هند صبري من جدة: الثقافة هي القاسم المشترك بين الدول
العربية.. ومصر منبعها
جدة- أحمد فاروق:
• «عايزة
أتجوز» ليس مسلسلا تافها.. والكوميديا هي أسرع طريق للوصول إلى الناس
•
درة كانت مرشحة قبلي لـ«صمت القصور».. وفهمت الفيلم بعد 10
سنوات من تقديمه
• «مذكرات
مراهقة» كان جواز مروري إلى مصر وسبب استمراري في مجال التمثيل
قالت الفنانة هند صبري، إن الثقافة هي القاسم المشترك بين
الدول العربية، ومصر هي المنبع، فمن يحب يستمع إلى أم كلثوم، ومن يريد أن
يضحك يتفرج على "شاهد ماشافش حاجة" و"الواد سيد الشغال"، مؤكدة أن الفن
بشكل عام وخاصة المصري، كان سببا في أن تتعرف الشعوب العربية على تقاليدها
ولهجاتها المختلفة.
وأوضحت هند صبري، خلال ندوة على هامش مهرجان البحر الأحمر،
أن مصر هي التي اختارتها في البداية لتكون ممثلة، مؤكدة أن مقابلة في فندق
مع المخرجة إيناس الدغيدي، هي التي غيرت مسار حياتها، لتستمر في التمثيل،
بعد أن كانت قد اختارت الاتجاه إلى المحاماة.
وأضافت أن فيلم "مذكرات مراهقة" كان جواز سفرها إلى مصر،
لكنها فوجئت بالهجوم عليها وانتقادها بعنف بعد تقديمه، وفي البداية لم تكن
تفهم السبب، خاصة أنها جاءت من ثقافة منفتحة في تونس، وعين معتادة على كسر
التابوهات، لكن هذا الانتقاد جعلها تتعلم، وتعرف أن العالم العربي ليس
بالضرورة أن يتقبل ما يمكن تقديمه في تونس.
وأكدت أنها تعاملت مع كبار السينما التونسية، ومنهم: مفيدة
تلاتلي ونوري بو زيد، قبل أن تنتقل للعمل في السينما المصرية، لكنها مؤخرا
قررت أن تتعامل مع الموجة السينمائية الجديدة في تونس، حتى لا تكون من تونس
الماضي، لذلك عندما عرضت عليها هند جمعة فيلم "نورا تحلم"، وافقت على
الفور، كما تحمست أيضا بشدة للمشاركة في "بنات ألفة" مع المخرجة كوثر بن
هنية.
وتطرق الحديث لذكرياتها مع أولى تجاربها التمثيلية "صمت
القصور" مع المخرجة مفيدة تلالتلي، عندما كان عمرها 14 سنة، وذلك بمناسبة
تصدر صورتها في الفيلم لبوستر الدورة الأخيرة لمهرجان قرطاج السينمائي،
وقالت إن "صمت القصور" من المحطات المهمة لكل أهل تونس، لذلك أعتبر أن
الصورة التي تصدرت تعني الكثير للشعب التونسي على المستوى الاجتماعي وخاصة
المرأة، أما على المستوى الفني، استطاع هذا الفيلم أن يحقق نجاحا كبيرا على
المستوى المحلي والدولي، حتى أن مجلة "التايم" وصفته ضمن أفضل 100 فيلم في
السينما.
وكشفت، في الوقت نفسه، أن أول ترشيح للفيلم كان درة زروق،
لكن أسرتها رفضت مشاركتها، فعرض عليها الدور وكان من نصيبها، لافتة إلى
أنها عندما قدمت الفيلم كانت طفلة عمرها 14 سنة، وبالتالي لم تفهم المعنى
الذي يقدمه إلا بعد مرور 10 سنوات من عرضه.
وتابعت ضاحكة: "بالمناسبة حتى الآن، لا أفهم أجزاء في
(جنينة الأسماك)، وأحتاج إلى فك شفرات لفهمه، وكلما قلت ذلك للمخرج يسري
نصر الله، يكتفي بأن يقول (أصل إحنا مثل جنينة الأسماك)".
وأوضحت أنها في الفترة التي بدأت فيها التمثيل، كان المجتمع
التونسي لا يزال يرى أن دخول البنات مجال التمثيل "عيب"، وبالتالي مهم أن
يكون هناك نماذج إيجابية للمرأة في السينما، ليحتذي بهن الممثلات الجدد،
مثلما أجبرت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة على احترامها.
وعن تجربتها في مصر، قالت إنها انتقلت من السينما التونسية
لمدرسة تمثيل أخرى في السينما المصرية، ورأت من البداية أن الذكاء في حالتي
هو الحفاظ على مكاني في تونس ومصر.
وانتقدت عدم حماس كثير من نجوم الشباك، للمشاركة في السينما
المستقلة، والأفلام القصيرة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن "الفلوس" مهمة،
وليس عيبا أن يطلب الممثل حقه، لكنها على المستوى الشخصي تعرف متى تطلب
"فلوس" كثيرة مقابل عملها، ومتى تقدم فيلما بدون أجر، قبل أن تمازح الجمهور
قائلة: "ربنا يكثر من الأفلام اللي فيها فلوس، علشان السوق شاحح الأيام دي".
وخلال الندوة، توقفت هندي صبري عند مرحلة في مشوارها الفني
وصفتها بـ"الفترة الذهبية"، والأكثر زخما وأهمية في مشوارها الفني، وهي
الفترة من 2003 إلى 2010، موضحة أنها لم تكن حينها تزوجت، كما لم تكن
مشغولة بمتابعة بناتها، وبالتالي كان لديها فرصة أن تعمل كثيرا، وكان ذلك
من حسن حظها لأن هذه الفترة شهدت ظهور جيل جديد من الممثلات، منهن منة
شلبي، ومن المخرجين كاملة أبو ذكري ومروان حامد. ولكن كان هناك بالتوازي مع
هذه الموجة الجديدة، وجود للمخرجين والنجوم الكبار، مثل الأساتذة محمد خان
وداوود عبدالسيد ويسري نصر الله، والذين شعرت من العمل معهم في تجارب مثل
"بنات وسط البلد" و"مواطن ومخبر وحرامي" و"جنينة الأسماك"، أنهم يريدون أن
يلعبوا ويجربوا السينما مع الجيل الجديد.
وتابعت: أيضا على مستوى التمثيل هذه الفترة كان يتم بناء
الأفلام على وجود شخصية رئيسية من جيل الكبار، مثل الأستاذ محمود عبدالعزيز
في "إبراهيم الأبيض"، وهذا للأسف لم يعد موجودا الآن، والسينما أصبحت تكتب
بشكل مباشر موضوعات تهم الشباب فقط، على اعتبار أن جمهورها من الشباب،
وبالتالي يمكن أن نقول أن الممثلين والمنتجين افتقدوا روح المغامرة.
ولم تتفق هند صبري مع من يرى أن السينما يمكن أن تتأثر
بالتلفزيون والمنصات، مؤكدة أنه سيظل هناك دائما فرق بين التلفزيون الذي
يقدم عادة ليناسب الجمهور، وبين الفيلم الذي يعتبر عملية إبداعية، ربما
يصنعه مخرج ومؤلف دون أن يفكرا في من سيشاهده.
وعن تجربتها في التمثيل مع الفنان عادل إمام في "عمارة
يعقوبيان"، ومحمود عبدالعزيز في "إبراهيم الأبيض"، فالت إنها توترت عندما
وقفت أمامهما في أول يوم تصوير، ليس لنجوميتهما الطاغية فقط، لكن لأنهما
محترفان لدرجة كبيرة تخشى أن تظهر بشكل غير مناسب أمامهما.
وأكدت أنها على قناعة بأن "الكوميديا" هي أسرع طريق للوصول
إلى الناس، والأعمال الكوميدية ساهمت في تغيير مجتمعات ربما بطريقة غير
مباشرة، ولذلك عادل إمام أصبح عادل إمام، مشيرة إلى أن مسلسلها "عايزة
أتجوز" رغم أنه كان كوميديا، لكنه لم يكن تافها، على العكس تماما، فقد
قدمناه حتى نقول للبنات التي تشعر أن حياتها متوقفة على يوم الفرح، بأنه لا
يستحق كل ذلك. |