«الكنز»
يفتتح «العين السينمائي»
تامر عبدالحميد (أبوظبي)
بهدف إعادة روح السينما إلى الشباب، وتحفيزهم على تقديم
إبداعاتهم في عالم «الفن السابع»، ودعم السينما الإماراتية والخليجية لخلق
حراك فني في الساحة السينمائية، استقبلت الإمارات وبالتحديد مدينة العين
مهرجان «العين السينمائي» في دورته الأولى الذي افتتح، مساء أمس، في سينما
«بوادي مول»، تحت شعار «سينما المستقبل»، بعرضه العالمي الأول للجزء الثاني
من فيلم «الكنز: الحب والمصير»، وتكريم مجموعة من أهم وأبرز نجوم الفن
الإماراتي والخليجي.
السجادة الحمراء
انطلقت فعاليات الدورة الأولى من المهرجان تحت رعاية معالي
الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وتستمر
فعالياته حتى 3 مايو المقبل، وبحضور الشيخ عبيد بن سهيل آل مكتوم، ونخبة من
نقاد السينما، ومشاهير الفنانين والمنتجين والمخرجين، فضلاً عن عدد كبير من
الضيوف الذين يشكلون دعماً لقطاع السينما في الإمارات والخليج، والمنطقة
العربية، ولفيف من الضيوف الأجانب أصحاب البصمة الواضحة في عالم «الفن
السابع»، حيث سار على سجادته الحمراء نخبة من أبرز نجوم الإمارات والخليج
والعالم العربي، أبرزهم: إبراهيم الحساوي ومحمد الكندي وميساء مغربي وشريف
عرفة وبشرى وعبد الرحمن الصالح ومنصور الفيلي وناصر الظاهري وخالد المحمود
وأحمد سالمين آل علي وبسام الزوادي وعبد الله حسن أحمد وصالح كرامة وسلطان
النيادي ومنصور اليبهوني الظاهري وياسر النيادي.
إنجازات الفنانين
شهد حفل الافتتاح الذي قدمته الإعلامية هبة الصقري، تكريم
مجموعة من أبرز صناع السينما والفنانين، ضمن برنامج «إنجازات الفنانين»،
احتفاءً بدورهم البارز ومسيرتهم الفنية الطويلة وإنجازاتهم في المجال
السينمائي والفني عموماً، وهم «سيدة الشاشة الخليجية» الفنانة الكويتية
القديرة حياة الفهد، وتسلمت درع التكريم نيابة عنها فاطمة الحسينان، رئيس
قسم السينما بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي، وصعد الشيخ
عبيد بن سهيل آل مكتوم خشبة المسرح إلى جانب عامر سالمين لتسليم درع
التكريم لـ «الأب الروحي للسينما» مسعود أمر الله، كما تم تكريم السعودي
إبراهيم الحساوي، على إنجازاته في مجال السينما والإبداع الفني، وسلمه درع
التكريم عامر سالمين والمخرج شريف عرفة، فيما تم تكريم الكاتب الإماراتي
عبد الرحمن الصالح الذي كتب أول فيلم روائي طويل كويتي خليجي بعنوان «بس يا
بحر»، وتسلم الجائزة من عامر سالمين وفيصل بن طيور، كما كُرّم رامكيشور
بارشا، رئيس مهرجان «نيودلهي السينمائي» كضيف شرف المهرجان، بعدها صعد
المخرج شريف عرفة، قبل أن يبدأ عرض فيلم «الكنز: الحب والمصير»، ليعبر عن
سعادته الكبيرة لعرض فيلمه الجديد في أول عرض عالمي بمهرجان إماراتي.
توليفة غنية
يعرض المهرجان في دورته الأولى 67 فيلماً ضمن 6 مسابقات
مختلفة هي «الصقر الإماراتي» للفيلم الطويل والقصير، و«الصقر الخليجي»
للفيلم الطويل والقصير، و«الصقر للفيلم العربي والأجنبي» و«الصقر للفيلم
المدرسي» والتي تقدم توليفة غنية من الأفلام السينمائية من الإمارات
والخليج والعالم، إلى جانب عروض خارج المسابقة الرسمية، ضمن برنامجي «سينما
التسامح» و«سينما العالم»، وهو ما يؤكد أن المهرجان يسعى إلى إسعاد عشاق
السينما في «دار الزين»، وتقديم باقات متنوعة من العروض الجاذبة التي تحقق
المتعة للمشاهد، وتعطي انطباعاً جيداً عن وفرة الإنتاجات السينمائية التي
تبرهن على أن العصر يحمل رياح التغيير الفني في العالم السينمائي.
بداية حقيقية
وبمناسبة افتتاح المهرجان، قال عامر سالمين المري: يسرنا أن
نحتفي اليوم بالدورة الأولى من مهرجان «العين السينمائي» في واحدة من المدن
الإماراتية العريقة التي تحتضن جزءاً مهماً من حضارة وتراث الدولة، وتشهد
في المرحلة الحالية زخماً فنياً وسياحياً ضخماً، فضلاً عن احتضانها هذه
الدورة الجديدة التي نأمل أن تكون البداية الحقيقية لسينما تعبر نحو
المستقبل، وتتفاعل معه في ظل التحديات الجديدة التي تشهدها السينما
الإماراتية، والخليجية، والعربية، والعالمية على حد سواء.
وأضاف: يسعدنا أن يكون انطلاق دورة المهرجان الأولى تزامناً
مع «عام التسامح»، هذه المناسبة الوطنية الغالية التي تؤكد نهج دولتنا
الحبيبة في نبذ الكراهية واحترام الآخر والتعايش السلمي على أرض تحتضن
العديد من جنسيات العالم في إطار إنساني رحب.
وتابع: في هذه المناسبة، نتقدم بخالص الشكر لمعالي الشيخ
سلطان بن طحنون آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، لرعاية سموه
المهرجان، ومختلف فعالياته التي تقام بالعين.
منصات إبداع
وأضاف سالمين: «إننا نطمح في ظل الدورة الاستثنائية
للمهرجان هذا العام أن تكون داعمة حقيقية لسينما المستقبل، ونافذة يطل من
خلالها كل المبدعين الشباب في عالم السينما، ومن ثم إحداث الحراك الفني
الذي ينعكس بشكل إيجابي على صناعة السينما المحلية، وأن يستمتع الجمهور
والنقاد وكل محبي الفن السابع من خلال باقات العروض السينمائية، خصوصاً أن
المهرجان في رحلته الأولى نحو التأسيس والانطلاق، التي بدأها بشكل بسيط،
ومع فريق عمل متواضع، يسعى إلى تواصل حقيقي بين المبدعين كافة من أجل
ملاحقة التطورات التي تشهدها السينما العالمية، وإثراء محتوى فني يحلّق في
فضاء المنطقة تعويضاً عن المهرجانات المحلية التي توقفت في الفترة الماضية».
وأكد في كلمته، أن المهرجان يسلط الضوء على مدينة العين
كوجهة سياحية متميزة لكل الزوار، فالمهرجان سيكون بمثابة منصة تجمع صناع
ومبدعي «الفن السابع» في حب السينما والسياحة في العين، للاستمتاع بواجهتها
الحضارية الغنية بالتراث والمواقع الأثرية، لتكون بمثابة استوديو مفتوح
لجذب صناع السينما من جميع أنحاء العالم لتصوير أعمالهم السينمائية في
مناطقها ومواقعها الخلابة».
واختتم قائلاً: ندعو كل محبي السينما إلى التفاعل مع منصات
الإبداع التي تحتضنها الفعاليات، حيث يلتقي الفن والجمال تحت شعار «سينما
المستقبل».
قوى ناعمة
فيما قال هاني الشيباني المدير الفني للمهرجان: تشرفت بأن
أكون أحد مؤسسي هذا المنجز السينمائي المهم الذي يسهم في تعزيز الحركة
السينمائية في الإمارات والمنطقة، بحكم أنها قوى ناعمة، لافتاً إلى أنه رغم
المهمة الصعبة التي تولاها في عملية اختيار الأفلام المقدمة للمهرجان في
دورته الأولى، إلا أنها كانت ممتعة بالنسبة له، متوقعاً مستقبلاً مشرقاً
للسينما الخليجية. ودعا خلال حفل الافتتاح أعضاء لجان تحكيم المسابقات على
خشبة المسرح للاحتفاء بهم، خصوصاً أنهم لعبوا الدور الأهم والأصعب في عملية
تقييم الأفلام، وهي، لجنة تحكيم «الصقر الإماراتي» للفيلم الطويل والقصير،
وتترأسها الممثلة والمنتجة بشرى، والأعضاء الممثل إبراهيم الحساوي والشاعر
إبراهيم محمد والمستشار الفني للجمعية العمانية للسينما محمد الكندي، أما
لجنة تحكيم مسابقة «الصقر الخليجي» للفيلم الطويل والقصير، فيرأسها د. هشام
جمال الدين، وكيل المعهد العالي للسينما وأكاديمية الفنون في مصر، وأعضاؤها
الكاتب والمخرج الإماراتي ناصر الظاهري والمخرج والمنتج الإماراتي خالد
محمود، والناقدة اللبنانية مارلين سلوم، بينما مسابقة «الصقر للفيلم العربي
والأجنبي» ومسابقة «الصقر للفيلم المدرسي»، فيترأسها المخرج والمنتج
البحريني بسام الزوادي وأعضائها الممثلة ميساء مغربي والممثل منصور الفيلي
والكاتب أحمد سالمين.
واقع وطموح
على هامش مهرجان «العين السينمائي» في دورته الأولى، تقام
ورش عمل ومحاضرات وندوات، بهدف تبادل الأفكار والخبرات والثقافات، وتقديم
الرؤية المستقبلية للإنتاجات السينمائية، والحلم بغد مشرق، ومنها جلسة
حوارية بعنوان «البرنامج الوطني لدعم الأفلام الإماراتية»، وورشة عمل
بعنوان «رواية القصص»، ومحاضرة بعنوان «العلاقة التبادلية بين المخرج
وأدوات الكاميرا»، وجلسة حوارية بعنوان «السينما الخليجية بين الواقع
والطموح»، ومؤتمر صحفي بشأن توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين مهرجان دلهي
السينمائي الدولي ومهرجان العين السينمائي، وتوقيع مذكرة تفاهم مع مهرجان
الشباب السعودي للأفلام.
جولات سياحية
يجمع «العين السينمائي» بين الفن والتاريخ في مكان واحد، إذ
إن إدارة المهرجان وضعت في حسبانها أن يطلع ضيوف المهرجان على مفردات مدينة
العين التراثية، وبما تحوي من قلاع وحصون وتاريخ عريق يمثل جزءاً مهماً من
حضارة الإمارات، وأنه تم الإعداد إلى جولات سياحية وفق برنامج معد مسبقاً،
من أجل الترويج السياحي للمدينة، بما تملك من أماكن سياحية، وموقع جغرافي،
وتتميز بسحر آثارها، وعمق موروثاتها الشعبية التي تعبر عن الأصالة. |