كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

صفية العمرى: محاربة سوزان مبارك لى.. كذب

حوار - سهير عبدالحميد

مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط

الدورة الثالثة والثلاثون

   
 
 
 
 

صفية العمرى: محاربة سوزان مبارك لى.. كذب

حوار - سهير عبدالحميد

قالت الفنانة صفية العمرى إن عملها كسفيرة بالأمم المتحدة كشف لها حقيقة مهمة وهى أن الإنسان لابد أن لا ينشغل بنفسه طول الوقت وعليه أن يقوم بدور فى حياته تجاه المحتاجين مؤكدة أن أهم لحظات حياتها عاشتها أثناء زيارتها للمناطق المهمشة مشيرة إلى أن انشغالها فى عملها كسفيرة أثر عليها فنيا.

وعن كواليس تكريمها بالإسكندرية ومشوارها وأهم محطاته وكواليس أهم أفلامها ورأيها فى نجمات الجيل الجديد تتحدث صفية العمرى لروزاليوسف.

فى البداية تتحدث عن تكريمها مؤخرا بمهرجان الإسكندرية قائلة:

عندما حدثنى الأستاذ الأمير أباظة كنت أمر بظروف صعبة جدا بعد وفاة شقيقتى وهذا جعلنى أعتذر فى البداية عن التكريم بسبب حالتى النفسية لكن بعد وقت حدثونى مرة أخرى فوافقت وهو ثانى مهرجان يكرمنى بعد بعد مهرجان القاهرة ويكفى أنه مهرجان بلدى ومهما كرمونى فى الخارج يظل تكريم وطنك وناسك له أثر خاص على النفس وهذا شيء أقدره واحترمه.

قدمت مع يوسف شاهين «المصير» و«المهاجر». حدثينا عن هذه المحطة المهمة فى مشوارك كذلك علاقتك به؟

- شاهين صاحب مدرسة مستقلة وله رؤية مختلفة عن باقى المخرجين ومن الأساتذة الذى لدية قيادة ممثل بجيث لا يترك الممثل يلعب لوحده ولكن يضعه على الطريق الصحيح على عكس مخرجين آخرين يتركوا الممثل بدون قيادة.

وتابعت: فمثلا شخصية «زوجة ابن رشد» فى فيلم «المصير» طلب منى زيادة وزنى لأن زوجة ابن رشد كانت طول الوقت فاتحة بيتها تأكل الناس ومعظم وقتها فى المطبخ شبه ستات هذا الزمن وبالمناسبة كنت سعيدة جدا وأنا أتسلم تكريم شاهين فى مهرجان وهران.

صلاح أبوسيف أيضا كان من المحطات المهمة فى مشوارك السينمائى. حدثينا عن تعاونك معه؟

- قدمت مع المخرج العظيم صلاح أبوسيف فيلمان هما «البداية» و«المواطن مصرى» واعتبره من المحطات المهمة فى حياتى فقد كان يتسم بالهدوء والشياكة والرقى فى التعامل ويوجهنى دون أن يحرجنى فقد كان شخصية رائعة من الصعب أن تتكرر خلوق

لا نسطيع أن نغفل أيضا تعاونكِ مع النمر الأسود والعملاق أحمد زكى؟

- أحمد ذكى هو أعظم ممثل فى جيله وتعاونى معه بدأ من خلال مسلسل «الأيام» وكنت مازلت أنا وأحمد وجوه جديدة وعبقريته ظهرت منذ مسلسل «الأيام» فهو لا يمثل فقط بملامحه ولكن يمثل بكل حركة فى جسده  وفى «البيه البواب» تقمص الشخصية حتى النخاع وذاب فى الشخصية وكان بيمثل فيه «بأفاه».

كيف ترين البطولات النسائية على شاشة السينما فى السنوات الأخيرة؟

- أصبحت قليلة وتكاد تكون اختفت باستثناء تجارب بسيطة تقدمها ياسمين عبدالعزيز فدائما يتكتب للرجل أكثر من المرأة مع إن هناك موضوعات وأعمالاً تقدمها الست بشكل جيد جدا وللأسف البطولات النسائية التى قدمت مؤخرا ساذجة.

وهل هذا ينطبق على تناول قضايا المرأة على الشاشة أيضا؟

- المرأة مظلومة على الشاشة فدائما يظهرونها بشكل مهان فى الوقت الذى يتواجد نماذج مشرفة من المرأة فهى الوزيرة والسفيرة والطيبة والمهندسة والصحفية والمدرسة والنائبة فى البرلمان وقيادت مشرفة وقصص كفاح من زمان من أيام نبوية موسى.

ومن هى الشخصية النسائية التى تتمنين تقديم سيرتها الذاتية؟

- كل النماذج التى ذكرتها فكل واحدة لها قصة كفاح من هدى شعراوى ونبوية موسى ودرية شفيق فأنا مهتمة بكفاح المرأة وشجاعتهن فى الحياة وحريصة على القراءة باستمرار فى تاريخ المرأة المصرية وأنا حزينة لعدم التركيز على مثل هذه النماذج مثل زمان.

وكيف وجدتِ القرارات التى تم اتخاذها مؤخرا فى تونس فيما يخص حرية المرأة ومساوتها بالرجل فى الميراث؟

- المرأة فى تونس حاصلة على حقوقها من زمان ويكفى أن الزوج لا يتزوج إلا امرأة واحدة ووضعها الاجتماعى جيد أما القرارات الأخيرة فأنا لى تحفظات عليها ولا أريد التحدث فيها.

هل هناك نية لكتابة مذكراتك؟

- هذا الأمر غير وارد فكل فنان له «c.v» ومسيرته يتم تأريخها  سينمائيا وتليفزيونيا وأعماله تعرض باستمرار وأنا ليس لدى أسرار أو أشياء أكتب عنها ليس بها شىء يجذب الجمهور.

وهل توافقين على تقديم مسيرتك الفنية فى فيلم أو مسلسل على غرار السير الذاتية التى قدمت عن حياة الفنانين؟

- نفس الأمر وهو مرفوض فحياتى مجرد كفاح فنانة إختارت عمل إنسانى أعطيته جزءا كبيرا من حياتى وما زلت مؤمنة أن الإنسان لابد ان يكون له هدف ورسالة إنسانية فى الحياة بجانب رسالته الفنية يساهم فيها فهذا دور الفنان والإنسان لابد أن ينظر للمحتاج ونبنى طوبة فى مجتمع.

هذا يجعلنا ننتقل لعملك كسفيرة. أيهما أثر فى الآخر السفيرة أم الفنانة؟

- بالتأكيد عملى كسفيرة فتح عينى على أشياء كثيرة لم أكن أعرفها وتعلمت إلى أى مدى الإنسان لابد ألا يعيش لنفسه ولانانيته وعليه أن يفكر فى غيره وهذا تعملته من أول مؤتمر حضرته فى أسطنبول عام 1996 حمل اسم «قمة المدن» كان فيه رؤساء دول العالم مجتمعين من أجل حل مشكلة الفقر فى هذا الوقت  وجدت ناس عايشه لا تجد أيد تمسح دمعتها وبدون رحمة.

وهل أثر عملك كسفيرة ودورك فى العمل العام على فنك؟

- عملى كسفيرة ظلمنى فنيا  حيث خرجت شائعات أننى غير متفرغة للفن وأننى نقلت إقامتى للخارج وراحت منى أدوار كثيرة بسبب ذلك فقد كنت أول سفيرة فى الشرق الأوسط وهذا كان شيئًا جديدًا لم يستطيعوا أن يستوعبوه لكنى سعدت جدا بهذه التجربة الإنسانية التى عشتها والاحتكاك ولفيت مصر كلها من شرقها لغربها لتوعية الناس وناقشنا مشاكل الشباب والصحة الإنجابية والتعليم ومحو الأمية كل منظمات الأمم المتحدة عملت بها.

وما حقيقة محاربة السيدة سوزان مبارك لعملك كسفيرة؟

- هذا غير صحيح وظلم فمنظمة السلام العالمى التى كنت أعمل بها لم تفعل بشكل جيد فى مصر لأن كان هناك منظمة سوزان من أجل السلام موجودة  وأهدافها تعارضت مع أهداف منظمة السلام العالمى.

هل هناك أفلام ندمتِ عليها وقدمتها على سبيل الانتشار؟

- لم أقدم شيئًا أخجل منه، فالحمد لله بدأت بأعمال كبيرة ومن حسن حظى تعاونت مع عمالقة وعمرى ما عرفت الندم فى حياتى وتركيبتى الشخصية أنى لا أقدم عملاً طالما لست مقتنعه به ولا يضيف لى شىء كممثلة علاوة على أننى ما زلت أعمل بروح الهواية حتى الآن وهذا جعلنى لا أعمل كثيرًا.

لا نسطيع ان نغفل الحديث عن شخصية «نازك السلحدار» والحلمية فى مشوارك الفنى؟

- نازك السلحدار هى قمة الأدوار التى قدمتها على مدار خمس، أجزاء وسيطرت على الناس وأصبحت أسطورة قدمت فيها كل الأدوار من الشابة التى تحب وتغار  وترد جوازة بجوازة لم تعشق أحدا فى حياتها سوى سليم البدرى أيضا الست المتصابية والمزواجة والأم والجدة والهانم الشيك الارستقراطية لكن فى نفس الوقت لن أكون عبدة  لشخصية نازك وقدمت بعدها وقبلها  أدوارًا فمثلا قدمت شخصية أستاذة فى الجامعة حاربت ضد الدروس الخصوصية فى مسلسل «خيوط من دهب».

شهدت الفترة الماضية اعتزال عدد من الفنانين بسبب عدم احترام تاريخهم. كيف ترين هذا الأمر؟

- لا يوجد فنان أخذ خطوة الاعتزال بقيمة الأستاذ يوسف شعبان إلا كان هو مقهور نفسيا من عدم الوفاء فالفنانون فى الخارج ثروة قومية وعندما يصلون لسن معينة يكتب لهم أدوار معينة لكن احنا بنهمله ونشعره أنه مثل خيل الحكومة ويحكموا عليه بالعزل وهذا يهدمه نفسيا لأنه كلما يكبر عطاؤه بيزيد من خلال تجاربه.

واعتبر هذه نظرة متخلفة وسلبية لذلك أتألم عندما يتم التعامل معهم بهذا الشكل.

روز اليوسف اليومية في

16.10.2017

 
 

الإسكندرية السينمائى بنكهة المقاومة

كتب : مى الوزير

المقاومة.. والصراع من أجل الهوية، هما التيمة الرئيسية لمهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط فى دورته الثالثة والثلاثون، الذى يتزامن مع احتفالات نصر أكتوبر المجيد.احتفى المهرجان، الذى اختتم فعالياته الخميس الماضى، بمرور 75 عاما على معركة العلمين، بعرض مجموعة من الأفلام التاريخية التى تناولت هذا الحدث، طوال أيام المهرجان، وناقشت مجموعة من الأفلام أزمة الهوية، من خلال «السينما والهجرة غير الشرعية».

حالة حميمية شديدة الخصوصية صاحبت مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط، لعل سببها هو عُمر المهرجان وقيمة وثقل جميع الفنانين وصناع السينما المشاركين فيه، على مدار سنوات إقامته، فهو عرس تستعد له الإسكندرية من عام إلى آخر.

رجل وثلاثة أيام 

كان للقضايا العربية الساخنة نصيب الأسد فى عروض وندوات مهرجان الإسكندرية، فشاركت فلسطين بفيلمين فى المسابقة الرسمية، هما «خارج الإطار» و«مراكب الموت»، وكرم المخرج السينمائى ميشيل خليفة والمخرجة أنا مارى جاسر.

أما عن الأوضاع فى سوريا فمازالت عدسة صناع السينما تحاول رصد المعاناة وأبعادها الإنسانية، وانعكاسها على حياة الناس ونقل الرواية الحقيقية ومحاولة تجسيدها بالصورة.

وهو ما شاهدناه فى فيلم «رجل وثلاثة أيام» للمخرج جود سعيد والذى يتناول الأزمة السورية من منظور إنسانى يستعرض حياة شاب مستهتر، يستشهد أحد أقاربه، فيذهب إلى ضيعته لنقل جثمانه، لتبدأ رحلته لمحاولة نقل الجثمان التي تغير أفكاره وقناعاته.

ماء الورد

الفيلم السورى «ماء ورد»، المأخوذ عن رواية «عندما يقرع الجرس» للكاتب محمود عبدالواحد، للمخرج أحمد إبراهيم الذى استُشهد شقيقه الأصغر عميد فى الجيش على يد داعش، وقال إن داعش لم يكن لها وجود فى الفيلم وهو الذى أقحمها ضمن الأحداث ولم يكن لها تواجد فى الرواية أيضًا.

وفيلم «الأب» للمخرج باسل الخطيب الذى يستكمل فيها سلسلة معاناة المواطن السورى، وحالة الحرب التى تقتل الجسد حيًا وهى أفلام (سوريون مريم، الأم)، فيلم الأب بطولة أيمن زيدان، يحيى بيازى وروبين عيسى، يتناول الفيلم قصصا حقيقية مأساوية لما عاشته الأسر السورية، وهروبها من حصار الجماعات المسلحة والدواعش فى سوريا.. وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم «الأب»، بينما حصل الفنان أيمن زيدان على جائزة أفضل فنان في مسابقة نور الشريف للفيلم العربى المتوسطى الطويل.

زهرة حلب

عنوان رومانسى يسير بنا لقصة دموية ومأسوية ونتيجة حتمية للتفكك الأسرى والظروف الاجتماعية التى تودى بشباب فى عمر الزهور، وتدفعهم للارتماء فى أحضان الإرهاب، فالشاب التونسى الذى يعانى بعد انفصال أبويه ويشعر بضياع الهوية والتشتت، تبدأ الجماعات المتطرفة لاستقطابه للاستعانة به فى حربهم ضد النظام فى سوريا.

ومن هنا تبدأ معاناة والدته وسفرها إلى سوريا بحثا عنه، لتقتل على يد ابنها فى النهاية، دون أن يعلم هويتها، وهو فيلم للمخرج التونسى الشهير رضا الباهى.

وحصلت الفنانة هند صبرى على جائزة فاتن حمامة لأفضل ممثلة عن دورها فى الفيلم فى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة فيما حصد مخرج الفيلم رضا باهى جائزة أفضل إخراج.

أول مرة

للمرة الأولي أقام المهرجان استفتاء حول الأفلام المصرية، فحصل فيلم «على معزة وإبراهيم» على جائزة أفضل فيلم، جائزة أفضل مخرج كانت لشريف عرفة عن فيلم «الكنز»، جائزة أفضل كاتب سيناريو كانت للمؤلف أحمد على ماهر عن فيلم «على معزة وإبراهيم»، جائزة أفضل ممثل دور أول لعمرو سعد عن فيلم «مولانا».. وذهبت جائزة أفضل ممثل دور أول لماجد الكدوانى عن فيلم «الأصليين»، وأفضل ممثل دور ثان كانت من نصيب محمد ممدوح عن فيلم «الخلية»، وذهبت جائزة أفضل ممثلة دور أول لنيللى كريم عن فيلم «بشترى راجل»، أفضل ممثلة دور ثان كانت لريهام عبدالغفور عن فيلم «الخلية».

وأفضل تصوير لأحمد المرسى عن فيلم «الأصليين»، أفضل موسيقى لهشام نزيه عن «الأصليين»، أفضل مونتاچ لأحمد حمدى عن «الخلية» وأفضل مونتاچ أحمد حافظ عن «الأصليين».

أزمات المهرجان

الجونة والإسكندرية.. مقارنة ليست فى محلها.. كانت الظاهرة التى لفتت الانتباه هى غياب جيل الشباب وحضور واضح لجيل الكبار، خاصة مع تكريم الفنان حسين فهمى وحضور مجموعة كبيرة من جيله لدعمه والاحتفاء به، باستثناء حضور النجم عمرو سعد لاستلام جائزة أحسن ممثل عن دوره فى فيلم مولانا.. وقارن البعض بين حضور النجوم المكثف لمهرجان الجونة وغيابهم عن الإسكندرية السينمائى، ورد رئيس المهرجان «الأمير أباظة» بأنه تم توجيه الدعوة لعدد كبير من النجوم الشباب لحضور المهرجان، والبعض اعتذر لانشغالهم بتصوير أعمال فنية، بينما لم يبرر البعض الآخر سبب الغياب. وأكد أباظة أن المهرجان هو للسينما والسينمائيين، وأن ما يهمنى هو الفاعليات والورش والندوات والحضور الإعلامى والجماهيرى.

وعن المقارنة بين الجونة والإسكندرية.. كل مهرجان له ملامحه وقضيته الخاصة وليس هناك مجال للمقارنة، والأهم أن السينما والثقافة فى مصر تظل فى حالة نشاط طول الوقت.

نجل الساحر

ردا على اتهام المنتج والممثل محمد محمود عبد العزيز، لإدارة المهرجان بتجاهل تكريم والده الفنان محمود عبدالعزيز، وهو على قيد الحياة والاكتفاء بإهداء الدورة القادمة له مضطرة، أعلنت إدارة المهرجان فى بيان لها «أن ما فعله المهرجان هو استثناء، لأن الدورة لا تهدى لفنان راحل، والمهرجان اتبع نهجا بتكريم الفنان فى حياته، ليستمتع بالإهداء والتكريم فى حياته، وأشار البيان إلى أن إدارة المهرجان كانت قد اتفقت مع محمود عبد العزيز برئاسة المهرجان شرفيا، وقبل أيام من انعقاد المهرجان اعتذر محمود لأنه رأى أن الظروف وقتها لا تسمح بإقامة مهرجان، بعد الاضطرابات التى شهدها الشارع المصرى بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة.. وأن محمود عبد العزيز نجم كبير تم تكريمه فى مهرجان الإسكندرية السينمائى وحصل على عدد كبير من الجوائز منه، وكان ضيفا دائما عليه ولم يقصر المهرجان فى تكريمه فى كل وقت. •

صباح الخير المصرية في

17.10.2017

 
 

السينما تنتصر علي الإرهاب والهجرة غير الشرعية

في ختام الدورة الـ 33 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط

الإسكندرية: محمد خضير

بإهداء الدورة المقبلة لروح الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، أسدل الستار علي الدورة 33 لمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول البحر المتوسط، فعلي مدار خمسة أيام شاهدنا »ماراثون فني» بين 80 فيلما من 25 دولة تنوعت بين الروائي الطويل والقصير والتسجيلي، إلي جانب مجموعة ندوات الأفلام أو الخاصة، واستهلت فعاليات المهرجان بندوة تكريم خاصة للمخرج خالد يوسف وتزامن تكريمه مع عودته للسينما بعد غياب سبع سنوات وسط حفاوة كل من الأمير أباظة رئيس المهرجان والمنتج محمد العدل ومسعد فودة نقيب المهن السينمائية وخالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة للسينما والفنانة سميرة عبد العزيز والفنانة ميرنا وليد والمخرج محمد النجار والفنان سامح الصريطي ومديري التصوير سعيد الشيمي ورمسيس مرزوق.

خالد يوسف خلال الندوة أكد أن فكرة التكريم كانت بعيدة تماماً عن خياله، لأنه لم يقدم شيئاً قويا يستحق التكريم وخلال الـ11 فيلما التي قدمها كانت مجرد استشعار لقضايا تواجه المجتمع.

أن الحظ حالفه بالعمل مع أساتذة كبار مثل محسن نصر ورمسيس مرزوق ويوسف شاهين إلي جانب خالد محيي الدين الذي كان يرعاه فنيا وهو الأمر الذي ساعده علي احترام المهنة.

واحتفي المهرجان بمئوية فارس السينما أحمد مظهر بحضور سيف ابن ابنته ريهام الذي أعرب عن سعادته لحضور تكريم جده الذي رحل وهو لايزال في العاشرة من عمره.

وعلق الفنان سامح الصريطي بأنه تعامل عن قرب مع الراحل بمسلسل "قابيل وقابيل" وكان يدعوه لمزرعته كل يوم جمعة وكان يحلو له تعريفهم بالنباتات النادرة التي تحتويها.

وحكي المخرج علي عبد الخالق عن تجربته معه في فيلم "عتبة الستات" فكان منضبطاً، ولم يزعجه إعادة المشهد أكثر من مرة، وكشف عن أمر محزن حيث كان يتقاضي الراحل أجره باليوم وهو يتنافي مع أخلاق السينما المصرية وإساءة للمنتجين الذين لم يتعاملوا معه كبطل من أبطال الفيلم وتناسوا خبرته ومشواره الفني الطويل.

وضمن مسابقة نور الشريف للفيلم العربي المتوسطي الطويل أقيمت ندوة لفيلم "الأب" للمخرج باسل الخطيب وقال إن الفيلم استغرق الإعداد له عاماً ما بين كتابة وتصوير وهو مستوحي من قصة حقيقية حدثت ما بين 2012 و2013 في منطقة أقصي شمال سوريا، وأشار الخطيب إلي أن السينما والدراما السورية تعاني من حصار يحجب صوتنا عن العالم لكن نحاول من خلال أعمالنا أن ننقل أزمتنا للعالم.

وعلي هامش المهرجان أقيمت ندوة لتكريم مدير التصوير عصام فريد؛ صاحب الأسلوب الفريد وإسهاماته خلال مشواره الطويل الذي بدأ 1964م، كما أن علاقته بالفن التشكيلي أفادته في السينما.

وحظي المخرج الفلسطيني ميشيل خليفي بتكريمه وبدأ ندوته متحدثاً عن خبرته التي اكتسبها من رائد الهندسة المعمارية المصري حسن فتحي، الذي اهتم بالبناء المعماري من منظور إنساني، وهو ما جعله يهتم بمناقشة القضية الفلسطينية من هذا الجانب أيضاً، وجعله يدرس المجتمع الفلسطيني من خلال فكرة التقسيم والتشتت التي تعرض لها، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر علي الإنسان.

علي هامش المهرجان أقيمت الحفلة الخاصة بتوقيع المخرج أحمد النحاس لكتابه عن المخرج الراحل كمال الشيخ، وكشف خلال لقائه بضيوف المهرجان أن الراحل كان كارها للتليفزيون والمسلسلات تماما، وكان يشعر بالملل الشديد لتنفيذ قصة أو روايه فنية علي 30 حلقة.

أما ندوة الفنان حسين فهمي فكانت ثرية أيضاً بالحضور والحوار لكشف العديد من الأسرار في حياة البرنس فكانت الفنانة إلهام شاهين علي رأس الحضور والتي حظيت بمشاركته في ثانية تجاربها الفنية "العار" وتعلمت منه الالتزام والحب وعدم الأنانية.

سيدة المسرح العربي سميحة أيوب قالت مداعبة الدنجوان: أنا مراقباك وراصدة كل أعمالك، وعندما قدمت الصعيدي كنت بارعاً جداً وهذا يعكس حبك للفن وللمهنة، أما الفنانة سميرة عبدالعزيز فأبدت إعجابها الشديد بثقافتة وطريقة تعاملة مع الآخرين.

المخرج علي عبد الخالق مخرج فيلم العار تحدث عن تجربتة معه والتي لمس من خلالها أخلاقه الثابتة التي لم تتغير منذ أن كان طالبا في معهد السينما.

أما ندوة الفيلم السوري "رجل وثلاثة أيام" فكشف من خلالها بطل الفيلم محمد الأحمد أن العمل مأخوذ من قصة واقعية، وقدم العلاقة بين الموت والحياة عن طريق رسالة من شهدائنا وهي أن لا تقتلونا مرتين وكان هذا من خلال شخصية الضابط الشهيد الذي يطلب طوال الوقت من البطل أن يدفنه فالحرب تقتل بداخلنا مفردات الحياة

أقيمت أيضاً ندوة حول موضوع "الهجرة غير شرعية" تحدث فيها المخرج الفلسطيني فايق جرادة عن الفيلم الفلسطيني "مراكب الموت" الذي يُوثق ثلاث تجارب لأشخاص اضطر أصحابها للهجرة عبر البحار إلي أوروبا بعد صعود الحركات المتشددة في عدة أماكن بالوطن العربي، الفيلم من إخراج إياد أبو روك 2017.

وقال ناصر عبد الرحمن كاتب فيلم المدينة إنتاج عام 1999 إخراج يسري نصر الله، أن هذا أول فيلم مصري يتناول الهجرة غير شرعية بشكل مباشر.

وأشار محمد فاضل إلي فيلم النمر الأسود للفنان الراحل أحمد زكي ناقش القضية أيضًا ولكن في ظروف مختلفة

وأصدرت اللجنة المختصة بموضوع الهجرة عددا من التوصيات منها ضرورة توظيف العمل السينمائي لخدمة الإنسان العربي اجتماعيا واقتصاديا وفكريا وسياسيا، فضح كل الممارسات والادعاءات التي تشجع علي الهجرة ومن يعمل بها ويتاجر بها أو يشجعها، توفير فرص العمل مع ضمان العدالة في الأجور، تحفيز الشباب علي المشاركة في الحياة السياسية.

فيلم "أغسطينوس ابن دموعها" للمخرج سمير سيف، وهو العمل الحائز علي دعم وزارتي الثقافة التونسية والجزائرية، وقال المخرج سمير سيف: أن ما شجعني علي تنفيذ الفيلم أن يكون هناك إنتاج عربي مشترك يتحدث عن مجموعة من الأديان بمنتهي المحبة.

وفي ندوة تكريم الراحل محفوظ عبدالرحمن قالت زوجته الفنانة سميرة عبدالعزيز إنه احترم المرأة في أعماله وأعاد تصحيح مفاهيم تاريخية مغلوطة.

ندوة الفنانة صفية العمري كانت محملة بكل مشاعر الحب لإدارة المهرجان، فلم تتمالك دموعها وسط محبيها ومعجبيها، واستعادت معهم أهم الشخصيات التي لعبتها "نازك السلحدار" فهي الشخصية الأشهر بالنسبة لها.

النجمة الفرنسية "بياتريس دال" عاشقة الحضارة المصرية كانت لها مشاركة مع المخرج يسري نصرالله في فيلم "باب الشمس" وتمنت تجسيد شخصية "حتشبسوت" وأشارت إلي لقاء العشاء الذي جمع بينها وبين الراحل عمر الشريف ووقعت في غرامه رغم فارق السن بينهما.

وفي ندوة تكريم مدير التصوير الراحل مصطفي حسن أكد سعيد شيمي أن الراحل هو الذي صور زفاف شقيقة الملك فاروق علي شاه إيران، وله فيلم هام عن مناسك الحج صوره عام 1939، كما كلفه ستديو مصر بالخروج مع القوات البريطانية لتصوير بعض معارك الحرب العالمية الثانية.

في ندوة حول حقوق الملكية الفكرية طالب المخرج أشرف فايق جامعة الدول العربية بتفعيل قانون الملكية الفكرية علي كل الدول لوضع عقاب رادع ضد كل من يحاول سرقة أعمال ونسخها دون حق.

واختتمت فعاليات المهرجان بندوة تكريم لأبطال العملية "إيلات" الربان عمر عز الدين والربان نبيل عبد الوهاب، الربان رامي عبد العزيز.. وجاء الموعد المرتقب مع الجوائز وحصل "علي معزة وإبراهيم" علي جائزتي أفضل فيلم وأفضل سيناريو لأحمد علي ماهر وجائزة أفضل مخرج لشريف عرفة عن فيلم "الكنز"، جائزة أفضل ممثل دور أول لعمرو سعد عن فيلم "مولانا"، وأفضل ممثل دور أول لماجد الكدواني وأفضل مونتاچ أحمد حافظ عن فيلم "الأصليين"، أفضل ممثل دور ثان لمحمد ممدوح"، أفضل ممثلة دور ثان لريهام عبد الغفور، وجائزة أفضل ممثلة دور أول لنيللي كريم عن فيلم "بشتري راجل

أما مسابقة الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة فقررت لجنة التحكيم، منح جائزة أفضل فيلم وثائقي لـ"نيران في الأحذية" من إيطاليا، وجائزة لجنة التحكيم للفيلم القبرصي "أرض مشتركة".

أما مسابقة الأفلام الروائية القصيرة فحصد جائزة أفضل فيلم "بالأبيض" من لبنان، جائزة لجنة التحكيم لفيلم "خوف" من سلوفينيا، وقدمت اللجنة تنويها خاصا لفيلم "حكاية نيفير لاند" من إسبانيا.

ومنحت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، جائزة كمال الملاخ للعمل الأول أو الثاني للمخرجة "خولة أسباب بن عمر" عن الفيلم المغربي "نور في الظلام".

وحصلت الفنانة هند صبري علي جائزة فاتن حمامة لأفضل ممثلة عن الفيلم التونسي "زهرة حلب"، أما جائزة عمر الشريف لأفضل ممثل فقد ذهبت للفنان "محمد الأحمد" عن الفيلم السوري "رجل وثلاثة أيام".

وحصد خوزيه راموس مؤلف الفيلم الإسباني "في سرية تامة" جائزة نجيب محفوظ لأفضل سيناريو، أما جائزة أفضل فيلم فذهبت للفيلم الكرواتي "وزارة الحب"، بينما حصل الفيلم الإيطالي"عيد الميلاد الماضي" علي جائزة لجنة التحكيم.

وفي مسابقة نور الشريف للفيلم العربي المتوسطي الطويل، فقد منحت لجنة التحكيم، جائزة أفضل فيلم لـ"نور" من لبنان، كما حصد نفس الفيلم جائزة محفوظ عبد الرحمن لأفضل سيناريو.

وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم "الأب" سوريا، بينما حصل الفنان أيمن زيدان علي جائزة أفضل فنان عن نفس الفيلم، ومنحت اللجنة الفيلم التونسي "أوغسطينوس ابن دموعها" جائزة أفضل إنجاز فني، وجائزة أحمد الحضري للعمل الأول أو الثاني للفيلم السوري "ماورد".

آخر ساعة المصرية في

17.10.2017

 
 

الكلية الكندية الدولية في مصر تمنح يحيى الفخراني وحسين الجسمي الدكتوراه الفخرية

القاهرة – «القدس العربي» :

منحت الكلية الكندية الدولية CIC في جمهورية مصر العربية، الفنان الإماراتي حسين الجسمي الدكتوراه الفخرية، خلال الإحتفالية الكبيرة التي شهدت حضورا رفيع المستوى، على رأسهم السفير جيس داتون سفير كندا في القاهرة، والدكتور دايل كييف رئيس جامعة كيب بريتون، الدكتور مجدي القاضي رئيس مجلس إدارة الكلية الكندية الدولية CIC، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس في مصر وعدد من الجامعات الكندية، وعدد من الشخصيات الإعلامية.

وقد تسلم الجسمي خلال الإحتفالية الشهادة الفخرية وسط فرحة وتفاعل الحضور من المدعوين والطلبة وأولياء أمورهم، مؤكداً فرحه وفخره بهذا التكريم الذي جاء من قبل مؤسسة أكاديمية حكومية دولية تعتني بالثقافة والعلم وتخريج أجيال المستقبل، حسب ما أعرب عنه خلال كلمته، التي ألقاها في الحفل، وقال: «أشكرك دولتي الإمارات لأن دعمها ومساندتها لي، الى جانب حرصي وإجتهادي لنقل ثقافتي وثقافة بلادي الى العالم، أوصلني الى هذا المكان الأكاديمي الراقي، وهذا التكريم الذي أفتخر به»، مضيفاً: «والأجمل أنني أستلمه في هذه الأرض الطيبة التي أحبها مثلما أحبتني مصر وشعبها الكبير، وقام باهداء هذا التكريم الى وطنه وشعبه في الإمارات، ثم قام بغناء أغنيته الشهيرة «بحبك وحشتيني»، أتبعها بأغنية «بشرة خير»، وسط تفاعل ومشاركة الطلبة والحضور.

وقد تم عمل فيديو خاص للفنان حسين الجسمي تضمن محطات مهمة في مسيرته الفنية والثقافية والإنسانية، عرض أمام الحضور عبر الشاشات المتعددة في قاعة الإحتفال.

وفي هذا الشأن قال الدكتور مجدي القاضي مجلس إدارة الكلية الكندية الدولية CIC: «يأتي هذا التكريم ليؤكد علي رقي المسيرة الفنية للرمز الجليل حسين الجسمي، وعلى تقديم نموذج يُحتذى به للفنان الذي يمتلك رؤية ورسالة يمكن أن تفيد الجمهور والوطن بأكمله عن طريق زرع مبادئ وقيم وأخلاقيات من خلال فنه النبيل»، مضيفاً في حديثه قائلاً: «كما أود أن أؤكد أن تكريم الفنان حسين الجسمي يحمل في داخله تأكيداً علي عمق وأصالة العلاقة التي تجمع بين الشعبين المصري والإماراتي».

وقد شهدت الفعالية قيام جامعة كيب بريتون CBU بمنح الدكتوراه الفخرية أيضاً للفنان المصري القدير يحيى الفخراني، تقديراً لفنه الراقي وتاريخه الكبير الذي يستحق عليه هذه الشهادة الفخرية، مؤكداً الفخراني عن سعادته بمنح الجسمي الدكتوراه الفخرية، حيث قال خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد قبل بدء مراسم الحفل: «رأيت في الفنان الإماراتي الدكتور حسين الجسمي الجميل، إمتداد لتوجه وثقافة ورؤية الشيخ الراحل المؤسس زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله».

وقد تم توقيع حسين الجسمي ويحيى الفخراني خلال المؤتمر الصحافي الذي حضره عدد كبيرة من أهل الصحافة والإعلام المصرية والعربية، على منحهم شهادة الدكتوراه الفخرية.

هذا وتعتبر شهادة الدكتوراه الفخرية من الكلية الكندية الدولية CIC هي الثانية لحسين الجسمي خلال مسيرته الفنية، بعد أن كان قد كرّم بها من أكادمية الفنون المصرية عام 2015.

القدس العربي اللندنية في

19.10.2017

 
 

سينما 2017

تقدمها: خيرية البشلاوى

"أوغسطينوس.. ابن دموعها"

المخرج تأثر بلوحات فناني النهضة.. والفيلم لا يندرج تحت أعمال الوعظ

لا تكفي مشاهدة واحدة لفيلم سينمائي روائي طويل يمتلك ثراء بصرياً وفكرياً وقيمياً ويتناول موضوعاً حساساً وشخصية دينية تاريخية كبيرة مثل فيلم "أوغسطينوس.. ابن دموعها" الذي حصل علي جائزة الإنجاز الفني في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط "7 ـ 12" أكتوبر.. ولا تكفي بالتأكيد لو كانت المشاهدة ضمن برنامج يتضمن أعمالاً أخري جديرة بالمتابعة والفيلم عمل ضخم يستحق أكثر من مشاهدة.

فيلم "أوغسطينوس.. ابن دموعها" أول عمل عربي تاريخي مشترك بين تونس والجزائر ومصر.. وأول عمل من الانتاج الضخم بالمعايير الدولية يخرجه سمير سيف. والفيلم نفسه وكما يقول هو عن حق يعتبر علامة فارقة في مشواره الفني "دائرة الانتقام". "سوق المتعة". "معالي الوزير". "الراقصة والسياسي"".

الانطباع الأول الذي يثيره هذا الانجاز الفني السينمائي القيم أنه يجمع بين النزعة الأخلاقية والدينية المستنيرة وبين التوجه الإنساني الاشمل لرجل الدين المفكر الفيلسوف الذي تقلب وسط تيارات فكرية وانتقل من الوثنية إلي المسيحية وأصبح أحد أهم الشخصيات المؤثرة في المسيحية الغربية.

الفيلم المأخوذ عن حياته ومع تراثه البصري ويعتبر عملاً درامياً بامتياز. ونموذجاً للخطاب المستنير لقديس عاش قبل الإسلام وأمضي حياته الأولي لا يؤمن بالمسيحية وغير ملتزم بالمعايير الأخلاقية الطيبة.

ولد ومات في الجزائر

وأهمية هذه الشخصية المؤثرة جداً في الغرب المسيحي أنه كان فيلسوفاً وكاتباً ورجل دين وصل إلي أعلي درجة ولد ومات في الجزائر "13 نوفمبر 354م ـ أغسطس 430م". وكان والده وثنياً فظ الأخلاق بينما كانت الأم مسيحية مؤمنة. تحملت سوء أخلاق زوجها بصبر كبير. وسوء وانحرافات الابن في بدايات حياته. ومن فرط أخلاصها استطاعت أن تحقق للزوج الهداية فآمن بالمسيحية قبل وفاته مباشرة ووصل الابن إلي المرتبة التي لم تكن تحلم بها.. فلا توجد أحلام مستحيلة.

عنوان الفيلم "أوغسطينوس.. ابن دموعها" يشير إلي حجم الدموع التي ذرفتها الأم أثناء دعائها للابن بالهداية وكانت هذه الأم امرأة أمازيجية "جزائرية" ظلت تلاحق ابنها بالدعاء والدموع الغزيرة حتي أن قسيس القرية كان يطمئنها بقوله "ثقي يا امرأة أنه من المستحيل أن يهلك ابن هذه الدموع" ومن هنا جاء تسمية القديس "أوغسطينوس" بأنه ابن لدموع أمه.

لعبت دور الأم بإيمان واقتناع كبير الممثلة عائشة بن أحمد وفي دور القديس أحمد أمين بن راضي وشارك في البطولة ممثلون من تونس والجزائر والفيلم تأليف عماد دبور وسامي سامح. وأشرف علي انتاجه يوسف منصور من مصر.

إذن تجربة علي هذا القدر من الاحترام والحرفية تتناول سيرة حياة فيلسوف مسيحي يلعب دوره ممثل مسلم وطاقم من الممثلين يجمع بين تونس والجزائر ويقوم بإخراجه قبطي مصري ويشرف علي انتاجه منتج مصري وتؤدي أغنية المقدمة المطربة ماحدة الرومي من لبنان. ألا يعتبر ذلك نموذجاً لوحدة فنية ثقافية تاريخية عربية معتمدة جماهيرياً من جماهير السينما في البلاد العربية؟

لقد سبق للسينما العالمية أن قدمت أعمالاً عن هذا الفيلسوف ورجل الدين الذي تحول من الإلحاد إلي الإيمان وتأثر بكثير من التيارات الفكرية في عصره وكتب عن تجرية حياته في كتاب "الاعترافات" ووصل إلي مرتبة كبيرة وأصبح من بين أهم وأقوي الشخصيات التي كان لها تأثير في تاريخ الكنيسة في الغرب المسيحي.

وبالنسبة للسينما العربية يعتبر أول عمل تاريخي عربي مشترك ومن ثم فهو عمل "تاريخي" نسبة إلي مستواه الفني الذي يمكن مضاهاته بالأعمال الغربية التي اعتمدت علي الكتاب المقدس "العهد القديم. والعهد الجديد" ومن المؤكد أن المخرج سمير سيف شاهد هذه الأفلام وهي بالعشرات وكذلك تأثر باللوحات الدينية في المتاحف الغربية وبالذات فناني عصر النهضة. وذلك في إخراج الجزء الخاص بحياة القديس "أوغسطينوس" حيث يبدو تأثره بالألوان والتشكيل والتكوين داخل المشهد.

خطان متوازيان يلتقيان

الفيلم يسير في خطين دراميين أحدهما يدور في القرن الرابع والخامس الميلادي ويرتبط بحياة القديس نفسه. نشأته في بلده "تاجست" "الجزائر" وانتقاله قرطاج في تونس حتي يدرس علم البيان ثم ذهابه إلي روما وميلانو وفرنسا وموت أمه وحتي تعيينه أسقفاً وحتي وفاته عن عمر يناهز 76 عاماً.. تاركاً مئات الكتب والمؤلفات والمقالات الفلسفية المهمة جداً في تاريخ الثقافات الإنسانية.

والخط الثاني تدور وقائعه في العصر الحديث "الآن" ويرتبط بحياة المخرج التسجيلي الذي تم تكليفه بعمل عن حياة القديس "أوغسطينوس" فالفيلم يعتمد في بنائه الفني علي حيلة فنية معروفة ألا وهي "فيلم داخل الفيلم" فنحن نتابع حياة قديس مسيحي أثر تأثيراً نافذاً في المجتمع الروماني وفي الكنيسة المسيحية قبل ظهور الإسلام. وأثري الفكر الإنساني بانتاجه وتنقل في أماكن عديدة متأثراً بفلاسفة ومفكرين قبله.

وفي نفس الوقت ومن خلال المونتاج المتوازي نتابع حياة مخرج تسجيلي شاب عاش مفتوناً ومتأثراً جداً بحياة الشخصية التي كلف بعمل فيلم عن سيرة حياتها حتي يجعلنا نعتقد أن التأثر الشديد جعل هذين الخطين الدراميين متشابهان ومتلامسان أحياناً في أجزاء منها مع تطور حياة كل منهما.

سمير سيف استطاع بفضل سيناريو وحوار جيد أن يمسك بالخطين وما يتفرع منهما من حكايات تتناول الشخصيات الثانوية التي اقتربت وأثرت في حياة الفنان التسجيلي صانع الفيلم ومن القديس "أوغسطين" وأن يجد المعادل البصري لكل خط ذلك الذي يترجم الفترة الزمنية والمزاج النفسي السائد من خلال التكوين والألوان وملابس الشخصيات وأداء الممثلين المعبرين عن ذلك الزمان البعيد ثم هذا الزمن الذي يعيش فيه الفنان التسجيلي الذي نعتمد في مادته علي حياة القديس وسيرته الذاتية.

ليس وعظاً

الفيلم الذي يتمحور حول شخصية دينية حباها الله بالبيان وفصاحة اللسان. والقدرة علي التأثير لا يندرج ضمن قائمة الأعمال الوعظية المباشرة. أو الدينية الموجهة لجمهور بعينه ويمكننا القول إنه عمل مباشر ولكن من دون مباشرة. يتوجه برسالة أو عدة رسائل مهمة جداً إلي المتفرجين داخل إطار درامي إنساني وفني شيق. ولعل أهم الرسائل من وجهة نظري أنه عمل يدعو إلي منتهي التسامح وإلي نبذ التطرف وإعلاء قيمة التفكير والتحليل والنقد للوصول إلي يقين. يمجد أيضا دور الأم الرائعة التي خاضت معركة "شرسة" بأكثر الوسائل نعومة وأعني الإيمان والابتهال إلي الله والحب ورباطة الجأش وعدم الانفعال والصبر الجميل.

ومن الرسائل أيضا أن هذه المنطقة من العالم "شمال أفريقيا" التي كانت جزءاً من الامبراطورية الرومانية حينئذ ليست فقط مهبطاً للديانات السماوية وإنما أخرجت للبشرية رموزاً وفلاسفة ومفكرين أثروا في العقل البشري.

وهذه الرسائل التي حملها الفيلم للمتلقي ليست مسطحة وإنما مركبة وقوية والفيلم نفسه يقدم سيرة حياة ذاتية لقديس قدم للعالم أول سيرة حياته ذاتية في كتابه "اعترافات" ثم "انتكاسات" وهي كتب خالدة.

الممثل الذي لعب دور القديس كان موفقاً جداً في نقل الدرجات المتباينة من مستويات السلوك التي تميز الشخصية في صعودها وتطورها وكذلك اختياره بهذه الملامح والتكوين الشكلي إلي جانب عناصر المكياج والملابس ووجوده محاطاً ببيئة عاكسة لثقافة خاصة بأهل المنطقة ثم موسيقي تصويرية "سليم سدادة" عبرت عن المراحل المختلفة للأحداث بين القديم والحديث إلي جانب الديكور "توفيق الباهي" بدلالاته المرتبطة بمستويات اجتماعية وثقافية وحضارية متباينة وبإيحاءات تجسد بصرياً الرموز التي عاشت وسطها هذه الشخصية باشعاعاتها الإنسانية والفكرية.

توقعات غامضة

وأبدأها بالسؤال: هل يجد هذا الفيلم العربي المشترك الفرصة التي يستحقها في القاهرة بحيث نجده معروضاً في الصالات وأمام جمهور من حقه أن يشاهد مثل هذه التجربة الجديدة عليه؟.. وهل مع وجود بعض النزعات الدينية المتطرفة التي أصبحت بحكم وجود الجماعات الإرهابية المتأسلمة تلون جانباً من الصورة الاجتماعية؟ وهل يمكن أن يحقق النجاح التجاري والجماهيري الذي يستحقه؟؟

الفيلم كما تقول إحدي الشخصيات المسئولة في الجزائر يشير إلي عمق الحياة السياسية والاكاديمية لقرطاج وكل بلاد نوميديا "مملكة في شمال الجزائر أمازيجية" تأسست في الفترة من "202 ـ 46 فبل الميلاد وعاصمتها الآن قسنطينة في غرب شمال أفريفيا" كما يعكس جانباً من الثقاقة النوميدية.

وإلي جانب الأهمية الفنية للفيلم فهو عمل معرفي ممتع يطول لساعتين دون أن يتسلل الاحساس بالملل. وبالإضافة إلي أهميته التاريخية فهو يجسد الدور الايجابي لرجل الدين المنفتح علي ثقافات وتيارات فكرية وقادر علي استيعاب انتاج العقل البشري دون موقف مسبق يسد الطريق أمام التقدم وهو أكثر ما نحتاجه لتكوين خطاب ديني بعيد عن التطرف والتعصب والتمييز علي أساس ديني. عرقي. ثقافي ... إلـخ.

إرادة مشتركة

قد يواجه الفيلم بعض التحفظات وقد يصطدم ببعض الآراء المعادية للاستنارة والانفتاح علي ثقافات وأفكار ليست من صنعنا. فالثقافات لا تعرف الحدود والمعرفة في مواجهة الجهل تعتبر مطلباً جوهرياً يحتاج إلي إرادة مشتركة قوية تواجه عمليات الارتداد إلي الوراء تحت دعاوي تجاوزها قطار التقدم.

####

سينما 2017

تقدمها: خيرية البشلاوى

تحت الوردة.. دلالة العنوان وكشف المستور في حياة أسرة أسبانية ملعونة

ذهبت الصبية الصغيرة إلي المدرسة. ولم تعد.. طال غيابها واستبد القلق بأفراد الأسرة. الأم والأب والشقيق. بحثوا في كل مكان ولم يجرؤ أي منهم علي تقديم بلاغ للشرطة بسبب التهديد الناري الذي جاءهم عبر التليفون. ثم هبوط "الغريب" عليهم من دون مقدمات.

فبعد أن بلغ الهم والخوف والقلق اليائس ذروته. طرق رجل فارع الطول. صارم الملامح. وطلب السماح بالدخول!!.. وأمام دهشة الجميع تقدم الرجل بشروطه. التي بدونها لن تعود "الابنة". ولن تبقي علي قيد الحياة!!.. ما هي الشروط؟!!

أن يفشي كل فرد من هذه الأسرة بسر دفين. ويعترف به كاملاً. ولن يقبل أي "سر" لأنه يبحث عن "سر بعينه". ولن يقبل بغير الاعتراف الكامل.

ويبدأ الجميع في التشكك والنظر كل واحد للآخر. خصوصاً الزوجة التي بدت مُرتابة في الزوج. والعكس. والابن الشاب يغرق في التفكير. وهو لا يدرك معني هذا اللغز المروع. الذي جاء به هذا الرجل الغريب الواثق. الذي يهدد بزوال الابنة من فوق الأرض إذا لم يبدأ كل فرد في الاعتراف.

وبالفعل. تبدأ الزوجة في كشف الأسرار الدفينة. التي لم يكن من الممكن الإفشاء بها أمام الزوج المنهار. وكذلك يبدأ الابن في الاعتراف ببعض آثامه. والأب يفعل نفس الشيء. ولكن الشعور بالتوتر يتفاقم حين يرفض الرجل الذي ينصت في صمت. وفي نهاية كل اعتراف يقول: ليس هذا هو السر الذي جئت بسببه. وحتي يدفع بالأمور إلي حافة الانهيار. يأتي بصوت الابنة عبر التليفون تحث والديها. فتدفعهم أكثر لمزيد من التوتر والخوف علي حياتها. ومن ثم تكسر تدريجياً مشاعر الرعب من جراء كشف الأسرار. والتي يعني كشفها انهياراً كاملاً "للأسرة" وتمزيق الروابط بين أفرادها.

وبعد معاناة كبيرة وشحنات إثارة وقلق حاد. تنهار المقاومة وتتكشف الأسرار في مشاهد من الفلاش باك. تستحضر تفاصيل الآثام التي ارتكبتها الأم. التي خانت زوجها مع إصرار "الزائر" الغريب علي أن يعيد كل فرد تمثيل ما جري. مما يعني أن تذهب الأم إلي الشارع. وتأتي برجل. وتحاكي ما جري أمام الزوج. وكذلك يعيد الابن تمثيل جرائمه. ويستحضر الأب ما جري ويتكشف السر الرهيب الذي أتي بهذا الرجل إلي منزل هذه الأسرة وسط شعور بالدهشة والحسرة والصدمة الشديدة.

فالابنة المختطفة أو بالأحري الغائبة. صديقة وزميلة لابنة هذا "الغريب" القادم للانتقام.. وذات يوم وأثناء زيارة لصديقتها يغتصبها الأب. بعد أن يقدم لها مخدراً في الشراب. والأسوأ أنه ـ أي الأب ـ اغتصب ابنته نفسها سراً. ولم يقو علي أن يواجه نفسه. وبعد أن يصل "الغريب" إلي الهدف الذي جاء من أجله. ويحقق بهدوء عملية "الكشف" الذي يعتبر بمثابة طعنة مروعة. أسقطت كل المعاني الظاهرة التي تجسدها الأسرة المتوسطة الساكنة والمستقرة. التي تبدو متحابة ومتماسكة وملهوفة جداً وملتاعة بسبب غياب الابنة والخوف علي حياتها.. بعد أن يتحقق كل ذلك تأتي الابنة مع الرجل لتؤكد ما جري لها.. وينتهي الفيلم بعد جرعة مُرَّة من المتابعة والانتباه الشديد مع الدهشة والاستغراب.. و.. إلخ.

المشاعر التي يولدها الفيلم أثناء عملية السرد المحكمة. والأداء التفعيلي الدقيق من قبل كل ممثل والاندماج في حالة الارتباك والقلق. والندم المكتوم واللوعة التي يسببها الإحساس بالخديعة. يتصاعد طوال مدة عرض الفليم.

هذه قصة فيلم أسباني شاهدناه في مهرجان الإسكندرية الأخير تحت عنوان "تحت الوردة" Ander The Rose للمخرج جوزيه راموس. والعنوان له دلالة شرحها الممثل الرئيسي في الندوة. التي تلت الفيلم.. فهذا التعبير قديم واستخدم كرمز منذ الإمبراطورية الرومانية. واستمر شيوعه في العصور الوسطي. ومازال موجوداً. "فالوردة" رمز للتكتم والسرية وعدم البوح بالأسرار. ولذلك قصة وشرح يطول لأنني حاولت أن أبحث عنها بعد مشاهدتي للفيلم. وقبل أن أكتب عنه.

ومن دلالة الاسم نفهم أسباب اختياره عنواناً لهذا الفيلم الكاشف لأسرار ظلت مكتومة لا يجرؤ أحد علي النطق بها.. والجدير بالاهتمام أن الممثلين اعتمدوا في أدائهم التمثيلي علي الارتجال وعلي تخيل الموقف والحوار. الذي يثيره قبل بدء التصوير. فالمخرج اعتمد علي التصور الفوري لكل موقف مع وجود الخيوط العريضة للحبكة. أي أنه لم يعتمد علي سيناريو مكتوب. ورغم قسوة المشاهد التي تجسد نوع العقاب ومنها مثلاً أن يقوم الأب المغتصب لابنته وصديقتها بقطع عضوه الذكري. وأن ينفذ الابن العقاب الذي يمليه عليه "الغريب" وكلها بنود عنيفة. ومع ذلك تم تنفيذها بإتقان مقنع.

وعندما سألت الممثل الرئيسي "بدرو كازابلانكا" في الندوة عما إذا كان من الممكن وصف الفيلم بأنه مسرحية أخلاقية. لم يعجبه الوصف. وقال إن كل الأفلام "أخلاقية" بمعني الصواب والعقاب. ولكن الفيلم عن حكاية تحدث وتتكرر وليس بالضرورة بنفس التفاصيل. ولكن للحكاية مضموناً مركباً وأخلاقياً في نهاية الأمر. لأنها تجسد حالات التكلف والرياء والنفاق الذي يُغلف كثيراً من العلاقات الانسانية بما فيها العلاقات الأسرية نفسها وأعتقد أنه يحقق للبعض من مشاهديه حالة من "التطهر" تتولد من الوعي بالإثم وبمدي قبحه وبشاعة التشوهات التي تتواري وراء الصور الطبيعية لأشياء الحياة العادية وأيضا مع متابعة العقاب الدموي الذي فرضه الغريب برغم هيئته غير المريحة وصرامته التي تصل إلي حد النزعة السادية..

الفيلم تكلف ميزانية قليلة واعتمد علي الاقتصاد الشديد في اختيار أماكن التصوير. ومعظمها "داخلي" داخل شقة الأسرة. فهو أقرب إلي المسرحية التي تعتمد في تأثيرها علي تكثيف مشاعر الترقب وبناء حالات الريبة بإيقاع داخلي موجع لكل الشخصيات التي لعبت أدوارها بإحساس واستغراق داخل تركيبة الشخصية..إنه في نهاية المطاف تجربة تستحق الإعجاب.

####

رنات
سعيد شيمي مدير التصوير الأكثر نشاطاً في التأليف

بقلم: خيرية البشلاوى

مدير التصوير السينمائي المبدع سعيد شيمي أضاف للمكتبة السينمائية كتاباً يضاف إلي مجموعة الإصدارات التي جعلته الأكثر نشاطاً علي المستوي التنظير والبحث وسط مديري التصوير المصريين.

فإلي جانب عشرات الأفلام المهمة التي قام بتصويرها كان سباقاً ورائداً في مجال التصوير تحت الماء واستاذاً لم يسبقه إليه أحد في الالتفاف إلي الرواد المصريين وانجازاتهم.. في هذا المجال الحيوي.

كتابه الأخير الذي أهداه لنا أثناء مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط "5 ـ 12 أكتوبر 2017" بعنوان "مصطفي حسن مبدع الصور والحيل السينمائية" وقد صدر ضمن إصدارات أخري اعتادت الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما أن تقدمها في كل دورة للمهرجان.

وربما لا يعرف كثيرون من غير المتخصصين من هو هذا المصور ومشواره الفني واسهاماته في حقل التصوير السينمائي ولكن بفضل الكتاب يعرف عشاق الصورة واللغة البصرية أن هذا المصور كان استاذاً وتخرج علي يديه كثيرون من أعلام هذا الفن أمثال وحيد فريد ودريد سري وعلي حسن شقيقه وكمال كريم وإبراهيم صالح وغيرهم.

وفي مستهل الكتاب يذكرنا المؤلف بما قاله المؤرخ الألماني ادولف ارمان في كتابة عن تاريخ العالم عن المنجزات الحضارية المصرية التي تؤكد بأن المصري فنان وسبق العالم بأسره بابتكاراته الحضارية الرائعة حين كانت اليونان مازالت في طفولتها. وكانت مصر منذ وقت طويل تقود العالم صوب المدنية وظل العالم أمداً طويلاً نعترف من ينابيع حكمتها.

وبحكم عوامل عديدة استعمارية تخلفت مصر عن ركب الحضارة التي عرفتها شعوب الدول الأوروبية.. وبرغم الظروف الصعبة التي امتدت لقرون عرف المصريون السينماتوغراف ووقع كثير من أبنائها في غرام الصور المتحركة منذ بداية هذا الاختراع في أواخر القرن التاسع عشر. ولم يكن مدير التصوير مصطفي حسن غير واحد من هؤلاء الذين أحبوا السينما وبالذات الأفلام الصامتة التي كان مخرجها وبطلها الممثل الأمريكي دوجلاس فيربانكيس "الأب" "1883 ـ 1939" ومن خلال حبه للسينما بدأت العلاقة بينه وبين التصوير وفي مراحل الصبا الأولي انجذب بشكل خاص إلي أفلام الرسوم المتحركة التي كان ينتجها الفنان والت ديزني والشخصيات التي رشقت في وجدان جمهور عريض بطول وامتداد الكرة الأرضية مثل "الفار ميكي" "ميكي ماوس".

وأمام هذا الافتتان حرص علي إنشاء معمل تصوير في الحمام الصغير بالمنزل الذي يعيش فيه وظل هذا المعمل الصغير حتي بعد أن تزوج في نفس الشقة.

وفي فترة شباب مصطفي حسن لم تكن السينما المصرية قد حققت التواجد بشكل منتظم وكانت أغلب المحاولات من فعل الخواجات أو المصريين من أصول أجنبية وكانت مدينة الإسكندرية قبلة هذا النشاط المحلي المحدود بينما القاهرة بعيدة عن هذا النشاط.

ومن خلال الأوراق والبحث الدؤوب وما توفر لدي المؤلف من معرفة مباشرة مع بعض من تبقي من أسرة مصطفي حسن. يلقي سعيد شيمي الضوء علي علاقة ربطت بين هذا المصور وبين الفنان يوسف وهبي الذي كان يمتلك ـ وقتئذ ـ مدينة رمسيس.. التي تتضمن إلي جانب النشاط المسرحي نشاطاً سينمائياً محدوداً. وكذلك يشير إلي أنه من خلال نفس العلاقة اشترك في عدة مسرحيات.

وفي العشرينيات من القرن الماضي التحق مصطفي حسن مثل كثيرين من أبناء جيله بالمعهد المصري للسينما الذي أسسه محمد بيومي الرائد الأول للسينما المصرية لتعلم التصوير السينمائي والحيل وفنون الفيلم الأخري.

وفي تلك الفترة نفسها ماير 1923 ظهرت مجلة "الصور المتحركة" التي أسسها الصحفي محمد توفيق وكان عمره وقتئذ 15 عاماً. ومن خلالها كان يتابع أخبار الفن والسينما وما يطرأ من نشاط ينتمي إلي هذا المجال.

ويرصد الكتاب عبر عملية بحث مشكورة رحلة هذا المصور السينمائي من أجل اكتساب المعرفة حول فن التصوير السينمائي ومن ثم سعيه للاقتراب من الشخصيات البارزة لتحقيق هذا الهدف وهي رحلة متشعبة وتلقي الأضواء علي الجهد والعمل الدؤوب والحرص الكبير ـ لجيل الرواد علي دراسة السينما وفق منهج علمي نظري ومن خلال التجربة العملية.

ويتابع المؤلف. رحلة هذا المصور أيضاً لملاحقة هذا الفن الوليد ومن رافقوه من المصريين الذين ارتبطوا بالمؤسسات السينمائية الأولي مثل استوديو مصر واحتكاكهم بالأجانب وأيضاً الجريدة السينمائية المصورة التي بدأت شهرية صامتة ثم اسبوعية ناطقة والتي عمل مصطفي حسن مساعداً لرئيس تحريرها حسن مراد.

وينفرد الكتاب بعدد من الصور الفوتوغرافية للمراحل المختلفة في حياة المصور ونشاطه والأفلام التي ساعد فيها كمصور والأماكن التي قام بالتصوير فيها. كما تضمن فصلا يوثق شغف هذا المصور المصري بالحيل السينمائية والرسوم المتحركة والأفلام المهمة التي قام بتصويرها.

ويميز المؤلف ومدير التصوير سعيد شيمي إخلاصه الشديد في توثيق تاريخ السينما من خلال تطور عنصر من عناصرها الأساسية الا وهو التصوير السينمائي والحيل والمؤثرات البصرية وأيضاً عبر رصد الإبداعات التي خلفها الرواد في هذا المجال ومتابعة التطور التكنولوجي الكبير الذي وصل إليه فن التصوير السينمائي.

المساء المصرية في

22.10.2017

 
 

المخرج التونسى رضا باهى:

الواقع العربى قاس أكثر من فيلمى

حوار: مي الوزير وريشة الفنانة: مها أبو عمارة

المخرج التونسى الكبير رضا باهى بعد حصوله على جائزة أفضل مخرج عن فيلمه «زهرة حلب» فى مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط..زهرة حلب.. ساعتان من معاصرة الألم ومعاناة من رحم الحرب، فالمعاناة لأم تعيش فى تونس أكثر بلدان الوطن العربى تحررا وابن يعانى من أزمات بعد انفصال والديه فتبدأ الجماعات المتطرفة بالاستحواذ عليه، فتبدأ رحلته لحربهم المزعومة فى حلب.. وتحاول الأم استعادة ابنها فتذهب للبحث عنه، قصة مؤلمة ولكن مخرج العمل يؤكد أن الواقع مر ومؤلم أكثر بكثير من قصة فيلمه، الذى ترك نهايته مفتوحة رافضا النهايات السعيدة غير الواقعية.

حوار أكثر من شيق مع رضا باهى تحدث فيه عن زهور حلب وزهور العالم العربى التى تدهسها أقدام الإرهاب، وعن جزيرة الغفران عمله القادم عن الإيطاليين فى تونس فى عام أربعين وتعايشهم فى تلك الحقبة قبل الاستقلال.

       كيف وضعت الخطوط الرئيسية لزهرة حلب فى توقيت يحاول فيه الكثير من صناع السينما تجسيد المعاناة العربية مع التطرف؟

- حاولت قدر الإمكان أن أبتعد عن كل ما هو تسجيلى أو وثائقى أو الالتجاء إلى الصورة الوثائقية والاستعانة بها لما يقوم به داعش أو الجماعات المتطرفة، فضلت أن أقدم موضوعا إنسانيا يتطرق إلى شجاعة امرأة تونسية والمرأة العربية بصفة عامة وكيف تحاول بقدر الإمكان أن تسترجع ابنها من براثن هذه المجموعات.

وبشكل مجمل العائلات التى فقدت أولادها سواء ماتوا أو مسجونين أو ذهبوا إلى مصير مجهول هناك، هذا يجعل الإنسان إذا كان لديه نوع من الإحساس والمسئولية إلا يغض الطرَف عما يحدث فى العالم العربى، هذا الموضوع شغل تفكيرى كثيرا، وبدأت فى كتابة السيناريو على هذا الأساس.

       الشباب الذين يتم استقطابهم وما هى وسيلة تلك الجماعات لاستقطاب هؤلاء الزهور لبراثنهم؟

- الشباب فى أى وقت كان، وفى أى زمان ومكان عندما يخرج من مرحلة المراهقة يحب أن ينتمى إلى اتجاه به تغيير أو ينتمى إلى جهات ثورية وهذه هى طبيعة الشباب وكمثال ففى عام 1936 فى أوروبا الشباب الأوروبى تحمس لفكرة الجمهوريين فذهب لمساندة الجمهوريين ضد فرانكو فى إسبانيا.

فى عام 48 الشباب العربى من شمال أفريقيا ذهب للمساندة فى فلسطين لأن لديهم نزعة ثورية، فى عام 68 الطلاب فى أوروبا وفى تونس تحرك أمريكا اللاتينية، وثورة كوبا وفيتنام والحرب الأمريكية، فى فيتنام الشباب تحرك وتحمس وسافر، اليوم هناك مسحة إسلامية فى العالم وسوقت الجماعات أن فى سوريا تغييرا ثوريا سيقع، لذلك حلم الشباب.

هذا قطعا قبل أن يقوموا بغسيل دماغهم دينيا، ولكن فى البداية هم استغلوا فكرة إيهامهم بأنهم سيساعدون الشعب السورى فى البحث عن الحرية والعدالة، عندما ندرك أننا فى تونس وهو البلد العربى المتقدمة نسبيا ومتحرر فى التعليم والصحة وموقع المرأة والمواقع التى تحصل عليها المرأة التونسية ونفاجأ بأن العدد الأكبر من الشباب المنضمين إلى تلك الجماعات الإرهابية هم توانسة فنتساءل ما الذى يحدث ويدفع شبابا محبا للحياة فى بلد متحرر هو الأكثر استقطابا.

       ما المبرر من وجهة نظرك أن تكون النسبة الأكبر من الشباب المستقطب من البلاد الأكثر انفتاحا وتطورا؟

- أولا النزعة الثورية والحلم بالانتماء لجهة تمثل ثورة أيا كانت بالإضافة إلى الهشاشة وضعف الشخصية والمشاكل الأسرية، والانفتاح المبالغ فيه فكما الفقر المبالغ فيه يجعل الاختراق مهمة سهلة والتأثير سريعا كذلك الانفتاح والتحرر المبالغ.

       كلمنى عن أماكن التصوير وكيف استقر بك الأمر للتصوير فى تونس؟

- عندما اخترنا البقاع فى لبنان للتصوير عرضنا السيناريو على السلطات، ولكن السلطة كان لديها ملحوظات على السيناريو، لذلك فضلت أن أقوم بالتصوير فى تونس لكى يكون لدى الحرية الكافية، ولم تتدخل وزارة الثقافة فى السيناريو، وحزب الله تطوع فعلا بحمايتنا إذا قمنا بالتصوير فى لبنان، ولكن وجدت أنه إذا حدث ذلك سيخرج الفيلم وكأنه أنتج من طرفهم لذلك فضلت أن نصور فى تونس وألا يكون هناك أى جهة تدعى أو تصرح أنها قد تكون ساهمت فى الفيلم.

       ماذا عن الناحية الأمنية هل واجهتكم أى تهديدات أو مخاطر أمنية؟

- هند صبرى تلقت بعض التهديدات والرسائل الإلكترونية بالتهديد لذلك أثناء التصوير استعنا بحراسات لحراسة فريق العمل وهند خصيصًا.

       «زهرة حلب» كلمنى عن اختيارك لهذا الاسم؟

- زهرة حلب ما قصدنا بها الأم أو البطلة كما توقع البعض، إنما قصدنا تلك الزهور الجميلة التى مازالت ناعمة وصغيرة، وهم الشباب فى عمر الزهور، وتحية لهم ولأرواحهم التى ذهبت هدرا.

       لماذا هند صبرى.. وكيف أقنعتها بالعودة للسينما التونسية بعد غياب طويل؟

- هى كانت تحلم ومازالت تحلم بتقديم أفلام تونسية مهمة وتليق بقيمتها الفنية الآن، وهند صبرى ليست فقط من الممثلات الموهوبات أو «باهية» كما نقول فى تونس إنما أيضا هى ممثلة مثقفة ومسئولة ولديها بعد سياسى وصاحبة مواقف خاصة فى تونس والأحداث السياسية فيها، وكان لدينا مشروع قديم من سبع سنوات، ولكن لأسباب إنتاجية لم يكتمل، وعندما عرضت عليها زهرة حلب كان هناك مشكلة بسيطة وهى الخوف من ظهورها كأم لشاب فى هذا العمر، ولكن الحمد لله زاد وزنها بشكل مناسب للدور وظهرت كأم ثم عادت بعد الفيلم كما نعرفها هند الجميلة الشابة.

أدت الفيلم بكل عفوية واحترافية وكان البعض متخوف من عدم إجادتها اللهجة ولكنها أجادت اللهجة التونسية بشكل رائع جدا وتمثيل فى كل النواحى وأنا شخصيا أحترم هذه المرأة بشكل كبير.

       شخصية «مراد» الابن والتى قدمها ابنك باديس الباهى، كيف تم ترشيحه للمشاركة فى الفيلم؟

- هو أول دور له، فضلت تلقائيته وبراءته وهو يبحث عن الفراغات فى عينيه فضلت أن أستغلها فى شخصية مراد كشخصية مهتزة عاشت فى فرنسا لا تتكلم التونسى بفصاحة كباقى التوانسة فلديه نوع من الانزواء والانطواء، فخدمنى هذا كثيرا للتعبير عن شخصية مراد.

هو نفسه فوجئ لأنى ككاتب للسيناريو لم أكن أفكر فيه ولكن عندما بدأنا بالكاستنج قلت لما لا، فهو فى نفس العمر ولديه مشاكل فى اللغة العربية كشخصية مراد وعاش فى فرنسا مثله، فكل هذه المواصفات جعلته ملائما جدا.

       نهاية الفيلم جاءت قاسية جدا، فالأم تُقتل بسلاح ابنها دون أن يعرف أنها أمه، ثم جاءت النهاية مفتوحة ولم نعرف ما هو مصير مراد؟

- الواقع الذى نعيشه فى مجتمعنا وبلادنا العربية هو واقع مرُ وقاس بشكل أقوى من نهاية فيلمى، فإذا كانت الأم - وهى ليست فقط أما ولكنها ترمز للأرض- شبابها وأولادها يقتلونه ويحرقونها، فكيف أقدم أنا نهاية سعيدة، لا أستطيع أن أسمح لنفسى بإعطاء أمل للمتفرج بأن غدا سيكون أفضل، أنا شخصيا متشائم على الوضع لعشرين عاما، ولعل الوضع الحالى لا يسمح بالتفاؤل ولعلى أنا أنتمى للسينمائيين الذين يفضلون بهز وجدان المتفرج، ويصدمه ففضلت هذه النهاية على أى نهاية أخرى.

كنت قد صورت مشهدا آخر للنهاية ومراد فى مستشفى المجانين فاقدا للإحساس بمن حوله وضائعا وأبوه يأتى ليطل عليه، ولكن قمت بحذفه فما الذى أريد أن أقوله! فهل سيلجأ سبعة آلاف تونسى سيعودون لتستوعبهم مستشفى المجانين؟! مستحيل ففضلت أن المتفرج يضع هو النهاية التى يريدها.

       أتفق معك أن الواقع أكثر إيلاما، ولكن هل الكاميرا قادرة على نقل جزء من هذا الألم والمرارة؟

- السينما الجادة تحاول أن تنقل المواضيع التى تمس العالم، والتى تجعل المشاهد يفكر وتطرح عليه التساؤلات حتى لو أنك لست متفقة معى فى الرأى ولكن تمر عليك الساعتان بطعم الجماليات ونوع من الفانتازيا والإحساس الراقى.

       أعلم أن هناك مشروعا جديدا تبدأ بالإعداد له؟

- جزيرة الغفران، وهو عن الإيطاليين والمسلمين فى عامى أربعين وخمسين فى تونس كيف كانوا يتعايشون قبل الاستقلال وبعد الحرب العالمية الثانية، والبطولة هى لدرة ذروق التى تقدم شخصية تونسية من أصل إيطالى.•

####

مهرجان فقير ومرتبك

على مدار أسبوع كامل احتضنت مدينة الإسكندرية مهرجان الإسكندرية الدولى للأغنية والفنون فى دورته الرابعة عشرة، الذى تنظمه جمعية فنانى ومُبدعى الإسكندرية.

المهرجان خيمت عليه أجواء الأرتباك وعدم التنظيم، فضلا عن ضعف الإمكانيات، التى هددته بالإلغاء، وتوقع التوقف خلال الأعوام القادمة، بعد تخلى وزارة الثقافة عنه، وإمكانية سقوط صفة الدولية عنه.. حتى الحفلات الثلاث التى نظمها المهرجات لمدحت صالح وأنغام وسميرة سعيد، لم تنج من الأرتباك ومشاعر الغضب من الجمهور.

ولم تلفت ندوات المهرجان النظر، وبقيت الإيجابية الوحيدة للمهرجان، فى مسابقة اكتشاف الأصوات الجيدة فى مدينة الإسكندرية، والتى شارك فيها العديد من المواهب والأصوات القوية.. أطفالا وشبابا، وتفاعل جمهور عروس البحر المتوسط، مع خمس حفلات نظمها المهرجان فى شوارع الإسكندرية..  ورأس لجنة تحكيم المسابقة الإذاعية إيناس جوهر وأمين عام المهرجان الفنان سمير صبرى والشاعر عماد حسن والموسيقار إيهاب عبدالسلام..  وبقى لصباح الخير 9 ملاحظات من يوميات المهرجان..

1- يحتاج المهرجان إلى دعم كبير من رجال الأعمال والدولة لكى يستمر، فهو الوحيد المتخصص فى الموسيقى والغناء، ودعم الكثير من المطربين فى بداياتهم الفنية

 2- نظم المهرجان حفلات شوارع خطفت الأنظار وتابعها الجمهور السكندرى مبتهجا، منها فرقة مغربية وأخرى سكندرية، أحدثت ضجة فنية خلال فترة المهرجان وكانت من أفضل فعالياته

 3- يحتاج المهرجان إلى مزيد من التنظيم والفعاليات، ومن تواجد الفنانين ، فقد حضر عدد كبير من النجوم للتكريم فى حفل الافتتاح ولم يتبق منهم أحد فى ثانى أيام المهرجان

 4- صاحب حفل أنغام العديد من المشاكل، وانزعج الجمهور بسبب التأخير الكثير وطلبوا إعادة ثمن التذاكر، وأجبرت أنغام المهندس عوف همام رئيس المهرجان على الصعود للمسرح للاعتذار والاعتراف أن التأخير، بسبب عدم التنظيم من قبل الإدارة، والفعاليات التى سبقت الحفل منها عرض مجوهرات لراعى الحفل استحوذ على وقت كبير

 5 - ظهرت أنغام متألقة كعادتها وقدمت مجموعة كبيرة من أغانيها ولكنها كانت منزعجة من الموقف الذى حدث، وتحدثت عن سوء التنظيم وأنها وصلت إلى الإسكندرية قبل موعد حفلتها بيوم، لكى تكون مستعدة للحفل فى الميعاد المحدد ولم تجد غرفة محجوزة باسمها فى الفندق وكانت تنتظر انتهاء عملها لكى تتحدث مع الإدارة عن هذه الأشياء

 6 - حضر هانى شاكر إلى المهرجان فى سرية تامة وطلب من إدارة المهرجان عدم الإعلان عن تواجده، واتفق مع إدارة المهرجان على عدم دفعهم للضرائب على الحفلات بسبب أن دخلها يذهب إلى ذوى الاحتياجات الخاصة، وتفاجأ عوف همام بمندوب من الجمعية يوم حفل أنغام يطالبهم بـ20 ألف جنيه ضرائب للجمعية مما وضعهم فى مأزق كبير وهذه من ضمن الأسباب التى ساعدت على عشوائية التنظيم فى ذلك اليوم.

7- أعلنت إدارة المهرجان عن إقامة ندوة خاصة للمحاور مفيد فوزى يتحدث فيها عن عبدالحليم حافظ وتم إلغاؤها دون إعطاء أى أسباب أو تبرير.

 8- صاحب حفل الختام حالة من الملل بسبب التأخير وعدد التكريمات التى لم تحدث فى أى مهرجان دولى أو محلى وقد أنقذتهم نجمة حفل الختام سميرة سعيد عندما صعدت إلى المسرح بحيوية شديدة وتألق على الرغم من مواجهتها لمشكلة تقنية فى الصوت فكان صوت المزيكا والفرقة أعلى كثيرا من صوتها وهذا يرجع بالتأكيد لمهندس صوت المسرح.

9- غضب الجمهور من سميرة سعيد بعد أن كان يهتف معها طوال حفلها بسبب مغادرتها للحفل فجأة دون توديعها لهم بطريقة لائقة.

صباح الخير المصرية في

24.10.2017

 
 

رضا باهى: هند صبرى تلقت تهديدات بسبب «زهرة حلب»

كتت_ سهير عبدالحميد

لم يكن صدفة أن يحقق الفيلم التونسى «زهرة حلب» هذا النجاح الكبير والحفاوة الدولية منذ أن عرض فى افتتاح مهرجان قرطاج وحتى حصوله على جائزتين بمهرجان الإسكندرية فى دورته الأخيرة حيث يناقش الفيلم كيف يقع الشباب فى براثن الجماعات المتطرفة وذلك من خلال قصة امرأة تونسية ينضم ابنها الذى لم يتم العشرين لداعش فتذهب وراءه حتى تقتل فى النهاية على يدية وخلال هذه الرحلة يتعرض الفيلم لصراع التيارات المتطرفة داعش وجبهة النصرة

مخرج «زهرة حلب» والحائز على جائزة أفضل إخراج بمهرجان الإسكندرية رضا باهى تحدث عن تفاصيل تقديمه لهذا الفيلم قائلا : جاءت فكرة زهرة حلب منذ عام 2013 عندما أصبح عدد الإرهابين بآلاف والضحايا أيضا فالإرهاب أزمة عالمية.

لم تعد تمس تونس فقط ولكنها أصبحت قضية عالمية و كمخرج مسئول لا أستطيع أن اغمض عينى عن هذا الخطر خاصة أن الإرهاب أصبح قريب منك ولبيتك ولجيرانك وللحى الذى تسكن فيه وفى كل بيت ستجد غائبًا أو مسجونًا أو جريحًا أو شهيدًا.

وتابع باهى قائلاً: حاولت قدر الإمكان أن أضع منهجًا فى عملى فلا افضح طرفًا بشكل كاريكاتورى بقدر ما ركزت على شجاعة أم حاولت تنقذ ابنها من هذه الوحلة.

وكشف باهى عن تلقى هند صبرى  لتهديدات قبل التصوير حتى تتراجع مشيرا إلى أنها  شجاعة وصاحبة موقف

وعن اختياره لهند صبرى لبطولة «زهرة حلب» قال:  كان لدىَّ حلم أنا وهند صبرى لتقديم فيلم واقترحت الفكرة عليها وتشجعت وشاركتنى الإنتاج بجانب أنها بعيدة عن السينما التونسية من 7 سنوات ومن المقرر أن يعرض الفيلم مع تكريم هند صبرى فى مهرجان القاهرة.


وعن التفاصيل الدقيقة الذى تناولها عن الجماعات المتطرفة داخل أحداث «زهرة حلب» قال باهى: قرأت دراسات عن هذه الجماعات والتقيت باشخاص رجعوا وتابوا وندموا وحكوا تجربتهم ومن خلالهم عرفت تفاصيل عن حياة هذه الجماعات وأحداث هذا الفيلم ليست ببعيدة عن الواقع فهناك ولد قتل اباه فى تونس بعد أن كفره.

وعن الصراع داخل الفيلم بين جبهة النصرة وداعش أكد باهى أن داعش وجبهة النصرة وجهان لعملة واحدة يزرعون الموت أينما ذهبوا فالإسلام السياسى فى حالة احتضار.

وبرر رضا باهى وجود مشهد «حريم السلطان» داخل أحدث الفيلم أن وجود هذا المشهد يقول أن تركيا موجودة فى اللعبة سواء فنيا بوجود مسلسل مثل حريم السلطان أو بالتيارات الدينية التى زرعتها فى تونس وهم اعترفوا بذلك.

وأشار رضا باهى إلى أنه رفض أن يشارك فى الإنتاج أية جهه حتى لا يتهم الفيلم أنه يدافع عن وجهة نظر بعينها وقال : كان من المفترض أن يتم تصوير الجزء السورى  بمنطقة البقاع فى لبنان وطلبنا الحماية من حزب الله لكن تراجعنا عن ذلك حتى لا يقال إن حزب الله يمول الفيلم.

وأخيراً أكد رضا الباهى أنه يجهز لمشروع فيلم جديد يحمل عنوان «جزيرة الغفران ستقوم ببطولته الفنانة درة مع عدد من الفنانين العرب ومن المقرر أن يتم تصويره خلال الفترة المقبلة.

روز اليوسف اليومية في

26.10.2017

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)