كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«مكتوب حبي» لعبد اللطيف كشيش يحدق طويلاً

«الشرق الأوسط» في مهرجان فينيسيا السينمائي (7): حكاية بلا تفاعلات

فينيسيا: محمد رُضا

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الرابع والسبعون

   
 
 
 
 

شوهد مرة ونصف (نصف مرة خلال عرضه الأول، ثم مرة ثانية في اليوم التالي)، وكان يكفيه نصف المرّة الأولى، لأن الفيلم إذ يبدأ بلا تبلور للأحداث أو للشخصيات يستمر على هذا النحو حتى مشهده الأخير.

إنه فيلم المخرج الفرنسي عبد اللطيف كشيش، وعنوانه «مكتوب حبي»، وهو مؤلف من 3 ساعات و6 دقائق، وليس أقل من طن من الحوار، مما يعني أن السيناريو كان يحتاج لقوة بدنية لحمله. المخرج نفسه أبلغ المدير العام للمهرجان، ألبرتو باربيرا، بأنه لم يستخدم كل ما صوّره، وربما حقق جزأين لاحقين، مما يدفع للتساؤل عما إذا كان الاثنان هما الوحيدان السعيدان بهذا الفيلم.

منذ أول أفلامه المشهورة «سمك بالكُسكُسي يا سمك» (2007)، والمخرج يميل إلى المطولات، سواء أكانت بصرية أم حوارية، لكن ذلك الفيلم الذي أثار عاصفة من الإعجاب، حمل ناحيتين لم تتكررا على النحو الجيد ذاته في أي من أعماله اللاحقة: الجالية العربية وبيئتها، وسرد الحكاية على نحو تتبلور فيه كمضمون وكحالات إنسانية. لا يعني ذلك أن على المخرج الانصراف إلى الحديث عن المهاجرين من تونس (موطن المخرج أصلاً) في كل فيلم، لكن في ابتعاده شيء من التجاهل، خصوصاً أن اختياراته لمواضيعه خلال السنوات العشر لم تتعاطَ مسائل اجتماعية آنية، بقدر ما صورت حالات اجتماعية مفتوحة، ولو حاضرة.

لكن الخيط غير الرفيع الذي حافظ عليه كشيش منذ ذلك الفيلم هو تلاعبه بالجسد. «سمك بالكسكسي» عشر دقائق من الرقص الشرقي المثير الذي وفّرته الممثلة حفصية حرزي (ذابت بعد ذلك في أفلام فرنسية مختلفة بعد بارقة نجاح واعد). بناء على نجاح هذا الفيلم، قام المخرج بتحقيق فيلم متوسط الطول (45 دقيقة)، مبني على حياة راقصة في ملهى، مع حرزي في الدور أيضاً.

«فينوس سوداء» (شوهد هنا سنة 2010)، كان حول الحياة (الحقيقية) لامرأة أفريقية اقتيدت، في مطلع القرن الثامن عشر، لتكون فقرة في ألعاب السيرك في بريطانيا، ثم لتكون عاهرة في باريس، لكي تنتهي كجزء من بحث علمي حول النشأة والتطور من منظور عنصري بالكامل. في هذا الفيلم طرح جاد لموضوع يتجاوز المعطيات الواقعية إلى تلك الفكرية. في الوقت ذاته، هو فيلم عن ذلك الجسد. 

ثم فتح المخرج باب الحديث عن الجسد على مصراعيه في فيلمه المفجع «الأزرق أكثر الألوان دفئاً»، الفيلم الذي نال سعفة «كان» الذهبية سنة 2013.

لا الحديث بعينه، بل ذلك البصري حول حب شبق بين امرأتين داوم المخرج تصويرهما في المخدع لمعظم ساعاته الثلاث. وبضم هذا الفيلم الجديد الذي يصور الأجساد في حالات شتى، فإن الواضح أن المخرج لديه حالة عاطفية أو نفسية مع جسد المرأة.

«مكتوب حبي» هو عن أمين (شاهين بومدين) الشاب الباريسي الذي يمضي إجازة على شاطئ البحر المتوسط. الفيلم يبدأ به يقود دراجته الهوائية في ربوع بلدة سيت (Sète)، قاصداً بيت صديقة (لم تربطه بها علاقة) اسمها أوفيللي (أوفيللي باو)، ليجدها منهمكة في ممارسة الحب مع شاب تونسي آخر، يحمل اسم طوني (سليم كشيوش). يسترق السمع والبصر، لكن كاميرا المخرج لن تفوّت الفرصة للانتقال إلى داخل البيت لمتابعة التفاصيل!

يستطيع مخرج متمكن من حذف كل هذه البداية لأنها بالكاد تحتوي على ما يرتبط بما سيلي؛ هي ليست حتى ضرورية لتقديم أمين الذي سيتصرف كما لو أنه وصل للتو بعدما انتهى المشهد الداخلي. أوفيللي ستفتح الباب الأمامي، وطوني سيفر من الباب الخلفي. لاحقاً أمين وقريبه طوني سوف يجالسان فتاتين على الشاطئ؛ كل منهما سينجذب إلى واحدة، وبذلك يبدأ سجال لا ينتهي من المشاهد الطويلة المملوءة بالحوار المثرثر. صحيح أن الثرثرة هي في حياة كثير منا، لكن هذه الثرثرة لا تنقل الحياة إلا من الخارج. بخلو الحوار، ولاحقاً كما سندرك سريعاً الأحداث، من أي طرح مهم في أي شأن (على الأقل كانت أفلام الشواطئ التي أخرجها إريك رومير مبهجة، ولها مقصد فكري مباشر).

خلال ذلك وبعده، وصولاً إلى مشهد لا ينتهي أيضاً للشباب والبنات (الأربعة صاروا أربعين) يقع في ملهى ليلي، كاميرا ماركو كرازيابلينا لا تكف عن التحديق بالأجساد.

لدى أمين عواطف إيجابية بلا ريب؛ إنه يحدق في جسد أوفيللي تحت البلوزة والجينز الضيقين. وحين يتعرف على فتاة الشاطئ التي تبادله الاهتمام، يراقبها وقد «لطشها» سواه.

مهما كانت دوافع المخرج الذاتية وراء الاهتمام بتصوير أجساد نسائه، وحاجته الدفينة لهذا الفيلم وسابقه، فإنه لا شيء يبرر أسلوباً قائماً على عدم الرغبة في شحن ما يدور بطاقة درامية مواكبة. المناطق الوحيدة التي يختفي فيها الحوار هي مشاهد الرقص، وفي أخرى قليلة تصوّر أمين كشاب هادئ يقترب من الحياة التي يعيشها ابن عمّه طوني بقدر ما يبتعد؛ إنه رومانسي لكن ذلك بحد ذاته ليس بعداً، بل مجرد حالة.

####

إيثان هوك لـ«الشرق الأوسط» :

بعض أفلامي سينجح أكثر لو أعيد عرضه

·       أين تضع «فيرست ريفورمر» بين مجموعة أفلامك؟

- هذا سؤال محيّر. لا أدري حقاً… أين تضعه أنت؟

·       في القسم الخاص بأكثر أفلامك جدية.

- هذا صحيح… هذا صحيح… موافق. كان ذلك واضحاً منذ البداية، عندما قمت بقراءة سيناريو بول شرايدر. إنه رائع ككاتب سيناريو، ورائع كمخرج، وعندما بدأنا العمل كنا في فهم كامل لما يطرحه الفيلم، وما تطرحه الشخصية. نعم، هو فيلم جاد، وهذا كان القصد من البداية.

·       شخصيتك في الفيلم، كراهب، تؤكد أن مشكلتها ليست عدم الإيمان، بل كيفية تطبيقه... هل هذا اعتقادك أنت أيضاً؟

- الأب تولر صادق مع نفسه، ومع الآخرين، لكن مشكلته - كما أراها - أنه يحارب وحده، وليس هناك من يؤازره في حربه. مطلوب منه الكثير، وعندما يخفق في تأمين ذلك، ليس هناك من يتحمل المسؤولية عداه. شخصية معقدة بالفعل لأنها في الوقت ذاته تربط خلو الكنيسة من المصلين بما يحدث كذلك في البيئة، ومن حولنا.

·       أول ما يطلب منه هو إنقاذ الشاب الذي لا يرى جدوى من المستقبل…

- تماماً. ذلك ما يدفعه أولاً لاكتشاف أن ما يتحدث عنه الشاب هو بالفعل صحيح، وهذا يجعله يشعر بالعجز لأنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً، ويزداد شعوره هذا عندما يقدم الشاب على الانتحار.

·       هل تفكر شخصياً بما يحدث لكوكبنا هذا من متغيرات مناخية؟

- طبعاً، والمؤسف أن الفيلم لا يغالي. لكنه ليس المناخ وحده الذي علينا أن نشعر بالخوف حياله، بل كذلك ما يحدث في كل جوانب الحياة من حولنا. المسألة عندي ليست مسألة دينية، بل أخلاقية في المقام الأول. المشكلات القائمة حولنا هنا في أوروبا، عندكم في الشرق الأوسط، وفي أنحاء مختلفة، ناتجة عن فقدان التوازن الاقتصادي، ما جعل الكثيرين يلجأون إلى العنف. عندنا في أميركا، العصابات هي بزنس قائم بذاته. الحروب هي بزنس أيضاص. المسألة هي تداعي الأخلاقيات بتداعي أحلام العيش الرغيد. قد تقول لي: لكن الخير والشر يتصارعان منذ فجر التاريخ، لكن هذا الصراع لم يكن دموياً إلى هذا الحد.

·       في العام الماضي، شاهدنا لك هنا «الرائعون السبعة»… كان مختلفاً تماماً عما عرض لك هذا العام، ما يعني أنك منفتح على تنوع المواضيع والشخصيات والأداءات.

- هذه هي ميزة العمل كممثل. أنت في فيلم وسترن هنا، وفي دراما تقع في الزمن الحالي بعد ذلك. أخيراً، شاركت في الظهور في فيلم «فالريان ومدينة الألف كوكب»، وهو خيال علمي، وقبله في «مودي» الذي هو دراما عاطفية؛ هذا شغل الممثل. «الرائعون السبعة» كان ترفيهاً جيداً بالنسبة لي، وهو فيلمي الأول كوسترن.

·       الآن، أراك أكثر من ذي قبل إقبالاً على الجاد والترفيهي معاً…

- حقاً؟

·       هذا ما أراه. كثير من الأفلام هي ترفيهية وجادة معاً، مثل «قتل أول» قبل 3 سنوات.

- صحيح. هناك الكثير مما يحدث في هذا العالم، والأفلام لا تتوقف عن رصده ومتابعته. الفيلم الذي ذكرته (قتل أول) يصلح اليوم كذلك. ألا تعتقد؟ أعني أنه مع تصاعد العمليات العسكرية التي تستخدم طائرات الدرون، هناك اهتمام واسع لدى الجمهور.

·       لكن «قتل أول» لم ينجز نجاحاً…

- في اعتقادي، أنه كان الأول من نوعه، ولو عرض اليوم لنجح أكثر.

·       هناك كثير من الأفلام الجيدة التي تحتاج أن تعرض مجدداً... هل توافق؟

- نعم، وهناك عدد من الأفلام التي مثلتها أنا لم تحظ بالاهتمام الكافي عندما عرضت في أوانها، لكنها عرفت لاحقاً اهتماماً أكبر من قِبل الذين شاهدوها في وسائل أخرى.

·       مثل ماذا... غير«قتل أول»؟

- «قتل أول» لم يبلغ بعد هذا الشأن، لكن «غاتاكا» هو ما في بالي الآن.

·       أعرف أن آخرين بانتظارك لمقابلاتهم، لكن لا يمكن أن أمضي دون سؤالك عن أي من الأفلام التي مثلتها، وطبعاً هي كثيرة، تفضله على سواه؟

- التفضيل شأن ذاتي. أقصد بذلك أن أسبابه تبقى على علاقة بقربي من الفيلم، وليس لأن هذا الفيلم هو فنياً أفضل، أو تجارياً أنجح. لذلك، سأسارع وأقول إن «يوم التدريب» (Training Day) أحد هذه الأفلام المفضلة، أيضاً ثلاثية «قبل» (3 أفلام مثلها إلى جانب جولي دلبي تبدأ بكلمة Before، وهي: «قبل الشروق»، و«قبل الغروب» و«قبل منتصف الليل»). كما تعلم هذه الأفلام تحكي عن علاقة مستمرة عبر نحو 25 سنة. أحب هذه الثلاثية لأنها حسّاسة ومختلفة، هي في صميم البحث العاطفي وقريبة من أي حكاية تقع مع أحدنا، عندما يلتقي بشخص، ثم يلتقي به مرّة أخرى بعد 7 أو 8 سنوات.

الشرق الأوسط في

09.09.2017

 
 

خاص- رسالة فينسيا (5).. جنيفر لورنس تمثل الطبيعة "الأم" وخافيير بارديم يقتلع قلبها في !Mother

منى محمد

استطاعت جنيفر لورنس خلال السنوات القليلة الماضية أن تفوز بقلوب المعجبين فى جميع أنحاء العالم، وارتبط بها عدد كبير منهم فى ادوار المرأة القوية، ولكن مع دارين ارنوفسكى فى فيلم !Mother المشارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان فينسيا، تغيرت هذه الصورة، إذ تقدم شخصية إمرأة تشعر بالخوف من كل شىء حولها وتخشى الغرباء وتبحث عن العزلة فى منزلها الريفى الضخم مع زوجها الشاعر الشهير الذى يجسد دوره خافيير بارديم.

يمثل الفيلم رحلة غريبة تحمل الكثير من التفسيرات وكانت فى كثير من الأحيان صادمة وربما مؤلمة أيضا، إذ أن الفيلم الذى يبدأ على أنه قصة زوجين عاديين يعيشان فى هذا المنزل الريفى المنعزل ويدخل عليهم ضيفا يؤثر في حياتهما الروتينية، ينتهى بنهاية غريبة تنقله لمستوى مختلف تماما وتربط بين بطلة الفيلم والطبيعة بينما يمثل الزوج أنانية ونرجسية البشر، ولهذا لا نعرف للبطلين اسما طوال الفيلم - وكذلك باقى الشخصيات- ويطلق على البطلة كلمة "الأم" أو "هى"، بينما يطلق على البطل "هو" أو "الشاعر المشهور".

تبدأ الاحداث باستيقاظ "الأم" من النوم للبحث عن زوجها فى المنزل الذى تعمل بنفسها على إعادة بناءه بعد أن شهد حريقا هائلا منذ فترة لا نعرف سببه، ونتعرف على حياة الزوجين الهادئة فهو يحاول كتابة عملا جديدا لكنه لا يجد لديه القدرة على الابداع رغم محاولاته المستمرة بينما هى تشغل وقتها برعايته وتوفير سبل الراحلة له إلى جانب أعمال ترميم المنزل لتجعل منه الجنة التى تتمناها لحياتهما، ويعكر صفو هذه الفكرة حضور ضيف غريب الطبيب الذى يقوم بدوره "إد هاريس" ويفاجئها زوجها بدعوة هذا الطبيب للإقامة فى منزلهما دون الرجوع إليها فتبدأ فى الشعور بالتوتر وأحيانا بألم شديد لا يزول إلا بعد تناول مسكن للألم.

وتكتشف ليلا أن الطبيب مريض مرضا شديدا ولا تفهم سر مرضه أو سبب طرد زوجها لها من غرفة الطبيب عندما حاولت الاطمئنان عليه، وتزداد حيرتها فى الصباح عندما تراه فى حالة جيدة على عكس الحالة التى كان عليها ليلا، ثم يهتز عالمها مرة أخرى ويزداد توترها عندما تحضر زوجة الطبيب أيضا – تجسد دورها ميشيل فايفر- للإقامة معه بترحيب من الزوج الشاعر، وتتدخل فى كل تفاصيل حياتهما بما فيها تفاصيل العلاقة الحميمية بينهما وتكون سببا فى تدمير تحفة كريستالية يحتفظ بها الشاعر فى مكتبه ويقدرها بدرجة كبيرة، ويستشيط غضبا عندما يكتشف أنها تحطمت وتحاول "هى" طرد الغزاة غير المرغوب فيهم لكنها تفشل فى التخلص منهم ولا يساندها زوجها، وتتصاعد الاحداث بحضور ابنا الطبيب وزوجته ونشوب صراع بينهما ينتهى بقتل احدهما للأخر فى صورة أشبه بقصة ابناء ادم "قابيل وهابيل" لأنه يرى أن والديه يفضلان شقيقه عليه.

ويترك الشاعر زوجته فى المنزل بمفردها بعد وقوع هذه الجريمة ليذهب بالمقتول للمستشفى، بينما تحاول "هى" التغلب على ذعرها بإزالة آثار الدم من أرضية الغرفة بشتى الطرق، لكنه يمتد لأسفل المنزل كالسرطان ويأكل فى جدران المنزل والأرض، ويعود الزوج منهكا فتعتقد أنها ستعود لحياتها الهادئة معه لكن كل شىء ينقلب رأسا على عقب مرة أخرى عندما تكتشف أنه دعى الطبيب وزوجته لإقامة مراسم العزاء فى منزلها مما يعنى دخول المزيد من الغزاة لحياتها والذين يرفضون الانصياع لمطالبها بالحفاظ على المنزل وعدم التحرك فيه بحرية مفرطة وصلت لحد دخول بعضهم لغرفة نومها، وينتهى هذا الاحتفال بانفجارها وطردهم بعد أن تمكنوا أخيرا من تدمير جزء من المنزل، ويحاول الزوج تهدئتها فتنفجر فيه هو أيضا متهماه بالانانية والتخلى عنها، وينتهى الصراع بينهما بعلاقة حميمية يكون نتاجها ما كانت تحلم به وهو أن تخلق حياة جديدة وتصبح أما، ويعود الإلهام للزوج فيبدأ فى الكتابة وباقتراب موعد والدتها يكون هو قد انتهى من كتابة.

ونصل هنا للمرحلة القصوى فى الفيلم فبعد أن هدأت "الأم" وتخلت عن مسكن الألم تعود لتوترها مرة اخرى عندما ينتهى الزوج من كتابه وتتصل به الناشرة لتبلغه بأنه حقق نجاحا كبيرا، وبينما تستعد "هى" للاحتفال معه بهذا الانجاز فى حفل عشاء رومانسى يعود الغزو مرة أخرى ولكن هذه المرة بصورة أضخم عندما يحضر حشد من المعجبين ويتسللون رويدا رويدا لداخل المنزل، ويتحول المشهد لفوضى عارمة بصراخ "الأم" وهى تنتقل بين ارجاء المنزل محاولة الهرب من هذه الحشود التى لا تفهم سبب وجودها بينما يستمتع الزوج بوجودهم لأنه يقدسونه ويعاملونه على أنه إله يتعبدون إليه بشتى الطرق.

ويقدم المخرج دارين ارنوفسكى فى هذا المشهد صور مختلفة للكوارث التى تعانى منها الطبيعة والعالم بسبب شرور البشر وأفعالهم الشيطانية التى لا تنتهى، فنرى مشهد لنساء محتجزات ويتم بيعهم كسلع، وفى جانب اخر حرب تدور بين جانبين وجندى يحاول انقاذ الأم عندما يراها كأمرأة حامل تقف فى خضم هذه الحرب لكن رأسه ينفجر بطلقة أمام عينيها، وفى مشهد اخر ترى "الأم" الناشرة تقف فى وسط غرفة انبطح فيها عدد من الرجال أرضا بينما تقتلهم هي واحدا تلو الأخر رميا بالرصاص.

وفى جانب اخر يقتلع البعض أجزاء من جدران المنزل ويدمرونه بحجة أنه يريدون دليلا على وجودهم فى المكان، وفى جانب اخرى ترى مجموعة تتعبد أمام مذبح وتقدم تضحيات بشرية، وتتوالى الكوارث وفى كل مرة تحاول "الأم" الخروج من الباب هربا من هذا الخراب يعيدها الزوج الشاعر مرة اخرى، وينقلها لغرفة مكتبه بعد أن يكتشف أنها توشك على الولادة، لكنه يرفض تنفيذ طلبها وطرد الحشود التى تقف خلف باب الغرفة لأنه يحتاج لوجودهم لاشباع رغباته النرجسية، وفى المقابل ترفض "هى" أن تدعه يحمل ابنهما الرضيع خوفا عليه من هذا الأب لأنها تعرف أنه يريد أن يخرج به إليهم وتشعر بعواقب ذلك

ويجلس الشاعر أمامها فى انتظار أن تغفل عينيها، وبالفعل تقع فريسة النوم ويأخذه الشاعر رضيعها لعرضه على المعجبين ولا تتمكن من اللحاق به وتراهم يلتهمونه أمام عينيها بعد أن قدموه ضحية على المذبح، ولا تتمالك نفسها فتقتل عدد منهم ثم تحرق المنزل بكل من فيه وتفتح عينيها وهى تحتضر بعد أن احترق جسدها ويحملها زوجها –الذى يظهر وكأنه لم تمسه النار، ويطلب منها أن تمنحه شيئا بينما ترد هى بأنه أخذ كل شىء ولم يعد لديها ما تعطيه له، فيطلب منها أن تعطيه حبها قبل أن ترحل، ويقتلع قلبها قبل أن تتحول الى رماد ويصبح القلب حجرا بلوريا كالحجر الذى كان فى غرفة مكتبه وينتهى الفيلم بنفس مشهد البداية بإمرأة تستيقظ بمفردها فى غرفة النوم.

نشاهد الفيلم بالكامل من وجهة نظر البطلة "الأم" التى ربط المخرج بينها وبين الطبيعة الأم وقال فى مهرجان فينسيا أنه تأثر فى كتابته للفيلم بكتاب لسوزان جريفن من عام 1978 بعنوان "النساء والطبيعة"، وتأثر أيضا بفكرة الخلق وقصة اليوم السادس فى الأنجيل "العهد الجديد" وهى قصة خلق الله للحيوانات والانسان فى اليوم السادس لخلق الله للأرض.

وفى الفيلم تلعب الموسيقى والإضاءة والألوان التى تميل للأصفر والبنى والرمادى والابيض دورا كبيرا فى نقل احساس البطلة للجمهور لذلك لا يشعر المتفرج بالراحة أبدا على مدار الفيلم فهو يشارك البطلة خوفها وقلقها الدائم وفقدها الاحساس بالأمان ويشاركها أيضا حالة الحيرة وعدم استيعابها لما يحدث حولها، وتحاول التغلب على هذه المشاعر احيانا باغماض عينيها واسناد رأسها لأحد جوانب المنزل الذى تستمد منه القوة كما تستمد القوة من الأرض لذلك تسير دائما حافية القدمين.

ونرى كل الشخصيات بعين البطلة لذلك تظل شخصية الزوج محيرة بالنسبة لنا طوال الفيلم ولا توجد إجابة واضحة للسؤال الذى تطرحه عليه فى نهاية الفيلم وهو "من هو أو ما هو بالتحديد؟"، فقد يكون الشيطان الذى يدفع البشر لتدمير أنفسهم وقد يكون نموذج لأنانية البشر، فعلى الرغم من ظهوره دائما بوجه الزوج البشوش المحب وعدم ظهوره ولو لمرة واحدة بوجه شرير إلا أن وجهه يخفى الكثير خلفه وكأنه يرتدى قناع البراءة ويحمل العديد من الاسرار التى تخشى "الأم" الكشف عنها وتكتفى بحبها وعطائها الدائم له مهما كانت التضحيات ومهما كان قدر الآنانية الذى تجده منه فى المقابل والأذى الذى تتعرض له بسببه.

موقع "في الفن" في

09.09.2017

 
 

من يفوز بالأسد الذهبي لـ «فينيسيا السينمائي الـ74» الليلة؟

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

تختتم اليوم السبت فاعليات الدورة 74 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، حيث يتم توزيع جوائز المهرجان الليلة للأعمال السينمائية المتميزة والتي تتضمن جائزة الأسد الذهبي والفضي.

ويشارك بدوره العام الحالي بالمسابقة الرسمية قرابة 21 فيلماً، ويعد مهرجان فينيسيا أقدم مهرجان سينمائي دولي، حيث تعود جذور La Biennale di Venezia لعام 1932 وبقي حتى اليوم واحدًا من الوجهات السينمائية المرموقة في العالم. يحضره أكثر من 500 ألف زائر من أهل الفن والسينما في العالم.

وتمنح لجنة التحكيم في مهرجان البندقية قرابة تسع جوائز أهمها الأسد الذهبي لأفضل فيلم، وجائزة لجنة التحكيم إلى جانب أفضل سيناريو وجائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة “مارسيلو ماستروياني” لأفضل ممثل جديد أو ممثلة شابة.

وفي المسابقة الرسمية، شارك الفيلم الوثائقي Human Flow للمخرج والمصور الصيني Ai Weiwei، وهو ثائقي يعرض مقاطع من معاناة عاشها قرابة مليون إنسان خلال محاولاتهم العبور نحو بلاد أفضل. ويحتوي على شهادات صوتية لأناس عاشوا تجربة اللجوء، ومقابلات من آخرين ممن يعيشون في ظروف صعبة في عدة بلدان من العالم.

وشاركت مواطنته المخرجة الصينية فيفيان كو في فيلم الملائكة ترتدي الأبيض Angels Wear White. وبعيدًا عن الصين اختارت الموسترا هذا العام أن تضم المسابقة خمسة مخرجين أميركيين، حيث هم العدد الأكبر من بين المتسابقين للحصول على الأسد الذهبي.

وجاء ألكسندر باين صاحب فيلم افتتاح المهرجان “تقليص” Downsizing وهو فيلم خيال علمي يتطرق لفكرة غريبة، فقد يقتنع رجل وزوجته بأن حياتهم ستكون أفضل إذا ما تم تقليص حجمهم.

أيضاً نحو الأسد الذهبي تنافس ثلاثة مخرجين فرنسيين، أهمهم روبرت غيديغيان بفيلمه La Villa والذي قال عنه المدير الفني للمهرجان ألبيرتو باربيرا بأنه من أفضل أفلامه. والمخرج كزافييه ليجراند مع فيلمه Jusqu’à la garde الذي يطل على تاريخ العنف العائلي بعد طلاق زوجين ومعاناة الطفل بينهما. إلى جانبه المخرج الفرنسي التونسي عبد اللطيف كشيش وفيلمه Mektoub is Mektoub والذي يعرض حكاية كاتب سيناريو شاب يذهب لقضاء عطلة الصيف، ويلتقي مع منتج يوافق على تمويل فيلمه الأول.

ولإيطاليا أربعة حصص من المسابقة، أولها للمخرج باولو فيرزي لفيلمه طالب الترفيه The Leisure Seeker، ولفيلم الأخوة مانيتي أمور سيئة Ammore e Malavita. وفيلم المخرج سيباستيانو ريزو عائلة Una famiglia. وأخيراً المخرجة أندريا بالورو وفيلمها هانا Hannh للممثلة شارلوت رامبلينغ.

وشارك كذلك فيلم Mother للمخرج دارين أرنوفسكي يروي الفيلم حكاية زوجين، تضطرب علاقتهما بعد زيارة مفاجئة من ضيوف، فتتعرض علاقتهما للتوتر، كما ويغلب على الفيلم طابع الرعب والإثارة.

وينافس أيضاً فيلم الجريمة والغموض Suburbico إخراج الممثل الأمريكي الشهير جورج كلوني، تمثيل مات دايمون وجوليان مور. يروي الفيلم حكاية عائلة تعيش حياة هادئة وريثما ينقلب الهدوء عنفًا دمويًا مبالغًا فيه.

فيلم The Shape of Water قصة خرافية تجري في خلفية الحرب الباردة، حيث تتغير حياة الشابة إليسا التي تعمل في مختبر حكومي بعد تجربة تواصل فريدة تخوضها مع كائن مائي.

أمّا عن حضور السينما العربية في المسابقة الرسمية للمهرجان، فكان من خلال المخرج اللبناني زياد دويري الذي راح ينقب في مخلفات الحرب الأهلية. إذ يعود دويري بعد 17 عامًا من فيلمه الأشهر بيروت الغربية، الذي روى حكاية الحرب من وجهة نظر مراهقين، يعود اليوم إلى بيروت مع فيلمه L’insulte والتسمية العربية جاءت “القضية رقم 23”.

ويعبر الفيلم بشكل عميق نحو الخلافات والاختلافات ومشاكل لم تجد حلولًا في المجتمع اللبناني، من خلال إهانة أو شتيمة بين طوني حنا اللبناني، وياسر سلامة الفلسطيني. تكشف أبعاد الحكاية الغطاء عن طبيعة صادمة لدى البشر، ممن بقيوا متعلقين برواسب عنصرية وطائفية.

وكان عرض فيلم الختام بالأمس للياباني تاكيشي كيتانو في فيلم غضب كودا Outrage Coda والذي قدم جرعة فريدة من العنف.

####

القائمة الكاملة لجوائز الدورة الـ74 لمهرجان فينيسيا السينمائي

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

انتهى، منذ قليل، حفل توزيع جوائز مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته 74، والذي قام بتقديمه الممثل الإيطالي أليساندرو بورخي. وكانت النتائج كما يلي:

جوائز المسابقة الرسمية

أفضل فيلم

جائزة الأسد الذهبي لفيلم “The Shape of Water” للمخرج غواليرمو ديل تورو

أفضل مخرج

جائزة الأسد الفضي للمخرج إكزافير ليجنارد عن فيلم “Custody”

أفضل ممثل

كأس فولبي للممثل الفلسطيني كامل الباشا عن فيلم “القضية 23

أفضل ممثلة

كأس فولبي للممثلة شارلوت رامبلينج عن فيلم “Hannah”

أفضل سيناريو

مارتن ماكدونه عن فيلم ” Three Billboards Outside Ebbing، Missouri”

لجنة التحكيم الكبرى

فيلم “Foxtrot” للمخرج صامويل مواز

لجنة التحكيم الخاصة

فيلم “sweet country” للمخرج وارويك ثورنتون

أفضل ممثل صاعد

شارلي بلامر عن فيلم “Lean on Pete”

جوائز ORIZZONTI

أفضل فيلم

“Nico، 1988 للمخرجة سوزانا نيكاريللي

أفضل مخرج

فاهيد جاليلفاند عن فيلم “بدون إمضاء

أفضل ممثل

نافيد محمد زاده عن فيلم “بدون إمضاء

أفضل ممثلة

لينا خضيري عن فيلم “LES BIENHEUREUX”

لجنة التحكيم الخاصة

Caniba

جوائز أفلام الواقع الافتراضي

أفضل فيلم

ARDEN’S WAKE

أفضل سيناريو فيلم

BLOODLESS

أفضل محتوى تفاعلي

LA CAMERA INSABBIATA

كلاسكيات فينيسيا

أفضل فيلم

IDI I SMOTRI VA’ E VEDI

أفضل وثائقي

THE PRINCE AND THE DYBBUK

جائزة أسد المستقبل

فاز بها المخرج الفرنسي “إكزافير ليجنارد

####

مؤسسة الفيلم العربي تهنيء زياد دويري بفوز فيلمه بجائزة أفضل ممثل في «فينيسيا السينمائي»

خاص ـ «سينماتوغراف»

قدمت مؤسسة الفيلم العربي التهنئة عبر صفحتها على الفيس بوك للمخرج اللبناني زياد دويري، لفوز فيلمه بجائزة أفضل ممثل بمهرجان فينيسيا السينمائي، وكتبت قائلة: تهانينا للمخرج اللبناني زياد دويري والذي فاز فيلمه “قضية رقم 23” بجائزة أفضل ممثل بمهرجان فينسيا السينمائي منذ قليل وسيشارك أيضًا في مهرجان تورونتو السينمائي وسيمثّل لبنان في سباق الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.

وتجري أحداث هذا الفيلم في أحد أحياء بيروت، حيث تحصل مشادة بين  طوني، وهو مسيحي لبناني، وياسر، وهو لاجىء فلسطيني، وتأخذ الشتيمة أبعاداً أكبر من حجمها، مما يقود الرجلين إلى مواجهة في المحكمة. وفيما تنكأ وقائع المحاكمة جراح الرجلين وتكشف الصدمات التي تعرضا لها، يؤدي التضخيم الإعلامي للقضية إلى وضع لبنان على شفير انفجار اجتماعي، مما يدفع بطوني وياسر إلى إعادة النظر في أفكارهما المسبقة ومسيرة حياتهما.

واستلهَمَ دويري قصة الفيلم التي كنَبَها مع جويل توما، من “حادثة صغيرة” حصلت معه قبل بضع سنوات. ويقول: “صحيح أن الموضوع يعبّر عن نظرتنا  إلى المجتمع، ولكن الهدف الأساسي أن نخبر قصة. وأنا لا أزال من المؤمنين بأن هدف أي فيلم هو إخبار قصة، لا التعبير فقط عن موقف أو وضع سياسي. إنها قصة عن شخصيات الفيلم”. ويضيف: “في فيلمي أطرح أسئلة على المستوى الفني والدرامي وليس على المستوى السياسي والاجتماعي، ولكن لا شك في أن الأبعاد السياسية والاجتماعية تتداخل مع البعد الدرامي، على صورة مجتمعنا اللبناني. والقصة التي يتمحور عليها الفيلم ليست مفتعلة وليست غريبة عن هذا المجتمع، فلا شك في أن ماضينا ترك أثراً عميقاً”.

ويشدد دويري على أن الفيلم “يتضمن جرعة كبيرة من الأمل  والمشاعر الإيجابية”، وهو “يطرح مسألة العدالة، ففي نهاية المطاف، ما يطلبه طوني وياسر هو العدالة، وهي مفهوم مطلق وكبير. وفي طلب العدالة بحث عن الكرامة”.

ولا ينفي المخرج أن فيلمه “قد يثير بعض الجدل”، فهو “لا يطرح مسألة محسومة سلفاً، بل يدفع إلى التفكير”، لكنه يقول:  “ما يهمني أن يحضر الناس الفيلم، ولا مشكلة إذا شجع الفيلم النقاش. حق الناس أن يحبوه أو لا يحبوه. كما في أفلامي، قد يحبه بعضهم، وقد يقوم البعض الآخر ضده، وقد يطرح آخرون أسئلة. هذا جزء من مسؤولية المخرج، إذ عليه أن يتقبل كل الآراء، ويكون مستعداً لها”.

سينماتوغراف في

09.09.2017

 
 

أرنوفسكي يعتذر لتغطية إعلان فيلمه «الأم» جدارية بارزة في سيدني

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

اعتذر المخرج الأمريكي، دارين أرنوفسكي، بعدما غطت وكالة إعلانات جدارية شهيرة في مدينة سيدني الأسترالية بإعلان عن فيلمه الجديد.

وقد جرى رسم إعلان فيلم “الأم”، الذي يُظهر بطلته الممثلة جينيفر لورانس، على الجدارية دون الحصول على موافقة السلطات المحلية.

وغطى الإعلان جدارية عمرها 20 عاما رسمها فنان غرافيتي معروف في نيوتاون، وهي واحدة من أبرز ضواحي سيدني.

وقال أرنوفسكي إنه يشعر بالإحراج بسبب الحادث الذي أثار غضب سكان المنطقة.

وتصور الجدارية الأصلية حيوانات في مشهد حضري تحت عبارة “تشبه الغابة أحيانا”، في إشارة إلى أغنية لموسيقى الهيب هوب.

وقال الفنان الذي رسم اللوحة الجدارية إنه يرغب في عدم نشر هويته.

وأضاف في تصريح لهيئة الإذاعة الأسترالية “كنت أريد أن تعبر الجدارية عن شعوري حين رسمتها. كنت أحس باكتئاب، وكانت تتنازعني رغبة بالانتحار”.

وقدمت وكالة الإعلان التي رسمت فوق الجدارية اعتذارا، وقالت إنها اتصلت بالفنان وبحثت معه إعادة الجدارية إلى وضعها الطبيعي، مع إضافة أرقام هواتف لتقديم النصح لمن تتنازعهم أفكار انتحارية.

وأكد مدير الوكالة تريستان مينتر لبي بي سي أنهم لم يكونوا يدركون أهمية الجدارية، وأنهم يأسفون لما قاموا به.

وقال مجلس الحي إن من رسموا فوق الجدارية الشهيرة لم يحصلوا على إذن من المجلس. وعلى الرغم من ترحيب المجلس بعرض الوكالة إعادة اللوحة إلى وضعها الأصلي، فإنها تفكر بفرض عقوبة عليها.

وأثار الإعلان موجة انتقادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصفه البعض بأنه “تخريب”، بينما مدح بعض المستخدمين أرنوفسكي بسبب اعتذاره.

####

الجزائرية صوفيا جمعة تحقق إنجازاً بحصول ممثلة فيلمها لينا خضيري على جائزة في «فينيسيا السينمائي»

خاص ـ «سينماتوغراف»

فرحة عربية أخرى، حققتها المخرجة الجزائرية- الفرنسية صوفيا جمعة، من خلال فيلمها الراوئي الأول «Les biens heureux ـ السعداء جداً» أو المعروف في الجزائر بعنوان «المسالك الوعرة»، حيث حصلت ممثلة الفيلم الجزائرية لينا خضيري على جائزة مسابقة Orizzonti كأفضل ممثلة.

واستطاعت المخرجة الجزائرية الشابة التي تقدم أول تجربة روائية طويلة في مسارها، تحقيق النجاح وتسليط الضوء على تجارب المخرجين خصوصاً الشباب، وعرفت بمهارة كبيرة كيف تستقطب ممثلين كبار لفيلمها الأول على غرار الممثل التونسي سامي بوعجيلة و الممثلة الجزائرية نادية قاسي.

وقد نجحت صوفيا في دخول مسابقة “أورزونتي” لمهرجان فينسيا السينمائي، بفيلمها الجديد الذي تم تصويره نهاية السنة الماضية في الجزائر، ويسلط الضوء على العشرية السوداء التي عانت منها الجزائر، وهو من إنتاج بلجيكي فرنسي.

ويحكي قصة تعود إلى سنوات ما بعد الثورة الجزائرية، أبطالها كل من أمل (نادية قاسي) وسمير (سامي بوعجيلة) اللذين يقرران الاحتفال بمرور عشرين سنة على زواجهما بحضور أبنائهما وأصدقاء آخرين «فريال ورياض»، لتجد الحكاية نفسها أمام دراما اجتماعية جزائرية خاصة تحمل الكثير من المفاجآت.

سينماتوغراف في

10.09.2017

 
 

المخرج اللبناني الدويري يعود للفن السابع بـ«قضية رقم 23»

بيروت - رويترز

يعود المخرج اللبناني زياد الدويري إلى الفن السابع من بابه الواسع والعالمي هذه المرة مع فيلم «قضية رقم 23» الذي شارك في مهرجان «البندقية السينمائي»، وفاز فيه الفلسطيني كامل الباشا بجائزة أفضل ممثل عن دوره في الفيلم.

والفيلم الذي يحلل بذكاء ونضج سوسيولوجي ونفسي الانقسام السياسي والطائفي في البلاد رشحه لبنان رسمياً لجائزة «أوسكار» أفضل فيلم أجنبي.

يبدأ الفيلم بمشادة حادة تقع بين طوني (يؤدي دوره عادل كرم) المسيحي اليميني وياسر (كامل الباشا) اللاجئ الفلسطيني المسلم المقيم في لبنان في أحد أحياء بيروت، وتتحول إلى قضية رأي عام وتقود الرجلين إلى مواجهة في المحكمة.

وفيما تنكأ وقائع المحاكمة جراح الرجلين وتكشف الصدمات التي تعرضا لها يؤدي التضخيم الإعلامي للقضية إلى وضع لبنان على شفير انفجار اجتماعي، مما يدفع بطوني وياسر إلى إعادة النظر في أفكارهما المسبقة ومسيرة حياتهما.

وأوضح الدويري متحدثاً عن الفيلم «في فيلمي أطرح أسئلة على المستوى الفني والدرامي وليس على المستوى السياسي والاجتماعي، ولكن لا شك في أن الأبعاد السياسية والاجتماعية تتداخل مع البعد الدرامي، على صورة مجتمعنا اللبناني. والقصة التي يتمحور عليها الفيلم ليست مفتعلة وليست غريبة عن هذا المجتمع، فلا شك في أن ماضينا ترك أثراً عميقاً».

ويعود الدويري مخرج فيلم «ويست بيروت» العام 1998 الذي أسس للسينما اللبنانية بعد الحرب الأهلية و«ليلى قالت» في 2004 و«الصدمة» في 2013 إلى لبنان ليعيد للسينما الحقيقية روحها بفيلم جريء متين قوي يسمي الأشياء بأسمائها بعدما فرغ الفن السابع اللبناني في السنوات الأخيرة إلا من عدد قليل من الأفلام ذات القيمة الجمالية والفنية والنصية الجيدة.

السجال الذي يرافق أفلام الدويري يبدو أنه سيعود اليوم مع «القضية رقم 23» أو «ذا إنسولت» لكونه يتناول قضايا جريئة لا تزال حية وإن انتهت الحرب الأهلية وهي الالتفاف حول القضية الفلسطينية والانقسام بين يمين ويسار. فالفيلم يتناول تناقضات المجتمع اللبناني والفساد الثقافي قبل السياسي والعدالة وكرامة الإنسان والكره والبغض الذي يكنه البشر لبعضهم البعض من دون أن يعلموا السبب.

يختار الدويري المواجهة بين الطرفين وتحديداً في المحكمة على طريقة الأفلام الأميركية لتتحول القصة إلى نوع من مصالحة وطنية تنتهي بأن طوني وياسر الآتيان من خلفيتين مختلفتين اجتماعياً ودينياً هما وجهان لعملة واحدة، فهما ضحية هذا البلد وسياساته وحروبه، وأكد الدويري أن «الفيلم قد يثير بعض الجدال لكونه لا يطرح مسألة محسومة سلفا، بل يدفع إلى التفكير».

أما حول لجوئه دائماً إلى الأسئلة الشائكة والمواضيع الجدلية فقال: «عندي حشرية تجاه الآخر ورأيه وتفكيره، فأرغب دائماً في البحث عن الفكر الآخر والأمور غير المعروفة، أحب النبش في الكواليس وما تحت الحجر. وهذا نمط تفكيري الخاص، فأنا لا أكتب لأستفز أحداً».

والفيلم الذي يعتبر الأول لبنانياً المنتمي إلى أفلام المحاكم، يحمل جرعات من الأمل والمشاعر الايجابية، وفيه مشاهد لا تخلو من الطرافة على رغم تناوله قضايا شائكة. ويشرح الدويري: «اخترت هذا النوع من أفلام المحاكمة لأقول أن الفيلم هو مسألة نفسية قانونية، والمحكمة هنا وسيلة لنصل إلى المصالحة الذاتية والوطنية ربما».

وقال الدويري أنه بذل جهداً كبيراً لاختيار الممثل الصحيح في المكان الصحيح، مشيراً إلى أنهم أبدعوا في أدوارهم، مضيفاً: «أجريت اختبارات تمثيل لما بين 400 و500 ممثل، قبل أن أختار الممثلين الذين أسندت إليهم أدوار الفيلم».

الحياة اللندنية في

10.09.2017

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)