كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

وغاب "صانع البهجة"

كتب: حنان أبوالضياء وصفوت دسوقى

عن رحيل الساحر (صانع البهجة)

محمود عبدالعزيز

   
 
 
 
 

ليس للموت نظام أو ترتيب أو اختيار، فى لحظة فاصلة يتوقف النبض وتهجر الروح الجسد ويتحول الإنسان إلى ذكرى.. كلما مرت الأيام وتعاقبت السنون يزداد الحنين بداخلنا إلى هذه الذكرى، خصوصًا إذا كانت مصدرًا للبهجة، منذ ساعات رحل عن عالمنا الساحر محمود عبدالعزيز.. بات "الساحر" فى حضرة الغياب، رحل عن الدنيا تاركًا خلفه ميراثًا من الفن الحقيقى الذى انحاز خلاله للناس فقط ولم ينحز إلى ذاته.. على مدار سنوات طويلة استطاع الساحر ان يقدم أعمالًا شديدة الخصوصية، تمرد على ملامحه ولم يجعل من وسامته سجنًا يدور بداخله.. قدم شخصيات كثيرة متعدة الألوان ومتشابكة التفاصيل وفى كل عمل كان الجمهور يخرج من صالة العرض يضحك من قلبه.. ويقرأ بعقله، كان الساحر يردد دائمًا بأن الفن رسالة، والاستسهال فى الاختيار يعجل بنهاية الفنان، وعندما سألوه عن الغياب عن الساحة لسنوات رد قائلًا: الغياب ـفضل من حضور بات بلا معنى.. فى وداع الساحر تزاحم الجمهور الباحث عن الضحكة والأصدقاء الذين جمعتهم به العشرة والعيش والملح.. والتلاميذ الذين تعلموا منه ورأوا فيه المثل والقدوة.. مات الساحر، مات صانع البهجة وقرر الاستقرار فى مدينة الموتى.. والآن يحتاج إلى دعوات الطيبين.

«القبطان ».. «الساحر».. الشهير بالهجان.. ينقلك بأدائه إلى «سوق المتعة»

كان الفنان الراحل «محمود عبدالعزيز» توليفة من الإبداع والقدرة على نقل شخصيات من حبر وورق إلى شخوص من لحم ودم تعيش فى وجدانك.. مايسترو الحوار، ومالك نواصى الأداء. ففى فيلم «الكيف» نجده يقدم شخصية صعبة الأداء، وأضاف إلى ما كتبه محمود أبوزيد من روحه لتصبح شخصية لها مواصفاتها الخاصة. أما «فى الشقة من حق الزوجة» فأنت أمام نموذج للإنسان المطحون، الموظف الذى يعانى ليل نهار من أجل لقمة العيش ومع «سيداتى آنساتى» يقترب من مناقشة أزمة الزواج من أربع.

واصل رأفت الميهى جنونه الفنى مع محمود عبد العزيز ليلعب دوره المهم فى كشف ذلك الزيف الذى يعيشه الواقع العربي. حيث يناقش قضية اجتماعية شائكة.. وهى قضية العلاقة بين الرجل والمرأة فى المجتمعات الشرقية فى نهاية القرن العشرين. إنه لا يعرض للظلم الواقع على المرأة، ولا يعرض للحمل الثقيل الذى يقع على الرجل، لكنه يعرض للواقع المجنون بكل سلبياته وإيجابياته. فهو فى هذا الفيلم، يلتقط بعض الأخطاء الاجتماعية والفكرية الشائعة، ويعيد صياغتها من خلال شكل فنى فانتازى ساخر، مليء بالمتناقضات، معتمدًا فى ذلك على الخيال الممكن حدوثه فى الواقع.. أما شخصية الشيخ حسنى الكفيف فى الكيت كات الذى كتبه وأخرجه داود عبد السيد عام 1991، من وحى رواية «مالك الحزين» للروائى إبراهيم أصلان فيطرح نموذجًا يدرس فى الأداء الانسانى والكوميدى؛ فمن منا يمكن أن ينسى الشيخ حسنى عندما ذهب لقضاء واجب العزاء ونسى غلق مكبر الصوت عقب انتهاء تلاوة القرآن فيكشف الشيخ حسنى عن فضائح بعض أهالى الكيت كات ليسمعها الجميع، ومنها خيانة المعلم هرم لصديقه المريض مع زوجته الحسناء، وهروب روايح من زوجها الصائغ متبلد الإحساس، وحتى علاقته الخاصة بأم روايح وعلاقة ابنه بفاطمة.. وفى الساحر أخذه «رضوان الكاشف» بمفرداته المبهرة المبدعة ليصبح جزءًا من أحد الأحياء الشعبية بمصر القديمة حيث يسكن «منصور بهجت» وابنته، و«منصور بهجت» تعيش معه حياة الساحر المهمش الذى يسكن وسط مجموعة من المهمشين الذين يعيشون فى الأماكن المزدحمة ويحاولون أن يجعلوا من حياتهم شيئا مبهجا، يكتئب «منصور» من أسلوب حياته ويقرر أن يصبح هو سبب سعادة الناس ويسعى لإدخال البهجة فى نفوسهم ،وينجح محمود عبدالعزيز فى جعلنا نعيش داخل هذا الحى. وفى «سوق المتعة» نحن أمام أحمد حبيب الذى يخرج من السجن شخصًا غريب الأطوار، يميل دائمًا إلى ممارسة هواياته العجيبة بمتعة لا مثيل لها، مثل تنظيف دورات المياه، والحنين دومًا إلى رفقاء السجن، وتتحقق له تلك الرغبات جميعًا وغيرها عندما يلتقي فى حمام شعبى زعيم العصابة، حيث يفاجئه أنه باستثمار سنوات سجنه يتضح أن له مكافأة تقدر بسبعة ملايين جنيه!، ولكن بشرط واحد مرتبط ببقائه على قيد الحياة، وهو عدم التفكير حتى فى السؤال عما يخص تلك العصابة. يبدأ أحمد حبيب فى التعويض عما فاته من سني عمره المُهدرة، بالاستمتاع بكل ملذات الحياة، حتى يدرك أحمد فى النهاية أنه غريب عن المجتمع الذى يحيا فيه بجسده فقط، فيقرر الخروج عن المحظور ويفتح على نفسه أبواب جهنم بطلبه مقابلة كبير العصابة التى حولته إلى تلك الصورة الحيوانية...وفى «الدنيا على جناح يمامة» نعيش مع شخصية رضا سائق التاكسي، والذى يصادف أن يكون دوره فى طابور «المطار» بتوصيل أرملة ثرية قادمة من الخارج. ولأنها تجد فى رضا البساطة والتلقائية والصدق والأمانة، تتفق معه على أن يصحبها فى جميع تنقلاتها. وتتفق معه على عدم إبلاغ أهلها بوصولها.. وفى «إبراهيم الأبيض» يلعب دور زعيم العصابة الذى يقوم بتهريب «إبراهيم الأبيض» وانقاذ رقبته من حبل المشنقة. وفى الوقت ذاته يقع «إبراهيم الأبيض» فى غرام ابنة هذا الزعيم.. وفى القبطان يرقص رقصة يونانية، ليذكرنا بشخصية زوربا، يقدم فى القبطان مسحة صوفية، وهناك مجموعة كبيرة من الأسئلة والافتراضات والاستنتاجات يطرحها القبطان، وفى فيلم «خلطبيطة» يؤسِّس لصورة السلطة التى تلاحق مواطنا ساذجًا، بطريقة غير معقولة، وليس بعيدًا عن بطل محاكمة كافكا.. وفى «ليلة البيبى دول» يعمل «حسام» الشخصية التى يقدمها محمود عبد العزيز فى مجال السياحة ويعالج من عدم الإنجاب هناك وفى احتفالات رأس السنة يجهز لعودته لمصر فيقرر شراء هدية -قميص نوم شفاف يسمى بيبى دول - لزوجته سميحة قبل رجوعه للوطن - مع وفد أمريكى - لقضاء ليلة رأس السنة مع زوجته ويعود ليكتشف تصرف زوجته فى الشقة وإقامتها مع صديقتها التى تصادف حضور زوجها أيضا من السفر... وفى «البحر بيضحك ليه» يصاب محمود عبدالعزيز بحالة من «الاكتئاب» بسبب الروتين الممل وضغوطات الحياة التى يواجهها كموظف ورب أسرة، فيقرر أن يهرب من واقعه ومن عمله وأسرته. يتعرف على نعيمة التى تعمل حاوية فى إحدى الفرق الجوالة بالشوارع ويتزوجها. ويحيا حياة جديدة تفضح العالم المزيف.. أما قصة يوسف القعيد «يحدث فى مصر الآن» والتى تحولت لفيلم «زيارة السيد الرئيس» حيث مثل معظم مشاهده الخارجية فى قرية بمركز بنها بمحافظة القليوبية محمود عبدالعزيز وغيره.. وفى «الجوع» يشدّك إليه من اللحظات الأولى فى دور صعب ومعقّد جدًا، يؤديه باحتراف نادر، فهو ذو شخصية مركّبة وخلفية نبعت من طفولة فيها الكثير من المعاناة والقهر، شخص يمثّل الخير والأمل تقوده الصدفة نتيجة تعرّض والدته للإهانة، كى يخوض معركته وينتصر على الفتوّة الظالمة، فلا يجد نفسه إلا وقد أصبح هو «الفتوة». ومع هذا التحوّل تتقاطر حوله الشخصيات التى تمثّل المصالح الشخصية، من تجار ومرابين، لا يتحقق لديهم النصر إلا حين يقع فى غرام «ملك» التى تلعب دورها يسرا، و«ملك» بثرائها تنقله من بيوت الطوب إلى قصر الحجر والعزّ وتتحوّل هذه الشخصية من خيّرة إلى شريرة، بشكل واقعي له مبرراته، لأنه قصة السلطة التى تتكرر فى كل الأزمان. وفى «أبوكرتونة» هو عامل المخازن الذى يعتقد الفاسدون أنه لن يفهم ما يدور حوله. ليتمكن من سرقة المصنع والمخازن ويدعى أبوكرتونة الذى يصبح عضو مجلس الإدارة ليدرك حقيقة الموقف ويتكتل مع العمال لتوزيع البضاعة الراكدة بعد سرقتها من المخازن حتى يمكن إنقاذ الشركة من الإفلاس لتتم مكافأتهم لموقفهم البطولى رغم تهمة السرقة الموجهة لكل منهم. أما هرمونيكا فيحكى الفيلم عن «شاهين» «محمود عبدالعزيز» ذلك الرجل الذى يرفض زماننا ويتمسك بالزمن الجميل الذى مضى ومضت معه كل قيمه ومبادئه وأخلاقه، يعيش شاهين مع اخته «نعومة» «زيزى البدراوى»  التى يهجرها زوجها وأيضا مع شقيقه الشاب «سيف» أحمد السقا. وفى «إعدام ميت» يضطلع محمود عبد العزيز بدورين متناقضين: ضابط الاستخبارات المصرية «عز الدين»، والجاسوس «منصور مساعد الطوبى». الخائن الحقيقى  يحمل اسم «سليمان ترابين»، وهو والد جاسوس آخر «عودة»، اعتقلته الاستخبارات المصريّة عام 1999. الشبه الشكلى بينهما يلهم الضابط المحنّك «محيى الدين» (فريد شوقى)، للقيام بعملية استبدال، إثر القبض على الجاسوس والحكم عليه بالإعدام. هذا الأخير لا يجد بديلًا من التعاون لإنقاذ نفسه. الهدف هو مفاعل ديمونة الغامض، لمعرفة حقيقة القنبلة الذريّة الإسرائيلية، قبل حرب أكتوبر (تشرين الأوّل). الضابط ينغمس فى عملية «الإحلال»، حتى أنّه يخضع لعملية قطع أحد أصابع قدمه. يعبر إلى جنوب سيناء، لتبدأ لعبة شدّ حبال متلفة للأعصاب. يراقص أبوه البدوى التقليدى (إبراهيم الشامى) وأخته «فاطمة» (ليلى علوى) من جهة، وحبيبته عميلة الموساد «سحر» (بوسى) من جهة ثانية، والأخطر الضابط الإسرائيلى «أبو جودة» (يحيى الفخراني) فى رأس المثلث الكابوسى. أما مسلسل «جبل الحلال» فتدور أحداثه عن رجل من قرية (الكوامل) فى محافظة (سوهاج) يدعى (منصور أبو هيبة/محمود عبدالعزيز)، وهو أحد أهم رجال الأعمال فى مصر، كما أن له علاقات مع المافيا الأوروبية، ويتاجر فى المخدرات والسلاح والآثار. متزوج من ابنة عمه (غنيمة/وفاء عامر)، يحبها بشدة، وله منها ثلاث بنات. ألد أعدائه هو (كين أو جدعون/طارق لطفى)، وهو من غجر مصر الذين كانوا يقطنون الصعيد، جد (أبوهيبة) طردهم من قرية (الكوامل) خوفا على أصل عائلته من الغجر. يتعرض (أبوهيبة) لمحاولة اغتيال توشك أن تودى بحياته، يخرج منها عازما على تغيير الطريقة التى كان يعيش بها حياته. أما مسلسله «رأفت الهجان» الذى حقق نجاحًا كبيرًا، فلقد برر محمود عبد العزيز عدم تكرار التجربة قائلًا: «عندما أقدم شخصية وتنجح لا أحاول أن أشتغلها مرة أخرى ورغم عشقى للهجان إلا أنى أرهقت نفسى فى هذا العمل وهذه الشخصية جعلتنى مضطربًا نفسيًا لفترة ،عرض على أكثر من عمل من نفس هذه التيمة وقدمها زملاء آخرون وكل أخذ نصيبه فى النجاح ولكن لا يمكن أن أكرر هذه التجربة». وإن النجاح الذى حققه الهجان كان بسبب الحبكة الدرامية الرائعة التى حققها صالح مرسي، وقال إنه لم يستطع أحد أن يصنع هذه الحبكة، ولذلك فشل الكثيرون فى تقديم عمل فني مشابه للهجان؛ وتواصل الهجوم الاسرائيلى ضد الفنان المصرى محمود عبد العزيز بعد ان قدم مسلسلا من أروع المسلسلات واكثرها جماهيرية فى العالم العربي.. وقد وجه له الكاتبان يوسى ميلمان وآيتان هابر من خلال كتابهما «الجواسيس.. قضايا تجسس ضد إسرائيل» هجومًا حادًا باعتباره خالف الحقائق بتمثيله لمسلسل «رأفت الهجان» وهو المسلسل الذى سبق عرضه فى شهر رمضان والذى يصفه كل من ميلمان وهابر بأنه مزيف للحقائق. وسرد كل من المؤلفين من خلال كتابهما الرواية الإسرائيلية المزعومة لرأفت الهجان والذى كان اسمه فى الحقيقة رفعت الجمال وهى الرواية التى تعود إلى بداية الخمسينيات والتى بدأت مع رغبة المخابرات المصرية فى زرع مواطن مصرى فى إسرائيل.

المزاجنجى.. ورحلة العبور إلى قلب الجمهور

فى أسرة متوسطة الحال نشأ «محمود عبد العزيز» فى حى الورديان بمحافظة الاسكندرية، والتحق بكلية الزراعة، وكان طالبا متفوقا واستطاع الحصول على ماجستير فى تربية النحل.. كل اصدقائه كانوا يتوقعون له الاستمرار فى تربية النحل الذى عشق عالمه وتخصص فيه.. لكن «الساحر» كان له رأى وطريق اخر، فقد استغل مسرح الجامعة فى الاعلان عن موهبة التمثيل الكامنة تحت جلده، وكان ابرز ممثل فى فريق مسرح كلية الزراعة.. وفى لحظة حاسمة قرر ان يترك عالم النحل ويتفرغ للتمثيل وشاء الحظ ان يلتقى بالمخرج الكبير نور الدمرداش الذى رشحه للعمل فى مسلسل " الدوامة " فى فترة السبعينات امام الفنان القدير محمود ياسين، وحقق هذا المسلسل وقت عرضة نجاح كبير وبات وجه محمود عبد العزيز معروفا للناس، ومن التليفزيون انتقل الى شاشة السينما  وكانت البداية من خلال فيلم «الحفيد» الذى تم انتاجه عام 1974

وتوالت اعمال محمود عبد العزيز فى السينما واصبح بطلا ورهانا للعديد من شركات الانتاج وقدم افلام مهمة منها «العمر لحظة» و«حتى اخر العمر، طائر الليل الحزين، وجها لوجه» وفى هذه الفترة تم حبسه فى ادوار الفتى الرومانسى.. لكن فى مرحلة الثمانيات حدث تحول تدريجى فى اختيار «الساحر» الذى راح يبحث عن الادوار المركبة والصعبة قدم افلاما شديدة الثراء منها «العار»، اعدام ميت، العذراء والشعر الابيض، البرىء، جرى الوحوش، الكيف، الكيت كات، راح يبحث عن موضوعات تهم الجمهور ولانه شديد الذكاء راهن على الادوار التى تقدم الابتسامة وفى ذات الوقت تحمل قضية من النادر ان تجد فنانا يتألق على شاشة السينما وعلى شاشة التليفزيون فى وقت واحد.. محمود عبد العزيز حقق هذه المعادلة وتوهج فى الدراما التليفزيونية بنفس درجة التوهج فى السينما، واستطاع أن يجبر الجمهور العربى على الجلوس امام التليفزيون بمسلسل رافت الهجان وهو مسلسل من المخابرات الحربية.. قدم المسلسل فى عدة اجزاء وحقق العمل نجاحا كبيرا، وتوالت اعماله على شاشة التليفزيون ومنها « باب الخلق، محمود المصرى، البشاير، ابوهيبة فى جبل الحلال، ويعد مسلسل «رأس الغول» الذى عرض فى رمضان الماضى هو اخر اعماله على شاشة التليفزيون،  وكان يحلم بأن يقدم شخصية «الملك فاروق» فى عمل درامى طويل لكن التقدم فى العمر جعله يصرف نظر عن هذه الشخصية لكنه  كان يظن ويعتقد الى حد كبير ان هذه الشخصية غنية دراميا وان الفن لم يمنحها حقها أو ينصفها.

قالو عن الساحر

سميرة احمد: كما يعرف الجميع لقد دخلت عالم الانتاج الفنى وقدمت افلاما مهمة منها فيلم " البرىء " الذى يعد علامة بارزة فى تاريخ السينما المصرية ومن خلال هذا الفيلم تعرفت على الفنان الكبير محمود عبد العزيز ولمست انه فنان لا يعبا بالمكسب المادية ويهتم جدا بتقديم دور فنى غنى، ولذا استطاع ان يعبر الى قلب الجمهور العربى من المحيط الى الخليج باعمال فنية لا يتوقف ضوئها وبريقها مهما توالت السنوات

الهام شاهين: صديق عمرى الذى تعلمت منه الكثير، عملت معه فى اعمال مهمة مثل سوق المتعة وهو انسان راقى ومهذب ولا يبخل بالنصيحة، من الصعب ان تجد فنانا يضاهى او يحاكى الساحر الذى حجز لنفسه مكان فى قلب اصدقائه وجمهوره العريض

على عبد الخالق: لا يكفى الكلام للتعبير عن محمود عبد العزيز فهو باختصار قيمة فنية كبيرة، جمعتنى به العديد من الاعمال وكان " وشه حلو"  كلها اعمال حققت نجاحا على مستوى النقد والإيرادات اذكر منها « اعدام ميت، العار، الكيف، وكان فنان على خلق راقى جدا وملتزم الى حد كبير.

حسين فهمي : بكى الفنان حسين فهمي قائلا «مش فاضل غيري أنا»،  فقدت في فترة قصيرة اثنين من أعز أصدقائي هما : نور الشريف ومحمود عبد العزيز وقضيت أفضل أيامي معهما، فقدمنا معا عدد كبير من الافلام، ووراء الكواليس عشرة عمر وحياة كاملة.

يسرا : كنا عارفين إنه مريض ولكن دوما لدينا أمل فى أن يتجاوز محنة المرض سريعًا، والحقيقة أننا فقدنا فنانا كبيرا وإنسانا رائعا، على كل المستويات، فهوكان صديقى صاحب الدم الخفيف وجدع مش هيتعوض ومش هيجى حد زى محمود تانى، احساسي بالعجز غير طبيعى إنه حد غالى وبتحبه جدا وعايز تساعده ومش عارف».

داود عبد السيد: السينما المصرية فقدت واحدًا من نجوم الجيل الذهبي، وفنانًا لن يتكرر، ومن القلائل جدًا في العالم العربي بوفاة الفنان محمود عبد العزيز بعد صراع مع المرض.

وأضاف «داود»: «عندي احساس بالذنب ولوم شديد للسينما المصرية، التي لم تستغل موهبة بحجم الفنان الراحل الاستغلال الأمثل، لاسيما الفترة الأخيرة قلت أعماله السينمائية، بينما كان المفروض ألا يمر ستة أشهر دون مشاركته في أعمال سينمائية». ​

عمرو الليثي: الاستاذ والفنان الذى تعلمت منه العمل الجاد والمحترم اثناء عملى كمساعد مخرج بمسلسل رأفت الهجان، والقيمة الفنية الكبيرة وما قدمه من أعمال عظيمة درامية وسينمائية ومنها الكيت كات، والعار والكيف وكتيبة الإعدام  وغيرها من الاعمال الخالدة والتى لن ينساها التاريخ.

واضاف: خسرنا قامة فنية كبيرة ولقد عرفته وتعاملت معه لمدة اربعين سنة وكان انسان بسيط شديد التواضع ومحب للخير، وكان صديقا مقربا من والدى المنتج ممدوح الليثى والذى احبه كثيراً.

طارق الشناوي : عبد العزيز كان فنانًا مبدعًا وأحد صناع البهجة، ممن فتحوا شهية المصريين والعرب علي الحياة، وكان عنوانا مضيئا في السينما والمسرح والتليفزيون، لما يتمتع به من مساحة ابداع مترامية الأطراف.

وأشار إلي أن عبد العزيز من القلائل الذين امتلكوا قدرة علي الاداء بتنوع متناهي وقدرته الجماهيرية الساحرة مع الجمهور كانت حالة خاصة جدا، فهو فنان بدأ من الصفر حينما كان يتقاضي 4 جنيهات فقط في أول عمل فني له مع نور الدمرداش في أدوار قصيرة.

بوسي شلبي.. زوجة "الساحر" وصاحبة مشوار إعلامي بدأ بـ"سيداتي سادتي"

كتبت - إيمان محمد

فقدت مصر والعالم العربي، فنانا كبيرا ذا قيمة فنية عالية، أول أمس، وهو الفنان القدير محمود عبدالعزيز، عن عمر ناهز 70 عاما، بعد صراع مع المرض استلزم نقله إلى المستشفى، وتعيش الآن أرملته الإعلامية بوسي شلبي المعنى الحقيقي لفراق الأحباب.

سيطرت حالة من الحزن والانهيار الشديد أثناء مراسم تشييع جثمان الفنان محمود عبدالعزيز، على زوجته بوسي شلبي وأولاده محمد وكريم، وبعض الفنانين المقربين للراحل.

و تنشر "بــوابـــة الـــوفـــد" إلي متابعيها معلومات عن بوسي شلبي :

ولدت في 17 مارس 1964 بحي المهندسين في القاهرة.

حصلت على بكالوريوس التجارة عام 1988.

شقيقتها هي الإعلامية الراحلة "أحلام شلبي" وهي التي أدخلتها إلى مجال الإعلام وسهلت لها الطريق في بدايتها.

الزوجة الثانية من الراحل محمود عبد العزيز وليس لديها أبناء.

بدأت مسيرتها في المجال الإعلامي في مجلة "سيداتي سادتي"، ثم عرضت عليها رئيسة التحرير "هالة سرحان" العمل في شبكة راديو وتليفزيون العرب التي أسسها "صالح كامل" عام 1993.

سافرت إلى إيطاليا وعملت في قناة إيه آر تي أفلام أو ART4، قدمت خلالها العديد من البرامج منذ عام 1993 وحتى عام 2011.

حصلت على جائزة من مهرجان القاهرة للإعلام عن برنامج (خمسة أوسكار) كما حصلت على العديد من شهادات التقدير من مجلة DJ ومن جمهور نادي الطيران المصري.

من أشهر البرامج التي قدمتها خلال مشوارها الإعلامي:

 البوسطاجية

 برنامج فن ولعب ودردشة

 وبرنامج خمسة سياحة

 وبرنامج  3 في 3

 وبرنامج رادار

وبرنامج عيون

 ART دعوة على السحور

الذي كانت تقدمه دائمًا سنويًا خلال شهر رمضان منذ عام 2001 إلى عام 2010

في صيف 2011 انتقلت إلى الإعلام المصرى الخاص من خلال شبكة تليفزيون النهار مع برنامجها أحلى النجوم  والنهاردة عيدك.

محمود عبدالعزيز وبوسي شلبي.. قصة حب لم تتحطم بـ"الشائعات"

كتبت- بوسي عبد الجواد

على الرغم من فارق العمر الكبير بينهما، إلا أن الثنائي محمود عبدالعزيز وبوسي شلبي، عاشا حياة هادئة ومستقرة على مدى 18 عامًا تحت مظلة الحب.

لم يكترث محمود وبوسي للأقاويل والشائعات التي تضع الإعلامية بوسي شلبي شقيقة الإعلامية الراحلة أحلام شلبي موضع "اتهام" بخطف جان السينما المصرية محمود عبدالعزيز من زوجته الأولى جي جي، بعد زواج دام عشرين عاما أثمر عنه ابنين "محمد وكريم" اللذان يعملان في مجال السينما لاستكمال مسيرة والدهما، إلا أنهما تخطيا ذلك وتغلبا عليه بحبهما.

كانت بوسي شلبي مثل غيرها من الفتيات اللائي يحلمن بفارس يخطفهن على الحصان الأبيض، ولأن فارس أحلامها كان محمود عبد العزيز، كانت تقتنص الفرص لالتقاط صورة معه أثناء وجوده في أحد المهرجانات، حيثُ تداولت المواقع الإخبارية صورة لها بصحبة الراحل عبد العزيز وزوجته جي جي، لتدور الأيام والسنين ويتحقق حلمها الذي لطالما انتظرته، لتصبح بين عشية وضحاها زوجة لأحد جانات السينما المصرية بعد أن أعلن طلاقه من زوجته الأولى، لتبدأ حياتها في العام 1998 يكسوها اللون الوردي.

ولأن الزواج لا يخلو من  المشاكل والخلافات، انفصل محمود عبد العزيز عن بوسي بعد شهر من الزواج، ولكن حبهما يعيدهما مرة أخرى تحت سقف بيت واحد ليكملا زواج يشهد بنجاحه الوسط الفني.

دوما ما كانت تحرص شلبي على مؤازرة زوجها في المناسبات الرسمية والمهرجانات وأثناء التكريمات عن أعماله الفنية، وكانت السعادة والفرحة يغمران وجهها لحظة تكريم زوجها.

بوسي شلبي التي كانت الإبتسامة لا تفارق وجهها، تنضم في يوم وليلة لقائمة المعذبات من لوعة الفراق، لتري علامات الحزن ترتسم على وجهها بعد فقدان شريك عمرها الساحر محمود عبد العزيز الذي رحل عن عالمنا مساء السبت عن عمر ناهز 70 عاما بعد صراع طويل مع المرض.

مهرجان القاهرة السينمائي يتشح بالسواد حزنًا على محمود عبدالعزيز

كتبت- بوسي عبد الجواد

أثار خبر وفاة الساحر محمود عبد العزيز موجة من الحزن والبكاء بين الوسط الفني، ويأتي ذلك قبيل انطلاق مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بأيام، والمقرر انطلاقه غدا الثلاثاء، وهو الأمر الذي قرر فيه نجله الأكبر المنتج محمد عبد العزيز تأجيل عزاء والده ليوم الأربعاء حتى يتمكن نجوم الفن حضور العزاء.

يبدو أن مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام سوف يتشح بالسواد ويتخلى عن الألوان الزاهية والبراقة، ويأتي ذلك بعد ما طلبت إدارة المهرجان من الحاضرين من النجوم والمصورين والإعلاميين بارتداء الملابس السوداء حدادًا على روح الراحل محمود عبدالعزيز.

يُشار إلى أن إدارة المهرجان قد قررت إهداء الدورة الـ38 إلى روح الفنان الراحل، والذى وافته المنية أمس السبت عن عمر ناهز 70 عاما بعد صراع طويل مع المرض جعلته يتنقل بين مستشفيات القاهرة وباريس، قبل أن يستقر داخل العناية المركزة بمستشفي الصفا بالمهندسين، تاركا خلفه إرثا فنيا كبيرا من الأعمال الفنية.

الوفد المصرية في

14.11.2016

 
 

في رحيل محمود عبد العزيز... أصالة أداء

نديم جرجوره

لم تكن السيرة السينمائية، الخاصّة بالممثل المصري محمود عبدالعزيز، ذات مسارٍ نوعيٍّ واحد. ففي مسار أفلامه ومسلسلاته، التناقض حاضرٌ، والارتباك الإبداعي مُصاب باهتزازٍ عاديّ، والتخبّط، أحياناً، عاملٌ سلبيّ. لكن هذا كلّه لن يحجب الأهم، ولن يحول دون استعادة عناوين منضوية في إطار أداءٍ تمثيلي، يؤكّد أن هناك ركائز ثابتة في اشتغاله، تتمثّل، أساساً، بتحويل كلّ شخصية، مهما يكن دورها أو مساحتها أو موقعها في العمل، من صورةٍ على ورقة، إلى كائنٍ حيّ يتمتّع بمزايا البشر، حتى أقصى واقعية ممكنة.

وإذْ يُمكن تحليل المعنى الذي يبلغه محمود عبد العزيز، في تأديته كلّ دور، فإن رحابة المساحة الأدائية ـ المتأتية من حُسن امتلاكه تقنيات التمثيل، مُضيفاً إليها مغزى الاختبار، مع أنه متخصّص بتربية النحل، وعلاقته بالتمثيل غير مرتبطة بدراسة أكاديمية ـ تضعه أمام تناقضٍ كهذا، بين ذروة براعة متمكّنة من التنقيب الأدائيّ في أعماق الحكايات المروية عبر شخصياتٍ وحالاتٍ وانفعالاتٍ، وسوء استخدام تجربته الأدائية في أعمال تنتمي، بحسب العُرف الفني، إلى "لزوم المهنة": موافقة الممثل على دورٍ لا يتمتّع بقِيَم فنية ودرامية وجمالية، لأن له رغبة في الاحتفاظ بخطّ مهني، أو في تحقيق "شُغلٍ"، أو في تمتين تواصل مطلوبٍ مع مُشاهد ينتظره.

وهذا يتمثّل في حِرفيةٍ، يكتسبها محمود عبد العزيز عبر خياراتٍ، لن تكون متساوية الإبداع، لكنها تُشكّل كلّها أسلوباً، يُمكن تفسيره بقولٍ للسينمائي المصري الراحل رضوان الكاشف: "لكل ممثلّ، بالفعل، طريقة تنجح معه هو وحده، ولا يُمكن أبداً تعميمها". قولٌ ينطبق على ممثلي حقبةٍ، يفتقدها كثيرون، في مقابل راهنٍ لن يمتلك أدوات تعبير تجديدية، إلاً نادراً. والقول يُحقِّق لمهنة التمثيل صوابيتها المطلوبة. ومع أن المقارنة بينه وبين مجايليه عائقٌ دون اكتشاف أساليبهم التمثيلية، إلاّ أن انتماءهم إلى جيلٍ تمثيلي واحد يطرح سؤال المهنة في مفرداتها وتقنياتها، التي يُمكن تحديدها بقولٍ آخر، للسينمائي المصري يُسري نصر الله: "إذا لم يَعِ الممثل ما يجب عليه ليكون ممثلاً، وهي أشياء بالمناسبة بعيدة تماماً عن أن تخضع لتقييم أخلاقي، فليترك التمثيل". والأهم: "ليس الاحترام في "ماذا" يؤدّي الممثل، ولكن في "كيف" يؤدّيه أمام الكاميرا".

هذا الفرق بين "ماذا" و"كيف" يصنع أسلوب الممثل، محوّلاً إياه إلى تقنية تتضمّن قواعد اللعبة المبنية، أصلاً، على آليات متداولة في كيفية الوقوف أمام الكاميرا، أو في كيفية التحرّك، والنطق بنبرة، والتعبير عن انفعال. آليات تتيح للممثل النبش في ذاته، لتبيان ما يعتمل فيها من حساسية إزاء دورٍ أو شخصية. وهذا كافٍ للتنبّه إلى مسارٍ تمثيلي طويل لمحمود عبد العزيز، يبدأ قبل 42 عاماً، علماً أن إطلالاته السينمائية تتوقّف مع "إبراهيم الأبيض" (2009) لمروان حامد.
لن تكون الأدوار الكثيرة 
لمحمود عبد العزيز التي لن تختزل مهنيّته الأدائية بعنوانٍ دون آخر (رغم التفاوت الإبداعي بينها)، أقلّ من فعلٍ يمزج حيوية الانخراط في الشخصية حدّ الانمحاء شبه الكامل للذات، بكيفية إيجاد توازنٍ بين الفنان والدور. فاللائحة تطول، والأدوار عديدة، والمناخات التي يسرد حكاياتها الدرامية والجمالية والتأملية، أحياناً، في أحوال بيئة واجتماع وانفعال وروح، بشكل كوميدي أو درامي بحت، تجعله يطوِّع كل شخصية كي تمنحه ما يريد البوح به كممثل، ويُطوِّع نفسه من أجلها، كي لا يكون عائقاً أمام تحرّرها من سطوة حضوره كحِرفيّ. كأنه، بهذا، ينعكس في قولٍ للكاشف أيضاً: "الممثل ممثل. إذا لم يكن قادراً على تجسيد أي شخصية، فهو ليس كذلك. قد يكون أداؤه فيها عالياً أو متوسّطاً أو حتّى ضعيفاً. هذه المسألة تتفاوت. لكن، أساساً، لديه القدرة على فكّ مفاتيح الشخصية، والدخول فيها".

برحيله، يُصبح تحليل الأداء التمثيلي السينمائي، له ولمجايليه، حاجةً، لما فيه من دروسٍ مُعتَبَرة.

محمود عبد العزيز: التمرد من أجل البهجة

محمد جابر

في فيلمه "الساحر" عام 2001 جسّد محمود عبد العزيز شخصية "منصور بهجت"، التي قال سابقاً إنها أقرب الشخصيات التي مثّلها إلى قلبه، ومع الوقت صار أكثر أدواره اقتراناً به، فهو ــ كما يصف نفسه في الفيلم ــ "يحبّ البهجة ويعدّي على الحزن بسرعة".

منذ بداية مسيرته يبحث محمود عبد العزيز عن البهجة، سواء في حياته الشخصية أو في الأفلام التي يمثلها، ومن أجل ذلك تمرد بشكل تام على الصورة التي حاولت السينما حصره فيها في بداية مسيرته خلال السبعينيات، حيث الشاب الوسيم والممشوق والبطل المثالي للأفلام الرومانسية والميلودرامية. تماماً كالصورة التي كان عليها حسين فهمي على سبيل المثال. لكن عبد العزيز لم يهتم بتلك الصورة، لأنه "لا يحب التقيد"، لذلك ومع منتصف الثمانينيات أحدث انقلاباً وتمرداً كبيراً في نوعية الأفلام والأدوار التي يقوم ببطولتها. حصل ذلك تحديداً عندما قام ببطولة فيلم "الكيف" عام 1985 بشخصية "مزاجنجي". الفيلم الذي أخرجه علي عبد الخالق يؤدي فيه عبد العزيز شخصية محب المخدرات الذي يريد أن يصبح مطرباً؛ يتحدث طوال الوقت بألفاظ غريبة درجت في العامية المصرية وقتها، ويسخر دائماً من كل شيء. هنا وجد عبدالعزيز نفسه تماماً وأحدث انقلاباً في مسيرته، ويستقر على أن هذا الشكل الكوميدي، الذي يعتمد فيه على "كاريزما" و"حضور" قويين أقرب له من دور الفتى الوسيم الذي يعتمد أكثر على شكله.

رحلة التمرد تلك انطلقت تماماً منذ تلك اللحظة، خصوصاً مع النجاح الكبير لفيلم "الكيف"، فرأيناه بعدها في فيلم "الشقة من حق الزوجة" (1985 كتابة فرح إسماعيل وإخراج عمر عبد العزيز) و"جري الوحوش" (1987 كتابة محمود أبو زيد وإخراج محمود عبد الشافي) و"الدنيا على جناح يمامة" (1989 كتابة وحيد حامد وإخراج عاطف الطيب) بشخصيات هزلية مقاربة. وفي أثناء ذلك وصلت المغامرة لذروتها مع المخرج رأفت الميهي الذي كون معه عبد العزيز شراكة امتدت لثلاثة أفلام ذهبا فيها إلى قمة التجريب والهزل والخفة والتمرد على التقاليد السائدة في السينما المصرية، سواء لمخرج لا يريد أن يصنع أفلاماً تشبه الموجود أو ممثل لم يعد يريد أن يكون نجماً وسيماً. فصنعا معاً "السادة الرجال" (1987 تأليف وإخراج رأفت الميهي) عن زوج يفاجأ بتحول زوجته إلى رجل بعد إجراء عملية، و"سمك لبن تمر هندي" (1989 كتابة وإخراج رأفت الميهي أيضاً) عن مستشفى سوريالي لعلاج مشاغبي العالم الثالث، وأخيراً "سيداتي آنساتي" (1989 كذلك تأليف وإخراج الميهي) عن رجل يتزوج أربع سيدات ويعيش معهن في بيت واحد، وحققت تلك الأفلام كلها نجاحاً كبيراً جعل عبد العزيز هو النجم الأنجح تجارياً وفي شباك التذاكر خلال ثمانينيات القرن الماضي بعد عادل إمام مباشرة.

في نفس الفترة كان محمود عبد العزيز قد بدأ مجداً مماثلاً في التلفزيون، حين قام عام 1987 ببطولة مسلسل "رأفت الهجان" مع المخرج يحيى العلمي، والذي وصل بأعمال الجاسوسية إلى قمة مجدهما التلفزيوني، وتجاوز نجاحه أي مسلسل آخر في الثمانينيات ــ باستثناء مسلسل "ليالي الحلمية"، وخلق عبد العزيز في شخصية الجاسوس المصري داخل إسرائيل رأفت الهجان خليطاً مدهشاً من الخفة والذكاء والحضور، ليستمر المسلسل لجزأين لاحقين لا يقلان نجاحاً.

مع بداية التسعينيات، استمر عبدالعزيز على القمة، بل إنه وصل لأعظم نجاحاته التجارية والفنية على الإطلاق، حين قام بدور "الشيخ حسني" في رائعة المخرج داوود عبد السيد "الكيت كات" عام 1991 (مقتبسة عن رواية إبراهيم أصلان "مالك الحزين")، وأدى شخصية الضرير الذي يرفض الاعتراف بأنه فاقد للبصر، ويتصرف كشخص يرى، يقود الآخرين في الطرق ويركب دراجة نارية ويغني على العود ويحاول العيش ببهجة من دون أي تنازل بسبب عجزه. حقق "الكيت كات" الكثير من الجوائز، سواء أفضل فيلم أو ممثل، بالإضافة إلى نجاحه الاستثنائي في شباك التذاكر. وبعدها مباشرة بدأت مسيرة عبد العزيز في الانخفاض، ربما لأنه استمر على نفس المنوال التجريبي ووضع بهجته الشخصية طوال الوقت أمام حسابات السوق، فقدم أفلاماً لم تحقق نجاجاً يذكر مثل "خلطبيطة"، "الجنتل"، "البحر بيضحك ليه"، "القبطان" و"النمس"، وأفلاما أخرى منذ بداية التسعيينيات حتى نهايتها لم يبق منها شيء مهم لمسيرته الكبيرة. 

الفيلم الوحيد الذي عاد به إلى الصورة، كقيمة فنية وتجارية كبرى، كان "الساحر" أو "نظرية البهجة" كما كان اسمه الأول، عام 2001، حين لعب دور الشخص الذي يحاول أن يجعل كل من حوله سعداء ويضحكون، كما كان عبد العزيز نفسه في الحياة الحقيقية.

ومنذ تلك النقطة اتجه للتلفزيون، وقدم أربعة مسلسلات متفاوتة النجاح في 12 عاماً، من "محمود المصري" عام 2004 وحتى "راس الغول" في 2016. وفي المقابل حقق خلال تلك الفترة بصمة تاريخية وحضوراً طاغياً في السينما حين مثل شخصية "عبد الملك زرزور" في فيلم "إبراهيم الأبيض" عام 2009، التي تعتبر من أهم شخصيات الأفلام المصرية في السنوات الأخيرة، حيث زعيم المنطقة العجوز الذي يجلس في نقطة جبلية مرتفعة ويتحكم بكل شيء، ولكنه في المقابل مغرم بـ"حورية" (هندي صبري) فتاة الحي الجميلة، ومنح عبد العزيز" الشخصية جملاً ولكنة وملامح أيقونية فعلاً، وبشكل غير معتاد، ليؤكد لمرة أخيرة أنه من رموز السينما المصرية الكبرى، وأن أكثر كلمتين تعبران عن مسيرته هما التمرد... والبهجة.

سيرة "الساحر" التي لا تنتهي

القاهرة ــ مروة عبد الفضيل

رحلة طويلة مع الفن امتدت لأكثر من ثلاثين عاما، عاشها الفنان الراحل محمود عبد العزيز، متنقلاً بين الاستوديوهات باحثاً عن التميز والاختلاف وعن الحب في قلوب جمهوره.

84 فيلماً هو رصيده السينمائي الذي قدمه منذ انطلاقته في أوائل السبعينيات، علماً أن بدايته كانت من خلال مسلسل "كلاب الحراسة" بأجر لا يتعدى الأربعة جنيهات، وبدور مهمش تماماً لا يتذكره أحد. وكان هذا العمل من إخراج نور الدمرداش الذي اكتشف موهبته الفنية بعدما شاهده يمثل على خشبة مسرح الجامعة، حيث كان ملتحقاً بكلية الزراعة في جامعة الإسكندرية مسقط رأسه. وبعدما توطدت علاقته بالدمرداش، وعمل معه مساعد مخرج في المسلسل السعودي "بلا مقابل"، وكان الدمرداش يعد لمسلسل بعنوان "الدوامة" فرشح عبد العزيز له، وبالفعل شارك فيه بدور صغير وذلك في أوائل السبعينيات.

ومن خلال الدور الصغير الذي قدمه محمود عبد العزيز في هذا العمل أعجب بموهبته وتلقائيته المخرج عاطف سالم، فتحدث إلى نور الدمرداش طالباً معلومات عن هذا الشاب الصغير، ليرشحه في الفيلم الذي تحوّل إلى أشهر الكلاسيكيات في السينما المصرية، وهو "الحفيد" مع كريمة مختار وعبد المنعم مدبولي ونور الشريف وميرفت أمين. 

ورغم قلة أعمال عبد العزيز في السبعينيات، تصدّر اسمه غلاف فيلم "حتى آخر العمر" الذي قدمه مع نجوى إبراهيم وعمر خورشيد. ومن هذا العمل احتفظ عبد العزيز بالبطولة المطلقة، وإن كان عاد وقدم أعمالاً تعتمد على البطولة الجماعية مثل "العار" و"ليلة البيبي دول". وكان آخر ظهور سينمائي له من خلال فيلم "إبراهيم الأبيض" مع الفنانين أحمد السقا وعمرو واكد، وكان ذلك في عام 2009. 

رفض محمود الاعتماد تماماً على وسامته التي كانت تؤهله لأن يكون أحد أهم جانات السينما المصرية، بل على النقيض ففي الكثير من أدواره كان يظهر بشكل قبيح مثل دوره في فيلم "خليل بعد التعديل" الذي قدمه أمام الفنانة الراحلة سعاد نصر، وشخصية "منصور بهجت" في فيلم "الساحر"، و"مزاجنجي" في فيلم "الكيف"، وشخصية "الشيخ حسني" في فيلم "الكيت كات". 

كان عبد العزيز في سنواته الأخيرة حزيناً جداً على حال السينما المصرية، حتى أنه في لقاء له مع زوجته الإعلامية بوسي شلبي عقب تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي منذ عامين، قال إن مشكلة أي ممثل تكمن في عدم العثور على نصّ جيد يؤهله لأن يكون متواجداً بشكل دائم، قائلاً إن حال السينما "لا يسر عدو ولا حبيب".

وسبق أن حصل الساحر على عدد من الجوائز في مهرجانات مختلفة مثل حصوله على جائزة أفضل ممثل من مهرجان مسقط عن دوره في فيلم "الساحر"، وجائزة أفضل ممثل من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن دوره في فيلم "سوق المتعة".

درامياً يعد مسلسل "رأفت الهجان" الذي جسد فيه محمود شخصية "ديفيد شارل سمحون"، كما ظهر في المسلسل نفسه بشخصية "رأفت". 

وبعودة إلى أهم محطاته التلفزيونية، فإلى جانب مسلسل "رأفت الهجان" قدم محمود عبد العزيز عدداً كبيراً من الأعمال التلفزيونية مثل "البشاير"، و"محمود المصري"، و"جبل الحلال" إلى جانب آخر أعماله "رأس الغول".

وعلى النطاق المسرحي فليس للفنان الراحل سوى تجربتين فقط هما "خشب الورد" عام 1986 مع أشرف عبد الباقي، و"727" التي قدمها عام 1994.

الفنانون ينعون "أستاذ الجميع"

القاهرة ــ مروة عبد الفضيل

لم يدخل الفنان القدير الراحل محمود عبد العزيز أيا من الأعمال إلا وخرج منها صديقاً لفريق العمل، فكان مقرباً من الجميع. ذكريات وحكايات ستظل باقية في قلوب وعقول من عملوا مع الساحر معهم، فماذا قالوا لـ "العربي الجديد"؟

في البداية قالت الفنانة عبير صبري التي شاركت الفنان الراحل في مسلسل "باب الخلق" إنها حزينة ولا تجد كلاماً تقوله فلم تسنح لها الفرصة سوى أن تعمل معه في مسلسل وحيد، وكانت تتمنى أن تعيد التجربة. وأوضحت أنها تفاجأت أن "الأستاذ بنفسه هو من طلبني للمشاركة معه في المسلسل كضيفة شرف في ثلاثين مشهداً، ولو كان طلبني في مشهد واحد فقط كنت سأوافق".

من ناحيتها قالت الفنانة منة شلبي، والتي فتح لها محمود عبد العزيز أبواب السينما من خلال فيلم "الساحر" مع المخرج رضوان الكاشف الذي كان نقطة تحول لها، إن هناك علاقة أسرية قوية بين أسرتها وأسرة الفنان الراحل، موضحة أن محمد وكريم، ابناه، هما بمثابة أشقاء لها، وأشارت منة إلى أنها تدعو بالصبر لزوجته الإعلامية بوسي شلبي لأنها كانت "نعم السند لي مثلما كان هو سندها أيضاً ولأبنائه لأن الوفاة كانت مفجعة".

ووصف السينارست مدحت العدل الفنان محمود عبدالعزيز بأنه كان ملتزماً للغاية، مشيرا في تصريحات خاصة لـ "العربي الجديد" أن "أول عمل درامي لي كان من خلال مسلسل "محمود المصري" الذي كان الفنان الراحل بطله"، وأوضح أنه كان فناناً شاملاً لم يقصر ولو في مشهد واحد فقط من أعماله، سواء على النطاق السينمائي أو التلفزيوني.

وبكلمات حزينة قالت الفنانة نبيلة عبيد إنها تعزي نفسها في البداية لأن محمود "مثل أخ لي وبيننا عشرة عمر وبدايات سينمائية، فشهدنا معا محطات سينمائية كثيرة وكنا "وش الخير"على بعض وكنا دائماً نقول لبعض هذه الجملة".

وأضافت عبيد لـ"العربي الجديد" أنها قدمت معه أعمالا عدة لا ينساها الجمهور، مثل "أرجوك أعطني هذا الدواء" و"أبناء وقتلة" و"العذراء والشعر الأبيض"، وغيرها من الأعمال المهمة التي لا تنساها أبدا السينما المصرية، و"يكفي أن هذه الأفلام حينما تعاد الآن تلتف الأسرة حولها وهذا هو الفارق بين عمل وآخر".

من جانبها، قالت إلهام شاهين لـ"العربي الجديد" إن الخبر وقع مثل الفاجعة على رأسها، وتمنت في الوهلة الأولى أن يكون شائعة مثل التي انطلقت من قبل "لكن الشائعة تحولت لحقيقة مثل الكابوس". وكانت إلهام قد شاركت محمود عبد العزيز في فيلمي"سوق المتعة" و"الجنتل".

ووصفه الناقد طارق الشناوي في إحدى مداخلاته الهاتفية للإعلام المصري بعيد إعلان وفاته بأنه فنان بدء من الصفر لم يحصل سوى على أربعة جنيهات مع نور الدمرداش في أحد المسلسلات، وحقق نجاحاً وكان له وهج. أوضح أنه على الرغم من مساحته الدرامية الصغيرة في فيلمه الأخير "إبراهيم الابيض"، إلا أن الفيلم انتهى وظل محمود متوهجاً، وأوضح أنه من الفنانين الذين يفتحون شهية الجهمور بالبهجة، وليس المقصود بالبهجة هو الضحك بل إشعاع الحياة.

أخيرا رفضت الفنانة يسرا الحديث لـ"العربي الجديد" بسبب شدة بكائها، واكتفت بالقول إنها في طريقها للمستشفى لإلقاء النظرة الأخيرة عليه.

محمود عبدالعزيز "الساحر" في عيون الصحافة الفرنسية

حظي الفنان المصري الراحل، محمود عبد العزيز، بمساحة لافتة في الإعلام الفرنسي بعد رحيله.

ونشرت صحيفة "ليبراسيون" صورة فوتوغرافية لعبد العزيز وهو يحيّي جمهوره في لبنان، في حزيران/يونيو في العام الماضي، تحت عنوان "وفاة محمود عبد العزيز أيقونة السينما المصرية".

وصفت الصحيفة عبد العزيز بـ"الساحر"، واعتبرت فيلم "الكيت كات" (1992) مع المخرج الواقعي، داود عبد السيد، أشهر أفلامه، بالإضافة إلى فيلم "الساحر" (2001) مع المخرج الراحل، رضوان الكاشف.

في مجال التلفزيون، أضاءت "ليبراسيون" على المسلسل الشهير "رأفت الهجان"، بالإضافة إلى مسلسله الأخير "جبل الحلال". كما أشارت الصحيفة إلى الجوائز التي نالها "الساحر" في العالم العربي. وأولت الجانب العائلي حيزاً، فذكرت زوجته الإعلامية بوسي شلبي، وولديه محمد وكريم.

ورَثت صحيفة "لوموند" الممثل الراحل، ووصفته بـ"أسطورة السينما المصرية"، واختارت فيلم "الكيت كات" أيضاً لتعتبره الفيلم الأشهر لعبد العزيز بين 90 فيلماً بمشاركة أهم مخرجي السينما المصرية. كتبت الصحيفة عن بدايات عبد العزيز السينمائية في عام 1970، لتشير لاحقاً إلى أنه "صاحب الوجه الضاحك" و"خفيف الدم" وبسيط.

بدورها، ركزت "لوموند" أيضاً على مسيرة "الساحر" السينمائية والتلفزيونية، خصوصاً "رأفت الهجان"، بالإضافة إلى حياته الشخصية.

وخصصت صحيفة "لو فيغارو" صفحة لرثاء عبد العزيز، فنشرت صورة له أثناء تسلمه جائزة "أفضل ممثل عربي" في حفل "موركس دور" في لبنان العام الماضي، وذيلتها بعنوان "مصر تخسر ممثلها الأسطوري محمود عبد العزيز".

وفي سياق متصل، رثت صحيفة "دايلي مايل" البريطانية الراحل، فنشرت صورة له من عام 2012، تحت عنوان "مصر تنعى نجمها الساحر محمود عبد العزيز"، واتبعت أسلوب الصحف الفرنسية المذكورة في الحديث عن أعماله السينمائية والتلفزيونية.

(العربي الجديد)

العربي الجديد اللندنية في

14.11.2016

 
 

محمود عبد العزيز «المزنجي» الذي أرّخ للأزمنة المصرية

15 شخصية صنعت شعبية النجم المتفرد في أدواره

محمد عبد الرحيم - القاهرة ــ «القدس العربي»:

برحيل الفنان محمود عبد العزيز فقدت السينما المصرية واحدا من ممثليها المهمين. للرجل تاريخ طويل من الأعمال المهمة والمتميزة، التي لا تنفصل عن تاريخ السينما المصرية، يأتي على رأسها فيلم «الكيت كات» الذي أخرجه داود عبد السيد عام 1991، والذي أصبح بدوره من أهم وأفضل الأفلام، محققاً معادلة التوازن ما بين العمل الفني والجماهيري. 

وتبدو موهبة وحرفية محمود عبد العزيز في الأدوار المتنوعة التي جسدها على الشاشة وتجاوزت 15 شخصية مختلفة، فما بين «الشيخ حـسني» وأفـلام رأفت الميـهي، الـتي كان عبد العزيز بطلها الأفضل، وحتى المسلسل الجماهيري «رأفت الهجان»، تجارب متباينة تماماً، حتى أن شخصية محمود عبد العزيز تختفي تماماً في الشخصية التي يجسدها.

ورغـم اختـلاف المستـوى الـفني للأعـمال فـي مجملها، إلا أنه كـان دومـاً يحــقق تـميزاً خاصـاً فــي الدور الذي يؤديه، بحيث يصـبح دوراً قـائماً بذاتــه. 

تجارب الفنان محمود عبد العزيز الذي طغت على أدواره شخصية «المزنجي» أي صاحب المزاج على الطريقة المصرية، من الممكن تقسيمها إلى مراحل حسب الأعمال المتنوعة وعالمها شديد الاختلاف، حتى أنه يعد من أهم الممثلين الذين جسّدوا تيارات السينما المصرية، كالفانتازيا، وما يشبه الواقعية، والسينما الشاعرية وغيرها حتى نهاية الألفية الثانية.

عالم الفانتازيا

من خـلال أفـلام… «سـيداتي سـادتي، السـادة الرجـال، وسـمك لبن تمر هنـدي»، التي كـتبها وأخرجها رأفت الميهي، وجسد بطولتها محـمود عبد العزيز ابتعد الأخير عن أدوار السـبعينيات، التي تعتمد الفتى الوسيم وتؤصل صـورته لدى الجمهور، وكـانت الجرأة من عبد العزيز في الإقـدام على هذا الشكل الفيلمي، فعالم الفانتازيا وتعـقيداته وغرائبيته لا يتواصل مع المشاهد بدرجة معـقولة، ولكن شخصية الممثل وخِفة ظِله سـاعدتا على تجـاوز هذه الصعوبة في التلقي، الأمر صـار لا يعتمد على قصص الحب المجانية أو المُفتعلـة، وأصبـح العـمل يخاطـب وعـي المشاهد أكثر، وهو ما حقق نجاحاً ملـحوظاً على المسـتوى الجـماهيري والنـقدي. تناولت هذه الأعمال المشكلات الاجتماعية وعلاقة الرجل بالمرأة في المجتمع المصري، وأي سلطة يمكن تداولها بينهما، والتعرّض بالضرورة للثوابت الاجتماعية المغلوطة بالأسـاس، التي عـن طريقها تتم صياغة أفراده.

هذه الدلالات وتعقيداتها جـاءت عن طـريق ممثل يعي تماماً ماذا يفعل، من رجـل يتـزوج أربـع نساء، إلى رجل تتحول زوجـته إلى رجل مثله، حالة من إعادة أو انقلاب القيم بالمـعنى الأدق في مجـتمع مغلق يتحايل على نفسـه بوهم التـفوق الآمن.

الجوع

من الأعمال المهمة في السينما المصرية يأتي فيلم «الجوع» المستوحى من عالم فتوات نجيب محفوظ، الذي أخرجه علي بدرخان عام 1986، وقامت ببطولته سعاد حسني أمام محمود عبد العزيز. جسّد عبد العزيز هنا دور الفتوة الذي وصل إلى السلطة عن طريق الجرأة والشجاعة، وهو الآتي من عالم القاع/الحرافيش/الشعب. ولكن آفة السلطة تضربه، وتجعله من أبشع وأقسى الفتوات. واستطاع الرجل تجسيد هذه الحالة في حرفية كبيرة، هناك خبرة تمثيلية وأداء تعبيري سواء عن طريق الجسد والصوت متباين حسب حالة الرجل قبل وبعد توليه السلطة في الحارة. وصولاً إلى الثورة عليه وموته بيد مَن أيدوه وانتصر لهم من قبل. دور محمود عبد العزيز قام به العديد من الفنانين الذين اقتربوا من أعمال محفوظ، مثل محمود ياسين، ونور الشريف، لكن بنية الفيلم وطبيعة الشخصية تتباين عن الشخصيات السابقة، وأجاد الرجل تجسيدها إلى حدٍ كبير.

القبطان

قدّم محمود عبد العزيز فيلم «القبطان» عام 1997، وهو الفيلم الوحيد الذي أنجزه الناقد والكاتب سيد سعيد، ليجسّد شخصية مُتخيّلة شبه أسطورية. يقف عبد العزيز هنا على الجانب الآخر من السلطة ــ الجانب المعارض ــ ويمثل حكمة الشعب ومقاومته لممثل السلطة بكل الطرق. الشخصية هنا تقترب من شخصية زوربا اليوناني، خاصة في علاقته بالشاب الذي قاوم ودفع حياته ثمناً في النهاية، القبطان لا أحد يعرف له تاريخاً، متى جاء إلى المدينة والجميع يعرفه، وهو أحد مؤسسيها، موت الجميع ويظل هو باقياً يسخر من الضابط ــ ممثل السلطة ــ بعد فشله ورحيله عن المدينة. فهو روح الشعب الحي الذي لا يموت. هذه الحال الأقرب إلى الميتافيزيقا والممتزجة بروح الثقافة الشعبية وتراثها، نجح عبد العزيز في تجسدها، وكأنه تاريخ ممتد لا ينتهي.

هذه لمحات سريعة عن الأدوار المختلفة شديدة التباين التي جسدها الفنان الراحل محمود عبد العزيز. لمحات تواكب حدث رحيله. لكن هناك من الأعمال التي يجب إفراد دراسات خاصة ومستقلة عنها. سواء على المستوى الفني أو التأثير الاجتماعي، كفيلم «الكيت كات»، ومسلسل «رأفت الهجان»، وفيلمي .. «جري الوحوش» و«الكيف». ورغم تباين مستويات وأهداف هذه الأعمال، إلا أن تأثيرها الكبير على المشاهد المصري لا يستطيع أحد إنكاره، فعبارات بعض هذه الأفلام أصبحت على لسان الجمهور، يتداولها في مواقفه الحياتية، وأصبح «الكيت كات» كمكان في وعي الجميع مرتبطاً بالشيخ حسني. فأحد ركاب الميكروباص أشار ذات مرّة إلى السائق قائلاً «نزلني عند الشيخ حسني». ويكفي أي فنان أن يحتل طواعية وعي المشاهد إلى هذه الدرجة.

القدس العربي اللندنية في

15.11.2016

 
 

الأحزان لا تليق بصانع البهجة

طارق الشناوي

أكتب هذه الكلمة قبل ساعات من افتتاح المهرجان فى دورته الاستثنائية الممزوجة بالفن والأزمات المالية والخالية من حضور نجوم عالميين والمليئة بالدموع، ولكن صدقونى لن يخلو الأمر من بهجة، نعم أكرر البهجة، لأن حضور محمود عبدالعزيز لا يمكن أن يطرح سوى فيض من السعادة، ولهذا اقترحت على نقيب الممثلين، أشرف زكى، ورئيسة المهرجان، ماجدة واصف، إقامة ندوة الرابعة مساء الجمعة عنوانها «فى حب صانع البهجة».

المؤكد أن نجمنا الكبير وصديقى العزيز سيستحوذ على مشاعر الناس، وسيعلو التصفيق كلما ذكر اسمه أو شاهدنا صورته على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، وستبقى دائما فى مشاعرنا ضحكته المميزة. الحقيقة أن المهرجان هذه الدورة كان على موعد مع الرحيل، بداية الأحزان جاءت مع محمد خان، تم الإعلان عن نيله جائزة مستحقة، وهى «فاتن حمامة التقديرية»، لمشواره المرصع بالأفلام التى دخلت تاريخ السينما العربية، كان خان كثيرا ما يروى لنا لقاءاته العابرة مع فاتن وكيف أنه كان يمازحها قائلا: هل توافقين على أداء دور قاتلة مثل ريا وسكينة؟ ردت قائلة: نعم لو فيه دوافع أوافق على الفور، رشحها لدور هند فى فيلمه الأشهر «أحلام هند وكاميليا» ليجمع بين العملاقتين فاتن وسعاد فى لقاء لم يحققه أى مخرج آخر، إلا أن الأمر انتهى بالاعتذار، ليرسو شاطئ الأحلام عند نجلاء فتحى وعايدة رياض.

عرفت بحكم الصداقة التى ربطتنى بـ«خان» أن التكريم جاء فى وقته تماما، وكأنه ينتظره بعد أن حصل على الجنسية التى كنا جميعا ننتظرها، إلا أن الموت كان قد سبق تكريم المهرجان وودعنا محمد خان، والجائزة التقديرية سيصعد على المسرح ليتسلمها ابنه الموسيقار حسن خان، وابنته المخرجة نادين خان، وزوجته الكاتبة وسام سليمان. عشنا الأشهر الثلاثة الأخيرة مع محمود عبدالعزيز فى الأزمة العارضة التى ألمت به، كنا جميعا نتمنى أن نصفها بالعارضة، ولم نقل أبدا الصعبة رغم أن الكثير من الملابسات كانت تؤكد أن الحالة حرجة، تعاملنا معها باعتبارها كابوسا سنصحو منه بعد قليل، كثيرا ما كان محمود فى السنوات الأخيرة يقفز فوق أزمات مماثلة، أليس هو صانع البهجة؟ الألم لا يليق به، كنت أستشعر بين سطور الكلمات القليلة لابنه المنتج والممثل محمد محمود عبدالعزيز أن الأمر خطير، صحيح أنه كان يؤكد ظاهريا أن المرض عابر وتحت السيطرة وأنها أيام وسوف نعاود الاستماع إلى ضحكات محمود، ولكن شيئا ما فى نبرة محمد كان يشى بأن الحالة خطيرة، وذلك عندما يؤكد فى النهاية أن «الدعاء يرد القدر»، وفى اللقاء الوحيد الذى جمعنى مع محمد كنت أشعر بأن الأمر ليس على ما يرام، وكان يعزز مع الأسف شكوكى الإجابة الوحيدة التى كنت أتلقاها من زوجته الصديقة الإعلامية بوسى شلبى عندما أسألها عن صحته تأتى الإجابة تعبان، تكررت الكلمة عدة أيام متلاحقة. لم أجد أبدا أن من حقى السؤال عن حقيقة الموقف الطبى، وما الذى تعنيه تعبان هذه، فليس من اللائق أن نسأل عن تفاصيل من حق عائلة محمود عبدالعزيز فقط أن تبوح أو لا تبوح بها. تلقيت قبل إعلان الخبر مكالمة من هالة صدقى، وهى فى دائرة الأصدقاء المقربين لمحمود وبوسى، قالت لى: ما الذى سيفعله المهرجان مع محمود؟ أجبتها: ستدعو له المذيعة بالشفاء العاجل بعد أن نشاهد صورته على شاشة المسرح؟ وفى الحقيقة لم تكن لدىّ معلومة، ولكنى تصورت أن هذا هو ما سوف نشاهده على المسرح، أجابتنى هالة: محمود تعبان قوى، الكلية توقفت، معلوماتى فى الطب لا تؤهلنى لمعرفة أن توقف الكلية يعنى أن الأمر ينتظر ساعات أو أياما على أكثر تقدير، إلا أنى استشعرت أن هالة ربما لديها تفاصيل لا تريد البوح بها.

تواصلت مع رئيسة المهرجان وخالد جلال المخرج ولم أزد عن تخوفى وضرورة أن تتواجد صورة محمود على شاشة المسرح، علمت بالخبر، وفى العاشرة مساء اتصلت بى مجددا هالة صدقى وهى تبكى وقالت إنها فوجئت مثلى، وكانت تتصور أن الأمر أمامه بضعة أيام، ولكنها لم تعرف تحديدا لماذا تواصلت معى قبلها بثلاث ساعات. على الفور كل الوسط الفنى والصحفى والإعلامى كان يدرك فى لحظة وداع محمود أن المهرجان سيهدى الدورة إليه، وكانت الأسرة على قدر المسؤولية والشفافية عندما أرجأت العزاء إلى يوم الأربعاء بدلا من الثلاثاء، حتى لا يتعارض مع موعد افتتاح مهرجان القاهرة، لو سألتنى من هو صاحب قرار تأجيل العزاء؟ أقول لكم بضمير مستريح إنها إرادة محمود عبدالعزيز الذى لم يرض أن يفسد أبدا فرحة بلده ومهرجانه فأوعز إلى الأسرة باتخاذ هذا القرار، لا أشك لحظة واحدة أن هذه هى رغبة محمود، إنها إرادة من غادرونا، ولكنها تنفذ من خلال أقرب الناس إليهم.

لا يعلم الكثيرون أن اسم محمود عبدالعزيز طرح بقوة كرئيس شرف لمهرجان القاهرة، وكان فقط ما يعوق ذلك هو أن محمود بطبعه لا يفضل الاستعانة به فى لجان التحكيم والمناصب الإدارية حتى لو كانت شرفية، لأنها لا تتناسب مع طبيعته المتمردة بطبعها على أى روتين، الحقيقة وفى هذا المجال لا أتذكر سوى أن محمود كان رئيسا للجنة تحكيم «المسابقة العربية» فى مهرجان القاهرة السينمائى، قبل أربع سنوات، ولكن قبلها لم يكن ممكنا أن تحصل على موافقة محمود. أتذكر عام 2013 وكنت بصدد رئاسة مهرجان الإسكندرية، وعلى الفور قلت لن يرفض ابن الإسكندرية البار أن يرأس مهرجانا يحمل اسم مدينته، وبالفعل لم يخذلنى محمود، ثم لأسباب لا داعى ولا مجال لذكرها الآن ابتعدت عن المهرجان، وفوجئت بعدها ببضعة أسابيع بمحمود يتصل بى قائلا بروح ابن البلد الشهم الجدع إنه انسحب من رئاسة المهرجان تضامنا معى، رغم أنى لم أطلب منه أبدا ذلك. إنه مهرجان به شجن وحزن ودموع على فراق الأحباب ستفرض نفسها على المشهد بالطبع، إلا أنه أيضا مهرجان الأفلام والندوات والبهجة، نعم إذا أردتم أن تسعدوا محمود عبدالعزيز وتنفذوا وصيته، اعلموا جيدا أنه كان ولايزال فى حياته وبعد رحيله لا يريد لكم سوى البهجة!

tarekelshinnawi@yahoo.com

المصري اليوم في

15.11.2016

 
 

الشيخ حسني.. الموت ده صاحبي

نعمــــــة الـلـــــه حســـيـن

"للموت أنفاس خفيفة زي النسمة مايحسهاش غير المقصود به.. بتحس ببرد داخل صدرك وهوا مالهوش مصدر رائحته جميلة.. بيروحك من الحتة اللي إنت فيها.. تبقي شايف الناس.. والناس شايفاك، لكن لا تقدر تكلمها ولا تقدر تقول لهم يبعدوا.. كل اللي عليك تعمله تصاحبه وتطاوعه.. آه لو كل واحد يعرف إنه حايقابله مرة واحدة ماكانش حد يعمل "شر" خالص".

وأنت يا ساحر الفن الجميل.. ياطيب القلب.. وخفيف الدم.. يا ابن البلد الشهم الجدع صاحبت الموت زي ماقلت في مسلسلك (جبل الحلال) علي لسان "أبو هيبة" واحدة من أجمل الشخصيات التي لعبتها وجسدتها.. كنت في كامل صحتك وأنت تتحدث عن الموت مع أنك يا "شيخ حسني" ضرير لكن بصيرتنك كانت نافذة.. وكأنك تصف انتظارك للموت.. بقدر حبك للحياة عرفت أن الموت خواف أو مش خواف.. لكنه خجول علشان كده بييجي مستخبي مش عاوز حد يشوفه.. قربت منه كتير وقرب مني كأننا أصحاب!! وعندما لم يعد في العمر بقية ذهبت معه لكنك ستظل في قلوب وعقول كل محبيك.. يا صاحب البهجة والسعادة.

•  •  •

في فترة ما من حياتك ابتعد خاطر الموت عن أذهانك.. مع أنك تعلم أنه أقرب من حبل الوريد.. يومها كان قريبا من صديقك عاطف الطيب الذي رحل قبلك ومعه بعد ذلك أحمد زكي وهكذا اجتمع ثلاثي البريء.. "سبع الليل" أحمد زكي.. والضابط "شركس" السادي الذي يتلذذ بتعذيب المعتقلين بوحشية.. محمود عبد العزيز وهو يبكي في أعماق نفسه، فقد كان في حقيقته يكره الظلم ولا يطيق مشاهد التعذيب أو الدم.. ورغم ذلك أجادها وكأنه جبار حقيقي.
محمود عبد العزيز.. "الشيخ حسن".. آل باتشينو العرب.. الضرير في "الكيت كات" مع شريف منير وهو يسوق "الفسبة" في مشهد النهاية ويغني (درجن.. درجن) كلمات عامية لا تعتقد أبدا أنها ممكن يغنيها أحد.. كما غني "للقفا" في "الكيف" ليرسخ شخصية "المزاجنجي".. التي لم يقدمها أحد قبله أو بعده بسبب حرصه الشديد علي الإلمام بكل تفاصيل الشخصية التي يقدمها.

•  •  •

الساحر ابن الإسكندرية التي عشقها حيث نشأ فيها ممضيا طفولته وشبابه وبداياته التي كانت مسرحية علي خشبة مسرح كلية الزراعة التي كان يدرس بها.. وحصل علي درجة الماجستير في تربية النحل.. كان محمود يؤمن بأن الزراعة هي المهنة الأصلية للإنسان المصري عبر التاريخ.. وكان يري في أرض مصر خيرا لم تستطع أن تستغله كله.

•  •  •

عرف طعم العسل بنجاحه منقطع النظير في الساحة العربية كلها كما عرف لسعات النحل من خلال أيام الفقر الشديد حيث نام أياما كثيرة بدون عشاء وذلك بسبب عشقه للفن، وذلك عندما ترك منزل الأسرة حيث إن والده لم يكن موافقا علي عمله بالفن.. ولذلك اضطر إلي أن يأتي إلي القاهرة ويقيم في شقة ابن خالته بالمنيل.. تلك الشقة كان يقيم فيها عدد كبير من الشباب كل منهم يحمل أحلامه وطموحاته.. لكنه لم يتحمل هذا العدد الكبير والفوضي العارمة، فكان أن ذهب ليقيم مع صديقه "مجدي وهبة" الذي ظل يردد دائما أنه ساعده في بداية حياته.

وجاءته الفرصة من خلال نور الدمرداش ومسلسل "الدوامة" الذي شاركته البطولة "نيللي" وحقق نجاحا كبيرا.. صدي النجاح كان بمثابة الفرحة للأهل والجيران وبدأوا يهنئون والده علي هذا النجاح.. الذي اعترف بدوره بحق ابنه في مزاولة الفن والتمثيل.

•  •  •

رحم الله أستاذي وجدي قنديل رئيس تحرير مجلة آخر ساعة الأسبق، فقد كان هو همزة الوصل بيني وبين محمود عبدالعزيز وأيضا سعاد حسني.. تقديمه لي لهما كان أكبر داعم لي .. في أواخر عام 1988 طلب مني إجراء حوار مع محمود عبدالعزيز، كان محمود عائدا من جوائز الأوسكار العربية ولأول مرة يخرج عن هدوئه ويهاجم المنظمين لها بأنهم يتاجرون بسمعة الفنان المصري والفن المصري، وكان في انتقاداته بمثابة الإنقاذ فيما بعد للعديد من الفنانين حتي أنه لم يخش لومة مصطفي العقاد في ذلك الوقت.. وكان العقاد من ملوك الإنتاج والسينما في أمريكا.. لم يحسبها محمود فهو كما يقول لا يعرف التنظير ولا الحسابات.. كلمة الحق والصدق علي لسانه.

أذكر أنني سألته يقولون عنك إنك بخيل.. وكانت تلك إشاعة تتردد عنه.. لم يغضب وأجابني البخيل شحيح أيضا في عواطفه وأنا لست كذلك يشهد عليّ بيتي وأصدقائي.

عشق محمود للإسكندرية لا حدود له.. فأحيانا ما يذهب لمدة ساعتين تلاتة للجلوس علي رمال البحر مع أكلة سمك.. هذه المتعة تعطيني جرعة سعادة تكفيني طول العمر.
من يعرف محمود عبد العزيز يدرك جيدا أنه إنسان قدري متوكل علي الله.. وليس متواكلا.. يترك كل شيء لوقته.

حب التمثيل هو الحلم الدائم الذي كان محمود يحلم به.. وظل هذا الحلم يكبر وعندما نجح وأصبح فنانا كبيرا.. ظل حلمه أن يكون فنانا ملتزما مؤثرا، وقد تحققت أحلامه كلها سواء في اليقظة أو المنام.

مما قاله لي تجربتي مع الموت تأخرت.. التقيت به.. لكني هربت منه بمعجزة، وكان ذلك أثناء سفري إلي الإسكندرية لحضور عقد قران شقيقي.. نجوت بمعجزة وأدركت يعني إيه عمر الشقي بقي.. وعندما تجيء اللحظة سيجدني بانتظاره.

ملحوظة هذا الكلام في عام.. 1988 وكأنه كان يدرك أنه عندما يلقي الموت سيكون مستعدا له وأنه لن يأتيه علي غفلة بل سيكون هناك إشارات (مرض) مثلا أو شيء من هذا القبيل.

قلق وحذر محمود عبدالعزيز جعلاه يدقق كثيرا في اختيار أدواره فلم يقدم عملا لايرضي عنه.

من مفارقات القدر أنني عندما أجريت معه الحوار أن كان والدي رحمه الله في المستشفي.. وعندما نشر الحوار سأل عني.. وعرف أن والدي توفي متأثرا بشدة.. لذا في كل مرة كنا نلتقي فيها كان يقول لي أنت الملتزمة.. ليقول لي »احمدي ربنا فرصة مرض والدك جعلتك تمضين في قربه فترة طويلة لتشبعي منه.. ياريت كل واحد بيحب حد يلحق يشبع منه قبل ما يموت».

ودارت السنون ورقدت أنت أيها الساحر العظيم الفنان القدير علي فراش المرض محاطا بأحبابك منتظرا صاحبك الذي هربت منه مرة.. فهل شبع منك أولادك وشبعت أنت منهم.

لترحل في هدوء مع صاحبك الموت.. وتترك الجميع في حالة صياح وضجيج.. رحلت لكن بقيت أعمالك في وجدان كل الشعب المصري والعربي. 

»بحبك يا ستاموني«.. و«الشكرمون طاح في التروللي»

قفشات لا تنسي ..

بحبك يا ستاموني مهما الناس لاموني.. إنت بتستعماني يا هرم.. قفشات ولزمات فنان أمتعنا خلال مشواره الفني لدرجة أن قفشات محمود عبدالعزيز يرددها الشباب وأصبحت مثاراً للضحك، ولطالما اجتذبت اقتباسات الأفلام قطاعات عريضة وأصبحت من الأقوال المأثورة التي تضرب بجذورها في عمق الثقافة المصرية، فكانت لزمات الفنان الراحل في أفلامه السينمائية مثار ضحك المصريين وإعجابهم بل إنهم استخدموها كمفردات لغة بينهم للتعبير بها عن مواقفهم اقتداء بالنجم الراحل.

عايز تارلوب هاتولي تارلوب

حد ليه شوق في حاجة

فمثلا فيلم "الكيف" الذي قام ببطولته النجم الراحل مع الفنان يحيي الفخراني عام 1985 قد أحدث ضجة في مصر وقتها حيث تناول في معالجة درامية جريئة ظاهرة انتشار المخدرات لكن مفردات وكلمات وحوارات محمود عبدالعزيز في الفيلم كانت هي أجمل ما في الفيلم لطرافتها وسخريتها من الواقع بطريقة كوميدية وبلغة جديدة لم يعرفها المصريون من قبل حتي إنه وعلي لسانه في الفيلم قال لشقيقه يحيي الفخراني "أعملك إيه إنت ما بتعرفش لغة".

ومن الجمل التي قالها محمود عبدالعزيز في الفيلم وأصبحت لزمة في حوارات المصريين "الشكرمون طاح في التروللي" ولازم ندوش الدوشة بدوشة أدوش من دوشتها عشان ماتدوشناش" و"احنا اللي بنطلع القرش من بذر العنب" و"أول مانشخلل الشخاليل ونشرشأ الشواشي هتسرسأ البصاري وحانشفك دوغري اسببك بالسبيب يعني أحينك يعني أقبضك".

ومن تلك الجمل أيضا عندما أجاب شقيقه في الفيلم حول سؤاله لماذا يتناول المخدرات ويغيب عقله بها قال عبدالعزيز "ده أنا بادهبزه وادهرزه عشان يبرعش ويحنكش ويبقي آخر طعطعة".

وفي رده علي تهديدات تاجر المخدرات له في الفيلم جميل راتب قال عبدالعزيز "احنا بالصلاة عالنبي حلوين قوي مع بعض.... لكن ساعة الغلط بنطرطش زلط.... يعني لحمنا جملي مكندز مانتكلش وإن اتاكلنا عضمنا ركب ماننقرش وأن انقرشنا نشرخ في الزور وماننبلعش. ولو اتبلعنا هتلاقينا مر علقم وتطرشني".

لكن أظرف ما في الفيلم هو جملته التي رد بها علي مؤلفي الأغاني مثل "اديني في الهايف وأنا احبك يا فننس" وبحبك يا ستاموني مهما الناس لاموني".

في فيلم "السادة الرجال"، اشتهر الساحر بجملة "فوزية اللي رجليها حلوة" عبر عدد من المشاهد الكوميدية، التي جمعته بالراحلة معالي زايد.

وفي فيلم جري الوحوش اشتهر عبدالعزيز بجملة "القرد بيتنطط ولا بطل تنطيط"؟

وفي فيلم الكيت كات الذي قام فيه بدور الشيخ حسني الكفيف قدم عبدالعزيز نموذجاً في الكوميديا والتراجيديا معا، وكانت أشهر العبارات التي ظل العامة يرددونها حتي الآن "أنا بشوف أحسن منك في النور والضلمة كمان" و"انت بتستعماني يا هرم".

وفي فيلم أبو كرتونة كانت جملته الشهيرة "تعالي جنبي يا ماما" لزمة رددها المصريون بعد ذلك عندما يقوم العريس بدعوة والدته للجلوس بجواره في "الكوشة" خلال حفلة زفافه.

وفي فيلم "إبراهيم الأبيض" ترددت عبارتان علي لسان المعلم زرزور الذي أدي شخصيته في الفيلم محمود عبدالعزيز هي الكلمات السائدة في حوارات الشباب.. "الجرأة حلوة مفيش كلام" والإنسان ضعيف ضعيف"، لكن الفنان الراحل كان ينطق حرف الضاد بالدال فكان يعطي للكلمة نكهة كوميدية وينطقها الإنسان دعييف دعييف".

عملت كل حاجة

رحل وهو يردد في صراعه مع المرض

رضا الشناوي

رحل عن عالمنا الفنان الكبير محمود عبد العزيز يوم السبت الماضي بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 70 عاما خاصة بعد وصول الأزمة الصحية معه لمراحل متقدمة.. حقا رحل الساحر والقبطان عنا جسدا ـ وبقي عطاؤه وعمله وإنجازاته الفنية، ومنها علي سبيل المثال لا الحصر فيلم الكيف، عفوا أيها القانون، إعدام ميت، الشقة من حق الزوجة، العذراء والشعر الأبيض، العار، الجوع، إبراهيم الأبيض، أبناء وقتلة، أبو كرتونة، قانون إيكا، طائر الليل الحزين، تزوير في أوراق رسمية، سمك لبن تمر هندي، القبطان، الجنتل، مسرحية خشب الورد، ومسلسلات رأفت الهجان، محمود المصري، أبو هيبة في جبل الحلال، راس الغول، علامات في تاريخ السينما المصرية قدم خلالها قضايا المخدرات والجاسوسية وموضوعات واقعية جاءت من قاع المجتمع، ورغم غياب رجل الالتزام والكلمة والمواقف عن دنيانا وساحتنا الفنية، إلا أنه سيظل الحاضر لمسيرة حياة فنية واجتماعية تزخر بالعطاء الإنساني والمهني المتميز، ناقش فيها واقع وقضايا المجتمع ومتطلبات الجمهور بذوق راقٍ وبدون إسفاف.

قبل رحيله بيوم طلب الاستماع لبرنامج سينمائيات تقديرا للراحلة معالي زايد
وبساطة النجم الراحل محمود عبد العزيز واضحة حتي مع نفسه. فهو كان يعترف بها ويعلن بصراحة أنه إنسان عادي يكره التكلف والازدواجية، فمحمود عبد العزيز هو محمود داخل أو خارج الوسط الفني ـ فهو ودود وعشري ـ ولكنه يسير علي مبدأ (عامل تعامل) وسنوات عمره لم تكن أبدا حائلا بينه وبين الواقع، لأنه يفضل دائما أن يعيش سنه بكل ما يعنيه من وقار والتزام ومرح ونضج عقل، لكن قد لا يعرف الكثيرون أن هناك تفاصيل صغيرة تختبئ خلف ورقة سيناريو وقصة المبدع محمود عبد العزيز قبل أو أثناء تقديمه أي عمل فني وكان يؤكد أنها تساهم في خلق أجواء خاصة ترتبط بشخصيته التي يجسدها وتصبح مع مرور الوقت شريكا له في مشوار إبداعه التمثيلي، وكما يقول المثل لكل مبدع طريقة فقد كانت الإسكندرية مسقط رأس الفنان هي المهد الذي يشهد إبداعات النجم القدير وعلي صوت فيروز ومشهد البحر كان يقرأ سيناريوهات أعماله منذ فترة الستينيات وحتي قبل لحظة مرضه. وكان يقول إن تجسيد أي شخصية وخاصة لعمل درامي يحتاج لمواصفات مختلفة فأنا أعشق الإسكندرية بشكل خاص، ولا أستطيع قراءة سيناريوهات أعمالي الجديدة في مكان آخر خاصة فترة الصباح بداية من الحادية عشرة صباحا وحتي السادسة مساء وبعدها لا أستطيع جمح رغبتي في التفكير وأنا علي كورنيش النيل.. وكنت أكتب دائما ملاحظاتي في ورق مسطر، وهو الذي كان يساعدني علي تنظيم أفكاري في كل عمل ويختلف قلم كل عمل عن آخر جديد، ولكنه لايختلف عن كونه قلما أسود حبرا ولكن تختلف نوعيته من مسلسل أو فيلم لآخر.

ولم يخف النجم الراحل في أحاديثه للمقربين خصوصا صديقه الليبي الذي يمتلك فندقا كبيرا علي الطراز الإيطالي بمنطقة الهانوفيل ويدعي محمد فرج المسماري أنه كان يعشق الموسيقي الكلاسيكية لدرجة سيطرتها علي أدواته الفنية في كتابة ملاحظاته علي الورق الأبيض ناعم الملمس، ولا مانع في اختلاس الوقت لتناوله الحلويات الشرقية وفنجان القهوة ويعتبرهما أفضل شيء لإيجاد توقيت لخيال واسع حينما يقرأ جمل الحوار بكل عناصر المتعة.
ورغم الأعمال الدرامية الرائعة التي قدمها محمود عبدالعزيز سواء في المسرح والسينما والتليفزيون ومنها علي سبيل المثال لا الحصر مسرحية خشب الورد التي قدم فيها الفنانة إلهام شاهين في أول ظهور فني لها علي الساحة الفنية ثم مجموعة أفلام "أبناء وقتلة ـ العذراء والشعر الأبيض ـ طائر الليل الحزين ـ عفوا أيها القانون ـ قانون إيكا ـ تزوير في أوراق رسمية ـ الجوع ـ الكيت كات ـ إعدام ميت ـ البنات عايزة إيه ـ أبو كرتونة ـ الشقة من حق الزوجة ـ الكيف ـ ومسلسل رأفت الهجان إلا أنه غاب عن الساحة لسنوات طويلة وحدث أن التقي بالفنان الراحل سامي العدل في إنجلترا وعاتبه العدل علي غيابه عن الساحة.

ونجح في إشعال نيران الغيرة علي شهرته ومكانته، وأكد لسامي العدل وقتها أنه لايمكن أن يرفض عملا جيدا لكن سامي العدل سارع بإقناعه بقبول دور البطولة في المسلسل الكبير محمود المصري.. وبعدها قدم رائعة أعماله السينمائية في أفلام الساحر وسمك لبن تمر هندي والقبطان، وبعدها فكر في الابتعاد لخوض مجال الإنتاج الفني، وفي هذا الوقت اقتحم نجلاه محمد وكريم مجال التمثيل ـ رغم أنه لم يكن يتمني لهما أن يدخلا المجال علي اعتبار أن همومه النفسية شديدة القسوة، وحدث بعدها أن قدم رائعة فيلم "إبراهيم الأبيض" لإيمانه الشديد وحبه للفنان أحمد السقا.. وكان الفيلم من نوعية أفلام الأكشن.

والفنان القدير الراحل كان يقول أنا عملت كل حاجة ولم أتوقف عند لون معين فقدمت أفلاما تتناول قضايا المخدرات مثل "الكيف" ومشاكل البنات في فيلم البنات عايزة أيه.. والأفلام الاجتماعية مثل "طائر الليل الحزين.. والقبطان.. الشقة من حق الزوجة.. الجوع" وتلك موضوعات واقعية جاءت من قاع المجتمع وهذا التنوع نتيجة بحث مستمر، هذا علاوة علي أني جسدت الكوميديا الراقية في فيلم الكيت كات.. سمك لبن تمر هندي.. وأبوكرتونة هذا بالإضافة لأن الفنان الراحل قدم بتميز نوعية أعمال الجاسوسية الشيقة التي جذبت المشاهدين، وبالتحديد في مسلسل رأفت الهجان وفيلم إعدام ميت ولاحظ عليه المتابعون لأعماله التي قدمها في الفترة الأخيرة خصوصا الرمضانية ومنها مسلسلا "أبوهيبة في جبل الحلال.. وراس الغول" أنه دائما ما يعيش حالات قلق قبل اختيار أي عمل جديد، الأمر الذي يسبب له متاعب نفسية وجسمانية ولكنه دائما ما يقول عبارته الشهيرة.. القلق هو الذي صنع نجاحي ويقصد القلق علي النجاح بصفة خاصة.. كما لوحظ في الفترة الأخيرة تفضيله للهدوء والحب والسكينة وبعده عن الضوضاء.. وعندما سأله صديقه الفنان مظهر أبوالنجا الذي كان يكن له محمود عبدالعزيز عشقا خاصا منذ القدم.. ليه يامحمود عاوز تعيش في شبه عزلة.. كان رد الفنان محمود عبدالعزيز لأني لا أحب الكذب.

وكان لمحمود عبدالعزيز رأي خاص في هوجة إطلاق الألقاب علي الفنانين حيث كان رافضا ويقول لا يستحقها من أطلقت عليه سواء من جيلي أو الجيل الحالي.. فلا يوجد في أي بلد في العالم سوي مصر يردد لقب الممثل الكبير.. نجمة الجماهير.. فتي الشاشة.. وحش الشاشة ـ الممثل العظيم ـ فكيف يصبغ الفنان علي نفسه لقب الفنان القدير أو القوي وغيره ـ وبصراحة هي ظاهرة غريبة.

والذي لا يعرفه كثيرون أن محمود عبدالعزيز سبق ووقع بعد انتهاء فترة خصامه السابق للفن عقد بطولة المسلسل التليفزيوني "كازانوفا" تأليف مدحت العدل وإخراج مجدي أبوعميرة وكان سيجسد بأسلوب كوميدي خفيف شخصية طبيب أمراض نساء ناجح في عمله ويتمتع بوسامة كبيرة ويقرر الزواج والاستقرار، ولكنه لا يعرف أنه سيدخل في دوامة بسبب غيرة زوجته التي تحول حياته إلي جحيم.. وكان مفروضا لو تم شفاؤه من أزمة مرضه أنه سيبدأ في تصوير أحدث أفلامه السينمائية "أوضتين وصالة" وعلي هذا الأساس لم يقدم جزءا ثانيا من مسلسل جبل الحلال الذي سبق وقدمه في رمضان قبل الماضي ونال نجاحا كبيرا.

ومحمود عبدالعزيز أكد للمقربين إليه خصوصا الفنان فاروق الفيشاوي أنه رغم ظروفه الصحية كان يفكر في العودة للمسرح.. ولم يهمله كما يردد البعض، فبرغم ارتباطاته الفنية إلا أنه لا يمانع في تقديم عرض بشرط أن تكون فكرته جريئة وتستحق أن يتفرغ لها.. وأنه كان يحرص في كل مرة يسافر فيها إلي لندن وباريس أو أمريكا علي مشاهدة أحدث العروض المسرحية، وتمني لو عثر علي فكرة تصلح للعرض في مصر.. وتتناسب مع مجتمعنا وعاداته وتقاليده.. كما أكد للمقربين منه مع الفيشاوي وعادل إمام أن رحيل أصدقائه خالد صالح وفاتن حمامة وعمر الشريف وعبدالرحمن أبوزهرة وحسن مصطفي جدد مشاعر أحزانه مرة أخري خصوصا علي فراق شقيقه أحمد الذي فقده في أكتوبر  2014والمثير في هذا الإطار أن الفنان محمود عبدالعزيز رغم ظروفه المرضية الشديدة إلا أنه طلب الاستماع لبرنامج سينمائيات الذي تم تقديمه بعد منتصف الليل علي موجة صوت العرب قبل وفاته بيوم واحد، وكان عن ذكري رحيل الفنانة معالي زايد وعن أعمالها التي كان من أهمها الشقة من حق الزوجة وسمك لبن تمر هندي.. وهو لا يعلم أن سناء الشيخ وكيل وزارة الإعلام ـ رئيس الإدارة المركزية للإنتاج السينمائي بقطاع الإنتاج ستبدأ تنفيذ فيلم تسجيلي يروي مشوار الساحر محمود عبدالعزيز منذ الصغر وحتي آخر أعماله علي غرار ما تم تنفيذه للفنانة فاتن حمامة.. ويري البعض إطلاق اسم الفيلم بالعبارة التي كان يقولها محمود عبدالعزيز "أنا خارج المنافسة". 

التدوينة الأخيرة

قدر غريب، علي  صفحات “نجوم أون  لاين” وفي شهر رمضان الماضي، نشرنا خبرا عن  دخول الفنان الراحل موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، حيث كتب تغريدته الأولي في نفس اليوم بجملة مقتبسة من فيلم “إبراهيم الأبيض” الذي جسد فيه دور “عبد الملك زرزور”، التي قال فيها “أهو فتحت تويتر.. حد ليه شوق في حاجة؟”.

الغريب  الذي  حدث أن محمود  نشر  تويتة عن مسلسله “راس الغول” أثارت جدلا وقتها، قال فيها إن العمل سيكون آخر أعماله، وهو ما تسبب في ضجة وتناول البعض الأمر علي كونه بمثابة إعلان الاعتزال من قبل محمود عبد العزيز، وقتها كان محمود عبد العزيز يصور مشاهد مسلسله بلبنان، والجميع في مصر يتحدثون عن اعتزاله، قبل أن يخرج نجله محمد ليوضح الأمر بأن المقصود من كلمة “آخر” هي “أحدث” أعماله وليس اعتزال محمود عبد العزيز، مؤكدا أن الحساب يعمل تحت إشراف الساحر بنفسه.

ويبدو أن التغريدة التي لم يقصدها محمود عبد العزيز تحققت بالفعل، بعدما رحل عن عالمنا بعد  خمسة  أشهر  من  كتابتها فكانت فعلًا آخر أعماله الدرامية، ورغم امتلاكه أكثر من عمل درامي بعد المسلسل مع شركة “فنون مصر”، وكان من بينها الجزء الثاني من مسلسل “جبل الحلال”، وكذلك امتلاكه لفيلم “أوضتين وصالة” إلا أن القدر لم يمهله الوقت من أجل تنفيذ تلك الأعمال. 

»فيس بوك« و«تويتر» دفتر عزاء

عصام عطية

بعد دقائق من إعلان خبر رحيله تصدر اسم النجم الراحل  محمود  عبد العزيز قائمة الـ”هاشتاج” الأكثر تداولًا عبر موقع “تويتر” للتدوينات القصيرة.. ونعاه الكثير من جمهوره ومحبيه بكلمات وأدعية، واقتباسات لجمل من أشهر أعماله الفنية

وكان عدد كبير من النجوم قد نعوا “الساحر” عبر صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي..
الفنان نبيل الحلفاوي الذي شارك الفنان الراحل في العمل بمسلسل رأفت الهجان كتب علي صفحته علي تويتر أن الفنان الراحل كان يجمع بين الطيبة والتدين والجدعنة والرجولة، مضيفا أن من أبرز المواقف معه عندما كانا معا في إيطاليا ومر عليه في غرفته في الفندق، فدعاه محمود للصلاة معه ومع شقيقه، ليفاجأ الحلفاوي بمحمود عبدالعزيز يقف في نافذة الغرفة ويرفع الأذان بصوت عال.

محمد هنيدي أيضا ودع الساحر بالدعاء له بالرحمة.البقاء لله في الفنان الرائع والمبدع محمود عبد العزيز وداعا يا ساحر.

الخبر كان صادما للمخرج عمرو سلامة، الذي عبر عن صدمته بهذه الكلمات. خبر كالصاعقة، وفاة هرم الفن المصري محمود عبد العزيز، لكنه سيخلد بفنه وبحب الناس له، ولن ينساه التاريخ كموهبة خارقة وكساحر أبهج قلوب البشر.

المخرج يسري نصر الله كذلك أسماه “صانع البهجة” صانع البهجة تركنا. وداعا محمود عبد العزيز.

خالد النبوي الكيف، العار، الساحر، رأفت الهجان.. رحم الله الفنان الكبير محمود عبد العزيز.. ذهبت للقاء ربك لكنك لم تمت. .ستظل معنا بقدر ما أسعدتنا».

أما أحمد حلمي.. فأسماه “الأستاذ” الأستاذ محمود عبد العزيز . الله يرحمك 
نعاه الموزع حسن الشافعي رحل الساحر محمود  عبد  العزيز، رحمك الله وأدخلك فسيح جناته.

عمرو دياب غرد عبر تويتر قائلا :”رحم الله صديقي الفنان القدير محمود عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته، وداعا يا أسطورة الفن العربي”.

شريهان غردت عبر تويتر: “لله ما أخذ وله ما أعطي وكل شيء عنده بأجل مسمي.. اللهم صبر أبناءه وزوجته ومحبيه في مصر والوطن العربي وصبر قلوبنا معهم يا الله”.

غادة عبدالرازق كتبت عبر الفيسبوك: البقاء لله في أوفي فنان، محمود عبدالعزيز في قلوبنا دايما.. اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه فسيح جناتك”.

المطربة  أحلام كتبت عبر الفيسبوك :”ترجل الفارس.. ترجل الهجان.. خسر الفن العربي الساحر.. واحد من عباقرة الجيل في الفن والطيبة والشهامة”.

وليد توفيق غرد عبر تويتر: “محمود عبدالعزيز في ذمة الله.. شمعة أخري في عالم الفن تنطفئ تاركة وراءها تاريخًا من العطاءات”.

نانسي عجرم غردت عبر تويتر: “متقدمة بأحر آيات التعازي من عائلة الفنان الكبير محمود عبدالعزيز والشعب المصري والعربي، مضيفة الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته”.

أحمد السقا كتب عبر الفيسبوك :”الله يرحمك.. كنت خير الأب وخير الصديق وخير الأخ.. دعواتكم بالرحمة”.

 راغب علامة غرد عبر تويتر: “‏خبر مؤلم ومحزن أن نخسر فنانا وأن أخسر صديقا.. رحم الله حبيب القلب العملاق محمود عبدالعزيز”.

محمد حماقي غرد عبر تويتر: “البقاء لله في وفاة الفنان الكبير والقدير محمود عبدالعزيز.. هتوحشنا يا ساحر”.

محمد رمضان كتب عبر الفيسبوك:”فراقك يوم حزين علينا.. الله يرحمك ويسكنك فسيح جناته
هند صبري: »محمود عبدالعزيز في ذمة الله، أحد أهم الممثلين الذين عرفهم العالم العربي، سيضل خالدا بأعماله يوم حزين، الله يرحمه و يصبر أهله».

كارول سماحة قالت: خبر حزين جداً وفاة الفنان الكبير محمود عبدالعزيز أسطورة في السينما العربية تبقي في ذاكرتنا إلي الأبد. أتقدم بأحر التعازي لعائلته وللشعب المصري.

يارا نعوم كتبت: “خالص التعازي للشعب المصري والعربي افتقدنا اليوم هرم التمثيل العربي الله يرحمه”.

سيرين عبد النور كتبت :”وداعاً ممثل مصر والعالم العربي . الله يرحمه محمود عبد العزيز
‏آمال ماهر: “‏إنا لله وإنا إليه راجعون، ‏وداعا للساحر وداعا محمود عبدالعزيز”.

ميس حمدان: ‏”لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ‏محمود عبدالعزيز في ذمة الله، ربنا يرحمك ويعوض تعبك ومرضك خيرا يارب. ‏هتوحشنا يا ساحر”.

آخر ساعة المصرية في

15.11.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)