جاء رحيل المخرج الكبير الدكتور سمير سيف ليضع المهرجان
القومى للسينما الذى ترأسه لسنوات فى مهب الريح قبل فترة قصيرة من انطلاق
دورته الجديدة. ملف رئاسة المهرجان سيكون على رأس أولويات وزيرة الثقافة فى
الفترة المقبلة بعد تجديد الثقة واستمرارها فى منصبها. الدكتور خالد
عبدالجليل، مستشار وزيرة الثقافة لشؤون السينما، انتهى من تجهيز تصور
للمهرجان سيقدمه للوزيرة خلال الساعات المقبلة يتضمن تقليص فعاليات
المهرجان ليصبح يوما واحدا توزع فيه الجوائز وتحويله إلى منصة دعم للأفلام.
«المصرى اليوم» استطلعت آراء نقاد السينما فى شخصية رئيس المهرجان والذى
سيواجه أزمات عديدة فى مقدمتها الميزانية الضعيفة جدا المخصصة للجوائز.
الناقد طارق الشناوى قال إن مسألة اختيار رئيس المهرجان
القومى للسينما لابد أن تخضع لمعايير أهمها وجود اسم كبير على رأس
المهرجان، مشيرًا إلى أنه يرشح المخرج داود عبدالسيد لرئاسته متمنيًا
موافقته على تولى المسؤولية لإعادة بريق المهرجان الذى اختفى الفترة
الماضية.
وأضاف: أضع أيضًا ضمن الترشيحات المخرج على بدرخان وأنسى
أبو سيف والموسيقار الكبير راجح داود، ولكنى أتمنى أيضًا أن يوافق على قبول
رئاسته الفنان الكبير صاحب المجهود الشاق حسين فهمى لما له من تجارب ناجحة
وكبيرة فى رئاسته مهرجان القاهرة خلال دورات سابقة.
وتابع: المهرجان القومى للسينما لديه مشاكل عديدة أهمها أنه
بلا بريق ويحتاج لنظام حتى يعود مرة أخرى، فأنا أقترح أن يكون مثل نظام
الأوسكار بلا تغيير، فمسابقة الأوسكار هى مسابقة وطنية، وعلى الهامش تعطى
جائزة أفضل فيلم أجنبى ناطق باللغة الأجنبية، وتكون ليلة محاطة بالجاذبية
والاهتمام، فأنا أرى أن مهرجانًا مثل القومى للسينما ليس له منافس كالجونة
والقاهرة والإسكندرية ولكن أقترح أن يتم تغيير اسمه من مهرجان إلى مسابقة
القومى للسينما وتزيد قيمة جوائزه ويقدم مناقشة حقيقية كل عام لأزمات صناعة
السينما. مثلًا هذا العام توجد أزمة عدم وجود أفلام مصرية تمثل مصر فى
المهرجانات لو ناقشها وخرج بتوصيات وقرارات تنفذ سيكون له دور فى الصناعة.
وواصل: وأن تكون للمهرجان مسابقة واضحة ولها معالم، وأعتقد
أن أفضل من يقدم ذلك هو الفنان حسين فهمى، فمن الممكن أن يقوم بعملية إفاقة
للمهرجان، الذى بدأ فى التسعينيات 1991، 1992 وتوالى على رئاسته الكاتب
سمير غريب، وكانت لديه نقاط جيدة منها اكتشاف أى فيلم يسقط من الذاكرة،
وبالفعل لعبت المسابقة دورا فى أول دورة واكتشفت فيلم «نمرة 6» لصلاح
أبوسيف الذى كان حبيس الأدراج بعد رفض وزارة الداخلية طرحه، وتم ترميمه
وعرضه فى المهرجان وهو يتكلم عن استمارة الموت والمعروفة برقم 6، وأصبح
المهرجان بعد ذلك يعرض الأفلام المنسية والتى يرممها، لذلك أتمنى تحويل
المهرجان لمسابقة ويكون له رعاة وتدخل أمواله لدعم صناع السينما.
من جانبها أكدت الناقدة خيرية البشلاوى أن المهرجان يحتاج
لشخص واحد يجمع ما بين الصانع السينمائى والناقد ويجمع أيضا بين الشخصى
والأكاديمى، وقالت إن المهرجان يحتاج لمدير «شاطر واعى» يستطيع أن يعيد
المهرجان ليقف على قدميه؛ لذلك أرشح المخرج خالد جلال لما لديه من قدرة على
قيادة هذه المرحلة فهو واع وينطبق عليه كل ما ذكرته وتم تكريمه مؤخرا من
رئيس الجمهورية.
وأضافت: «المهرجان لا يحتاج من يتولاه كل من هب ودب لأن
حالته ساءت كثيرا نتيجة ما تقدمه السينما؛ لذلك لا بد من إيجاد مسابقة
والتصفية بين الأفلام، على أن يدخل المسابقة النهائية كريمة الأفلام وخلاصة
ما قدمته السينما المصرية فى سنة كاملة وليس كل فيلم تم إنتاجه، ومن يتولى
التصفية مخرجون ونقاد وأكاديميون على أن يختاروا الأفضل بنظام تصويتى».
وتابعت: «علينا أن نختار ما هو أفضل وأن نحتفى بالجيد،
وبالطبع أن تكون هناك جائزة مالية وأن يكون للمهرجان إمكانيات كبيرة دون أن
نطلب من الدولة دعمه أكثر من ذلك».
وتقول الناقدة ماجدة موريس إنه توجد أسماء لسينمائيين
جديرين من الممكن أن يتولى واحد منهم رئاسة المهرجان، مشيرة إلى أن
المهرجان يحتاج لشخص لديه قدرة إدارية كبيرة وأنها لا تعرف هل الفنان الجيد
من الممكن أن يكون مديرا جيدا أم لا.
وأضافت «موريس»: «سمير سيف، رحمه الله، كان مديرا وفنانا
جيدا، وأنا لدىّ رؤية بأن الدكتور وليد سيف رئيس جيد للمهرجان، وقد تكون
هناك أسماء أخرى ولكن نحن نحتاج لشخص ذى علاقة بكل شىء بالسينما، سينمائى
جيد ومهنى يفهم حتى لو كان ناقدا، مثلا على أبو شادى كان يبلى بلاءً جيدًا،
لذلك نحتاج شخصا يحب السينما ومثقفا وجيدًا إدرايًا، لأن الإدارة غير
الجيدة تجعل من كل المحافل السينمائية عملا سيئا وقبيحا».
وتابعت: «نظام المهرجان، كان قد توسع بشكل جيد خلال فترة
المخرج سمير سيف، وتم نقله لمجموعة من المحافظات لأنه لا يصح أن يكون
للقاهرة والإسكندرية فقط، ولا بد أن يكون المهرجان محركا قويا وفعالا لقصور
الثقاقة، وأرى أن الحل فى أن تتوسع أنشطة المهرجان فى كل القاعات بجميع
المحافظات مثل بيوت الثقافة وقاعات المحافظات نفسها».
وواصلت: «أتصور أن سمير سيف كان يخطط لذلك جيدًا وعرض على
خلال الدورة الماضية أن أذهب لمحافظة مرسى مطروح لإدارة ندوة هناك ولكنى
اعتذرت بسبب مرضى، ولكن علمت أن هناك من ذهب لمطروح وحلايب وشلاتين وأسوان
والكثير من المحافظات، وأتصور أن يكون المهرجان القومى المصرى الوطنى به
اهتمام أكثر وأن يكون نواة للاهتمام بالأفلام القصيرة وصناعها، وحدث ذلك
بشكل استثنائى من المهرجان، لذلك أتمنى من الله أن يكون رئيس المهرجان
القادم لديه خطط سمير سيف أمامه». |