إدارة المهرجان: أغلقنا ملف الفيلم نهائيًا
توابع أزمة «آخر أيام المدينة»
كتبت - دينا دياب:
كشفت أزمة منع عرض فيلم «آخر أيام المدينة» ضمن
مسابقات الدورة الـ38 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، العديد من
الأزمات داخل المهرجان، فالأزمة ليست فى عرض الفيلم أو منعه، لكنها
فى ازدواجية القرارات المأخوذة داخل إدارة المهرجان، والتى تسببت
فى إصدار بيان من السينمائيين بشأن هذا الفيلم بشكل خاص، وبشأن
المهرجان بشكل عام.
البيان الموقع من 154 سينمائيًا رافضين موقف إدارة
القاهرة السينمائى الدولى التعامل بهذا الشكل مع الفيلم، ورافضين
فكرة اتخاذ قرار يترتب عليه مواقف والرجوع فى القرارات دون أى
اعتبار.
<
المخرج داوود عبدالسيد أول الموقعين على البيان، وصف قرار منع عرض
الفيلم بالقرار «المرتبك»، من إدارة مهرجان القاهرة السينمائى
الدولى، وقال إن إدارة المهرجان لم يكن عليها أن تأخذ القرار وتخبر
المخرج بعدم المشاركة فى أى مهرجان آخر، إذا لم يكن لديها القدرة
على عرض الفيلم.
وأضاف «عبدالسيد» أن الأزمة ليست فى منع عرض الفيلم
أو قبول عرضه، ففى النهاية هذا أمر من شأن إدارة المهرجان ولجنة
مشاهدة الأفلام ومن حقها أن توافق أو ترفض لكن الأزمة فى اتخاذهم
قراراً يحرم صناع العمل من عرض الفيلم بالمهرجانات العربية وبالفعل
كان من المقرر أن يعرض فى مهرجان قرطاج ومهرجان دبى، لكن المخرج
رفض لارتباطه بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، لأن اللائحة ترفض
عرض الفيلم فى مهرجان بنفس الإقليم، وكان من الممكن أن يكون لديه
عروض متفق عليها من قبل. واختتم «عبدالسيد» قائلا: الالتزام هو
الأزمة الحقيقية التى واجهت صناع الفيلم، وتواجه المهرجان الآن.
<
المخرج على بدرخان أشار إلى أن توقيعه على هذا البيان هو اعتراض
على التعامل بهذا الشكل مع الأفلام المشاركة فى المهرجان، وأضاف «بدرخان»
أن الأزمة ليست فى كونه فيلمًا مصريًا أو عربيًا أو دوليًا فهذا
الأمر كنا سنعترض عليه أيًا كانت جنسية الفيلم المشارك، وأضاف «بدرخان»
أنه يجب التعامل مع النماذج الشابة فى مصر بشكل أكثر مرونة،
ومساعدة المواهب الحقيقية فى الصعود والارتقاء لمستوى المشاركة فى
المهرجانات، وأضاف أن مهرجان القاهرة السينمائى لابد أن تضاف له
لجان خاصة بالشباب فقط على غرار الملتقى العربى وسينما الغد، وأن
يولى اهتمامًا خاصًا بالمواهب، بالإضافة إلى أن ما حدث مع فيلم
«آخر أيام المدينة» يجعل أى مبدع يفكر قبل المشاركة فى عرض الفيلم
فى المهرجان، وهذه أزمة لأن مهرجان القاهرة السينمائى بالنسبة
للمصريين هو أهم مهرجان سينمائى فى البلد إذا فقدوا المصداقية
والأمل فيه، سيكون أثره سيئًا للغاية، ولذا أرجو النظر بشىء من
المرونة.
<مهندس
الديكور أنسى أبوسيف قال: إن توقيعه على البيان جاء بسبب استيائه
الشديد لما قيل عن قرار مشاركة الفيلم والتراجع بشكل غريب، فكيف
لمهرجان عالمى أن يتراجع فى قراراته بهذا الشكل، خاصة أن الفيلم
حقًا تمثيل محترم للسينما المصرية، وكان الأولى بإدارة المهرجان أن
تأخذ قرارًا بعرضه خارج المسابقة الرسمية من البداية احتفاء بأن
هناك فيلمًا مصريًا «شرف مصر»، مثلما يحدث مع قائمة عرض الأفلام
التى شاركت فى مهرجانات والتى تعرض على هامش المهرجان مثل
"اشتباك"، و"حرام الجسد" وغيرهما، لكن القرار بعدم عرض الفيلم لأنه
لم يخضع للائحة قرار ظالم.
يذكر أن البيان الذى أصدره السينمائيون تضمن عدة
نقاط كان أبرزها انزعاجهم من عرض الفيلم فى المهرجان قبل أسابيع من
موعد انطلاقه، وبعد أن قام المخرج بالاعتذار لبقية المهرجانات
العربية التى طلبت الفيلم بالفعل مفضلاً أن يعرضه فى مهرجان مدينته
التى يحتفى بها الفيلم.
وأشاروا فى البيان إلى مسئوليتهم فى دعم أحد صناع
السينما المصرية الجدد الذى احتفى به كل مهرجان دولى ذهب إليه
وأيضًا من مسئوليتنا تجاه مهرجان القاهرة الذى نعتز به كثيرا والذى
يتحول بسبب قرارات كهذه إلى جهة غير مسئولة تتخلى عن دورها كواجهة
لفن وثقافة البلد وكوسيلة لدعم وتشجيع المواهب الجديدة وتقديمها
للجمهور، يتذرع منظمو المهرجان بأنهم لا يريدون مخالفة لائحته ولذا
استبعدوا الفيلم، لكنهم تناسوا أن اللوائح تُوضع لتحقيق الأهداف
السالفة الذكر، لا للقضاء على فيلم أو حرمانه من الوصول إلى
جمهوره، وبالكلام عن اللوائح ينبغى التأكيد أن صناع الفيلم لم
يخالفوا أى من لوائح المهرجان المنشورة على صفحته الرسمية ولم
يشتركوا بالفيلم فى المسابقة الرسمية لأى مهرجان من المهرجانات
الأربعة عشر الكبرى المشار إليها فى قائمة الـFIAPF،
والمثير للدهشة أن منظمى مهرجان القاهرة السينمائى فى هذه الدورة
فى الوقت الذى استبعدوا فيه فيلم «آخر أيام المدينة» - فجأة ومن
دون مبرر - فإنهم قد وافقوا على ضم أفلام أجنبية أخرى شاركت فى نفس
المهرجانات التى شارك فيها «آخر أيام المدينة» بل إن الفيلم
المغربى الإسبانى «ميموزا» المشارك فى مسابقة المهرجان هذا العام
قد عرض للجمهور فى بيروت فى يوليو الماضى فى حين أن المهرجان قد
طالب منتجى الفيلم المصرى بعدم عرضه فى المنطقة العربية والتزم
صناع الفيلم بذلك، فلماذا المعاملة بمكيالين؟ ولماذا يُحرم الفيلم
المصرى من فرصة عرضه للجمهور فى مصر أو من فرصة الحصول على إحدى
جوائز المهرجان؟ لماذا ترتكب مثل تلك الأخطاء فى حق فيلم مصرى لقى
الحفاوة أينما حل بينما لم ينل من مهرجان بلاده سوى التعنت والأذى
بعد أن تسبب فى تفويت الفرص عليه لعرضه فى المهرجانات العربية
الموازية.
وطالب السينمائيون بالتراجع عن هذا القرار الظالم
وإعادة الفيلم إلى المسابقة الدولية بالمهرجان والسماح له بتمثيل
مصر كما مثلها فى المهرجانات السابقة التى شارك بها أفضل تمثيل.
ومن ناحية أخرى قررت إدارة مهرجان القاهرة
السينمائى الدولى الامتناع عن أى تصريحات بشأن أزمة فيلم « آخر
أيام المدينة» وقال: الدكتورة ماجدة واصف أصدرت قراراتها بعدم
التصريح إعلاميًا عن هذا الأمر على الإطلاق، سواء عبر الموقع
الرسمى للمهرجان أو أي من أفراد إدارة المهرجان، مشيرًا إلى أن
ردهم على الأزمة يكفى بما قيل بالمؤتمر الصحفى الخاص بالمهرجان بأن
الفيلم لم يحترم قوانين المهرجان وعرضه بالقاهرة السينمائى لا يمكن
بعد أن تم «حرقه إعلاميا».
نقاد: غياب النجوم أفقد مهرجان القاهرة السينمائي
بريقه
كتبت- بوسي عبد الجواد:
يترقب الوطن العربي والغربي انطلاق الدورة الثامنة
والثلاثين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدار الأوبرا
المصرية، والمقرر انطلاقه منتصف شهر نوفمبر من عام 2016، والذي
يعتبر واحدا من أهم أحد عشر مهرجان على مستوى العالم، وهو مهرجان
سينمائي سنوي يعقد في القاهرة منذ أن تأسس في العام 1976.
يبدو أن مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام سيفقد
الكثير من رونقه، وذلك بعد أن أعلنت الدكتورة ماجدة واصف رئيس
المهرجان، أن النجوم العالميين المعروفين بالنسبة للمشاهد المصري
سوف يتغيبون عنه، على عكس الدورات السابقة التي شهدت حضور باقة من
ألمع نجوم هوليوود.
ويأتي على رأس قائمة الفنانين العالميين الذين
حضروا المهرجان النجم الأمريكي "ريتشارد جير" الحائز على جائزة
الجولدن جلوب، والممثلة الفرنسية "جوليت بينوشي"، والنجمة
الإيطالية "صوفيا لورين"، والممثل الفرنسي الشهير "آلان ديلون"،
والأمريكي "مورجان فريمان"، والممثلة الإيطالية "كلاوديا
كاردينالي" التي حضرت في الدورة الـ37 العام الماضي وآخرون، ممن
أعطوا للمهرجان قيمة فنية، ومكانة مرموقة، وصخب إعلامي عالمي كبير.
وأرجعت الدكتورة ماجدة واصف رئيس مهرجان القاهرة
السينمائي أسباب غياب النجوم العالميين هذا العام، إلى ضعف ميزانية
المهرجان، والظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد في الوقت
الحالي، ورفع أيدي رجال الأعمال والممولين، موضحة أن هؤلاء يطالبون
مبالغ طائلة مقابل حضور المهرجان، واستشهدت بنموذج النجمة العالمية
"ميريل ستريب"، التي طلبت من إدارة المهرجان 250 ألف دولار، بخلاف
تذاكر الطيران والإقامة مقابل حضورها إلى القاهرة لحضور المهرجان.
ماجدة واصف:
رفع أيدي رجال الأعمال تسبب في ضياع رونق المهرجان
وأكدت واصف في تصريح خاص لصحيفة "الوفد"، أن غياب
نجوم عالمين معروفين للمشاهد المصري، لم يحط من قيمة المهرجان،
ولكنه أفقده عوامل الجذب والبهجة التي تساهم بنسبه كبيرة في نجاحه،
مشيرة إلى أن وجودهم يرافقهم صخب إعلامي كبير، وفي المقابل يُعد
ترويج جيدا للمهرجان في جميع أنحاء العالم.
وتابعت :"تراجع دور رجال الأعمال الذين كانوا
يساندون المهرجان لدورات سابقة ويمولونه بالمبالغ التي تكفي
ميزانية النجوم العالميين للحضور، ساعد على ضياع رونق المهرجان
وغياب نجوم كبار عالميين، مما أدى إلى غياب اسم المهرجان عن عناوين
الصحف العالمية".
وأشارت واصف إلى أن، المهرجان سوف يقدم 204 أفلام
من معظم دول العالم، كما سيضمن على برنامج ضخم، وفعاليات عديدة،
وندوات ثقافية وفنية.
حنان شومان:
ضعف ميزانية المهرجان وراء غياب النجوم العالميين
وفي سياق متصل، أوضحت الناقدة السينمائية حنان
شومان، أن النجوم العالمين عادة ما يحضروا مهرجان القاهرة
السينمائي لغرضين، أولهم أن المهرجان يضيف لهم شيئا من حيث قيمته
الفنية أو في الجائزة المقدمة، مشيرة إلى أن فيلم "أشتباك" للمخرج
محمد دياب حقق نجاحا جماهيريا قبل عرضه، وذلك بعد أن شارك في
مهرجان كان السينمائي.
وأضافت في تصريح خاص لـ"الوفد"، يأتي الغرض الثاني
في الربح المادي، فهؤلاء يضعون شروطا مقابل حضورهم المهرجان تتمثل
في مبالغ مالية باهظة، موضحة أن ميزانية المهرجان والظروف
الاقتصادية لا تسمح بذلك في الوقت الراهن.
وشددت شومان، علي أنه رغم أن المهرجان واحد من أهم
11 مهرجانا على مستوى العالم، إلا أنه غير كافِ لجذب نجوم عالمين
نجحوا في حفر أسمائهم بأحرف من ذهب في سماء نجومية الوطن الغربي
والعربي.
وأكدت، أن غيابهم لا يعني موت المهرجان، لأنه قائم
على فعاليات عديدة ووندوات ثقافية تزيد من قيمة المهرجان الأدبية
والفنية، ونوعية الأفلام المقدمة، في حين أنه سوف يفقد بريقه
وبهجته نتيجة غيابهم.
ولفتت "شومان" أن نجاح المهرجان يتوقف على الجمهور
المصري، وكذلك الممثلين، مشددة علي ضرورة حضورهم للمهرجان، لأن
تواجدهم يعطي زخم إعلامي كبير، مشيرة إلى أن الجمهور المغربي يصطف
بالطوابير أمام مهرجان مراكش السينمائي لحضور الأفلام المعروضة، في
حين أن المهرجان القومي للسينما، الذي يعد واحدا من أهم المهرجانات
في الشرق الأوسط، يتغيب عن حضوره نجوم كبار.
طارق الشناوي:
غياب النجوم أفقد المهرجان بريقه لكنه لم يقتله
وقال الناقد السينمائي طارق الشناوي، إن غياب
النجوم العالمين لم يؤثر على المهرجان في شئ، مشيراً إلى أن، هناك
عوامل عدة تساهم في نجاح المهرجان، أهمها التنظيم، والتنسيق،
والندوات، والفعاليات، والأفلام.
وأضاف الشناوي أن المهرجان سيفتقد بريقه هذا العام
بغيابهم، لكنه لم يقتله أو يضعفه، موضحا، أن نجاح المهرجان يقع على
عاتق الإدارة والمسئولين، والجمهور الذي يجب أن يتواجد بالمهرجان،
وكذلك الممثلين المصريين والعرب الكبار الذين يتمتعون بجماهيرية
وشعبية كبيرة في الوطن العربي، ووسائل الإعلام والصحف التي يجب أن
تركز على تغطية الفعاليات بعيداً عن من تواجد ومن غاب.
ماجدة خيرالله:
غيابهم لا يخمد فرحة المهرجان
ومن جانبه، أكدت الناقدة السينمائية ماجدة خيرالله،
أن المهرجان سوف يفقد بريقه هذا العام بغياب نجوم عالميين كبار
معروفين للمشاهد المصري، لافتة أن، حضورهم يضفي نوع من البهجة
والسعادة على المهرجان.
وأرجعت ماجدة سبب غيابهم إلى عدة آليات، أبرزها ضعف
ميزانية المهرجان، موضحة أن النجوم العالمين مُرهقين ماديا،
ويطالبون مبالغ طائلة مقابل أن تطأ قدماهم أرض المهرجان.
وتري
خيرالله، أن نجاح المهرجان لا يتوقف على حجم النجم الذي سيحضر،
وإنما على نوعية الأفلام المعروضة من حيثُ الهدف والمضمون. مؤكدة
أن غيابهم لم يخمد من فرحة المهرجان.
وتعتبر خيرالله مهرجان القاهرة السينمائي، بأنه
عبارة عن أفلام يشاهدها الجمهور، لا النجوم العالميين الحاضرين،
مشدّدة على أنه يجب أن يكون هناك وعي ثقافي وفني من جانب الجمهور. |