كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

نجوم السينما الأفريقية والعربية في حفل الافتتاح

 

أيام قرطاج" في حضن الجمهور التونسي منذ 50 عاما

تونس: محمد علال

أيام قرطاج السينمائية السابعة والعشرون

   
 
 
 
 

افتتحت أمس فعاليات الدورة السابعة و العشرون،لأيام قرطاج السينمائية،و ذلك بحضور عدد كبير من نجوم الفن العربية و الأفريقية،منهم النجم عزت العلايلي و خالد النبوي و درة زروق وهند صبري ،و الإعلامي باسم يوسف، فيما تنتظر قرطاج مشاركة النجم عادل امام، الذي سيصل إلى تونس العاصمة قادما من الجنوب التونسي أين حضر فعاليات " صفاقس عاصمة الثقافة العربية"،للمشاركة، في ختام فعاليات أيام قرطاج.

في أجواء خريفية على جميع المقاييس، إنطلقت رسميا فعاليات أقدم تظاهرة سينمائية في جنوب البحر الأبيض المتوسط،و هي تحتفل هذه السنة بمرور خمسون عاما على تأسيسها عام 1966 على يد الناقد التونسي الراحل طاهر شريعة،و حسب أجواء حفل الافتتاح، فإننا نلمس سر استمرار هذه التظاهر العريقة،حيث إلتف الجمهور التونسي بقوة حول التظاهرة وسجل تواجده و ترحيبه بالضيوف ،من نجوم قدموا من عدة دول لمشاركة فرحة التونسيين ورسم الأمل  و تحدي الإرهاب و الظروف الأمنية الصعبة التي مرت بها تونس العام الماضي، وكادت أن توقع شهادة وفاة الدورة السادسة و العشرون 2015.

تعود أيام قرطاج السينمائية، لتأكد أن السينما و الفن يجب أن يواصلا العمل معا من أجل دعم طموحات الشعوب العربية، و هي الرسالة التي حملتها كلمة رئيس أيام قرطاج إبراهيم لطيف،الذي قال :" المهرجان لعب دورا كبيرا في بناء تونس العصرية وساهم بشكل كبير في دعم المواهب الشابة وتطوير الذائقة السينمائية عند الجمهور التونسي ملتزما بهموم المجتمع التونسي والعربي والإفريقي"، و هي المشاعر التي نقلتها أيضا كلمة كل من كلمة المخرج التونسي فاروق بوغدير الذي تحدث ، فوق منصة الافتتاح رافعا القبعة لوفاء الجمهور التونسي لأيام قرطاج، و دعا في نفس الإطار إلى ضرورة "تقديم الأفضل و الأفلام الجيدة و عدم الدنو من من السينما التجارية الرخيصة"،بينما أشار ابن بلده المخرج التونسي رضا الباهي إلى ضرورة أن يلتف المسؤولين حول قطاع الثقافة، و وصف السينما ب"إكسير الحياة"،و حول الفن السابع وأهميتها تحدث أيضا رئيس لجنة التحكيم المخرج الموريتاني عبد الرحمان سيسايكو، موجها رسالته إلى تونس بمواصلة السير في طريق حب السينما و تقديم الأفضل.

 ويشارك أزد من 300 فيلما في أيام قرطاج السينمائية، هذه السنة قادمون من عشرين دولة، وتشمل المسابقة الرسمية مشاركة 18 فيلما روائيا طويلا،و من خلال الأفلام التي عرضت في شريط الافتتاح و التي يشملها برنامج الأيام، نفهم غياب المشاركة الجزائرية عن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة،الذي يرجع إلى مستوى الأفلام خصوصا المنتجة في إطار تظاهرة قسنطينة،و التي يمكن وصفها بالأفلام الضعيفة، و لن تقبل بها أيام قرطاج ،مقابل إزاحة أفلام عالمية شاركت في مهرجانات كبيرة كمهرجان كان السينمائي و "تورنتو" و هو ما يطرح السؤال "اي فيلم جزائري كان ممكن ان يصل إلى المسابقة الرسمية  الطويلة؟.

 و رغم غياب السينما الجزائرية عن المشاركة الرسمية،إلا أنها تحضر في المقابل في مسابقة أحسن فيلم روائي طويل أول،عبر فيلمين الأول للمخرج سالم الإبراهيمي "الأن بإمكانهم المجئ" و الثاني للمخرج  ريحانة الذي يعمل عنوان" في هذا السن أختبئ لأدخن"،كما حضر الوفد الجزائري ممثلا في البروفيسار أحمد بجاوي و الممثلة القديرة بهية راشدي و الممثل عماد بن شني، و الموسيقي  سليم دادة،و هم الفريق الجزائري المشاركة في فيلم"القديس أوغسطس إبن دموعي" للمخرج المصري سمير سيف،و تشارك الجزائر بصفتها منتج مشترك مع تونس، و سيعرض الفيلم  الليلة بقاعة سينما "ريو" بتونس، و لا تقتصر المشاركة الجزائرية على هذه الأفلام فقط ، بل تحضر في لجنة التحكيم بتمثيل المخرجة يمينة شويخ، و أيضا عبر مجموعة من الأفلام الجزائرية المرمة التي تعرض في إطار التكريمات العالمية، وقد اختارت أيام قرطاج برمجة عرض اربعة أفلام جزائرية خارج المسابقة هي  فيلم" عمر قتلاتو" و فيلم" مغامرات بطل" للمخرج مرزاق علواش و فيلم" لا شاربونيار" للمخرج الراحل محمد بوعماري .

و بشكل عام كان حفل الإفتتاح ناجحا،كما سادت أرجاء ساحة الحبيب بورقيبة المقابلة لفندق"أفريكا"،أجواء مميزة و إقبال جماهيري منقطع النضير، ورغم ذلك لم تخلوا أجواء الإفتتاح من بعض الهفوات التنظيمية، خصوصا قبل انطلاق حفل الافتتاح،و تعذر وصول النجوم إلى القاعة بسبب عدم توفير وسائل النقل اللازمة و توزيع الدعوات في وقتها، و انطلق الحفل بعرض شريط الأفلام المشاركة و تقديم أعضاء لجان التحكيم و تكريم المخرج التونسي فاروق بوغدير،أعقبها وصلة موسيقية قصيرة، مهدت لعرض فيلم الإفتتاح"زهرة حلب "للمخرج رضا الباهي ، مع تقديم فريق الفيلم على رأسهم النجمة هند صبري.

الممثلة التونسية هند صبري لـ"الخبر أون لاين"..

"مشكلة هوية تدفع بالشباب العربي للجهاد في سوريا"

تونس: محمد علال

أعربت الممثلة التونسية هند صبري، عن قلقها بخصوص الوضع الذي تعيشه سوريا اليوم، وتداعيات ذلك على الأمن التونسي مستقبلا.

وقالت هند صبري في إجابتها لسؤال "الخبر" عقب عرض فيلم"زهرة حلب" للمخرج التونسي رضا الباهي، الذي لعبت فيه دور البطولة،: "إن قضية الجهاديين اليوم في سوريا تهدد كل الدول العربية" وأوضحت أن المعضلة اجتماعية بالدرجة الأولى و"تنم عن مشكلة هوية في المجتمعات و الشباب العربي تحديدا".

وتسألت هند صبري التي جسد دور الممرضة سلمى تسافر إلى سوريا في رحلة البحث عن إبنها الذي إلتحق بالجهاديين،"ماهو مصير أزيد من 5 ألاف تونسي في سوريا اليوم إلتحقوا بالجهاد"و أضافت:"كيف سنتعامل معهم لو عادوا إلى تونس".

ودافعت الممثلة هند صبري عن فيلم"زهرة حلب" بوصفه يقدم وصفة للمشكلة، واعتبرته فيلما إجتماعيا و ليس سياسي، و قالت أن أبرز الصعوبات التي واجهتها في تصوير الفيلم هي صعوبات تتعلق بالدرجة الأولى بالبعد الإنساني في شخصية البطلة التي قررت العودة إلى وطنها تونس بعد الثورة".

وتناول الفيلم التونسي من بطولة الممثلة هند صبري، قصة ممرضة تونسية تدى سلمى، تسافر إلى سوريا في رحلة البحث عن ابنها مراد الذي قرر التحاق بجبهة النصرة في سوريا و تلتقي الممرضة بأمير جبهة النصرة"أبو وليد" الذي يبلغها بقوتهم وانتشارهم في الجزائر والمغرب .

وتتواصل فعاليات الدورة 27، لايام قرطاج الى غاية 5 نوفمبر و تشارك الجزائر بفلمين في المسابقة الرسمية الخاصة بفئة اول فيلم طويل ، حيث يحضر فيلم » الان بإمكانهم المجيء » للمخرج سالم الإبراهيمي و فيلم » في هذا السن اختبئ لإدخن « للمخرجة ريحانة.

الخبر الجزائرية في

29.10.2016

 
 

جمهور مهرجان قرطاج يردد مع محمد منير «علِّى صوتك بالغنا»!

طارق الشناوي

أيام قرطاج «باهية برشا»، وحتى لا تجهد نفسك فى التفسير راجع أغنية صابر الرباعى التى غناها باللهجة المحلية، «برشا» تعنى كثيرا جدا، وباهية من البهاء بالطبع، «برشا برشا يا مدلل برشا برشا»، والمهرجان بالفعل وبتلك الدورة الاستثنائية وبهذا الجمهور العاشق للسينما يستحق أكثر مما رأينا، حيث لم يكن مكان الحفل «قصر المؤتمرات» مهيأ للعرض السينمائى، ولا لاستقبال هذا العدد الضخم من الضيوف، ويبدو أنه لم تجر بروفات كافية، كما أن فيلم الافتتاح التونسى «زهرة حلب» إخراج رضا الباهى، والذى زينته كبطلة زهرة تونس فى فن التمثيل والتى صارت منذ خمسة عشر عاما زهرة السينما المصرية هند صبرى، إلا أن الفيلم لم يكن كذلك، برغم أهمية القضية التى يتناولها وهى كيف يتم غسيل مخ الشباب، لينتقل من شاطئ التسامح إلى نار العنف، ويعتقد أن الدين هو القتل وتكفير الآخر المختلف، وقبل أن يبدأ رحلة الدم نجده يُكفر أقرب الناس إليه «أمه» ويمزق أوتار الجيتار فهو يحرم الفن، ويرى أن المرأة هى الشيطان الأعظم الذى أرسله الله لغواية البشر، القضية شائكة وحساسة، وكلنا كعرب نكتوى بنارها، كانت بحاجة إلى معالجة درامية وإخراجية تليق بها، والفيلم فى الحقيقة يستحق مقالاً أكثر تفصيلاً سنعود إليه لاحقاً.

لا لم يكن هذا الافتتاح يليق باليوبيل الذهبى لقرطاج «خمسون عاما على افتتاح أول مهرجان عربى وأفريقى» والذى يمثلنا فى العالم كعرب وأيضا أفارقة، حيث بدأ عام 1966. ملحوظة تنبهت مصر فى السنوات الأخيرة فقط بعد «سد إثيوبيا» لعمقها الأفريقى بينما تونس لم تنس أبدا من أيام أول رئيس تونسى الحبيب بورقيبة هذا العمق.

لتونس فى قلبى وقلوب المصريين دائما مساحة خضراء مترامية الأطراف من الحب، رغم ما دأب البعض على ترديده، كثيرا ما يقولون إن المغرب العربى، خاصة تونس، لا يعتز كثيرا بالإنجاز الثقافى والفنى المصرى، رغم أنك فى تونس وعلى أرض الواقع، لا تستمع فى المقاهى والأحياء الشعبية سوى للأغانى المصرية وفى المقدمة أم كلثوم، بل فى الافتتاح كانت أغنية محمد منير «علِّى صوتك بالغنا» والتى رددها فى فيلم «المصير» ليوسف شاهين تأليف كوثر مصطفى وتلحين كمال الطويل- هى العنوان لتلك الدورة.

وتكتشف فى أى حوار مع سينمائى تونسى أن المخرجين الكبار مثل يوسف شاهين وصلاح أبوسيف وشادى عبدالسلام وتوفيق صالح لهم فى ضمير أهل المهنة مساحة لا نهائية من التقدير.

فى هذه الدورة سيتم تكريم يوسف شاهين لحصوله على «التانيت» الذهبى عام 1970 عن فيلم «الاختيار»، وتوفيق صالح عن فيلم «المخدوعون » عام 1972 إلا أن من البديهى أن ندرك أن العالم العربى وليس تونس فقط، لم يعد فقط يستقبل الفن المصرى بكل أطيافه، موسيقى وغناء وسينما ومسرح، فهو أيضا من حقه الآن أن يرسل لأنه يُقدم إبداعا متميزا، كانت وستظل تلك نقطة محورية وفارقة، وهى أن علينا كإعلام مصرى استقبال الفن العربى بنفس الحفاوة التى يستقبلون بها الفن المصرى، إنها بالتأكيد قضية كُبرى ليس الآن مجال مناقشتها.

لأيام قرطاج على خريطتى الشخصية أكثر من حكاية وأكثر من فيلم، لم يكن هو المهرجان الكبير الأول الذى أحضره، طبعا إذا استثنينا مهرجان القاهرة بحكم أننى مصرى، فلقد كانت محطتى الأولى عالميا مهرجان «موسكو» وبعدها عربيا مهرجان «دمشق» فى عام 91، وكان بينه وبين «قرطاج» توأمة، كل منهما يعقد بالتناوب مع الآخر، وهكذا حان موعد «قرطاج» فى العام التالى 92، ولا أدرى كيف تمت دعوتى، ربما تلقيت الدعوة وقتها فى مهرجان «كان» الذى حضرت أول دورة لى عام 92، أو لعلها باريس أثناء إقامة أول «بيناللى» للسينما العربية أيضا فى نفس العام، وكانت تُشرف عليه الباحثة السينمائية ماجدة واصف، لا أستطيع أن أحدد بدقة، وجاءت رحلتى الأولى لمهرجان قرطاج فى أكتوبر 92، ولم أنقطع عن الرحلة فى كل عامين مهما تقلصت الدعوات للوفد المصرى وتغيرت الإدارات أو أصيبت العلاقات السياسية بين البلدين بشىء من البرودة، كان لى مكان دائم فى المهرجان حتى صرت أضبط مواعيدى فى شهر أكتوبر كل عامين على موعد قرطاج، ثم جاءت الدورة فى عام 2006 آخر دعوة تلقيتها، ليتوقف قطار الدعوات من بعدها لأسباب لا أعرفها ولا أريد حقيقة أن أشغل نفسى بالبحث عن الأسباب، وأتصوره مجرد سهو غير مقصود، فكل شىء يمضى، ولم أعد أنتظر دعوة ولا هم أيضا يفكرون فى إرسالها. حتى صارت علاقتى بتونس أنى أحب هذا البلد، وعدد من فنانيه وصحفييه تربطنى بهم صداقة، ثم فى العام الماضى وجه لى مدير المهرجان إبراهيم لطيف الدعوة مشكورا عندما تعرف علىّ صدفة، وقال لى «أنت مدعو». أيقنت أن الأمر قد تم حسمه، ثم لم تأت الدعوة الرسمية سوى قبل المهرجان بأربعة أيام فقط وكان من المفروض أن أدير ندوة فاتن حمامة واعتذرت، هذه المرة تجددت الدعوة الشفهية من مدير المهرجان أثناء انعقاد مهرجان «كان» ولكنهم هذه المرة كانوا أكثر انضباطا.

النهج والأزقة التونسية وحشانى وليس فقط الأفلام والندوات، لى صورة فى مطعم أسماك «الموجة الصغيرة» أريد أن أتأكد هل لا تزال الصورة التى جمعتنى مع عدد من الأصدقاء معلقة على الحائط؟ هل المطعم أساسا لا يزال قائما ويقدم لزبائنه الحوت وسلطان البحر وقبلها الهريسة والزيتون؟

فى تونس شاهدت مثلا لأول مرة عام 1994 هند صبرى وهى مراهقة فى فيلم مع مفيدة التلاتلى الرائع «صمت القصور»، وهو واحد من أفضل الأفلام العربية، ولا يزال بعد مرور كل هذه السنوات يحظى بنفس المكانة، أتذكر أن هند صعدت على المسرح وشاركت فى تقديم الحفل، وبعد 6 سنوات فقط تُصبح إحدى أهم نجمات السينما المصرية، بعد فيلميها «مذكرات مراهقة» إيناس الدغيدى و«مواطن ومخبر وحرامى» داوود عبدالسيد، وتفتح الباب لعدد من فنانى تونس مثل درة وفريال يوسف وظافر العابدين، وتكشف أن الفنان التونسى هو خير من يؤدى اللهجة المصرية، لا ليس اللهجة ولكن الإحساس حتى إننى أعتبر أن هند من أفضل من أدت شخصية بنت البلد المصرية طوال تاريخ السينما المصرية.

التقيت العديد من مخرجى تونس فريد بوغدير الذى كان له فى تلك الدورة التكريم لتصبح ذهبية قرطاج التى أهداها للجمهور التونسى من نصيبه، كما أننى تربطنى علاقة ود وصداقة مع نورى بوزيد والطيب الوحيشى ورشيد فورشيو وصولاً إلى آخر العنقود ليلى بوزيد وغيرهم، ولكن يظل لمفيدة التلاتلى مكانة خاصة، بعد أن شاهدت فيلمها «صمت القصور» الذى ينضح بفيض من الصدق، قلت لها إن الفيلم به خطأ تاريخى صغير، وهو أغنية «لسه فاكر» قدمتها أم كلثوم فى مطلع الستينيات وأحداث الفيلم فى الخمسينيات، لم تدافع عن خطأ وأقرت بذلك فى أكثر من لقاء تذكر تلك الواقعة. حصل الفيلم بجدارة على جائزة «التانيت الذهبى» وانطلق بعدها من قرطاج ليصبح أيقونة المهرجانات فى العالم كله.

فى تونس رصدت ومضة النجومية وذلك فى عام 1998، كان من بين الأفلام المصرية التى سيعرضها المهرجان فى المساء وعلى هامشه «صعيدى فى الجامعة الأمريكية»، ولكن فى الصباح أراد محمد هنيدى أن يجامل إلهام شاهين التى كان يعرض فيلمها «أرض أرض» داخل المسابقة الرسمية، وذهبت للمشاهدة وجدت أن الجميع يعرفون إلهام ويريدون التصوير معها لم نكن قد وصلنا بعد لزمن «السيلفى» كان الموبايل لا يزال صوتاً وليس صورة، لاحظت أن لا أحد يعرف هنيدى لا الجمهور ولا حتى الصحفيون فى تونس فلم يكن قد حقق الشهرة بعد، إلا أنه فى مساء نفس اليوم كان الموعد مع عرض الفيلم وسبقه الحديث عن الإيرادات الضخمة التى حققها فى القاهرة وتدافعت المئات إلى دار العرض، والفنان المجهول فى الصباح صار هو نجم النجوم فى المساء، النجومية لحظة فارقة تستغرق ثوانى.

مهرجان قرطاج بنحبك «برشا برشا»، ولكن الافتتاح واعذرونى من فرط الحب أقول لكم إنه ومع الأسف الشديد لم يكن أبدا كذلك وأنتظر أن تتواصل الأيام للأفضل، ولاتزال الفرصة قائمة، ولسه الأغانى ممكنة والجمهور التونسى العاشق للجمال والإبداع والسينما يستحق ما هو أفضل، ونكمل رحلتنا فى الأيام القادمة مع «أيام قرطاج»!

tarekelshinnawi@yahoo.com

افتتاح الدورة 27 لمهرجان قرطاج السينمائي وسط حضور فني ورسمي كبير

كتب: رويترز

افتتح، مساء الجمعة، مهرجان أيام قرطاج السينمائية الذي يحتفل بيوبيله الذهبي هذا العام بمشاركة عدد كبير من نجوم الفن السابع من تونس والدول العربية والأفريقية.

وأمام قصر المؤتمرات وسط تونس العاصمة امتد البساط الأحمر لاستقبال ضيوف الدورة السابعة والعشرين للمهرجان ومن بينهم التونسية درة زروق والمخرج المصري خالد الحجر والممثل السوري باسل خياط والمنتج المصري محمد حفظي.

عرض في الافتتاح الفيلم التونسي زهرة حلب بطولة هند صبري وإخراج رضا الباهي. ويتناول الفيلم على مدى 105 دقائق قصة امرأة تعمل مسعفة قررت السفر في رحلة محفوفة بالمخاطر لإنقاذ ابنها الوحيد الذي استقطبته جماعة متطرفة للقتال في سوريا.

وقالت هند قبل عرض الفيلم «هو هدية لكل امرأة تونسية.. إلى المرأة التي تكافح وتطالب بالمزيد من السينما والغناء والفن والحرية.»

كما شهد حفل الافتتاح حضورا رسميا على أرفع مستوى ممثلا في رئيس الحكومة يوسف الشاهد ووزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين وعدد من أعضاء الحكومة ورجال السياسة.

وقال الشاهد في كلمة الافتتاح «ضيوف تونس الكرام مرحبا بكم في تونس الحضارة.. تونس الثقافة.. دائما ما أقول إن تقدم الدول لا يقاس فقط بالتقدم الاقتصادي والاجتماعي بل بالتقدم الثقافي لأن الثقافة تلعب دورا كبيرا في مقاومة التطرف والإرهاب وانفتاح العقول.»

وأضاف «يجب أن تصبح للثقافة مكانة كبيرة في تونس وتقع مصالحة بين التونسي والثقافة.»

وتستمر دورة المهرجان هذا العام من 28 أكتوبر تشرين الأول إلى الخامس من نوفمبر تشرين الثاني.

وتتوزع المنافسة داخل المهرجان على أقسام الأفلام الطويلة والأفلام القصيرة والسينما الواعدة والعمل الأول، وتشارك في المنافسة أفلام من مصر وسوريا ولبنان والجزائر والمغرب والسعودية والعراق وإثيوبيا وأوغندا ومدغشقر وجنوب أفريقيا.

وقال المخرج التونسي نوري بوزيد «أيام قرطاج السينمائية هي ذاكرة جماعية للسينما العربية والأفريقية.. هو سينما المؤلف وليس سينما النجوم. لقد حافظ على ميزته طيلة خمسين عاما.»

وأضاف في تصريحات للصحفيين «مر عديد من السينمائيين الأفارقة من هذا المهرجان.. حصدوا الجوائز وشكل محطة انطلاقة مسيرتهم. إنه الأعرق وسيبقى الأفضل.»

ويكرم المهرجان في دورته الحالية المخرج المصري الراحل يوسف شاهين والمخرج السنغالي جبيرل ديوب مامبيتي واسم المخرج الراحل ادريسا وادراجو من بوركينا فاسو.

كما يكرم مجموعة من السينمائيين التونسيين الذين رحلوا على مدى العام الماضي من أبرزهم المخرجة كلثوم برناز.

وتقام على الهامش ندوات تناقش أساليب المحافظة على الموروث السينمائي العربي والأفريقي وأساليب ترميم الأفلام وحفظها.

تأسس المهرجان عام 1966 وكان يقام كل عامين بالتبادل مع أيام قرطاج الموسيقية إلى أن تحول عام 2015 إلى مهرجان سنوي.

المصري اليوم في

29.10.2016

 
 

«زهرة حلب» في الافتتاح والعاصمة التونسية تأخذ «دُشًّا» باردًا

الدورة السابعة والعشرون لأيام قرطاج السينمائية

تونس ـ «القدس العربي» من عبدالدائم السلامي:

اُفتُتِحت مساء أمس الجمعة في قصر المؤتمرات في العاصمة بحضور وزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين والنجمة السينمائية التونسية المقيمة في مصر هند صبري، وعديد من فنّاني السينما العربية والتونسية والأفريقية. 

وتتزامن هذه الدورة التي ستستمر إلى يوم 5 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل مع الاحتفال بخمسينية هذا المهرجان العريق. يذكر أن إدارة هذا المهرجان ساعدت على نقل حفله الافتتاحي مباشرة إلى المدن الداخلية، على غرار مدن جربة وصفاقس وقفصة والقيروان والمنستير والمهدية والقصرين وسليانة والكاف وجندوبة. كما سيتمّ عرض مجموعة من أفلام هذه الدورة في بعض الجهات الداخلية الأخرى.

وكانت انطلاقة هذا المهرجان بعرض مخصوص بالصحافيين لفيلم «زهرة حلب» (إنتاج مشترك تونسي لبناني) في قاعة «الكوليزي» في العاصمة. وقال رضا الباهي مُخرج هذا الفيلم إنّ «زهرة حلب» يمثّل أفضل أفلامه لأنه عمل نابع من معيش الناس ويُجيب عن أسئلتهم عبر رؤية فنية تُفكِّكُ مسألة «الجهاد» وما فيه من استقطاب المجموعات الإرهابية للشباب التونسي، والتغرير بهم ورميهم في أتّون حرب طاحنة لا تعنيهم. وأضاف الباهي أن الفيلم ينهض على دعامة حكاية أمّ (هند صبري) تعمل ممرِّضة، تقرّر الالتحاق بسوريا بتعلّة الجهاد وغايتها في ذلك استرداد ابنها ذي الثمانية عشر عاما بعد أن تمّ تجنيده من قبل عناصر تكفيرية وترحيله إلى مناطق الحرب في سوريا. وهناك تعيش الأم مغامرة صعبة يتمّ فيها اغتصابها من قبل جماعة جهادية ثم قَتْلها من قِبَل ابنها بدون أن يعرفها. ولم يُخفِ الباهي تبرُّمَه من واقع الإنتاج السينمائي في تونس «هذا البلد الضيِّق» على حدّ وصفه، وأكّد في الصدّد أن فيلَمه ثمرةُ تعاون فريق الممثِّلين وزهدهم في الجانب الماديّ بغرض توفير كلّ أسباب النجاح له، وهم هشام رستم ومحمد علي بن جمعة وباديس الباهي وفاطمة ناصر من تونس ومحمد آل راشي وجهاد الزغبي وباسم لطفي من سوريا. وحيّا الباهي الفنانة هند صبري التي قامت بدور البطولة في فيلمه وشاركت في إنتاجه عبر شركة «سلام برود». والحقّ أننا شاهدنا فيلم «زهرة حلب»، وحاولنا التنبّه إلى كلّ خطابه الفنيّ والمضمونيّ، ولا نُخفي في هذا الصدد ملاحظةَ أنّ الفيلم لم يحفزِنا لأنْ نتعاطف مع أيّ شخصية من شخصياته، ولم يقدّم جديدا في طرحه لمسألة الإرهاب، كلّ ما فيه هو من قبيل الجديد المألوف، كما لو أنه طبيخ بائت.
وذكرت هند صبري في حديثها للصحافيين أنّ «زهرة حلب» أعادها إلى السينما التونسية بعد غياب طويل، وهي واثقة من أنّه سيجد صدًى طيِّبًا لدى الجمهور التونسي والعربي. ويذكر أن هذه النجمة فازت بجائزة أفضل ممثلة في فيلم «صمت القصور» للمخرجة مفيدة التلاتلي خلال أيام قرطاج السينمائية لعام 1994.

«الجديد في خمسينية المهرجان هو الرجوع إلى الذاكرة» بهذا القول وصَّفَ إبراهيم اللطيف، مدير أيام قرطاج السينمائية، هذه الدورة الجديدة، حيث ذكر أنه سيتمّ الاحتفاء بمؤسِّسِها الراحل الطاهر شريعة وبكلّ الفائزين فيها بالتانيت الذهبيّ على مرّ الخمسين سنة الماضية. واعتبر أن السينما العربية والأفريقية الراهنة إنما هي ثمرة جهود فنانين ومخرجين مَهَرة كان لهم الفضل في تأصيل هذا الفنّ وفي التعريف به عالميا. وأكّد إبراهيم اللطيّف أن النجم المصري عادل إمام سيكون حاضرا في اختتامية هذه الدورة، وسيحضرها معه أيضا كلّ من باسم يوسف ومحمود حميدة وجميل راتب وخالد النبوي وعمرو واكد وعزت العلايلي وباسل الخياط. وستكرِّمُ هذه الدورة كلا من المخرجيْن الراحليْن المصري يوسف شاهين والإيراني عباس كياروستمي، وسيتمّ عرض بعض أفلامهما بحضور ممثِّلين قاموا بدور البطولة فيها 
وقال إبراهيم اللطيّف إنّ مسابقة العمل الأول تتضمن 12 شريطا سينمائيا، بينما تتضمن مسابقة الأفلام القصيرة 18 شريطا. وأشار اللطيّف إلى أن لجان تحكيم مسابقات هذه الدورة تتكوّن من عبد الرحمن سيساكو من موريتانيا (رئيس لجنة التحكيم الكبرى) وسفيان الفاني من تونس (رئيس لجنة العمل الأول) وميمونة إندياي من بوركينا فاسو (رئيس لجنة الأفلام القصيرة) وكريستوف لوبارك من فرنسا (ورشة تكميل). وسيكون جمهور السينما على موعد مع مجموعة من الأفلام الروسية والصينية، في إطار انفتاح المهرجان على محيطه العالمي.

وما ميّز هذه الدورة الجديدة من أيام قرطاج السينمائية هو احتفاء العاصمة التونسية بزوّارها، إذْ منذ فجر يوم 28 أكتوبر، يوم الافتتاح، بدت شوارع العاصمة التونسية كما لو أنها أخذت دُشًّا صباحيا باردًا، فلا يعدِمُ الماشي في شوارعها رؤيةَ مظاهرِ صَحْوِها المَدِينيِّ، ذلك أنّ محافظ العاصمة الجديد عزم أمره على تخصيص ما يلزم من عتاد ماديّ وبشريّ لتخليصها من أوساخها ومَشاهد بؤسها البيئي التي لازمتها منذ 14 سبتمبر/أيلول 2011، حتى تستقبل زوّارها من نجوم السينما في أبهى منظر.

تونس تسعى لأن يصبح «قرطاج» السينمائي في خمسينيته متوسطياً

تونس – من رشيد الجراي:

لا يخفي إبراهيم اللطيف، مدير الدورة السابعة والعشرين لمهرجان «أيام قرطاج» السينمائي، الذي انطلق مساء أمس في العاصمة تونس، عن طموح إدارة المهرجان إلى أن يصبح «متوسطياً».

كما كشف عن سبب غياب السياسة عن السينما التونسية قبل ثورة 14 يناير/ كانون الثاني 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.

وقال اللطيف يطمح المهرجان لأن يكون خلال السنوات المقبلة «متوسطياً» بالانفتاح على دول البحر الأبيض المتوسط وتوسيع مشاركة تلك الدول فيه.

وأشار إلى أن ذلك الطموح لا يتعارض مع مواصلة الأهداف التي يعمل عليها المهرجان في التعريف بالسينما العربية والإفريقية.

وتابع مدير المهرجان قائلاً «ستحتفي الدورة المقبلة بذاكرة المهرجان وذلك بتوثيق إنجازات كبار مؤسسي التظاهرة تأكيدا على قيمته التاريخية».

وتأسس مهرجان «أيام قرطاج» السينمائي عام 1966 وكان يقام كل عامين بالتناوب مع «أيام قرطاج» المسرحي قبل أن يصبح تظاهرة سنوية.

واستعرض اللطيف برنامج الدورة الحالية للمهرجان التي قال إنها «ستكون مختلفة عن سابقاتها لاحتفائها بخمسينية المهرجان (مرور خمسين عاما على الانطلاق) بعرض أهم الأفلام لكبار المخرجين والمنتجين العرب والأفارقة والتي تركت بصمة لدى جمهور الفن السابع طيلة تلك السنوات منذ نشأة المهرجان».

وفي السياق ذاته ستنظم ندوات فكرية وعروض فنية في الساحات العامة، إضافة إلى تقديم عروض في الجامعات والسجون والثكنات العسكرية وقاعات العرض في مختلف محافظات البلاد بهدف وصول المهرجان لأكبر قدر ممكن من عامة التونسيين، حسب المتحدث.

ولفت اللطيف إلى تكريم بعض الضيوف خلال الدورة الحالية «اعترافا بمكانتهم في المهرجان منذ ولادته على غرار المخرج المصري الراحل يوسف شاهين».

كما وصف بعض الأفلام التي ستعرض لأول مرة في قاعات السينما خلال المهرجان «بالمفاجأة الكبرى للجمهور».

ولفت إلى أن تلك الأفلام «المفاجأة» ستعالج مواضيع الساعة من أحداث إرهابية ضربت المنطقة إضافة إلى المواضيع التي تمس كيان المواطن العربي والإفريقي على غرار الحب والعلاقات الإنسانية وغيرها، حسب قوله.

وتابع «لدينا العديد من المفاجآت للجمهور فمعظم الأفلام ستعرض لأول مرة (14 فيلما ستعرض لأول مرة من بين 18 يشاركون في المسابقات الرسمية للأفلام الطويلة)».

وأضاف «المهرجان يطمح للوصول إلى 200 ألف متفرج هذه الدورة بعد أن استقطب العام الماضي 182 ألفاً».

وأشار المدير إلى أن السينما «تسعى لرسم البسمة على وجوه التونسيين طيلة أيام الدورة حتى يتصدوا بالفن والإبداع لكل مشاكل الإرهاب وتداعياته».

وحسب البرنامج الذي أعلنت عنه إدارة المهرجان، تشهد المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة التي يرأسها المخرج الموريتاني، عبد الرحمن سيساكو مشاركة 18 فيلمًا، بينها 4 أفلام من تونس هي: «شوف» لمخرجه كريم دريدي، و«تالة حبيبتي» للمخرج مهدي هميليو، و«زينب تكره الثلج» للمخرجة كوثر بن هنية، و«غدوة حي» للمخرج لطفي عاشور.

فيما يتنافس على جائزة الأفلام الطويلة 3 أفلام من مصر، وفيلمان من سوريا، ومثلهما من المغرب، فضلاً عن فيلم واحد من كل من دول جنوب إفريقيا والسنغال ونيجيريا وبوركينافاسو وتشاد والعراق، فيما تشارك فلسطين والأردن بفيلم من إنتاج مشترك.

وردا على سؤال حول عدم تطرق السينما التونسية قبل ثورة 2011 للقضايا السياسية والاجتماعية، مثل غياب الحريات والأحداث الكبرى التي هزّت البلاد، أقر اللطيف بذلك، مشيراً إلى أن السينما التونسية لم تتطرق أيضاً لبعض الأحداث التاريخية الهامة مثل ثورة «الخبز» عام 1984.

ورجح مدير المهرجان أن يكون ذلك إلى «التضييق الذي عرفته البلاد إبان حكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي الذي أطاحت به ثورة 2011».

وفي الثالث من يناير/ كانون الثاني 1984 انطلقت مظاهرات شعبية في كامل أنحاء تونس ضد الزيادة في أسعار الخبز ومشتقات الحبوب وأسفرت عن عشرات الضحايا نتيجة إطلاق النار على المتظاهرين من قبـل الشـرطة وانتـهت بتراجع الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة عن الزيـادة في الأسـعار بعـد ثـلاثـة أيـام من الاحتـجاجـات. وتابع «لم يكن بإمكاننا خلال العقدين الماضيين التطرق لبعض المواضيع لكن اليوم على المخرجين والمنتجين السينمائيين في تونس معالجة هذه القضايا لأنه من المهم أن يتم توثيق ذلك».

وتستمر الدورة السابعة والعشرين من مهرجان أيام قرطاج السينمائية إلى الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وافتتحت الدورة الحالية بفيلم «زهرة حلب» للمخرج التونسي رضا الباهي وبطولة هند صبري.

ويشارك في المسابقة الخاصة بتكريم «الطاهر شريعة» مؤسس المهرجان عام 1966، تحت عنوان «العمل الأول» 13 فيلمًا من عدة دول إفريقية وعربية.

وفي مسابقة «سينما واعدة»، التي يتضمنها المهرجان، يتنافس على الجوائز 17 فيلمًا من عدة بلدان، منها تونس ومصر وفرنسا وصربيا.

ومسابقتا الأفلام الطويلة والقصيرة، هما المسابقتين الرئيستين في المهرجان السينمائي التونسي، ويحصل الفيلم الأول من كل مسابقة على جائزة «التانيت الذهبي»، فيما ينال الفيلم الثاني «التانيت الفضي»، وتكون جائزة «التانيت البرونزي» من نصيب الفيلم الثالث.

والجائزة عبارة عن مجسّم لـ «التانيت»، وهو آلهة قرطاجية، فينيقية الأصل، اعتبرها سكان قرطاج قديماً حامية للمدينة.

«ذاكرة السينمائيين» في كتاب يصدر خلال أيام المهرجان

تونس – «القدس العربي»:

تشهد الدورة الحالية، حضوراً إستثنائياً، في ظل الإحتفالية الكبرى التي يشهدها كبار السينمائيين ومحبو السينما من القارة الأفريقية، بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيس أيام قرطاج السينمائية عام 1966 على يد السينمائي الراحل الطاهر شريعة.

وفي إطار ذلك، أعدت إدارة الأيام السينمائية كتابا يحمل عنوان «من ذاكرة أيام قرطاج السينمائية» وأشرف عليه الصحافي والسينمائي التونسي خميس خياطي.

وفي تصريح خاص لـ»القدس العربي»، أكد خياطي أن الكتاب إستغرق إعداده أكثر من أربعة أشهر، ويضم شهادات من جانب 51 من نقاد السينما العرب والعالم وأفريقيا، ممن كانت لهم مساهمات في تاريخ أيام أيام قرطاج السينمائية منذ تأسيسه، وفي مقدمتهم الناقد السينمائي المصري سمير فريد، ومن المخرجين السينمائيين التونسي فريد بوغدير والذي يكرمه المهرجان هذا العام، وكذلك المخرج المغربي أحمد المعنوني.

وذكر خميس خياطي أن الكتاب سيضم 144 صفحة، تصدر منه نسخ باللغة العربية، وأخرى بالفرنسية، مشيراً إلى أنه تم طباعة ما يقرب من 1300 نسخة.

وبمناسبة خمسينية أيام قرطاج السينمائية، تم تصميم بوستر المهرجان ليضم سينمائيين كانوا قد تم تتويجهم بالتانيت الذهبي- وهي الجائزة الكبرى- على مدار أعوامه الفائتة، وفي مقدمتهم المخرج السينغالي عصمان سمبان، ويوسف شاهين والذي يتم تكريم إسمه في الدورة الجديدة، وتوفيق صالح، وفريد بوغدير من تونس، ومرزاق علواش من الجزائر ومحمد مفتكر من الغرب، والذي حصل العام الماضي علي التانيت الذهبي عن فيلمه الروائي الطويل «جوقة العميين»، وقائمة طويلة من المخرجين.

القدس العربي اللندنية في

29.10.2016

 
 

قرطاج تفتتح مهرجانها السينمائي بمشاركة أكثر من ألف عرض

احتفاء بالذكرى الخمسين لانطلاق المظاهرة

تونس: المنجي السعيداني

انطلقت أمس في العاصمة التونسية الدورة السابعة والعشرون لأيام قرطاج السينمائية، التي تتواصل إلى الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وتقترح أيام قرطاج السينمائية، التي تحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيسها، نحو ألف عرض، على عشاق الفن السابع، وجهزت دور السينما في معظم المدن شاشاتها لاستقبال نحو 322 فيلما قادمة إليها من عشرين دولة.

وينفرد المهرجان بعرض «ديفين» للمخرجة المغربية هدى بنيامينة، وهو فيلم حائز جائزة الكاميرا الذهبية في الدورة الـ69 لمهرجان كان السينمائي (فرنسا)، ونجحت أيام قرطاج السينمائية في الانفراد بعرضه العربي والأفريقي الأول على الرغم من تهافت مهرجانات سينمائية عدة على عرضه لأول مرة.

ويشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان فيلم «اشتباك» للمخرج المصري محمد دياب، وقد عرض في خلال الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي ضمن قسم «نظرة ما» وهو مرشح السينما المصرية في أوسكار أفضل فيلم أجنبي.

ولا تخلو أيام قرطاج السينمائية من مشاركة مهمة للسينما الأفريقية، وذلك من خلال فيلم «خشب الأبنوس» للمخرج موسى توري، وفيلم «لن يقع بث الثورة في التلفزيون» للمخرجة راما تياو. كما تشارك بوركينا فاسو بفيلم «توم» للمخرج ودراووغو تاهيرو تاسار، وتشارك تشاد بفيلم وثائقي عن الديكتاتور حسن حبري للمخرج محمد صالح هارون.

أما المشاركة العربية، فهي متنوعة؛ إذ تسجل سوريا حضورها في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية بفيلمين، هما «منازل بلا أبواب» لإيفو كابرليان، و«مزرعة الأبقار» لعلي الشيخ خضر، كما ستكون الأردن ممثلة بفيلم عنوانه «المدينة» لعمر الشرقاوي، ولا يغيب المغربي هشام العسري عن المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية ويشارك بآخر فيلم في ثلاثيته «جوع كلبك». ومن مصر يشارك خالد الحجر بفيلمه المثير للجدل «حرام الجسد»، وتشارك المملكة العربية السعودية بفيلم «بركة يقابل بركة» للمخرج محمود الصباغ، وهو مرشح لأوسكار أفضل فيلم أجنبي.

أما المشاركة الجزائرية، فستكون من خلال فيلمي «وحكاية الليالي السود» للمخرج سالم إبراهيمي و«في هذا العمر ما زلت أتخفى عندما أدخن».

ويفتح المهرجان نافذة على السينما الروسية من خلال موعد مع أهم الأفلام الروسية المنتجة في السنوات الأخيرة، من بينها «إيلينا» للمخرج أندري زفياغينتساف الحائز جائزة أفضل فيلم في قسم «نظرة ما» بمهرجان كان السينمائي 2011.

ومن المنتظر عرض فيلم «زهرة حلب» للمخرج التونسي رضا الباهي في الافتتاح، وهو فيلم روائي طويل من إنتاج مشترك تونسي لبناني، وتوزعت مختلف المشاهد بين تونس ولبنان، وجسدت أدواره مجموعة من الممثلين، حيث أسندت الشخصية الأساسية إلى الممثلة التونسية هند صبري. ويشاركها من تونس هشام رستم وفاطمة ناصر ومحمد علي بن جمعة وباديس الباهي، كما تمت الاستعانة بعدد من الممثلين السوريين، من بينهم جهاد الزغبي وباسم لطفي ومحمد آل راشي. ويتطرق هذا العمل إلى فكرة انضمام الشباب التونسي إلى تنظيم داعش الإرهابي، ويسعى إلى تعرية مجتمع «داعش» المظلم، كما يتطرق إلى ممارساته اللاإنسانية. وتؤدي الممثلة التونسية هند صبري دور أم تونسية تقرر السفر إلى بؤر التوتر في سوريا في رحلة شاقة بحثا عن ابنها الذي انضم إلى التنظيمات الإرهابية.

في هذا الشأن، قال إبراهيم اللطيف، مدير المهرجان في مؤتمر صحافي، إن الدورة الجديدة حرصت على اختيار أفلام متميزة في مختلف أقسامها، بعضها قادم من أرفع المهرجانات السينمائية ونال جوائز عالمية في «كان» و«برلين» و«البندقية» تنفرد بعرض عدد منها للمرة الأولى على المستويين العربي والأفريقي. وأشار اللطيف إلى رؤساء لجان التحكيم المختلفة، وأكد أن عبد الرحمن سيساكو من موريتانيا سيرأس لجنة التحكيم الكبرى (الأفلام الطويلة)، أما لجنة الأفلام القصيرة وقرطاج السينما الواعدة، فسترأسها ميمونة اندياي من بوركينا فاسو. وأسندت رئاسة لجنة العمل الأول (الطاهر شريعة) للمخرج التونسي سفيان الفاني.

وستشهد هذه الدورة تكريم عدد من الوجوه السينمائية كيوسف شاهين وجبريل ديوب مامبيتي وعباس كيروستامي.

وتشارك تونس في الدورة الـ27 من أيام قرطاج السينمائية بـ13 فيلما تونسيا للمشاركة بصفة رسمية في مختلف مسابقات هذه المظاهرة السينمائية الدولية المهمة.

وتشارك أربعة أفلام تونسية في مسابقة الأفلام الطويلة، وهي «شوف» لكريم دريدي و«تالة حبيبتي» لمهدي الهميلي و«زينب تكره الثلج» لكوثر بن هنية و«غدوة حي» للطفي عاشور.

كما تشارك أربعة أفلام تونسية كذلك في مسابقة الأفلام القصيرة، وهي «علوش» للطفي عاشور و«ليلة كلبة» لآمنة بويحي و«نساجات الشعانبي» لنوفل صاحب الطابع و«طليق» لقيس زايد.

وأعلنت لجنة تنظيم المهرجان أن فيلمين تونسيين سيشاركان في المسابقة الرسمية للعمل الأول وثلاثة أفلام في المسابقة الرسمية التي تحمل اسم «قرطاج سينما الواعدة».

وحملت معلقة هذه الدورة التي تم تصميمها خصيصا للاحتفال بمرور خمسين سنة على تأسيس مهرجان قرطاج السينمائي، أسماء المتوّجين بالتانيت الذهبي في أيام قرطاج السينمائية خلال الدورات الماضية الممتدة على 50 سنة، وضمت القائمة مخرجين عالميين عدة انطلقت شهرتهم من قرطاج على غرار يوسف شاهين وتوفيق صلاح (مصر) ومرزاق علواش (الجزائر) والنوري بوزيد وفريد بوغدير والناصر خمير (تونس) وسليمان سيسي (السنغال) ومحمد ملص (سوريا).

الشرق الأوسط في

29.10.2016

 
 

هند صبرى بعد العرض الأول لفيلمها زهرة حلب:

رد فعل الجماهير أسعدنى

كتب هيثم سلامة

نشرت الفنانة هند صبرى صورة لها أثناء مشاركتها فى مهرجان قرطاج السينمائى بتونس، حيث يتم عرض فيلمها زهرة حلب، معربه عن سعادتها من ردود أفعال الجماهير بعد العرض الأول له.

وكتبت الفنانة هند صبرى عبر حسابها على موقع التغريدات المصغرة تويتر: "سعادتى لا يمكن إخفاءها فهى واضحة على وجهى بعرض فيلم زهرة حلب ورد فعل الجماهير عليه.. انتظروه فى دور العرض قريبا".

كندا علوش تهنئ هند صبرى بعد عرض فيلمها زهرة حلب

كتب هيثم سلامة

حرصت الفنانة كندا علوش، على تهنئة الفنانة هند صبرى، وذلك بعد عرض فيلمها "زهرة حلب" فى مهرجان قرطاج السينمائى بتونس.

وكتبت الفنانة كندا علوش عبر حسابها على موقع التغريدات المصغرة تويتر: "مبروووك حبيبتى زهرة حلب وشكلك زى القمر فى الافتتاح".

يذكر أن فيلم "زهرة حلب" عرض أمس قبل افتتاح المهرجان الذى سينطلق فعالياته مساء اليوم فى السادسة مساء بتوقيت تونس بمركز المؤتمرات، وقد حضر العرض النجمة هند صبرى والمخرج رضا الباهى كعرض خاص للنقاد والصحفيين والقنوات الفضائية.

عرض خاص لفيلم "اشتباك" للنقاد والصحفيين بمهرجان أيام قرطاج السينمائية

تونس - جمال عبد الناصر

يعرض ظهر اليوم، الفيلم المصرى "اشتباك" بطولة نيلى كريم وطارق عبد العزيز، للنقاد والصحفيين بسينما دار ابن رشيق بتونس، ضمن فعاليات مهرجان أيام قرطاج السينمائية فى دورته السابعة والعشرين.

يحضر العرض الخاص الفنان طارق عبد العزيز أحد أبطال الفيلم، الذى عرض من قبل كعرض أول فى مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الماضية.

فيلم اشتباك بطولة نيللى كريم وطارق عبد العزيز وأحمد مالك وإخراج محمد دياب، ويتناول أحداث ما بعد ثورة 30 يونيه من خلال عربة شرطية يجتمع فيها كل الأطياف بالمجتمع المصرى وكل الانتماءات السياسية.

عرض فيلم سمير سيف "ابن دموعها" بمهرجان أيام قرطاج اليوم

تونس - جمال عبد الناصر

يعرض اليوم السبت ضمن فعاليات مهرجان أيام قرطاج السينمائية فيلم المخرج المصرى الكبير الدكتور سمير سيف "ابن دموعها" وهو إنتاج مشترك تونسى جزائرى، وسيعرض لأول مرة بمهرجان قرطاج فى قسم "حصص خاصة".

وعن هذه التجربة يقول المخرج سمير سيف لـ"اليوم السابع" إنها كانت بالنسبة له تجربة ممتعة ومثيرة لأنه كمخرج مصرى يتم اختياره لإخراج فيلم من إنتاج تونسي جزائرى، فهذا أسعده كثيرا، خاصة أن الفيلم سيتم الاحتفاء به وعرضه أيضا فى احتفالية صفاقس عاصمة الثقافة العربية .

كما سيعرض فيلم آخر لأول مرة وهو فيلم "الحلم الصينى" للمخرج "رشيد فرشيو"، وهو إنتاج مشترك تونسى صينى، وتقوم ببطولته الفنانة الشابة عائشة بنت أحمد التى تقدم دور والدته التى تدعى "مونيكا"، وتمر عائشة بعدة مراحل عمرية فى الفيلم حتى تصل إلى ٥٥ عاما مع نهاية الفيلم، والفيلم يجسد قصة حياة المفكر الجزائرى أغوسطينوس الذى عاش لفترة كبيرة من حياته فى تونس.

كما سيعرض المهرجان عددا من الأفلام تحت عنوان "مدن الأيام" فى 6 سجون و14 منطقة داخل تونس وفى خمس جامعات وفى الثكنات أيضا، هذا إضافة إلى قسم البانوراما الذى ستعرض فيه أفلام تونسية جديدة قصيرة وطويلة روائية ووثائقية، كما تفتح سجلها الذهبى وتعرض أفلاما متميزة عرضتها أيام قرطاج السينمائية منذ بدايتها حتى سنة 2012، وبعض هذه الأفلام الطويلة والقصيرة توجت بالتانيت الذهبى أو الفضى أو البرونزى والبعض الآخر لم ينل جائزة ولكنه لقى ترحيبا جماهيريا.

وستكون هناك ندوة دولية بعنوان "التراث السينمائى فى خطر" إضافة إلى دروس السينما فى مجالات مختلفة مثل الصحافة الثقافية والممثل أمام الكاميرا مع الفلسطينى "محمد بكرى"، وستكون هناك قاعة سينما مفتوحة فى شارع الحبيب بورقيبة تعرض يوميا عددا من الأفلام المتميزة، وفى قسم التكريمات لتحتفى الدورة السابعة والعشرين لأيام قرطاج بعدد من كبار السينمائيين يوسف شاهين، عباس كياروستامى، كلثوم برناز، جبريل ديوب مامبيتى، وإدريسا ودراووغو وغيرهم.

بالصور.. طارق عبد العزيز وحفظى فى العرض الخاص لفيلم اشتباك بقرطاج

تونس- قرطاج - جمال عبد الناصر

حضر الفنان طارق عبد العزيز والمنتج محمد حفظى العرض الخاص للنقاد والصحفيين لفيلم "اشتباك" فى مهرجان أيام قرطاج السينمائية، وذلك وسط غياب مخرجه محمد دياب وباقى الأبطال المشاركين فيه .

وعقب عرض الفيلم كانت جميع ردود الأفعال عن الفيلم إيجابية ونال إعجاب عدد كبير من الحضور ووضح ذلك من خلال التصفيق الذى ناله الفيلم عقب عرضه .

وأجرى الفنان طارق عبد العزيز والمنتج محمد حفظى عددًا من اللقاءات الصحفية والتليفزيونية لوسائل الإعلام التونسية تحدثا فيها عن التجربة وعن الصعوبات التي واجهتهم أثناء التصوير .

عرض فيلم سمير سيف "ابن دموعها" بمهرجان أيام قرطاج اليوم

تونس - جمال عبد الناصر

يعرض اليوم السبت ضمن فعاليات مهرجان أيام قرطاج السينمائية فيلم المخرج المصرى الكبير الدكتور سمير سيف "ابن دموعها" وهو إنتاج مشترك تونسى جزائرى، وسيعرض لأول مرة بمهرجان قرطاج فى قسم "حصص خاصة".

وعن هذه التجربة يقول المخرج سمير سيف لـ"اليوم السابع" إنها كانت بالنسبة له تجربة ممتعة ومثيرة لأنه كمخرج مصرى يتم اختياره لإخراج فيلم من إنتاج تونسي جزائرى، فهذا أسعده كثيرا، خاصة أن الفيلم سيتم الاحتفاء به وعرضه أيضا فى احتفالية صفاقس عاصمة الثقافة العربية .

كما سيعرض فيلم آخر لأول مرة وهو فيلم "الحلم الصينى" للمخرج "رشيد فرشيو"، وهو إنتاج مشترك تونسى صينى، وتقوم ببطولته الفنانة الشابة عائشة بنت أحمد التى تقدم دور والدته التى تدعى "مونيكا"، وتمر عائشة بعدة مراحل عمرية فى الفيلم حتى تصل إلى ٥٥ عاما مع نهاية الفيلم، والفيلم يجسد قصة حياة المفكر الجزائرى أغوسطينوس الذى عاش لفترة كبيرة من حياته فى تونس.

كما سيعرض المهرجان عددا من الأفلام تحت عنوان "مدن الأيام" فى 6 سجون و14 منطقة داخل تونس وفى خمس جامعات وفى الثكنات أيضا، هذا إضافة إلى قسم البانوراما الذى ستعرض فيه أفلام تونسية جديدة قصيرة وطويلة روائية ووثائقية، كما تفتح سجلها الذهبى وتعرض أفلاما متميزة عرضتها أيام قرطاج السينمائية منذ بدايتها حتى سنة 2012، وبعض هذه الأفلام الطويلة والقصيرة توجت بالتانيت الذهبى أو الفضى أو البرونزى والبعض الآخر لم ينل جائزة ولكنه لقى ترحيبا جماهيريا.

وستكون هناك ندوة دولية بعنوان "التراث السينمائى فى خطر" إضافة إلى دروس السينما فى مجالات مختلفة مثل الصحافة الثقافية والممثل أمام الكاميرا مع الفلسطينى "محمد بكرى"، وستكون هناك قاعة سينما مفتوحة فى شارع الحبيب بورقيبة تعرض يوميا عددا من الأفلام المتميزة، وفى قسم التكريمات لتحتفى الدورة السابعة والعشرين لأيام قرطاج بعدد من كبار السينمائيين يوسف شاهين، عباس كياروستامى، كلثوم برناز، جبريل ديوب مامبيتى، وإدريسا ودراووغو وغيرهم.

اليوم السابع المصرية في

29.10.2016

 
 

افتتاح غير مسبوق لأيام قرطاج السينمائية

رسالة تونس‏:‏ أسامة عبد الفتاح

أقيم مساء أمس افتتاح غير مسبوق للدورة‏27‏ من أيام قرطاج السينمائية بقصر المؤتمرات بشارع محمد الخامس بالعاصمة التونسية‏,‏ بحضور رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد‏,‏ ووسط حضور مكثف للوفد المصري الذي وصل عدده الي08 فنانا وناقدا وصحفيا يتقدمهم الكبير جميل راتب الذي حضر علي كرسي متحرك, بالاضافة الي عزت العلايلي وسيف عبد الرحمن ومحمد العدل ومن يشاركون في عضوية لجان التحكيم ومنهم خالد يوسف ومريم نعوم. ويصل النجم محمود حميده غدا الاحد, والنجم عادل امام يوم الختام5 نوفمبر المقبل.

كانت مصر بلا جدال نجمة حفل الافتتاح, حيث صفق الحضور طويلا لفيلم تسجيلي قصير عن يوسف شاهين, وتراقصوا علي إذاعة لصوت محمد منير ورددوا وراءه علي صوتك بالغنا, ووقفوا احتراما لجميل راتب.

بدأ الحفل بفقرة غنائية للمطرب التونسي المقيم في فرنسا عشتار, ثم كلمات وزير الشئون الثقافية التونسي محمد زين العابدين ومدير المهرجان ابراهيم لطيف, اللذين استقبلا أعضاء لجان التحكيم المختلفة. وعكس الحفل أهمية هذه الدورة, التي تختتم5 نوفمبر المقبل, ليس فقط لأنها تشهد الاحتفال بمرور50 عاما علي تأسيس الأيام, ولكن أيضا لأنها ترسخ وضع المهرجان كحدث سنوي, بعد أن ظل يعقد كل عامين منذ تأسيسه وحتي دورة العام الماضي, التي كانت الأولي في كسر هذه الدورية, والأولي تحت رئاسة لطيف.

وحرصت علي إبراز هذا الجانب لأن التحول إلي الانعقاد السنوي لا يتعلق فقط بالترتيبات الإدارية والحسابات المالية, بل له علاقة مباشرة بالاختيارات والقرارات الفنية لإدارة المهرجان, لأن المواكبة المستمرة لتطورات صناعة الأفلام في الدول محل اهتمام المهرجان, أي الأفريقية بالأساس والعربية, تختلف تماما عن الانتظار عامين ثم عرض ما تم إنتاجه بهذه الدول خلالهما, حتي لو بدا بعضه قديما ومعروضا من قبل في العديد من المناسبات.

أما الاحتفال بـخمسينية الأيام, فقد حولته إدارة المهرجان إلي احتفاء بمؤسسها الكبير الراحل الطاهر شريعة, وكل من رافقوه من الرواد التوانسة وكذلك العرب, ومنهم الكبيران المصريان الراحلان توفيق صالح ويوسف شاهين, والأخير أعلنت إدارة لطيف رسميا عن تكريم اسمه ضمن عشرة من كبار صناع السينما في العالم, ومنهم الإيراني عباس كيارستمي والتونسيان فريد بوغدير وكلثوم برناز. كما سيتم تكريم جميع من حصلوا علي التانيت الذهبي- جائزة المهرجان الكبري- منذ عام الانطلاق وحتي العام الماضي, ومنهم شاهين, الذي فاز به عام1971, والمخرج الشاب أحمد عبد الله السيد, الذي ظفر به عام2010 عن فيلمه ميكروفون.

كما عكس الحفل عراقة حدث سينمائي ظل, منذ أن كان فكرة في الأذهان وحتي الآن, محافظا علي هويتيه العربية والأفريقية, خاصة الأخيرة, حيث سار لمدة نصف قرن من الزمان في الاتجاه الصحيح الذي ينقصنا والذي نصر علي عدم السير فيه, وأقصد الاتجاه جنوبا إلي العمق الاستراتيجي والفناء الخلفي الذي لابد من تأمينه ورعايته في قارتنا.. فأكثر ما يميز أيام قرطاج السينمائية, وأكثر ما ينقص مهرجاناتنا, خاصة القاهرة الدولي: البعد الأفريقي, الاهتمام بالقارة السمراء التي نعيش فيها, والتي اكتشفنا خلال أزمة منابع النيل الأخيرة وخلال المواجهة مع إثيوبيا حول سد النهضة كم أهملناها ونسيناها وتركناها لأصابع غريبة تلعب وتعبث فيها.

في كل دورة, تحرص الأيام علي تواجد الأسماء والأعمال السمراء إلي جوار نظيرتها العربية في المسابقات الرسمية, والأقسام غير الرسمية, والبرامج الموازية, ولجان التحكيم, وقوائم التكريم, فيما يشبه العناق العربي- الأفريقي الذي لا تخفي دلالاته علي أحد. في كل عام, تحرص الإدارات المتعاقبة علي وضع برنامج يشعر من يتابعه أنه إزاء مهرجان يقام في قارة أفريقيا, فيما يشعر من يتابع برامج مهرجاناتنا أنها مقامة في أمريكا الشمالية أو أوروبا.. دعك من الأفلام والنجوم والسينما كلها, فكر فيما يمكن أن يلاقيه هذا الاهتمام من امتنان أفريقي, وما يمكن أن يسفر عنه من تعاون مشترك ومن اطمئنان تونس الكامل إلي مصالحها في القارة السمراء.

الأهرام المسائي في

29.10.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)