كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

"نوارة"..

أول فيلم مصري عن الثورة لا صورتها الذهنية

أحمد شوقي

عن فيلم

«نوارة»

ومخرجته

هالة خليل

   
 
 
 
 

في كلمتها التي تلت العرض العالمي الأول لفيلمها الطويل الثالث "نوّارة"ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي الثاني عشر، قالت المخرجة هالة خليل إنها كانت تقول باستمرار أنه من المبكر جدًا صناعة فيلم عن الثورة المصرية، لكنها لم تستطع عندما أقدمت على كتابة فيلمها إلا أن يكون عن الثورة. تصريح يحمل شقاه تناقضاً قد لا يفهمه البعض، لكنه في حقيقة الأمر يعكس سر تميز فيلم "نوّارة" واختلافه عن جميع الأفلام الروائية المصرية التي صُنعت خلال السنوات الخمس المنقضية، متعرضة لأحداث ثورة يناير وتبعاتها.

كل الأفلام التي يمكنني تذكرها، وباختلاف أساليبها ومستواها الفني، تعاملت مع الثورة باعتبارها حدث إيكزوتيكي exotic، ذروة درامية صالحة بشدة لإنهاء فيلم يتحدث عن الفساد أو الظلم، أو حتى لبداية حكاية لم تكن لتبدأ إلا بوقوع حدث بهذه الضخامة ـ "فرش وغطا" نموذجاً ـ وإجمالاً ظلت الثورة حدثاً محورياً في حياة جميع الشخصيات الدرامية، سواء في انخراطهم فيها أو تأثرهم بها، وهو ما يمكن اعتباره تصديراً لصورة الثورة الذهنية لدى صانع الأفلام، كحجز زاوية في حياته الشخصية التي تنعكس بالطبيعة على حيوات شخصياته، لكن الحقيقة أن الحدث لم يكن بهذه القيمة الهائلة في حياة ملايين المصريين.

"لم أنزل التحرير لأن خطيبي علي خاف عليّ من الزحام، لكن عندما تنحى مبارك نزلنا كلنا لنحتفل"، هكذا تروي نوّارة (منّة شلبي) بطريقتها البريئة للوزير السابق الذي تعمل خادمة في قصره (محمود حميدة)، معبّرة عن علاقة بالغة الصدق ربطت نسبة لا بأس بها من المصريين بالحدث: لم ينشغلوا به إلا بقدر تأثيره على حياتهم اليومية، احتفلوا بلحظة شعروا فيها ببعض الأمل في تغيير واقعهم العسير، ثم عادوا سريعاً لممارسة هذا الواقع. نوّارة احتفلت بالتنحي ثم عادت سريعاً لأن لديها عمل في الصباح لو لم تذهب إليه لصارت في مشكلة حقيقية لا تحلها أي شعارات ثورية.

حكاية من فصلين فقطإذا تعرضنا بالتحليل للفيلم سنجد أنه يمتاز ببناء مختلف عن الشكل المعتاد، فالبناء الدرامي الطبيعي لأي عمل درامي بل أي حكاية على الإطلاق هو أن تتألف من بداية ووسط ونهاية، أو حسب المصطلح الدرامي من ثلاثة فصول، يتم تقديم الشخصية الرئيسية في أول الفصل حتى تقع في المأزق أو تبدأ المغامرة على مدار الفصل الثاني وصولاً إلى الذروة فالحل في الختام. هالة خليل التي قامت بكتابة السيناريو بنفسها تنحو لاختيار مغاير بجعل فيلمها من فصلين لا غير، لكل منهما أسلوبه السردي المختلف إلى حد كبير عن الآخر، الأمر الذي ربما كان سبب شعور البعض بانطباعات مختلفة حول نصفي الفيلم.

النصف الأول من العمل مرويّ على طريقة اليوميات Chronicles، التي تستمر لقرابة الساعة في وضع المشاهد داخل الجو العام لحياة نوّارة وعالمها، وتنقلها اليومي بين حياتها في الحارة الفقيرة التي لا تمتلك حتى مصدراً للمياه الجارية، وبين القصر الفاره الذي تعمل فيه. خلال هذا الفصل العالم المحيط بنوارة مليء بالأحداث التي يمكن في سياق آخر أن تكون سبباً في دراما العمل: الحاجة للمياه ووالد خطيبها المصاب بسرطان لا يجد سريراً كي يعالج عليه منه، الثورة التي قامت وتأثيرها على حياة أرباب عملها الذين تتنازعهم رغبتا الهرب والبقاء، وأمل نوارة نفسها في العثور على شقة تتزوج فيها.

كل ما سبق أحداث تحمل بشكل مجرد قيمة درامية مرتفعة، لكنها لا تشكل في المسار الفيلمي أكثر من يوميات نوارة، فإذا كان علم السيناريو يفرق بين الفعل action والحدث event باعتبار الفعل أمر يومي كالاستيقاظ وتناول الطعام وارتداء الملابس، بينما الحدث هو ما يؤثر في الشخص ويوقف مسار الأفعال الطبيعية، فإن كل هذا الصخب لا يمثل لنوارة في الحقيقة أكثر من مجموعة من الأفعال التي تحدث على هامش حياتها المليئة بالكدّ. أفعال تتجاوب البطلة معها بالطبع فتسعد وتحزن وتتعاطف وتأمل، لكنها في النهاية كوّنت مناعة ضد التوقف، لأنه خيار غير متاح معنى حدوثه وقوع كارثة لها ولذويها. هذا الشكل من السرد يجعل الإيقاع تلقائياً أكثر تثاقلاً، ويراهن على التأثير على مشاعر المشاهد وحيازة اهتمامه وتعاطفه مع الفتاة، لأن ذلك لو لم يحدث ـ وهو أمر وارد بالطبع ـ فلن يجد المرء سبباً لمتابعة تلك الحياة التي يرصدها الفيلم.
في الفصل الثاني ينقلب شكل السرد كلياً، وتحديداً من اللحظة التي يقرر فيها أصحاب الفيلا السفر للخارج وترك نوّارة لتعيش فيها حتى لا يعلم أحد برحيلهم. هذا هو أول "حدث" يقع بمقاييس الدراما، يخل بحياة البطلة الطبيعية، ليبدأ في تصعيد سلسلة من الوقائع والأحداث على النمط الكلاسيكي هذه المرة، حدث يؤدي إلى الآخر وفجوة درامية تجبر الشخصيات على اتخاذ قرارات أصعب لم يكونوا ليأخذوها لو سارت حياتهم على صورتها الطبيعية، رغم قسوة هذه الظروف الطبيعية. وهو الفصل الذي يتسارع فيه الإيقاع ـ تلقائياً مرة أخرى وفقاً لأسلوب السرد ـ فيكون الفيلم فيه قادر على التواصل مع نسبة أكبر من الجمهور، مع رهان آخر هو احتمال خسارة من أعجبهم سكون الفصل الأول وقدرته على الرصد الخافت دون تصعيد على الطريقة المعتادة في السينما التقليدية.

الفيلم ينتهي عند ذروة الفصل الثاني. لن نحرق الأحداث ولكن سنقول أن نقطة النهاية هي بداية لفصل جديد يفترض أن تدخله نوارة وزوجها علي (أمير صلاح الدين)، بعد أن أنضجتهم التجربة وصارا أقل سذاجة في التعامل مع معطيات الحياة، وهو الفصل الذي لم يتواجد بشكل مقصود، حتى لا يقتصر الأمر على نوارة وحدها، فالأمر في النهاية يمس الملايين، حتى لو لم يقع معظمهم في مأزق مثل الذي وقعت فيه البطلة.

الأمل الواهم وطبيعة الارتباط بالحدثنوارة احتاجت الكثير من المتاعب حتى تتخلص من أملها الواهم في تحسن لم يأت أبداً، تحسن رفعه البعض كشعارات وتاجر به البعض، واستخدمه الإعلام بغرض أو بسلامة نيّة، لكسب المزيد من المشاهدين والمستمعين، ومنهم ملايين أمثال نوّارة، ممن علقوا آمالهم على التصريحات الخيالية حول استعادة مليارات منهوبة وتوزيعها على الشعب، وصار كل منهم يحلم بيوم استلام نصيبه من الأموال المستردة ويخطط لما سيفعله بها!

تعامل قاس؟ ربما، لكنه في النهاية أقل قسوة من الواقع نفسه، والذي تقول كل شواهده أن هناك ثورة قامت للمطالبة بحقوق الفقراء في حياة أفضل، فصارت حياتهم بعد خمس سنوات منها أكثر عسراً وألماً، وفقدوا فيما فقدوا قدرتهم على الحلم بمستقبل أفضل، بعد تكرار الأحلام العريضة التي انتهت على لا شيء. في هذا تحديداً يكمن سر قوة الفيلم الذي ذكرناه في المقدمة: أنه لا يتعامل مع الثورة كحدث إيكزوتيكي يشعل المشاعر بصور الميادين فيوقف مسار العقل، بل يراها من وجهة نظر البشر الذين لم يسعوا إليها ولم يقفوا في وجهها، فقط تابعوا وداعبهم الأمل ثم عادوا لحياة تزداد صعوبة يوماً بعد يوم.

إشادة وحدث وخاتمةإذا كنت قد أشدت بجرأة هنا شيحة في لعبها لدور البطولة في فيلم "قبل زحمة الصيف" والذي سترفضه بالتأكيد ممثلات "الفن النظيف.. من الأفكار"، فإن منة شلبي تستحق إشادة ثلاث مرات، مرة لقبولها دوراً يحتوي على مشاهد جريئة هي الأخرى، ومرة لأنه دور تتخلى فيه عن صورة النجمة فتظهر طيلة زمن الفيلم بدون أي ماكياج أو محاولة للتجمّل، ومرة قبل كل هذا على الأداء الرائع لشخصية نوارة، ببراءتها وسذاجتها المقترنة بدهاء فطري عند الحاجة.

الفيلم يشهد حدث غير مسبوق في السينما المصرية، هو وجود ممثل نوبي يلعب دور البطل ويحب النجمة بل ويقبّلها. الممثل هو أمير صلاح الدين الذي يأخذ بالدور خطوة مهمة في مشواره الملفت للانتباه كممثل ومغن. واختياره للدور قرار يجب تحية هالة خليل عليه، ليس فقط لتحطيمه قواعد جامدة سخيفة في الصناعة، ولكن لأنه أثرى الفيلم وأضاف إليه دراما تخص علاقة البطلين وعلاقة نوارة بأسرة خطيبها.

في النهاية "نوّارة" فيلم جاد، يحاول طرح الحدث الذي قُتل بحثاً من زاوية لم يتطرق لها أحد رغم كونها هي الأساس. نقطة قوته هي في نفس الوقت نقطة ضعفه، فالشكل غير المعتاد لبناء دراما الفيلم هو ما جعله في خطر دائم لخسارة مشاهدين ممن يفضلون هذا الشكل السردي أو ذاك.

موقع في الفن المصري في

14.12.2015

 
 

انعكاس موضوعي لجماليات السينما المصرية المستقلة

«نوّارة».. لم تر بعْد الربيع!

نوف الموسى (دبي)

لماذا تذهب «نوارة» إلى السجن في نهاية الفيلم؟!، لماذا من مثلت الشخصية الإنسانية البسيطة، بكل ما تملكه من إحساس بالحياة والخير والجمال، والعفوية الصادقة تجاه ما تربت عليه، وما اكتسبته من بيئتها المصرية، في أحد الأحياء الفقيرة، يحتم عليها الظُلم؟ ماذا أرادت المخرجة هالة خليل، أن تقول عن إفرازات العمق والوعي المجتمعي العام، ومتغيرات المشهد خلال ربيع 2011، جاعلةً من قصة نوارة بأحلامها البسيطة، المُحكم الرئيسي، في هامش الصراعات السياسية، وضبابية الفساد القائمة على تهريب المال العام؟

لم تكتف هالة بتعرية ردود فعل رجال الأعمال المفسدين، خلال تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وإنما كشفت إسقاطات الضوء بين أزقة الحي النوبي في مصر، وصنعت المشاكسة الأزلية بين (العازة) بوصفها خللاً نظامياً، وإلى (الخوف) باعتباره إشكالية أمنية تتربص كيانات الخداع، والفساد، في المنظومة السلطوية. ويستشف المشاهد، الممارسة الزمنية، بين الأحداث التي تعيشها نوارة، تبدأ بماضي انتهاء الثورة، والمحاسبة القضائية، وحاضر الإنسان البسيط، من يرغب في العيش الكريم، ومستقبل الربيع، الذي لم تر نواره بُعده عليها، طوال رحلتها في الفيلم، وعاشت باقتناع مسوغ التغيير للأفضل، إلا أن المخرجة هالة، أبرزت تأزم الموقف، وأن الحلول الثورية، قدمت رجعية، واستمرارية، للوعي المغلوط عن مشهدية التنامي الإنساني الحضاري.

فيلم «نوارة»، بالتوازي مع مختلف الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، من إنتاج مخرجين مهمين من مثل المخرج المصري محمد خان، والمشاركين في مهرجان دبي السينمائي الدولي، شكلوا جميعهم مؤشراً نوعياً وموضوعياً، لجماليات السينما المصرية المستقلة، والتي تثبت قوتها، أمام الكم التجاري، في صالات السينما، واستمرار التناول السينمائي للمشهدية السياسية، في مصر، تجلى بصور متعددة، واتخذ موقعاً إنتاجياً مهماً، كون الأطروحة المجتمعية بأثرها السياسي، أصبحت ذات اهتمام واسع بين المنصات السينمائية العالمية، خاصةً أنها تكشف النمو الوجودي لذات الإنسان، وترجمته لذلك التطور أو التأثر في الحياة الإنسانية ككل. وما حمله سيناريو الفيلم المكتوب أيضاً من قبل مخرجة الفيلم هالة خليل، لا يقيس الانتقالات الإنسانية في البيئة السياسية، بشكل منفصل عن المعتقدات الاجتماعية، فالعلاقة الزوجية التي ربطت نوارة برجل من النوبة في مصر، وتبرز فجوة الداخل في حوار يجمع أم الزوج ونوارة، عندما تقول لـ نوارة إنها لم توافق على الزواج في البداية، لأن نوارة ليست من النوبة المصرية، ما يبرز تصنيف الاختلاف، إحدى إشكاليات التعايش الحضاري المتأزم في البلدان العربية، ودول العالم.

في البداية يعيش المشاهد المسير اليومي لنوارة، وعملها في إحدى الفيلات الفارهة، التي يقطنها رجل أعمال وأسرته، من يقررون الهروب إلى خارج مصر، بعد التصفية الجزائية، لعناصر الفساد، إبان تنحي الرئيس المصري السابق، وذروة الأحداث تتشكل، بعد أن توصي زوجة رجل الأعمال نوارة، من عملت في خدمتهم منذ أن كانت صغيرة، بالمبيت في البيت وتنظيفه، طوال رحلتهم إلى الخارج، بهدف أن يعتقد الناس أن الوضع طبيعي، ولا يشك أحد بهروبهم خارج البلد، والمثير في الصياغة المشهدية للفيلم، التحرك المضني الذي تبديه نواره، طوال عملها في المنزل الخاوي، الذي اعتبرته أمانة، ووعد يجب أن تلتزم به. ورغم المعارضة التي أبداها زوجها بعدم المكوث، وتلميحاته المستمرة بأهمية ترك الخدمة في المنازل، والاجتماع معاً، في بيت واحد، ليمارس الحب، محاولاً في مرات عديدة، إقناعها، إلا أن نوارة أصرت على أن يكون كل شيء بعد الزفة، وأن (كتب الكتاب) أو العقد الرسمي، يجب أن لا يدعوها للتسرع، على الرغم من زواجهما منذ 5 سنوات، وعدم القدرة على توفير المنزل، جعله أمراً مؤجلاً، إلى إشعار غير معروف. والجمالية في سرد هذا التفصيل بالتحديد في الفيلم، يقدم مدلولات الاحتياج الأهم، للإنسان، وآثار كبته، وانزوائه عن الحياة اليومية من جهة، ويتيح للمشاهد معايشة تصاعد الحدث تجاه تغير وجهة نظر نوارة، في اللحظة المأسورة بالخوف، بعد أن تمت مهاجمتها من قبل أهل صاحب البيت، الذين لا يعلمون عن مسألة هروبه من جهة أخرى، لتقرر نواره بعدها عيش حياتها وترك مسؤولية البيت.

يسمع أهل الحي، الذي تعيش فيه نواره، كل يوم وعود سياسية، بأن للشعب أموالاً منهوبة، وستعود وتوزع عليهم فرداً فرداً، وفي المقابل يواجهون غلاء احتياجاتهم الرئيسية، كالماء والكهرباء، بحجة أن الثورة أشعلت أزمة العمل، وأوقفت حال السوق. وبرزت تلك المواجهات اليومية، لأزمة الإنسان البسيط، الذي يرغب في العيش، لا أكثر ، بشكل جلي، عبر عدة مشاهد تضمنها الفيلم، من بينها نزول نوارة من الحافلة التي تستخدمها للذهاب لعملها، ومحاولة إقناع بعض المتظاهرين، بفتح الطريق، لأنها ترغب بالذهاب إلى العمل، وسط هتافات العدالة الاجتماعية التي ضاع صيتها بين المحتشدين. وهنا يتفتح أفق المشاهد، على أهمية احترام الفلسفة المعيشية، للإنسان المحترم، من يرغب في إتمام مسيرة عيشه بكرامة، ورغم أهمية (المظاهرة)، في العرف السياسي، للدول المتقدمة، إلا أن تقدير المشاركة الاجتماعية للشخص البسيط، الذي لا يملك تدخلاً مباشراً، في الحركة السياسية على الأرض، يحب أن توفر له كافة سبل البنى التحتية الفكرية، في أن يعبر الشارع، دونما أن يعرقل طريقه أحد.

الإتحاد الإماراتية في

14.12.2015

 
 

«نوارة».. «الغلابة» يدفعون ثمن الثورات

دبي - عبادة إبراهيم

فتاة من المغلوبين على أمرهم، ترتدي ملابس قديمة، تعصب رأسها بـ«إيشارب»، كما عادات الطبقة الدنيا، التي تعيش في مصر، تحمل على يدها «كتكوت»؛ وخلفية بسيطة تجسد شوارع إحدى الحارات القديمة التي تعيش فيها تلك الفتاة؛ هذه هي صورة أفيش الفيلم المصري «نوارة» الذي عرض في أيام مهرجان دبي السينمائي. فكرته بسيطة لكنها تحمل معاني كثيرة.

فبنظرة تأملية نجد أن الصورة تعكس الواقع الذي حلمت به الطبقة الدنيا في مصر بعد قيام ثورة 25 يناير، وما صاحب ذلك من آمال وأحلام بتوزيع عادل للثروات، وعدالة اجتماعية تذوب فيها الطبقات التي قسمت المجتمع إبان العقود التي كانت قبل ثورة يناير.

ولعل صورة «الكتكوت» هو ذلك الحلم الوردي الذي تحول فيما بعد إلى كابوس مزعج؛ فلا تزال تداعيات ثورة يناير مستمرة إلى الآن؛ مجتمع منقسم، واقع محبط، اقتصاد متردٍّ، ضباب سياسي.

ما بعد 25 يناير

بنظرة حيادية يغلب عليها الطابع الإنساني المليء بالأوجاع؛ رصد فيلم «نوارة» تبعات ثورة 25 يناير، والتغيرات التي طرأت على المجتمع المصري، وحجم المعاناة التي تعيشها الطبقة الفقيرة المغلوبة على أمرها. «نوارة» هي فتاة مكافحة يوجد منها الكثير في مجتمعاتنا؛ أحلامها بسيطة، متفائلة بالمستقبل، رغم صعوبة حياتها، ويومها المليء بالمشقات. بين الاعتناء بجدتها ووالد زوجها المستقبلي، وزحمة المواصلات والعمل كخادمة نجدها تبتسم وتحاول مساعدة كل من حولها.

تصفيق حاد

بعد انتهاء عرض الفيلم ضجت الصالة بالتصفيق الحاد إعجاباً بالعمل وفريقه الذي أثبت جدارته واحترافه، حيث جسدت المخرجة والمؤلفة، هالة خليل، الحالة التي تمر بها مصر قائلة: أنا كمؤلفة لا يمكن أن أتجاهل أحداث الثورة والظروف التي مرت بها مصر لأنها أصبحت جزءاً من حوارنا اليومي. وتضيف: بعد انتقالي للعيش في مجمع سكني هادئ، أصبحت أتأمل الطبقة التي تعيش فيه، وخادمات هذه الفلل والشقق الفاخرة، وتتابع: أيام الثورة غادر أصحاب الفلل خارج البلاد، وتركوها للخدم والبوابين لحراستها حتى رجوعهم مرة أخرى، وتشير إلى أن العمل ظل أكثر من سنتين يبحث عن منتج لأن أفلام الثورة لم تكن تستهوي المنتجين لتقديمها حتى قامت شركة ريد ستار بإنتاج أول أعمالها نوارة.

حقيقة الواقع

وعن النهاية المحبطة التي صاحبت الفيلم تقول: نقلت الواقع؛ فأنا أرفض أن أكذب على الجمهور، أو أجمّل الحقيقة بصورة مختلفة. وتضيف: أنا بالفعل محبطة مما نعيشه، ومما تعانيه الفئة المغلوبة على أمرها في مجتمعنا.

من ناحية أخرى تؤكد منة شلبي سعادتها بالفيلم، على الرغم من تخوفها من الدور، لأن شخصية نوارة التي قامت بتجسيدها تعد المحور الأساسي للعمل، فقد شعرت أنها تمثل للمرة الأولى، وبأن نوارة جزء منها. مشيرة إلى أنها لو كانت رفضت العمل لأنه «ثقيل» ويتحدث عن الثورة لشعرت بأنها عديمة الإحساس، لعدم شعورها بهذه الطبقة، لذلك قررت وبلا تردد بعد قراءة النص خوض هذه التجربة وملامسة هذه الأحداث عن قرب.

جدية وكوميديا

بين الجدية والكوميديا كان دور محمود حميدة الذي جسد شخصية «أسامة بيه» الذي صعد السلم الاجتماعي من أدني الدرجات إلى أرفعها وهو يعلم جيداً من خلال رحلة الصعود هذه أن تغيير التركيبة الاجتماعية أمر مستحيل. فهو يرى أنه إذا كانت الثورة قد قامت فإن القيامة لم تقم بعد، رغم اهتزاز معظم رجال الطبقة التي ينتمي لها، فهو رفض مغادرة مصر في البداية هو وابنته ولكن بعد اصرار زوجته وابنه الذي يعيش في لندن، غادر مصر هو وعائلته وهو غير راض عن ذلك.

البيان الإماراتية في

14.12.2015

 
 

«نوارة».. الواقعية كما يجب أن تكون

دبى ـ خالد محمود:

* الفيلم محاولة جادة لإعادة الجمهور العربى للسينما المصرية.. وجائزة مهرجان دبى تغاز منة شلبى المتألقة

* العمل يضع ربيع ٢٠١١ على المحك.. وهالة خليل تشعرنا أن الحلم ولد ومات دون أن يلمسه أحد

إذا حاولت السينما المصرية على طريقة «نوارة» للمخرجة هالة خليل، قطعا ستشفى من أمراضها، التى لازمتها خلال السنوات الأخيرة، وسوف تسترد عافيتها، وجمهورها المتشوق لها فى بلاد العرب.

هالة خليل فى فيلمها الجديد الذى عرض على شاشة مهرجان دبى السينمائى الدولى منافسا على جأئزة «المهر الطويل»، تقدم عملاً فنياً مدهشاً، وطازجا عن حال المجتمع المصرى خلال ثورة ٢٥ يناير، وبالتحديد من ربيع ٢٠١١، بواقعيته التى تضاهى فى جمالها واقعية السينما الإيطالية فى مرحلتى الخمسينيات والستينيات، فها هى تطرح أمامنا نماذج لبشر حقيقى ينبضون حياة، يتألمون فنشعر معهم بالوجع، يبتسمون، نحس بشريان بهجة يسرى فى عروقنا، وبين الحالتين، هناك لحظات محيرة تضعنا على المحك، لا نعرف إذا نعيش الحياة أم فارقناها.

قدمت هالة خليل قضيتها بجرأة، حيث صورت مصير وطن قبل وبعد الثورة، وكيف أن هذا المصير ربما لم يشهد تغييرا، خاصة فى واقع ومحيط الطبقة الفقيرة، التى عانت من قبل ومن بعد، فبطلة قصتنا «نوارة» فتاة من طبقة شعبية دنيا، تعيش مع جدتها التى تكافح لأجل توفير بعض المال لتجهيز كفنها، وتحلم بوجود ماء يكفى غسلها لحظة الرحيل، حيث لم تدخل المياه الحارة حتى اللحظة، «نوارة» تكافح هى الأخرى، حيث تعمل خادمة عند أسرة أسامة بيه «محمود حميدة» وهو أحد رجال الأعمال الكبار فى عصر مبارك وتضم زوجة «شيرين رضا» وولد يعيش فى لندن، وابنة، ويأخذنا السرد الدرامى لتبعات الأيام الأولى لثورة يناير، حيث نسمع عبر الإذاعة وعلى شاشات التليفزيون أخبار كثيرة عن الأموال المهربة للخارج، وكيفية استردادها، ونسمع وعود مسئولين بأنه فى حالة عودتها سيكون نصيب كل مائتى ألف جنيه، وهو الحلم الذى يتسرب إلى وجدان أهل الحارة المعذبين فى الأرض، وكيف يوقظ بداخلهم الأمل، «نوارة» التى عقد قرانها على «على» منذ خمس سنوات، ويحلمان بشقة صغيرة يتزوجان بها، و«على» أيضا يريد توفير مصاريف علاج والده، وأهل الحارة لا حديث لهم سوى عن هذا الحلم، والذى لم ولن يتحقق.

نجحت المخرجة أن تنقل لنا الحارة المصرية وأنفاس أهلها المجهدة من الإحباطات برؤية شديدة الواقعية، وتذكرنا بواقعية ابو سيف فى ثوب معاصر، مثلما استطاعت أن تصور عالم الأثرياء متمثلاً فى أسرة رجل الأعمال، فصورة العالميين جاءت معبرة تماما عن لحظات الإدانة الكبرى لنظام مبارك، والفرحة بعزل الرئيس سواء كانت تلك الفرحة بوعى أو بلا وعى، كما أدان الفيلم أيضا عبر سيناريو ذكى لهالة خليل أيضا، حال السلطة بعد الثورة، وكيف أن حال هؤلاء الفقراء لم يتغير، حيث شاهدنا مجموعة من اللقطات المعبرة عن انهيار مجتمع، وجدنا حال المستشفى الذى يرثى له، عندما ذهب على بأبيه لإجراء جراحة عاجلة، فلم يجد سريرا، وشاهدنا كيف أن المرضى ملقون على الأرض وفى دورات المياه ينتظرون دورهم، وكيف أن الحارة ليس بها مياه، وفى مشهد النهاية، حيث يأتى مسئول نيابة الأموال العامة ليقتحم فيللا أسامة بيه الذى ترك البلد مثل باقى رجال الأعمال ومعه كل أمواله، حيث يتم التحفظ على الفيللا، وبينما لم يجد الضابط أى أوراق أو مفردات ثورة تخص رجل الأعمال الهارب، يأمر بالقبض على الخادمة «نوارة»، بعد أن وجد معها عشرين ألف جنيه، كانت قد منحتها إياها صاحبة المنزل لمساعدتها فى زواجها، ولضمان أن «نوارة» لن تترك الفيللا حتى لا يشعر أحد بهروب أصحابها، الذين استشعروا التحول الخطر فى مصر، فقرروا السفر من البلاد وترك «نوارة» وحيدة لرعاية منزلهم الفاخر أثناء غيابهم.

المهم يتهم الضابط نوارة بالسرقة، ويأخذها فىى بوكس الشرطة، ونراها فى مشهد مؤثر للغاية تنادى من خلف شباك السيارة على حبيبها «ما تسبنيش يا على»، وكأن من دفع ثمن سياسة الظلم قبل الثورة، هم أيضا من يدفعوها بعدها.

المشهد بحق كان رائعا، وقال كل شىء منبها ومحزرا وشاهدا، وملهما وطارحا سؤال كبير حول مصير ثورة قامت تنادى «كرامة.. حرية.. عدالة اجتماعية»، فنوارة التى تنتقل كل يوم فى رحلة الذهاب والعودة بين حارات حيها الفقير، وطرقات وفيللات الكومبوند حاملة بين هذا العالم، وذاك هموم طبقتها البسيطة، لم تكن تعلم أن ربيع ٢٠١١ سوف يأتيها بما لم تكن تتوقعة.

داخل قاعة العرض صفق الجمهور طويلاً لأسرة « نوارة »، فقد استطاعت هالة خليل أن تؤكد موهبتها الكبيرة فى فى تجربتها الثالثة بفيلم حقيقى وانسانى عن الثورة دون افتعال، ويمكن وصفه أيضا بأنه سياسى، فقد ولد الحلم ومات دون أن يلمسه حتى أحد، كان السرد الدرامى سلسا، ومنحت بطلتها فرصة لتلهمنا بواقعها المؤلم والحالم، فنوارة بالنسبة لها هى مصر، وقد جسدت منة شلبى دورها باقتدار شديد على طريقة النجمات الكبار، وكشفت عن نضج واضح بلا شك، وأمسكت بالشخصية، وأضافت لها من نكهتها الفطرية الخاصة واقعية وتلقائية، وهذا سر براعتها، وربما يقربها هذا الدور من جائزة التمثيل ليس فى دبى فقط، وربما فى مهرجانات أخرى قادمة، خاصة أن الجمهور صفق لها طويلا، بل اعتبرها تستحق أوسكار، أيضا أضاف محمود حميدة بطولته الخاصة بأداء أكثر عمقا لشخصية رجل الأعمال القريب من السلطة، بينما كسبت شاشة السينما المصرية بطلاً بمواصفات خاصة ونكهة مصرية تتفجر بالموهبة، وهو أمير صلاح الدين، الذى صور لنا بعمق معاناة الشاب المقهور والمغلوب على أمره فى هذا الوطن، رغم تمسكه بقيم كبيرة، ورجاء حسين فى دور جدة نوارة التى عكست ملامح قسوة زمن وقهره، بينما كان لألهام موسيقى ليلاً وطفة وكان لبراعة تصوير زكى عارف، ونبض مونتاج منى ربيع، وكذلك تفاصيل لديكور والملابس.

الشروق المصرية في

15.12.2015

 
 

منة شلبي: "نوارة.. تِشبه ناس كتير أوي من الشعب المصري"

آمال عبدالسلام

نوارة فتاة تعيش تحت خط الفقر تعمل خادمة في أحد بيوت الأثرياء ممن لهم السلطة في عهد مبارك حتى تحدث ثورة 25يناير فتنقلب حياتها رأسا على عقب، هكذا تعود الجريئة منة شلبي لجمهورها بفيلمها الجديد "نوارة" والذي تم عرضه مؤخرا ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي بعد غياب عدة سنوات كويلة عن كاميرات السينما منذ فيلمها السينمائي الأخير الموقعة ليسري نصر الله منذ ثلاثة اعوام تقريبا .

وتقول منة شلبي عن هذه المشاركة: أنها سعيدة بعرض الفيلم للمرة الاولي ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي خاصة انها تعتز بهذه التجربة كثيرا وفخورة تقديمها هذه النوعية من الاعمال السينمائية خاصة أنها تعتبر تجربتها في فيلم "نوارة" ستصبح نقلة هامة في تاريخها الفني بل وفي تاريخ السينما المصرية.

وعن رد فعل الجمهور فور انتهاء العرض تقول منة شلبي: أنها شعرت بفخر شديد انها شاركت في هذا العمل المشرف بعد مشاهدة رد فعل الجمهور داخل قاعة العرض فالكل اصبح يهنئها علي التجربة اولهم ليلي علوي والعام شاهين وصديقتها هند صبري والكل بارك لها علي المشاركة المشرفة لمصر ضمن فعاليات المهرجان ووقتها لم تتمالك دموعها معبرة عن فرحتها بالعمل .

وعن دورها بفيلم نوارة تقول منة شلبي : انها تجسد شخصية فتاة بسيطة تدعي نوارة تشبه الكثير من الشعب المصري وهي فتاة مطحونة من ظروف الحياة تعمل في احدي القصور لدي رجل من ذوي السلطة والفيلم يتناول التغيرات التي حدثت في الشارع المصري إبان ثورة 25يناير والأحلام التي عاشها الشعب المصري وقتها من خلال قصة حب بينها وبين أحد الشباب الطموحين ويجسده أمير صلاح الدين.

وتضيف منة شلبي أنها تشعر بفخر انها قدمت هذه التجربة فمنذ بداية الاتصال بينها وبين مخرجة العمل هالة خليل وهي تشعر بسعادة ومسئولية في نفس الوقت وتتمنى أن تكون على قدر المسئولية وأن الفيلم ينال إعحاب الجمهور حين عرضه بدور الغرض السينمائية .

وعن تحضيرها للشخصية تقول منة شلبي: ان شخصية نوارة من الشخصيات الصعبة التي جسدتها طوال مشوارها الفني وان هذا الفيلم تحديدا احتاج مجهودا شاقا حتى يخرج للنور بهذه الصورة، فقد بدأ تصويره منذ نهاية العام الماضي، أي استمر تصويره لما يقرب من 12 شهرا تقريبا، وهي مدة طويلة لتصوير فيلم سينمائي، والشخصية تطلبت منها تركيزا شديدا حتى تخرج بصورتها الطبيعية، فهي نموذج يشبه العديد من النساء المصريات في الشارع المصري.

من ناحية أخرى تستأنف منة شلبي تصوير مشاهدها ضمن أحداث فيلمها السينمائي الجديد "الخضرة والماء والوجه الحسن" خلال الأسبوع القادم الذي انتهت من تصوير نصف أحداثه في مدينة بلقاس بالمنصورة، والفيلم بطولة ليلي علوي وصابرين وباسم سمرة من اخراج يسري نصرالله والانتاج لأحمد السبكي.

البوابة نيوز المصرية في

15.12.2015

 
 

الليلة.. عرض فيلمى "نوارة" و "حار جاف صيفًا" ضمن فعاليات "دبى السينمائى"

محمد محمود

 يقام اليوم،  العرض الثانى والأخير لفيلم "نوارة"، فى التاسعه ونصف مساء اليوم الأربعاء  بمول الإمارات ضمن فعاليات مهرجان "دبى السينمائى"، بينما يعرض فيلم "حار جاف صيفا" لثانى مرة فى العاشرة إلا ربع مساءً.

فيلم "نوارة" تأليف وإخراج هالة خليل، وهو الثالث لها بعد أفلام "أحلى الأوقات" و"قص ولزق"، وهو من بطولة منة شلبي ، محمود حميدة ، أميرصلاح الدين، أحمد راتب، شيرين رضا، رجاء حسين، وإنتاج ريد ستار.

أما فيلم "حار جاف صيفًا" من إخراج شريف البنداري، ويشارك فى بطولته ناهد السباعى ،دنيا ماهر ،محمد فريد، وسبق أن فاز مشروع الفيلم فى فبراير الماضى، بـجائزة مؤسسة روبرت بوش ستيفتونج السينمائية الألمانية للفيلم الروائى القصير.

الفجر الفني المصرية في

15.12.2015

 
 

أكدت أنه يرمز لنساء مصر الكادحات

منّة شلبي: «نوارة» ..عمل إنساني وليس سياسياً

حوار: محمد حمدي شاكر

تقدم الفنانة المصرية منّة شلبي هذا العام أحدث أعمالها السينمائية «نوارة» المعروض ضمن فعاليات المهرجان في فئة المهر الطويل.

الفيلم راهنت عليه منّة شلبي قبل عرضه ووافقت عليه بمجرد قراءة السيناريو الذي أرسلته لها المخرجة والكاتبة هالة خليل.

وبالفعل كسبت الرهان، فالعمل بشكل عام يحكي قصة فتاة بسيطة اسمها نوارة تسكن في أحد أحياء مصر القديمة «الحطابة»، وتعمل خادمة بفيلات تجمع سكني راقٍ وتتنقل يومياً ما بين تلك الحارات والشوارع المعدومة وبين الأماكن الراقية تحمل هموم طبقتها وأحلامهم البسيطة.
ويحكي الفيلم حياة المصريين المعدومين الكادحين وكبار رجال الأعمال في أعقاب ثورة 25 يناير.

عن دورها في الفيلم وأعمالها المقبلة تحدثنا مع الفنانة منّة شلبي في هذا الحوار.

·        ما الذي جذبك لشخصية نوارة؟

-حكاية الفيلم، والسيناريو قرأته في ساعة تقريباً، ومباشرة اتصلت بالمخرجة هالة خليل لإبلاغها بموافقتي على تصوير العمل فوراً، رغم أنني في تلك الفترة كنت قررت عدم العمل ولم أكن جاهزة تماماً لأي عمل سواء درامي أو سينمائي.

ودور نوارة، بشكل عام، صعب جداً على أي فنانة أن تتركه، وأعتبر أن هذا العمل بداية جديدة لي، على اعتبار أنه منذ بدايتي في «الساحر» وحتى أحدث أعمالي مسلسل «نيران صديقة» كنت في مرحلة وانتهت وبدأت في المرحلة الجديدة.

·        هل بالفعل صورتم الفيلم في أماكن شعبية وليست استوديوهات؟ وماذا واجهكم أثناء التصوير؟

- جميع الأماكن التي صورنا فيها حقيقية جداً وفي شوارع القاهرة، حيث قمنا بالتصوير في منطقة الحطابة بالقلعة وتلك المنطقة معروفة بأهلها البسطاء الكادحين.

ومن أول أيام التصوير تأكدت أن اختياري لهذا العمل وشغفي بأن أجسد شخصية نوارة كانا في محلهما، لأنني أقدم من خلاله رسالة، ولم أقبله من أجل المادة، خاصة عندما قابلتني إحدى السيدات أثناء التصوير ولم تكن تعرفني، وقالت لي «وحياة أغلى ما عندك توصلي للمسؤولين وللناس ما نعانيه إننا لسنا في الحياة بل نحن منسيون» وأخذت تبكي، وهنا شكرت ربنا على قبولي الفيلم وأنني من الممكن أن أكون جزءاً من جهود توصيل رسالة هؤلاء الأشخاص الكادحين.وموضوع العمل بشكل عام إنساني من الدرجة الأولى، خاصة مع زيادة هذه الفئة بشكل مستمر، رغم وجود بعض الإسقاطات السياسية عن الثورة وما حدث بعدها.

·        هل كنتم قادرين على احتواء كل الأحداث في العمل؟ وهل نوارة ترمز لمصر بعد الثورة؟

- حاولنا على قدر المستطاع أن يحتوي العمل على ما أعقب ثورة 25 يناير، ونتمنى أن نكون أوصلنا الرسالة كاملة للمتلقي، و«نوارة» لا ترمز لمصر بالكامل، وإنما لنساء مصر الكادحات، اللاتي لا يملكن وقتاً للاهتمام بأنفسهن، فقط يعشن من أجل |لآخرين.والعمل به العديد من الأشياء الثقيلة وإسقاطات سياسية، وإنسانية، واجتماعية، وليس سياسياً كما وصفه البعض.

·        هل نظرة نوارة ل«رحمة» الثرية في الفيلم هي نظرة الفقير للغني في الطبيعة؟

- نهائياً، والتعميم خاطئ في كل شيء،وأرى أن هذه النظرة عادية ولا تنم عن الحقد والغيرة والتمني لأن أكون مكانها.

و«نوارة» نوع من الأشخاص موجود بكثرة في مصر ويمكنهم العيش تحت أي ظروف وفي النهاية يشكرون ربنا ويحمدونه على نعمه لهم حتى لو قليلة فهي كثيرة في نظرهم، بعكس آخرين مهما يكون معهم يحقدون على أي شخص ولا يعجبون بأي أحد، وفي النهاية هي نفوس بشر وليست مسألة غنى وفقر.

·        ما جديدك بعد «نوارة»، خاصة في الدراما الرمضانية؟

- لن أشارك في أي عمل درامي هذا العام وسأكتفي ب«نوارة» ومتابعة ردود الأفعال التي لمستها منذ البداية أثناء العرض الأول في المهرجان، في وجود كبار الفنانين المصريين والعرب والذين أثنوا عليه لدرجة جعلتني أبكي وتزداد مسؤوليتي بتقديم أعمال بالقوة نفسها الفترة المقبلة. وبالتالي، أنا خارج السباق الرمضاني.

الخليج الإماراتية في

16.12.2015

 
 

فوز منة شلبى بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم "نوارة" بمهرجان دبى السينمائى

كتبت رانيا علوى

فازت النجمة منة شلبى بجائزة أفضل ممثلة عن دورها فى فيلم "نوارة" بمهرجان دبى السينمائى، وقد علق على فوزها الفنان محمد كريم حيث نشر على موقع "فيس بوك" صورة جمعته بها، وعلق عليها: "أنا ومنة، أجمل وألذ وأجن واحدة شوفتها فى الدنيا، مهرجان دبى السينمائى، مبروك حبيبتى جائزة أفضل ممثلة فى مهرجان دبى عن فيلم نوارة". بينما كتبت المخرجة هالة خليل على صفحتها: "شكرًا منة شلبى لكونك أصبحتِ تلك النوارة الرائعة". 

اليوم السابع المصرية في

16.12.2015

 
 

منّة شلبي أفضل ممثلة في مهرجان دبي السينمائي عن «نوّارة»

كتب: فاطمة محمد

فازت الفنانة منة شلبي بجائزة أفضل ممثلة فئة المهر الطويل «الأفلام الروائية الطويلة»، فيمهرجان دبي السينمائي ، عن دورها في فيلم «نوّارة» والمشارك في المهرجان.

يُذكر أن «نوارة» يشارك في بطولته بجانب الفنانة منة شلبي كل من الفنان محمود حميدة وشيرين رضا وأمير صلاح الدين وأحمد راتب ورجاء حسين ورحمة حسن، وهو من تأليف وإخراج هالة خليل وإنتاج شركة «Red Star»، كما مثّل مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الثانية عشرة.

كانت هالة خليل صرحت سابقًا بأن مشاركة «نوارة» في مهرجان دبي دلالة على جودة الأفلام التي نقدمها، وهذا لا ينفي الاهتمام بالجماهيرية التي تعد الهدف الأول لأي مشتغل بالعمل السينمائي، مشيرة إلى أن موعد العرض التجاري للفيلم لم يُحدّد بعد، متوقعة أن يحظى الفيلم برد فعل جماهيري طيب.

المصري اليوم في

16.12.2015

 
 

منة شلبى أفضل فنانة فى مهرجان "دبى السينمائى"

يارا أحمد

يقام اليوم، حفل توزيع جوائز مهرجان "دبى السينمائى"، ومن المقرر أن تكرم الفنانة منة شلبى، بجائزة أفضل فنانة هذا العام، عن دورها فى فيلم "نوراة" الذى شاركت به فى المهرجان.

جدير بالذكر أن فيلم "نوارة" بطولة كلا من منة شلبي، محمود حميدة، شيرين رضا، أمير صلاح الدين، رحمة حسن، أحمد راتب ورجاء حسين، تأليف وإخراج هالة خليل.

مصر تقتنص 3 جوائز فى مهرجان "دبى السينمائى" هذا العام

شيماء الشاهينى

نجحت السينما المصرية، فى أن تقتنص 3 جوائز، من مهرجان دبى السينمائى الذى ستختتم فعاليات دورته الثانية عشر مساء اليوم.

وكانت الثلاث جوائز كالتالى,, جائزة أفضل فيلم غير روائى وكانت من نصيب فيلم "أبدًا لم نكن أطفالاً" للمخرج محمود سليمان، وجائزة أفضل فنانة والتى حصلت عليها الفنانة منة شلبى، عن دورها فى فيلم "نوارة"، وجائزة أفضل مخرج وحصل عليها المخرج محمود سليمان.

محمد كريم يهنئ منة شلبى على جائزة "أفضل ممثلة"

أميرة حماد

هنأ الفنان محمد كريم، صديقتة الفنانة منة شلبى بعد حصولها على جائزة أفصل ممثلة عن فيلم "نوراه"، بمهرجان دبى السنيمائى الدولى والمقام فاعلياته الأن.

ونشر محمد، عبر حسابه الشخصى بموقع الصور الشهير "إنستجرام"، صورة على طريقة السيلفى جمعته بـ منه شلبى، وخلفهم شجرة الكريسماس، معلقا عليها قائلا: "انا ومنه، اجمل والذ وأجن واحده شوفتها في الدنيا مهرجان دبي السينمائي، مبروك حبيبتي جائزه أفضل ممثله في مهرجان دبي فيلم نواره".

بعد فوز منة شلبى بجائزة "أفضل ممثلة".. جمال العدل: ده متوقع منك

أسماء الأباصيرى

هنأ المنتج جمال العدل، الفنانة منة شلبى، لفوزها بمهرجان دبى السينمائى فى دورته الثانية عشر وحصولها على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "نوارة".

وكتب جمال العدل على صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك":" مبرووووك ل منه شلبي الممثلة الجامده جداااااااااومفروض ان ده متوقع منك طول الوقت عشان انت موهوبه اااااااااوي".

وقد انتهى منذ قليل حفل ختام الدورة الحالية من المهرجان، وتم تسليم جوائز الأفلام المشاركة بحفل موسيقي يحيه الفنان العالمي شاجي.

جدير بالذكر أن المسابقة الرسمية للمهرجان شهدت مشاركة فيلمين مصريين هما "قبل زحمة الصيف" للمخرج محمد خان وبطولة هنا شيحة وماجد الكدواني وأحمد داوود، وفيلم "نوارة" للمخرجة هالة خليل وبطولة منة شلبي ومحمود حميدة وأمير صلاح الدين.

ماجدة خير الله: مبروك على السينما المصرية "منة شلبى "

أسماء الأباصيرى

هنأت الناقدة ماجدة خير الله، الفنانة منة شلبى، لفوزها بمهرجان دبى السينمائى فى دورته الثانية عشر وحصولها على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "نوارة".

وكتبت ماجدة، على صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك":" مبروك للسينما المصريه وللمخرجه هاله خليل وللفنانه منه شلبى عن حصولها على جائزة التمثيل من مهرجان دبى".

وقد انتهى منذ قليل حفل ختام الدورة الحالية من المهرجان، وتم تسليم جوائز الأفلام المشاركة بحفل موسيقي أحياه الفنان العالمي شاجي.

جدير بالذكر أن المسابقة الرسمية للمهرجان شهدت مشاركة فيلمين مصريين هما "قبل زحمة الصيف" للمخرج محمد خان وبطولة هنا شيحة وماجد الكدواني وأحمد داوود، وفيلم "نوارة" للمخرجة هالة خليل وبطولة منة شلبي ومحمود حميدة وأمير صلاح الدين.

الفجر الفني المصرية في

16.12.2015

 
 

دينا عبد الرحمن تظهر في «نوارة» للتعليق على خبر حبس مبارك

هند موسى

ظهرت الإعلامية دينا عبد الرحمن، ضمن أحد مشاهد فيلم "نوارة" الذي تلعب بطولته الفنانة منة شلبي، تعلق على خبر حبس الرئيس الأسبق حسني مبارك، ونجليه علاء وجمال، وذلك ضمن أحداث الفيلم التي تدور في الفترة التي أعقبت ثورة يناير بأشهر قليلة.

واستعان فريق عمل الفيلم بالمذيعين أحمد بصيلة ومسعد أبو ليلة لإعادة تسجيل نشرات الأخبار بعد الثورة بعدة أسابيع لتكون خلفية أحداث الفيلم.

يُذكر أن "نوارة" يشارك في بطولته بجانب الفنانة منة شلبي، كل من الفنان محمود حميدة وشيرين رضا وأمير صلاح الدين وأحمد راتب ورجاء حسين ورحمة حسن، والفيلم من تأليف وإخراج هالة خليل، وإنتاج شركة "Red Star"، كما مثّل مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان دبي السنيمائي الدولي في دورته الثانية عشر.

التحرير المصرية في

16.12.2015

 
 

فنانون: فوز منة شلبي بجائزة أحسن ممثلة في مهرجان دبي يدعم الفن المصري

أ.ش.أ

شدد عدد من الفنانين على أهمية فوز الفنانة منة شلبي بجائزة أحسن ممثلة في مهرجان دبي السينمائي، عن فيلمها "نوارة"، واعتبروا الحصول على هذه الجائزة يمثل دعما للفن المصري.

وقال الفنان حلمي فودة - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط - "إن منه شلبي ممثلة قديرة وتمتلك من الخبرة الفنية ما يمكنها من حصد جوائز كثيرة وهي تستحقها، منوها بأن أي فنان مصري يحصل على جائزة يمثل دعما فنيا هائلا للقيمة الفنية للأعمال المصرية، ويؤكد دائما على ريادة الفنان المصري وقدرته حينما يتوفر له مناخ فني جيد على تقديم أميز الأعمال وأروعها".

ولفت إلى أن السينما بحاجة إلى وقوف الدولة إلى جانبها وعودة مؤسسة السينما من جديد، وتقديم أفلام مأخوذة من أعمال روائية كما كان يحدث في الماضي، وعلى صناع السينما أن يلتفتوا إلى الروايات العربية والمصرية التي تستطيع أن تصنع أفلاما تشرف الفيلم العربي.

ومن جانبها، اعتبرت المخرجة هالة لطفي أن فوز منه شلبي بهذه الجائزة مهم للسينما المصرية، لأن "دبي السينمائي" مهرجان عربي يعرض أهم الأفلام العربية التي تم إنتاجها العام الماضي، وبعضها دخل أقسام رسمية في مهرجاني كان وفينسيا، وبالتالي تقدير السينما المصرية في هذا السياق هو أمر مشرف للسينمائيين المصريين.

وأشارت إلى أن فيلم "نوارة" أول انتاج لشركة جديدة بقيادة السينمائي الشاب صفي الدين محمود، وهو ما يعتبر إضافة للسينما المصرية التي تحتاج إلى مبادرات تثري هذه الصناعة في مصر.

وعن أهمية هذه الجائزة في تغيير النظرة السلبية للسينما المصرية، قالت هالة لطفي "إن هذا دور الدولة المصرية التي لا تنظر للسينما بالاهتمام الكافي ولا تتعامل معها كنشاط ثقافي وتتعامل معها كتجارة وتتركها نهبا للطامعين والدخلاء عليها".

وقال الفنان سامح الصريطي "إن حصول فنان على أي جائزة في أي مهرجان يسعده ويدفعه لتقديم الأفضل دائما".

وعن تأثير مثل هذه الجوائز على السينما في مصر، قال "إن أزمة السينما ليست في المبدعين والممثلين، وإنما في الصناعة والتجارة، لأنها تحتاج فقط لبعض القوانين لاستعادة مكانتها، مشيرا إلى أنه في حالة الركود الاقتصادي يقدم رأس المال الخاص أعمالا تجارية تهدف إلى المكسب المضمون، على حساب القيم الفنية والأخلاقية".

وبالنسبة للاتهامات بشأن تقصير الدولة في القيام بدورها في صناعة السينما، قال الصريطي "إن المطلوب من الدولة بمؤسساتها ووزاراتها دعم صناعة السينما المصرية دعما سابقا ولاحقا، سابقا عن طريق تقديم دعم مالي للفيلم الذي يحقق أهدافها طوال مراحل انتاجه، والدعم اللاحق عن طريق رصد جوائز في المهرجانات السينمائية المختلفة للفيلم المصري الذي يحقق القيم التي تدعو إليها كل مؤسسة مصرية".

وطالب بضرورة تسهيل دخول المعدات السينمائية الحديثة إلى البلاد، من خلال إصدار قانون لتخفيض الجمارك عليها.

التحرير المصرية في

17.12.2015

 
 

«قبل زحمة الصيف» و«نوّارة» في «مهرجان دبي السينمائي الـ 12»..

متاهات ما بعد نظام مبارك

نديم جرجوره

في «مسابقة المهر الطويل»، في الدورة الـ 12 (9 ـ 16 كانون الأول 2015) لـ «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، يُشارك فيلمان مصريان جديدان: «قبل زحمة الصيف» لمحمد خان، و«نوّارة» لهالة خليل. فيلمان يختلف أحدهما عن الآخر في المستويات كلّها، بدءاً من المادة المختارة لقرءاة وقائع وحيوات، وانتهاءً بآلية الاشتغال السينمائيّ. لكن مشتركاً بينهما يكمن في التوغّل، قليلاً أو كثيراً، في أحوال الاجتماع المصري، قبل «ثورة 25 يناير» (2011) وبعدها، أو بعيداً عنها، مع معاينة انفعال أو علاقة معلّقة، عبر سردٍ يروي قصصاً مختلفة.

قصص أفراد

يذهب محمد خان إلى شاطئ البحر قبل بداية موسم الصيف، ليروي ـ في حيّز طبيعي هادئ ـ اضطراباً يعتمل في نفوس أناس مُصَابين بلوعةٍ أو انكسارٍ أو مأزقٍ، يحاولون خروجاً من الخراب بأقلّ الخسائر الممكنة. وتتجوّل هالة خليل في أزقّة الشقاء اليومي، أو في متاهة الرخاء الماديّ، في اللحظات الفاصلة بين اندلاع حراك شعبيّ عفوي و»تنحّي» الرئيس حسني مبارك، وبداية مرحلة المحاكمات المتنوّعة له ولنجليه علاء وجمال، ولعدد من أبرز الرموز الاقتصادية والمالية والسياسية لعهده. الهدوء المخيّم في منتجع سياحي صيفي مرآة تنعكس عليها «زحمة» مشاعر مضطربة تضجّ في ذاتيْ الشخصيتين الأساسيتين الدكتور يحيى (ماجد الكدواني) والمُترجمة هالة (هنا شيحة)، وإنْ يختلف اضطراب المشاعر هذه وأسبابها بين تحطّم نفوذٍ، وانهيار تحصينات في العالم البورجوازيّ الخاصّ بيحيى وزوجته الدكتورة ماجدة (لانا مشتاق)، جرّاء تهم فساد وفوضى في مستشفى خاصّ به، وارتباك علاقة حبّ بين الزوجة المطلّقة هالة وعشيقها الممثل الثانوي «نصف المشهور» (هاني المتناوي). لكن، في مقابل المشهد هذا، وما يُخفيه في طيّاته من غليان وألم وتمزّقات، هناك ـ في «نوّارة» ـ ضجيج يعتمل في البيئة الفقيرة جرّاء بؤسها وخيباتها وعجزها عن الانتصار لنفسها على «الموت» المحيط بها، وذلك في مواجهة سكينة ظاهرة في مجمّع سكنيّ لأثرياء يجدون أنفسهم عراة أمام انهيار النظام المباركيّ، وتشتّت قوّة المتظاهرين، وعودة البطش البوليسي ـ الأمني إلى مطاردتهم.

لن يكون هذا اختزالاً للفيلمين. كلّ واحد منهما يمتلك خصوصية البحث السينمائيّ في أحوال الاجتماع المصري، المنفلشة على أمور شتّى تتداخل وتتصادم وتتشابك، وهي تروي فصولاً من حيوات أفراد يشاهدون تحوّلات جذرية في مساراتهم الذاتية وسياقات بلدهم، ويبحثون ـ في الوقت نفسه ـ عمّا يُشبه خلاصاً يظلّ معلّقاً أو ملتبساً أو صعب المنال. لذا، لن تبقى حالة المكان مهمّة، لأن ظاهرها ليس حقيقياً بالمطلق، وباطنها مرتبك إلى حدّ كبير: سكينة يريدها الثلاثيّ اغتسالاً من أخطاء أو خطايا (قبل زحمة الصيف)، وضجيج لن يغطّي مرارة الهبوط في جحيم الأرض والحياة (نوّارة). فنوّارة (منة شلبي)، الخادمة في منزل السياسيّ السابق أسامة (محمود حميدة) وعائلته الثرية، تُشكّل نواة جوهرية للحكاية المنفلشة هنا وهناك، وسط حريق يلتهم الناس جميعهم، من دون أن يكون سبب الحريق حكراً على الحراك الشعبي العفوي، لتمدّده إلى حالة متأصّلة في البناء المجتمعيّ.

نوّارة الخادمة الفقيرة لا تملك سلاحاً لمواجهة الخراب سوى ابتسامة تعكس حيوية انفعالية جميلة في يومياتها. وحيدة لا سند لها سوى حبيب تتزوّجه «ع الورق» لأن ظروفاً حياتية تحول دون إقامتهما معاً في منزل خاصّ بهما، وجدّة تبلغ من العمر ما يضعها أمام عتبة الرحيل الأخير. تعمل في قصر عائلة ثريّة، وتستمع إلى مخاوف وتحدّيات أناس تائهين أمام انقلاب القدر. طيبتها لا ترحم. عيناها الشغوفتان بالحياة لا تدركان قذارة الواقع وخبثه. تكافح، بالمعنى العميق للمفردة، من أجل منفذٍ تراه قريباً. لكنها تقع في فخّ التحوّل الكبير، وتسقط في هاوية الانقلاب، وتبدو كأنها تدفع غالياً ثمن أحلام بريئة، وأوهام تتكشّف عن فراغ مدوٍّ. هذا يظهر في السياق الدرامي بشكل عفوي. تراكم التحدّيات يؤدّي بها إلى أغلال تزنّر يديها بتهمة باطلة. والنظرة «الثاقبة» لـ «حرم» أسامة، أو ربما حدسها الأنثوي، دافعٌ إلى الخروج من المأزق في اللحظة المناسبة، باختيار السفر والنفاد من الارتباك العام.

ارتباكات لا خلاص منها

الثلاثيّ «المحتلّ» الشاطئ البحريّ «قبل زحمة الصيف» مُصابٌ إما بخطيئة الفساد (الزوجان)، وإما بخطأ الارتهان الحادّ للعاطفة (المترجمة). حتى الصفتين هاتين لن تكونا صائبتين كلّياً، لأن الخطيئة غير محدّدة بمعايير ثابتة، والخطأ نزوة يُمكن إصلاح نتائجها أحياناً. ثم إنّ الهروب ليس خلاصاً بل استراحة، والشاطئ البحري اغتسال، أو محاولة اغتسال من أدران المدينة وصخبها وفوضاها وانهياراتها. في السياق الدرامي العام، يتّضح أن لا خلاص حقيقياً لهم، فالشاطئ مجرّد فسحة تأمّل لن تمنح أحداً منهم سكينة مطلقة ونهائية وثابتة، وإنْ يتبيّن ـ في اللقطات الأخيرة ـ أن هناك ما يُشبه مصالحة ما مع الذات، بعد تحريرها من وطأة الانهيارات والضياع.

في تقديم حكاية «نوّارة»، توصف الشابّة بأنها «فتاة لديها أحلام عريضة في امتلاك أبسط الأشياء» (الملف الصحافي). بين الشخصيات كلّها، تتفرّد نوّارة ببساطتها ورغباتها القليلة والعادية. ربما لهذا تسقط وحيدةً في «لعبة الكبار» و «خيبات الصغار». في حين أن الآخرين جميعهم، بمن فيهم أولئك المقيمين في شاطئ فارغ، لا يملكون شيئاً من فطرتها وبساطتها وعفويتها وأناقتها الداخلية وأحلامها الجميلة، على الرغم من بشاعة محيطٍ يحاصرها من كل حدب وصوب. في تقديم «قبل زحمة الصيف» (كاتالوغ المهرجان) ما يشي بمعنى متكامل للحبكة: «يبدو أن العطلة المبكرة التي تعلّقت آمالهم (الزوجان والمترجمة) بها، ليست إلاّ انعكاساً آخر لإحباطاتهم نفسها». ومع أن التقديم نفسه يحدّد الفيلم بأنه «مثالٌ حيّ» عن شريحة من شرائح المجتمع المصري، إلاّ أن محمد خان يبتعد عن عالمه الأثير (التحليل السينمائي للمجتمع)، مكتفياً بمعاينة مسارات أناس يهربون من ألمٍ داخلي، ظنّاً منهم أن الهروب علاجٌ، أو نهاية تلائم ما يبغونه. أما «نوّارة» فينغمس في أعماق الاجتماع المصري المتنوّع، مرافقاً تحوّلات أناس منتمين إليه، ومتابعاً انحداراً قاسياً يسيرون عليه باتّجاه انكسار أخير، مع أن «علّية القوم» لن تُدرك خلاصها إلاّ بالسفر، إنْ يكن السفر خلاصاً أكيداً.
مع محمد خان، يبقى للسينما ـ مهما يكن شكل الفيلم وآليات اشتغاله ـ حضور يُحيل إلى شيء من متعة المُشاهدة. ومع هالة خليل تتحوّل الصورة السينمائية إلى اختبارٍ ـ وإنْ لم يكتمل ـ لمعنى اللغة البصرية في تشريحٍ وتفكيك ومعاينة، وفي إعادة رصّ المتتاليات في سياق يريد بوحاً ونقاشاً وتسليط ضوء ما على بعض المخبّأ والمرغوب والواقعيّ.

السفير اللبنانية في

17.12.2015

 
 

أيمن بهجت قمر لـ"منة شلبى: كبرتى ورفعتى راسنا

أسماء الأباصيرى

هنأ الشاعر إيمن بهجت قمر، الفنانة منة شلبى، لفوزها بمهرجان دبى السينمائى فى دورته الثانية عشر وحصولها على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "نوارة".

وكتب إيمن، على صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك":"بفتكرك وانتي صغيره زمان وأوزعه .. وفاكر مره كنتي عندنا مع مامتك في بيت أبويا بتعيطي عشان خايفه من هوهوة كلب ..النهارده نجمه كبيره وبتشرف مصر بره ورفعت راسنا منه شلبي..ألف مبروك".

جدير بالذكر أنه انتهى ليلة أمس، حفل ختام الدورة الحالية من المهرجان، وتم تسليم جوائز الأفلام المشاركة بحفل موسيقي يحيه الفنان العالمي شاجي.

وشهدت المسابقة الرسمية للمهرجان  مشاركة فيلمين مصريين هما "قبل زحمة الصيف" للمخرج محمد خان وبطولة هنا شيحة وماجد الكدواني وأحمد داوود، وفيلم "نوارة" للمخرجة هالة خليل وبطولة منة شلبي ومحمود حميدة وأمير صلاح الدين.

فنانون: فوز منة شلبي بجائزة أحسن ممثلة بمهرجان دبي السينمائي يدعم الفن المصري

أ ش أ

فنانون: فوز منة شلبي بجائزة أحسن ممثلة بمهرجان دبي السينمائي يدعم الفن المصري 
أكد فنانون أهمية فوز الفنانة منة شلبي بجائزة أحسن ممثلة في مهرجان دبي السينمائي عن فيلمها "نوارة"، واعتبروا الحصول على هذه الجائزة يمثل دعما للفن المصري.

وقال الفنان حلمي فودة: "إن منه شلبي ممثلة قديرة وتمتلك من الخبرة الفنية ما يمكنها من حصد جوائز كثيرة وهي تستحقها، منوها بأن أي فنان مصري يحصل على جائزة يمثل دعما فنيا هائلا للقيمة الفنية للأعمال المصرية، ويؤكد دائما على ريادة الفنان المصري وقدرته حينما يتوفر له مناخ فني جيد على تقديم أميز الأعمال وأروعها".

ولفت إلى أن السينما بحاجة إلى وقوف الدولة إلى جانبها وعودة مؤسسة السينما من جديد وتقديم أفلام مأخوذة من أعمال روائية كما كان يحدث في الماضي وعلى صناع السينما أن يلتفتوا إلى الروايات العربية والمصرية التي تستطيع أن تصنع أفلاما تشرف الفيلم العربي.

ومن جانبها، اعتبرت المخرجة هالة لطفي أن فوز منه شلبي بهذه الجائزة مهم للسينما المصرية لأن "دبي السينمائي" مهرجان عربي يعرض أهم الأفلام العربية التي تم إنتاجها العام الماضي وبعضها دخل أقسام رسمية في مهرجاني كان وفينسيا، وبالتالي تقدير السينما المصرية في هذا السياق هو أمر مشرف للسينمائيين المصريين.

وأشارت إلى أن فيلم "نوارة" أول انتاج لشركة جديدة بقيادة السينمائي الشاب صفي الدين محمود، وهو ما يعتبر إضافة للسينما المصرية التي تحتاج إلى مبادرات تثري صناعة السينما في مصر.

وعن أهمية هذه الجائزة في تغيير النظرة السلبية للسينما المصرية، قالت هالة لطفي "إن هذا دور الدولة المصرية التي لا تنظر للسينما بالاهتمام الكافي ولا تتعامل معها كنشاط ثقافي وتتعامل معها كتجارة وتتركها نهبا للطامعين والدخلاء عليها".

وقال الفنان سامح الصريطي "إن حصول فنان على أي جائزة في أي مهرجان يسعده ويدفعه لتقديم الأفضل دائما".. وعن تأثير مثل هذه الجوائز على السينما في مصر، قال "إن أزمة السينما ليست في المبعدعين والممثلين وإنما في الصناعة والتجارة لأن السينما تحتاج فقط لبعض القوانين لاستعادة الصناعة مكانتها، مشيرا إلى أنه في حالة الركود الاقتصادي يقدم رأس المال الخاص أعمالا تجارية تهدف إلى المكسب المضمون على حساب القيم الفنية والأخلاقية".

وبالنسبة للاتهامات بشأن تقصير الدولة في القيام بدورها في صناعة السينما، قال الصريطي "إن المطلوب من الدولة بمؤسساتها ووزاراتها دعم صناعة السينما المصرية دعما سابقا ولاحقا، سابقا عن طريق تقديم دعم مالي للفيلم الذي يحقق أهدافها طوال مراحل انتاجه، والدعم اللاحق عن طريق رصد جوائز في المهرجانات السينمائية المختلفة للفيلم المصري الذي يحقق القيم التي تدعو إليها كل مؤسسة مصرية".

وطالب بضرورة تسهيل دخول المعدات السينمائية الحديثة إلى البلاد من خلال إصدار قانون لتخفيض الجمارك على هذه المعدات الانتاجية الخاصة بصناعة السينما.

بعد تكريمها بمهرجان "دبى".. منة شلبى تعود لـ"الماء والخضرة والوجه الحسن"

محمد الجاوى

تستأنف الفنانة منة شلبى، يوم السبت المقبل، تصوير دورها فى فيلمها السينمائى الجديد "الماء والخضرة والوجه الحسن"، الذى تشارك فى بطولته بجانب النجمة ليلى علوى.

وكانت منة، قد توقفت عن تصوير الفيلم نتيجة انشغالها فى حضور فعاليات مهرجان دبى السينمائى، حيث شاركت فيه بفيلم "نوارة"، واستطاعت أن تحصل على جائزة "أفضل فنانة" عن دورها فى هذا الفيلم.

الفجر الفني المصرية في

17.12.2015

 
 

"نوارة": افتح للظلمة شباكك

عبد العزيز أحمد

في ليلة لن تكون أكثر جمالاً من تلك الليلة.. كان العرض الأول لفيلم "نوارة" للممثلة منة شلبي والمخرجة هالة خليل في مهرجان "دبي السينمائي الدولي".

مع بداية الفيلم تظهر شلبي على الشاشة بتوهج وانسيابية في تجسيد لدور فتاة من حارة شعبية عشوائية. لكن فجأة أتى ظلام "نوارة" وليس نورها. "نوارة" هي نافذة أخرى تُفتح لكي تجعل الظلام والظلم يصل إلينا، ويصبح نصب أعيننا فنشعر بالجرح الكامن داخلنا، ونحن لا نتألم منه أو ننزعج لوجوده. تبدأ أحداث الفيلم مع انتهاء حكم فترة المخلوع محمد حسني مبارك، و"نوارة" تحمل المياه يومياً في "جراكن" لمسافة طويلة لخوف جدتها من الموت فجأة، من دون أن تجد مياها لتغسيلها. فنجد بين كل مشهد والذي يليه أخبار الأموال المنهوبة وعودتها في الخلفية دائماً. 

ورغم كل هذا الفقر، مكان الحب محفوظ، فيظهر الصاعد "أمير صلاح" مجسداً دور "علي" خطيب "نوارة" الذي لا يملك سكناً ليتزوجا فيه. على الجانب الآخر من عالم "نوارة" يجلس داخل فيلته في المجمع السكني الفخم الأستاذ "محمود حميدة" الوزير السابق ورجل الأعمال الذي نهب كثيراً من ثروات مصر الخاصة والعامة، وزوجته (شيرين رضا) وابنته (رحمة حسن)، الذين تركوا الفيلا لـ "نوارة" خادمتهم الخاصة، والخاصة جداً، هاربين إلى لندن بعد الثورة.. أما "نوارة" التي ترى ولا تملك، تعتصر في ثلاث وسائل مواصلات لتصل إليهم لخدمتهم. فبين الغنى والفقر، السيارات الفارهة والمواصلات المكتظة بغبارها العارم الثائر حولها، تبقى نوارة صامدة، لنشاهد "بنت الحلال" التي لم يؤثر فيها قاع الفقر (بيتها)، وقمة الثراء (عملها). وهذه عبقرية "هالة خليل" مخرجةً وكاتبةً قبل "منة شلبي" ممثلةً.  

الفيلم حالة وجع وسرد منطقي لثورة قامت ولم تجد مقعداً للجلوس عليه، ثورة قامت لعدالة لم تتحقق بعد، فيأتي مشهد النهاية أكثر ألماً من المتوقع .. خاصة على أصحاب وعشاق النهايات السعيدة التي تنتهي بعريس وفرح وكوشة وزفة.

أما "نوارة" فينتهى بها الأمر وهي مكبلة بالأساور الحديدية داخل عربة الشرطة لاتهامها بسرقة مبلغ مالي أثناء جرد ومصادرة الحكومة لمحتويات الفيلا. أما "علي" خطيبها يسير وراءها بدراجته البخارية، لتنزل كلمة النهاية مصحوبة بواقع أن السارق يعيش ويهرب دائماً، فيما يمسك "ابن الحلال" فيجد نفسه داخل زنزانة من أربعة حوائط لا يستطيع أن يجلب محاميا ليدافع عنه. أخيراً.. أحياناً رؤية الوجع تفيد أكثر من رؤية الفرح المزيف. وأفضل من رؤية "بشرات الخير" التي لا نجد خيرها وتحصرنا شرورها. 

العربي الجديد اللندنية في

18.12.2015

 
 

من العاصفة إلى نوارة.. «تكريم دبي» ينقل منة شلبي إلى «تحدي الجوائز»

لانا أحمد

منة شلبى، فنانة ذات موهبة لامعة، برز اسمها على الساحة الفنية بعد تقديمها عدد من أدوار البطولة حتى أصبحت من الوجوه المميزة فى السينما المصرية، رغم صغر عمرها الفنى.

ولدت “منة شلبي” في 23 يوليو عام 1981 بمحافظة الجيزة، ووالدتها هى الراقصة زيزي مصطفى، لذا نشأت في بيئة فنية وكان من السهل دخولها عالم الفن.

وظهرت منة وهي صغيرة في عدة برامج تليفزيونية وفوازير الأطفال، وهذا ما أكسبها القدرة على الدخول فى عالم التمثيل بسهولة.

وقدمت منة شلبي أول أدوارها السينمائية في مشهد لم يتجاوز الخمس ثوانٍ، بفيلم "العاصفة" للمخرج خالد يوسف، ثم كانت الانطلاقة الحقيقية لها فى عالم السينما من خلال دورها فى فيلم "الساحر"، أمام النجم محمود عبد العزيز.

ودخلت الفنانة الشابة إلى عالم الدراما في عام 2000 من خلال مسلسل "سلمى يا سلامة"، مع الفنانة سميحة أيوب، حتى انطلقت بقوة من خلال دورها المختلف فى مسلسل "أين قلبي" عام 2002، مع الفنانة يسرا، ثم توالت بعد ذلك في تقديم العديد من الأدوار المتميزة في السينما والتلفزيون، منها فيلم ”أحلى الأوقات” و”أحلام عمرنا” و”أنت عمري” و”ويجا” و”عن العشق والهوى” و”كده رضا” و”هي فوضى” بالإضافة إلى مسلسل ”البنات” و”سكة الهلالي” و”حرب الجواسيس” و”حارة اليهود".

وقدمت منة شلبى دورا مميزا فى فيلم "بعد الموقعة"، والذى مثل مصر فى الدورة الـ65 لمهرجان كان السينمائى، متنافسا مع 21 فيلما على جائزة السعفة الذهبية

وحصلت النجمة منة شلبي رغم صغر سنها على العديد من الجوائز خلال مشوارها الفنى، منها جائزة أحسن ممثلة من مهرجان المركز الكاثوليكى للسينما المصرية عام 2006، عن فيلم "بنات سط البلد"، وفى عام 2007 حصلت على جائزة أحسن ممثلة، عن دورها فى فيلم "عن العشق والهوى"، كما حصلت على جائزة أفضل ممثلة فى مهرجان "ART" فى دورته السادسة عن دورها فى مسلسل "حرب الجواسيس".

وجاء تتويج لمنة شلبي كأحسن ممثلة عن دورها فى فيلم "نوارة"، في الدورة الثانية عشر لمهرجان دبى السينمائى خاتمة الجوائز الفنية لتضعه أمام مسؤولية محطة التكريم المقبلة في مسيرة "تحدي الجوائز الفنية".

 وفيلم "نوارة" من إخراج هالة خليل، وتجسد منة شلبي خلاله دور فتاة شعبية بسيطة تدعى "نوارة"، مع رصد حياتها فى الفترة ما قبل وما بعد ثورة 25 يناير.

التحرير المصرية في

18.12.2015

 
 

من توقيع المخرجة هالة خليل..

«نوارة».. أداء لافت لمنة شلبي!

تدهشنا النجمة العربية منه شلبى وهي تتقمص شخصيتها في فيلم نوارة حيث تلك الفتاة المغلوبة على أمرهم، والتى ترتدي ملابس قديمة، تعصب رأسها بـإيشارب، كما عادات الطبقة الدنيا، التي تعيش في مصر، تحمل على يدها كتكوت؛ وخلفية بسيطة تجسد شوارع إحدى الحارات القديمة التي تعيش فيها تلك الفتاة؛ هذه هي صورة أفيش الفيلم المصري نوارة الذي عرض في أيام مهرجان دبي السينمائي فى دورته الاخيرة. معبرا عبر فكرته البسيطة لكنها تحمل معاني كثيرة القيم والمقولات العالية الجودة..

يأخذنا الفيلم منذ المشهد الاول الى تلك الصورة التى تعكس الواقع الذي حلمت به الطبقة الدنيا في مصر بعد قيام ثورة 25 يناير، وما صاحب ذلك من آمال وأحلام بتوزيع عادل للثروات، وعدالة اجتماعية تذوب فيها الطبقات التي قسمت المجتمع إبان العقود التي كانت قبل ثورة يناير
ولعل صورة الكتكوت هو ذلك الحلم الوردي الذي تحول فيما بعد إلى كابوس مزعج؛ فلا تزال تداعيات ثورة يناير مستمرة إلى الآن؛ مجتمع منقسم، واقع محبط، اقتصاد متردٍّ، ضباب سياسي.
بنظرة حيادية يغلب عليها الطابع الإنساني المليء بالأوجاع؛ رصد فيلم نوارة تبعات ثورة 25 يناير، والتغيرات التي طرأت على المجتمع المصري، وحجم المعاناة التي تعيشها الطبقة الفقيرة المغلوبة على أمرها. نوارة هي فتاة مكافحة يوجد منها الكثير في مجتمعاتنا؛ أحلامها بسيطة، متفائلة بالمستقبل، رغم صعوبة حياتها، ويومها المليء بالمشقات. بين الاعتناء بجدتها ووالد زوجها المستقبلي، وزحمة المواصلات والعمل كخادمة نجدها تبتسم وتحاول مساعدة كل من حولها.

تقول المخرجة والمؤلفة، هالة خليل، الحالة التي تمر بها مصر: أنا كمؤلفة لا يمكن أن أتجاهل أحداث الثورة والظروف التي مرت بها مصر لأنها أصبحت جزءاً من حوارنا اليومي. وتضيف: بعد انتقالي للعيش في مجمع سكني هادئ، أصبحت أتأمل الطبقة التي تعيش فيه، وخادمات هذه الفيلل والشقق الفاخرة، وتتابع: أيام الثورة غادر أصحاب الفيلل خارج البلاد، وتركوها للخدم والبوابين لحراستها حتى رجوعهم مرة أخرى، وتشير إلى أن العمل ظل أكثر من سنتين يبحث عن منتج لأن أفلام الثورة لم تكن تستهوي المنتجين لتقديمها حتى قامت شركة ريد ستار بإنتاج أول أعمالها نوارة.

وعن النهاية المحبطة التي صاحبت الفيلم تقول: نقلت الواقع؛ فأنا أرفض أن أكذب على الجمهور، أو أجمل الحقيقة بصورة مختلفة. وتضيف: أنا بالفعل محبطة مما نعيشه، ومما تعانيه الفئة المغلوبة على أمرها في مجتمعنا.

من ناحية أخرى تؤكد منة شلبي سعادتها بالفيلم، على الرغم من تخوفها من الدور، لأن شخصية نوارة التي قامت بتجسيدها تعد المحور الأساس للعمل، فقد شعرت أنها تمثل للمرة الأولى، وبأن نوارة جزء منها. مشيرة إلى أنها لو كانت رفضت العمل لأنه ثقيل ويتحدث عن الثورة لشعرت بأنها عديمة الإحساس، لعدم شعورها بهذه الطبقة، لذلك قررت وبلا تردد بعد قراءة النص خوض هذه التجربة وملامسة هذه الأحداث عن قرب.

بين الجدية والكوميديا كان دور محمود حميدة الذي جسد شخصية أسامة بيه الذي صعد السلم الاجتماعي من أدنى الدرجات إلى أرفعها وهو يعلم جيداً من خلال رحلة الصعود هذه أن تغيير التركيبة الاجتماعية أمر مستحيل. فهو يرى أنه إذا كانت الثورة قد قامت فإن القيامة لم تقم بعد، رغم اهتزاز معظم رجال الطبقة التي ينتمي لها، فهو رفض مغادرة مصر في البداية هو وابنته ولكن بعد اصرار زوجته وابنه الذي يعيش في لندن، غادر مصر هو وعائلته وهو غير راض عن ذلك.

ويبقى ان نقول بان الاداء اللافت للفنانة منة شلبى كان اهل للاستحقاق بالفوز بجائزة افضل ممثلة.. فكانت الجائزة تتويج لتجربة وشخصية وقبل كل هذا وذاك اداء مشبع بالاحاسيس والتألم المتفجر.

النهار الكويتية في

23.12.2015

 
 

فيلم للمخرجة هالة خليل عن ثورة 25 يناير المصرية

«نوّارة».. يرصد حياة فقيرة بيـــن زمانين

المصدر: عُلا الشيخ ـــ دبي

حصلت الفنانة منة شلبي بطلة فيلم «نواّرة» على جائزة أفضل ممثلة في الدورة 12 من مهرجان دبي السينمائي الدولي، إذ شارك فيلم المخرجة هالة خليل، في عرضه الأول، في مسابقة المهر للأفلام الطويلة بالمهرجان. ويتناول حياة فتاة فقيرة بين زمانين، ما قبل ثورة 25 يناير المصرية وما بعدها، ويرصد التحولات الاجتماعية والنفسية التي تمر بها. ويجمع في بطولته محمود حميدة وشيرين رضا وأمير صلاح الدين ورجاء حسين وأحمد راتب، وهو التعاون الفني الثاني بين منة شلبي والمخرجة، بعد فيلم «أحلى الأوقات» عام 2004.

وتصور أحداث الفيلم الذي أنتجته شركة «ريد ستار» وكتبته المخرجه نفسها، قصة الفتاة نوّارة التي تعيش في أكثر المناطق فقراً في القاهرة، التي يسميها المصريون «العشوائيات». وتنتظر الفتاة المخطوبة قبل أربع سنوات بفارغ الصبر لحظة زفافها، ليجمعها مع حبيبها بيت واحد.

تدور أحداث الفيلم في فترة الثورة المصرية عام 2011، ويرصد حياة نوّارة التي تعمل خادمة في أحد البيوت ضمن مجمع سكني مغلق «كومباوند»، تمثل أحلام وطموحات الطبقة الفقيرة التي تنتمي إليها، خصوصاً بعد إسقاط حكم محمد حسني مبارك، وكيف عاش الأمل بين الفقراء وهم يتابعون نشرات الأخبار، ويزغردون على كل خبر له علاقة بالقبض على متهم بالفساد وتجميد أمواله، لأنهم صدقوا الإعلام عندما كان يؤكد لهم أن كل هذه الأموال سيتم توزيعها عليهم.

في المقابل، ترصد كاميرا هالة خليل، وبعيداً عن العشوائيات، يوميات نوارة، لكن في منطقة الأغنياء، وعلاقتها مع أصحاب المنزل الذي تعمل فيه خادمة، والتوتر الذي يعيشونه بسبب سقوط مبارك، لكن توترهم من نوع مختلف لارتباط مصالحهم بالحكم السابق، كما أنهم باتوا من الملاحقين أمنياً لمعرفة مصادر ثرواتهم.

الفيلم يصوّر حياة طبقتين اجتماعيتين وعلاقتهما مع الثورة المصرية، والطرف المشترك بينهما هو يوميات نوارة التي تسير كل يوم في رحلة بين الطرقات الوعرة إلى مستشفى حكومي، لتطمئن على حماها الذي يرقد على الأرض لعدم توافر سرير له في المستشفى.

تجلس نوارة خلف خطيبها على دراجته النارية البسيطة، يسرقان بضع مداعبات وابتسامات عابرة، إلى أن تصل إلى بوابة منزل العائلة التي تخدم عندها.

وينتقل الفيلم إلى منحى مختلف لرصد مشاعر متناقضة، بين الفقراء الحالمين بتحسن حالهم، والأغنياء المرتبطين بمصالح مع الحكم السابق.

في مشهد جمع نوارة أمام صاحب المنزل الذي سألها عن رأيها في الثورة، فأجابته «إحنا شلنا مبارك، طلعنا كبار قوي»، وأشارت إلى أنها لم تنزل إلى ميدان التحرير إلا عند الاعلان عن إسقاط حكم مبارك.

وفي مشهد آخر، وضمن يومياتها وقبل الوصول إلى المنزل الذي تخدم فيه، تتعطل حركة السير بسبب مظاهرة جديدة تطالب بإطاحة الفاسدين، فتنزل نوارة من الحافلة، وتطلب من متظاهرين أن يفسحوا الطريق لمرور الحافلة، فتقف أمامها متظاهرة وتقول لها بنبرة استعلائية «إحنا عاملين المظاهرة دي عشانكم وعشان تقدروا تعيشوا».

قصة الفيلم التي كتبتها المخرجة نفسها ذكية، لكن تناول الفيلم من الناحية البصرية وتسلسل الأحداث لم يكن متماسكاً، ودرجة فهم المبتغى منه لم تظهر إلا بنهايته. وهذا النوع من إدارة الأفلام قد يضع المتلقي في حيرة من أمره، خصوصاً أن الحكاية ترصد يوميات بكل تفاصيلها. وتظل الكاميرا ترصد كل الحكايات كي تصل إلى النهاية.

في فيلم «نوارة» استطاعت الفنانة منة شلبي تقديم شخصية مختلفة عما قدمته سابقاً، ولم يكن حصولها على جائزة أفضل ممثلة مفاجأة، إذ ظهرت في الفيلم بشكل ناضج، وأبدعت في التعامل مع شخصيتها بشكل واضح، كونها تلعب دور الرابط الأساسي بين الشخصيات وبين الأماكن في الفيلم.

في المقابل ومع أن الدور كان بسيطاً، فإن الفنانة شيرين رضا استطاعت من خلال دورها التأكيد على خصوصيتها، والتي عادة ما تترك أثراً في المتلقي.

كما أبدع الفنان محمود حميدة الذي أدى دور الرجل الفاسد في الفيلم، وكان طوال الوقت يؤكد أنه سيعود لأن الكبار لا يصغرون، في إشارة الى أن ما حدث من إرهاصات الثورة، حسب تعبيره، ما هو إلا مرحلة مؤقتة، وأن كل شيء سيعود كما السابق.

تتواصل حكاية الفيلم وهو يصور منطقة العشوائيات التي تعيش فيها نوارة مع جدتها وتتشاركان مع الجيران حمّاماً واحداً وتلفازاً واحداً ومدخل باب واحداً. وكان الماء هاجس جدتها التي آمنت بالثورة.

وحول علاقة نوارة مع خطيبها، اختارت المخرجة هالة خليل أن يكون خطيب نوارة الممثل النوبي أمير صلاح الدين، فهي على ما يبدو أرادت إيصال فكرة التحول في الطبقات الفقيرة حتى قبل قيام الثورة، وأن الرابط المشترك بين البشر يلغي كثيراً من الحدود والعوائق.

الحدث الأهم في الفيلم يظهر في الربع النهائي منه بعد سلسلة أحداث غير مترابطة، فبعد أن قررت العائلة الغنية الهرب، تجبر صاحبة المنزل نوارة على البقاء في المنزل حتى عودتهم المنتظرة، حتى لا يعتقد الجيران أنهم هربوا، وتترك صاحبة المنزل مبلغاً من المال هدية لنوارة.

أصبحت نوارة تعيش في المنزل الكبير، وصار خطيبها يتردد عليها ليؤكد أن المجمع السكني لم يعد بمأمن، والدليل أنه يدخله دون أي عائق. وفي لحظة لها علاقة بحدث غير مجرى القصة كلها، يقرر الحبيبان الزواج الفعلي في ذلك المنزل الكبير، ويعيشان ساعات قليلة حياة لم تكن حتى بخيالهم. ومع وجود المبلغ الكبير، عاشت نوارة وخطيبها حلم الغد في توفير مسكن لهما، لكن لم يتوقعا أن يكون هذا المبلغ هو سبب هلاكهما، فقد دهم الأمن المنزل ووضع يده على الممتلكات، وعلى المبلغ الذي بحوزة نوارة التي باتت متهمة بسرقته.

الفيلم ببساطة يحكي أسباب قيام الثورة في مصر، وما آلت إليه، وأن الظلم وصل إلى حد عدم تصديق من آمنت بالثورة وهي نوارة بأنها لم تسرق المال، بل كان هدية من صاحبة المنزل التي أصبح هاتفها “لا يمكن الاتصال به”.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

24.12.2015

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)