كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

دورة (هزيلة) للإسكندرية السينمائي

مطلوب محاسبة القائمين عليها.. كشف حساب

أحمد الجزار

مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط

   
 
 
 
 

ماحدث خلال الدورة ال32 لمهرجان الإسكندية السينمائي والتي إنتهت فعالياتها مساء أول أمس فضائح ومهازل تجاوزت المسموح وعرضت مهرجان عمره 32 عاما إلي الإنهيار وأطاحت بسمعته وبسمعة مصر أمام الضيوف الأجانب , ما شاهده العديد من النقاد والصحفيين داخل أروقة المهرجان أو ما كان يطلق عليه سابقا ينذر بالاطاحة بمجلس هذا المهرجان ومحاسبته باهدار المال العام وسمعة مصر وقيمة مهرجان مثل الإسكندرية السينمائي وحتي نكون منصفين في حديثنا عن تجاوزات هذه الدورة سنوضح المهازل في هذه النقاط ..

شهد حفل الختام مهازل كثيره أبرزها عندما فؤجيء الضيوف الذين التزموا بموعد الحفل في الثامنة مساء بتأجيله دون اي أسباب معلنة ولا أي أعتذار من إدارة المهرجان الموقرة ليبدا حفل الختام في العاشرة مساء تقريبا وهو ما جعل ممثل بقيمة وقدر دريد لحام أن يعلن غضبة أمام الكاميرات والجمهور ببعض الكلمات علي المسرح وبدلا من أن يصعد رئيس المهرجان ويعلن أعتذاره عن التأخير أطلق اشعاره وابتساماته دون اي مبرر , هذا التأخير المبالغ فيه والذي لا يحدث تقريبا في اي مهرجان محترم لم يربك الضيوف المغادرين صباح اليوم التالي فقط ولكن أربك البث التليفزيوني لدي قناة مثل النهار التي كانت تذيع الحدث علي الهواء واضطرت أن تعيد الحوارات التي أجرتها مع الضيوف بسبب هذا التأخير , فضلا عن وجود فوضي داخل المسرح بين الصحفيين والاعلاميين علي المقاعد داخل المسرح.

ثانيا.. تسببت الفوضي في تجاهل تكريم المخرج التونسي رشيد فرشيو في حفل الختام وهذا ما أثار غضب المخرج الكبير وأكد رغبته الكاملة في عدم الحضور مرة أخري إلي هذا المهرجان مع العلم أن هناك خمسة ضيوف عرب تم إعلان اسمائهم في بيان رسمي اصدره المهرجان للتكريم في الختام وللاسف لم يحضر منهم سوي أثنين قاموا بتكريم واحد ونسوا الثاني , حتي أن إدارة المهرجان لم تكشف حتي الان عن أسباب أعتذار باقي المكرمين باعتبار أنه لا يوجد احد ليحاسبهم.

ثالثا ..أدارة المهرجان أعلنت قبل إنطلاق الدورة بأيام عن وجود أزمة مالية تواجهها وأعلن رئيس المهرجان بان الميزانية تصل إلي مليون و200 الف جنيه ووصفها بالضعيفة وهو ما اضطره إلي تقليص يوم من أيام المهرجان ليصبح في الفترة من 21 إلي 26 سبتمبر بدلا من 27 , ثم يعلن في تصريح أخر أن الميزانية 2 مليون , ولكن الأهم ليس في الميزانية ولكن في ادراكه بهدف وطموح المهرجان ويضطر إلي اطلاق 6 مسابقات وما يتبعه من 6 لجان تحكيم وزيادة عدد الضيوف في ظل هذه الميزانية الضعيفه , فهل من الممكن لمهرجان أن يقيم 6 مسابقات في خمسة أيام ..أين العقل في ذلك؟

رابعا ..أختيار مقر المهرجان هو أسوأ أختيار لاقامة مهرجان فني ثقافي سياحي فاذا كانت مصر تحتاج الان إلي ترويج سياحي فأن مثل هذه المهرجانات هدفهما هو تحقيق ذلك وعليكم أن تعلموا أن الفندق مقر المهرجان لا يري البحر ويبعد عنه ما يقرب من نصف ساعة تقريبا بالسيارة لدرجة أن الضيوف الذين حضروا المهرجان لأول مرة كان يسالون هل إسكندرية فيها بحر ؟ فمن الذي يصر علي إختيار هذا الفندق الذي تحاط حوله العديد من الشبهات وعلامات الاستفهام حول علاقة إدارة الفندق وإدارة المهرجان ولكن هذا لا يهمنا ولكن الاهم أين هو الترويج السياحي والثقافي لمصر من خلال المهرجان.

خامسا.. اذا كنا نتحدث عن الترويج السياحي لمصر فهذا لا يقل عن الترويج الفني فهل يصح بأن يتم أختيار فيلمين بمستوي “منطقة محظورة” و”روج” لتمثيل مصر في مسابقات المهرجان ..فهل مستوي هذه الإفلام يليق بسمعة ومستوي السينما المصرية أمام الضيوف الاجانب ..اذا كان هناك ضيوف أجانب من الاساس بعد أن تحول المهرجان إلي ثكنة للضيوف السوريين فقط.

سادسا .. فشل المهرجان في تحقيق هدفه في جذب الجمهور السكندري لمشاهدة الافلام وأصبحت معظم العروض البعيده عن مقر المهرجان خاوية ولا يسمع عنها أحد , وبالطبع لا توجد ندوات ولا مناقشات مع صناعها وتحولت للاسف كل الندوات إلي ندوات تكريمية داخل مقر المهرجان للضيوف حيث تجاوزت مثل هذه الندوات حاجز ال20 ندوة منهم من استلم علما يحمل شعار المهرجان لا يتم منحه الا للرؤساء كما قال رئيس المهرجان ومنهم من حصل علي “طبق الجمعية”.

سابعا.. كان من المقرر أن يتم تكريم السيدة الكبيرة سميحة أيوب رغم أن ادارة الجمعية التي تقيم المهرجان سبق وكرمتها واقامت لها ندوة في عيد ميلادها في شهر مارس الماضي بالهناجر ولكن لان إدارة المهرجان رفضت وقتها توزيع الكتاب الذي أعد من أجلها لعدم وجود ميزانية قررت إقامة ندوة تكريمية جديدة أثناء المهرجان وقامت بتوزيع الكتاب حتي يتم إدراج تكلفة الطبع في ميزانية هذه الدورة ..الطريف أن سيدة المسرح ذهبت إلي قاعة الندوة ولم تجد أحدا من الصحفيين او إدارة المهرجان فاعلنت غضبها ورفضت تحديد موعد اخر للندوة.

ثامنا .. إدارة المهرجان فشلت وبجدارة في خلق جسر من التعاون والثقة مع الفنانيين المصريين بعد أن قام معظم النجوم بتجاهل المهرجان الذي وصل الأن إلي أسوأ حالاته , وكان الحل الفذ من رئيس المهرجان هو أن يزيد من المسابقات ويضع بعض الممثلين غير المحترفين وعديمي الخبرة ضمن لجان تحكيمها ليضمن تواجد للفنانين في حفلي الافتتاح والختام, لدرجة أن مسابقة الافلام العربي “نور الشريف” والتي رأسها الفنان عزت العلايلي كانت بكامل أعضائها من الممثلين في تجربة هي الأولي من نوعها في تاريخ المهرجانات السينمائية تاسعا فشل المهرجان في خلق جسر من التعاون البناء مع الصحافة الفنية ,وأصبح مرمي لسهام النقد واي شخص لا يكتب عنا بشكل ايجابي هو مرفوض من قبل الادارة التي تتصور إنها تمنح صكوكا خاصه للصحفيين لحضور المهرجان وشرط الحصول عليها التغطية ايجابية والا يمنع الصحفي من حضور المهرجان مرة أخري , وهو ما جعل رئس المهرجان يتجاهل القائمة التي أعدها مسؤول الصحافة والاعلام ليعد هو شخصيا قائمة اخري ببعض المقربين ليضمن شكل التغطية ولكن الفضائح دائما تخرج عن السيطرة.

عاشرا ..إدارة المهرجان التي يسودها حالة من الارتباك لم يكن لديها قدرا من الشفافية في التعامل مع اي أخطاء تحدث داخل المهرجان فلم يعرف أحدا حتي الان أسباب انسحاب عزت العلايلي عن استكمال المهرجان وعودته إلي القاهرة بعد أيام معدودة رغم أنه رئيس لجنة تحكيم المسابقة العربي, أيضا رحيل نيرمين الفقي بعد يومين فقط رغم إنها أيضا عضو لجنة تحكيم , وغياب ابنة محمد خان عن احتفالية تكريمه والغاء معرض افيشاته الذي كان مقررا , وغياب المكرمين العرب , و..و..و..و.. فلم تصدر إدارة المهرجان اي بيان صحفي تكشف فيه أسباب ما حدث , هذه الاخطاء ليست وحدها التي سيطرت علي المهرجان فهناك أخطاء في التسكين وأختيار الضيوف وايضا الافلام ..ولو تركنا هذا المهرجان بما يحدث فيه دون حسيب أو رقيب فوجوده سيضر بسمعة مصر أكثر مما يفيدها.

موقع (جوتو فن) في

28.09.2016

 
 

خالد عبدالجليل: وزارة الثقافة ستصدر قرارا بشأن مهرجان الإسكندرية

كتب: علوي أبو العلا

قال خالد عبدالجليل مستشار وزير الثقافة ورئيس الرقابة على المصنفات، إن وزارة الثقافة ستصدر خلال الأيام المقبلة قرارا بشأن مهرجان الإسكندرية لدول حوض البحر المتوسط، مشيرًا إلى أن القرار سيكون بتحويل المهرجان «لأوسطي أوسطي».

وأضاف «عبدالجليل» في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»: «ستيم تحويل المهرجان لأوسطي أوسطي فقط حتى لا يفقد هويته، وسيتم تخصيص كل مهرجان في مصر بنوعيته، وستكون هناك أفلام عربية فقط، ومهرجان للأفلام الأوربية فقط مثل شرم الشيخ، ومهرجان للكوميدي فقط».

المصري اليوم في

28.09.2016

 
 

الفنان العربى الكبير غسان مسعود يتحدث لـ«المصري اليوم» عن السينما والصوفية: خدمت الإسلام وقدمت « صلاح الدين» والمتطرفون أهدروا دمي(حوار)

كتب: علوي أبو العلا

أكد الفنان العربى الكبير غسان مسعود أن صورة العرب لن يتم تصحيحها إلا بتقديم أعمال ضخمة تخاطب الغرب وتحترم عقليته، وقال فى حواره لـ«المصرى اليوم»: إن تقديم مثل هذه الأعمال مسؤولية وزارات الثقافة فى بلادنا العربية التى تستطيع أن تجد تمويلا ملائما لمثل هذه الأعمال.

وذكر أن الغرب غازل العرب سياسيا عندما منح نجيب محفوظ وأحمد زويل جائزتى نوبل فى ظروف تاريخية محددة.

وأضاف أن الجماعات الإرهابية أهدرت دمه رغم أنه خدم الإسلام أكثر منها لأنها التى تصدر الصورة السيئة للدين، بينما قدم هو أعمالا أبرزت قيمة الإسلام مثل فيلمه مملكة السماء وتجسيده شخصية مثل الناصر صلاح الدين. وواصل أنه يتابع الأعمال السينمائية فى مصر من خلال الكتابات النقدية وآراء الفنانين فيها وأنه يرى أن ما يقدم حاليا يغلب عليه سوء المستوى، إلا أنه رغم ذلك هناك أعمال جديرة بالاحترام مثل فيلم الفيل الأزرق. وإلى نص الحوار:

لماذا تأخر وصولك وتكريمك فى مهرجان الإسكندرية السينمائى إلى حفل الختام؟

-إدارة المهرجان كانت تريد دعوتى من أول يوم وتم ترتيب كل شىء منذ أول يوم لحضورى، وكل الموافقات الأمنية كانت موجودة ولكن السبب فى عدم تواجدى منذ بداية المهرجان هو موقف شخصى لى من المهرجانات بصفة عامة، ولكن كون المهرجان يقام فى الإسكندرية وفى مصر التى لها علينا جميعًا كفنانين عرب من خير، فما كان أمامى إلا أن أوافق وألبى الدعوة، ثانيًا وضع سينما المقاومة عنوانًا للمهرجان، وثالثًا مصر كرمتنى فى 2009 بمهرجان القاهرة السينمائى أثناء رئاسة الفنان عزت أبوعوف له، فعندما تكرمنى مصر مرتين فهذا تطويق لعنقى وأصبحت مدينا لها بكل الفضل وإذا رفضت التكريم فهذا شىء يعيبنى ولا يصح، أما عن تأخرى فى الوصول فأنا لا أحب حفلات الافتتاح و«الهلمة» ومن الممكن أن تغرى الفنانين بسبب الريد كاربت ولكنى طالبت إعفائى من أول يومين.

وما سر ابتعادك عن الأضواء والإعلام؟

- من حيث المبدأ أنا كسول جدًا تجاه الإعلام والمشاركة فى المهرجانات لسبب لا أعرفه ولكنى أعلم جيدًا أن انقطاعى نتيجة عدم وجود جديد بالنسبة لى وبالتالى لا داعى للظهور إعلاميا وصحفيًا أو المشاركة فى أى حدث لمجرد الظهور لأن ذلك أعتبره عقدة الشهرة الزائدة، فأنا لا تعنينى كلمة شهرة لا من قريب أو من بعيد ولا أفكر فيها، قد أكون مخطئا لكن هذه هى تركيبتى فأنا أميل للبيت والعزلة ولا أخرج للأوساط الفنية ولا أقيم علاقات اجتماعية داخلها، وهذا يتعارض مع طبيعتى كممثل ولكن هذا ما أفعله ويعتبر ذلك سبب كثرة الشائعات حولى وآخرها شائعة وفاتى، فالقصة قد تكون أننى مررت بفترة من عام 2005 إلى عام 2010 كثرت خلالها مشاركاتى فى المهرجانات واللقاءات فأصبت بنوع من سؤال الضمير «نفسى أنافس من»، فقلت هناك صبية تغنى على 40 محطة وشاب يضحك الناس ولكن أنا لا أنافس أحدا، فكلمة الشهرة فخ للفنان، ولكن احترامى للإعلام والصحافة يجعلنى لا أصدر لهم إلا الشىء ذا القيمة، ومن العيب أن تصدر يومياتك كفنان للصحافة.

وهل يعد ذلك زهدا فى الحياة؟

- أنا مشغول بمولانا شمس الدين التبريزى وفلسفته الصوفية، والتى أتمنى أن أقدم لمحة من لمحاته فى عمل فنى فهناك حديث عن تقديمى لقواعد العشق الأربعين فى تركيا، أتمنى أن يحدث وأقدمها، ولكن انغماسى بعالم الصوفية يجعلنى أميل لعالم الاعتزال والزهد وربما التوحد، فهذه أحد الأسباب الهامة فى ابتعادى عن الحياة عمومًا.

قلت بأنك تريد أن تجسد شخصية شمس الدين التبريزى، فما السبب؟

-أسمع قول مولانا شمس الدين عندما قال «أهم الطرق إلى الله بعدد أنفاس البشر» يجوز أننى أبحث عن طريق أصل به، والحقيقة لا يوجد لى جواب نهائى، لكن يكفى أن الصوفية ترى أن الانتصار هو حالة العشق الإلهى والحياة فى سلام، وهذا هو ما نفتقده حاليا وهو افتقاد السلام والبحث عنه والسمو والقيمة ومفهومها، والأوجه النورانية المطلقة فأصبحنا نعيش فى زمن ثقافة الموت، لذلك أرغب فى تقديم شخصية مولانا شمس.

قلت بأن «سينما المقاومة» أحد العوامل التى شجعتك على حضور المهرجان؟

- نعم نحن نحتاج إلى المقاومة عبر الثقافة والفن، المقاومة ليست الفعل العسكرى الذى يقصد وإنما الثقافة مقاومة والسينما مقاومة والأدب مقاومة وينبغى أن تكون مقاومتنا بتأثيرنا كعرب فى الرأى العام العالمى فهذه مقاومة، وكيف نعمل على أن نقاوم الفكر القاسى الذى غزا شعور الأمة العربية، إذن القصة تعود لقيمة تربوية لها علاقة بالأجيال، وعلينا أن نقابل فكر الدم بفكر ثقافة الحياة عبر السينما والفن والتأثير بالرأى العام وأن نقويه حتى يدافع عن نفسه مما يغزونا اليوم من فكر متطرف الهدف منه الموت والذبح وهذه أهمية سينما المقاومة.

قدمت فى مصر منذ سنوات فيلم «الوعد» لماذا اختفيت بعده؟

- دائما تأتينى عروض للعمل فى السينما المصرية والدراما وأوجه الشكر للمنتجين المصريين فبعد 10 سنوات من تقديم الوعد لم أسقط من ذاكرتهم ولكنى فى الغالب لا أجد نفسى فى العمل أو فى الدور أو فى العرض المقدم ماديًا فكنت أعتذر دائما، ولكن لا يوجد هناك ما يمنع من تواجدى.

تجربتك مع المخرج رشيد مشهراوى وعمرو واكد فى فيلم الكتابة على الثلج كيف قرأتها؟

- عندما قرأت النص أدركت أنه ينتمى تحت عنوان «السينما مقاومة» حرفيًا لأنه يحكى عن ضرب مخيم فلسطينى وقيام الإسرائيليين بتسويته بالأرض، والفيلم يحكى عن ضرب المخيم وقصف غزة ليل نهار، فالعمل يروى قصة أحد الإسلاميين الذى يدخل بيت أحد المقاومين فى غزة وهذا الجهادى أو كما يسمى الإسلامى يتعامل مع صاحبه المناضل العتيق الذى حارب الإسرائيليين لمدة 40 عامًا على أنه خائن، فتحدث بينهما محاورة ليقول له صاحب البيت من أنت، كى تخوّننى، أين كنت عندما كنت أقاوم الإسرائيليين منذ سنوات، فالقصف الإسرائيلى يضرب فى غزة وهذا الرجل أدخل الجهادى بيته لكى يحميه ولكنه فى الآخر يريد أن يحاكمه بعدما أدخله بيته، أنظر إلى هذه المفارقة العجيبة فأنا رأيت أن هذا ما يحدث اليوم ليس فى فلسطين بل فى العراق وسوريا واليمن وفى الأمة العربية كلها وأيضًا حدثت من قبل عندكم فى مصر عندما تولى الإخوان الحكم فى مسألة الإقصاء مع الآخر، فهذا أمر خطير فوجدت أن هذا الفيلم يقدم رسالة خطيرة جدًا، ولكنى حاليًا لا أريد أن أزكى الفيلم إلا أن يعرض سيكون مضمونه واضحا للجميع وماذا فعلنا وقدمنا.

دافعت عن الإسلاميين فى البداية ولكنهم هاجموك وهددوك بالقتل، ما السبب؟

- هذا السؤال أوجهه لحالى فى فيلم «مملكة السماء» من خدم الإسلام أكثر أنا أم هؤلاء الجماعات المسماة بالإسلاميين، قولوا من خدم إسلامه ودينه، فهل هم جاءوا لتعليم الإسلام، ماذا قدمت لإسلامك أو لوطنك أو لدينك، هل قدمت قطع الرؤوس والذبح، لكن أنا قدمت صلاح الدين الأيوبى فى هوليوود، فقبل الفيلم كانوا يعتقدون أنه قاطع طريق، لكن وكل الشكر للمخرج ريدلى سكوت قدم صلاح الدين على أنه زعيم عربى إسلامى يعيش فى حالة حوار أكثر فهو رجل بناء وهذا ما قدمته للإسلام فكيف يكفروننى ويلغون رأيى الشخصى؟ كيف ينظر الغرب للإسلام اليوم على أننا إرهابيون، فهذه هى الرسالة التى يجب أن نصدرها للغرب أم يجب أن نصدر رسالة السماء والسلام، فهذا هو المعنى والمعيار أنا من خدمت الإسلام، فتأتى لتهددنى وتشكك فى إسلامى فمن أنت لتقيم دينى وإسلامى!.

هل هناك وسائل أو طرق يسلكها الفن العربى لنصحح بها صورتنا عند الغرب؟

- بالفعل الحل عند أصحاب القرار وأصحاب رؤوس الأموال والوزارات الثقافية فى بلادنا، فأصحاب القرار يعرفون من هم الفنانون الذين يستطيعون معهم تصحيح هذ الصورة وينقلونها للغرب بالشكل الأمثل ولكن من يسمع النداء، فالموضوع برمته ليس سهلا، فالأسهل فى الفن هو الإنتاج لكنه أصبح جبانا، ولا نستطيع أن نقدم فيلما نخبويا ثقافيا بتكلفة قليلة ونصدره إلى الخارج، ففى هذه الحالة الرأى العام العالمى لن يراه، لأنه نخبوى ثقافى وقد يراه أربعة أو خمسة مثقفين فى لندن أو باريس أو أمريكا لكن هؤلاء ليسوا الرأى العام بينما هو الشارع، فلا تسطيع أن تفكر فى الوصول للرأى العام دون إنتاج كبير يصل بنا إليهم، لكن عدوك لا يريدك أن تصل للعالمية أو أن تظهر للنور، فنجيب محفوظ أخذ نوبل فى فترة تاريخية وأحمد زويل أخذها فى أمريكا وكلاهما حصل عليها فى ظرف تاريخى محدد فالغرب أراد أن يستميل مصر وأن تخرج بالأمة إلى النور فقدم لها إغراءات، وإلا لما كانوا حصلوا عليها، فهل ترى أن كاتبا مثل محفوظ عبدالرحمن لا يستحق الحصول على نوبل، بالفعل يستاهل، وأدونيس ألا يستاهل نوبل، ولكن هناك قرار حضارى وسياسى بأن تجعل هذه الأمة التبعية، فإذا وصلنا بالسينما إلى الرأى العام نستطيع وقتها أن نفعل ما نريده.

هل تتابع السينما المصرية الحالة؟

- دائما أتابعها من آراء النقاد والفنانين فى مصر وأشعر بعدم وجود رضاء عما يقدم، فأنا شاهدت أفلاما مصر فى الستينات والسبعينات ولكن لا توجد مقارنة بين ما يقدم حاليا وما قدم فى الماضى، فما يعرض اليوم مستواه ليس جيدًا باستثناء ما يقدم فى بعض الأفلام ويحرص عليه بعض المخرجين مثل فيلم «الفيل الأزرق» فهو عمل ممتاز والمخرج مروان حامد قدم عملا إخراجيا «يأخذ العقل» والفكرة والخيال والذكاء، وأيضًا هناك من الكوميديا الكثير مثل ما يقدمه أحمد حلمى، فمصر بها قامات كبيرة، ولكن تريد أن تضعها فى نصابها الصحيح، فأنا علمت بأن هناك منتجين يقدمون فى الشهر 4 أفلام، يأتى براقصة ومغن وبلطجى يعتدى عليها وشخص آخر يهربها وخلصنا، هذا هو الفيلم أصبح معروفا يصور فى يوم وفى العيد يطرح ويكسر الدنيا.

وعلى ذكر المنتجين ماذا لو عرض عليك السبكى بطولة فيلم، هل ستشارك فيه؟

- لا تسأل هكذا، أنا رجل عاقل، وهذا سؤال صعب، لكنى سمعت أن يسرى نصر الله تعاون معه، فالسبكى رجل عارف ماذا يعمل.

لماذا ترفض تصنيفك بالممثل العالمى؟

- العالمية «فخ» وكلمة أيضًا مستفزة لزملائك الفنانين، فهو عنوان عيب وأنا رجل لا أحب أن أسىء لزملائى أو أستفزهم ولكن من الممكن أن أشرحها لهم ولكن أتحدى أن يظهرنى أحد ويقول إننى تحدثت عن العالمية أو وضعت نفسى فى هذا الفخ.

هل التوجه السياسى الغربى ضد العرب يؤثر على تواجد فنانينا فى هوليوود؟

- نسبيًا نعم.

لذلك يحاصرونهم فى هوليوود بأدوار الإرهابى؟

- لو تحدثت عن نفسى سأقول بأننى تلقيت 4 عروض لأفلام خلال الفترة الماضية فى الأول أظهر كعربى إرهابى ورفضته والثانى CIA والموساد ورفضته أيضًا والفيلم الآخر شككت فيه اسمه «سيريانا» وجاء لى المخرج ولكنى شككت فيه من الاسم لأن سوريا تنطق سيريانا.

وما سر دفاعك الدائم عن عمرو واكد؟

- هناك اتهام لعمرو بأنه مثل مع ممثل إسرائيلى وهو قال إنه لم يعرف جنسيته وكان يعلم فى البداية أنه مغربى ولكن عندما انتهى من التمثيل وسأله عن بلده تفاجأ بأنه إسرائيلى، فلا يجوز له الانسجاب من العمل لأن ذلك يعتبر إهدارا لسمعة الممثل، ولكنى أقول لماذا دائما نهرب، الهرب لن يفيدنا كعرب بل يفيدهم هم فى التواجد ولا يفيدنا عدم التواجد، علينا أن نواجه العالم وألا نهرب.

غسان مسعود عن عمرو واكد: «نجم كبير تعرض للظلم»

كتب: علوي أبو العلا

قال الفنان السوري غسان مسعود ، إن الاتهامات التي توجه إلى الفنان عمرو واكد بالتمثيل مع إسرائيليين ظلم له كبير، مشيرًا إلى أنه عندما كان يمثل في العمل لم يكن يعرف جنسيته.

وأضاف «مسعود» في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»: «الاتهام لعمرو واكد بأنه مثل مع ممثل إسرائيلى ظالم، فهو قال إنه لم يعرف جنسيته وكان يعلم في البداية أنه مغربى ولكن عندما انتهى من التمثيل وسأله عن بلده تفاجأ بأنه إسرائيلى، فلا يجوز له الانسحاب من العمل لأن ذلك يعتبر إهدارا لسمعة الممثل وتدمير لحياته الفني، ولكنى أقول لماذا دائما نهرب؟ الهرب لن يفيدنا كعرب بل يفيدهم هم في التواجد ولا يفيدنا عدم التواجد، علينا أن نواجه العالم وألا نهرب».

وتابع: «عمرو واكد وصل لنجومية كبيرة في هوليود وأصبح من المتواجدين بقوة هناك، ومستقبله الفني كبير وأتمني له التوفيق».

المصري اليوم في

29.09.2016

 
 

الدورة الـ32 كشفت عورات «الإسكندرية السينمائي»..

والمجاملات أسقطت ورقة التوت الأخيرة

كتب _ محمد شـكر

أسقط مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول حوض البحر المتوسط، ورقة التوت الأخيرة التى وارت سوأته فى الدورات الثلاث الأخيرة، ليكشف حالة من العبث، والاستهانة بما يعكسه هذا المهرجان من صورة مصر وهويتها الحضارية.

الأزمات التى ضربت الدورة الأخيرة من المهرجان، تجاوزت عشوائية حفل الافتتاح لتنال من صلب العمل السينمائى، والتوجه الثقافى لمهرجان غاب عنه الجمهور، فاتخذ رئيسه قراراً بمنع دخول محبى السينما إلا بكارنيهات المهرجان، حتى حاملى الكارنيهات الذين فكروا فى حضور العروض، اكتشفوا عدم وصول نسخ بعض الأفلام، أو تأجيل البعض لأسباب مبهمة، أو إلغاء عروض أخرى، لهذا كان غياب الجمهور ضرورياً لتمرير الدورة الأسوأ فى تاريخ المهرجانات السينمائية المصرية.

العشوائية والفوضى امتدت حتى إلى حفل الختام، الذى ضرب الرقم القياسى فى التأخر عن موعده لنحو ساعتين، ليبدأ فى العاشرة إلا ثمانى دقائق، ويستغرق ساعتين من «التهريج»، فى الوقت الذى حشدت فيه إدارة المهرجان ضيوفه منذ السابعة مساءً لنقلهم إلى مكتبة الإسكندرية مقر حفل ختام الدورة الـ32، وهذه الممارسات وغيرها من التجاوزات المهنية، تعرى إدارته وتجردها من شرعية تنظيم هذا الحدث الثقافى الكبير.

والمؤسف ما أكدته مصادر من داخل إدارة المهرجان، بأن سبب مضاعفة وقت تأخير حفل الختام، يرجع إلى انشغال محافظ الإسكندرية، ورئيس المهرجان، بحضور الاحتفال باليوم الوطنى السعودى، الذى أقامته القنصلية السعودية بالإسكندرية، فى نفس توقيت انعقاد حفل ختام المهرجان، وإذا كان المحافظ مجبراً على حضور مثل هذه المناسبة بحكم منصبه السياسى، فلا نجد مبرراً يدفع رئيس المهرجان المتوسطى، للاستهانة بضيوف مصر من أجل الحصول على درع سعودى، لدرجة دفعت الفنان السورى الكبير دريد لحام، للتهكم على ممارسات إدارة المهرجان، على مرأى ومسمع من وسائل الإعلام العربية والعالمية، بعد دعوته للإعلان عن إحدى جوائز مسابقات الدورة، ولكن الأمر بدا طبيعياً بعد إقحام رئيس المهرجان الأمير أباطة، لتكريم شخصه من قبل نقابة السينمائيين، والبحث عن مدير التصوير سامح سليم لتسليمه درع النقابة، رغم أنه لم يحضر إلى المهرجان، مما اضطر مقدمة الحفل لإنقاذ الموقف، ودعوة نقيب السينمائيين مسعد فودة لتسليمه الدرع.

البحث عن الجوائز ودروع التكريم كان شعار حفل الختام، مع تأخر وصول الجوائز وانتظار أصحابها طويلاً على خشبة المسرح، وسط تهكم واضح من «بشرى» مقدمة الحفل، مع عشوائية وسوء التنظيم، الذى جعل المهرجان يعتمد على «سد الخانة» حتى فى تكريم السينمائيين، فرغم وجود اسم الدكتور سمير فرج، مدير التصوير السينمائى على قائمة المكرمين، إلا أنه لم يكرم فى الافتتاح أو الختام، ولم تشغل إدارة المهرجان بالها بتقديم اعتذار عن عدم حضوره أو حتى الإشارة لسحب التكريم، الأمر نفسه تكرر مع المخرج السورى عبداللطيف عبدالحميد، والمخرج المغربى حكيم بالعباس، والمخرج الجزائرى مرزاق علواش، وكأن إدارة المهرجان تضع الأسماء عشوائياً، وتكرم من يسمح له وقته بالحضور، وتتجاهل الغائب عن «فرح العمدة»، المسمى مجازاً مهرجان.

انسحاب رئيس لجنة التحكيم الدولية المخرج الأفغانى عتيق رحيمى، مؤشر على سوء التنظيم فى الدورة الأخيرة، ورغم مغادرته المهرجان فى اليوم الثانى، إلا أن هناك تعتيماً حاولت إدارة المهرجان فرضه، ولكنه لم يفلح مع الفنان الكبير عزت العلايلى، الذى انسحب فى اليوم الرابع للمهرجان، خاصة أنه ذهب إلى ندوة أقيمت له فى مركز الإبداع، فلم يجد جمهوراً أكثر من 5 أفراد، من المرجح أنهم كانوا من منظمى المهرجان حضروا كـ«سد خانة»، فانسحب من الندوة احتراماً لتاريخه المشرف، الأمر الذى حاولت إدارة المهرجان تداركه بتأجيل الندوة وعقدها فى مقر المهرجان، ولكنها فشلت فى تنظيمها فى مساء نفس اليوم، وبعد أن أجلتها لظهر اليوم التالى غادر «العلايلى» المهرجان فى هدوء، وأعلنت الإدارة سفره الطارئ نظراً لظروف عائلية، إضافة لإقامة ندوة تكريم سرية للفنانة «بوسى»، لم تدرج ضمن برامج المهرجان، ولم يحضرها أحد أيضاً لعدم الإعلان عنها مسبقاً، وكأنهم استغلوا وجود «بوسى» للمتاجرة بها إعلامياً، فى تكريم أجوف لم تسمح عشوائيتهم بمنحها ما تستحقه من تقدير، إضافة لتكريمات لكل من شارك فى المهرجان تقريباً من الوجوه السينمائية المعروفة، مثال سولاف فواخرجى، عضو لجنة تحكيم مسابقة نور الشريف، التى حصلت على درع المهرجان فى ندوة عقدت لتكريمها خلال أيام المهرجان، وامتدت مجاملات الوفد السورى فى الدورة الـ32 إلى الدفع بالمخرج باسل الخطيب لعضوية لجنة التحكيم، إلى جانب الفنانة السورية ميسون أبوأسعد، وكلاهما يشاركان بفيلم «سوريون» فى الدورة نفسها، والذى حصل عنه «الخطيب» على جائزة الإخراج، لتضرب إدارة المهرجان بأبسط قواعد المهرجانات عرض الحائط، مع مشاركة فيلم لعضو لجنة تحكيم فى نفس المهرجان، ولو كان فى مسابقة مختلفة عن التى يحكم فيها، ولم تغفل المجاملات استدعاء المخرج خالد الزدجالى، رئيس مهرجان مسقط السينمائى، ليشارك للمرة الرابعة على التوالى كعضو لجان تحكيم المهرجان، ولكن الدورة الأخيرة دفعت به لرئاسة لجنة تحكيم الفيلم الوثائقى، فى واقعة لم تتكرر حتى فى مهرجانات «بير السلم».

وبغض النظر عن مدى قوة أو ضعف المشاركة المصرية، التى تمثلت فى مشاركة فيلمى «روج»، و«منطقة محظورة»، وحصول المخرج الشاب جون إكرام على جائزة مؤسس المهرجان الناقد كمال الملاخ، فصناع الأفلام لم يجبروا المهرجان على إشراك أفلامهم، ولكن هناك لجان مشاهدة واختيار للأفلام، وإدارة فنية تفرز ما يعرض عليها، والموافقة على مشاركة الفيلمين فى المسابقة المتوسطية والعربية، ليست مسئولية مخرج أو منتج أي منهما، ولكنها مسئولية شخص واحد اخترق الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، واختياراته تعبر عن مدى ثقافته، مع كامل الاحترام لإبداع صناع الأفلام، التى قد تحقق الهدف منها فى دور العرض السينمائى، ولكن تمثيل مصر سينمائياً أمام دول العالم هو أمر آخر، وها هو فيلم «روج» حصل على جائزة الإخراج، ويبدو أن الجائزة كانت مضمونة بالنسبة لمنتج الفيلم، أو أنه حصل عليها من «الكنترول»، بعد أن أعلن عن فوزه صباح آخر أيام المهرجان، وقبل إعلانها رسمياً بنحو 12 ساعة، مما يضع علامة استفهام جديدة أمام نتائج مسابقات المهرجان.

الوفد المصرية في

30.09.2016

 
 

دريد لحام: دول عربية تدفع المليارات من أجل تدمير سوريا وتفكيكها

كتب جمال عبد الناصر

 أثناء تكريمه بمركز الهناجر للفنون جمعنى لقاء سريع مع النجم السورى الكبير دريد لحام، الذى جاء لمهرجان الإسكندرية لتكريمه، ثم زار القاهرة قبل سفره أمس، وكرمه المخرج خالد جلال عقب عرض فيلم عن مشواره، أخرجته ماجى أنور، وأثناء جلوسى مع النجم الكبير سألته عن الأوضاع فى سوريا فقال لى: ليست طيبة، سوريا مازالت تنزف، ولكننا لن نتخلى عنها، لأنها الوطن برغم ما تتعرض له من مؤامرات من قبل الكثير من الدول، وللأسف بعضها دول عربية تدفع المليارات من أجل تفتيت وتقسيم وتدمير سوريا ولكننا صامدون.

وقال النجم القدير، إن ما كان يسمى بالقومية العربية التى كنا نحلم بها قد تبخرت، وانتهت تماما، بموت الرئيس جمال عبد الناصر فأى قومية حاليا وأى أمة موحدة، والعرب أصبحت أمما وليست أمة كما كانت.

وبسؤاله عن مصر، قال النجم القدير  "هى الحامية"، وأنها هى الوطن لكل العرب، ودائما يدعو لها بالحماية.

أما عن الجديد لديه كفنان فقال: والله تُعرض عليا الكثير من المشاريع، والمخرج خالد جلال يريد عودتى للمسرح، وأنا متحمس للفكرة جدا لأننى من عشاق المسرح، وأعتبره المدرسة التى تعلمنا فيها جميعا فن التمثيل، لأننى لم أدرس الفن ولكنى تعلمته بالممارسة والفطرة. 

اليوم السابع المصرية في

01.10.2016

 
 

مهرجان الإسكندرية السينمائى وكرمه الحاتمى

من الأفلام للندوات.. ومن الحفاوة بالقدس إلى الحفاوة بالمبدعين

ماجدة موريس

حين يجد الإنسان أمامه وليمة غير متوقعة، فيها من الأطايب ما يفوق قدرته حتى على تذوق بعض من كل طبق يصبح فى صراع مع نفسه حول الاختيار بين هذا وذاك، فإذا وصل به الأمر بعدها أن يمد يده إلى أحد الأطباق فإذا بصاحب المأدبة يضع بجانب الطبق طبقا آخر شهى فتصبح المسألة صعبة.. هذا هو الحال مع مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط فى دورته الثانية والثلاثين والتى انتهت مساء أمس الأول – الاثنين بتوزيع الجوائز فى حفل الختام الذى أقيم بالقاعة الكبرى لمكتبة الإسكندرية الرابضة أمام البحر المتوسط عند منطقة الشاطبي.. وبعيدا عن الجوائز التى أعطتها ستة من لجان التحكيم، فإن إدارة المهرجان الذى يرأسه الأستاذ الأمير أباظة رئيس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، وضعتنا فى اختيارات صعبة حين جعلت الندوات الخاصة بالمبدعين فى مجالات العمل السينمائى منافسا خطيرا للغاية لندوات وعروض الأفلام نفسها، وبمعنى أن هذه الندوات التى أقيمت لتكريم شخصيات مهمة فى تاريخ الفن المصرى والعربى جذبت جمهورا كبيرا ممن جاءوا لحضور الأفلام، وكانت أحد الملامح المؤثرة فى هذه الدورة للدرجة التى دفعت كاتبة هذه السطور وغيرها للتساؤل حول ضرورة وأهمية التواصل مع مبدعى السينما والدراما المصرية والعربية ولماذا لا يحدث هذا إلا من خلال حماس مسئولى هذا المهرجان أو ذاك وكيف لا ندرك مسيرة مبدع مثل محفوظ عبدالرحمن كاملة إلا من خلال ندوة خصصها المهرجان له هو والمخرج عباس أرناؤوط كثنائى قدم للفن العربى 9 أعمال درامية مهمة فى تاريخنا الحديث، أو مسيرة مبدع آخر مثل على عبدالخالق بداية من فيلمه “أغنية على الممر” إلى “يوم الكرامة” وعلاقته بالفيلم الوطنى والحربي، أو مسيرة “يوسف شعبان” كممثل كبير وصاحب إطلالة وأدوار لا تنسى على مدى ما يزيد على أربعة عقود من تاريخ “الصورة” العربية وأيضا مسيرة “هاشم النحاس” أحد كبار مخرجى السينما الوثائقية والتسجيلية فى مصر والعالم وإبداعه فيها الذى اقترب من الشعر فى بعض أعماله، ومن خارج مصر إبداعات “دريد لحام” الممثل والكاتب والمفكر ورحلته الطويلة مع المشاهد العربى والتى قدمتها المخرجة المصرية الشابة ماجى أنور فى فيلم رائع عنوانه “المنتمي” قبل أن تبدأ الندوة التى حضرها جمهور كبير، وغيرها ندوة، ربما للمرة الأولي، مع مبدع كبير آخر وسوريا هو الممثل “غسان مسعود” الذى يعد أحد العرب القلائل الآن فى السينما العالمية ورحلته وهمومه ورؤيته لما ينفعنا كعرب فى صناعة الصورة التى تقدمنا للعالم، وحتى صناعة “الإطار” المبدئى للنجم لكى يستمر ويتوغل فى المسيرة نحو التعامل مع العالم الفنى الخارجى بسهولة وماذا نحتاج لنقدم مبدعينا إلى العالم الخارجى فى كل مجالات الفن المرئي.. فى المجمل، فإن أهمية الندوات أضافت لهذه الدورة الكثير.. وأضاءت زوايا خفتت عنها الأضواء فى دوائر الفن العربي.. واستعادت أهمية وقيمة أجيال من المبدعين تواجدوا فى الساحة قبل الأجيال الشابة التى تملأ الشاشات الآن.

يسرا.. وحضور طاغ

من جانب آخر.. فقد أهديت هذه الدورة إلى الفنانة الكبيرة يسرا، وكانت الدورة السابقة قد أهديت للفنان الكبير محمود ياسين وقبله نور الشريف قبل رحيله، وجاءت يسرا إلى الافتتاح فى أحسن حالاتها الإنسانية، واستطاعت أن تكون محور الاهتمام وسط تكريمات الحفل بردائها وطلتها وحضورها الساطع وتواضعها وقدرتها الفائقة على التواصل مع الناس، وهو ما تأكد فى يوم تكريمها فى المهرجان حيث تحولت المناسبة إلى مهرجان المحبة تجاهها، سواء من زملائها والنقاد أو الجمهور العادى الذى حضرت منه عائلات بأكملها، وفى كتابها عن يسرا استطاعت الناقدة “علا الشافعي” تقديم العديد من الصفحات غير المعلومة عنها بجانب اعترافات متعددة كشفت عن وجهات نظر وآراء صريحة فى الحياة والفن وأيضا المنافسة ومتغيرات الأعوام القليلة الماضية.

القدس.. وكيف قدمتها سينما العالم

ربما كان احتفاء المهرجان بالسينما الفلسطينية وما قدمته عن مدينة القدس هو أهم البرامج التى لابد من التوقف عندها، خاصة مع خطوات العدوان الإسرائيلى المتتالى على المدينة، ومحاولة الاستيلاء عليها كاملة، وقد بدأ هذا البرنامج الهام فى اليوم التالى للافتتاح مباشرة بندوة لوزير الثقافة المصرى حلمى النمنم ووزير الثقافة الفلسطينى إيهاب بسيسو أعقبت عرض فيلم “الطوق الأبيض” إخراج حنين جابر المأخوذ عن قصة حقيقية لشاب يتعرض للتفتيش المهين فى طريق عودته لمنزله صباحا بعد شرائه الخبز للأفطار وينتهى التفتيش بقتله من قبل الجنود الإسرائيليين، والمقرر أن يكون العام القادم 2017 هو عام القدس فى السينما متزامنا مع مرور خمسين عاما على الاحتلال الإسرائيلى للمدينة، وأن تكون القدس واحتلالها محورا مهما فى عشرة مهرجانات عربية تعقد خلال العام المقبل، وكنت أتمنى لو تضيف إدارة مهرجان الإسكندرية إلى احتفالها الذى تضمن جلسة عمل حول الاحتفاء بالقدس فى السينما وعرض ستة أفلام قصيرة فى اليوم الثانى ومعرضا للصور عن فلسطين وسهرة فلسطينية أن يكون عرض الفيلم الفلسطينى عن القدس يوميا فى موعد محدد حتى تتاح رؤيته لأكبر عدد من المشاهدين المترددين على عروض المهرجان، والذين قد يتغيرون من يوم لآخر، غير أنه لابد من الإشارة باهتمام المهرجان بهذا الحدث أيضا من خلال مطبوعاته لهذه الدورة ،والتى وصلت إلى أحد عشر كتابا بينها كتابان عن “سينما المقاومة” الأول للناقد فتحى العشرى ويتوقف فيه عند أفلام المقاومة فى السينما المصرية مبتدئا بفيلم “بورسعيد” عن المقاومة الشعبية الباسلة للعدوان الثلاثى على مصر عام 1956، ثم المقاومة فى السينما العربية، تحديدا الفلسطينية والمغربية إلى المقاومة فى السينما العالمية بكل جنسياتها ،أما الكتاب الثانى للناقد عماد النويرى فهو يتوقف أمام “صورة القدس” فى السينما الصهيونية قبل نكبة 1948 وصورتها بعد إنشاء دولة إسرائيل، وصورتها فى السينما الهوليوودية قبل أن ينتقل إلى السينما العربية والفلسطينية وبقية سينمات العالم وفى نهايته يقدم الناقد عماد النويرى فيلموجرافيا لحوالى 40 فيلما فلسطينيا صورة القدس و43 فيلما إسرائيليا.

الأهالي المصرية في

01.10.2016

 
 

مهرجان الأسكندرية السينمائي من غياب الهوية الى التهريج

بقلم / سامى حلمي

كعادته دائما كانت الدوره 32 لمهرجان الأسكندرية السينمائي يحتوي على العديد من الملاحظات السلبية والتى مازالت اداراته المتعاقبه تصير على ان يظل مهرجان سينمائي محدود القيمة ويسىء الى مدينة الأسكندرية ، مدينتنا الرائعة كثيرا ولا يليق بأن يحمل اسمها، وحتى نكون منصفين لابد لنا ان نتذكر الرائد الذى انشأ المهرجان الصحفي القدير كمال الملاخ وكانت الأسكندرية وقتها تعيش فترة المهرجان فى حالة من البهجة وعلى أفضل مايكون ويحضر اليها نخبه من نجوم السينما وكبار النقاد والصحفين، وأيضا بعض من دورات الاستاذ الكبير أحمد الحضرى وكان حاضرا بقوة معه الراحل القدير عبد الحى اديب، وأيضا كانت هناك دورات مميزة بقوة نذكر منهم دورات الأساتذة: محمد صالح/ رؤوف توفيق/ ايريس نظمي/ محمد كامل القليوبي... لكننا شهدنا فى الدورات القليلة الماضية مهازل بالفعل تسىء فى الأساس الى مدينة الاسكندرية وعشاق السينما بها حيث وجدنا الادارة الحالية طوال ثلاث سنوات تتعامل مع المهرجان وكأنه وسيلة لتحقيق مكاسب لها فقط ولا يعنيها على الاطلاق تواجد لمهرجان سينمائي، كان من الممكن أن يكون واحدا من المهرجانات السينمائية الهامة فى منطقة حوض البحرالمتوسط، لو أخذت تلك الادارة العمل بالجدية اللازمة واعتبار أنه يقام فى مدينة هى أجمل مدن البحر المتوسط على الاطلاق وهى أيضا طوال تاريخها مدينة الفنون والاداب، كان الاستخفاف بالعقول هى البسمة البارزة خلال الدورات الثلاث الماضية تجاه فاعلياته وايضا تجاه شعب الاسكندرية ومثقفية، وهل يعقل أن تمد وزاره الثقافة يد العون والتمويل لتلك الادارة بما قيمته مليون ومائتي الف جنيه عدا مساهمات وزارات اخرى (سياحة – شباب – طيران وخلافه اضافة الى رجال أعمال وهيئات أخرى ونجد المردود هو الهزل بعينه، ووجدنا ادارة المهرجان لهذا العام تعلن وفى جرأة تحسد عليها أنه اضخم دورات المهرجان عبر تاريخة وأنه سوف يشهد 7 مسابقات وفى قول اخر 6 مسابقات ثم قول أخيره مسابقات فكل فرد من ادارة المهرجان يدلو بدعوة دون رابط ولايحاسب أحد، ثم تعلن الادارة أنه ستكون هناك 5 لجان تحكيم منها لجنة المسابقة الدولية بعدد 6 أعضاء منهم رئيسي اللجنة والمتعارف عليه أن لجنة التحكيم ستكون من عدد فردى وقد لا يعلمون بهذا ولانجد أى اهتمام بتلك المسابقة أوعروضها وهى المسابقة التى يحمل اسمها المهرجان لكن الادارة اتجهت الى مسابقات اخرى هى الاهم من وجهه نظرها والتى تسفر عن منافع مباشرة لرئيس المهرجان وبعض افراد قله من اداراته فنجد وللعجب مسابقة صله عن افلام البحر الاحمر والدهشة تصيب الجميع ماهى علاقة مهرجان البحر المتوسط بالبحر الاحمر الاقناة السويس مثلا.

وتهتم الادارة بتلك المسابقة على وجه الخصوص لان دول الخليج تقع بها، وهناك مسابقة اخرى جديدة أوجدتها الادارة الحالية واطلقت عليها مسابقة نور الشريف للفيلم العربي وشكلت لها لجنة تحكيم مكونة من خمس اعضاء ثم أيضا مسابقة عربية اخرى للفيلم الوثائقي الطويل وللعجب مسابقة اخرى للفيلم العربي القصير ثم مسابقة اخرى تحت عنوان مبدعى الاسكندرية الى جانب هذا مسابقة اخرى للسيناريو يطلق عليها اسم الراحل السيناريست ممدوح الليثي، ثم هناك فاعليه تحت عنوان "القدس فى السينما العربية" وايضا برنامج تحت عنوان "السينما والمقاومة" وتعرض فيه افلام للمقاومة من مصر والجزائر وفلسطين وسوريا اضافة الى كل ذلك احتفالية وبرنامج للمخرج محمد خان مع مجموعة من الندوات الكبري والصغرى مع ورشة للمخرج هاشم النحاس أما المثير للضحك والبكاء فى ان واحد الاعلان عن مجموعة من التكريمات لعدد غير متصور ولم يحدث فى اى مهرجان محلى أو دولى، فيتم تكريم النجمة يسرا والفنان يوسف شعبان والمخرج محمد راضى والمنتج محسن علم الدين ومن الخارج المخرج عبد اللطيف عبد الحميد "سوريا" الفنان غسان مسعود "سوريا" – المخرج رشيد فرشيو "تونس" – المخرج مرزاق علوش "الجزائر" – المخرج حكيم بلعباس "المغرب" أضافة الى المخرج عيتق رحمى والمنتجه ميشيل جافراسى والممثلة لويزا جافازا والممثلة ماريا تروبانكي.. شىء غير معقول وغير متصور يقدمه رئيس المهرجان وبعض من معاونيه، ونجد أنه استخفاف وعدم احترام لاحد وانعدام القدرات لهم اداريا وسينمائيا والهدف فقط ىالبحث عن المصالح وتبادل المنافع والتى نجدها فى مسابقات تحمل عناوين ليست لها علاقة بعنوان المهرجان الرئيسي..، ثم هل يفعل أن تتم استضافة مايقرب من 250 ضيف للمهرجان وهو ماحدث أيضا العام الماضي حتى يسبح الجميع بحمد رئيس المهرجان ولايهم لا مهرجان ولا وزارة ثقافة ومدينة الأسكندرية وفنانيها ومثقفيها والنهاية نجد غياب للنجوم العاملين بالسنيما المصرية وايضا مبدعيها عدا المكرمين واعضاء لجان التحكيم وبعد هذا لايستطيع احد من الحاضرين متابعة الفاعليات خلال خمس ايام فقط مع خروج الافتتاح والختام منها وفى خمس من دور العرض فقط واجمل مااعجبنى قول أحد كبار ضيوف المهرجان أنه ليس مهرجان سينمائي ولكنه "فرح العمده".

هنا نطرح تساؤل من يحاسب من على أموال مهدرة على لاشىء وايضا المحاسبة لمن يسىء لمدينة الاسكندرية وللمهرجانات التى تقام على ارض مصر بشكل عام.

مجلة (اسكندرية كمان وكمان) المصرية في

02.10.2016

 
 

علا الشافعى تكتب:

مهرجانات السينما وتقطيع الهدوم

"هو إحنا ليه بنعمل مهرجانات سينمائية"سؤال يتبادر إلى الذهن بمجرد ما تراه وتقرأه عن الخناقات فى اللجنة العليا للمهرجانات أو من يبادرون بكشف سوءات وعيوب مهرجان من المهرجانات المقامة فعليا، ويحثون وزير الثقافة والمسئولين على اتخاذ إجراءات ضرورية وفعالة تجاه مهازل هذه المهرجانات، تفاصيل المشهد والذى تتكشف يوما بعد يوم تؤكد أمرا واحدا، وهو اختلاف المصالح الذى بات يحكم ويتحكم  فى المشهد الثقافى والسينمائى "من يلعب مع من ضد من" وهنا لا أوجه اتهاما لأحد بعينه لأنه ببساطه لا يحق لى.. ولكن الأمر لا يتعدى رصدا لحالة مرضية صارت تحكم وتتحكم فى المشهد السينمائى بأكمله.

لا ألوم لجنة السينما أو اللجنة  العليا للمهرجانات على محاولة وضع قواعد تطبق على الجميع وتكون ملزمة لكل القائمين على المهرجانات السينمائية للحفاظ علي هوية كل مهرجان، فى محاولة لتنظيم العشوائية التى تحكم هذا المشهد الفوضوى، والسؤال الأهم هل المهرجانات وإقامتها حدث يحتفى به؟ والإجابة بالقطع نعم المهرجانات ذات أهمية لتبادل الثقافات والخبرات ومشاهدة ماذا يفعل الآخر وأحيانا تكون جسورا للتقارب الثقافى والفكرى بين دول مختلفة أو تروج سياحيا وسياسيا لبلد بعينه.

ولكن هل القائمون على المهرجانات عندنا يدركون هذا الأمر أم أن المسألة لا تخرج عن كونها  "مرمة أو سبوبة"  تستفاد منها شلة بعينها؟ خصوصا أننا أحيانا نجد أن هناك مجموعة كانت تعمل معا وسرعان ما يختلفون  فيما بينهم فيذهب كل واحد إلى طريق مؤسسا مهرجانه الخاص  وعلى الوزارة أن تدعم والمحافظة والسياحة وغيرها من الجهات الحكومية.

للأسف هذا هو واقع المشهد لذلك من باب أولى أن تعقد لجنة المهرجانات جلسة صراحة ووضوح بعيدا عن "الطبطبة" عشان فلان ما يزعلش أو مين صاحب مين" ليكون السؤال الأول والأهم حول عدد المهرجانات وجدواها؟ وماهى المهرجانات التى حققت حالة تراكمية فعلية فى المشهد السينمائى والثقافى؟ وهل الوضع السينمائى المزرى إنتاجيا يتحمل كل هذا العدد من المهرجانات أم من باب أولى تقليص عدد المهرجانات وتحويل جزء من دعمها إلى الإنتاج السينمائى؟.

أسئلة كثيرة تنظر الطرح والمناقشة الجدية إذا كان هناك هدف حقيقى لترتيب المشهد السينمائى بعيدا عن المصالح أو إهالة التراب على وجه الآخرين ليس بهدف الإصلاح فى الأغلب ولكن لغرض فى نفس يعقوب أو تخليص القديم.

"يسرا درة السينما المصرية".. علا الشافعى ترصد رحلة النجمة الكبيرة

كتب أحمد إبراهيم الشريف

"من الطبيعى أن تصبو روح "يسرا" إلى كل ما له علاقة بالفن" ربما هذا الجملة هى مفتاح سر شخصية الفنانة الكبيرة يسرا، كما استطاعت أن تتوصل إليها الناقدة الفنية الكبيرة علا الشافعى فى كتابها "يسرا.. درة السينما المصرية" والصادر عن الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، بمناسبة مهرجان الإسكندرية السينمائى فى دورته الأخيرة والذى كانت يسرا هى "شخصيته" الرئيسية.

المعروف عن علا الشافعى أنها لا تكتب أبدا ضد قناعاتها، لذا عندما تقدم كتابا كاملا عن "فنانة" فهى تعرف تماما ما تقوله، وعندما تتوصل إلى نقاط تميزها واختلافها عن الآخرين وخصوصيتها فى الأداء فهى تقول ذلك عن يقين، يشبه اليقين الذى آمنت به يسرا نفسها فى مفتتح الكتاب حيث تقول "خطوات مرسومة نسير فيها.. كل شىء محدد لملامح تلك الرحلة".

 الكثير منا يحب يسرا ويحب طلتها الجميلة على شاشة السينما أو التليفزيون، لكن معظمنا لا يعرف سر ذلك، وهنا جاء دور علا الشافعى وكتابها  لتشرح لك "خلطة" يسرا فتتوقف عند نشأتها وتربيتها القائمة على المراهنة على الحب دائما، فأمها وخالاتها صنعن الجانب الجميل في روحها، كما ترصد "علا" لملامح النجمة الجميلة "الحادة" المميزة التى كانت بالنسبة للسينما شيئا مختلفا بعيدا عن "الوجه الأنثوى" الذى كان "موضة" السينما فى تلك الفترة، كذلك ذكاءها الفطرى الذي جعلها تدرك معادلة "الانتشار ثم الاختيار"، وعلاقتها بالمخرجين ومدارسهم المختلفة، والتليفزيون وكيفية الظهور فيه من المرأة المثالية إلى المتمردة. 

تقدم "علا الشافعى" معلومات مهمة عن يسرا منها "أن الكثيرين يؤكدون أن مكتشف يسرا هو مدير التصوير عبد الحليم نصر، ولكن هناك من سبقه واقتنع بموهبتها وحاول أن يقدمها في فيلم سينمائى، رفضه والد يسرا، وهو المخرج حسن الإمام، الذي التقته في منزل إحدى جاراتها.. وقتها سألها إذا كانت تحب التمثيل وأجابته بالإيجاب، وطلب منها أن تحاول التعبير عن خوف وقلق فتاة تركض حزينة ومرعوبة نحو طبيب لتخبره أن أمها ستموت، ومثلت المشهد بشكل جيد وراقٍ للمخرج حسن الإمام، وعلق وقتها قائلا: "أنت يا بنت موهوبة وبتمثلي كده بشكل طبيعي تلقائي.. ولا درستى تمثيل؟".. وقتها ردت عليه يسرا بتلقائية "لأ .. بمثل كده رباني".

ترصد علا الشافعى لذكاء يسرا أيضا فى نقطة مهمة وهى قدرتها على التواصل مع الفنانين الشباب، خاصة بعد ظهور موضة سينما الشباب فى بداية الألفية الجديدة، ومن قبل تتوقف عند شغفها بسعاد حسنى، لكن تظل تجربتها المختلفة مع الزعيم عادل إمام والذي قدمت معه 17 فيلما، من أهم ما فعلته يسرا في مسيرتها الفنية، حيث شكلا معا ثنائيا مهما يحسب لتاريخ السينما المصرية، كذلك تجربتها مع المخرج الكبير يوسف شاهين، حتى أنه لا تزال صورتها فى فيلم "المهاجر" أيقونة ليسرا حتى الآن.

الكتاب أيضا لا ينسى "يسرا" الإنسانة، ورأى زملائها فى شخصيتها المحبة المتميزة، ولا حتى رأيها فى نفسها حيث تقول "شبعانة شهرة وفن ونجاح"، قبل أن يختتم بقائمة تحتوى كل الأعمال الفنية التى شاركت فيها الفنانة الكبيرة، إضافة إلى ألبوم صور مميز مع نجوم مصريين وأجانب خلال مسيرتها الفنية.

اليوم السابع المصرية في

03.10.2016

 
 

الأفلام العربية في مهرجان الإسكندرية

الحرب حاضرة في الأفلام السورية .. والجزائر تضحك مع المتخلفين

حسام حافظ

الأزمة السورية كانت حاضرة بقوة في مهرجان الإسكندرية هذا العام وهذا ليس بجديد علي الدول التي مازالت تنظر للسينما كسلاح في معاركها.. شاهدنا فيلمين لاثنين من أهم مخرجي سوريا.. "أنا وأنتي وأبي وأمي" اخراج عبداللطيف عبدالحميد و"سوريون" اخراج باسل الخطيب كما شاركت الجزائر في المسابقة الرسمية بفيلم "مؤكد حلال" الكوميدي المهموم بانتشار الأصولية ونفس الشيء في "خسوف" التونسي وهناك التسامح المجتمعي في "أوركسترا منتصف الليل" من المغرب.. فقط مصر التي شاركت بفيلم "روج" الخالي تماما من أي شيء له علاقة بهذا البلد الذي نعيش فيه. 

بمجرد انتهاء عرض فيلم المخرج عبداللطيف عبدالحميد بدأت المناقشات الحامية بين الجمهور سواء داخل قاعة العرض أو خارجها فهو واحد من الأفلام متقنة الصنع علي المستوي الفني مثل كل أفلام عبداللطيف عبدالحميد يقدم قصة حب في زمن الحرب مقنعة واضحة ويسرد تفاصيل حياة أسرة الجندي العاشق وموقف الأب استاذ الجامعة المعارض للنظام السوري والأم والجد المؤيدين للنظام وكذلك المحبوبة وأسرتها ذات الميول الإسلامية الراغبة في الهجرة إلي تركيا وعشرات التفاصيل التي تعطي صورة للواقع السوري من وجهة نظر مؤلف ومخرج الفيلم. 

ولأن عدد الشخصيات المؤيدة للنظام في الفيلم أكثر من الأب الوحيد المعارض فقد تكرر في أكثر من مشهد ترديد عبارات تأييد النظام والحقيقة أن ذلك من الأمور الطبيعية طالما أن دراما الفيلم قائمة علي هؤلاء المؤيدين وكان من الممكن أن يحدث العكس تماما لو كان أبطال الفيلم من المعارضين فالفيلم علي المستوي الدرامي جميل ويستحوذ علي عقل ومشاعر المشاهد وعبداللطيف عبدالحميد كاتب ومخرج ماكر لا يضع كلمة ولا صوت انفجار إلا وله فائدة ومعني درامي في أول الفيلم تستمع لصوت انفجار بعيد عن المنزل ثم وسط الاحداث نسمع الانفجار وقد أصبح تحت الشباك وفي نهاية الفيلم يكون الانفجار وطلقات الرصاص تقتل العاشقين وهذا من عمل الأساتذة الكبار. 

وفي فيلم "سوريون" للمخرج باسل الخطيب الحاصل علي جائزة احسن اخراج في المهرجان يصنع من منطقة مدمرة في شمال سوريا "لوكيشن" لتصوير احداث الفيلم بدون ديكورات أو مؤثرات.. المنطقة باردة وعرة مهدمة تشبه المدن الألمانية الخارجة لتوها من الحرب العالمية الثانية من حق سوريا أن تفخر بأن لديها مخرجين مثل باسل الخطيب والعظيم عبداللطيف عبدالحميد. المهمومين بالحرب الدائرة في وطنهما وهما قادران علي تقديم صورة حقيقية عن الأوضاع في سوريا التي تحولت معركتها من نظام يرفض السقوط إلي دولة تريد أن تبقي وتعيش موحدة رغم أنف اعدائها في الداخل والخارج. 

وشاركت الجزائر في المسابقة الرسمية لدول البحر المتوسط بالفيلم الكوميدي "مؤكد حلال" للمخرج محمود زيموري واشترك في كتابة السيناريو مع ماري لورانس أتياس ويحكي عن مذيعة جزائرية في قناة تليفزيون فرنسية تناقش ظاهرة طلب العرسان شهادة عذرية للعروسة في بعض مناطق القبائل في الجزائر والتي تسيطر عليها الأفكار المتطرفة وتنتشر هناك منها تعدد الزوجات وطلب شهادة بعذرية الفتاة قبل الزواج ولكن شقيق المذيعة لا يعجبه جرأة أخته في مناقشة المشكلة في تليفزيون فرنسا فيقرر تدبير حيلة لإرغامها علي العودة للجزائر وتزويجها من "عطا الله" المزواج الثري. 

تعود المذيعة مخدرة علي كرسي متحرك وتحدث العديد من المواقف المضحكة حتي تقابل الطبيب البيطري الطيب وتقبل الزواج منه علي حد تعبيرها "أخيراً عثرت علي رجل بالجزائر"! 

الجمهور يشاهد اليوم فيلم لبنان في الأوسكار

"كتير كبير" كوميديا تسخر من الطائفية والإعلام

حسام حافظ

من أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان الإسكندرية الفيلم اللبناني "فيلم كتير كبير" والذي يبدأ عرضه اليوم بقاعة "زاوية" ليشاهده جمهور القاهرة بعد أن طاف بالعديد من مهرجانات العالم وحصل علي جائزة النجمة الذهبية في مهرجان مراكش بالمغرب وجائزة اخراج العمل الأول لمخرجة ميرجان بوشعيا من مهرجان بكين السينمائي ويوم الثلاثاء فاز آلان سعادة بجائزة أحسن ممثل في مسابقة نور الشريف للفيلم العربي في مهرجان الإسكندرية. 

وفي الشهر الماضي تصدر الفيلم نشرات الأخبار الفنية بعد أن حصل علي ترشيح لبنان الرسمي لتمثيلها في مسابقة الأوسكار لأحسن فيلم أجنبي و هو الفيلم الأول لمخرجة كما ذكرنا الذي يبلغ من العمر 27 عاما وكان الناقد الكبير سمير فريد قد كتب مقالا عن الفيلم علي هذه الصفحة من مهرجان "سالونيك" في نوفمبر الماضي. 

واسم الفيلم بالعامية اللبنانية ما معناه "فيلم كبير جدا" وهي جملة يسخر بها مخرج الفيلم ميرجان بوشعيا من مبالغات الإعلام اللبناني في وصف الاحداث مثل "ده كتير حلو" أو "كتير رائع". "كتير كبير" وصف للفيلم الذي يتم تصويره داخل الفيلم الميزة الكبري انه يبدأ بقصة ساذجة عن أشقاء ثلاثة يقومون ببيع المخدرات "دليفري" مع طلبات البيتزا في أكياس الملح الصغيرة داخل علب البيتزا الأخ الأكبر زياد "آلان سعادة" والأوسط جو "طارق يعقوب" والاصغر جاد "وسام فارس" وهو الوحيد الذي قضي بالسجن 5 سنوات خرج بعدها يريد الاقلاع عن تجارة المخدرات وفتح مطعما مستقلا هكذا تبدأ احداث الفيلم لكنها تخرج من هذا الإطار الضيق إلي الواقع اللبناني الأوسع وهو ما أعطي الفيلم قيمته الفكرية. 

كتب سيناريو الفيلم بطله آلان سعادة وشاركه المخرج بوشعيا وهو علي المستوي الفني ينتمي للفانتازيا الكوميدية التي تسخر من الواقع اللبناني وفي نفس الوقت تكشفه وتعريه وبطل الفيلم زياد "آلان سعادة" مجرم حقيقي يتزعم عصابة المخدرات العائلية ويقتل بالرصاص اثنين من المهربين كانوا معه علي الحدود السورية وتصل إليه قوالب الحشيش داخل أجولة الدقيق القادمة لمحل البيتزا ويقتنع بانتاج فيلم للمخرج شربل "فؤاد يامن" ليتمكن من تهريب المخدرات داخل علب الخام.. وهكذا. 

يحكي فيلم المخرج شربل عن قصة حب بين شاب مسلم "الشقيق جاد" وفتاة مسيحية "علياء زوجة شربل" ومثل تلك القصة من الاحداث المثيرة جدا في مجتمع طائفي مثل المجتمع اللبناني. 

أضف إلي ذلك أن انفجارا يقع اثناء تصوير الفيلم فوصفته قنوات التليفزيون بأنه فيلم "كتير كبير" يناقش الحب الممنوع بين مسلم ومسيحية ويتحدي الطائفية ثم تتسابق البرامج من أجل استضافة المنتج البطل الوطني زياد وهنا نصل إلي قمة العبث في الواقع اللبناني. 

وفيلم "كتير كبير" يحسب له انه تحدي الممنوعات التقليدية في السينما العربية مثل الدين والسياسة والجنس وقدم بجرأة ساخرة واقع شديد الضعف والتهافت والفيلم يخدع المشاهد في البداية عندما ينغمس كليا في حدوتة المخدرات ولكنه في الثلث الأخير يبدأ في الخروج تدريجيا من ضيق القصة إلي رحابة الواقع. 

نادي السينما يكتبه هذا الأسبوع:د. ياقوت الديب

عضو جمعية نقاد السينما المصريين

4 جوائز للغذاء والمأوي

كان لي شرف عضوية لجنة جائزة نقاد السينما المصريين أعضاء الفيبريسي الدولي مع الزميلين الناقدين: حسام حافظ رئيس اللجنة. ومحمد بدر الدين عضو اللجنة. وهذه الجائزة تمنح لأول مرة في مهرجان الأسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته لهذا العام 2016. لأفضل فيلم في المسابقة الرسمية ضمن أربعة عشر فيلما. 

والغريب أن أول فيلم شاهدناه كان ¢الغذاء والمأوي¢ Food And Shelterالأسباني. والحقيقة ساورني الشك في أننا لن نري أفضل منه. فقد شاهدته فيلما متميزا في كافة عناصره علي المستويين: الفكري. والجمالي. فمن حيث الموضوع فهو يتناول حياة أم شابة تدعي ¢روسيو¢ علي درجة عالية من الجمال. عاطلة عن العمل منذ بضع سنوات. وكان عليها تدبير ¢الغذاء والمأوي¢ لها ولابنها الصبي الذي لم يتجاوز عمره الثمان سنوات. وهي لا حول لها ولا قوة.. الأمر الذي يدفعها للقيام بأعمال بسيطة لمجرد الحصول علي مايوفر لهما قليل القوت والاحتياجات البسيطة. وتتعقد أمور حياتها لدرجة تعرضها للطرد من شقتها المتواضعة. لعدم قدرتها علي الوفاء بإيجارها لمدة ثمانية أشهر متتالية. في الوقت الذي تغلق أمامها أبواب العمل. علي بساطته وعائده المادي الشحيح.. فقدت الأم والابن ¢أدريان¢ المسكين ¢الغذاء والمأوي¢ في لحظة واحده. ليهيما علي وجههما في شوارع بلدة ¢خيريز دي لا فرونتيرا¢ الأندلسية. ولأي مصير يذهبون؟ 

علي المستوي الجمالي يعتمد الفيلم علي الأداء العالي للمثلة الصاعدة ¢نتاليا دي مولينا¢ في دور أم الطفل ¢أدريان¢ التي جسدت كل أبعاد الشخصية النفسية والاجتماعية¢ بشكل أضفي علي عموم الفيلم قوة تعبيرية هائلة. فعلي الرغم من جمال وجهها. إلا أنها استطاعت بموهبتها أن تخلق صورة من التناقض الصعب بين قسمات هذا الوجه وبين حالة الحزن وملامح الفقر والقهر الذي تعيشه. في مواجهة شرسة لحالة الفاقة والعوذ وتوفير¢الغذاء ولمأوي¢. 

حفل الفيلم بالكثير من المؤثرات البصرية المؤثرة. التي جاءت لتعبر عن الجو العام للحالة النفسية. والوضع الاجتماعي للأم التي تعيش حالة شقاء وقلق لا يعرف الراحة. وسط مجتمع لا يرحم. ومستفز لآمثالها من الفقراء والمحتاجين. وتبقي الصورة السينمائية شاهدة علي تفوق الفيلم. بما كانت عليه من زوايا الكاميرا التي لم تخطأ مكانها. مع تصميمات الإضاءة التي شكلت الجو النفسي الموحي في حد ذاته عن الموقف. بلا طنطنة كلمات أو ثرثرة حوار. 

ومن الطبيعي أن يقوم كل هذا التميز علي سيناريو. أحكم صنعه مخرج الفيلم نفسه ¢خوان كاستيللو¢. من حيث رسم الشخصيات. وتتابع الأحداث. وحبكة الموضوع. وخلوه من الثرثرة والحوار الفارغ من القيمة والبلاغة. جاء السيناريو بلا زيادة أو نقصان. ومن هنا بعد بنا الفيلم عن ملل المشاهدة والشعور بالترهل.

بقي أن نشير إلي أن ¢الغذاء والمأوي¢ حصل بالفعل علي جائزة أفضل فيلم روائي طويل. من جمعية نقاد السينما المصريين. وكانت المفاجأة أنه حصل كذلك علي جائزة أفضل فيلم من قبل لجنة التحكيم الدولية في مهرجان الأسكندرية. التي رأسها المخرج الفرنسي الأفغاني الأصل ¢عتيق رحيمي¢.. وحصلت بطلة الفيلم علي جائزة أفضل ممثلة. إلي جانب جائزة أفضل سيناريو الذي كتبه مخرج الفيلم.. حقا إنه فيلم قلما نشاهد مثله من حيث التكامل علي المستويين: الموضوعي. والجمالي.. هذه هي السينما. 

الجمهورية المصرية في

05.10.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)