كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

د. ماجدة واصف رئيسة «القاهرة السينمائى»:

علينا التكاتف لدعم المهرجان وخروجه

بشكل أفضل فى حدود الإمكانات المتاحة

أجرت الحوار ــ أميرة أنور عبدربه

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الثامنة والثلاثون

   
 
 
 
 
 

تنطلق الثلاثاء المقبل فعاليات الدورة الـ 38 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولي.. فبماذا استعدت إدارة المهرجان لإبهار وإسعاد وإدهاش الجمهور فى دورته الجديدة ؟؟ وما هى أهم المعوقات والصعوبات التى تواجهه هذا العام؟ هل زادت أم تراجعت أم ظلت كما كانت فى العام الماضي؟؟ وما سر انسحاب العديد من المعلنين من دعمه هذا العام؟ وما اثير من مشكله سحب الفيلم المصرى آخر أيام المدينة من المسابقة الرسمية للمهرجان؟

تساؤلات كثيرة طرحناها أمام الدكتورة ماجدة واصف رئيسة مهرجان القاهرة السينمائي، التى تقع على عاتقها مسئولية كبيرة وأمور لا يعلم تفاصيلها أحد غيرها، ولا يشعر بالقلق والتوتر أحد مثلها، والفريق المعاون لها، حيث إن هدفها الأساسى هو خروج المهرجان بشكل يليق بمكانة مصر، وذلك فى حدود الإمكانات المادية المحددة المتاحة أيضا.. فماذا قالت؟

·        فى البداية سألتها عن جديد الدورة الـ38 للمهرجان هذا العام؟

من أبرز الأشياء التى تتميز بها هذه الدورة هى أن المهرجان سيتم افتتاحه فى حفل بدار الأوبرا وتعود العروض إلى وسط البلد وهذا ليس جديدا بالمعنى الحرفى للكلمة، لأنه كان سابقا يتم عمل عروض فى وسط البلد ولكن بعد الثورة والاضطرابات التى عانت منها مصر اقتصرت العروض فقط فى الأوبرا التى كانت تقتصر فقط فعاليات المهرجان بها من خلال حفلى الافتتاح والختام فقط. وتضيف: ستكون العودة من خلال 5 صالات عرض فى وسط البلد، وأتمنى أن يزيد العدد العام القادم، وأن يغطى الحدث فى جميع أنحاء القاهرة. أيضا هذا العام حاولنا أن نتلاشى الزحام الشديد الذى حدث فى أثناء عرض الفيلمين المصريين فقمنا بعمل نظام جديد كامل، وهو أن الأفلام المصرية سيتم عرضها فى الصالة الكبيرة فى العرضين الاول والثانى على حد سواء، كما أننا أوكلنا إلى إحدى الشركات بيع التذاكر من خلال خاصية الحجز الالكترونى وهو ما يتسنى للجميع معرفة إذا كان هناك اماكن للفيلم أم لا كما أن التذاكر سيكون عليها رقم المقعد، وأعتقد أن هذا الأمر سيوفر الكثير من الوقت على الجميع وتضيف وبالمناسبة تلك الشركة هى أيضا التى أسندنا لها عمل الكارنيهات الخاصة بالصحفيين ودخول العروض وغيرها.

أيضا العام الماضى كان هناك 5 عروض يومية تبدا من التاسعة والنصف صباحا ولكننا قمنا بالغائها هذا العام لتبدا فى الثانية عشرة والنصف ظهرا.

·        إذن أنتم هذا العام قمتم بتلافى بعض الأخطاء التى حدثت فى العام الماضى حتى لا يتكرر حدوثها.. فهل تشعرى بالضيق من الانتقادات التى توجه إليكم بعد نهاية الدورة؟

إطلاقا.. أنا أهتم كثيرا بما يتم كتابته وما يوجه الينا من انتقادات، وقد لا أعلق عليها فى نفس اللحظة، ولكننى أضعها فى حسبانى وأناقشها مع فريق العمل حتى نستطيع تقديم الأفضل لنا جميعا فهذا مهرجان بلدنا ونتمنى جميعا أن يخرج بالشكل اللائق.

·        هذا العام كان من المقرر عرض فيلمى (آخر أيام المدينة) لتامر السعيد، وفيلم (يوم للستات) ولكن تم استبعاد الاول فجأة فما السبب؟

نحن نتعاون مع الجميع بنيه حسنة، ولا توجد أى مشكلة مع أحد، وتامر السعيد هو أحد أبنائنا وندعمه وكنا نريد أن يكون الفيلم معنا، وقد رأى الناقد يوسف شريف رزق الله أنه تجربة تستحق الاهتمام رغم علمنا أنه تم عرضه فى عدد من المهرجانات، ولكننا وافقنا على تمثيله معنا واتفقنا معه على عدم عرضه فى أى مهرجان آخر، ولكن المخرج لم يلتزم بذلك ولم يحترم المهرجان وقام بعرضه فى العديد من المهرجانات.

·        لكنكم استثنيتم فيلم (يوم للستات) للفنانة إلهام شاهين رغم عرضه فى مهرجان لندن؟

أريد أن أوضح شيئا.. أننى كنت رافضة وبشدة أن يعرض المهرجان بلندن ولكن بعد ضغوط عديدة وافقت على عرضه، ولكن خلال أسبوع عرض الفيلم بلندن اقترح عليهم أن يتم عرضه أيضا فى مهرجان مابيلو الفرنسى ولكننى رفضت بشكل قاطع، وبالفعل التزموا.

·        البعض يرى أن الخطأ من البداية من إدارة المهرجان التى سمحت بعرضه رغم علمها بأنه عرض فى أكثر من مهرجان؟

اعترفت بالخطأ وأخذت موقفا حاسما.. فهل هذا أمر سييء.. أعتقد أنه من الأفضل لنا ما قمنا به بدلا من الاستمرار فى الخطأ.

·        كل دورة تواجهون مشكلة حضور النجوم الأجانب لحضور فعاليات المهرجان فماذا فعلتم لحل هذه المشكلة حتى الآن؟

نحن وصلنا الى طريق مسدود فى هذا الامر لاسباب خارجة عن إرادتنا فلكى استطيع الاتفاق مع الوسيط والوكالة الخاصة بأعمال الفنانين فلابد من التأكد أولا هل سأستطيع تحمل تكاليفهم أم لا، والإجابة هى لا، لأننى مرتبطة بميزانية خاصة بالتنظيم لن أصرفها من أجل إحضار نجم فتلك الامور كانت تتحملها بعض الشركات المعلنة والرعاة، ولكن للأسف جميعهم انسحبوا هذا العام نظرا للأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد.

·        ولكنكم تفاجأون كل عام بالمقارنة مع مهرجان دبى الذى يستضيف كبار النجوم العالميين؟

مهرجان دبى يتم دعمه من حاكم دبى شخصيا، وكذلك مهرجان مراكش، وهناك رعاة يقدمون له الدعم المادى الكبير إرضاء للملك، كما أننى أقول لمن يعقد مقارنة لماذا تنسون ظروف بلادكم فنحن نمر بازمة اقتصادية حقيقية، وعلينا جميعا أن نتكاتف معا لدعم مهرجان بلادنا وظهوره بشكل أفضل فى حدود الإمكانات المتاحة.

·        الصعوبات والمعوقات التى تواجهكم هذ العام مختلفة عن الدورة السابقة؟

جميع الصعوبات التى تواجهنا كما قلت مرتبطة بالأحداث والظروف التى تمر بها البلاد، فميزانية المهرجان مقسمة كالآتي: 6 ملايين من وزارة الثقافة و2 مليون من وزارة السياحة خاصة باستضافة الضيوف ومليون من وزارة الشباب والرياضة وهذه الميزانية لم تتغير منذ سنوات ولكن ما تغير هو ارتفاع سعر الدولار فمنذ سنة كان الدولار بـ6 جنيهات، أما الآن مع ارتفاع تكاليف الانتقالات والطيران ارتفعت التكاليف، فمنذ أيام عرض على فيلم اندهشت من تكلفة إيجاره ورفضت الموافقة عليه. وإذا نظرنا للقطاع الخاص هم أيضا لهم العذر، فالأزمة الاقتصادية أثرت عليهم ايضا فجميع الرعاة الذين كانوا كرماء معنا فى السنوات الماضية تراجعوا هذا العام، وفى ظل هذا وذلك فنحن مطالبون بتقديم الأفضل ولكن بأقل التكاليف.

·        ماذا عن جائزة الـ10 آلاف دولار المقدمة من بعض الشركات؟

هذه الجائزة مقدمة من إحدى شركات الإنتاج السينمائى وهى نيو سينشرى ويحق للعاملين من منتجين وكتاب سيناريو أن يقدموا أعمالهم التى تعرض على لجنة تقر المشروع الفائز ويتم اختيار الأفضل ويشرف عليها محمد حفظي، وهناك أيضا جائزة 60 ألف جنيه مقدمة من شركة الماسة لأفضل مشروع فيلم مصري.

·        كيف ترى تأثير المهرجانات المصرية مثل الإسكندرية وأسوان والأقصر الإفريقى وشرم على مهرجان القاهرة السينمائي؟

مهرجان القاهرة السينمائى ينظم فى أكبر مدينة، وله تاريخ ودور كبير، بينما كل مهرجان مما ذكرتيهم يتوجه إلى جمهور مختلف ففى الاقصر كنا نستورد الجمهور من القاهرة لكى يأتوا ويشاهدوا، لان أهل المدينة لا يأتون بالشكل المطلوب ويظل لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى مكانة ومذاق مختلف عن المهرجانات الاخري.

·        أخيرا كلمة للنجوم الذين يتخاذلون عن الحضور أو الذين يبررون عدم حضورهم بعدم وصول دعوات لهم؟

أتمنى من النجوم الحضور ودعم مهرجان بلادهم فهو الملتقى الثقافى لهم وبالنسبة للدعوات مطروحة ونرسل للجميع فلدينا قاعدة بيانات يتم تحديثها باستمرار ويقوم فريق العمل معى بالاتصال بهم بشكل يومي.

الأهرام اليومي في

09.11.2016

 
 

إدارة مهرجان القاهرة السينمائي في ضيافة الجمهورية الأسبوعي :

شركة تسويق "وهمية" وراء غياب النجوم عن الدورة ال 38

مخرج "أيام المدينة" لم يلتزم بشروط المشاركة .. ولا توجد تعليمات أمنية لاستبعاد الفيلم

أدار الندوة : ماجدة موريس

كتبها :رفيق أمين - خالد سعيد

شارك فيها : حسام حافظ - محمد الصناديلي - ياسمين كفافي

لا يختلف أحد علي قيمة وتاريخ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يعد واحدا من أقدم وأعرق المهرجانات السينمائية ولايزال يحتل مكانته علي قائمة المهرجانات الأكثر تأثيرا في العالم وفي إطار الاستعداد لاستقبال دورة المهرجان الثامنة والثلاثين خلال أيام قليلة حرصت إدارة المهرجان علي تلبية دعوة "الجمهورية الأسبوعي" لعقد ندوة في مقر الجريدة وقبل أن يتم هذا اللقاء كان فريق العمل بالقسم الفني ل"الجمهورية الأسبوعي" يستعد جيدا ويجهز أسلحته الصحفية والمعلومات الكافية من أجل مواجهة إدارة المهرجان بكل ما يدور في عقول السينمائيين وجمهور ومحبي المهرجان ويبحث عن أهم السلبيات ومواطن الضعف التي تحاصر دورة المهرجان هذا العام. 

في اللحظة التي استقبلنا فيها ضيوفنا الأعزاء د.ماجدة واصف رئيس المهرجان والناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله المدير الفني والناقد الفني مجدي الطيب مدير المركز الإعلامي وعندما بدأت الأستاذة الكبيرة ماجدة موريس إدارة دفة الحديث وتدفق الحوار وبدأت الندوة تحول الجميع صحفيين وضيوفا إلي مناقشة كل التحديات التي تواجه مسيرة المهرجان وبحث الجميع بمنتهي الحياد والجدية عن حلول فورية لكل هذه التحديات حتي تخرج الدورة القادمة بالمستوي الذي يليق بقيمة وتاريخ المهرجان وفي نفس الوقت يؤكد علي تعافي مصر من كل آثار توقف الحياة الثقافية والفنية خلال السنوات الماضية بسبب الظروف الأمنية التي كانت حائلا دون وصول المهرجان إلي النجاح في دوراته السابقة. 

اتسم الحوار في الندوة بالصراحة وتدفق المشاركات وإصرار الجميع علي تزويدنا واطلاع قراء "الجمهورية الأسبوعي" علي تفاصيل الدورة القادمة وكذلك البرامج الجديدة التي أدخلتها إدارة المهرجان هذا العام لتطوير الخدمات للجمهور والصحفيين وتسهيل مشاهدة أفلام المهرجان ومن بينها الطفرة الجديدة في استخدام التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة في حجز مقاعد المشاهدة في دور العرض المشاركة في المهرجان كما استعرض معنا الأستاذ يوسف شريف رزق الله كل الأفلام الجديدة للمشاركة في دورة هذا العام وقدم مجدي الطيب شرحا وافيا لكل ما يخص التعامل مع الصحفيين ووسائل الإعلام لتغطية فعاليات الدورة القادمة وردت رئيس المهرجان علي كل الأسئلة التي وجهها فريق القسم الفني بالعدد الأسبوعي خاصة بالنسبة لانسحاب الرعاة وعدم وجودهم وكيف أثر ذلك علي ميزانية المهرجان والتي حالت دون استضافة نجم عالمي كبير.. إلي تفاصيل الندوة. 

·        من هي الشخصيات ضيوف الدورة "38" القادمة؟ 

** واصف: واجهنا بعض الانتقادات لعدم استضافة نجوم من هوليوود والموارد المالية التي نعمل بها لا تسمح لاستضافة نجوم كبار الذين تمنينا ان نستضيفهم لأننا نعلم المقابل المادي الذي يطلبونه في حال الموافقة علي الحضور خاصة أننا ليس لدينا دعم من أي رجل أعمال ونعمل بميزانية خاضعة للدولة وليس من حقنا استخدامها في أجور النجوم ومع ذلك حاولنا ان يظهر المهرجان بالشكل الذي يليق به وبعراقته.. وضيوف المهرجان هذا العام ستصل إلي 300 ضيف وهذا عدد استثنائي كان النصيب الأكبر لعدد من المخرجين المهمين حول العالم والذين سيكرمهم المهرجان بجائزة فاتن حمامة للتميز كما سنستضيف المخرج الصيني "جيازان كي" أحد أهم السينمائيين في العالم. كذلك استضفنا المخرج الألماني "كريستيان بيت زولد" الذي يتزعم الموجة الجديدة للسينما الألمانية وهو رئيس لجنة التحكيم كما سيعرض له مجموعة من الأفلام كما يشارك المخرج المالي "الشيخ عمر سيسو كو" في لجنة التحكيم وهو من الشخصيات السينمائية الهامة في إفريقيا كما سيكرم في افتتاح المهرجان إلي جانب عدد كبير من المخرجين وصانعي الأفلام. 

·        تتنوع طبيعة متابعي أفلام القاهرة السينمائي ما بين مشاهد محب للسينما وآخر متخصص وغيرها من طبيعة الجمهور.. كيف تم التعامل مع هذا الأمر في اختيار الأفلام؟ 

** رزق الله: نستهدف جميع الجنسيات وأنواع الجمهور وكان لنا رغبة هذا العام في توسيع قاعدة الجمهور بحيث لا يقتصر فقط علي من اعتاد الذهاب إلي مقر الأوبرا فأحيانا نجد صعوبة أو رهبة في الذهاب لمشاهدة الأفلام هناك لذلك قررنا هذا العام أن تنقسم العروض بين 10 دور عرض مقسمة بالتساوي بين قاعات دار الأوبرا ووسط البلد لذلك لا يمكن اقتصار الجمهور علي النخب فقط فجمهور وسط البلد هو جمهور من محبي الفن والسينما أيضا سيسعي إلي التردد علي العروض لمتابعة أفلام المهرجان. 

والحقيقة أننا واجهنا صعوبة بالغة في اختيار واستقطاب الأفلام المشاركة في مسابقات المهرجان خاصة وأنها أصبحت تشارك في الفترة الأخيرة نظير مقابل مادي نظرا لتسابق المهرجانات علي استقطابها للمشاركة بها التي أصبحت كثيرة العدد ومنتشرة في جميع الدول بكثرة. 

·        كيف تتم عملية اختيار الأفلام التي ستضم فعاليات المسابقات؟ 

** رزق الله: تتم عملية اختيار الأفلام عن طريق مشاهدتنا المباشرة للفيلم في أحد المهرجانات أو قراءتنا عنه في الصحف العالمية وفي تلك الحالة نطلب من شركة التوزيع المسئولة عن تسويق الفيلم ارسال نسخة من الفيلم لعرضها علي لجنة المشاهدة واتخاذ قرار بشأن مشاركته في المسابقات ثم نبدأ في التفاوض مع شركة التوزيع الخاصة بالفيلم التي أصبحت منتشرة في الوقت الحالي والتي أصبحت تطالب بمقابل مادي نظير عرض الفيلم في المهرجانات.. ورغم الظروف المادية الصعبة التي تواجهنا إلا أننا استطعنا استقطاب عدد كبير من الأفلام الهامة بالاضافة إلي عدد كبير من المخرجين المهمين حول العالم وصل عددهم إلي 50 مخرجا من جنسيات مختلفة. 

·        هل رتبت الإدارة رحلات يقوم بها ضيوف الخارج لأماكن سياحية وأثرية لالقاء الضوء وإبراز معالم مصر خاصة وأننا نعلم ان وزارة السياحة تشارك في دعم المهرجان؟ 

** واصف: حرصنا علي ترتيب برنامج لكل ضيف يشارك في الدورة الحالية سواء من حيث ترتيبات العروض وعدد الأفلام التي سيشارك في مشاهدتها مع الجمهور أو تحضير رحلات سياحية لهم وهو الأمر الذي وقعنا كان من الصعب تنفيذه في الدورة الماضية لأن اقامة الضيف كانت لمدة ثلاثة أيام فقط ولا تسمح له تلك المدة باقامة أي رحلات في مصر إلا أننا حرصنا هذا العام ان يقيم لأيام أطول وترتيب زيارات للضيوف لحرصنا علي سفر الضيف مع تكوينه صورة جميلة وحضارية لمصر. 

·        إلي جانب رحلات الضيوف.. لماذا لا يقام حفلي الافتتاح والختام خارج دار الأوبرا في أماكن أثرية ليراها متابعو المهرجان حول العالم؟ 

** رزق الله: يجب أن يكون مكان حفل الافتتاح في مكان مغلق نظرا لأننا مرتبطون بعرض فيلم ضمن برنامج الحفل فغير ممكن أن يكون في مكان مفتوح غير مجهز بامكانيات العرض كما ان استخدام مكان مفتوح يجبرك لاقامة تجهيزات من نوع خاص لمنع تأثير الطقس علي العروض والضيوف أيضا ووصول الصوت والاضاءات بطريقة صحيحة تخدم الحفل. 

- أجابت واصف: عرض علينا هذا العام عدد من المشاريع لتقديم حفلي الافتتاح والختام من أكثر من جهة بشكل رائع حوالي أربعة أماكن مختلفة مثل مدينة الإنتاج الإعلامي أو قاعة المؤتمرات وكان من ضمن المشاريع اقامة الحفل عند الأهرامات وهو ما لاقي ترحيبا من إدارة المهرجان خاصة اننا نعاني كل عام من ضيق المكان داخل الأوبرا بالاضافة إلي عدم وجود تجهيزات بها مما يضطرنا إلي تجهيز المكان من الميزانية الخاصة بنا إلا أننا اضطررنا إلي اقامة الحفلين داخل الأوبرا لأن تكاليف اقامة الحفلات في تلك الأماكن هي تكلفة ميزانية المهرجان بالكامل للدورة الحالية وبصفة عامة أحلم أن يكون هناك داخل مصر قصر للمهرجانات يكون به مهرجان السينما ومهرجانات أخري علي مدار السنة وغيرها ومهرجان "كان" منذ بدايته لم يكن يملك سوي قصر صغير خاص به ومع مرور السنوات حدث تطوير لتصبح مدينة كاملة بها ثلاث قاعات كبري للسينما تضم الواحدة منهم أربعة آلاف مقعد بالاضافة إلي التجهيزات الكبري التي يضمها القصر ويعمل علي مدار العام من خلال استضافة الأحداث الفنية وأماكن تصوير مما يدر عائدا ماديا للمهرجان أيضا. 

·        لماذا لا يتم الاستعانة بالنجوم المصريين الذين شاركوا في أفلام عالمية للعب دور الوسيط واستضافة نجوم من الخارج؟ 

** واصف: العلاقات الشخصية للفنانين ليست هي المعيار لاستضافة النجوم عند التعامل مع النجوم العالميين لا يتم التعامل و الاتفاق معهم مباشرة فهم تابعون لشركات أو منظمات هي التي تتولي إدارة أعمالهم فحتي ان حصلنا علي موافقة علي الحضور سنلجأ إلي التعامل مع الشركات التابعين لها وستفرض علينا مطالب ومبالغ مالية كبيرة نظير حضورهم ويكون هناك تعاقد بين الطرفين.. عندما استضاف المهرجان في سنوات سابقة النجمة العالمية "ميريل ستريب" أو "ريتشارد جير" جاءوا من خلال التزامات وأجر مادي مفروض علينا وكان يدفع لهم أجورهم بعض رجال الأعمال الذين لا يدعمون المهرجان في الوقت الحالي . 

·        هل كان للفنان العالمي عمر الشريف دور في جلب النجوم العالميين وقت ان كان رئيسا شرفيا للمهرجان؟ 

** واصف: عمر الشريف كان يستطيع الوصول للنجوم العالميين بسهولة من خلال اتصال هاتفي مباشر لانهم كانوا أصدقاءه لكن في حالة الموافقة من هؤلاء النجوم علي الحضور حينها تصبح إدارة المهرجان المسئولة عن توفير أجورهم. 

·        هل هناك ملاحظات أو مشكلات واجهتكم حول الجمهور الدورة الماضية أثناء مشاركته في عروض الأفلام؟ 

** واصف: الدورة الماضية كانت تجربة لها عدد من الايجابيات والسلبيات التي نرصدها ونتابعها باهتمام. حرصنا هذا العام علي تحديث كل ما يخص مشاركة الجمهور في عروض المهرجان العام الماضي كان النظام المتبع هو حصول المشاهد علي "كارنيه" يمكنه من دخول كل عروض المهرجان دون تحديد فيلم بعينه وهو ما سبب تدافعا وزحاما وعدم تنظيم لذلك قررنا التعامل هذا العام مع إحدي الشركات المتخصصة في بيع تذاكر السينما من خلال الانترنت سواء من علي الموقع الرسمي أو يقوم المشاهد بحجز التذكرة الخاصة به من خلال تطبيق خاص للمهرجان يتم تحميله علي الهاتف المحمول مما ساعد علي اختيار المشاهد وتحديده للفيلم الذي ينوي متابعته إلي جانب تحديد المشاهد للسينما والقاعة التي سيشاهد بها الفيلم من ال10 سينمات التي تعرض بها الأفلام إلي جانب ان جميع قاعات العرض متصلة بنظام واحد يمكننا من تحديد عدد الجمهور الذي سيشارك في مشاهدة الفيلم ونستطيع من خلاله معرفة ما إذا كان هناك أماكن شاغرة أم لا. 

بالاضافة ان هذا النظام الجديد سيتم تطبيقه علي الصحفيين والدعوات المجانية لمنع حدوث أي تدافع. العاملين بالصحافة لهم الحق في حضور العروض مجانا إلا انه سيتم ضمهم للنظام الجديد من خلال تحديد للعروض التي سيختار مشاهدتها مسبقا . 

·        هل تضمن إدارة المهرجان استجابة الجمهور بعد تغيير النظام ودخول العامل التكنولوجي به؟ 

** رزق الله: العام الماضي حين شرعنا في وضع نظام نستخدم به التكنولوجيا في التنظيم لم نجد استجابة سوي من 40% فقط من الجمهور ولكن هذا العام وصلت نسبة الاستجابة إلي 80% والنسبة الباقية لم تشارك لظروف خارجة عن إرادتها. البعض منهم لا يملك بريدا إلكترونيا أو لا يعلم كيفية استخدام التطبيق الجديد لحجز التذاكر أو التعامل مع الإنترنت ويجب علينا ألا نهدم نظاما كاملا لمجرد تخوفنا من عدم مشاركة البعض بل الأجدر ان نسعي لانضمامهم إلي المنظومة وحتي من لم يستطع الانضمام للمنظومة هناك التذاكر العادية للجمهور الموجودة في شباك السينمات بمبلغ 20 جنيها للتذكرة الواحدة دون الحاجة إلي استخدام النظام التكنولوجي ويدخل الجميع في النظام الجديد حتي نضمن التنظيم الجيد للجميع. 

·        انتشرت أخبار حول اتفاق تم بين إدارة المهرجان وجامعة القاهرة حول مشاركة طلاب الجامعة.. ما تفاصيل ذلك الاتفاق وكيف سيتم تنظيم مشاركتهم؟ 

** واصف: طلاب الجامعة أيضا في جميع الجامعات كانوا ضمن تخطيط إدارة المهرجان الدورة الحالية. في الدورة الماضية كان يحدث تدافع بينهم علي العروض لضعف التنظيم لكن هذا العام قررنا فرض رسم 1100 جنيه لاستخراج "كارنيه" المهرجان الذي يمكنه من دخول جميع العروض مما يمكننا من ضمان الجدية والالتزام وتحديدا فيما يخص جامعة القاهرة هناك روح خاصة خلقها رئيس الجامعة دكتور جابر نصار الذي يؤمن بتأثير الثقافة فهو وفر لجميع الطلبة بدون استثناء المشاركة في العروض الفنية والثقافية ليس علي مستوي القاهرة السينمائي فقط وطلب من إدارة المهرجان ترشيح عدد من الأفلام التي مرت علي لجنة المشاهدة لحجز وشراء تذاكر للطلاب في العروض الخاصة بتلك الأفلام ونقلهم بأتوبيس الجامعة لأماكن العروض سواد في الأوبرا أو وسط البلد وأتمني ان تعمم التجربة العظيمة في جميع الجامعات فهي تساعد في دعم النشاط الثقافي وكذلك تساعد في تثقيف وتوسيع مدارك الطلاب. 

·        إلي جانب مشاركة الطلاب في مشاهدة الأفلام.. هل هناك آليات لدعم الشباب فنيا من خلال ورش فنية؟ 

** لدينا داخل فعاليات الدورة الحالية "ملتقي القاهرة السينمائي الدولي" التي يشرف عليها المنتج محمد حفظي وتعمل علي المشاريع الفنية المصرية والعربية قدمت بها عدد من شركات الانتاج دعم لتلك المشاريع مثل شركة "نيو سينشري" التي تقدم مبلغ 10 آلاف دولار وكذلك شركة "الماسة" للمنتج هشام عبدالخالق ستقدم 60 ألف جنيه لسيناريو من المشاركين بالمهرجان كما ننظم في ذات الإطار ورشة عمل باسم "كيف تبيع فيلمك" التي تشرف عليها دينا حرب وعامة نسعي في الملتقي إلي ان يجتمع الشباب المشاركون بمشروعاتهم مع صناع الأفلام المصريين والعرب والأجانب مما يساعد علي ظهور أعمالهم للنور كما ننظم ورشة للنقد الفني أيضا يشارك بها عدد من كبار النقاد في مصر والخارج. 

·        ما السبب وراء وجود أزمة في ميزانية المهرجان كل عام وخاصة في الدورة الحالية؟ 

** واصف: ميزانية مهرجان القاهرة دائما ما تكون أقل بكثير من المطلوب وهذا الأمر الذي يجعلنا عاجزين عن الانفاق بشكل كاف علي كل الجوانب بالمهرجان وفي الدورة الحالية الأمر ازداد تعقيدا بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد حيث ان الميزانية الرسمية 9 ملايين جنيه فقط 6 منها من وزارة الثقافة ومليونان من وزارة السياحة ومليون جنيه من وزارة الشباب وهذه الميزانية ضئيلة جدا ولا تتناسب مع حدث كبير مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ولا تتيح لنا الفرصة للعمل بشكل جيد وتؤثر بشكل مباشر علي استضافتنا للنجوم العالميين إلي جانب العديد من الأمور التي تحتاج لتمويل كبير ولا نستطيع ان ننفق من الميزانية التي تعتبر صغيرة جدا فنحن مثلا ولمدة ثلاث سنوات نقوم بايجار أجهزة عرض "DIGITAl" علي نفقة المهرجان لعرض الأفلام المشاركة وطلبنا من وزارة الثقافة تلك القاعات بشكل دائم وهو ما لم يحدث وكان بدلا من دفع إيجارات لها كل عام كان من الممكن تجهيزها لتصبح موجودة ومملوكة للأوبرا للاستفادة بها كل عام. 

·        في ظل وجود أزمة دائمة في ميزانية المهرجان كل عام لماذا لا يتم التعاقد مع رعاة للمهرجان يساهمون في الميزانية مثلما يحدث في أي مهرجان أو حدث دولي كبير؟ 

** واصف: عقب انتهاء المهرجان في دورته ال37 العام الماضي تواصلت معنا احدي شركات التسويق وأبدت رغبتها في مساعدة إدارة المهرجان للاتفاق مع عدد من الرعاة ليكونوا موجودين في الدورة الحالية وكانت هناك عدة اجتماعات علي مدار تسعة أشهر كاملة قدمت فيها تلك الشركة عددا من الاقتراحات لكي يتم تطبيقها خلال هذه الدورة ولكن فوجئنا أثناء تحضير للمهرجان بأن هذه الشركة لم تقدم لنا أي عروض رعاية فعلية من أي شركة وان كل ما كان يحدث خلال فترة السبعة أشهر كان مجرد "وهم" وبالتالي فشلت في ايجاد أي حل لأزمة الرعاية ولم نستطع كإدارة مهرجان أن نجد أي بديل خلال هذه الفترة ولذلك تم الاعتماد علي الميزانية الرسمية في التحضير للمهرجان واختيار الضيوف صناع الأفلام المشاركة. 

·        وبعد هذه التجربة هل من الممكن ان تكون هناك إدارة خاصة بالتسويق تابعة لمهرجان القاهرة السينمائي؟ 

** واصف: إدارة المهرجان تعمل بالجود الذاتية وبعدد قليل جدا من القوة البشرية وليكون لدينا إدارة خاصة بالتسويق لابد أن تكون لدينا ميزانية أكبر من المخصصة حاليا لقد تعاملت مع الكثير من المهرجانات العالمية وأعرف جيدا الطريقة الاحترافية التي يعملون بها ونأمل ان نستطيع تنفيذ هذا في مصر ولكن طموحاتنا أكبر بكثير من الامكانيات المتاحة ولكننا نعمل جميعا بشكل كبير من أجل خروج المهرجان بالشكل الذي يليق بهذا الحدث العالمي الضخم. 

·        من المعروف ان السينما الأمريكية هي التي تجذب المشاهدين في مختلف أنحاء العالم فهل يوجد أفلام أمريكية مميزة سيشاهدها الجمهور في المهرجان؟ 

** رزق الله: حاولنا بقدر الإمكان ان نجلب عددا من الأفلام التي من الصعب عرضها في مصر خارج المهرجان هناك فيلم "أين الغزوة القادمة" وكان عرضه الأول في مهرجان برلين ويعرض ضمن أفلام المهرجان . كما يوجد أفلام أخري بعيدة عن السينما الأمريكية فازت بعدة جوائز وتعرض في المهرجان ومنهم الفيلم الفلبيني "الأم روزا" والفيلم الكندي "ليس نهاية العالم الآن" وفيلم سلوفاكي "المدرسة" وكلها حصلت علي جوائز. 

·        الصين هي ضيف شرف المهرجان في دورته ال32 لماذا لم تتم دعوة أحد النجوم الصينيين المعروفين ليكونوا ضمن حضور المهرجان؟ 

** واصف: تواصلنا مع النجم العالمي "جاكي شان" وطلبنا من مكتبه الحضور للمهرجان ولكنه اعتذر بسبب وجوده في أمريكا خلال فترة المهرجان لاستلامه احدي الجوائز الكبري هناك كما تواصلنا مع الممثل العالمي "جيت لي" ولأنه مريض جدا وأخبرنا مكتبه انه لا يستطيع الحضور ولكننا سعينا بقدر المستطاع لاستضافة أحد النجوم الصينيين العالميين ولكن مع الأسف لم يحالفنا الحظ. 

·        انتشرت بعض الأخبار عن وجود مسابقة خاصة بالأفلام المصرية.. ما صحة ذلك؟ 

** رزق الله: هذه الأخبار مغلوطة لا يوجد مسابقة خاصة بالأفلام المصرية ولكن هناك قسم تم استحداثه بالدورة الحالية لعرض الأفلام المصرية التي تميزت خلال العام الماضي والحالي والتي فرضت نفسها في المهرجانات الدولية وحصلت الجوائز بها وهي فيلم "نوارة" وفيلم "قبل زحمة الصيف" وفيلم "اشتباك" وفيلم "هيبتا" وفيلم "سكر مر" وفيلم "خارج الخدمة" وفيلم "حرام الجسد" وفيلم "الماء والخضرة والوجه الحسن". 

·        تعتبر من أفضل مميزات الدورة 38 هو التركيز علي التكنولوجيا الحديثة. كيف تم الاستعداد لهذه الطفرة؟

** ماجدة واصف: لدينا هذا العام اهتمام كبير جدا بالتكنولوجيا الحديثة وضرورة التواجد في ساحات التواصل الاجتماعي حتي نصل لأكبر نسبة من شريحة الشباب ولدينا فريق كامل بقيادة شاب طموح هو مهاب زنون وفريقه وهم يواصلون العمل ليلا ونهارا بمنتهي الاخلاص والتفاني يعمل في إدارة وتطوير قناة المهرجان علي الانترنت واليوتيوب وحساب الفيس بوك وتويتر الذي وقع معنا بشكل خاص عقدا كراعي للمهرجان سيقوم بتغطية كل أحداث المهرجان وابرازها علي الشبكة فورا. 

·        وما هي بنود التعاقد مع موقع تويتر للمشاركة في المهرجان؟ 

** سيتواجد مراسلون للموقع العالمي في حفل الافتتاح وكل الفعاليات للتسجيل مع الضيف ونشر الصور والفيديوهات ونشرها فورا مما يمنحنا فرصة مهمة بانتشاره في كل مكان كما ان هناك تقنية جديدة تسمي "المرآة" تسمح للجمهور بالتفاعل مع ما يحدث في المهرجان واذاعتها علي الموقع فورا وكل ذلك متاح علي الموبايل ويسمي "موبايل ابليكشن". 

·        وكيف يسير العمل في موقع المهرجان الرسمي؟ 

** واصف: حين تسلمنا المهمة في العام الماضي قبل الدورة 37 فوجئنا بعدم وجود موقع للمهرجان حيث اختفي أرشيف المهرجان في كل الدورات السابقة وبذلنا مجهودا كبيرا جدا لاسترداد هذا الأرشيف بعلاقاتنا واسسنا موقعا جديدا تماما وأشكر كل من تعاون معنا للخروج من هذا المأزق مثل الناقدة فريدة مرعي والناقد الكبير أحمد الحضري حيث أعطونا كل ما لديهم من صور ومواد أرشيفية خاصة بدورات المهرجان السابقة وقمنا بعمل "كتالوجات" جديدة تماما وهنا لابد أن أوضح ان هذا المهرجان كيان تاريخي لابد من الحفاظ علي أرشيفه للأجيال القادمة. 

- مجدي الطيب: المفاجأة ان هذا الأمر طبيعي في كل المهرجانات المصرية حيث تتعامل إدارة المهرجان مع شركات مختلفة كل عام والشركات تقوم بعمل موقع حتي نهاية الدورة ثم تغلقه ويختفي كل شيء من أجل ان تقوم بالتعاقد مرة أخري مع المهرجان في العام القادم ! 

·        هل يمكن فتح ملف تبعية المهرجان للدولة بشكل مباشر وأيهما أفضل ان يبقي جمعية أم مؤسسة أم هيئة تابعة لوزارة الثقافة؟ 

** واصف: أتخيل ان هذا الملف الشائك من المهم الحديث عنه وأسرد هناك التجربة المميزة للمركز السينمائي المغربي قيادة الناقد الشهير نور الدين صايل والذي نجح في النهوض بكل المهرجانات السينمائية المغربية من خلال نظام كامل ولذلك لابد ان نؤسس لمنظومة جديدة تماما في التعامل مع مهرجان القاهرة السينمائي حفاظا علي أرشيفه وتاريخه فلا يصح ان يبقي المهرجان العريق بدون هوية قانونية فهو ليس قطاعا من قطاعات الوزارة ولا هو مستقل بشكل كامل ولا نملك أي صلاحيات بعيدا عن الوزارة فهي تشارك بشكل مباشر من خلال ميزانية المهرجان التي تمثل بندا ثابتا في ميزانية وزارة الثقافة وهي بالمناسبة لم تتحرك أو تزيد منذ سنوات طويلة ونطالب بشكل عاجل ان يتم زيادتها حتي نستطيع الوفاء بالتزامات المهرجان 

·        كيف يسير العمل علي صعيد التغطيات الصحفية والإعلامية للمهرجان؟ 

** مجدي الطيب: نحن نتعاقد مع القنوات والجرائد مجانا وهو ما يشبه أن يكون الأمر رعاة معنويين يعطينا فقط ساعات بث يكسب من ورائها ملايين ولا يعطينا مقابل حتي الصحف المصرية تكتفي باعطاء المهرجان مساحة لنشر "الافيش" بشكل يومي وربع صحفة لأخبار وفعاليات المهرجان. 

أما بالنسبة للتغطية فقد توسعت الصحافة المصرية فهناك جرائد كثيرة جدا ومواقع الكترونية تطالب ب"الكارنيه" الخاص بمتابعة العروض مثلها مثل كل الجرائد القومية والخاصة والغريب ان عددا كبيرا يطالب بدعوات حفلي الافتتاح والختام قبل الكارنيه والكتب والكتالوج وقبل ان يعرف أي شيء عن برامج الدورة الجديدة "مش مهم الكارنيه ولكن أهم حاجة الافتتاح وتوفير دعوة العشاء"!! ونحن نحاول إرضاء كل الناس ونعطي الكارنيهات لكل الناس الموجودة في خطاب الاعتماد من الجريدة حتي لو كانوا خمسة محررين أو أي عدد غير ما كان يحدث في الماضي من اشتراط محرر واحد أو اثنين ومصور علي أكثر تقدير كما ان لدينا كذلك فريقا تليفزيونيا سيغطي كل فعاليات المهرجان إلي جانب إصدار نشرة يومية باللغة العربية والانجليزية. 

·        ما هي الحقيقة وراء أزمة فيلم "آخر أيام المدينة" للمخرج تامر السعيد؟ 

** رزق الله: البداية حين أعجبت بالفيلم بعد مشاهدته في مهرجان برلين وعندما عدت للقاهرة اتصلت بتامر السعيد وقلت له: "عايزين نعرض الفيلم في المسابقة العربية لانه شارك في مهرجانات قبل كده" وطلب بالحاح ان يعرض الفيلم في المسابقة الرسمية ونظم لنا عرضا للفيلم شاهدته دكتورة ماجدة ولجنة المشاهدة ودعما للفيلم المصري وافقنا علي مشاركته في المسابقة الدولية مع ابلاغه بشرط أن يمتنع عن المشاركة في المهرجان القادمة لكننا اكتشفنا انه شارك في أكثر من 60 مهرجانا كما قال هو بنفسه في أحد البرامج التليفزيونية واعتبرنا انه لم يحترم مهرجان القاهرة في نفس الوقت الذي التزمت فيه كاملة أبو ذكري مخرجة فيلم الافتتاح بما طلبناه منها واعتذرت عن عدم المشاركة في مهرجان دبي والمسابقة الرسمية لمهرجان مونبيليه وهو ما تقدره إدارة المهرجان. 

·        يتردد الحديث في نفس السياق عن تشابه حالة فيلم نيموزا الإسباني والفيلم الجزائري حكايات قريتي في مهرجانات دولية أخري.. وقبول الإدارة بعرضهما بالمسابقة الرسمية؟ 

** غير صحيح بالمرة كل هذا الكلام فالمهرجان يشترط الا يعرض الفيلم ولا يشارك في واحد من المهرجانات الدولية المعروفة وعددها 15 ونرفض مشاركته إذا كان ضمن المسابقة الدولية في أي من هذه المهرجانات أما إذا تم عرضه خارج المسابقة الدولية فليس هناك ما يمنع مشاركته وهذا ما حدث مع "ميموزا" حيث تم عرضه في أسبوع النقاد في مهرجان "كان" ولم يعرض في المسابقة الدولية الرسمية ونفس الحال بالنسبة للفيلم الجزائري. 

- واصف: كما لابد ان أشير إلي ان المخرج تامر السعيد ربما تعامل باستخفاف غير مقصود مع مهرجان القاهرة وأخيرا انه سيعطينا العرض الاقليمي قبل المهرجانات العربية وهنا لابد ان يعرف اننا مهرجان دولي ولسنا مهرجانا اقليميا ولنا قواعد وأسس نسير عليها ولا نتجاوزها مهما كان الأمر. 

- الطيب: أريد أن أؤكد ان كل الكلام الذي اشيع عن وجود تعليمات أمنية تدخلت لرفض الفيلم هو كلام غير صحيح بالمرة وليس هناك أي شكل من أشكال الوصاية علي المهرجان لاتخاذ هذا القرار كما ان هناك الفيلم المصري "البر التاني" اخراج علي ادريس الذي يشارك في المسابقة الرسمية وهو العرض العالمي الأول له. 

·        ما أهم الندوات التي سيتم اقامتها في المهرجان؟ 

** رزق الله: هناك ندوة كبيرة عن التشريعات السينمائية في مصر والعالم وندوة أخري لضيف شرف المهرجان الوفد الصيني وندوة لكتاب عن محمد خان وكتاب آخر عن الفنان أحمد حلمي وأخيرا ندوة كتاب "شكسبير والسينما". 

الجمهورية المصرية في

10.11.2016

 
 

لماذا تغيب السينما العربية؟

نديم جرجوره

لن تتوقّف بيروت عن إيجاد متسع من الوقت والمساحة الجغرافية لتنظيم مهرجانات سينمائية، تختلف مواضيعها وأنماطها وأهدافها، وتلتقي، كلّها، عند فكرة أساسية: تقديم أكبر قدر ممكن من الأفلام حديثة الإنتاج، أو قديمه. الاستعدادات والتكريمات جانبٌ فعّال، يضع المهتمّ أمام كلاسيكيات وذاكرة وتاريخ. الجديد، هو أيضاً، فعّالٌ في تحريك المشهد السينمائيّ اللبنانيّ. 

لن تتوقّف بيروت عن إتاحة المجال أمام راغبين في متابعة أحوال الفن السابع، لمعاينة حراكٍ سينمائي دولي، ينقصه اهتمامٌ أكبر وأكثر جدية بالسينما العربية، رغم أن "أيام بيروت السينمائية" ـ التي تُنظّمها "جمعية بيروت دي سي"، المعنية بالسينما العربية المستقلّة تحديداً، مرة واحدة كل عامين ـ مختصّة بها. أسباب كثيرة تؤدّي إلى تنظيم هذا المهرجان، أو تلك التظاهرة. الصفات، هنا، مختلطة ومتداخلة. يُضاف إليها "أسبوع" هذه السينما أو ذاك السينمائيّ. يُعلن البعض عن إقامة مهرجان سينمائيّ، يكون، في الواقع، تظاهرة، أو أسبوعاً احتفاليّاً، أو استعادة تكريمية. 

بعيداً عن المعاني والصفات، تُطرح أسئلة عديدة، يُمكنها أن تبدأ بالصفات الموضوعة للنشاطات، لكنها، حتماً، تنتقل إلى محاولة فهم مدى قدرة هذه النشاطات على تحقيق مبتغاها. أسئلة متعلّقة، أيضاً، بنوعية الأفلام المختارة، وبكيفية اختيارها، وبآليات تشكيل لجان التحكيم، وبغيرها من أساسيات تنظيم كلّ نشاط سينمائيّ. أسئلة مفتوحة، أيضاً، على الانبهار بالغربيّ، في مقابل ما يُشبه الانكفاء عن كلّ اهتمامٍ ممكن بالسينما العربية. "أيام بيروت السينمائية" تتحمّل مسؤولية سينمائية وثقافية وفنية في هذا المجال، وتمنح المهتمّين فرصة الاطّلاع على كل جديد عربي ممكن، لكن مرة واحدة كل عامين. فهل يرتبط هذا بندرة الأفلام العربية الجيدة، فقط؟ 

السينما العربية، أقلّه في الأعوام العشرين المنصرمة، تمتلك حيوية إبداعية لافتة للانتباه، وتُنتج عدداً لا بأس به من العناوين المميزة بجمالياتها المختلفة. منخرطةٌ هي في أعماق الحدث العربي، في السياسة والاجتماع والأمن المتنوّع، كما في شؤون الذات والذاكرة والراهن. تُقدِّم أعمالاً تُبهر العين والقلب والعقل والروح، وتحثّ على التأمّل في أحوالٍ عامة وذاتية، وتدعو إلى التنبّه إلى مختلف المفردات المعمول بها لإنجازها. السينما العربية الراهنة تتفوّق، أحياناً، على نفسها، بمثابرتها على التنقيب في كلّ جديد فني أو بصري أو تقني ممكن، لـ "استغلاله" في مقاربة البيئة والمحيط والذاكرة، وأسئلة الحياة والقدر والهوية والانتماء والاغتراب، وهموم الفرد وهواجسه ومخاوفه وأحلامه وانكساراته ومِحَنه. السينما العربية الراهنة، التي يطغى الحضور الشبابيّ فيها، جمالياً وفنياً وثقافياً ودرامياً، تستمرّ في معاندة التحدّيات القاسية كلّها، الداخلية والخارجية، التي تحاول أن تكون "حجر عثرة" أمامها، من دون أن تتوصّل إلى منعها من إنتاج البديع والمستفزِّ والصادم، إيجابياً. 

والتحديات منسحبة على التمويل والإنتاج، وعلى التوزيع والعروض "المحلية"، أي تلك الخاصّة بجغرافيّة المكان المولودة فيه هذه الأفلام، أو التي تتناولها وتروي فصولاً من حكاياتها. منسحبةٌ أيضاً على اللهجات، وصعوبة وصولها إلى مشاهدين لا يعرفونها، ولا يفهمونها، ولا يُتقنونها. كما أن الرقابات المختلفة تُشكّل تحدّيات أقسى، وتحول دون تواصل مطلوب بين المشاهدين العرب والأفلام العربية. 

هذا كلّه لن يمنع من شيوع نتاجٍ سينمائي عربيّ يواجه ويُفكِّك ويكشف، أو يقول الخلل ويُشير إلى البهتان ويتصدّى للعفن. الذات أساسية في صنيع عربي، يُراد له اهتماماً أكبر بالفرد نفسه، وبمحيطه وعلاقاته وأسئلته الخاصّة. المسائل العامة تحضر عبر هذا الفرد أيضاً، ومحيطه وعلاقاته وأسئلته الخاصّة. لذا، تبدو السينما العربية الراهنة نضرة وناضجة وحيوية، إنتاجاً واشتغالاً وجماليات، لكنها تقع ضحية الحواجز المرتفعة بينها وبين المشاهدين العرب. وبفضل بعض المهرجانات المُقامة في الجغرافيا العربية، يتمكّن المهتمون من مشاهدة ما يتيّسر لهم، هنا وهناك. 

لكن، هل يكفي مهرجانٌ واحدٌ، يُقام في بيروت مرة واحدة كل عامين، كي يُشاهد المهتمون صنيعاً سينمائياً عربياً جديداً وتجديدياً؟ ما العائق الذي يحول دون إيجاد مساحة أوسع للفيلم العربي الراهن، بلغاته ولهجاته وتقنياته وأسئلته وهواجسه وارتباكاته، في هذه المدينة؟ لماذا لا يتذكّر صانعو المهرجانات حالياً ـ الذين يجتهدون لتقديم الأفضل والأحسن في النتاج السينمائي الدولي، وهذا مهم وضروري ـ تجربة ديمة الجندي مثلاً، مُنظِّمة "مهرجان السينما المغاربية"، الناجح ـ نقدياً ومُشاهدةً، وإنْ يعجز عن بلوغ نجاح تجاريّ يحرِّض المموّلين على دعمه؟ 

هذا ما تحتاج بيروت إليه، وإنْ بقيت "أيام بيروت السينمائية" المناسبة الوحيدة لمتابعة بعض النتاج العربيّ الجديد، في حين أن "مهرجان الفيلم اللبناني" يتكفّل بتقديم نتاجات لبنانية. 

العربي الجديد اللندنية في

10.11.2016

 
 

يحتفي بالسينما التسجيلية

الباليرينات الأوائل فى القاهرة السينمائي

كتب - طاهــر البهــي

في إطار سعيه لتلبية كافة الأذواق السينمائية وعرض مختلف أنواع الأفلام وأحدثها يولي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثامنة والثلاثين التى تبدأ  فعالياتها فى 15 وحتى 24 نوفمبر اهتماما خاصاً بالسينما التسجيلية حيث يعرض ضمن برامجه مجموعة من أحدث إنتاجات السينما التسجيلية المصرية والعالمية. يتصدر القائمة الفيلم الأمريكي "جمهورية ناصر: بناء مصر الحديثة Nassers Republic: The Making of Modern Egypt" للمخرجة ميشال جولدمان التي قدمت منذ 15 عاماً فيلم "أم كلثوم: صوت يشبه مصر"، تعرض جولدمان في فيلمها الجديد مشاهد ولقطات نادرة حول الزعيم جمال عبد الناصر وتحاول أن ترصد بحياد مسيرته من الميلاد حتى الوفاة باعتباره صاحب التأثير الأهم في بناء مصر المعاصرة. كما يشارك المخرج المصري وحيد صبحي بفيلم "نحن مصريون أرمن Were Egyptian Armenians" الذي يرصد فيه تاريخ الطائفة الأرمنية في مصر وإسهام أفرادها في تاريخ الاقتصاد والثقافة والسياسة المصرية منذ نزوح آلاف منهم إلى مصر هرباً من المذابح العثمانية حتى يومنا الحالي، بينما يشارك المخرج هشام عبدالخالق بفيلم "خطوة في تاريخ الباليهA Footnote in Ballet History" حيث يتابع حكاية الجيل الأول من راقصات الباليه المصريات وبالتحديد أول خمس مصريات ترقصن في البولشوي الروسي الشهير. ومن إسبانيا يعرض المهرجان فيلم "الصيف الأخير The Last Summer" للمخرجة ليز أبيلانيز الذي يعايش الأيام الأخيرة في حياة السينما بشكلها الكلاسيكي عبر حكاية ميجيل أنجيل عامل العرض في إحدى القاعات الصيفية الإسبانية الذي ظل لعقود يعرض الأفلام عبر بكرات السيلولويد حتى جاء التصوير الرقمي ليعلن وفاة عروض السينما كما عرفها ميجيل. أما مخرج الأفلام التسجيلية الأشهر الأمريكي مايكل مور فيعرض المهرجان فيلمه الجديد "أين الغزوة المقبلة؟ Where to Invade Next?" الذي يقوم فيه بجولة شيقة بين بلدان العالم للتفتيش عن أفكار مميزة بإمكانها أن تطوّر نمط حياة المواطنين. كذلك يعرض الفيلم التسجيلي المتوج بجائزة التصوير في مهرجان صن دانس "أرض الاستنارة The Land of the Enlightened" للمخرج بيتر يان دي بوي الذي تدور أحداثه في أفغانستان بعد الغزو الأمريكي حيث يُنقب مجموعة من الأطفال عن الألغام السوفيتية القديمة بغرض بيعها. 

حواء المصرية في

10.11.2016

 
 

المغالطات كثيرة والمعلومات الصحيحة غائبة!

عملاً بحق الرد، وتعقيباً على ما نُشر في العدد 19572 الصادر في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016 في جريدة «الحياة»، تحت عنوان «هل يتدخل وزير الثقافة المصري؟»، نننشر هذا الرد من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي على مقال للزميلة أمل الجمل:

< نشرت جريدة «الحياة» (الجمعة 4 تشرين الثاني 2016) مقالاً كتبته الناقدة أمل الجمل تحت عنوان «هل يتدخل وزير الثقافة المصري؟» هاجم مهرجان القاهرة السينمائي، وأفرد - في مساحة كبيرة - عدداً من المغالطات التي تخص المهرجان، ما استدعى أن تستخدم إدارة المهرجان حق الرد والتصحيح على ما ورد في المقال وذلك في النقاط التالية:

- أولاً: قرّرت الكاتبة أن تُكذَب رواية إدارة المهرجان حول الاتفاق الذي أبرم مع تامر السعيد مخرج فيلم «آخر أيام المدينة» وأن تنحاز لما قاله المخرج، على رغم أن الدليل لدى الطرفين هو روايات شفهية، حيث أن الاتفاق لم يكن مكتوباً، وذلك ليس أمراً غريباً أو مستهجناً، بل هو في الحقيقة العرف السائد في كثير من المهرجانات، بخاصة عندما تكون هناك علاقة شخصية ودية تجمع إدارة المهرجان بصناع الفيلم كما هو الحال مع تامر السعيد.

هنا يكرر المهرجان ما قاله في بيانه الصحافي بتاريخ 25 تشرين الأول (أكتوبر)، في ما يتعلق بتواصل إدارة المهرجان ممثلة بالمدير الفني الناقد يوسف شريف رزق الله مع المخرج خلال آب (أغسطس) الماضي، عارضة عليه المشاركة بفيلمه في المسابقة العربية للمهرجان، وليس في قسم بعنوان أفلام مصرية مشرفة لعرضه على الأجانب كما صرح المخرج، وهو المكان الذي وجدناه ملائماً لفيلم بدأ عروضه الدولية قبل تسعة أشهر كاملة من موعد المهرجان، إلا أن المخرج تحفظ على الخيار واشترط وجود فيلمه في المسابقة الدولية، لتوافق الإدارة مع شرط توقف الفيلم عن المشاركة في مهرجانات تالية، وهو ما خالفه المخرج واستمر في إنكار هذا الاتفاق الشفهي. بينما يقول الواقع إنه لو لم يكن لدى المهرجان رغبة حقيقية في دعم الفيلم وصانعه لما كنا قد وافقنا من البداية على شرط التواجد في المسابقة، وهي الموافقة التي نشعر الآن أننا ربما قد أخطأنا فيها، في ظل إنكار المخرج للاتفاق، وإصراره على الإشارة إلى شيء لم نطلبه من قريب أو بعيد وهو العرض الأول في الشرق الأوسط.

- ثانياً: ترتكب الكاتبة مغالطات صريحة عندما تتحدث عن لوائح الاتحاد الدولي للمنتجين FIAPF الذي ينتمي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي إلى فئته الأولى ويخضع لضوابطه، فتسوق أمثلة بأفلام مثل «ميموزا» و»جريمة على كراسي متحركة» مشيرة إلى أنها مخالفة للائحة المهرجان لمشاركة الأول في مهرجان كان والثاني في كارلوفي فاري. والحقيقة أن كلا الفيلمين خاضع للائحة المهرجان التي تمنع فقط الأفلام التي شاركت في المسابقات الرسمية للمهرجانات المصنفة ضمن الفئة الأولى، بينما شارك فيلم «ميموزا» في أسبوع النقاد بكان، وشارك «جريمة على كراسي متحركة» في برنامج سينما شرق الغرب في كارلوفي فاري، وكلاهما لا يمنع الفيلم من التنافس في القاهرة، تماماً كما لم تمنع مشاركة «آخر أيام المدينة» في قسم المنتدى في مهرجان برلين من اختياره للمسابقة الدولية في مهرجان القاهرة في بداية الأمر.

ما نريد التأكيد عليه أن مشكلة الفيلم لم تكن في مشاركته في برلين، والدليل على هذا أننا اخترناه ونحن نعلم بعرضه هناك، وإنما كان الخطأ في مخالفة الاتفاق مع المخرج في شأن تنظيم عروضه في مهرجانات أخرى تقل في قيمتها عن مهرجان القاهرة السينمائي.

- ثالثاً: تشير الكاتبة في مقالها إلى وجود ازدواجية في المعايير يتعامل بها المهرجان تفصل بين الفيلم المصري والفيلم الأجنبي، والواقع أنه لا توجد ازدواجية بل يوجد تعامل خاص يمنح المهرجان من خلاله مزايا للفيلم المصري أكثر من الأجنبي وليس العكس. التعامل الخاص يبدأ بالسماح لتامر السعيد وغيره من مخرجي الأفلام المصرية بالنقاش مع المهرجان وبحث البرنامج المناسب لعرض كل فيلم وفقاً لظروفه، وهو مالا يفعله المهرجان مع الأفلام الأجنبية المشاركة في برامجه، كما أن المهرجان يقدم للأفلام المصرية المشاركة في مسابقته الدولية مزية استثنائية بإقامة كل من عرضي الفيلم داخل المهرجان في المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية للسماح للفيلم بالحصول على أكبر عدد من المشاهدين وأكبر قدر من التغطية الصحافية، بينما يُعرض الفيلم الأجنبي مرة واحدة في المسرح الكبير ويُعاد في إحدى صالات وسط القاهرة. وبالإضافة إلى هذا يفسح المهرجان أكبر مساحة في برنامجه للفيلم المصري؛ فمصر هي الدولة الوحيدة المشاركة بفيلمين في المسابقة الدولية، بخلاف فيلمين في قسم البانوراما وفيلم في المسابقة العربية وفيلمين في مسابقة سينما الغد للأفلام القصيرة، ناهيك عن تخصيص برنامج للسينما المصرية الحديثة يعرض فيه أهم أفلام العامين الماضيين بترجمة إنجليزية لتقديم جديد السينما المحلية لضيوف المهرجان، ليبلغ مجموع الأفلام المصرية المشاركة 16 فيلماً متنوعة في شكلها ونوعها سيقوم المهرجان بتقديمها في أفضل صورة ممكنة، مع التأكيد على أن الأفلام الخمسة الطويلة المشاركة في البرامج الرسمية للمهرجان خصت مهرجان القاهرة بعرضها العالمي الأول، باستثناء «يوم للستات» الذي عُرض مرة وحيدة خارج المسابقة في مهرجان لندن، وذلك بعدما قام صناعه بالتشاور مع إدارة مهرجان القاهرة قبل قبول المشاركة، واعتذروا بعدها عن المشاركة في مهرجان مونبيليه استجابة لطلب مهرجان القاهرة.

هذا بالتحديد ما تحاول الكاتبة تجاهله؛ إذ إن علاقة مهرجان القاهرة بصناع الأفلام المصرية تحديداً علاقة تقوم على التعاون والثقة المتبادلة، فالمهرجان يمنح الأفلام المصرية امتيازات أكبر وفقاً لما تسمح به لوائح الاتحاد الدولي، وينتظر في المقابل من صناع الأفلام احترام المهرجان في شكل عام واحترام الاتفاقات المبرمة معه في شكل خاص، وهو ما قام به جميع صناع الأفلام المشاركة في الدورة 38 وتجاهله تامر السعيد وفريق فيلمه. وإذا كانت العلاقة بين المهرجان والفيلم الأجنبي هي علاقة عملية بحتة، فالعلاقة مع الفيلم المصري تقوم على تبادل الدعم من أجل المصلحة العامة، ولا يصح أن يُعلن صانع الفيلم أن هذا مهرجان بلده وعليه أن يدعمه، بينما لا يقوم في المقابل باحترام الاتفاق الذي أبرمه مع المهرجان.

رابعاً: بخلاف ما سبق تورد الكاتبة عدداً من الأخطاء والاستنتاجات التي لا مجال لها من الصحة، فتزعم أن هناك «عُرفاً» بمنع الأفلام التي عرضت في الشرق الأوسط من المشاركة في المسابقة الدولية وهذا غير صحيح، لأن مهرجان القاهرة مهرجان دولي لا يضع في اعتباره إطلاقاً شروط المهرجانات الإقليمية. وتقول إن فيلم «قدرات غير عادية» للمخرج داود عبد السيد لم يتم اختياره في العام قبل الماضي لمشاركته في مهرجان دبي وهذا غير صحيح، لأن المهرجان طلب وقتها مشاركة الفيلم في مسابقته الرسمية واعتذرت الشركة المنتجة لرغبتها في طرح الفيلم في السوق قبل موعد المهرجان (وهو ما تغير لاحقاً بتأجيل عرضه إلى كانون الأول (ديسمبر) 2015).

أخيراً وبناء على هذا الكم الكبير من المغالطات وجدت إدارة المهرجان أن هذا الخلط المتعمد والمعلومات المغلوطة أمر يستحق الرد؛ خصوصاً أن النشر جاء على صفحات جريدة عريقة ومؤثرة مثل «الحياة».

الحياة اللندنية في

11.11.2016

 
 

«المغامر»!

مجدي الطيب

عندما أعلنت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي قرار تكريم المنتج حسين القلا رأيت الدهشة في عيون أبناء الجيل الذي يغفل قيمة الرجل ومكانته، ويجهل دوره الكبير في النقلة المفصلية الهائلة التي حققتها صناعة السينما المصرية على يديه، حتى يمكن القول إن الإنتاج السينمائي مرّ بمرحلتين، أولهما ما قبل حسين القلا والثانية ما بعده!

تشاء الأقدار أن يؤسس «القلا» مشروعه الإنتاجي، عبر «الشركة العالمية للتلفزيون والسينما» في عام 1982، وهو العام الذي بدأت فيه مسيرتي في عالم الصحافة، من ثم كنت كثيراً ما أتردد على مكتب الشركة في شارع عدنان المدني بالزمالك لأحصل على خبر أو صورة، أو أتابع الأفكار الكثيرة التي ترددت آنذاك عن مشاريع سينمائية واعدة ولدت على أيدي نقاد كبار قيل لنا إنهم «العقول المفكرة» للشركة الوليدة.

عرفت آنذاك المنتج والموزع فلسطيني الجنسية مصري الهوى، وأشهد أن ابتسامته لم تفارقه يوماً، رغم العراقيل والعقبات التي كانت تواجهه، وفرضت عليه الدخول في معارك لا يريدها، إذ كان يملك طموحات كبيرة، وأحلاماً أكبر، وكان يُدرك أن الإنتاج في ظل بنية أساسية متهالكة لا يُجدي، وبعد دراسة جدوى استمرت زهاء ستة أشهر، أشرف عليها وقتها أحد المكاتب اللبنانية المتخصصة (مكتب بهيج مالك)، أيقن أن البداية ينبغي أن تكون من خلال بناء وتجديد دور العرض في مصر. وعلى الفور، استأجر في عام 1984 سينما «كريم 1» ( 470 مقعداً) و{كريم 2» (100 مقعد) وجددهما في شارع عماد الدين الشهير، وحالما انتهى من التحديث باتت الفرصة مهيأة للإنتاج فبدأ بفيلم «للحب قصة أخيرة» (1985) إخراج رأفت الميهي. وفي العام التالي مباشرة، أنتج «الطوق والأسورة» إخراج خيري بشارة و{البداية» للمخرج الكبير صلاح أبو سيف، وفي العام نفسه استأجر وجدّد سينما الجمهورية (800 مقعد)، وبعدها توالت نتاجاته الرائعة: «زوجة رجل مهم» (1987)، «أحلام هند وكاميليا» (1988) إخراج محمد خان، «يوم مر يوم حلو» (1988) إخراج خيري بشارة، «الكيت كات» (1991) إخراج داود عبد السيد، «المواطن مصري» (1991) إخراج صلاح أبو سيف، و{أرض الأحلام» (1993) إخراج داود عبد السيد، وهي الأفلام التي كان لها الفضل في تدشين ما اصطلح على تسميته «تيار الواقعية الجديدة في السينما المصرية»، كذلك أعادت للفيلم المصري هيبته ومكانته في المنطقة العربية والمهرجانات الدولية، وصارت علامات في تاريخ السينما العربية.

لا يمنعنا هذا من القول إن «القلا» أنتج أفلاماً تغلب عليها السمة التجارية، مثلما فعل في: «قبل الوداع» (1986) إخراج حسين الوكيل، و{أربعة في مهمة رسمية» (1987) إخراج علي عبد الخالق، و{بطل من ورق» (1988) إخراج نادر جلال، و{ولاد الأيه» (1989) إخراج شريف يحيى. لكنها لم تنحدر إلى مستنقع الابتذال والرخص والسوقية التي آلت إليه السينما التجارية في ما بعد، بل حافظت على سوية فنية تضمن لها الانتماء إلى صناعة الفيلم السينمائي، وبعد كل «نزوة» كانت روح المغامرة تسيطر على منتجنا الجريء، فيعود إلى سابق عهده، وينتج «أيام الرعب» (1988) إخراج سعيد مرزوق ثم «الحب في الثلاجة» (1992) وبعد غيبة عن الساحة لما يقرب من ثلاث سنوات يعود كمنتج منفذ لفيلمي «أرض الخوف» (1996) إخراج داود عبد السيد و{سهر الليالي» (2002) إخراج هاني خليفة. وبعد أربع سنوات امتلك زمام العملية الإنتاجية برؤية طازجة، وعقلية متحررة، وراح يراهن على جيل الشباب، من خلال فيلمي «أوقات فراغ» (2006) و{الماجيك» (2007) إخراج محمد مصطفى، الذي اختاره ليتولى مسؤولية إخراج فيلمه الجديد «يوم من الأيام» (2016) الذي انتهى تصويره منذ أيام، ويعود به إلى الساحة الإنتاجية بعد تسع سنوات من الغياب!

صحيح أن «القلا» زجّ بنفسه في معركة لا طائل من ورائها عندما انحاز إلى موقف الكاتب وحيد حامد في خلافه الشهير مع المخرج علي بدرخان حول تحويل مسرحية «جريمة في جزيرة الماعز» إلى فيلم سينمائي، لكن الجمهور المصري كان الرابح في النهاية، بعدما أتيحت له مشاهدة فيلمين عن أصل واحد أنتجا في العام نفسه، هما «رغبة متوحشة» إخراج خيري بشارة و{الراعي والنساء» إخراج علي بدرخان. واستمتع بمباراة في الأداء بين سعاد حسني وأحمد زكي ويسرا من جهة، ونادية الجندي ومحمود حميدة وسهير المرشدي من جهة أخرى!

لا أعرف من صاحب اقتراح تكريم حسين القلا في الدورة الثامنة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي، لكن أزعم أنه سيكون أفضل منجزات الدورة.

####

السينما العربية «تتعافى»

في مهرجان القاهرة السينمائي 38

السينما العربية «تتعافى» في مهرجان القاهرة السينمائي 38 بعيداً عن الفيلمين المصريين «يوم للستات» و«البر التاني» اللذين يشاركان في المسابقة الرسمية لـ«مهرجان القاهرة السينمائي 38» قريباً، أو أفلام مصرية تنافس في مسابقات أخرى أبرزها «آفاق السينما العربية» و«سينما الغد»، يمكن القول إن ثمة مشاركة عربية قوية هذا العام مقارنة بالدورة السابقة.

يشارك في المهرجان الفيلم الجزائري «حكاية قريتي» بطولة كريم طرايدية. كذلك يشارك الفيلم القطري المغربي بمشاركة إسبانية وفرنسية «ميموزا»، وتدور أحداثه حول قافلة ترافق شيخاً يحتضر أمنيته الأخيرة بأن يُدفن مع من أحبهم، ولكن الموت لا ينتظره.

ويشارك الفيلم اللبناني «بالحلال» من إخراج أسد فولادكار، وهو دراما كوميدية لأربع قصص متداخلة، تحكي عن نساء ورجال ملتزمين بأحكام الإسلام، يحاولون إدارة حياتهم العاطفية ورغباتهم الحسية من دون كسر قواعد دينهم، ويرصد صراعاتهم مع الحرمان، حيث المأساة حيناً والطرافة أحياناً.

أكبر نسبة من الأفلام العربية يمكن تلمسها في «آفاق السينما العربية» حيث نشاهد، إضافة إلى العمل المصري «لحظات انتحارية» في عرضه العالمي الأول للمخرجة إيمان النجار، سبعة أفلام هي: التونسي «زيزو» بطولة كل من زياد العيادي وسارة الحناشي وإخراج فريد بوغدير، الكويتي «عتيق» بطولة كل من هيفاء عادل وصلاح الملا وخالد البريكي وإخراج أحمد الخلف، الأردني «المدينة» بطولة عمر الشرقاوي وإخراجه، والمغربي «أفراح صغيرة» بطولة أنيسة العناية وإخراج محمد الشريف، والسعودي «بركة يقابل بركة» بطولة هشام فقيه وإخراج محمود صباغ، الجزائري «حزام» بطولة آسيا قمرة وإخراج حميد بن عمرة، السوري «حرائق» بطولة رنا ريشة وإخراج محمد عبد العزيز.

وفي مسابقة أسبوع النقاد الدولي، يشارك الفيلمان العربيان اللبناني «إمبراطور النمسا» إخراج سليم مراد، والتونسي القطري الإماراتي «آخر واحد فينا» إخراج علاء الدين سليم.

الجريدة الكويتية في

11.11.2016

 
 

'آخر أيام المدينة' يثير أزمة في القاهرة السينمائي قبل انطلاقه

العرب/ ناهد خزام

أثار استبعاد الفيلم المصري "آخر أيام المدينة" للمخرج تامر السعيد من المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، العديد من علامات الاستفهام حول الآلية التي تتبعها إدارة المهرجان في اختيارها للأفلام المشاركة.

كانت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي تنطلق فعالياته في الـ15 من نوفمبر الجاري، قد أبلغت صناع الفيلم المصري “آخر أيام المدينة” للمخرج تامر السعيد، بموافقتها على عرضه ضمن المسابقة الرسمية، ثم عادت لتعتذر من جديد عن عدم قبولها للفيلم متعللة بأسباب يراها صناع الفيلم أنها تعسّفية وواهية ولا تمت للشروط الواردة ضمن لائحة المهرجان بصلة.

السبب الرئيسي الذي أعلنته إدارة المهرجان مبرّرة تراجعها عن عرض الفيلم، هو أنه (الفيلم) قد عرض في العديد من المهرجانات الدولية الخارجية، لكن الغريب أن هذا الأمر لا تتضمنه لائحة المهرجان، والتي يقتصر شرطها في الأفلام المشاركة على ألا تكون قد عرضت من قبل في المهرجانات الدولية الرئيسية التي يشملها الاتحاد الدولي لصناع السينما، وهو ما أكد عليه صناع الفيلم في بيانهم الذي نشر على صفحتهم الرسمية، إذ لم يشارك الفيلم في أي من هذه المهرجانات المذكورة، كما لم يشارك حتى في أي من المهرجانات الإقليمية بالمنطقة العربية وشمال أفريقيا.

وأثار هذا الأمر العديد من التساؤلات بين المهتمين بالشأن السينمائي في مصر حول أسباب القبول ثم الرفض، وبدا أن هناك شعورا يترسخ لدى العديد من المتابعين بأن هناك أبعادا أخرى وراء هذا الرفض ليست لها علاقة بما أعلنته إدارة المهرجان، ما دفع السينمائيين المصريين إلى إصدار بيان داعم لصناع الفيلم قبل أسابيع قليلة من انطلاق المهرجان.

وطالب البيان، الذي وقعه عدد كبير من السينمائيين والمثقفين والمهتمين بالشأن السينمائي في مصر، بقبول عرض الفيلم من جديد ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، كما عبّر الموقّعون عليه عن انزعاجهم الشديد من القرارات المتضاربة لإدارة المهرجان، خاصة وأن موافقتها على عرض الفيلم دفعت القائمين عليه إلى الاعتذار عن المشاركة في مهرجانات عربية أخرى، مفضلين أن يعرض الفيلم في مهرجان مدينته التي يحتفي بها.

أحداث الفيلم تدور حول مخرج شاب يحاول إخراج فيلم عن مدينة القاهرة قبل سنتين من ثورة 25 يناير 2011

وأكد البيان على دعم صناع الفيلم الذي احتفى به كل مهرجان دولي ذهب إليه، وتخوفهم من تحول المهرجان بسبب قرارات كهذه إلى جهة غير مسؤولة تتخلى عن دورها كواجهة لفن وثقافة البلد وكوسيلة لدعم وتشجيع المواهب الجديدة وتقديمها للجمهور.

وما أثار ريبة البعض أن إدارة المهرجان قد وافقت على عرض أفلام أخرى شاركت في المهرجانات نفسها التي شارك فيها الفيلم المشار إليه، بل إن البعض من هذه الأفلام قد عرض ضمن فعاليات سينمائية في المنطقة العربية وعلى نطاق تجاري أيضا، في الوقت الذي التزم فيه صناع فيلم “آخر أيام المدينة” بعدم المشاركة في أيّ من المهرجانات الإقليمية، ما فوت عليهم فرصة المشاركة في فعاليات أخرى هامة.

كان لافتا خروج البعض من الأصوات من إدارة المهرجان نفسها، معلنة عن استيائها من استبعاد الفيلم، رغم الموافقة عليه من قبل لجنة اختيار الأفلام. ومن بين هذه الأصوات على سبيل المثال المونتيرة والناقدة صفاء الليثي، وهي واحدة من أعضاء لجنة الاختيار والمشاهدة، إذ أعلنت صراحة عن وقوفها إلى جانب صناع الفيلم في معركتهم، كما وقّعت على بيان السينمائيين المصريين.

وعبّرت الليثي عن دهشتها لهذا الاستبعاد بقولها “شرّفت بالمشاركة في لجنة اختيار الأفلام بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ38، وأحسست بالفخر بعد مشاهدة فيلم ‘آخر أيام المدينة’ للمخرج تامر السعيد”.

وتضيف الليثي “الفيلم تم اختياره بحماس من أعضاء لجنة المشاهدة وكنت منهم، وعدم إدراجه ضمن أفلام المسابقة يمثل إحباطا لي كناقدة وكسينمائية، لأن رأيي ورأي الزملاء لم يحترم، ولأنني لا أفهم متى سنحترم قراراتنا ونفي بمسؤولياتنا تجاه صورة بلدنا وتجاه مبدعيها، وتجاه المتلقي الذي من حقه مشاهدة أحدث الأفلام، وأن يكون له السبق قبل عرضه في مهرجانات عربية أخرى”. أما المخرج والمونتير المصري أحمد عبدالله السيد فقد علق على هذه الأزمة، بقوله “أنا أتفهم أن المهرجان لديه لوائحه ولديه رغبة في الالتزام بها، ولكني لا أتفهم أن هذه اللوائح لم يتم تطبيقها على أفلام أخرى موجودة في المسابقة وعرضت في مهرجانات عديدة من قبل، بل إن أحد أفلام المسابقة الرسمية قد عرض تجاريا في بيروت، فضلا عن أن الفيلم لم يكسر اللائحة في بند العروض السابقة التي تمكن للجميع مطالعتها”.

ويضيف السيد “أتفهم أن يقيم المهرجان نوعية وطبيعة عروض المسابقة بتقييمه الخاص، وله كل الحق، لكني لا أتفهم أن يتم رفض الفيلم كليا وإقصاؤه تماما من كافة عروض المهرجان”.

وأعرب مخرج الفيلم تامر السعيد عن امتنانه للتضامن الواسع مع فيلمه، مؤكدا أن هذا التضامن والالتفاف الكبير من قبل السينمائيين المصريين، هما أكبر من قضية الفيلم ذاتها.

مخرج الفيلم تامر السعيد يعرب عن امتنانه للتضامن الواسع مع فيلمه، مؤكدا أن هذا التضامن والالتفاف الكبير من قبل السينمائيين المصريين، هما أكبر من قضية الفيلم ذاتها

ويذكر أن فيلم “آخر أيام المدينة” قد حظي بتقدير عدد كبير من النقاد والكتاب السينمائيين المصريين وغير المصريين، ومن بينهم على سبيل المثال عميد النقاد السينمائيين سمير فريد والذي وصفه بأنه “نقطة تحول في السينما المصرية”.

وتدور أحداث الفيلم في العامين اللذين سبقا ثورة الـ25 من يناير لمخرج شاب يحاول إخراج فيلم عن مدينة القاهرة، وتمزج أحداث الفيلم بين الأسلوب شبه الواقعي وشبه التسجيلي.

ويعد “آخر أيام المدينة” العمل الأول للمخرج تامر السعيد، وهو أيضا أول فيلم روائي مصري للممثل خالد عبدالله، بعد بطولة عدد من الأفلام العالمية منها “عداء الطائرة الورقية” و”يونايتد 93” و”المنطقة الخضراء” مع الممثل العالمي مات ديمون.

ويجسد خالد في الفيلم، الذي صور على مدار عامي 2009 و2010 في القاهرة وبغداد وبيروت وبرلين، شخصية مخرج شاب يعيش في وسط القاهرة ويحاول أن يصنع فيلما عنها في لحظة يكاد أن يفقد فيها كل شيء.

ويمتزج الفيلم، الذي ألفه المخرج عن حياته وقصص أصدقائه مع رحلة عن الفقد والوحدة والصداقة واكتشاف الذات وسط مدينة تبدو على وشك الانفجار، وتشارك في بطولته كل من ليلى سامي وحنان يوسف ومريم سعد وعلي صبحي وحيدر حلو من مصر، وباسم حجار من العراق، وباسم فياض من لبنان.

العربي الجديد اللندنية في

11.11.2016

 
 

المهرجان فى دورته الـ 38 .. يتخلص من لعنة «الطائرة الروسية»

نجوم «الأوسكار» على ضفاف النيل

علا الشافعي

تنطلق فعاليات الدورة الـ38 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولي، الثلاثاء المقبل بدار الاوبرا المصرية من (15 - 24 نوفمبر) ، وهى الدورة التى تأمل إدارة المهرجان ان تمثل نقلة حقيقية فى تاريخه سواء على مستوى الافلام المشاركة فى المسابقة الرسمية

او الأقسام الأخرى ، كما تشهد هذه الدورة حضوراً استثنائياً لأكثر من مائة مخرج ومنتج وممثل تستقبلهم القاهرة من أجل وتقديم ومناقشة أفلامهم المعروضة فى المهرجان، من بينهم أكثر من ستين ضيفاً فى البرامج الرسمية (المسابقة ومهرجان المهرجانات والبانوراما)، والبقية منهم ضمن البرامج الموازية (آفاق السينما العربية وأسبوع النقاد وسينما الغد).

...................................................................

واللافت أن عدد ضيوف هذه الدورة يتجاوز ثلاثة أضعاف حضور الدورة السابقة _ حسب تصريحات رئيس المهرجان _بعدما تسبب حادث الطائرة الروسية فى كثير من الاعتذارات قبل أيام من انطلاق الدورة 37 ولكن بعد استقرار الحالة الأمنية سعى معظم مخرجى الأفلام على الحضور للقاهرة، كما أن المهرجان يشهد تنظيم أكثر من عشر ندوات يومياً، يتحاور فيها صناع الأفلام ونجومها مع الجمهور الحاضر لأفلامهم. ومن أبرز الوجوه التى ستحضر للمهرجان المخرج النيبالى مين باهدور بام المتوج بجائزة أسبوع النقاد فى مهرجان فينيسيا السينمائى ،ومخرجة الأفلام التسجيلية الأمريكية الشهيرة ميشال جولدمان، والمخرج الجزائرى كريم طريدية، والمخرج اللبنانى أسد فولادكار، والمخرج الرومانى دان تشيزو، والمخرج التشيكى بيتر فاكلاف. وذلك من بين صناع الأفلام فقط، بخلاف النجوم المكرمين وأعضاء لجان التحكيم.

الوجه الثقافى للمهرجان إصدارات وندوات

وتحاول إدارة مهرجان القاهرة السينمائى متمثلة فى الدكتورة ماجدة واصف والناقد السينمائى يوسف شريف رزق الله فى استعادة الوجه الثقافى للمهرجان مرة أخرى حيث تقرر إصدار مجموعة من الكتب السينمائية من بينها كتاب «شكسبير فنان كل العصور» للناقد عصام زكريا و»نظرة على السينما الصينية» للناقد الفرنسى المعروف جان – ميشيل فرودان، ويصدر باللغات العربية والانجليزية والفرنسية، اضافة إلى كتابى التكريم «حلمى .. خارج السرب» للناقد طارق الشناوى و»سينما محمد خان .. البحث عن فارس» للناقد محمود عبدالشكور، الذى يُصدر المهرجان ملخصاً له باللغة الإنجليزية . ويُشرف على المطبوعات وإصدارات المهرجان الناقد محمد عبد الفتاح .

أفلام الأوسكار

وتشهد الدورة ال 38 عرض مجموعة من الأفلام المرشحة للتنافس على جوائز الأوسكار أحسن فيلم أجنبى ومن بين هذه الأفلام المرشحة يعرض مهرجان القاهرة ثمانية أفلام. ومنها الفيلم الالمانى «طونى إردمان Toni Erdman» للمخرجة مارين أدى ويعد من أبرز الأفلام المرشحة لدخول القائمة النهائية بعد نجاحه الباهر فى مهرجان كان الماضي، وتتويجه بجائزة النقاد الكبرى من قبل الاتحاد الدولى للنقاد (فيبريسي) كأفضل فيلم عُرض فى الفترة بين منتصف 2015 و2016 فى جميع مهرجانات العالم. الفيلم يروى حكاية أب غريب الأطوار يطارد ابنته الوحيدة التى تعمل فى دولة أخرى من أجل التقرب إليها.

ومن المجر يعرض فيلم «قتل على عجلات Kills on Wheels» للمخرج أتيلا تيل ليدخل السباق. الفيلم يمزج بين سينما الجريمة وعالم كتب الكوميكس عبر حكاية مجموعة من القعيدين الذين يستخدمون كراسيهم المتحركة فى القيام بعمليات خطيرة لا يتوقع أحد قيامهم بها. ومن أوروبا الشرقية أيضاً يعرض المهرجان المرشح السلوفاكى للأوسكار «إيفا نوفا Eva Nova» للمخرج ماركو سكوب، عن ممثلة تعافت من إدمان الكحول وتحاول تصحيح علاقتها بابنها. اضافة الى الفيلم الكندى المشارك فى سباق الأوسكار فيلم الكبرى «إنها فقط نهاية العالمIt›s Only the End of the World» للمخرج الشاب زافيه دولان، عن كاتب مسرحى يعود بعد غياب طويل لملاقاة عائلته بعد اكتشاف إصابته بمرض خطير. ويمثل فيلم «الأم روزا Ma›Rosa» للمخضرم بريلانتى ميندوزا الفلبين فى سباق الأوسكار، وهو الفيلم الذى نالت بطلته جائزة أحسن ممثلة فى مهرجان كان، عن أدائها لدور البطلة الأم التى تتاجر فى المخدرات من أجل الإنفاق على أسرتها. ومن آسيا أيضا يشارك المرشح النيبالى للأوسكار «الدجاجة السوداء The Black Hen» المتوج بجائزة أحسن فيلم فى أسبوع النقاد بمهرجان فينيسيا السينمائى عام 2015.

لاول مرة أفلام مصرية مميزة بترجمة إنجليزية لضيوف المهرجان

ولأول مرة تقوم إدارة مهرجان القاهرة السينمائى بتخصيص قسم للسينما المصرية وتحديدا الانتاجات المتميزة مع وجود ترجمة بالانجليزية من أجل ان يتعرف ضيوف المهرجان عليها وفى هذا السياق قال الناقد يوسف شريف رزق الله مدير المهرجان: « إن هذه الفكرة جديدة على مهرجان القاهرة ولم يتم تطبيقها من قبل، ولكنها معروفة عالميًا والكثير من المهرجانات الدولية التى لها اسمها وسمعتها فى دول عديدة مثل إيران وتركيا وغيرها يعرضان مختارات من أفلامهم مترجمة وهو ما يساهم بشكل كبير فى تعريف الجمهور بأفلام الدول المنظمة للمهرجان والمستوى الذى وصلت إليه.

وأضاف مدير المهرجان هذا العام خدمنا الحظ بصورة كبيرة فى اختيار الأفلام المصرية التى تعمدنا أن تكون ذات جودة فنية مرتفعة من حيث نقاء الصورة ووضوح الرؤية والأفكار المقدمة بالعمل، والإخراج الجيد ووجدنا أن هناك الكثير من الأفلام ذات الجودة الفنية العالية ومنها فيلم «اشتباك» لمحمد دياب، وهو الفيلم الذى أختير لافتتاح قسم «نظرة ما» فى مهرجان كان الأخير ثم أصبح المرشح المصرى لسباق الأوسكار، وذلك فى برنامج خاص يعرض الأفلام المصرية المتميزة التى أُنتجت أخيراً مع ترجمة للإنجليزية من أجل تعريف ضيوف المهرجان بجديد السينما المصرية. كما أعلن برنامج «آفاق السينما العربية» عن اختيار الفيلم السعودى «بركة يقابل بركة» للمخرج محمود صباغ، والذى يمثل المملكة للترشح لجائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي. الفيلم تم تصويره داخل مدينة جدة بممثلين وممثلات سعوديين، حول الصعوبات التى يقابلها شاب وفتاة كى يتقابلا فى دولة تمنع الاختلاط بين الجنسين.

أما باقى الأفلام المصرية المشاركة فهى فى قسم بانوراما الأفلام المصرية المتميزة وهى فيلم «نوارة» من بطولة منة شلبى ومحمود حميدة وشيرين رضا وأحمد راتب وأمير صلاح الدين ورحمة حسن ورجاء حسين، ومن تأليف وإخراج هالة خليل وتدور أحداثه حول فتاة من طبقة فقيرة تحلم بالزواج من جبيبها ولكن أحداث 25 يناير تقلب حياتها رأسا على عقب نظرا لعملها فى فيلا لأحد الوزراء الهاربين. وفيلم «قبل زحمة الصيف» للمخرج الراحل محمد خان والذى تدور أحداثه حول طبيعة حياة مجموعة من الأفراد المتواجدين فى إحدى القرى السياحية قبل حلول فصل الصيف وازدحام «البلاجات» بالمصيفين، ويشارك فى بطولته هنا شيحة وماجد الكدوانى وأحمد داود.

إضافة إلى فيلم «سكر مر» للمخرج هانى خليفة وفيلم «الماء والخضرة والوجه الحسن» للمخرج يسرى نصر الله والذى شارك فى الكثير من المهرجانات منها مهرجان لوكارنو بكندا ومهرجان medfilm الإيطالى وفيلم «خارج الخدمة» للمخرج محمود كامل، وفيلم «حرام الجسد» بطولة ناهد السباعى وزكى فطين عبد الوهاب وسلوى محمد على وأحمد عبد الله محمود ومن تأليف وإخراج خالد الحجر، وفيلم «هيبتا المحاضرة الأخيرة» وهو من بطولة ماجد الكدوانى ونيللى كريم وعمرو يوسف وياسمين صبرى وأحمد مالك وأحمد داود ومن تأليف وائل حمدى وهو مقتبس من رواية تحمل نفس الاسم لمحمد صادق ومن إخراج هادى الباجوري، وتدور أحداث العمل حول ، قرار الدكتور شكرى مختار (ماجد الكدواني) اختصاصى علم النفس ، تقديم محاضرة أخيرة، ويقوم من خلال محاضرته الأخيرة بالإجابة عن واحد من أهم الأسئلة المركزية، وهو كيفية حدوث الحب، حيث يشرح خلال محاضرته المراحل السبعة للحب من خلال 4 قصص حب مختلفة تمر بكثير من المنعطفات والتقلبات.

####

مؤلفة فيلم افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي..

هناء عطية «يوم للستات» ينحاز للفقراء لا للمرأة

حوار: هاجر صلاح

طرقت أبواب الأدب، فكتبت القصة القصيرة والرواية والشعر. تلقفها كبار النقاد بالإشادة والإعجاب، فكان حصولها منذ سنوات على جائزة ساويرس كصاحبة أفضل مجموعة قصصية فى فرع «كبار الكتاب»، ترجمة عملية لتفوقها الأدبى .. ربما لأنها فى الأصل «سينمائية» ،

إذ تخرجت فى قسم السيناريو بمعهد السينما، وهو ما جعل كلماتها المكتوبة تتحول إلى صور ومشاهد مرئية متحركة، نابضة بالحياة أمام أعين القارئ .. عملها السينمائى الثانى يظهر للنور خلال أيام فى افتتاح الدورة المقبلة من مهرجان القاهرة السينمائي، وهو فيلم « يوم للستات» بطولة مجموعة من النجوم، وكانت تجربتها السينمائية الأولى فيلم «خلطة فوزية». رغم خجلها وتجنبها للظهور الاعلامي، التقت «الأهرام» الكاتبة هناء عطية، فكان هذا الحوار حول فيلمها الجديد ومشاريعها المقبلة، ورؤيتها للمشهد الإبداعى من سينما ودراما وأدب..

·        من اسم فيلمك «يوم للستات»، استنتج كثيرون أنه منحاز للمرأة، فهل هذا صحيح؟

ضاحكة: منحاز لأننا طالبنا بيوم واحد؟! يوم واحد بقى كتير على الستات ؟!.. ليس صحيحا على الإطلاق، وليس كما يظن البعض بأنه عبارة عن معركة أو «خناقة» بين النساء والرجال. وإنما هو منحاز تماما للفقراء فى مصر نساء ورجالا، والذين -للأسف-يزدادون فقرا.

·        لكن أبطال الفيلم من النساء؟

نعم.. لكن مشاكلهن لا تنفصل عن مشاكل الرجال، فنيللى كريم فقدت زوجها وابنها فى العبارة السلام، حيث سافر بحثا عن الرزق، أما إلهام شاهين فأحبت رجلا لكنه سافر وتركها وتزوج وأنجب، ولم تتمكن هى من الارتباط بغيره. أما ناهد السباعى فكانت من الفتيات اللاتى تجرأن واشترين» مايوها» لارتدائه بعد أن قامت «الحكومة» بملء حمام السباحة فى مركز الشباب التابع للحى الفقير الذى يسكنون فيه. وتم تخصيص يوم واحد فى الحمام ليكون للسيدات فقط. الفيلم يركز على تلك الفئة من السيدات المصريات اللاتى انهمكن فى روتين الحياة، ونسين الاهتمام بأنفسهن، ولو حتى فى يوم واحد فى الأسبوع. وهو يكشف مدى لهفة النساء على الاستمتاع بهذا اليوم ، فيتهافتن على نزول الحمام ، لكن بالجلابيب والملابس العادية وليس بالمايوهات كما سيتخيل البعض.

·        ماذا عن مشاكل الرجال فى الفيلم؟

كلها تدور فى إطار غياب تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية، فيحدث أن يدخل البعض فى دائرة التطرف الديني، مثلما يجسد شقيق نيللى كريم فى الفيلم، حيث يتزوج فتاة فى عداد الأطفال، كما سيظهر رد فعل الرجال نتيجة فتح حمام السباحة أمام نساء الحي، حيث تقع اشتباكات ومضايقات، تعكس الحس المحافظ لديهم.

·        يا ترى هل ستظهر نيللى كريم فى شخصية حزينة كما اعتاد الجمهور رؤيتها فى أعمالها الاخيرة؟

امرأة فقدت ابنها وزوجها، فماذا تتوقعون؟! لكن بالمناسبة هى صورت مشاهدها فى الفيلم قبل كل أعمالها الاخيرة سواء سجن النسا أو تحت السيطرة أو سقوط حر.

·        ماذا عن فيلمك» نسيم الحياة» الذى أعلنت عنه الفنانة إلهام شاهين فى عدة تصريحات؟

الفيلم مكتوب وجاهز منذ خمس سنوات ، وسيكون التعاون الثالت لى مع الفنانة إلهام شاهين، وستقوم بإنتاجه أيضا. لكن لا أعلم متى سيبدأ التصوير.

·        وهل توجد أفلام أخرى فى الأدراج؟

نعم لدى ثلاثة أفلام لا يعرف أحد عنها شيئا، والسبب هو أن الوصول للمنتجين أصبح شيئا غامضا ومحيرا ، حيث قرروا ألا يتعاملوا إلا مع من يعرفونهم سلفا ،ولا أحد يريد إجهاد نفسه فى القراءة، بل لابد أن أقدم عملى لأى منتج من خلال نجم وليس بمفردي. بالطبع هناك استثناءات قليلة للغاية وأخص بالذكر المنتج طارق الجناينى . والان لدى مسلسلان ولا أعرف لمن أقدمهما. والمخرجون الآن يفضلون الدراما التلفزيونية لأنها مضمونة ماديا، وقيل لى على لسان أحد مخرجى السينما المعروفين أنه يفضل العمل فى دراما رمضان بدلا من السينما، حتى يضمن توفير أقساط المدارس والوفاء بالتزاماته الأسرية ! حتى ولو لم يكن المخرج مقتنعا بالكامل بالمسلسل الذى يخرجه، كما أن هناك اتجاها للاعتماد على كتاب شباب يتم توزيع مبلغا عليهم ، بدلا من الاعتماد على كاتب واحد ذى اسم، فتشعر كما لو كان التعامل مع الفن أصبح تجاريا صرفا، فالهدف هو توفير النفقات بأى شكل.

·        هل المرأة بالضرورة هى الاقدر على التعبير عن مشاكل جنسها؟

بالطبع لها، ليس للأمر علاقة بجنس الكاتب، وإنما بمستوى وعيه بما يكتب عنه.

·        كيف ترين السينما المصرية الان؟

هناك خلطة رائجة الآن وهى الجمع بين الأكشن والبلطجة ، وللأسف هناك نموذج صاعد يجسد صورة متأرجحة بين البطل الشعبى والبلطجي، و الشباب يستقبله بانبهار واعجاب، وهذا أمر طبيعى فى مرحلة يعانى فيها المجتمع من التشتت، والأحلام التى لا تتحقق أبدا. وبالمناسبة العيش الكريم ليس حلما أو ترفا، ومع ذلك فلم يعد متحققا للكثيرين. وما تقوم به السينما أو الدراما التلفزيونية هو بيع الحلم للشباب، كصعود شخص فقير «غلبان» وانتقاله من طبقة دنيا إلى أخرى أعلي.

كثير من الكتاب انتقد ما يقدم فى الدراما من انفلات اخلاقى وانتشار الخيانة الزوجية، والانتقام والقتل، ويستنكرون أن تكون تلك الأعمال معبرة عن مشكلات المجتمع المصري. ما رأيك؟

المشكلة هى السطحية فى طرح الموضوعات. فكل المشكلات مهمة وليست تافهة لكنها تقدم بتفاهة.

·        وما تعليقك على من يرى أن تلك الاعمال تضر بصورة مصر فى الخارج؟

بانفعال: هذا أمر مضحك للغاية، فالخارج انكشف أمامنا تماما، فهو يريد أن يرانا كما يتفق ومصالحه، ولا يجب أن نعيره أى اهتمام ، و من الطبيعى أن يتناول الفن السلبيات، أما إذا تناول الايجابيات فهو فن دعائى ، او كما نشاهد فى الدراما الهندية، فهم دائما يضحكون ويرقصون ويحبون وهو أمر غير طبيعى ومضحك جدا. الفن الحقيقى يتناول آلام الناس، لكن المحك هو كيف يتناولها، فالفن ليس فكرة وإنما كيفية التعبير عنها وطرحها. فيلم «خلطة فوزية» تدور أحداثه فى مجتمع المهمشين، لكنه لم يكن فيلما قاتما، بل تناول مشاكلهم وأحلامهم ،وسلط الضوء على مواضع الطرافة والمفارقة فى حياتهم، وكيف يتمكنون من تجاوز آلامهم بحلول بسيطة ومبهجة.

·        على ذكر الدراما الهندية، كيف ترين إقبال المصريين الآن على الدراما التركية؟

تراجع الشغف بها كثيرا، لأن الدراما المصرية استطاعت أن تقدم مادة جذابة ومتنوعة، وتلعب على فكرة المشاهد الجميلة والكومباوندز والحدائق والقصور . و الدراما التركية هى دراما سياحية، ولا تعكس الجانب الآخر الذى لايعرفه أحد عن تركيا، فهل تعلمين أن ٤٠٪ من البنات فى القرى هناك يتم تزويجهن فى سن يتراوح بين ١٠ و ١٤ سنة! وأن الرجال يمنعون النساء من قراءة القرآن حتى لا يعرفن حقوقهن!

·        أنتجت رواية وأربع مجموعات قصصية. ماذا عن أعمالك الادبية الجديدة؟

انتهيت من رواية اسمها «رمادي»، كما سيصدر لى قريبا عن الهيئة العامة للكتاب أول ديوان شعر بعنوان «آخر القلب» .

·        هل تتابعين الوسط الادبى حاليا، والشباب الذى اقتحم المجال؟

لست متابعة جيدة لكن من خلال قراءات عابرة، وجدت مستوى متواضعا، واتباعا لأسلوب» الفهلوة» فى الكتابة ، وكثير منها ليس أصيلا وإنما مقتبسا من الأدب الأجنبي. لم أجد كتابة ممتعة.

·        ما الفكرة أو الموضوع الذى يستحوذ على تفكيرك ككاتبة ؟

أتمنى أن اقدم عملا عن «الحب»، لأنى مقتنعة أنه الشيء الذى يخفف عنا الكثير من آلامنا، ومن خلاله يمكن حل الكثير من المشاكل. الحب يجعل الدنيا أحلي، وللاسف الناس غالبا ما تستسلم لمشاعر الكراهية والحسد والغيرة. و»بعد صمت تتابع»: نفسى أكتب براحتي!

·        بمعني؟

أنا افرض رقابة على نفسى ، و أضع فى اعتبارى رقابة المجتمع. ولا أستطيع أن أغفل مثلا أن شخصا يمكث الآن فى السجن بسبب رواية، مهما كانت قيمتها الأدبية ، لكن المبدأ نفسه مرفوض. والتراث العربى مليء بمثل ما كتب هذا الشاب، وقد استمد قيمة من الضجة المثارة حوله دون داع.

·        هل تشعرين أنك لو «كتبتى براحتك» قد تتعرضين لمصيره؟

ولم لا؟! قد يظهر أحد السلفيين ويرفع دعوى حسبة، أو يصدر أحدهم فتوى تحل دمي. ولا أعنى أن اكتب براحتى أن أشتبك مع التابوهات الثلاثة المعروفة، لكن هذا الواقع الذى وصفته، يخنق الحالة الابداعية بشكل عام ويؤثر على أى كاتب بشكل لا إرادي.

الأهرام اليومي في

11.11.2016

 
 

3 أسباب تشوقك لمشاهدة «يوم للستات» عند طرحه بدور العرض

طارق عزام

غالبًا ما تكون نظرة الجمهور لأفلام المهرجانات، إنها أفلام معقدة الفكرة تليق بمشاهدة النقاد فقط لا المشاهد البسيط، ولكن عندما يتعلق الأمر بفيلم "يوم للستات"، والذي عُرض في مهرجاني، لندن السينمائي والقاهرة السينمائي الدولي، ستتغير نظرة المشاهد تمامًا، فالفيلم يدور في حي شعبي بالقاهرة، ويبدو من إعلانه التشويقي، الذي نشرته الفنانة إلهام شاهين، بطلة العمل، عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه يمس الواقع المصري البسيط بشكل كبير.

وكما يقولون "الجواب بيبان من عنوان"، فيأخذك الفيلم من إعلانه التشويقي إلى عالم من الشخصيات المركبة، شيخٌ شاب، فتاة يسخر منها الأطفال في الشاعر، سيدات يلهون في حمام سباحة، وبالرغم من أن الجانب الكوميدي يطغى على الإعلان، إلا أنها تجعل المشاهد أيضًا واثق من وجود جانب مظلم ما خلف هذه الكوميديا.

وثمة عدة أسباب تجعل الجمهور متشوق لمشاهدة "يوم للستات" عند طرحه في دور العرض، نسلط الضوء عليها في التقرير التالي.

كل هؤلاء النجوم في عملٍ واحد

نخبة من أجود الخامات الفنية، إن لم تكن أجودها في الفترة الأخيرة، ما بين ممثلين شباب ومخضرمين، يقومون ببطولة هذا العمل، فاروق الفيشاوي، محمود حميدة، إلهام شاهين، هالة صدقي، رجاء حسين، نيللي كريم، أحمد الفيشاوي، ناهد السباعي، أحمد داوود، إياد نصار، وهذه الأسماء كافية جدًا أن تضمن المستوى الرفيع من الأداء الذي ينتظرك عند مشاهدة الفيلم، يكفي أن كل هؤلاء الرجال في فيلم اسمه "يوم للستات"، لتشويق المشاهد.

التعاون الثاني بين إلهام شاهين وهناء عطية

يعد "يوم للستات" التعاون الثاني بين الفنانة إلهام شاهين والكاتبة هناء عطية، وهي ثاني رواية لها أيضًا تتحول إلى فيلم خلال مسيرتها الفنية كلها، منذ تخرجت من معهد السينما عام 1988.

وكانت أول تجاربها مع إلهام فيلم "خلطة فوزية"، عام 2009، أي أن هناء اتخذت 7 سنوات حتى تكتب الرواية الثانية، وهو دليل كافي على جودة الفكرة ودقة تنفيذها، كذلك ضم الفيلم عدد كبير من النجوم أيضًا، على رأسهم فتحي عبدالوهاب، عزت أبو عوف، هالة صدقي، لطفي لبيب، غادة عبدالرازق، عايدة عبدالعزيز.

وحقق "خلطة فوزية" نجاحًا كبيرًا، على الصعيد النقدي والجماهيري، كما عُرض في مهرجان روتردام الدولي، وحصلت عنه إلهام شاهين على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي بدورته الثانية في أبوظبي.

التعاون الرابع بين نيللي كريم وكاملة أبو ذكري

سبق وتعاونت نيللي كريم مع المخرجة كاملة أبو ذكري، على الصعيد الدرامي، في مسلسلين على التوالي، هما "ذات" و"سجن النسا"، ولاقى الثنائي ثناءًا عظيمًا من الجمهور والنقاد.

ويمثل "يوم للستات"، التعاون الثاني لكاملة مع نيللي على الصعيد السينمائي، وهو الثاني لهما أيضًا برفقة إلهام شاهين، فسبق وقدموا فيلم "واحد صفر"، عام 2009.

الفيلم من انتاج شركة "شاهين فيلم"، المملوكة للفنانة إلهام شاهين، ولم يتم طرحه في دور العرض حتى الآن، ولم يتم تحديد موعد للعرض، بل اكتفى صناعه بإرفاق كلمة "قريبًا"، على الصور والفيديوهات الدعائية.

اليوم الجديد المصرية في

12.11.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)