رؤى وطموحات صناع السينما على شاشة مهرجان القاهرة
السينمائي
حاتم جمال الدين وإيناس عبدالله
-
الأعمال توثق سيرا ذاتية وسنوات مضطربة من كفاح الأوطان
للتحرر من القيود
-
«قصة
مدغشقر» و«شتاء أبدى» و«حب صغير» و«تاريكا» تتناول قصصًا ملهمة عن العلاقات
الأسرية
تشهد الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى حالة
واسعة من الحراك السينمائى، حيث تعكس شاشة المهرجان رؤى وطموحات صاغها صناع
السينما من مختلف دول العالم فى لقطات ومشاهد، تحرك المشاعر، وتفتح أبواب
الحوار حول العديد من القضايا الإنسانية.
ويعرض المهرجان فى قسم «آفاق عربية» 14 فيلمًا، تمثل أهم
التجارب السينمائية الواعدة لمبدعين يمثلون مختلف الدول العربية، ويرصد
المهرجان من خلال أفلامهم مواقف وتطلعات وأحلام ورؤى لواقع المنطقة العربية
فى ظل أحداث متلاحقة.
وكذلك يتيح المهرجان فرصة ذهبية لعشاق الفن السابع، فى
متابعة أهم الاتجاهات السينمائية الجديدة فى دول العالم، وذلك عبر قسم
«البانوراما الدولية»، والذى يقدم باقة مختارة من أحدث الأفلام، التى
أُنتجت خلال العام الجارى، وأثارت عروضها اهتمام النقاد والسينمائيين حول
العالم، ويعرض بهذا القسم 11 فيلمًا؛ منها 10 أفلام روائية طويلة، وفيلم
وثائقى وحيد.. وفى السطور التالية ترصد «الشروق» بعضًا من تلك الأفكار
والرؤى التى طرحتها أفلام المهرجان..
• 14
فيلمًا ترسم هوية لسينما عربية واعدة
يشهد مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، فى قسم آفاق عربية،
ضمن فعاليات الدورة 45؛ عرض 14 فيلما تمثل أهم التجارب السينمائية الواعدة
بمختلف الدول العربية، وترصد تطلعات وأحلام سينمائيين عرب.
تضم القائمة الفيلم الوثائقى «حالة عشق» لغسان أبو ستة، وهو
إنتاج مشترك بين فلسطين، والأردن، ولبنان، والمملكة المتحدة، والكويت.
تدور أحداث العمل حول المخرجتين كارول منصور ومونا خليدى،
اللتين تعتبران من أصدقاء عائلة «أبو ستة»، وتقرران تسليط الضوء على رحلة
الدكتور الفلسطينى غسان أبو ستة الطبية داخل فلسطين. ومن المملكة العربية
السعودية يعرض المهرجان الفيلم الروائى الطويل
Al-Suwaidi High School
فى عرض عالمى أول.
الفيلم إخراج فخر السويدى، وتدور احداثه حول «شاهين دبكة»
والذى يبدأ خطوة جديدة، كمدير ثانوية السويدى الأهلية، وتأسيس فصل شرعى،
لاسيما مع وجود عدد من الطلاب ذوى السلوك المتمرد، حيث تحركة مشاعر الأبوة
نحو هؤلاء الطلاب، ويراهن عليهم فى مواجهة التحديات المتمثلة فى ضغط أخيه
وقرارات مجلس إدارة المدرسة، ويكون عليه أن يقدم نتائج ملموسة للتجربة.
وكذلك يشهد قسم «آفاق عربية» الفيلم الروائى السعودى «ثقوب» فى عرضه
العالمى الأول.
الفيلم إخراج عبدالمحسن الضبعان، ويتناول جانبا من حياة
الشقيقين «تركى» و«راكان»، والذين يعيش كل منهما فى مدينة بعيد عن الآخر،
وتتأثر حياتهما بقوة بعد دخول والدتهما فاطمة فى غيبوبة أثر تعرض منزلهما
لحادث سرقة.
وتضم القائمة أيضا الفيلم الروائى «أرزة» إخراج ميرا شعيب،
وإنتاج مشترك بين لبنان، ومصر، والمملكة العربية السعودية.
يتناول الفيلم قصة أم مكافحة تتورط فى سرقة سوار أختها، من
أجل شراء دراجة نارية لابنها ليتمكن من توصيل فطائرها، مصدر دخلها الوحيد،
ولكن تُسرق الدراجة فتقرر الأم جر ابنها فى جميع أنحاء بيروت بحثًا عنها.
وتقدم شاشة المهرجان ايضا الفيلم الوثائقى «متل قصص الحب»
للمخرجة مريم الحاج، والتى تروى فى فيلمها يوميات مخرجة من لبنان، وتحكى
فيه عن أربع سنوات مضطربة من حياة أمة تعيش حالة فوضى، وتكافح لتحرر نفسها
من قيودها.
الفيلم انتاج مشترك بين لبنان، وفرنسا، وقطر، والمملكة
العربية السعودية، ومدته 110 دقائق.
وينقل الفيلم الوثائقى الفلسطينى التونسى «غزة التى تطل على
البحر» للمخرج محمود نبيل أحمد صورة من قلب قطاع غزة، وأربعة رجال فى
مسارات متباينة بحثًا عن تعريفاتهم للوجود، تتداخل مصائرهم وسط تعقيدات
الحياة والحب والبقاء. وفى عرض عالمى أول يقدم المهرجان الفيلم الوثائقى
الفلسطينى الفرنسى «الإجازات فى فلسطين» للمخرج مكسيم ليندون، ويرصد من
خلاله عودة «شادى» الناشط الذى يبلغ من العمر 30 عامًا، إلى فلسطين بعد أن
أصبح مواطنًا فرنسيًا، ويسجل رجلة بحث عن الأمل وسط عالم كل شىء فيه يختنق.
ويقدم المهرجان فى عرض دولى أول الفيلم الروائى الجزائرى
«أرض الانتقام» للمخرج أنيس جعاد.
يتتبع الفيلم حياة «جمال» بعد أن قضى خمس سنوات خلف القضبان
بسبب قضية فساد، ويُطلق سراحه ليصبح ضائعًا بعد أن باعت زوجته شقتهما
الفاخرة وأفرغت الحسابات البنكية.
ويقدم الفيلم الوثائقى السودانى «مدنيااااو» للمخرج محمد
صباحى، رحلة ثلاثة شباب يكافحون من اجل تغيير حياتهم فى الوقت تشهد فيه
السودان تغييرات كبيرة خلال الثورة.
ومن سوريا يعرض الفيلم الروائى «سلمى» فى أول عروضه
العالمية، ويروى الفيلم إخراج جود سعيد، ويحكى عن «سلمى» التى تحاول وحيدة
أن تجد حلاً لمشاكلها بعد اختفاء زوجها، وتجد نفسها فى النهاية أمام
خيارين.. إمّا أن تتابع المواجهة حتى النهاية أو أن تختار خلاصها الفردى مع
عائلتها.
وفى عرض عالمى أول يقدم المهرجان الفيلم الروائى المغربى
«المرجا الزرقا» للمخرج «داوود أولاد السيد»، والذى يواصل شغفه بتصوير
الصحراء المغربية، وذلك من خلال رحلة الطفل اليتيم الكفيف «يوسف»، يفاجئه
جده بشراء كاميرا له، وفى رحلة إلى البحيرة الزرقاء فى قلب الصحراء يصور
«يوسف» كل ما حوله فقط باحساسه.
ويتناول الفيلم الروائى التونسى الفرنسى «قنطرة» للمخرج
وليد مطار، مغامرة يقوم بها مجموعة أصدقاء لبيع عبوة من مادة مخدرة عثروا
عليها أثناء تصويرهم لأغنية، ولكن عبورهم أحد الجسور يأخذهم إلى اتجاه آخر.
وباسم مصر تقدم الفنانة درة أولى تجاربها الإخراجية، وذلك
من خلال فيلمهما الوثائقى «وين صرنا» فى عرضه العالمى الأول، يرصد الفيلم
رحلة «نادين» المرأة الغزاوية الشابة، والتى وصلت لمصر بعد ثلاثة أشهر من
الحرب على غزة، وبرفقتها ابنتاها الرضيعتان، اللتين أنجبتهما قبل الحرب
وبعد معاناة خمس سنوات، وفى مصر تترقب وصول زوجها الذى لن يتمكن من
الانضمام إليها إلا بعد شهرين.
ومن مصر أيضا يشارك الفيلم الروائى «مين يصدق؟» للمخرجة
زينة عبدالباقى، ويتناول حياة «نادين» التى تتخلص من حالة الفراغ تعيشها،
وتتعرف على شاب محتال، والذى يقدم لها نوعًا من الحب والاهتمام تفتقده.
تشاركه «نادين» عمليات نصب، تورطهما فى مشاكل، تضع قصة حبهما وأمورًا أخرى
على المحك.
• 11
فيلمًا عالميًا تعرض فى «البانوراما الدولية»
كما يعرض مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ45،
11 فيلمًا عالميًا، ضمن برنامج «البانوراما الدولية»، وهوالبرنامج الذى
يهتم بعرض أفلام عالمية بعيدًا عن المسابقات الرسمية، منها ما يعرض لأول
مرة، وتتنوع الأفلام ما بين 10 روائى، وفيلم وثائقى وحيد، وجميعها إنتاج
هذا العام،2024.وفى هذا التقرير نرصد الملامح العريضة لهذه الأفلام.
البداية مع الأفلام الروائية، وهى:
Disco Afrika : A Malagasy Story،
أو «ديسكو إفريقيا: قصة مدغشقر»، للمخرج لوك رازنجاونا، إنتاج مشترك بين كل
من مدغشقر، قطر، فرنسا، ألمانيا، جنوب إفريقيا، ومدته 81 فيلمًا، وتدور
أحداثه حول كوامى، شاب فى العشرين من عمره، يكافح لكسب عيشه من خلال العمل
فى مناجم الياقوت السرية. فى خطوة غير متوقعة، يعود إلى مسقط رأسه، حيث
والدته وأصدقاؤه القدامى. يجد كوامى نفسه فى مواجهة الفساد الذى يعصف
ببلاده، ويضطر إلى اتخاذ العديد من الخيارات المصيرية. وفيلم
endless winter
أو «شتاء أبدى»، للمخرج نيكولاى لاريونوف، ومدته 70 دقيقة، وتدور أحداثه
حول والدين يحاولان التعايش مع فقدان ابنهما. تكتشف الأم كيف كان يعيش
ابنها فقط بعد وفاته، بينما يسعى الأب للانتقام والبحث عن القتلة.
ومن إسبانيا وقع الاختيار على فيلم
little loves،
أو «حب صغير»، للمخرجة سيليا ريكو كلافيلينو، ومدته 90 دقيقة، وتدور أحداثه
حول ظروف أجبرت أمًا وابنتها على قضاء الصيف معًا، بسبب تعرض الابنة لحادث.
وعلى الرغم من حبهما لبعضهما، فإنهما لا تتحملان بعضهما البعض، لذا سيتعين
عليهما تعلم تقبل بعضهما، وهى تجربة ستقودهما إلى رحلة مليئة بالتفاهم
والتقبل.
الفيلم الرابع هو «سامية» إنتاج مشترك بين كل من إيطالية
وألمانيا وبلجيكا، للمخرجة ياسمين شامديريلى، ومدته 96 دقيقة، وتدور أحداثه
حول سامية التى تتحدى المحرمات، من خلال الركض فى شوارع مقديشو، فى مجتمع
يُفترض أن المرأة يجب ألا تركض فيه. يومًا ما يقودها شغفها إلى الألعاب
الأولمبية.
وTarika
أو «تاريكا»، وهو إنتاج مشترك بين كل من بلغاريا وألمانيا ولوكسمبورج،
للمخرج ميلكو لازاروف، ومدته 86 دقيقة، وتدور أحداثه حول «تاريكا» التى
تعيش مع والدها وجدتها فى كوخ صغير بالقرب من الحدود، بعيدًا عن القرية
المحلية. تُعرف بـ«أجنحة الفراشة»، وهى حالة نادرة ورثتها عن والدتها. يبدأ
الخوف فى الانتشار بين القرويين، بسبب مرض غامض.
وهناك فيلم
The Summer Book
أو «كتاب الصيف» للمخرج شارلى ماكدويل، إنتاج مشترك بين الولايات المتحدة،
وفنلندا، ومدته 93 دقيقة، وهو يقدم قصة ملهمة لفتاة صغيرة وجدتها، تقضيان
الصيف على جزيرة صغيرة غير مأهولة فى خليج فنلندا.
وفيلم
The witness
أو «الشاهدة» للمخرج نادر صيفار، إنتاج مشترك بين ألمانيا والنمسا، ومدته
100 دقيقة، وتدور أحداثه فى إيران، حيث تشهد تارلان، المعلمة المتقاعدة فى
الرقص، جريمة قتل ارتكبها شخصية بارزة فى الحكومة. عندما ترفض الشرطة
التحقيق، يتعين على تارلان أن تختار بين الاستسلام للضغوط السياسية أو
المخاطرة بسمعتها وسبل عيشها من أجل السعى لتحقيق العدالة.
وتضم القائمة أيضًا الفيلم الأمريكى
Thelma،
أو ثيلما، للمخرج جوش مارجولين، ومدته 97 دقيقة، وتدور أحداثه حول ثيلما
بوست، البالغة من العمر 93 عامًا، والتى يتم خداعها من قبل مُحتال عبر
الهاتف يتظاهر بأنه حفيدها، تنطلق فى رحلة خطيرة عبر المدينة لاستعادة ما
أُخذ منها.
والفيلم الفرنسى
Three Friends
أو «ثلاث صديقات»، للمخرجة إيمانويل موريت، ومدته 117 دقيقة، حول جوان التى
تحب فيكتور، بينما تطمئنها أليس بشأن علاقتها غير المُرضية مع إريك. فى حين
أن إريك على علاقة بريبيكا. تتعقد حياة الجميع عندما تترك جوان فيكتور الذى
يختفى.
وفيلم
Tiger
أو نمر، للمخرج خوسية ماريا كابرال، إنتاج جمهورية الدومينيكان، ومدته 84
دقيقة، وتدور أحداثه وفقًا للثقافة الدومينيكانية، حيث يعبر المراهقون
الذكور إلى مرحلة «تيجريس»، والتى تعد النموذج الأعلى للشخصية الذكورية.
ألبرتو، مدرب المعسكر المؤهل لهؤلاء المراهقين، يقرر أن الوقت قد حان
لانضمام ابنه بابلو إلى تلك المجموعة، دون أن يعلم أن بابلو قد أصبح
«تيجريس» بالفعل. رحلة لاكتشاف الذات وسط الصراعات.
وأخيرًا الفيلم الوثائقى
Territory
أو «إقليم»، للمخرج أليكس جالان، إنتاج مشترك بين إسبانيا وقرغيزستان،
ومدته 60 دقيقة، وتدور أحداثه فى سهوب آسيا الوسطى، حيث يعيش الرعاة
القرغيزيون فى صراع من شبح. فى الشتاء عند درجة حرارة 20 تحت الصفر، ينتظر
الوادى وصول ممثل فى قمة مسيرته المهنية. قصة عن التخلى والإقليم وتفكيك
النجاح. |