كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

محمد كامل القليوبى يودع الحياة حالمًا.. رحل قبل أن يحقق حلمه بترميم الأفلام حفاظاً على ذاكرة مصر السينمائية

سهام العقاد

عن رحيل من صحح تاريخ ميلاد السينما المصرية

محمد كامل القليوبي

   
 
 
 
 

أفلامه التسجيلية ردت الاعتبار لصفحات مجهولة فى تاريخنا السياسى والسينمائى

بعد صراع طويل مع المرض غيب الموت المخرج الكبير الدكتور محمد كامل القليوبي عن عمر يناهز 74 عاما، تاركا لعشاق السينما إرثا مميزا من الأعمال السينمائيه وبالأخص الوثائقيه والتى ألقى من خلالها الضوء على جزء مهم من تاريخنا السينمائى والسياسى أيضا.. ولد القليوبى فى العام 1943 و حصل على بكالوريوس الهندسه من جامعه عن شمس عام 1969، ثم انتقل لدراسه السينما وحصل على دبلوم الدراسات العليا من المعهد العالى للسينما عام 72 قبل أن يسافر لموسكو للحصول على شهادة الدكتوراة من معهد السينما بموسكو.

أما بطاقه تعارف الجمهور بالقليوبى فكانت من خلال فيلمه الوثائقى المهم محمد بيومى وقائع الزمن الضائع والذى أعاد الاعتبار من خلاله لرائد السينما الحقيقى محمد بيومى الذى انتج وأخرج أول فيلم مصرى عام 1930، حيث نجح القليوبى وعلي نفقته الخاصة فى إنقاذ تراث بيومى بعد بحث دؤوب عنه فى مسقط رأسه الاسكندريه.

والفيلم يرصد رحله البحث عن رائد السينما المجهول محمد بيومى، و تراثه السينمائى المهم الذي تركه، ومن ثم كان طبيعيا أن يحصد الفيلم العديد من الجوائز ومنها السيف الذهبى من مهرجان دمشق السينمائى.

إنصاف

كذلك فيلمه أنا اسمي مصطفى خميس” 2013، والذى يعد تحقيقا سينمائيا يوثق من خلاله لأحداث إضراب عمال مصانع شركة مصر للغزل والنسيج بكفر الدوار والتى جرت فى أعقاب ثورة يوليو 1952، وقضي فيها بإعدام اتنين من الحركة العماليه هما محمد مصطفى خميس ومحمد حسن البقرى، فضلاً عن الحكم على 11 آخرين بعقوبات بالسجن.

والفيلم كما أشرنا يوثق تاريخ نضال الحركة العمالية المصرية، ويعيد للضوء صفحات تم تجهيلها، تماما كما فى فيلمه الوثائقى الهام نجيب الريحانى فى ستين ألف سلامه عام 2008، والذى يبرز من خلاله الجوانب الضبابية من حياة أسطورة الكوميديا نجيب الريحانى الذى كان مدرسة خاصة فى كل أعماله سطر من خلالها صفحة مهمة من تاريخ الفن فى مصر.

عشق التوثيق

وفيلم نجيب الريحانى فى ستين ألف سلامة من إنتاج مؤسسة نون للثقافة والفنون والتى أسسها القليوبى عام 2008، حيث تقيم المؤسسه مهرجان الأقصر للسينما الأوربيه والذى انتقل مؤخرا لشرم الشيخ.

كما قدم القليوبى فيلما وثائقيا أيضا هو أسطورة روزاليوسف..تموت الظلال ويحيا الوهج والذى يرصد من خلاله سيرة المبدعة روز اليوسف، راصدا مشوارها الفنى والصحفى والمعارك التى خاضتها من أجل إنشاء المؤسسة التى حملت اسمها وتخرج فيها العديد من المبدعين الذين تخرجوا منها ولازالت تدفع بالمبدعين.. مما سبق نتأكد أن للأفلام التسجيلية مكانة خاصة فى قلب مبدعنا الراحل كما صرح لنا فى أحد حواراته الصحفيه التى أجراها معى مشير إلى أنه للأفلام التسجيلية وضعية خاصة عندى، لكنه و بشكل عام كان حريصا على أن تكون أعماله بشكل عام جيدة وبغض النظر عن تصنيفها وفقا لتصريحاته.

اختيارات

ينتمى القليوبى، لجيل مخرجى الواقعيه فى السينما المصرية، لم يهتم يوما بالكم، ما يفسر قله أعماله الفنية بشكل عام، لكنه كان راضيا عن مجملها بشكل عام، رافضا الاذعان لشروط الإنتاج ما يفسر أيضا لماذا حمل معظمها توقيعه كمنتج الي جواره كمؤلف.

أولي أعماله الروائية الطويله حملت توقيعه مؤلفا و قدمها عام 1993 وهو ثلاثه على الطريق الذى لعب بطولته الفنان محمود عبد العزيز والفنانة عايدة رياض وهو ينتمى لسينما الشارع حيث تدور أحداث الفيلم حول ما يواجهه سائق عربه نقل خلال احدى رحلاته مع رفقاء طريق تتنوع دوافعهم و مشاكلم أيضا، إلا أن الرابط الوحيد بينهم هو الفقر، وهو ما شكل دوما هاجسا فى سينما القليوبى.

وفى العام 1995 التقى القليوبى مجددا مع الساحر الراحل أيضا محمود عبد العزيز فى فيلمه البحر بيضحك ليه، وهو أيضا من تأليفه ويحمل كما يؤكد المخرج السينمائى الدكتور على الغزولى رؤيه تحريضيه للإنسان تدفعه للتمرد على ظروفه وحياته فيعيد صياغتها بما يحقق له الرضا والسعادة التى يحلم بها حتى لو كان فى نظر البعض جنونا.

يواصل الغزولى، أن من أعماله أيضا التى واصل فيها ابداعه المنحاز نحو القيم الجمالية، منتصرا للإنسانية فيلمه أحلام مسروقة فى العام 1999، كذلك فيلمه اتفرج يا سلام وخريف آدم الذى رشح للمنافسة على أوسكار كأفضل فيلم أجنبى ولكنه خرج فى التصفيات، مضيفا: أن القليوبى وعلى الرغم من أن رصيده السينمائى فى مجال الإخراج وكتابة السيناريو ليس كبيرا من الناحية العددية الا أنه يحمل قيمة فنية كبيرة فغالبية أفلام محمد كامل القليوبى تتناول حياة الفقراء والمهمشين والمحرومين من أبناء الشعب وهى ثلاثة على الطريق والبحر بيضحك ليه وأحلام مسروقة واتفرج يا سلاموخريف آدم، كما أسهم بإخراج عدد كبير من الأفلام التسجيلية المهمة جدا.

رؤية القليوبى

من ناحية أخرى وصف الناقد السينمائى القليوبى بأنه كان بعيدا عن الصخب الإعلامى، وما يؤكد ذلك هو فيلم خريف أدم عندما شاهدنا بطل ومنتج الفيلم هشام عبدالحميد يملأ الدنيا ضجيجا لاختيار فيلمه لمسابقة الاوسكار الرئيسية، لأول مرة فى تاريخنا العربى، لأننا نشارك مثل أغلب دول العالم فى اوسكار افضل فيلم أجنبى، ولكن هشام كبطل ومنتج للفيلم عرضه تجاريا فى أمريكا فأصبح من الناحية القانونية من حقه أن يشارك فى الأوسكار العام. وقد أقام المنتج والبطل الأفراح والليالى الملاح ابتهاجا بالحدث، ولكن الفليوبى، كان يدرك أن المشاركة هنا فقط شكلية،لأن الفيلم انطبقت عليه الشروط، وبالفعل خرج الفيلم، من التصفيات المبدئية للأوسكار، فلم يشفع له فى البداية سوى الموسيقى التصويرية لراجح داود التى تجمع بين الربابة والاوركسترا السيمفونى بما يتوافق مع رائحة واجواء الصعيد، وكانت تلك هي رؤية القليوبى.
صاحب قضية

ترأس القليوبي، قسم السيناريو فى المعهد العالى للسينما فى الفترة من 1987 وحتى عام 2006، وتولى مناصب عديدة منها رئيس المركز القومي للسينما ومقرر لجنة الفنون بمكتبة الإسكندرية كما ترأس مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى لدول البحر الأبيض المتوسط فى عام 2003، كما شارك فى العديد من لجان التحكيم فى مهرجانات سينمائية دولية وإقليمية، وعرضت أفلامه فى المهرجانات الدولية والمحلية، ويصفه النقاد بأنه مشاكس ومتمرد وثورى بحكم طبيعة شخصيته، لكن الجميع يتفقون فى الرأى على أنه فنان صاحب قضية وثابت على مواقفه المبدئية لم يعرف النفاق ولا المهادنة.

كذلك كان القليوبى، من مؤسسى لجنة مقاومه التطبيع الثقافى والسينمائي مع الكيان الصهيونى التى تكونت من خلال جمعيه كتاب ونقاد السينما وذلك فى العام 1979، ومع تضييق الخناق عليه سافر لموسكو لنيل درجة الدكتوراة و تزوج من الناقدة الروسيه أولغا تكلودفا والتى أنجب منها إبنه الوحيد رامى.

كان للراحل الكثير من الآراء والتى من شأنها إخراج صناعة السينما المصرية من عثرتها، تحديدا موقفه من الكيانات الإنتاجية المحتكرة للانتاج و سوق التوزيع، كذلك رأيه فى قضيه ترميم الأفلام للحفاظ على التراث السينمائى وهو الحلم الذى سعى لانجازه، إلا أن المعوقات والروتين حالا دون ذلك، أيضا أراءه حول جهاز الرقابه والتى رأى دوما أنها تقتل الابداع.

عدد كبير من أصدقاء وتلاميذ القليوبى حرصوا على رثائه، كان فى مقدمتهم الشاعر زين العابدين فؤاد الذى كتب: “محمد كامل القليوبى مثقف موسوعى نادر، مترجم وناقد وباحث ومخرج، أعاد اكتشاف تاريخ السينما المصرية بأكمله فى فيلمه التسجيلى العظيم محمد بيومى، وفتح ملفات قضية إعدام العاملين البقرى ومصطفى خميس فى فيلمه التسجيلى الأخير، هو المناضل الطلابى الذى أعتقل فى فبراير 1968 وهو طالب فى هندسة عين شمس، ثم اعتقل فى يناير 1975 وهو مهندس، درس الهندسة لكنه عشق السينما فحصل على درجة الكتوراة وأصبح أستاذ السيناريو والمخرج المتميز.. ويوضح زين: كنا جيرانا فى نفس شارع شبرا فى الستينيات، وضمتنا نفس الزنزانة فى سجن طرة عام 1975، خرجنا معا فى رحلة جسد عبد الفتاح الجمل من القاهرة الى دمياط فى صحبة إبراهيم أصلان ومحمد البساطى، وخرجنا معا فى رحلة جسد محمد البساطى الاخيرة، وفى رحلة نبيهة لطفى الاخيرة، والآن أخرج وحيدا فى وداعه.

الأهالي المصرية في

07.02.2017

 
 

د.ياقوت الديب: القليوبي..عطاء الفكر والفن

لا تقاس عظمة رواد الثقافة والفنون بالكم العددي. بقدر ما تقاس بالكيف المؤثر الذي يحرك المياه الراكدة في بحيرات الحياة. فهم حملة مشاعل التنوير الفكري الذين يضيؤن لنا الطريق لنتلمس خطواتنا في عالم الظلمات. لعلنا نجد ضالتنا. ونحن نبحث عن جادة الصواب.. محمد كامل القليوبي. أحد هؤلاء العظماء. وواحد من أنبل فرسان الثقافة والفن. لا في مصر وحدها. بل علي مستوي وطننا العربي الكبير.. هو المخرج الذي تتميز أفلامه بالرؤية البصرية الممتعة. والقيمة الفكرية العالية. وتناول القضايا الشائكة. لتحريك ساكن العقل وإعمال جامد الذهن. والدعوة للتمرد علي الواقع المفروض والتقاليد البالية والأفكار الهدامة ... هو المخرج المؤلف الذي يمسك بقلمه ليسطر من عندياته سيناريو بعض أفلامه ليعبر من خلالها عن رأيه بالكاميرا والقلم عن "المسكوت عنه" هو الأكاديمي المعلم والعالم المتواضع. المنزهه عن البخل بالمعلومة وأنانية المعرفة والترفع عن النقاش. فهو يقبل بحماس كبير الإشراف علي رسائل الماجستير والدكتوراه الجادة والمشاركة في مناقشات رسائل الغير بروح الأستاذ الرؤوف بالباحثين ... وهو الناقد السينمائي الذي يتمتع بثقافة موسوعية. ورأي صائب. والقول الفصل في الكثير من قضايا السينما ومشاكلها وهمومها التي لا تنتهي ... هو من تربع علي كرسي قسم "السيناريو" بالمعهد العالي للسينما فترة لم يحققها غيره "من عام 1987- حتي عام 2006". تخرج خلالها أجيال من كتاب السيناريو. حقق البعض منهم مكانة متميزة في السينما والدراما التليفزيونية... هو من تحمل عن جدارة مسؤلية رئاسة المركز القومي للسينما. وحاول جاهدا الوصول بمهرجان الإسماعيلية لأفضل أداء وأكمل صورة. في ظل ظروف عاصفة وتحديات كبيرة... هو رئيس مؤسسة "نون للثقافة والفنون" التي تنظم "مهرجان الأقصر للسينما الأوربية". والذي تحول في دورة هذا العام 2017 إلي مدينة "شرم الشيخ".. محمد القليوبي قبل هذا وذاك هو صديق الكل. ورجل المواقف. والمعطاء السخي. الذي لا يتردد لحظة في تقديم العون للآخرين بنفس راضية وقلب صاف وروح لا تعرف التعالي

قدم د. القليوبي في مجال الإبداع عددا من الأعمال. ظني أنها جميعا وبلا استثناء. تمثل نماذج لما يجب أن تكون عليه رسالة الفن. من حيث القيمة الفكرية. والجماليات الفنية. التي تهدف إلي تنمية الوعي وتنوير العقل والإمساك بناصية المعرفة. إذا كنا جادين في بناء مجتمع الحق والخير والجمال ... مجتمع العدل.. لم يقتصر عطاء محمد القليوبي علي السينما. بل امتد ليشمل الدراما التليفزيونية. ففي السينما قدم القليوبي عشرة أفلام: خمسة منها روائية طويلة. ومثلها وثائقية "طويلة وقصيرة". وفي مجال الدراما التليفزيونية قدم. أربعة مسلسلات جاء أولها "الابن الضال" عام 1999. وثانيها "بعد الطوفان" عام 2003. وثالثها "تموت الظلال ويحيا الوهج" عام 2013. وآخرها "طعم الحريق" عام 2014. 

في مجال السينما الروائية الطويلة كانت البداية عند محمد القليوبي فيلم "ثلاثة علي الطريق1993. ثم "البحر بيضحك ليه؟" 1995. "أحلام مسروقة" 1999. "اتفرج يا سلام" 2001. وفيلم "خريف آدم" .2002 والمتأمل لهذه الأفلام لايخونه الشعور بقيمة كل منها. وتنوع موضوعاتها. واكتشاف مدي حرص صاحبها علي إلقاء الضوء علي مشاكلنا وهمومنا بأسلوب راق ومعني رصين. وفي شكل فني يفرض علينا الاندماج والتأمل وقراءة ما بين السطور. لعلنا نفيق من سباتنا العميق. ونفكر في كيفية الحل والخروج من الأزمات. لبناء مجتمع ينعم فيه كل أبنائه بالحرية والعدل والأمان./ وفي مجال السينما الوثائقية قدم القليوبي خمساً من الوثائق عظيمة القيمة "المسكوت عنه" الفيلم الوثائقي "اسمي خميس" أو "اكتشافات جديدة" التي كان له السبق فيها فيلم "محمد بيومي رائد السينما المصرية" أو "السيرة الذاتية" لرموز الثقافة والفن "فيلمي: "روز اليوسف". "نجيب الريحاني". فارقنا القليوبي بالجسد. لكنه باق بأعماله وبما قدم للثقافة المصرية والعربية ... فهو "شمس لا تغيب" رحمه الله

الجمهورية المصرية في

08.02.2017

 
 

وداعا.. محمد كامل القليوبى

محمود موسى

منذ اكثر من 20 عاما وانا اعرف الدكتور محمد كامل القليوبي استاذا في معهد السينما ومخرجا، وكما عاش حياة هادئة بلا صخب أو مصلحة وجد من الجميع الدعوات بالرحمة له عندما جاء قدره و سبقنا الي دار الخلود.

كان صديقي الرائع الدكتورالقليوبي ودودا وكريما وخلوقا ومجاملا مع كل معارفه، واتذكر انه حرص بشدة علي حضور حفل زواجي بصحبة صديقنا المبدع الراحل المونتير عادل منير ، وعندما رحلت زوجتي رحمها الله لم يهدأ له بال إلا بعد مواساتي ، هذا الجانب الانساني نادرا ما نراه إلا من ولاد البلد الذين تغلب عليهم المشاركات الانسانية اكثر من المصالح.

مهنيا لم يقدم المخرج محمد كامل القليوبي اعمالا كثيرة ولكنها قليلة ورغم ذلك لها قيمة وتاثير ودائما يتم ذكرها والاشارة لها ومنها: ثلاثة علي الطريق، والبحر بيضحك ليه، واحلام مسروقة، واتفرج يا سلام، وخريف ادم، وقد تم تكريما من احدي الجهات السيادية تقديرا لدورا الكبير في ابراز بعض ما قدموه من جهد وعمل وطنى بعد ان قام بعمل فيلم تسجيلي عن بعض بطولاتهم في كشف الفساد والجواسيس.

الدكتور محمد كامل القليوبي صاحب المواقف الانسانية والفكرية البارزة عاش بسيطا وهادئا ومنحازا للناس فقبل عام وبعد ان هدأت البلاد وسكتت حناجر وضجيج الثوريين سألته عن المشاهد التى لا يمكن ان ينساها بعد مرور سنوات علي احداث يناير فقال لي «صورة ارحل يعني امشي» التى رفعت في يناير هذه كانت البداية لاكتشاف الرغبة في التغيير، اضافة الي مشاهد كثيرة عن البسطاء الذين شاهدهم في ميدان التحرير وان وجودهم وتأثيرهم اكثر من الثوريين والهتيفة ، وأكد لي ان ما لفت نظره ان الاخوان عمرهم ما كسبوا صوتا في مصر الجديدة او مدينة نصر، مؤكدا ان الشعب فعلا ضد الاخوان وكان إبعادهم في مصلحة الوطن.

الوفاء والذكر الطيب للناس كانا يلازمان الراحل الدكتور القليوبي فاتذكر يوما حكي لي عن النجم الراحل محمود عبد العزيز وقال لي ان محمود عبد العزيز وقف بجانبيى وساندني وهو لا يعرفني فهو سبب دخولي مجال الاخراج فقبوله لسيناريو فيلم «ثلاثة علي الطريق»، ثم «البحر بيضحك ليه» وراء استمراري في الاخراج رحم الله محمد كامل القليوبى الخلوق والمبدع والانسان.

الأهرام اليومي في

08.02.2017

 
 

''الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية'' يهدي دورته الـ19 لروح المخرج محمد كامل القليوبي

الإسماعيلية – (أ ش أ):

أكد اللواء ياسين طاهر، محافظ الإسماعيلية، أن مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة سيُكرم في دورته الـ 19، والمقرر انعقادها في الفترة من 19 إلى 25 من شهر أبريل المُقبل، المخرج هاشم النحاس، مؤسس المهرجان.

وأضاف طاهر، أنه سيتم إهداء الدورة الحالية إلى روح الفنان الراحل المخرج محمد كامل القليوبي، بالإضافة إلى إقامة عددًا من الورش الفنية التدريبية، مشيًرا إلى أن شعار دورة  هذا العام يحمل اسم "مهرجان الإسماعيلية لأهل الإسماعيلية".

واستعرض محافظ الإسماعيلية - عقب اجتماعه باللجنة التنفيذية للمهرجان اليوم الخميس الترتيبات الخاصة لانطلاق المهرجان، لافتًا إلى أن هناك 38 دولة من مختلف قارات العالم تشارك في فاعليات المهرجان، فضلًا عن حضور عدد كبير من الفنانين والنقاد والمهتمين بصناعة السينما ونجوم السينما المصرية.

وأوضح المحافظ، أن إدارة المهرجان تلقت 2500 شريطًا سينمائياً، للمشاركة في المهرجان، والتي يجري حالياً - فرزها وتصنيفها وتقييمها بمعرفة اللجان المتخصصة بالمركز القومي للسينما.

موقع "مصراوي" في

09.02.2017

 
 

«أحلام القليوبي المسروقة»!

مجدي الطيب

في حياة المخرج المصري د. محمد كامل القليوبي، الباحث، أستاذ الإخراج في معهد السينما، والحاصل على جائزة الدولة التقديرية، الذي غيبه الموت صباح الخميس 2 فبراير الجاري، أزمة كبيرة، أجزم أن تفاصيلها ما زالت خافية على كثيرين ممن اقتربوا منه أو عاصروه!

جرت وقائع الأزمة في عام 1999، وكنت وقتها محرراً فنياً بمجلة «روز اليوسف» السياسية الأسبوعية، عندما التقيت الكاتب الصحافي والناقد محمد الرفاعي، وخصني بحوار سجل فيه اعتراضه على الفيلم الذي انتهى القليوبي من تصويره عن سيناريو كتبه الرفاعي بعنوان «أحلام مسروقة»، وبلغ غضبه حيال «التشويه» الذي أصاب السيناريو، حسب قوله، حد إعلان تبرئه من الفيلم، والتهديد برفع دعوى قضائية ضد الجهة المنتجة (قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتلفزيون)، في حال لم تمتثل لرغبته وتحظر عرض الفيلم، أو تبادر برفع اسمه من «التترات»، ومواد الدعاية الخاصة به. وهو ما حدث فعلاً، بعد انتقال الأزمة إلى ساحة القضاء، وصدور تعليمات من صفوت الشريف وزير الإعلام وقتها بإلزام قطاع الإنتاج بمنع عرض «أحلام مسروقة»، وسجنه في أدراج القطاع، الذي كان يتعامل آنذاك بنظام المنتج المنفذ، وأسند مسؤولية تنفيذ الفيلم إلى شركة «خفاجي فيلم»، التي كان يملكها د. رأفت خفاجي!

أتذكر الواقعة الآن، وكأنها حدثت بالأمس، لأن الغضب تملك د. القليوبي، بعدما نشرت المجلة نص ما قاله الرفاعي، ولسبب لا أعرفه حملني مسؤولية ما جرى، واتخذ قراراً بمقاطعتي فترة ليست بالقصيرة، حتى جمعتنا مناسبة سينمائية، وتصافحنا وتعانقنا، وأصبح لا يفوت فرصة من دون الاتصال بي، والسؤال عني، والإشادة بمقال كتبته. وعندما تولى رئاسة مؤسسة «نون للثقافة والفنون»، الراعية والمنظمة لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، كان يتفضل عليّ بأن يتصل بي هاتفياً، ويدعوني بنفسه إلى حضور المهرجان طوال دوراته الأربع التي أقيمت في الأقصر!

المفارقة أن الخلاف بين القليوبي والرفاعي لم يصب في جوهر القضية، التي تناولها فيلم «أحلام مسروقة»، وهي التنديد بظاهرة الإرهاب الديني، التي اجتاحت مصر في فترة التسعينيات، إذ كانا على اتفاق تام في الهدف، والرؤية، وإنما تمحور الخلاف، خصوصاً من جانب الرفاعي، في التفاصيل، وشعوره بأن كرامته أهينت، وإبداعه أهدر، بسبب التعديلات التي أجراها القليوبي على السيناريو، من دون أن يعود إليه أو ينتزع موافقته عليها!

مضت الأعوام، ومعها انطوت صفحة الخلاف، واندملت الجراح، وعادت المياه إلى مجاريها بين القليوبي والرفاعي، وسقط قرار الحظر، الذي أصدره صفوت الشريف، وعرضت قناة «العائلة» التابعة لاتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري الفيلم، لكن ظلت نسخ الفيلم خالية من اسم الرفاعي وتتصدرها لوحة تقول «فيلم لـ .. محمد كامل القليوبي»!

تبدأ أحداث فيلم «أحلام مسروقة» بحفلة زفاف على الطريقة الإسلامية الأصولية، حيث الدفوف والتواشيح والابتهالات الدينية، والفصل بين الرجال، من أصحاب اللحى والجلابيب البيضاء، والعريس الذي يتوسطهم، وبين النساء المحجبات، ومنهن أطفال محجبات، والعروس تلازمهن، وتنظر، على استحياء، إلى زوج المستقبل، وهو الفصل التعسفي الذي يؤكده الفيلم لحظة وصول «شاكر» (فاروق الفيشاوي) وزوجته «هالة» (سلوى خطاب) لتهنئة العروسين، فيطالبهما الملتحي المتزمت (أحمد عقل) بالافتراق، ويأمر الزوجة بأن تتوجه إلى مجلس النساء، فتوافقه وهي ممتعضة، ويزداد امتعاضها عندما تمنع إحدى المنقبات طفلها من اللحاق بها بحجة أنه «رجل» ولا يصح له مخالطة النساء!

فيلم يمكن النظر إليه اليوم بأنه «سابق عصره»، في شجاعته في التصدي لظاهرة تفاقمت، وجرأته في تبني رؤية ظلت مثار جدل (البطل يؤمن أن الإرهاب لا ينبغي أن يواجه بالإرهاب)، خصوصاً أن القليوبي استعان في تنفيذه بأسماء كبيرة في عالم الإبداع (رمسيس مرزوق في إدارة التصوير وراجح داود في الموسيقى التصويرية وعادل منير في المونتاج)، ولم ينس توجيه الشكر إلى المتخصصين (د. أحمد جلال عز الدين الخبير الدولي في مكافحة الإرهاب ود. عاطف أحمد اختصاصي الطب النفسي) لكن المفارقة الأكثر إثارة أن القليوبي وجه الشكر أيضاً إلى ممدوح الولي الصحافي في جريدة «الأهرام»، الذي أرجح أنه استعان به في الجزء الخاص بالإرهاب، وهو الذي اتهم لاحقاً بأنه أحد المحسوبين على «الإخوان المسلمين»!

الجريدة الكويتية في

10.02.2017

 
 

محمد كامل القليوبي

محمد الروبي

عرفته أول مرة حين أرسل مقالا هو عبارة عن رسالة غضب طويلة إلى الأستاذ محمد سيد سعيد رئيس تحرير جريدة البديل التي كنت أعمل بها مسئولاً عن الصفحة الفنية.

كان غضب القليوبي قاسيًا لا لشيء يخصه ولكن لمقال وتحقيق كتبتهما عن قضية سينمائية أخالف فيها رأى أستاذ آخر هو الناقد سمير فريد.

فى البداية تعجبت.. لماذا كل هذا الغضب الذي وصل إلى حد أنه قال في أحد سطور رسالته "ما دام قال سمير فريد فهو الحق"، على الفور نشرت الرد الغاضب، مع مقدمة على لساني أقدره فيها وأثمن غضبه على صديق هو نفسه لم يغضب لنفسه كما فعل.

بعد النشر اتصل بي يعرفني بنفسه، ففاجأته بأنني أعرفه كمبدع وإنسان، فبادر باعتذار عن بعض كلمات رآها أقسى مما كان يجب، وشكرني على النشر، الذي لم يظن أنه سيحدث، وهنا انتهزت الفرصة وطلبت منه لقاء فوافق على الفور.

وفى اللقاء الذي أذكر أنه كان على مقهى قريب من بيته في مدينة نصر.. اكتشفنا معا أننا تربطنا ملامح إنسانية مشتركة، وهموم وطنية متشابهة، وأن الغضب الذي غضبه عليَّ من أجل سمير فريد، يشابه تماما الغضب الذي غضبته على سمير فريد، غضب المحب المقدر الذي يضع مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات.

في هذا اللقاء اكتشفته حكاءً بارعًا، ومثقفًا رفيعًا، ينتقل بك من علوم السينما إلى عوالم الموسيقى والفن التشكيلي والفلسفة ببراعة ساحر.. لكنه أيضا -ورغم العمر- لم يتخل عن روح الطفل، مشاكس، ساخر، تلمع عيناه بشقاوة هي عنوان لبراءة الروح وصفاء القلب.

من يومها صار القليوبي صديقا وأخًا أكبر، أهاتفه في أي وقت لأبثه همًا من الهموم، ويهاتفني ليحييني على حملة من حملاتي على سارقي الأوطان وقاتلي الإبداع بتشويه الفنون.. رحم الله الصديق والأستاذ محمد كامل القليوبي...

ونهاد صليحة... وسيد حجاب... و و

وما زال بالقلب متسع لمزيد من حزن.

وكأنهم قرروا معا أن يتركوننا في الوقت نفسه، كأنهم شعروا بأنه قد آن الأوان كي نكبر ونعتمد على أنفسنا.. وكأنهم ضجوا من مشاكساتنا وتبجحاتنا عليهم، وكأنهم قرروا عقابنا بالرحيل لنكتشف فجأة أننا لم نكن إلا مجرد صغار نستقوي بهم على الدنيا بل وعليهم ...

محمد كامل القليوبي يا آخر الراحلين، قل لهم هناك إننا تعلمنا الدرس متأخرين.. وإننا كنا وما زلنا نحتاج إليهم، فبكم كنا أقوياء.. فاغفروا لنا.. اغفروا لنا ولا تنسونا حتى نلقاكم.

مسرحنا المصرية في

13.02.2017

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)