسوق فيها ويعمل ويعيل عائلته رغم الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات، ويتساءل قائلاً: «يا الله... وين كنا ووين صرنا؟!».

وقالت الممثلة درة زروق مخرجة الفيلم قبل عرضه العالمي الأول، أمس (الجمعة)، في دار الأوبرا المصرية ضمن الدورة الخامسة والأربعين للمهرجان: «أبطال الفيلم ناس حقيقية من فلسطين... كلنا عملنا الفيلم بحب وإيمان شديد بالقضية الإنسانية اللي بنتكلم عنها».

وأضافت حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء: «حبيت أقرب منهم من الجانب الإنساني، المشاعر؛ لأنهم عمرهم ما هيبقوا أرقام، هما ناس تستحق كل تقدير، وشعب عظيم».

وينافس الفيلم ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية» في المهرجان الذي يختتم عروضه يوم 22 نوفمبر (تشرين الثاني).

 

الشرق الأوسط في

16.11.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004