«أنا حبيت أيامي» عبارة التقطها الناس من كلماته المؤثرة
التى قالها فى حفل تكريمه بمهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الثانية
والأربعين، لم يكن يعلم وهو يقولها أنها ستصبح الأكثر تداولا بين أبناء جيل
عاش على أفلامه..هو أيقونة السيناريو، فى مصر والعالم العربى، المبدع وحيد
حامد ،
الذى منح السينما دفئها، ورشاقتها، وصورتها المعبرة عن واقعنا، كان يرى
فينا ما لم نستطع أن نصفه عن القاهرة وشوارعها.
فى حوار خاص لـ « نصف
الدنيا »
تحدث « الفلاح
الفصيح » وحيد
حامد ،
فتح لنا قلبه.. وإلى نص الحوار.
·
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تكريمك من قِبل مهرجان
القاهرة السينمائي الدولي فقد سبق تكريمك في عام 1991 كأفضل سيناريست.. كيف
كان وقع جائزة الهرم الذهبي التقديرية هذا العام؟
أنا سعيد بهذا التكريم وأشكر كل من هنأني، أما عن الاختلاف
بين التكريمين فهو في فرق المرحلة العُمرية، التكريم السابق كنت أكثر
شبابا.
·
تمُر على الإنسان اللحظات الصعبة أثناء تكريمه فيتذكر
المواقف الصعبة التي مر بها في حياته.. فما اللحظة التي طرأت في ذهنك وقت
تسلمك جائزة التكريم؟
رحلتي كانت مسيرة طويلة، وفي لحظة تكريمي خطر في ذهني عام
1970، وقتها كنت قدمت مسرحية «آه يا بلد» ووزير الثقافة في ذاك الوقت كان
الدكتور ثروت عكاشة هو من كرَّمنى، فلا أعرف لماذا أتت في ذهني تلك اللحظة
وتذكرتها وقت تكريمي هذا العام؟
·
خلال ندوة تكريمك بمهرجان القاهرة السينمائي هذا العام قام
الناقد الفني طارق الشناوي بإدارة الندوة وأصدر كتابا بعنوان « وحيد
حامد .. الفلاح
الفصيح »
ماذا يمثل لك هذا اللقب؟
هذا لقب لا أستطيع أن أنكره إطلاقا، أنا أتيت من عُمق
الفلاحين،أنا فلاح وأهلي فلاحون، وهذا فخر كبير لي.
·
أكثر من 80 عملا فنيا من توقيع وحيد
حامد ودائما
ما يقولون إن عُقد الدراما سبع فهل وحيد
حامد اخترع
عقدة ثامنة؟
حياتنا تغيرت وكل حقبة زمنية بها الجديد ودائما ما كنت
أحاول أن أجدد وأطور من أدواتي ورؤيتي فأحوال الناس أشبه بمعادلات الكيمياء
إذا وضعنا مكونا على مكون ينتج مكونا جديدا، وهو ما يفعله الكاتب، بناء على
قراءات عدة للمشهد.
·
أخيرا أصبحت هناك أعمال سينمائية يتم تحويلها إلى أعمال
تليفزيونية إذا اخترت أحد أعمالك لتحويله فماذا سيكون اختيارك؟
الدراما كلها حزمة واحدة، ولو أحببت أن أحول عملا دراميا من
التليفزيون إلى السينما فسأختار مسلسل «أحلام الفتى الطائر».
·
ومن تختار ليقدمه؟
أختار الفنان كريم عبدالعزيز فهو ممثل موهوب.
·
أنت صانع للنجوم ولست مؤلفا فقط كما أنك تعيد إحياء النجم
بتوليفتك الخاصة فكيف ترى الممثل في 2020؟
في عصرنا هذا الرؤية اتسعت وأصبح هناك ممثلون كُثر وجميعهم
موهوبون.
·
نُشِرت لك في بداية رحلتك مجموعة قصصية روائية مطبوعة
بعنوان «القمر يقتل عاشقه» هل من الممكن أن تُعيد التجربة بإصدار عمل روائي
مطبوع من تأليفك؟
ولم لا؟ حاليا لا يوجد مشروع قائم ولكن أود أن أعيد هذا بكل
تأكيد إذا أتتنى فكرة يوما ما.
·
وهل هناك مشروع روائي تحضر له حاليا؟
هناك مشروع عن رواية بعنوان «المماليك»، هي رواية جيدة
ومتحمس لهذا المشروع كثيرا.
·
من واقع خبرتك الطويلة كيف يكسب الكاتب القارئ؟
المصداقية هى الطريق الوحيد حتى يعبر الكاتب الحقيقى إلى
وجدان القارئ، فلو كذب الكاتب مرة على جمهوره فسوف يخسر كثيرا، وعموما أن
تكسب قارئا أمر صعب، ولكن خسارته سهلة لأن الكاتب عندما يفرط فى مبادئه
ويتنازل عن قناعاته يسقط من نظر القارئ وينصرف عنه.
·
كنت من أوائل المؤلفين الذين قدموا السباعيات والخماسيات
ومؤخرا تمت العودة إلى هذا الاتجاه في تقديم المسلسلات كيف ترى هذا؟
الفكرة في الأصل كانت موجودة وهي ليست بدعة وسعيد بعودتها
بكل تأكيد مع عصر السرعة الذي نعيش فيه.
·
وما سبب اختفائها من وجهة نظرك؟
اختلاف ذوق الناس.
·
وما أحب مشهد لك قُمت بكتابته من أعمالك؟
أعمال كثيرة أحبها، سأتذكر منها مثلا مشهد رياض الخولي
وعادل إمام في حديقة الأورمان بفيلم «طيور الظلام».
·
وما أصعب مشهد كتبته؟
في رأيي لا يوجد مشهد سهل ومشهد صعب، مثلا المشاهد الصغيرة
هي الصعبة لكن المشاهد التي يوجد بها جهد تعتبر سهلة، فكل المشاهد التي لا
يوجد لها «لازمة» صعبة، وكذلك المشاهد «الكِمالة» التي لا فائدة لها أيضا
أعتبرها مشاهد صعبة.
·
وما أكثر عمل فني أخذ وقتا منك في تحضير كتابته؟
فيلم «ملف في الآداب» أخذ مني وقتا في كتابته أكثر من
سنتين.
·
قدمت العديد من المسرحيات فما أحب مسرحياتك إليك؟
أتذكر منها مسرحية «آه يا بلد»، و«سهرة في دار الأحلام»،
و«سبعة تحت الشجرة»، و«كباريه»، «جحا يحكم المدينة»، كل من هذه الأعمال لها
ذكرياتها الخاصة معي.
·
وما أكثر عمل مسرحي واجهت صعوبة في عرضه رقابيا؟
مسرحية «جحا يحكم المدينة» واجهت صعوبة مع الرقابة شديدة
وقتها.
·
دائما الجمهور يشعر في أعمالك بأنه أحد أبطال العمل ويرى
نفسه إحدى شخصياته، كيف حققت المعادلة الصعبة بين أن يكون العمل تجاريا
وينال إعجاب النقاد ويحصد جوائز أيضا في المهرجانات؟
لا أحسبها هكذا، أن تكون قريبا من الناس نعمة كبيرة أحمد
ربنا عليها، أنا أخذت من الجمهور المحبة وبالتالي لم أكن يوما غريبا عنهم.
·
ومن المخرج الذي تتمنى التعاون معه؟
المخرج يعد شريكا في العمل وجزءا كبيرا جدا من نجاح أي عمل
فني وبالتالي تكون له بصمة كبيرة وبكل تأكيد أحب أن يجمعني عمل بالمخرج
داود عبدالسيد، ولكن المشكلة أن داود دائما يكتب سيناريوهاته لنفسه.
·
المخرج مروان حامد الذي ينطبق عليه المثل الشعبي «ابن الوز
عوام» عندما ترى النجاح الذي يحققه فماذا تكون نصيحتك له؟
ضاحكا.. مروان هو الذي ينصحني وأنا أتعلم منه.. كل شىء..
فهو إنسان ملتزم ويحترم نفسه والآخرين، وهو موهوب حقا، والذى قام بترشيح
مروان لإخراج فيلم «عمارة يعقوبيان» كان عماد الدين أديب.
·
الآراء السياسية للمبدع دائما تكون عنصرا شائكا وقد تجعله
يخسر جزءا من جمهوره كيف ترى هذا الأمر؟
«ياما خسِرنا ناس» هناك قاعدة مهمة تلخص كل شىء «كلمة الحق
دائما مظلومة».
·
وما القضية التي تؤرق وحيد
حامد حاليا
وتتمنى أن يتخلص العالم منها؟
زحف التيار السلفي على المجتمع.
·
وكيف يكون الحد من هذا الزحف من وجهة نظرك؟
يجب أن تكون الدولة هي الراعي الرسمي للحد من هذا الزحف،
دور القوة الناعمة وحده لن يكون كافيا.
·
وكيف ترى مصطلح الـ«trend»
الذي أصبح سائدا في وقتنا هذا؟
أنا لا أفهم هذه القضية ولا أريد أن أفهمها.
·
بذكر الـ«trend»
هل من الممكن أن يكون الفنان الموقوف من قبل نقابة المهن الموسيقية
والممنوع ذكر اسمه صحفيا «....» موجودا ضمن شخصيات وحيد
حامد لسيناريو
له في يوم من الأيام؟
لا..وهناك أمور تكون دون أسباب «هي مرة وخِلصِت».
·
وما العمل الفني الذي جذبك أخيرا لرؤيته كاملا؟
أغلب الوقت أحب أن أتابع أعمال منصة نيتفليكس، وشاهدت أخيرا
فيلما سهّرني حتى الساعة الثانية صباحا أعجبت به وهو فيلم أمريكي بعنوان
24.
·
وما العمل الفني العربي الذي نال إعجابك مؤخرا؟
تابعت مسلسل كاملة أبوذكري «بـ 100 وش» جميل.
·
أخيرا كلمة منك لمحبيك؟
الحمد لله أطلب من ربنا التوفيق لكل الناس. |