فيلم إسباني عن عائلة كتالونية يحصد جائزة الدب الذهبي
بمهرجان برلين
برلين/ العربي الجديد
فاز فيلم "ألكاراس" للمخرجة الإسبانية كارلا سايمون بأكبر
جوائز مهرجان
برلين السينمائي الدولي
(برليناله) يوم الأربعاء.
الفيلم عن انقسامات عصفت بأفراد عائلة متماسكة من المزارعين
في كتالونيا،
عندما تعرّضوا للطرد من أرض أجدادهم، وفقاً لـ"رويترز".
كانت سايمون نفسها قد نشأت في مزرعة خوخ بقرية ألكاراس،
واعتمد فيلمها على ممثلين هواة من تلك المنطقة قامت باختيارهم من أسواق
بالقرية وتدريبهم على أداء أدوار عدة أجيال من عائلة من أصحاب الحيازات
الصغيرة.
ولدى إعلان رئيس لجنة التحكيم نايت شياملان، عن جائزة أفضل
فيلم في أول نسخة للعروض المباشرة في المهرجان، بعد إغلاق العام الماضي؛
بسبب جائحة فيروس كورونا، أشاد بمهارة المخرجة في
تنظيم الأداء القوي من فريق من الممثلين من أعمار تتراوح بين الطفولة
والثمانين عاماً، بحسب ما نقلت "رويترز".
وقالت سايمون بعد ذلك، وهي تقف على البساط الأحمر محتفية
بالاهتمام العالمي الذي تتطلع إلى أن يحوزه فيلمها بفضل الجائزة: "هذا رائع
حقاً لأنه قصة صغيرة عن مزارعين وعائلتي من المزارعين وقرية صغيرة، ولأنه
محلّي تماماً، يخلق انتشاره دولياً شعوراً طيباً".
ووصفت فيلمها بأنه دراسة في التوتر بين الأجيال، وكيف يمكن
لهذا التوتر والشقوق الأخرى أن تتعمق بسبب صدمة رؤية أسلوب حياة يتلاشى
بعدما كان يسود اعتقاد بأنه أبدي.
وفي مراسم مفعمة بالمشاعر، كرّس عدد من الفائزين بأفضل فيلم
وثائقي، جوائزهم لأصدقاء توفوا بكوفيد-19، وهي الجائزة التي حصل عليها فيلم
"ميانمار دياريز" (يوميات ميانمار)، وهو فيلم وثائقي أعده عشرة مخرجين غير
معروفين، وجرى تهريب المواد التي صوروها للخارج وتوليفها، لتقديم صورة
للحياة في ميانمار منذ
الانقلاب في العام الماضي.
ووسط التوتر والمساعي الدبلوماسية الحثيثة التي تتمحور حول
نوايا روسيا تجاه أوكرانيا، عبرت بعض الجوائز عن الدور التقليدي لمهرجان
برلين باعتباره المهرجان السياسي الوحيد الذي أقيم في الخمسينيات بمدينة
مقسمة على خطوط المواجهة في الحرب الباردة.
وذهبت جائزة أفضل فيلم قصير لفيلم "تراب" للمخرجة حديثة
التخرج اناستاسيا فيبر، وهو فيلم مدته 20 دقيقة يصور حياة مجموعة من
المراهقين الصغار في روسيا يقيمون حفلات ليلية يطاردون المتع ويحاولون
الإفلات من قيود الشرطة، بحسب "رويترز".
وحصل فيلم "ربيعة كورناز فيرسس جورج بوش" (ربيعة كورناز ضد
جورج بوش) على جائزتي أفضل سيناريو وأفضل بطولة التي ذهبت للممثلة
الألمانية من أصل تركي ميلتيم كبتان لأدائها دور أم ينحني العالم لإرادتها
من خلال قوة الحب المطلق.
كما حصل الفيلم السويدي "ملكة الكوميديا" لسانا لينكين على
جائزة الدب الكريستالي لأفضل فيلم في دورة هذا العام من "مهرجان
برلين السينمائي الدولي".
وقالت لجنة
التحكيم إن
الفيلم قدم "قصة حلوة ومرة عن الخسارة والحزن والغضب والشفاء. كان هذا
الفيلم عبارة عن رحلة أفعوانية مليئة بالعواطف: أحياناً حزينة، وأحياناً
مضحكة، وأحياناً محرجة. كانت الموسيقى دائماً هي الأنسب والأكثر جاذبية.
كانت الكاميرا مستقرة في بعض الأحيان، لكنها مهتزة أيضاً. باختصار، كان
الفيلم رائعاً".
وحصل فيلم "الفتاة الهادئة" من أيرلندا لكولم بيرياد على
تنويه خاص نظراً لأنه "فيلم جميل قادنا إلى عالم عاطفي وطبيعي مليء بالحب.
الأداء التمثيلي لدور البطولة أثار إعجابنا حقاً. كانت المشاعر المكتشفة
بعمق مصحوبة بموسيقى حساسة"، يقول بيان من إدارة المهرجان.
وحاز فيلم "بدون بقعة" من هولندا لإيما براندرهورست على
جائزة الدب الكريستالي لأفضل فيلم قصير. وبررت اللجنة هذا التتويج بأنه
"تناول موضوعاً محظوراً. شيء تعرفه البشرية جمعاء، ولكن لا تكاد تتحدث عنه.
التوتر والذعر واليأس لمجرد عدم وجود ما يكفي من المال لشراء السدادات
القطنية. هذا يجب أن يتغير!".
وحصل "لوس والصخرة" من بلجيكا وفرنسا وهولندا ومن إخراج
بريت رايس على تنويه خاص، ووصفته اللجنة بأنه "فيلم رسوم متحركة جميل
يأخذنا إلى عالم شبيه بالقصص الخيالية وملون ولكنه صخري بالمعنى الحرفي
للكلمة. يذكرنا أن المنزل ليس بالضرورة المكان الذي وُلدت فيه، ولكن المكان
الذي لديك فيه أصدقاء".
وبعد عقده افتراضياً عام 2021، عاد مهرجان برلين السينمائي
الدولي هذا العام إلى السجادة الحمراء، حضورياً بمشاركة لجنة تحكيم دولية
برئاسة إم نايت شيامالان.
وسجّل عدد الأفلام المعروضة في المهرجان تراجعاً تراوح بين
20 و25 في المئة، ومع ذلك تمثّل العودة الحضورية للمهرجان خطوة مهمة له في
ظل مواجهة خطر التهميش. |