كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

محمود عبد العزيز.. «القبطان» الذي غادر كبيرًا

تميز على الشاشة الذهبية.. وتفوق من خلال الفضية

لوس أنجليس: محمد رُضا

عن رحيل الساحر (صانع البهجة)

محمود عبدالعزيز

   
 
 
 
 

في الفيلم الرائع والمنسي للمخرج سيد سعيد «القبطان» (1996) يشغل الممثل محمود عبد العزيز الشاشة لا بحضوره كالشخصية الأولى في الفيلم فقط، بل بأداء شديد الصلة بجوهر الشخصية التي يقوم بتأديتها. إنه شخص مصري مختلف عن المصريين وسلوكهم وتصرفاتهم وطبائعهم الشعبية. وبعض النقاد آنذاك أعاب على الفيلم هذا الاختلاف على أساس أن شخصية القبطان، التي أداها عبد العزيز، ليست واقعية.

لكن الدور يبقى أحد أهم الأدوار التي قام بها الفنان الذي رحل يوم أول من أمس عن 70 سنة بعد حياة زاخرة بالأعمال السينمائية وبعض التلفزيونية. ولو قيد لتظاهرة سينمائية حول أفلامه أن تحشد بعض أعماله الأفضل لكان «القبطان» خير افتتاح لها نظرًا لأن الممثل، وكان بلغ من النضج ما أهّله لتجسيد الدور جيدًا، يمنح الشخصية لغزها العميق وانعكاساتها الداخلية على محياه ومن خلال تصرفاته.

شاهدناه كذلك في «الكيت كات» (1991) وفي «نهر الخوف» (1988) و«الجوع» (1986) و«العار» (1982) و«البحر بيضحك ليه» (1994) ونحو 100 فيلم آخر آخرها «إبراهيم الأبيض» (2009). لم يعنِ ذلك أنه توقف عن التمثيل في ذلك العام بل هو أكمل العمل في مسلسلات تلفزيونية كان آخرها «رأس الغول» هذه السنة. لكن ما يعنيه هو أن الأدوار التي تليق به والأفلام التي تناسب تاريخه وسنّه لم تعد متوفرة. وهذا كان شأن آخرين كثيرين من أترابه الذين آثروا اللجوء إلى الشاشة الصغيرة طالما أن هناك أدوارًا مناسبة فيها ومن بينهم يحيى الفخراني وحسين فهمي ومحمود ياسين من بين كثيرين.

حال من الطموح

ولد محمود عبد العزيز في عام 1946 في مدينة الإسكندرية. حين أصبح شابًا درس ليكون مهندسًا زراعيًا لكنه دلف إلى التلفزيون ممثلاً فظهر في «الدوّامة» سنة 1973 وفي العام التالي ظهر في «غابة من السيقان» لاعبًا دورًا ثانويًا أمام محمود ياسين. أمام نور الشريف لعب دورًا مساندًا في «الحفيد» (1974) ثم دورًا مساندًا آخر في «يوم الأحد الدامي» (1975). لكن رحلته في الأدوار المساندة انتهت سريعًا ففي سنة 1976 قام ببطولة «حتى آخر العمر» للمخرج أشرف فهمي (عن رواية يوسف السباعي) وشاركته البطولة نجوى إبراهيم. وعندما سنحت له فرصة تمثيل دور سجين هارب يسعى لإثبات براءته في «طائر الليل الحزين» ليحيى العلمي لم يتأخر.

هذا القالب البوليسي تناوب مع النوع الدرامي، بمستوييه العاطفي والخفيف، على تشكيل سيرة حياة محمود عبد العزيز الفنية في السبعينات. صحيح أنه ظهر أيضًا في أدوار خلف ممثلين آخرين، كما الحال في «ابنتي والذئب» و«كفاني يا قلب»، إلا أن طريقه كانت قد شيدت لانطلاقة كبيرة في «البنت الحلوة الكدابة» و«حبي وأشواقي» و«وادي الذكريات».

هذه الأفلام لم يشهد لها بالاختلاف عن السائد في ذلك الحين باستثناء «حتى آخر العمر» بسبب الاختيار الدقيق الذي مارسه المخرج الراحل أشرف فهمي لما يود توقيع اسمه عليه من أعمال. والواضح لمن يشاهد هذه الأفلام الخفيفة التي أداها محمود عبد العزيز في تلك الفترة من بدايته، أن أهم ملامحه وصفاته على الشاشة يعود إلى مزجه الخفّة بالمرح وبحضوره البدني. كان طويل القامة يميل إلى الامتلاء لكنه سريع الحركة ومثير للمتابعة في آن واحد.

الفيلم المميز الثاني الذي لعبه الممثل الراحل كان «شفيقة ومتولي» لعلي بدرخان سنة 1978 بجانب سعاد حسني وأحمد زكي وأحمد مظهر من بين كثيرين أقبلوا على هذه الدراما الاجتماعية الجيدة.

لا يمكن تخطئة الممثل على الأدوار التي يختارها إذا ما انطلق، كحال الغالبية، من الطموح للنجاح الشعبي الكبير. هذا شأن معظم الممثلين شرقًا وغربًا وفي كل مكان ومحمود عبد العزيز لم يكن ليختلف. ليس أن أفلامه لم تشهد عمله تحت إدارة بعض أفضل السينمائيين المصريين بل، وعلى نحو طبيعي، لم يكن لينتظر تقدم مشاريع هذه النخبة من الممثلين إليه لكي يعمل وآثر أن يرى في المشهد السينمائي ما أفاده لا من حيث كثرة الأفلام التي لعبها فقط، بل من حيث إنها منحته الكثير من الأدوار المختلفة ما طرحه في الأسواق لأدوار كوميدية وأدوار درامية وأخرى تراجيدية على حد سواء.

مع مخرجين كبار

أما المخرجون المميّزون الذين عمل معهم محمود عبد العزيز فمن بينهم عاطف الطيب في «البريء» وأشرف فهمي (مرّة أخرى) في «ولا يزال التحقيق مستمرًا» وحسين كمال في «العذراء والشعر الأبيض» وداود عبد السيد في «الكيت كات» الذي أدّى فيه الراحل شخصية شيخ كفيف والذي يعتبره غالبية النقاد أفضل دور قام بتأديته.

إنه فيلم جيد والممثل رأى في الشخصية مناسبة لتوسيع دائرة تقمصه لشخصيات الحياة. الرائع هنا، إلى حد بعيد، أن عبد العزيز اختار الأداء الكوميدي على خلفية اجتماعية جادة، مما خلق تناقضًا جيدًا وظفه داود عبد السيد جيدًا لصالح الفيلم ومضمونه. عبد العزيز، بدا تمامًا كما يجب أن يبدو في هذا الفيلم: رجل يعوض خسارته نعمة البصر بنعمة البصيرة ويكافئ نفسه بمعالجة ما يُطرح أمامه من مسائل، بعضها يتعلق بالحي الذي يعيش فيه أكثر مما يتعلق به شخصيًا، على نحو ساخر. تصدّقه في كل ذلك لأن إحدى مهامه خلال رحلته الطويلة هي تقديم شخصيات يمكن تصديقها.

في عام 1982 استعان به المخرج علي عبد الخالق لكي يؤدي بطولة «العار» أمام ممثلين من جيله هما نور الشريف وحسين فهمي. بعد خمس سنوات أعاد عبد الخالق الكرّة، تبعًا لنجاح ذلك الفيلم، وقدّمه أيضًا مع نور الشريف وحسين فهمي في «جري الوحوش».

الثمانينات كانت الفترة الأبرز في حياته من حيث عدد الأفلام ونوعياتها. في بدايتها، وإلى جانب فيلم «العار» ظهر في «ليال» لحسن الإمام (مع حسين فهمي وسهير رمزي وتحية كاريوكا) وفي «وكالة البلح» لحسام الدين مصطفى أمام نادية الجندي ومحمود ياسين. و«الخبز المر» لأشرف فهمي مع فريد شوقي وشيريهان وشويكار. ومن بينها أيضًا مجموعة كبيرة تضم «درب الهوى» و«لك يوم يا بيه» و«مملكة الهلوسة» و«السادة المرتشون» و«العذراء والشعر الأبيض» و«تزوير في أوراق رسمية» و«عفوًا أيها القانون» والكثير سواها.

خلال رحلته هذه مثّل فيلمًا واحدًا مع المخرج محمد خان هو «نصف أرنب» سنة 1983. عن سيناريو بشير الديك، رأينا محمود عبد العزيز يؤدي شخصية موظف المصرف يوسف الذي يشهد حادثة نشل حقيبة يحيى الفخراني المليئة بالمال فيطارد السارق رفاعي (سعيد صالح) غير مدرك أن هذه السرقة مخطط لها. بذلك يورط نفسه في قضية خارج عالمه ثم يتفق مع رفاعي على استحواذ المال فعليًا لحسابهما.

يتّكل الفيلم على الحاجة الملحة لشخصيتيه يوسف ورفاعي للمال. إنهما قطعتا شطرنج صغيرتان في لعبة كبيرة وخطرة، لكنهما قد يغلبا الملكة أو هكذا يعتقدان على الأقل. بذلك لا تستطيع إلا أن تلتزم بهما وتتمنى لهما النجاح. كان يمكن لوتيرة العمل في النصف الثاني أن تتحسن، وبالتأكيد من دون قرع طبول، لكن اللافت اختيار المخرج على تمصير السيناريو البوليسي وليس استعارته من سينما أميركية كما يفعل اليوم كثيرون.

رأفت الهجان

والمال هو عصب الحياة في أكثر من عمل من أعمال محمود عبد العزيز بما فيها مسلسل «رأفت الهجان»، الذي انطلق بنجاح كبير مهّد له نقلة إضافية في عالم المسلسلات نتجت عنها مجموعة مميزة من الأعمال الرمضانية من بينها «باب الخلق» و«جبل الحلال» و«رأس الغول». هذه أعمال في العشرية الثانية من هذا القرن. كان عبد العزيز بلغ من المكانة ما يجعله الاسم الكبير في فن التمثيل ومن العمر ما يجعله مناسبًا لأدوار الرجل الذي وصل إلى مرحلة يستطيع أن يفرض فيها سطوته على محيطه.

على عكس أدوار عادل إمام، النجم التلفزيوني الكبير الآخر، فإن عبد العزيز تمسك بالصلة الواقعية لشخصياته. ذلك الحضور البدني، كان من القوّة بحيث لم يكن عليه أن يمثله. إلى ذلك تلك القوّة في التعبير والنضج الذي صاحب أدواره الأخيرة إلى حد أنه أصبح شخصياته، وأصبحت شخصياته هو أكثر من أي وقت مضى.

فنانو مصر يبكون رحيل «الساحر» محمود عبد العزيز

سافر للعلاج إلى فرنسا.. واختار العودة للقاهرة لقضاء آخر أيامه

القاهرة: وليد عبد الرحمن

قبل ما يزيد على الشهر رقد الفنان الراحل ساحر السينما المصرية محمود عبد العزيز في أحد المستشفيات بالقاهرة بعد أن ألمت به وعكة شديدة، دون الإفصاح عن سبب مرضه، مما زاد الجدل حول هذا المرض ونوعه وأسبابه، وتراكمت الأسئلة بعد أن فرضت أسرته العزلة على الفنان المتمرد، بأمر الأطباء حتى وافته المنية، ليل السبت الماضي.

ورغم جدار الصمت والتكتم، فإن مصادر طبية في المستشفى الذي كان يعالج به الراحل الكبير في ضاحية المهندسين، قالت إنه «أصيب بمرض السرطان»؛ الأمر الذي دأب نجله محمد عبد العزيز على نفيه خلال تصريحات عبر عدد من الفضائيات ليطمئن محبيه على صحته.

وقال الفنان الشاب محمد شاهين الذي شاركه في آخر أعماله «راس الغول» الذي عرض في شهر رمضان الماضي لـ«الشرق الأوسط» إن الراحل الكبير سافر للعلاج في فرنسا بعد انتهاء شهر رمضان مباشرة.

وأضاف قائلا: «مشهد وحيد جمعنا في المسلسل، كان مشهدا مميزا، ولم ألحظ أثناء التصوير وجود شيء مختلف.. كان دائم الحيوية، وودودا. لم أنتبه لقرب الرحيل، لكن بالتأكيد كان العمل مرهقا للراحل الكبير. موته خسارة فادحة للفن في العالم العربي».

وسعى محمد، نجل الراحل الكبير، لإنهاء الجدل حول حالته الصحية، وقال إن الساحر «مصاب بالأنيميا التي تسببت في انخفاض نسبة الهيموغلوبين في الدم». وأوضح أن ذلك تسبب في ضعف بجهاز المناعة، وهو واحد من عدة أسباب دفعت الأطباء المشرفين على الحالة لاتخاذ قرار بمنع الزيارة.

ورغم القلق الذي تسرب للوسط الفني ولعشاق الراحل، فإنه لم يكن أحد من جمهور الساحر ليتوقع أن الوعكة التي ألمت به ستؤدي لوفاته بهذه السرعة، لكن يبدو أن الحالة الصحية له كانت في مراحل خطيرة مع كبر سنه الذي تجاوز الـ70 عامًا، ولم يستطع الأطباء أن يقدموا شيئا بعد تدهورها.

وأكد مصدر مقرب من الفنان الكبير أنه أصيب بنزف حاد جراء استئصاله ورمًا في اللثة، بالإضافة إلى بعض المشكلات الكبيرة بالرئة.

لم تكن هذه الوعكة هي الأولى في حياة الفنان الراحل؛ حيث تعرض لوعكة عام 1997 بسبب مشكلات في البطن، والقولون، وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أنه عانى من وجود كيس مائي في منطقة البنكرياس، واحتاج لجراحة دقيقة حينها».

وفي عام 2006 تعرض محمود عبد العزيز لأزمة في التنفس نتيجة مشكلات شديدة في الجهاز التنفسي، وطلب منه الأطباء الامتناع عن التدخين، وهي العادة التي لم ينجح في الإقلاع عنها وظل يدخن بشراهة.

ومنذ 2006 يعاني الفنان الراحل من مشكلات كثيرة بالرئة، أدت إلى تدهور صحته في الفترة الأخيرة، وترددت أنباء عن إصابته بسرطان الرئة، وهو السبب الذي أدى إلى احتجازه في المستشفى لما يقرب من شهر، وأدى إلى نقص ملحوظ في وزنه.

وأمام مستشفى «الصفا» ودع المصريون ونجوم الفن والطرب الساحر، وقال أحمد إبراهيم الأربعيني: «مع السلامة يا شيخ حسني، سوف نفتقد خفة دمك»، مضيفا: «كنا ننتظره في كل جديد يقدمه، فهو محب لوطنه كثيرا».. وعلى مقربة من إبراهيم كان يقف كثير من النجوم، الذين لم يتمالكوا أعينهم.. الفنان محمد الصاوي قال لـ«الشرق الأوسط»: «الله يرحمك ويغفر لك يا محمود، كان أحد أهم وأعظم مبدعي مصر والعالم»، مضيفا: «الوسط الفني كله يشعر بالحزن على فراقه». بينما قال الدكتور أشرف ذكي، نقيب الممثلين، إن «الراحل فنان وإنسان بكل ما تحمله الكلمة من معاني، فكان طيبا وحساسا للغاية، ويعشق عمله أكثر من أي شيء آخر».

«الساحر» هذا هو اللقب الذي لقب به الفنان الراحل بعد مسيرة فنية حافلة قاربت الـ47 عاما.. هو صاحب «رأفت الهجان، و«الكيف»، و«العار»، و«الدنيا على جناح يمامة»، و«جري الوحوش»، فضلا عن عشرات الأعمال السينمائية والتلفزيونية.

محمود عبد العزيز حالة استثنائية في تاريخ الفن العربي وليس المصري فقط.. ومن الفنانين القلائل الذين امتلكوا إرادة الاختيار، فهو لم يستسلم لقوانين السوق، ودائما ما كان يدرك أن التمرد هو طريق التميز في الفن، وأن القدرة على الاختيار وتقديم أدوار كل منها يمثل علامة هو سر البقاء، وأن الصدق هو مفتاحه إلى القلوب.

الرحيل الصادم للنجم محمود عبد العزيز أعاد إلى واجهة المشهد مجددا آخر تغريداته التي أثارت حينها القلق حول عزمه اعتزال الفن، حينما غرد على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قائلا: «(راس الغول) هيكون آخر عمل لي، وهيتعرض في رمضان، أتمنى من ربنا إنه يعجبكم».

بدا الحديث لا يحتمل التباسا، لكن نجله محمد عاد ليؤكد أن المقصود من كلمة «آخر» هي «أحدث» أعماله، وليس اعتزال محمود عبد العزيز، مؤكدا أن حسابه على «تويتر» يعمل تحت إشراف الساحر بنفسه، لكن الراحل الكبير لم يكتف باعتزال الفن؛ بل الحياة نفسها.

وتحولت مواقع التواصل أمس لسرادق عزاء، فقالت الفنانة نبيلة عبيد: «الله يرحمك برحمته الواسعة». وقالت يسرا: «وداعا محمود عبد العزيز.. مش هييجي زيك تاني أبدا». أما الفنانة اللبنانية نور فقالت: «وداعا يا أستاذ.. الله يرحمك ويصبر أهلك». وكتبت الفنانة السورية سولاف فواخرجى: «العزيز محمود.. ذاك البريق في عينيك لن ينطفئ حتى بالموت». بينما قالت نانسي عجرم: «أتقدم بأحر التعازي للشعب المصري والعربي. الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته».

وأضافت هند صبري: «عبد العزيز أحد أهم الممثلين الذين عرفهم العالم العربي». أما كارول سماحة، فقالت: «عبد العزيز أسطورة في السينما العربية تبقى في ذاكرتنا إلى الأبد».

وقال النجم التونسي ظافر العابدين الذي نشر صورة للساحر عبر حسابه بموقع تبادل الصور «إنستغرام» وعلق عليها: «رحل اليوم واحد من عمالقة التمثيل في العالم العربي الفنان عبد العزيز. لن ننساك، وستبقي خالدا في أذهاننا، ربنا يرحمك».

الشرق الأوسط في

14.11.2016

 
 

وداعـاً محمـود عبد العزيز الساحر أبو هيبة «مصر بتسلم عليك»

أعد الملف - آية رفعت

لمدة لا تزيد على شهرين مكث فيها النجم الكبير الراحل محمود عبدالعزيز فى احد المستشفيات وتحديدا بغرفة العناية المركزة التى لا يدخلها سوى نجليه وزوجته الإعلامية بوسى شلبى وبعض اقاربه وبشرط التعقيم الشديد خوفا من إصابته بأى مرض أو فيرس نتيجة لنقص المناعة كما وضح ابنه محمد. ورغم قلة تلك المدة الا ان كثرة الشائعات التى تفيد بوفاته جعلت والجمهور لا يصدق الخبر الحقيقى عندما حدث.. فرحل الساحر محمود عبد العزيز بعد صراعه مع المرض مساء السبت تاركا وراءه تاريخًا يحمل اكثر من 117 عملًا لكل منها شخصية مؤثرة ومنها «أبو كارتونة» و«مزاجانجى» و«الشيخ حسنى» و«المعتوه» و«النمس» و«الجنتيل» و«رأفت الهجان» و«خليل بعد التعديل» و«عبد الملك زرزور» و«محمود المصرى» و«زلطة» و«أبو هيبة» و«الغول» وغيرها. واستطاع محمود عبدالعزيز _خريج كلية الزراعة جامعة الإسكندرية_ أن يشق طريقه فى قلوب جماهيره خاصة أنه يجمع ما بين الوسامة والطابع المصرى وخفة الظل والابداع فى الاداء.. «روز اليوسف» تودع الساحر بالملف التالى..

«الهجان»: الفن فى دم شعبنا.. ومصر دولة قوية

فى آخر تصريحات للنجم محمود عبد العزيز لـ«روز اليوسف» قال: إنه متفائل بمستقبل الفن بمصر.. واضاف إنه يرى أن السينما على وجه التحديد تتعافى سريعًا لأن الفن والسينما فى دم الشعب المصرى والفن المصرى ملىء بالمبدعين والجمهور المصرى ذكى وستعود السينما لسابق عهدها وقت أن كانت ثانى مصدر دخل لمصر بعد قناة السويس واضاف إنه متفائل لأن النظام الجديد يعيى دور الفن والسينما جيدًا ويحاول أن ينهض بهذه المنظومة.

كما أكد ان للفن دورًا  مهمًا فى المجتمع حيث قال: «الفن دوره موجود دائمًا وهو التوعية ومحاولة إلقاء الضوء على السلبيات وطرح حلول لها وفى الفترة المقبلة يجب أن تعود صناعة السينما بقوة لتعويض الهزة التى أصابتها الفترة الماضية».

وعلى الناحية السياسية صرح عبد العزيز لـ«روز اليوسف» بأنه يتفائل بمستقبل مصر خاصة انها دولة قوية وستستعيد ريادتها وتتخطى كل الصعوبات التى تعانى منها ولكن يجب أن ننتظر بعض الوقت لنرى نتيجة كما يجب أن نعمل جميعًا لنساعد مصر. بمعنى أن كل مواطن يركز أكثر فى عمله بلدنا ستتغير بأسرع مما نتصور.

وكان الساحر قد قال إنه أصيب بحالة من الاحباط فى الفترة الأخيرة لحكم الاخوان وقبل قيام ثورة يونيو حيث قال: «أصيبت بحالة من الحزن والإحباط فى الفترة الماضية بسبب الأحداث التى كانت مصر تمر بها وهو ما كان أصابنى بحالة شديدة من الحزن تصل لحد البكاء من أجل الناس التى تموت كل يوم فى الشوارع بدون أى ذنب لكن كان دائمًا عندى ثقة فى المولى عز وجل أنه لن يترك مصر للضياع».

ويعد النجم من اكثر المؤيدين للرئيس عبدالفتاح السيسى حتى انه اعلن عن اختياره فى الانتخابات الرئاسية، وقال عنه فور فوزه بالرئاسة: «المشهد السياسى حاليًا مبشر بالخير بالرغم من حالة التوتر التى تسود الشارع حاليًا إلا أننا دولة قوية قادرة دائمًا على تخطى الصعوبات التى تقابلها وأعتقد أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يعى جيدًا ما يفعله و أنا أثق تمامًا بفكره ومما رأيته منه أؤكد أنه شخص صاحب رؤية ويجيد التفكير والتخطيط المستقبلى ويستمع جيدًا لآراء الخبراء وهو ما كنا نفتقده فى الفترات السابقة».

وقد اتهم البعض الساحر بأنه يقبل تخفيض أجره فى مسلسلاته الاخيرة بسبب ان ابنه محمد يشارك بانتاجه من خلال شركة «فنون مصر» للانتاج ورد عبد العزيز على الشائعات حول اجره قائلا: «من أكثر الأمور التى تضحكنى هى الأخبار التى تنشر حول أجرى فكل جورنال يكتب عن أجر شكل والمفاجأة أن كل ما نشر حول أرقام أجرى عن المسلسل غير صحيح بالمرة. وعمومًا أنا لم أقم بتخفيض الاجر لأنه لا يوجد سبب لذلك الحمد لله آخر مسلسلات لى حققت نجاحًا وسط الناس الحمد لله فمن الطبيعى أن أزود أجرى ولا أخفضه».

ومن جانبه قال عبدالعزيز إنه يتدخل فى اختيار الممثلين الذين يشاركونه أعماله ليس من باب التدخل او فرض الرأى ولكن بسبب رغبته فى العمل وسط اجواء من الراحة النفسية بالاضافة إلى خبرته الفنية فى المجال، لكنه فى النهاية يقدم مقترحات ويبقى الرأى الاول والاخير للمخرج الذى يعمل معه حتى لو كان صغيرًا بالسن فهو مؤمن برؤيته ويحترم دور كل شخص.

وكان الساحر معروفًا بفخره بما قدم اولاده فى الفن حتى لو كانت تجاربهم لا تقارن بتاريخه وقد قال لـ«روز اليوسف» عنهما: «كريم أصبح من أبطال السينما وفيلمه الأخير حقق إيرادات كبيرة بالرغم من عرضه فى فترة حظر التجوال وهو من طلب العمل معى فى المسلسل رغم تحفظى على ذلك لأنه أصبح بطلاً ومن حقه أن يقوم ببطولات منفردة أما محمد فقد استطاع فى فترة قصيرة أن يكون من المنتجين المهمين فى مصر وأتمنى أن يحقق نفس النجاح على مستوى التمثيل».

كما اشار عبدالعزيز إلى ان اختياراته لأدواره لم تكن وليدة الصدفة ولكنه يقرأ الدور ثم يشعر به ويتخيله ولو لم يشعر بداخله بالشخصية وتفاصيلها لا يقدم هذا العمل مهما كانت المغريات.

أعمال «مزاجانجى» المؤجلة

هناك اعمال لن ترى النور رغم اتفاق الساحر على تقديمها خلال الاعوام المقبلة ومنها:

«أبو هيبة فى جبل الحلال» 2 حيث تم تأجيله لعام 2018.

«الاستاذ» فيلم قد اتفق على العودة به للسينما وكان من إنتاج شركة «فنون مصر» وقد تم تأجيله لبعد انتهاء الموسم الرمضانى الماضى.

اتفق عبد العزيز مع الكاتب لينين الرملى على تقديم عمل درامي كوميدي ولكن لم يجدا الفكرة التى يعودا بها للكوميديا من جديد.

كان عبد العزيز بصدد الاتفاق على فيلم عن بطولات الجنود المصريين منذ حرب اكتوبر وحتى الان.

«الجنتل» يقف بجانب المواهب الشابة ويقيم «عزائم» أثناء التصوير

عرف عن محمود عبد العزيز انسانيته الشديدة حيث انه رغم عدم رغبته فى الظهور الاعلامى كثيرا الا انه لبى اكثر من نداء مسبقا لدعم المستشفيات الشهيرة فى مصر وذلك لتشجيع محبيه على جمع التبرعات اليها. وقد كانت احدى المؤسسات الصحفية الشهيرة طلبت منه قديما المشاركة فى حملة لجمع التبرعات وبادر بالذهاب والمشاركة والتجول بين المستشفيات. كما كان معروفًا عنه وقفته مع اصدقائه وابناء جيله واشهرها مكالمته لتأييد الزعيم عادل إمام اثناء محنته وقت حكم الاخوان والذين اتهموه بنشر الفساد الاخلاقى وبعضهم قام باهدار دمه.

وقام وقتها عبد العزيز بالاتصال به على الفور للاطمئنان عليه وتأكيده له ان الامر لن يطول وانهم جميعا معه ويؤيدونه ضد اى تطرف ايا كان.

«عزومة أم أحمد» الشهيرة التى كانت تقام اسبوعيا اثناء تصوير اى عمل درامى فى السنوات الاخيرة حيث يسعى عبد العزيز للتواجد مع كل افراد الاستوديو من ممثلين ومساعدين وعمال وفنيين وغيرهم واقامة عزومة كبيرة اطلق عليها هذا الاسم كنوع من الدعابة.

ظهر على عبد العزيز شدة الحزن والتأثر خلال ختام الدورة الـ35 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى كان يشغل فيها رئيس لجنة التحكيم للمسابقة الرسمية، حيث تم الغاء حفل الختام وقتها بسبب الاحداث غير المستقرة للبلاد وتخوف الضيوف الاجانب من حكم الاخوان وقتها ما جعل عبد العزيز يظهر على المسرح ويعلن الجوائز وهو اشبه بحالة الحداد.. وقد عرف عنه انه يرفض الحديث بالسياسة ويحتفظ برأيه لنفسه ولكنه كان يدعو لمصلحة مصر.

دعم النجم الراحل عددًا كبيرًا من المواهب الشابة خلال اعماله السينمائية والدرامية حتى انه وضع للكثير منهم مساحة فى الادوار مقتربة من مساحته وكان اخرهم ياسمين صبرى فى مسلسل «جبل الحلال» ومصطفى أبو سريع فى «رأس الغول» وغيرهما.

ظل دوما مدعما لابنيه محمد وكريم حيث كان يشاركهما افتتاح الافلام التى يشاركان بها كما شارك فى أول انتاجات شركة «فنون مصر» التى يمتلكها محمد وصديقه ريمون مقار.

محطات «القبطان»

الحفيد عام 1974

حتى آخر العمر عام 1975

العار عام 1982

إعدام ميت عام 1985

الكيف عام 1985

رأفت الهجان 1987_ 1990_ 1992

البرىء 1986

الكيت كات 1991

إبراهيم الأبيض 2009

الشناوى: أقرب أصدقائه أحمد زكى ومحمود حميدة

كتبت - سهير عبدالحميد

نادرا ما كان الساحر محمود عبدالعزيز يتحدث للإعلام وهذا جعل الكثير من جوانب حياته وعلاقته بزملائه والأجيال الجديدة ليست واضحة سوى للمقربين له والمشاركين فى أعماله الفنية.

الناقد طارق الشناوى وهو واحد من الشخصيات المقربة للراحل محمود عبدالعزيز على الصعيد الإنسانى روى تفاصيل عن علاقته بنجوم جيله والصداقة التى جمعته بالنمر الأسود أحمد زكى قائلا:

جمعت كلًا من أحمد ذكى ومحمود عبد العزيز علاقة إنسانية من نوع خاص علاقة اقوى من الصداقة تحولت لكميا فنية فى عملين مهمين الأول «شفيقة ومتولى» والثانى هو«البرىء» الذى يعتبر من أصعب أعمال محمود عبدالعزيز وظلت صداقة الساحر والنمر الأسود لآخر يوم فى حياة أحمد زكى، أيضا جمعت محمود عبدالعزيز صداقة قوية بالفنان محمود حميدة وكان هناك مشروع فيلم كان سيجمعهما لكن لم يحدث نصيب، أيضا جمعه بفاروق الفيشاوى علاقة صداقة قوية.

وأشار الشناوى إلى أن الساحر كانت له طموحات لا حدود لها وأعماله دائما خارج الصندوق وكان منافسته مع أبناء جيله مثل الفخرانى ونور الشريف وأحمد زكى وحسين فهمى هى منافسة راقية ومشروعة وقدم معهم أعمال عظيمة مثل العار والجرى مع الوحوش والكيف وإعدام ميت والذى كان له حضور طاغى وقوى واللافت أن هذه الأفلام تدرج فيها ترتيب اسمه على التتر كذلك الأجر فمثلا فى العار جاء اسمه بعد نور الشريف وحسين فهمى وبعد خمس سنوات تصدر اسمه تتر فيلم «الجرى مع الوحوش».

وعن أهم الأعمال التى صنعت نجومية محمود عبدالعزيز قال الشناوى: هناك محطات كثيرة ناجحة فى حياة الساحر مثل افلام «الشقة من حق الزوجة» و«سيداتى انساتى» و«السادة  الرجل» و«الكيف» و«العار» وافلامه مع رأفت الميهى كذلك «سوق المتعة» أما الفيلم الذى اعتبره عنوانًا لإبداع محمود عبدالعزيز هو دور الشيخ حسنى فى الكيت كات.

وكشف الشناوى عن قصة تقديمه الكيت كات قائلا: أتذكر عندما جاء الساحر لحضور عزاء والدى ولفت نظره المقرئ الذى كان يقرأ القرآن وهو شخص ضرير وكانت له شخصية مميزة وبعدها طلب منى أن أحضر هذا الرجل ليقابله وربطته صداقة به ومنه استلهم شخصية الشيخ حسنى وابدع فيها محمود عبدالعزيز.

وعن علاقته بالجيل الجديد قال الشناوي:كان الساحر حريصًا على مساعدة المواهب الشابة واعطائهم الفرصة فى أعماله أبرزهم الفنان الراحل علاء ولى الدين ومنة شلبى التى شاركته فيلم «الساحر» أيضا أحمد السقا واللافت فى أى عمل فنى يقدمه محمود عبدالعزيز هو حالة البهجة والطاقة الإيجابية التى كان ينقلها لكل من يعمل معه فقد كان خفيف الظل على الشاشة وخلف الكاميرا.

روز اليوسف اليومية في

14.11.2016

 
 

عدد كبير من النجوم ومحبيه وجماهيره يشيعون جثمانه

وداعاً «ساحر السينما المصرية» محمود عبد العزيز

القاهرة: «الخليج»

غيّب الموت الفنان المصري محمود عبد العزيز بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 70 عاماً، بعد تدهور حالته الصحية بشدة خلال اليومين الماضيين، إذ فشل الأطباء في التعامل معها، حتى أسلم الروح لبارئها. وشُيّع جثمانه بعد ظهر أمس، من مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد، لينقل بعدها إلى الإسكندرية، ويدفن في مقابر الأسرة هناك، كما أوصى الراحل بذلك قبل رحيله، بمجرد اشتداد المرض عليه في الفترة الأخيرة، ويقام عزاء الأسرة هناك، كما تقرر أن يتلقى فيه العزاء نجلاه الفنانان محمد وكريم محمود عبد العزيز، وزوجته الإعلامية بوسي شلبي، العزاء في مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد الأربعاء المقبل.

كان الفنان الكبير الراحل أصيب بتورم في أنسجة اللثة، تدهور إلى ورم خبيث داخل فمه، أزيل جراحياً، في أحد المستشفيات في باريس، وعاد بعدها ليقضي فترة نقاهته في أحد مستشفيات القاهرة، لكن الآلام عاودته، وتدهورت حالته وبدأ يعاني مشاكل في التنفس، فضلاً عن إصابته بنقص شديد في نسبة الهيموجلوبين في الدم، ونقص في المناعة، ما جعل البعض يخرج شائعات كثيرة حول وفاته قبل شهرين.
وزاد من الشائعات حول حالة الفنان وحقيقة مرضه دخول نجله محمد محمود عبد العزيز في نوبة بكاء شديدة بعد استلام درع تكريم والده من الحفل الذي أقامته مؤخراً «مؤسسة الأهرام»، وبعد استلام الجائزة بكى بشدة بعد أن عاد إلى مقعده، ما أدخل الشك في قلوب الجميع.

كان أول من نشر خبر الوفاة، نجله الفنان الشاب كريم محمود عبد العزيز، عبر صفحته الرسمية على موقع «فيس بوك»، إذ نشر إحدى صوره قائلاً: «البقاء لله.. لا إله إلا الله.. الله يرحمك يا أغلى إنسان في الوجود»، فيما نعاه الإعلامي عماد الأديب مؤكداً على قيمته كإنسان وعلى قامته الفنية الكبيرة، مشيراً إلى أن الفنان الراحل مات بكرامة ولم يطلب من أي أحد أي شيء، ولم يطلب من الدولة بأن تتكفل بعلاجه حتى آخر يوم كان قادراً أن يرفع أصبعه، وأضاف: «الرجل الذي أمتعنا كل هذه السنوات وأعطانا درسًا في الوطنية في (رأفت الهجان)، أطلب من الحكومة أن يكون على جثمانه علم مصر في جنازته، وأن تقدر الدولة اسمه».

وأبدى الفنان الكبير نبيل الحلفاوي حزناً شديداً، مؤكداً أن الفن العربي خسر فناناً كبيراً وإنساناً رائعاً، على خلق رفيع، متديناً يعرف حق ربه، مضيفاً: «يحضرني هنا موقف أذكره جيداً، عندما كنا نصور بعض مشاهد مسلسل (رأفت الهجان) في إيطاليا، وكعادتي كنت أمر عليه في غرفته لنذهب معاً إلى مكان التصوير، فوجدته يتوضأ ويستعد للصلاة ومعه شقيقه، وهذا أمر عادي، ودعاني للصلاة معهما، غير أنني فوجئت به يقف في شرفة الحجرة بالفندق ويؤذن للصلاة بأعلى صوته، وعندما سألته: لماذا تؤذن بهذا الشكل، في بلد كل أهله تقريباً من غير المسلمين، فقال: هذا موعد الصلاة، ولا يوجد مسجد يؤذن للصلاة، فهذا فرض علينا أن نؤذن للصلاة».

وقدم الفنان الراحل نحو 90 فيلماً سينمائياً، قدّم خلالها جميع الأدوار بتنوع لم يقم به فنان آخر من أبناء جيله، سوى الفنانين الراحلين نور الشريف وأحمد زكي، كما قدّم العديد من الأدوار التلفزيونية المهمة كان أبرزها «رأفت الهجان».

نال الفنان محمود عبد العزيز خلال مشواره الفني العديد من الجوائز والأوسمة من مختلف المهرجانات الدولية والمحلية، إذ حصل على جائزة أحسن ممثل من مهرجان دمشق السينمائي الدولي ومهرجان الإسكندرية السينمائي عن فيلم «الكيت كات»، وجائزة أحسن ممثل من مهرجان «زمزبار الدولي» عن فيلم«القبطان»، كما حصل على جائزة أحسن ممثل من مهرجان مسقط عن فيلم «الساحر»، وجائزة أحسن ممثل من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن فيلم «سوق المتعة» وكرمه مهرجان دبي السينمائي بجائزة «إنجاز العمر» في 2012.

حزن عميق للوسط الفني والجماهير

القاهرة: «الخليج»

مثّل رحيل الفنان الكبير صدمة كبيرة في الوسط الفني في مصر والعالم العربي، وانهالت برقيات العزاء على الأسرة، من مختلف الدول العربية، جريدة «الخليج» تواصلت مع عدد من الفنانين والعاملين بالمجال في تصريحات خاصة، حول الفنان الكبير الراحل.

الفنان أحمد السقا بدأ الحديث قائلاً: كان شرف القيام بالبطولة أمام النجم محمود عبدالعزيز في فيلم «إبراهيم الأبيض» وتعلمت منه أيام التصوير، ما لم أتعلمه في سنوات، وأعدنا تصوير بعض المشاهد التي تجمعني معه، لأنني كنت أنسى نفسي وأنا أشاهده يمثل، وأتأخر في الرد، من ذهولي من أدائه.
وقالت وفاء عامر: محمود عبد العزيز هو البطل ذو الألف وجه بدون جدال، وأشار كريم عبد العزيز، إلى أن وفاة النجم الراحل، مثلت صدمة له وللوسط الفني كله، بل ولكل الجمهور العربي، وأكد حسن الرداد أن محمود عبدالعزيز الممثل الوحيد صاحب أكبر عدد من الجمل التي صارت أمثلة، ولم يكف حسين فهمي عن البكاء، وقال: الموت يختطف زملائي من كبار النجوم الواحد تلو الآخر، وأكد فاروق الفيشاوي أن أفلام الراحل بمثابة تأريخ لمصر، بكل أفراحها وأتراحها.

رحلة عطاء فنية فريدة

القاهرة: «الخليج»

اتجه محمود عبدالعزيز لاحتراف التمثيل في 1973، فشارك خلال هذا العام في فيلم «المتهم» ومسلسل «الإنسان والمجهول» لتأتيه في العام نفسه الفرصة الحقيقية التي منحها له المخرج الكبير نور الدمرداش، من خلال مشاركته في مسلسل «الدوامة»، لتلتقطه السينما في العام التالي ويقدم «غابة من السيقان»، كما شارك في العام نفسه في فيلم «الحفيد»، ليختاره المخرج نيازي مصطفى مطلع 1975، في فيلم «يوم الأحد الدامي»، لتأتيه بعده فرصة البطولة المطلقة في «حتى آخر العمر»، لتبدأ بعده انطلاقته في السينما.

قدم «حب على شاطئ ميامي»، و«وجهاً لوجه»، و«طائر الليل الحزين»، و«كفاني يا قلب»، و«الشياطين»، و«ابنتي والذئب»، و«مع حبي وأشواقي»، و«خطايا الحب»، و«البنت الحلوة الكدابة»، و«شفيقة ومتولي»، و«وداعاً للعذاب»، و«امرأة في دمي»، و«شيطان الجزيرة»، و«ضاع العمر يا ولدي»، و«حب لا يرى الشمس»، و«الدرب الأحمر»، و«إعدام طالب ثانوي»، و«x علامة معناها الخطأ»، و«اللعبة القذرة»، و«أنا في عينيه» و«البريء» و«العار».

عودة بعد غياب

بعد غياب أكثر من 8 سنوات، منذ مسلسل «محمود المصري» في عام 2004، قرر الساحر، كغيره من كبار النجوم، الاتجاه إلى التلفزيون، فعاد في الدراما التلفزيونية عام 2012 بمسلسل «باب الخلق» وفي العام 2014 قدم مسلسل «أبو هيبة في جبل الحلال» وبعده بعامين قدم خلال رمضان الماضي، مسلسله الأخير «رأس الغول»، لينهي رحلة عطاء فنية طويلة.

رأفت الهجان

مسلسل «رأفت الهجان» للكاتب الراحل صالح مرسي، المأخوذ من ملفات المخابرات العامة المصرية، في شخصية أحد الأبطال الذين تعاونوا مع جهاز المخابرات المصرية، وهو «رفعت علي الجمال» لينجح بشكل منقطع النظير، ويضاعف حجم نجوميته، ليس في مصر فقط، بل على امتداد الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، حيث عرض المسلسل في أغلب الدول العربية، ويزداد النجاح مع الجزأين الآخرين للمسلسل.

الأفخم: حاضر في كل بيت عربي

نعت الهيئة الدولية للمسرح الفنان الراحل. وأشاد محمد سيف الأفخم رئيس الهيئة الدولية للمسرح، بالدور البناء الذي بذله الراحل من أجل إعلاء شأن الفن العربي وجعله حاضراً في المجتمعات العربية في وقت كانت تلك المجتمعات أحوج ما تكون لهذا الدور ولهؤلاء الأشخاص الفاعلين فيه.

وقال الأفخم إن الفنان الكبير محمود عبد العزيز حقق حضوراً قل نظيره في المشهد المسرحي والسينمائي العربي وكان بفضل الاختيار الدقيق للشخصيات التي حققها حاضراً في كل مكان في أنحاء العالم العربي حيث دخل البيوت بلا استئذان.

وتوجه الأفخم باسمه واسم الهيئة الدولية للمسرح لأسرة الفقيد بأحر التعازي. (وام)

«الكيت كات»

يأتي العام 1991، ليكون نقطة فارقة في تاريخ الفنان الكبير الراحل، عندما أسند له المخرج داوود عبد السيد بطولة فيلم «الكيت كات» والذي قدم من خلاله دور «الشيخ حسني» كفيف البصر، عن قصة إبراهيم أصلان «مالك الحزين»، ويبدع فيه كما لم يبدع من قبل، حتى أن الفيلم اختير ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما.

آلاف التعليقات الحزينة على مواقع التواصل الاجتماعي

الشارقة: محمد حمدي شاكر

صدمة تلقاها محبو الفنان الراحل محمود عبد العزيز أثر تلقيهم خبر وفاته مساء أمس الأول، بعد معاناة وصراع شديد مع المرض، إذ وصل هاشتاج #محمود_عبد العزيز في أقل من ساعتين لأكثر من 250 ألف تغريدة في حبه.

الخليج الإماراتية في

14.11.2016

 
 

في رثاء محمود عبد العزيز.. "الدنجوان" الذي رفض أن يكون كذلك

إسلام مجدي

في إحدى الأيام ذهبت نعم الباز الصحفية في جريدة الأخبار إلى مجموعة أطفال بالإسكندرية فوجدت شابا وسيما وأنيقا يداعبهم بحركات تمثيلية فأعجبت كثيرا بموهبته ومهدت له الطريق ليدخل إلى عالم التمثيل ويصبح ذاته هو محمود عبد العزيز الفنان الكبير والممثل البارع في قامة وهامة نور الشريف ومحمود ياسين وآخرين.

تلك السطور المنسية من تاريخ الراحل حديثا عن دنيانا، كتبتها ماما نعم بنفسها في يوميات قديمة لها.

قبل كتابة تلك الكلمات سألت نفسي هل تسعني السطور للتعبير عن حزني الشديد لرحيل ممثل قدير بقدرات وحجم محمود عبد العزيز؟ هل سأفيه حقه؟ بالطبع لن تكفي الأسطر ولا تلك الكلمات لكنها محاولة بائسة.

وقع الخبر كالصاعقة مرت أمام عيني عدة أعمال لا تنسى وشخصيات أداها ببراعة، خاصة ولسبب شخصي أحببت "أبو المعاطي" في مسلسل "البشاير" مع مديحة كامل.

محمود عبد العزيز ولن أصفه بأي لقب لأي دور أداه لأنهم جميعا أداورا عظيمة لا يمكنني اختصاره في لقب وحيد، تقمص كل دور وخطف العقول قبل القلوب، إن كان دوره شريرا فأنت لن تقف ضده وستنتظر حتى ينتصر، وإن مثل الخير فأنت في صفه.

ذلك الفتى الذي لا يبدو أبدا كتجار المخدرات تقمص الدور ببراعة، أقنعك أنه كذلك في لحظات على الرغم من أن ملامحه لا تقول ذلك، فقط تقمص الشخصية أعمى العين عن رؤية إلا ما يريدك أن تراه.

ذلك الشغف لديه تراه بين عينيه، إنه ممثل ظلمته جنسيته في وقت ما، وكأنني أفكر أنه ربما ولما لا يفوز يوما ما بالأوسكار؟ لكن كل تلك الأحلام انتهت.

كنت أنتظر بلهفة مسلسل رأس الغول لا لشيء إلا لأنه وبنفسه قال لن أعتزل، كان ذلك في شهر يونيو الماضي عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، طلب جميع من نشروا خبر اعتزاله الفن الصبر لأنه لا يمكن أن يعتزل.

ليس من السهل أن تتخلى عن لقب "دنجوان" أثناء تلك الحقبة من تاريخ السينما المصرية، فضل أن يكون متنوعا يقدم كل الأدوار يصل لكل القلوب ويخاطب شتى العقول، لم يرغب في أن يكون ذلك الممثل الذي يقدم أفلاما رومانسية أو كوميدية فقط، كان لديه إيمانا كاملا بموهبته لم يقبل شيئا هباء.

امتلك محمود عبد العزيز طوال مسيرته الحافلة القدرة الدائمة على تقديم كافة الأدوار الصعبة والمركبة كليا، ليقدم أفلاما أفضل وأفضل خاصة في حقبة الثمانينات.

"الشقة من حق الزوجة"، "إعدام ميت"، "وضاع العمر يا ولدي"، "البنات عايزة إيه"، "العار"، "جري الوحوش"،"الكيف"، "الكيت كات"، وغيرها لقد تعبت من العد فقط، كل تلك القائمة وأكثر كلها أدوار مختلفة وبعضها مركب وما الرابط بينها؟ محمود عبد العزيز.

لست من هواة نقل الجمل التي كان يقولها الفنان في أعمالها، نظرا لأنها وببساطة تمنح المؤلف نقطة، لكن يحسب للمثل الدقة المتناهية والتقمص الممتاز الذي تحدث به بتلك الجملة لتعلق بأذان الناس وما أكثر الجمل التي قالها محمود عبد العزيز.

لم أتخيل أن أكتب تلك السطور رثاء لمحمود عبد العزيز دعوت الله كثيرا لينجيه من المرض الذي صارعه لكن تلك مشيئته، وداعا للممثل القدير الذي رفض القالب الواحد وأثبت أنه موهبة مرنة قوية لا مثيل لها على الإطلاق، أيقونة أخرى للسينما المصرية والعربية رحلت سريعا وبهدوء عن عالمنا.

موقع "في الفن" في

14.11.2016

 
 

محمود عبد العزيز «يسحر» الصحافة الفرنسية

لقي الفنان الراحل محمود عبد العزيز مساحة لافتة في الإعلام الفرنسي لرثائه. بصورة فوتوغرافية له منحني القامة (الصورة) حيث كان يحيي جمهوره في لبنان العام الماضي، تصّدر عبد العزيز صحيفة «ليبراسيون»، مذيلاً بعنوان «وفاة محمود عبد العزيز أيقونة السينما المصرية».

اختارت الصحيفة فيلم «كيت كات» لتعتبره أشهر أفلامه على الإطلاق مع المخرج الواقعي داود عبد السيد، وفيلم «الساحر» لرضوان الكاشف الذي يجسد فيه عبد العزيز شخصية منصور الأب العازب الذي يقع في غرام جارته، وعليه في الوقت عيته تربية ابنته الوحيدة. في عالم التلفزيون، أضاءت «ليبراسيون» على المسلسل الشهير «رأفت الهجان» الشهير. وبعد تعداد أعماله الدرامية التلفزيونية، أشارت الصحيفة إلى مجموع الجوائز التي نالها «الساحر» في العالم العربي، كما أولت الجانب العائلي حيزاً، إذ ذكرت زوجته الإعلامية بوسي شلبي، وولديه محمد وكريم.

بدورها، صحيفة «لوموند»، رثت عبد العزيز، واصفة إياه بـ «أسطورة السينما المصرية»، الذي رحل بعد «معركة مع المرض» في أحد مستشفيات القاهرة. أرخت الصحيفة لبدايات عبد العزيز السينمائية، في العام 1970، لتدخل بعدها الى خصائصه الشخصية والمهنية بدءاً من «وجهه الضاحك»، وصولاً الى «خفة دمه»، وبساطته. وبعد استذكار أفلامه في الفن السابع التي وصل عددها الى 90، بمشاركة أهم مخرجي السينما المصرية، خصّت فيلم «كيت كات» (1991) أيضاً بإعتباره من أشهر أفلام الراحل.

وكما فعلت «ليبراسيون» في إستذكار محطات «رأفت الهجان» تلفزيونياً، و«الساحر» سينمائياً، ركزت «لوموند» على هذه النقاط بالإضافة طبعاً الى حياته الشخصية.

الأخبار اللبنانية في

14.11.2016

 
 

رحيل «ساحر» السينما المصرية محمود عبد العزيز بعد معركة قصيرة مع المرض

فنانو مصر يودعون «الشيخ حسني»: أحد أهم مصادر البهجة في الوسط الفني العربي

فايزة هنداوي - القاهرة – «القدس العربي» :

رغم أنه كان مريضا منذ فترة، ورغم الإشاعات المتكررة التي ترددت في الأسابيع الأخيرة عن وفاته، إلا أن خبر رحيل الفنان المصري الكبير محمود عبد العزيز كان صادما للوسط الفني المصري والعربي، فالجميع كان يراهن على صلابته وقوته في تجاوز الأزمة الصحية التي مر بها.

وكان زملاؤه من الفنانين الأكثر تأثرا بوفانه، حيث قالت ميرفت أمين، التي شاركته في أعمال كثيرة، منها «الحفيد» و»تزوير في أوراق رسمية»، إنها لم تفقد فنانا كبيرا فحسب بل فقدت أحد أصدقاء العمر النادرين، وأشارت في تصريحات خاصة لـ»القدس العربي»، إن محمود عبد العزيز كان أحد مصادر البهجة في الوسط الفني ولا يمكن تعويضه. 

الفنان حسين فهمي، قال إنه قدم معه كثيرا من الأعمال الناجحة مثل «العار» وجمعتهما صداقة استمرت لسنوات طويلة، مشيرا الى أنه كان واثقا أنه سيمر من الأزمة الصحية الأخيرة ويعود متعافيا إلا أن إرادة الله لا راد لها، وأضاف فهمي أن وفاة محمود عبد العزيز بعد وفاة نور الشريف بعام تقريبا زلزت نفسيته لأنهما أصدقاء العمر، كما قال.

المخرج عمر عبد العزيز، الذي أخرج فيلم «الشقة من حق الزوجة»، قال إنه كان يتابع الحالة الصحية للراحل، وقد تدهورت كثيرا قبل وفاته، مؤكدا أنه لا يعني بالنسبة له أنه بطل لأحد أعماله السينمائية، ولكن يعني كثيرا على المستوى الانساني، حيث جمعتهما مواقف وسفريات كثيرة عمقت من صداقتهما.

وقال الفنان طارق لطفي، الذي شاركه بطولة مسلسل «جبل الحلال»، إن النجم كان بمثابة الأب والأخ والصديق، مشيرا الى أنه عندما قدم معه مسلسل «جبل الحلال» كان متهيبا من العمل معه، نظرا لتاريخة الكبير، إلا أن الفنان الراحل أزال هذه الرهبة تماما وكان العمل معه علامة فارقة في مشواره الفني. 

المخرج داود عبد السيد، الذي قدم مع الساحر فيلم «الكيت كات»، قال إنه يشعر بالذنب تجاه الفنان الراحل، لأن السينما المصرية لم تستغل امكانياته بشكل جيد ولم يحصل على حقه، مؤكدا أن السينما المصرية فقدت قيمة فنية كبيرة من الصعب تعويضها.

إيمان البحر درويش قال إنه قدم مع الساحر فيلم «تزوير في أوراق رسمية»، حيث كان يؤدي دور ابنه في الفيلم، مؤكدا أنه كان يشعر أنه والده بحق أثناء وبعد التصوير، حيث استمرت صداقتهما بعد ذلك، مشيرا الى أنه قامة فنية كبيرة وفقدانه خسارة كبيرة.

الفنانة شهيرة، قالت إنها وزوجها الفنان محمود ياسين تجمعهما صداقة كبيرة بالراحل، مشيرة الى أنه كان صديقا مخلصا وكان محبوبا من الوسط الفني كله، وكان لا يثير المشاكل، ولم يحدث طيلة تاريخه أن أغضب أحدا من زملائه بالقول أو بالفعل.

وقد حرص عدد كبير من الفنانين على التواجد داخل المستشفى، الذي كان يعالج فيه الساحر فور سماع خبر الوفاة مساء السبت، وذلك لمرافقة أسرة النجم الراحل لحين الانتهاء من إجراءات خروجه من المستشفى.

وكان من بين الحضور المنتج أحمد السبكي ونجله المخرج كريم والفنان إيهاب فهمي والفنان محمد الصاوي والمخرج محمد عبدالعزيز وشيكو وإيهاب فهمي، ونقيب الممثلين أشرف زكي، الذي أكد أنه لم يتواجد بصفته نقيبا للممثلين فقط ولكن بصفته صديقا للراحل، وكان لا بد من الوقوف بجانب أسرته في هذا الموقف الصعب. 

وحرص عدد كبير من السينمائيين على حضور الجنازة، التي انطلقت بعد ظهر أمس من مسجد الشرطة في مدينة الشيخ زايد المصرية، حيث يقام فيه العزاء أيضا يوم الأربعاء المقبل. 

الحزن على عبد العزيز لم يقتصر على الوسط الفني فقط، بل امتد ليشمل الشارع المصري كله، حيث عمت حالة من الحزن على الجماهير العاشقة لفنه، وحرص الكثيرون على حضور الجنازة وهو الأمر الذي فسرته الناقدة ماجدة خير الله، بأن محمود عبد العزيز كان فنانا لكل الطبقات ولم يقتصر على طبقة معينة، كما قدم جميع النوعيات، لذلك فان قاعدته الجماهيرية كييرة، فعشاق الافلام الكوميدية يحبونه، وكذلك عشاق الأفلام الرومانسية أو أفلام الحركة والإثارة أو الأفلام الوطنية، إضافة للمسلسلات التي زادت من انتشاره وخاصة «رافت الهجان»، الذي كانت الأسرة المصرية تلتف حوله بشغف وما زال يحقق متابعة كبيرة عند عرضه حتى لآن.

ومن المعروف أن الفنان محمود عبد العزيز اسكندري الأصل، حيث ولد في 4 يونيو/حزيران عام 1946 في مدينة الاسكندرية المصرية، وإلتحق بكلية الزراعة في جامعة الأسكندرية، وكان مسرح الجامعة الخطوة الأولى لطريق الفن والإبداع له. كانت بدايته من خلال مسلسل «الدوامة» للمخرج الكبير الراحل «نور الدمرداش»

أما بدايته السينمائية فكانت من خلال فيلم الحفيد سنة 1974 للمخرج عاطف سالم، ثم قدم أولى بطولاته من خلال فيلمه «حتى آخر العمر»، وانطلق في مشواره السينمائي، الذي قدم فيه 80 فيلما كان آخرها «ابراهيم الابيض» سنة 2009. وما بين 1974 و2009، قدم الساحر مجموعة من أجمل أفلام السينما المصرية، تنوع فيها ما بين الرومانسي والكوميدي والحركة والوطني، تعاون فيها مع كبار المخرجين مثل عاطف سالم، وأشرف فهمي والمخرج علي عبد الخالق، الذي قدم معه أفلام «العار» و»الكيف» و»جري الوحوش» و»إعدام ميت»، وقدم مع المخرج الراحل عاطف الطيب فيلم «البريء» للكاتب وحيد حامد . وتعاون مع المخرج حسين كمال في فيلم «العذراء والشعر الأبيض» عام 1983، أمام نبيلة عبيد.

اما المخرج رضوان الكاشف فقدم معه فيلم «الساحر»، وهو اللقب الذي أطلق على محمود عبد العزيز بعد ذلك، كما قدم مع المخرج داود عبد السيد رائعته «الكيت كات» عام 1991 ومع المخرج رأفت الميهي قدم عددا من الأفلام التي تنتمي لسينما الفانتازيا مثل «سمك لبن تمر هندي» و»السادة الرجال». وقدم مع المخرج عمر عبد العزيز الفيلم الكوميدي «الشقة من حق الزوجة». 

وتعاون مع المخرج أحمد يحيى فيلم «يا عزيزي كلنا لصوص». ومع المخرج الراحل أحمد فؤاد في فيلم «الحدق يفهم». 

وفي مجال الدراما التليفزيونية قدم عددا كبيرا من المسلسلات الناجحة، وهي «الدوامة»، و»البشاير»، و»رأفت الهجان»، و»محمود المصري»، و»باب الخلق»، و»أبو هيبة في جبل الحلال»، وكان آخر المسلسلات، التي قدمها هو مسلسل «راس الغول»، الذي عرض في رمضان الماضي، من اخراج أحمد سمير فرج الذي قال إن محمود عبد العزيز أصر على تقديم مشاهد الأكشن بنفسه، ولم يتم الاستعانة بدوبلير، إلا في المشاهد الخطرة للغاية أو أماكن التصوير المزدحمة التي تشهد تدافع الجمهور. 

وعن التعامل مع الساحر أثناء التصوير يقول فرج، إن ما شهده من الساحر يفوق الخيال، مبديا دهشته من أن نجما في مكانة وتارخ محمود عبد العزيز، لا يتدخل مطلقا في عمله كمخرج ولم يضع شروطه في اختيار الممثلين، بل ترك له كل الأمور الخاصة بالاخراج باحترافية شديدة. حصل محمود عبد العزيز على العديد من الجوائز السينمائية من مختلف المهرجانات الدولية والمحلية من أهمها: جائزة أحسن ممثل عن أفلام «الكيت كات»، «القبطان»، «الساحر» من مهرجان دمشق السينمائي الدولي.

جائزة أحسن ممثل عن فيلم «سوق المتعة» من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. جائزة أحسن ممثل عن فيلم «الكيت كات» من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي. والجائزة الأهم هي جائزة حب الجماهير، التي حصل عليها الساحر باقتدار والتي ستجعل فنه يعيش طويلا رغم رحيل جسده.

هكذا ودّع فنّانو سوريا: أوفياء لمن أعاد رسم الحلم

دمشق – «القدس العربي»:

نعى الفنانون السوريون الممثل المصري محمود عبد العزيز الذي توفّي عن عمر يناهز 70 عاما بعد صراع مع مرض السرطان. وقال الفنان أيمن زيدان «جرعة مرارة رحيل المبدع لا يخفف ثقلها على الروح سوى أن يكون الأحياء أوفياء لكل ما أنجزه من إبداع.. طوبى لشعب كان وفياً لمن أعادوا رسم الحلم، وواحد منهم ساحر السينما المصرية محمود عبد العزيز.. رحلت أيها الخلاق إلى فضاء لايضيق برحابة موهبتك».

الفنان مكسيم خليل كتب عبر صفحته على «فيسبوك»، «رحل الساحر.. رحل رأفت الهجان.. رحل من اجلسني أمام التلفاز والسينما.. ساعات وساعات».

أما الفنانة شكران مرتجى فقالت «رحلت وأخذت معك مني ذكريات عمر جميل ولهفة صبية في مطلع الفن تصبو للقائك، لأن ذلك الرأفت كان جزءاً دافئاً من ليالي شتاء قريتها الباردة».

الفنانة ليلى سمور كتبت «لرحيل الساحر دوي يشبه عمق عطائه وابداعه، خسارة الفن عظيمة بهذا الترجل، إلى اللقاء أيها الجميل، إلى اللقاء..أيها الأستاذ».

أما الفنان أيمن رضا فقال: «وداعا نجمي المفضل». فيما غصت مواقع الانترنت بالصدمة وأعرب عدد كبير من الفنانين السوريين عن حزنهم الشديد لوفاة «الساحر»، وذلك عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

القدس العربي اللندنية في

14.11.2016

 
 

ريفيو لفيلم قديم| الكيت كات.. حينما تحدث الشيخ حسني

عمرو شاهين

1991، مرت خمس سنوات من البحث عن منتج، من يتحمس للعمل، يتخوف من أجر البطل محمود عبد العزيز، من يوافق على أجر البطل يتخوف من تكلفة بناء حارة كاملة لتصوير الفيلم، خس سنوات بحث فيها داوود عبد السيد عن منتج حتى تحمس المنتج "حسين القلا" للفيلم وبالفعل تم بناء الحارة، ليخرج "الكيت كات" إلى النور في يوم 9 سبتمبر عام 1991، ليخرج "الشيخ حسني" عن صمته ويتحدث.

البداية مع "مالك الحزين" تلك الرواية التي كتبها إبراهيم اصلان ووقعت في يد داوود عبد السيد والذي قال عنها في كتاب محاورات داوود عبد السيد للناقد أحمد شوقي " ما ان انتهيت من أخر صفحه حتى عدت لقراءتها مرة أخرى" يفكك داوود الرواية لتصبح "عرايا في الزحام" وهو الاسم الذي كان سيطلق على الفيلم قبل ان ترفضه الرقابة.

داوود يتحرك داخل الرواية بحرية شديدة، يحول شخصية ثانوية إلى بطل، ويحول بطل الرواية إلى شخصية ثانوية، ويعيد خلق علاقات وتفاعلات إنسانية ليخرج فيلمه يحمل من الرواية بعض الملامح ولكنه ابن شرعي لروح وفكر وعقلية داوود السينمائية.

الباب الأول.. العجز

من الوهلة الأولى تدرك أن تدخل عالم غريب عليك حتى وإن كنت أحد ابطاله الحقيقين، العامل الذي يجلس بطله حول الجوزة ليتحدث عن حلم ربما او خيال، يحكي فيه قصة تشبه تلك الأساطير الشعبية حول كيف فقد بصره، ليلقي في نصف الحكاية تلك الجملة الإفيه " راح النور يا حمار مش عميت خلي عند أهلك نظر" وبعيدا عن خفة الجملة ورشاقتها وتوقيتها المناسب للغاية، تلك الجملة هي أول خيط لشخصية الشيخ حسني وربما هي الباب الأول لعالم كيت كات داوود عبد السيد.

الجملة الباب، تشير بوضوح لرفض متصل من البطل للاعتراف بعجزه، عجزه هو عاهته، ولكنه يرفض الاعتراف بها، يتعامل طيلة الوقت على كونه أحد المبصرين يتناسى حقيقة وحيدة، ربما كان يسمع ويسير ويطير ويحلق ولكن عينيه هي روحه وخياله، لا تلك المثبتة في وجهه، عينيه موجهه دائما للأعلى، وأحيانا للداخل، حسني عاجز، ورفضه للعجز جعله شخصية قوية محبه للحياة، وربما أكبر دليل على عدم اعتراف حسني بعجزه، هو مشاهده مع الشيخ عبيد، هذا الراجل المعترف بعجزه، المتناقض للشيخ حسني و المحب للحياة هو الأخر ولكنه يدرك أنه فعلا ضرير.

في المقابل حينما نتعرض لشخصية يوسف نجده هو الأخر عاجز، عاجز عن التأقلم مع ما هو حوله، عاجز عن معرفة نفسه وما يريد، عاجز عن إيجاد سبيل له في تلك الحياة، عاجز ويحاول الهروب من عجزه بالخروج من المكان نفسه، يلقي بأسباب عجزه على أشياء مصيرية، حلمه في الهرب من المكان، هو اتهام مباشر يلقيه في وجه بيئته، كأنه يرفع عن نفسه كاهل الذنب.

بينما الأم والجدة، عاجزة هي الأخرى، عاجزة عن السيطرة على ابنها، وعاجزة على دفع حفيدها للعمل، عاجزة أن تسير أمور المنزل والعائلة الصغيرة كما ينبغي، ولكنها ترى ان كل ما يحدث أمامها قدريات، أشياء يجب التعامل معها بصبر المؤمن، ولا يخرج من فمها إلا الشكوى او التنهيد المتواصل، هذا منزل العاجزون لا جدال.

ومثل المنزل تجد كل الشخصيات، فصاحب القهوة عاجز عن الوقوف أمام صبحي الفرارجي، والهرم عاجز عن الهرب من سلطة الامن، وأم فاطمة عاجزة عن السيطرة على عائلتها الكبيرة، وام روايح كذلك، نحن في عالم شخوصه عاجزون تماما، وكلهم يهربون من ذلك العجز إما بالتناسي والسكوت أو إلقاء التهم على غيرهم.

فاطمة، هي فقط التي قاومت عجزها في اتجاهه الصحيح، ذهبت إلى من تحب ألمحت وافصحت فنالت وفازت، ربما ليس فوز نهائي يكتب لها سعادة مثالية، ولكن ذلك الحزن والرغبة والمشاعر المكبوتة الساكنة في عينها وصوتها حينما كانت تستجدي " سيدها المغربي" قائلة " إديهولي يا سيدي المغرب" تتحول إلى النقيض تماما حينما تجد نفسها مع يوسف في تلك الغرفة المهجورة، حتى وان استمر مسلسل عجز يوسف.

الباب الثاني.. الصمت

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة كيف يعيش هذا العالم العاجز ويتعايش ويتداخل في علاقات بين افراده؟ الإجابة دائما هي السكوت، الصمت هو الباب الثاني لهذا العالم، الذي يعرف كل شخص فيه كل شيء عن الأخرين، الجميع يعرفون عجز بعضهم البعض، والجميع متفقين على مبدا واحد، نحن نعلم ولكننا لن نقول لبعضنا البعض أننا نعلم، لنمثل جميعا أننا لا نعلم، فمثلا حينما قال الشيخ حسني ما حدث بين صاحب القهوة والفرارجي، وكيف سلط عليه من يضربه بالمطواة ليوافق على البيع، أرتبك الأثنان، ارتبك المطعون والطاعن، بل الطاعن هو من أمر أن يذهب أحد ليسكت هذا الميكروفون.

حتى أم روايح حينما فضحها الشيخ حسني ارتبكت في البداية بينما ابتسمت بعدما ادركت أنه الأن يقول ما يعرفه الجميع، ليس فقط الشيخ حسني من يعلم عن الجميع، الجميع يعلم عن الجميع ويصمتون، حسني يعلم أن روايح تخون سليمان، بينما سيلمان يشعر، يصمت ربما لان المجاهرة بالمعرفة ستكشف عجز الجميع، كمن يختفي وراء ستار، يأخذ شكله وهيئته، وكل ما فعله الشيخ حسني بحديثه، أنه فجأة، مزق هذا الستار، فهو لم يكشف سر غير معروف، فو فقط قاله علانية عن غير قصد، فهو حتى في حالة الكشف هو ليس ذلك البطل الأسطوري الذي واجه الناس بحقيقتها.

المسكوت عنه شمل الجميع، فالريس حسن سكت عن مغازلات الهرم لزوجته وسكت الشيخ حسني عن محاولة ابنه الجنسية، وسكتت أم روايح عن خيانتها لزوجها، وسكت زوجها على الأمر نفسه، وسكتت أم فاطمة عن حال ابنتها، بل سكتت فاطمة عن عجز يوسف واعطته فرصة أخرى، الكل صامتون.

الغريب أن هذا الفيلم الباعث على الحياة بسبب محاولات هروب الشيخ حسني، ينتهي تقريبا من نفس نقطة البداية، كشف الستار، ومزقه الشيخ حسني، ولكن داوود قال أن هذا لن يغير من الأمر شيء فقط ما قيل ستتم إضافته لما هو معروف سلفا و سيعود الجميع للسكوت مرة أخرى، حتى الشيخ حسني بعدما قاد "الموتوسيكل" وسقط في الماء، خرج كأن شيئا لم يكن، حينما يقول له يوسف وهو يضحك " يا أبا انت راجل أعمى أعمى" فيجيب بثقة ضاحكا " اخرس ده أنا اشوف أحسن منك في النور وفي الضلمة كمان" سيظل الشيخ حسني يرفض الاعتراف بعجزه، مثلما سيظل اهل الكيت كات يمثلون انهم لا يعلمون، ويرفضون الاعتراف بعجزهم، حتى بعدما تمزق الستار، في النهاية ستتكاتف الأيدي لتعيده إلى حالته فقط لكي تستمر الحياة

موقع "دوت مصر" في

14.11.2016

 
 

شاهد| اللحظات الأخيرة في حياة محمود عبدالعزيز كما رواها أصدقاؤه

طارق عزام

غادر الفنان محمود عبدالعزيز عالمنا، مساء السبت الماضي، عن عمر ناهز الـ70 عامًا، وبالرغم من أن وفاة "الساحر" كانت حدثًا متوقعًا لم كان يمر به من وعكة صحية، إلا أن وفاته تسببت في صدمة وحزن كبيرين لجمهوره وزملائه.

وثمة غموض كبير يحيط بالأيام الأخيرة في حياة "الساحر"، فمُنعت عنه الزيارة خلال إقامته بمستشفى "الصفا" بالمهندسين، كما تكتم نجلاه محمد وعمر وزوجته بوسي شلبي، على طبيعة مرضه وحالته الصحية.

ولكن بعد رحيله كشف بعض المقربين منه تفاصيل عن اللحظات الأخيرة في حياته، نحاول أن نسلط الضوء عليها من خلال التقرير التالي.

طارق الشناوي

"ابن البلد الجدع الراجل"، هكذا وصف الناقد الفني طارق الشناوي الفنان الراحل، وقال في مداخلة هاتفية لقناة "النهار"، إن في بدايات مرضه حين تواجد في باريس، بعث له رسالة ليهنئه بمناسبة عيد الفطر عبر تطبيق "واتس آب"، فرد عليه عبدالعزيز قائلًا: "أنا عملت عملية جامدة جدًا"، ولم يكشف "الشناوي" عن أي تفاصيل أخرى.

أحمد شاكر

قال الفنان أحمد شاكر، إن الفنان الراحل كان يظهر حبه الشديد لمصر في آخر أيامه، وكان يخاف عليها جدًا، مضيفًا إنه أشاد بدور الرئيس السيسي في إنقاذ مصر، وروى أن "الساحر" جاءت عليه أيام حين تولى محمد مرسي رئاسة البلاد، خشي فيها من انقسام المصريين، وكان يبكي بالدموع وقتها.

هالة صدقي

في مداخلة هاتفية لبرنامج "يحدث في مصر" مع الإعلامي شريف عامر، نعت الفنان هالة صدقي "الساحر"، وقالت إنه "ارتاح من الألم والعذاب" الذي واجههما في الأيام الأخيرة.

وأضافت "صدقي: "حاولت التحدث معه إلا أن الطبيب منع زيارته نهائيًا بسبب مرضه الشديد مؤخرًا، فضلا عن عدم رغبته في أن يراه أحد يتألم كثيرًا"، مؤكدة: "عندما حاولت زيارته في المستشفى سمعت صوته وهو يتألم كثيرًا، لدرجة أنني تأثرت بشدة، ولم أستطع المكوث أكثر من 10 دقائق فقط".

يمكنك مشاهدة المداخلة من هنا(link is external) في الدقيقة 20 من عمر الحلقة

عماد أديب

كشف الكاتب عماد أديب والصديق المقرب من الفنان الراحل، أن عند حجز "الساحر" في مستشفى "الصفا" كان قد انتشر السرطان بخمسة أماكن رئيسية في جسده؛ اللثة والكبد والرئة والعمود الفقري والمخ، وأضاف أن الأطباء أخبره أسرته بأن الحالة "ميئوس منها" والموضوع كله "مسألة وقت".

وأضاف "أديب" في مقال اليوم على موقع "الوطن"، "أنه كان هناك محاولات للبحث عن آخر أمل ممكن للعلاج فى باريس، وتم بالفعل إرسال تقرير طبي من مستشفى الصفا مع "سي دي" إلى أهم استشاري أورام فى باريس، والذى أكد دقة تشخيص الأطباء المصريين وأنه لا يُسمح بنقل الحالة بالإضافة لعدم تواجد أي بروتوكول علاجي يمكن أن ينقذه".

وأكد "أديب"، "أنه تم إخفاء هذه المعلومات عن محمود عبدالعزيز الذي تمكن منه المرض وأصبح يؤثر على حالته النفسية حتى إنه أمضى آخر 8 أسابيع رافضاً للطعام وأصبح يتناول غذاءه عبر محاليل عبر الوريد.

وأقيمت صلاة الجنازة على جثمان الفنان الراحل، أمس، بمسجد الشرطة في مدينة السادس من أكتوبر، بحضور عدد كبير من الفنانين، وتم دفنه بمقابر العائلة في مدينة الإسكندرية.

«الساحر» والرؤساء.. رحب بخلع مبارك ووصف مرسي بـ«المؤمن»

أحمد عبد التواب

لم يهتم الفنان محمود عبد العزيز خلال مشواره الفني بالاحتكاك بالسياسة، وابداء أرائه، إلا أن هناك ثمة مواقف وأراء لـ"الساحر" عن رؤساء مصر تبين حكمته.  

مبارك

التقى مبارك بمحمود عبد العزيز في إحدى الدول العربية وصافحه حينها، وداعبه قائلاً: "إيه اللي جابك هنا"، وذلك حسب رواية عبد العزيز.

هذا ليس فقط بل اتصل مبارك ونجله جمال به في فترة مرضه الأخيرة للاطمئنان على صحته بمستشفى الصفا بالمهندسين.

ولكن في حوار مسجل مع مجدي الجلاد في 2012 على قناة الـcbc، قال عبد العزيز عن خلع مبارك في ثورة يناير: "هرمنا من أجل هذه اللحظة".

مرسي

بينما كانت نظرة الساحر في الرئيس المعزول محمد مرسي مختلفة تمامًا عن الكثيرين، فكان يراه شخصًا جيدًا، إيمانه قوي، يخاف من ربنا، وذلك حسب حوار مسجل له مع مجدي الجلاد.

السيسي

في حين كان يرى عبد العزيز في الرئيس السيسي قيمة لن تعوض، طالبًا من الله أن يحفظه، وراجيًا من الله أن يقويه، لأنه أنقذ مصر من ظروف صعبة، وذلك حسب رأيه عن السيسي في إحدى المداخلات الهاتفية التليفزيونية في 2015.

وجدير بالذكر أن الفنان محمود عبد العزيز وافته المنية، مساء السبت، بمستشفى الصفا بالمهندسين عن عمر ناهز الـ70 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، وقدم خلال مشواره الفني 84 فيلمًا تنوعت ما بين الرومانسية الكوميدية والواقعية والاجتماعية والسياسية، وأخرج فيلمًا واحدًا هو "البنت الحلوة الكدابة"، وشارك في بطولة 9 مسلسلات درامية.

المشخصاتية الثلاث.. فرسان السينما المصرية

سعيد محمود

سارع الجميع فور سماعهم خبر وفاة الفنان الراحل محمود عبد العزيز، ونشروا فيديو جمعه بصديقيه أحمد زكي ونور الشريف في حفل أقيم على هامش مهرجان القاهرة السينمائي، حيث فاز وقتها الراحل محمود عبد العزيز بجائزة التمثيل عن فيلمه "الكيت كات"، بينما شارك أحمد زكي بفيلم "الراعي والنساء"، ونور الشريف بفيلم "الصرخة".

أظهر الفيديو مدى الحب بين الفرسان الثلاثة وقتها، حيث أخذ كل منهم يغني بمنتهى المرح، فغني أحمد زكي "قزقز كابوريا" ونور الشريف "سوسو حنتوسو"، بينما غنى محمود عبدالعزيز "يا ملتقى الصحبة" و"يلا بينا تعالوا"، وهي الأغنية التي شاركه فيها نور وأحمد زكي.

كان هذا هو الفيديو، لكن ماذا عن محمود عبد العزيز مع الفنانين الراحلين؟

دعونا نبدأ بمحمود عبد العزيز مع نور الشريف أولا، ونذهب في رحلة لأشهر أعمالهما وهو "العار" ، وفيه جسد الفنان الراحل دور الدكتور عادل شقيق كمال تاجر المخدرات وشكري رئيس النيابة، حيث جسد ببراعة شخصية الدكتور الذي يعالج مدمني المخدرات والصراع النفسي الذي يدور داخله بعد اضطراراه للاشتراك مع شقيقيه في بيع المخدرات، ثم ينتهي به الحال بالانهيار وفقدان العقل عندما يدرك أنه تخلى عن مبادئه مقابل وهم وسراب، منهيا الفيلم بالمشهد الشهير الذي غنى فيه "الملاحة والملاحة.. وحبيبتي ملو الطراحة".

ثاني أشهر أعمل محمود عبد العزيز مع نور الشريف هو "جري الوحوش"، عندما بحث تاجر الذهب "سعيد" عن حلم الإنجاب، وفي سبيل ذلك أقنع المنجد "عبد القوي شديد" بالتبرع له بجزء بسيط من المخ اسموه في الفليم "الإنترلوب"، مقابل مبلغ كبير من المال، وفي نهاية الأمر يفقد المنجد صوابه،  ويصاب صاحب محل الذهب بالشلل، ويجسد محمود عبدالعزيز لثاني مرة دور الرجل الذي يفقد عقله وهو يصرخ قائلا "عايز تورلوب".

فيلمان آخران شارك فيهما محمود عبد العزيز ونور الشريف، لكنهما لم يأخذا نفس القدر من الشهرة، أولهما "الشياطين" وجسد فيه عبد العزيز دور "فكري" عضو الجمعية السياسية التي تسعى لقلب نظام الحكم الذي إنقاذ زميله من براثن رئيس الجمعية الدموي، بينما جسد نور الشريف دور "الأمير نبيل" الذي ينضم للجمعية ثم يقبض عليه في النهاية.

أما الفيلم الثاني فهو "الصعاليك" ونرى فيه "مرسي" نور الشريف، و"صلاح" محمود عبد العزيز، الصعلوكان اللذان يصعدان إلى قمة الثراء بعد تجارة المخدرات وتتغير حياتهما قبل أن يقتل مرسي صلاح في نهاية الأمر لتصاعد الخلافات بينهما.

نأتي بعد ذلك لأفلام ساحر السينما مع الإمبراطور أحمد زكي، ودعونا نبدأ بواحد من أهم أفلام السينما المصرية "شفيقة ومتولي" حيث نرى ابن شيخ البلد "دياب" محمود عبد العزيز وهو يغوي "شفيقة" سعاد حسني، ويقتله شقيقها "متولي" أحمد زكي قبل أن يقتل شقيقته انتقاما لشرفه.

بعد ذلك قام الفنان الراحل محمود عبد العزيز بدور غاية في الصعوبة نافس به عبقرية أداء أحمد زكي نفسه في فيلم "البريء"، وهو العقيد "توفيق شركس"، ذلك الرجل هادئ الطباع مع أسرته وأصدقائه بشكل مثالي، لكنه ينقلب رأسا على عقب في مكان عمله بالمعتقل السياسي فنجده شرسا دمويا بشكل رهيب.

آخرهم «الساحر ويونس شلبي».. 8 فنانين جمعهم تاريخ الوفاة

معاذ محمد

ربما لم تجمع بعض الفنانين الأعمال التليفزيونية أو السينمائية، إلا أن  شيئا آخر جمعهم، وهو«الموت» في يوم واحد من نفس العام، أو على مدار أعوام سابقة، وهو الأمر الذي حدث مع 8 فنانين.

يونس شلبي ومحمود عبد العزيز

 12 نوفمبر، رحل الفنان محمود عبد العزيزعن عالمنا، بعد صراع طويل مع المرض، وهو نفس اليوم الذي توفي فيه الفنان الراحل يونس شلبي عام 2007، والراحلان لم يجمعهما إلا عمل واحد، وهو فيلم «عشاق تحت العشرين» عام 1979، مع المخرجين هاني بركات وعبدالعزيز جاد.

ممدوح عبد العليم وسعاد نصر

مع بداية العام الحالي وفي الخامس من يناير تحديدًا، توفي الفنان ممدوح عبد العليم، إثر أزمة قلبية مفاجئة أثناء تواجده في «الجيم»، وفي نفس اليوم عام 2007، رحلت الكوميدية سعاد نصر بعد خضوعها لعملية شفط دهون في أحد مستشفيات القاهرة، ودخلت في غيبوبة بعد إعطاءها جرعة مخدر تمهيداً لإجراء العملية، نتج عنها حالة غيبوبة كاملة استمرت لمدة عام، ولم تجمع الأعمال الفنية بين «ممدوح وسعاد».

عمر الشريف وسامي العدل

10 يوليو 2015، يوم عصيب شهدته الساحة الفنية، فرحل فيه الفنانين عمر الشريف جراء أزمة قلبية، وسامي العدل بعد صراع مع المرض، وهما اللذان لم تجمعهما أي الأعمال السينمائية أو التليفزيونية، إلا أن الموت جمعهم في يوم واحد من نفس العام.

جمال إسماعيل وزهرة العلا

جمال إسماعيل، وافته المنية في 13 ديسمبر 2013، بعد معاناته مع أمراض القلب وتدهور حالته الصحية، عن عمر ناهز الـ80 عامًا، وفي اليوم ذاته رحلت فنانة بارزة في الزمن الماضي، وهي زهرة العلا، والتي قدمت 120 فيلماً و50 مسلسلاً تلفزيونياً، وكان من أهم أعمالها السينمائية «الوسادة الخالية، وفي بيتنا رجل، وسر طاقية الإخفاء، وحد السيف، ورد قلبي، وسيدة القصر، وجميلة أبوحريد».

اليوم الجديد المصرية في

14.11.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)