·
السينما القصيرة مظلومة ولا يراها إلا جمهور «المهرجانات»
·
لم أتوقع إقبال جمهور مهرجان القاهرة السينمائى على الفيلم
·
صورت الفيلم فى أماكنه الطبيعية حتى أحصل على المصداقية
الكاملة
·
شعرت بالذهول لحظة سماع النتيجة
·
الأرقام فى الأفلام لها دلالات على الشريحة العمرية
لأبطالها
على هامش الدورة الثانية والأربعين لمهرجان القاهرة
السينمائى الدولى، التى انتهت فاعلياتها قبل أيام، عرض فيلم " ستاشر "
الحائز على السعفة الذهبية من مهرجان "كان" فى دورته الأخيرة والذى تدور
أحداثه حول شخصية الشاب "آدم" الذي انقطعت كل السبل إلى حبيبته لفترة
طويلة، فيقرر خوض أصعب الطرق حتى يتمكن من العودة والوصول إليها.
وعقب عرض الفيلم وتحقيقه لنجاح جماهيري ونقدي، التقت
«الأهرام العربي» مخرج الفيلم سامح
علاء الذى
صنع إنجازا عالميا جديدا للسينما المصرية، وكان لنا معه الحوار التالى:
·
كيف وجدت رد فعل الجمهور تجاه فيلم " ستاشر "
بعد عرضه فى مهرجان القاهرة السينمائى؟
منذ أن تم اعلان عرض الفيلم فى مهرجان القاهرة وأنا أتلقى
اتصالات من كل الناس التى تتوق شوقاً لمشاهدة الفيلم، ومنذ اليوم الأول
لبدء الدورة والإقبال على حجز التذاكر فى أعلى معدلاته بالنسبة للفيلم
لدرجة أن هناك الكثيرين الذين لم يجدوا تذاكر، وهو ما يعكس شغف الجمهور
بالفيلم، وقد انعكس ذلك عند وقت العرض حيث كانت صالة العرض لا يوجد بها
"كرسى فاضى"، والجميع صفق فى النهاية، وهو ما أكد لى أن الفيلم قد وصل
للمشاهد بشكل جيد.
·
قدمت من قبل فيلم بعنوان "خم ستاشر "
ثم فيلم " ستاشر "..
ما دلالة الأرقام بالنسبة لك؟
أنا فى الأصل أحب كتابة القصص، وكتبت مجموعة منها "خم ستاشر "
ثم " ستاشر "،
هى قصص مكملة لبعضها البعض تحكى تناقش مراحل عمرية مختلفة يربط بينهما نفس
العالم، لكن كل قصة مختلفة عن الأخرى، لذلك فضلت أن تخرج بالمدى العمري حتى
يكون هناك تتابع، لكن من شاهد فيلم خم ستاشر ،
الذى عرض منذ ثلاث سنوات يجده يناقش مشكلة مختلفة عن فيلم ستاشر رغم
وجود الأبطال فى إحدى المناطق الشعبية.
·
هل صورت الفيلم فى مناطق شعبية طبيعية أم كان ديكورًا؟
منذ أن بدأت مشروع الفيلم والفكرة رأسى على أساس التصوير فى
الأماكن الطبيعية، لأنها تعطى المصداقية للعمل، وبالفعل عاينت أماكن
التصوير واخترتها بعناية نظرا لأنى أعرف تلك الأماكن منذ صغري، وهناك
مميزات كبرى لشباب المناطق الشعبية، فما إن شاهدوا الكاميرا وعلموا بقصة
العمل، حتى كانوا عنصرا مساعدا فى اللوكيشن، ولم أجد أى صعوبة أثناء
التصوير، وقد انعكس ذلك على الشاشة بشكل كبير.
·
ما هي كواليس التحضير للفيلم واختيار أبطال العمل؟
استغرق التحضير للعمل قرابة ثلاث سنوات على مستوى السيناريو
وتطوير الفكرة، وبالتأكيد كانت هناك عثرات إنتاجية، لأننا فى بداية الطريق،
ولا أحد يريد أن يغامر بأمواله، وفى التحضيرات الأخيرة كنت أبحث عن بطل
يجسد شخصية "آدم"، وكنا نتعامل مع شركة تقوم بعمل الكاستيج وبالفعل عرضوا
على بعض الصور، لكنى توقفت عند إحدى الصور، حيث شعرت بأن صاحب الصورة هو
بطل الذي تخيلته أثناء الكتابة، وبالفعل قابلته "سيف حميدة" ودار بيننا
حديث قصير، تأكدت خلاله أن هذا هو الشخص المناسب لأداء الشخصية، وبدأنا
العمل.
·
هل توقعت الفوز بالسعفة الذهبية من مهرجان "كان"؟
لو سألت أى مخرج سواء للأفلام القصيرة أم الطويلة ما أقصى
أحلامك؟ ستجد الإجابة أن يشارك فيلمه فى مهرجان "كان"، وقد كان حلمى أن
يشارك فيلمى فى المهرجان، وهذا فى حد ذاته نجاح كبير بالنسبة لى، لكن الفوز
بالسعفة الذهبية فأعتقد أنه كان ضربا من الجنون، خصوصا أننا نتحدث عن أهم
مهرجان عالمى، وتأتى له أعمال من جميع أنحاء العالم، ويشارك به مخرجون لهم
تاريخ طويل وخبرة كبيرة، لذلك كنت أتمنى، لكن لم أكن أتصور، أن أفوز بها،
خصوصا أن معظم من فازوا بها كانوا فى مرحلة عمرية متقدمة، وأنا ما زلت فى
بداية المشوار، رغم أنه قبل مهرجان "كان" بفترة قليلة شارك الفيلم فى
مهرجان موسكو، وحصد جائزة أفضل فيلم قصير، كما حصل على تنويه خاص من مهرجان
نامور البلجيكى.
·
كيف كان شعورك عندما علمت بفوزك بالسعفة الذهبية؟
لا أستطيع التعبير عن تلك اللحظة التى كنت فيها فى قمة
الفرح، كنت أشعر بأننى فى حلم جميل لا أريد الاستيقاظ منه أبدا، شعور
بالسعادة والذهول لم أشعر به من قبل، لكن وقفت للحظات أفكر وأسأل نفسى هل
ما سمعته حقيقى؟ لكن الحمد لله تأكدت أنه حقيقي، وبعد أن نزلت من المسرح
اتصلت بوالدى، ولا أذكر ما قلته، لأنى كنت أتحدث بإسهاب ومشاعر غريبة، ثم
بعدها كانت فرحتى كبيرة بعدما وجدت جميع المواقع تكتب الخبر، شعرت بأن
الناس سعداء بصدق، إنها لحظة لن تُمحى من الذاكرة أبدا.
·
هل نجاحك فى الحصول على السعفة الذهبية يجعلك تفكر فى دخول
عالم السينما الروائية الطويلة؟
أنا مخرج أولاً وأخيرا، والمخرج يقدم رسالة عن طريق وسيط
بصرى قد يكون فيلما قصيرا أو طويلا، الأهم من كل ذلك هو الموضوع الذى أقدمه
هل يصلح للسينما القصيرة أم الطويلة؟ هذا هو الأهم بالنسبة لى، وأيضا أرى
أن الأفلام القصير لها شكل سينمائى خاص بها مثل اختلاف القصة القصيرة عن
الرواية، فهناك أدباء يكتبون هذا وذاك، أنا لا أريد أن أتوقف عند الأفلام
القصيرة، لكننى أمارس السينما بشكل عام، فحاليا أكتب أفلاما قصيرة جديدة،
كما أكتب أيضا فيلما روائيا طويلا، الأهم بالنسبة لي هو الموضوع الذى
أقدمه.
·
بعد فوزك بذهبية "كان" كيف ترى السينما
المصرية على
الخريطة العالمية؟
أعترض على هذا السؤال لسبب بسيط، هو أن السينما
المصرية موجودة
فى المحافل الدولية منذ سنوات طويلة، عن طريق مخرجين كبار مثل صلاح أبو سيف
ويوسف شاهين وشادى عبد السلام، وفى السنوات العشر الأخيرة لدينا مخرجون
قدموا العديد من الأعمال الناجحة، التى عرضت داخل المسابقة الرسمية لمهرجان
"كان" منهم المخرج يسرى نصر الله، وهو اسم معروف فى الخارج، ومنذ عامين قدم
أبو بكر شوقى فيلما نال احترام صناع السينما العالميين، وهذا العام كان
هناك فيلم بعنوان "سعاد" للمخرجة آيتن أمين داخل المسابقة الدولية، ولا
ننسى العديد من المخرجين الذين شاركت أفلامهم فى مهرجانات برلين وفينيسيا
وتورنتو وغيرهم، إذن هناك جيل جديد استطاع أن يقدم أعمالاً جيدة وهو موجود
بقوة على الساحة العالمية.
·
هل سيعرض فيلم " ستاشر "
فى دور العرض السينمائي خلال الفترة المقبلة؟
الفيلم عرض خلال فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى أخيرا،
لكن للأسف السينما القصيرة مظلومة بشكل كبير، حيث لا تعرض دور العرض
السينمائى هذه النوعية من الأفلام، أعتقد أن هناك عروضا خاصة فى مناسبات
عديدة سوف تعرض الفيلم.
·
ما الجديد لديك فى الفترة المقبلة؟
أعمل حاليا على فيلم روائى قصير بعنوان "تمنتاشر"، وهو
يعد مكملا للسلسلة التى بدأتها منذ فترة، وقد نال المشروع الدعم المالى من
مهرجان القاهرة هذا الأسبوع، أتمنى أن يكتمل منتصف 2021، ثم بعد ذلك لدى
مشروع لفيلم روائى طويل سوف نعمل عليه. |