كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
     
 

جوائز الأوسكار:

سحر لامع يتسابق عليه الجميع كل عام

العرب/ أمير العمري

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2016)

   
 
 
 
 

يستقطب حفل توزيع جوائز الأوسكار سنويا العشرات من الملايين من شتى أنحاء العالم، ومنهم كثيرون ممن لا يبدون اهتماما حقيقيا بالسينما عادة، أو لا يشاهدون إلّا القليل من الأفلام، لكنهم ينجذبون إلى النجوم وظاهرة النجومية عموما التي لها سحرها وبريقها، فظاهرة الأوسكار ظاهرة كونية، وعادة ما يصبح النجوم الذين يفوزون بجوائزها، أكثر شعبية من رؤساء الدول وأقطاب السياسة في العالم، حيث ترتبط هذه الجوائز بفلسفة صناعة الإعلام والترويج السلعي في الولايات المتحدة.

"الأوسكار" ليس مهرجانا سينمائيا دوليا كما يعتقد البعض، تمنح جوائزه لجنة تحكيم مكونة من عدد محدد من السينمائيين والنقاد تعلن أسماؤهم مسبقا كما تعلن أسماء الأفلام المتسابقة، بل هو مسابقة أميركية محلية مخصصة أساسا للأفلام الأميركية والأفلام الناطقة باللغة الإنكليزية، التي تعرض في دور العرض الأميركية على مدار العام السابق لمنح الجوائز. و“الأوسكار” اختراع أميركي من جانب “أهل الصناعة” لتكريم “أهل الصنعة” والاحتفاء بهم، وقد بدأ هذا التقليد، أو المسابقة عام 1928.

ومنذ عام 1947 بدأت الأكاديمية المنظمة للحدث الكبير في منح جائزة لأحسن فيلم أجنبي أي غير ناطق بالإنكليزية.

ويبلغ عدد جوائز الأوسكار 24 جائزة في كل فروع العمل السينمائي، ويعتمد نظام منح الجوائز على الاقتراع السري الذي يشارك فيه جميع أعضاء الأكاديمية الأميركية لعلوم وفنون السينما، وهي الكيان الذي يمنح الجوائز ويضمّ عددا من النقابات الرئيسية في السينما الأميركية، ويبلغ عدد أعضائها نحو ستة آلاف عضو.

مرة أخرى سيجتمع عمالقة السينما ونجومها في الحفل الكبير الذي سيقام في لوس أنجليس -بالقرب من قلعة صناعة السينما الأميركية هوليوود- وهم يحبسون أنفاسهم انتظارا لإعلان جوائز المسابقة الـ88 في الليلة الثامنة والعشرين من فبراير الجاري، إذ الفوز بإحدى جوائز الأوسكار يحقق الكثير من الرواج سواء للممثلين أو السينمائيين أو الأفلام الفائزة بها، مما يترجم في سوق السينما التجاري، إلى مئات الملايين من الدولارات، فسعر النجم الفائز بجائزة التمثيل يرتفع، كما يرتفع سعر مخرج الفيلم الفائز، وترتفع أسعار التقنيين وكتاب السيناريو ومؤلفي الموسيقى، إلخ.

دعاية وترويج

عادة ما ينفق المنتجون والموزعون مبالغ فلكية في الترويج لأفلامهم لدى أعضاء الأكاديمية الذين يمنحون أصواتهم في الفروع المختلفة للسينما. فمع اقتراب موعد إعلان الجوائز، ينظم هؤلاء عددا من العروض الخاصة لأفلامهم، كما ينظمون حفلات الكوكتيل أو العشاء في فنادق الدرجة الأولى، ويرسلون بنسخ من الأسطوانات المدمجة للأفلام من أعضاء الأكاديمية، وهي مسألة أصبحت مؤخرا، محفوفة بالمخاطر بعد تسرب هذه الأسطوانات المخصصة للمشاهدة الشخصية إلى مواقع على شبكة الإنترنت تتيح لمن يرغب مشاهدتها أو تحميلها، كما حدث هذا العام مع فيلمي “العائد” لغونزاليس إيناريتو، و“الأعداء الثمانية” لكوينتين تارانتينو، الأمر الذي يؤدّي إلى خسائر كبرى للشركات المنتجة.

المخرج أورسون ويلز لم ينل ولو مرة واحدة الأوسكار، وهو المعروف بكونه الابن العاق للسينما الأميركية

ومع ذلك، هناك اعتقاد راسخ بأن الكثير من أعضاء الأكاديمية لا يشاهدون كل الأفلام، بل ينتقون منها ما يتفق مع مزاجهم الشخصي، خصوصا الأفلام التي يلعب فيها نجوم السينما أدوارا رئيسية.

وليس بالدعاية وحدها يضمن أصحاب الأفلام الفوز حتى لو كانوا قد أنفقوا عشرات الملايين من الدولارات على الدعاية، كما حدث عندما خرجت أفلام شهيرة مثل “إي تي” أو “إنديانا جونز” دون الحصول على جوائز.

كان المنهج المتّبع أن يتمّ اختيار خمسة أفلام في كل فروع السينما مثل الإخراج والتمثيل والمونتاج والتصوير والصوت وكتابة السيناريو، وغير ذلك، لكي يتم التصويت على أفضلها للحصول على الأوسكار، لكن قبل نحو 4 سنوات، زاد عدد الأفلام المرشحة لجائزة أحسن فيلم بدعوى إتاحة الفرصة أمام عدد أكبر من الأفلام للتنافس، في حين أن الغرض الأساسي هو الترويج التجاري لها، فمجرّد ترشيح الفيلم، يضمن له دعاية كبيرة في السوق حتى لو لم يفز، وكثيرا ما تضمنت القوائم أفلاما محدودة المستوى، لكن بمجرّد ترشيحها وجدت الكثير من الصحافيين السينمائيين وهواة عرض الأفلام، الذين يتحمسون لها ويأخذون في الإشادة بجوانبها المختلفة رغم ما تكشفه النظرة النقدية الدقيقة من تهافت مستواها الفني.

تأسست الأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم السينمائية عام 1927، ونظمت أول مسابقة لمنح جوائز للأفلام الأميركية في العام التالي 1928، وكان لويس ماير، مدير شركة مترو الشهيرة وراء تأسيس الأكاديمية والمسابقة، وكان هدفه الأساسي منح رجال صناعة السينما قوة خاصة تمكنهم من التصدّي لما كان يعرف بـ“النقابات المشاغبة”، خاصة نقابة كتاب السيناريو التي كانت معروفة بانتماء الكثير من أعضائها إلى اليسار.

ويصوّر لنا فيلم “التايكون الأخير” لإيليا كازان، المقتبس ببراعة عن رواية سكوت فيتزجيرالد، ذلك الصراع الشهير، بين شركات هوليوود ونقابة كتاب السيناريو، من خلال المواجهة بين روبرت دي نيرو الذي يقوم بدور المنتج السينمائي مونرو ستار المعادل لشخصية إرفنغ ثالبرغ المدير الفني لشركة “مترو”، ورئيس نقابة كتاب السيناريو بينيت (الذي يقوم بدوره جاك نيكلسون).

وراء التمثال

بطبيعة الحال توسعت الأكاديمية في ما بعد وأصبحت تضمّ ممثلين لجميع النقابات السينمائية، وأصبح دورها يقتصر على تشجيع ودعم الفيلم الأميركي ومنح جوائز الأوسكار، غير أن كلمة أوسكار لم يكن لها وجود حتى عام 1932 عندما ظهرت للمرة الأولى رغم أن التمثال الشهير كان موجودا من البداية، وهو من تصميم سيدريك جيبونز، المستشار الفني لشركة مترو، وقام بتنفيذه النحات جورج ستانلي، ويمثل فارسا يحمل سيفا مصوبا إلى أسفل، يقف على قاعدة علبة من علب الأفلام.

ويبلغ طول التمثال الأسطوري حوالي 32 سم، وهو مطلي بالذهب، ولكن ليس معروفا على وجه التحديد من المسؤول عن إطلاق اسم أوسكار عليه.

وكانت الممثلة بيتي ديفيز، قد نسبت لنفسها هذا الفضل، ولكن الصحافي الفني سيدني سكولسكي زعم أنه صاحب التسمية، أما القصة الشائعة في الصحافة السينمائية فهي أن إحدى الموظفات في مكاتب الأكاديمية صاحت بعد أن شاهدت التمثال قائلة “إنه يشبه عمي أوسكار”، وكانت السبب بالتالي في التصاق هذا الاسم بالجوائز الشهيرة.

كان العرف المتّبع خلال الأحد عشر عاما الأولى من عمر الأوسكار أن يتمّ إبلاغ الصحافة بنتائج المسابقة قبل إعلانها لإتاحة الفرصة لنشرها تفصيلا في اليوم التالي، وكان المتفق عليه أن تبقى النتائج في نطاق السرية إلى حين الإعلان عنها في المساء، ولكن صحيفة “لوس أنجليس تايمز” خالفت هذا الاتفاق عام 1939، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت الجوائز تحاط بالسرية الشديدة حتى اللحظة الأخيرة.

لم تمرّ جوائز الأوسكار دون ضجة واحتجاجات، بل وغضب أحيانا، بسبب تجاهل أعضاء الأكاديمية لكثير من الأفلام الجيدة البارزة في تاريخ السينما، وتفضيل أفلام أقل براعة وقيمة وأهمية، كما حدث عندما تجاهلت الأكاديمية فيلم “الصقر المالطي” لجون هيستون، ثم “المواطن كين” لأورسون ويلز وهو أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما، بل ولم يحصل صاحبه ويلز على الأوسكار عن أيّ فيلم من أفلامه ولا حتى عن تمثيله، فقد كان معروفا بأنه الابن العاق للسينما الأميركية، وكان ينشد حريته أكثر من خلال العمل في أوروبا.

ومن ضمن المواقف الأخرى التي أثارت غضب الكثيرين حصول فيلم الإثارة البوليسية “الرابطة الفرنسية” على جائزة أحسن فيلم عام 1971، بينما تمّ تجاهل فيلم مرموق هو “البرتقالة الآلية” لستانلي كوبريك.

مارلون براندو أرسل فتاة من الهنود الحمر لإعلان رفض الجائزة وقراءة بيان إدانة لهوليوود

رفض واحتجاجات

صحيح أن الغالبية العظمى من السينمائيين ونجوم التمثيل يتطلعون بلهفة ولو لمجرّد الترشح لنيل جوائز الأوسكار، فهي تكفل لهم مزيدا من الشهرة والمال، لكن تاريخ الأوسكار عرف أيضا من رفضوا تلك الجوائز، أو استغلوا حفل إعلان الجوائز للنيل من هوليوود ومن السياسة الأميركية عموما، وقد روي عن الكاتب الإنكليزي الشهير برناردشو أنه أعرب عن شعوره بالإهانة عندما أبلغوه بفوزه بجائزة الأوسكار عن سيناريو فيلم “بغماليون” (1938).

وفي عام 1970 ذهلت الأوساط السينمائية داخل وخارج هوليوود، عندما رفض الممثل جورج سكوت استلام جائزة أحسن ممثل التي فاز بها عن دوره في فيلم “باتون”.

وكان سكوت قد ظل لسنوات طويلة يحلم بالحصول على الجائزة، وكان يتوقعها عاما وراء عام، خاصة وأنه قام بعدد من الأدوار البارزة من قبل دون الحصول عليها، بل وكان قد رفض قبول ترشيحه لجائزة أحسن ممثل ثانوي عن دوره في فيلم “الصعلوك” (1962)، ولكنه قابل فوزه بجائزة أحسن ممثل عن “باتون” بتعليقات لاذعة مثل “الموضوع كله ليس سوى استعراض للأجساد، لا أود أن أصبح جزءا منه”.

وكانت الحادثة التالية المدوية عندما أبلغ مارلون براندو بفوزه بجائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم “الأب الروحي” (1972)، لكنه فاجأ الجميع بالامتناع عن حضور حفل توزيع الجوائز، وأرسل فتاة من الهنود الحمر صعدت بدلا منه على المنصة وأعلنت رفض براندو قبول الجائزة، ثم قرأت رسالة منه يندد فيها بشدة بما وقع للهنود الحمر في أميركا وفي أفلام هوليوود، من إبادة وإساءات وتشويه.

ومنذ حادثة براندو توقف تقليد إبلاغ السينمائيين بفوزهم مسبقا، وترك الأمر حتى اللحظة الأخيرة، وعندما فازت فانيسا ريدغريف بجائزة أحسن ممثلة ثانوية عن دورها في فيلم “جوليا” عام 1978 بعد أن رشحت ثلاث مرات من قبل لنيل الجائزة، صعدت واستلمت الجائزة معلنة سعادتها بعدم خضوع أعضاء الأكاديمية لابتزازات اللوبي الصهيوني الذي كان قد حشد ضدّها بسبب إنتاجها لفيلم “الفلسطيني”، ثم أعلنت إهداء الجائزة إلى الشعب الفلسطيني مما أثار غضب الأوساط اليهودية النافذة في هوليوود، ودفعت فانيسا ثمن موقفها هذا باهظا في ما بعد، فقد تم تجاهلها من قبل شركات الإنتاج الأميركية لسنوات.

قوة الأوسكار أصبحت أكبر الآن بلا شك، بعد أن قفزت ميزانيات الأفلام إلى أرقام فلكية، وبعد أن اشتدّت شراسة السباق للحصول على الجائزة التي يمكن أن تفتح أبواب المجد، ويظل بريق حفل الأوسكار هو الأكثر جاذبية في العالم لجمهور السينما وغير السينما.. لننتظر حتى نرى من الذي سيدخل تاريخ الأوسكار.

العرب اللندنية في

12.02.2016

 
 

من هو أفضل ممثل مرشح للأوسكار ولماذا؟

ديكابريو يقودهم بدنيًا وفاسبيندر وردماين ذهنيًا

برلين: محمد رُضا

الجهد البدني الذي يقوم به ليوناردو ديكابريو في «المنبعث» دفع باسمه إلى أعلى توقعات النقاد والمتابعين الغربيين. هو الآن على قمّـة القوائم التي يشكلها هؤلاء في مثل هذه الأيام لمن هم أكثر احتمالاً للفوز بأوسكار العام. بإحصاء بسيط، هناك إجماع شامل بين 25 ناقدا وسينمائيا على أن ديكابريو هو من سيخرج سعيدًا يوم توزيع جوائز الأوسكار بعد 16 يومًا.

ولو قارنا جهد ديكابريو بجهود الممثلين الآخرين على الصعيد البدني، فإن لا شيء يوازيه. منافسوه أما انتهجوا أداء ينفذ لما تحت جلد الممثل كما الحال مع مايكل فاسبيندر في «ستيف جوبز» أو حال إيدي ردماين في «الفتاة الدنماركية»، أو عمد إلى تقمّـص مرتفع الوتيرة كما في المرشّـح الرابع برايان كرانستون عن دوره في «ترامبو».

أما مات دامون، وقد وجد نفسه ضمن مرشّـحي الأوسكار عن دوره في «المريخي» فإن نوعية الأداء (وهي جيّـدة كما حال كل الآخرين) مرتبطة بغرابة الفكرة وهي واقعية بالنسبة لتمثيله لكنها غير واقعية بالنسبة لحكاية الفيلم ذاتها.

جهد بدني وآخر...

ومع أن توم هاردي (الذي لعب في «المنبعث» دورًا مساندًا) أدّى دورًا يتطلب جهدًا بدنيًا مماثلاً في «ماد ماكس: طريق الغضب»، إلا أنه دور لا يحتّـم عليه التوجه به إلى ترشيحات الأوسكار وهذا ما حدث له فبقي خارج الإطار. لكن الرابط الآخر بين ديكابريو وهاردي المثير للاهتمام هو أن كليهما يؤدي دورين لا يتطوران دراميًا.

من يقرأ سيناريو «المنبعث» ويشاهد الفيلم يلحظ هذا التوازي بين الشخصية المكتوبة والشخصية المؤداة وكذلك هدف المخرج أليخاندرو غونزاليس إيناريتو الذي لا يتوخّـى في أفلامه تحديد خط سير دراميا متصاعدا لشخصياته فتبقى في نصف ساعتها الأخيرة كما كانت منذ مطلع الفيلم من دون تطوّر.

على ذلك، جهد ديكابريو بيّـن وجيّـد في كيفية تأقلمه مع كل المصاعب التي يتعرض لها، وهي وإن كانت مصاعب طبيعية الأجواء (عواصف، ثلوج، برد، هجوم دب، سقوط الخ…) إلا أن ديكابريو أحسن النفاذ إلى داخلها ملتحمًا بها من دون نشاز. حتى مشهد هجوم الدب عليه لم يحتو على أي لقطة قريبة لوجه مذعور منذ تلقي ديكابريو الضربة الأولى من الدب. ولعل المشهد الذي يمكن اعتباره نموذجًا لنوعية هذا الالتحام المتكامل بين الإنسان والطبيعة هو المشهد الذي يفرّغ فيه ديكابريو أحشاء حصان ميّـت لكي يدخل بطنه ويحتمي من البرد فيه.

مواقف درامية

بين الأدوار الأخرى الواثبة للوصول إلى خط النهاية نجد أن تطوّر الشخصية المؤداة من حالة إلى أخرى مناط بثلاثة ممثلين هم فاسبيندر وردماين وكرانستون. أما مات دامون فلا تطوّر في الشخصية مطلقًا لكن من دون ذلك الجهد البدني الذي مارسه ديكابريو.

مات دامون ملاح فضائي يحط وفريق ناسا على سطح المريخ. تهب عاصفة عاتية. يعتقد الفريق أن العاصفة قضت عليه. يهرع الفريق إلى المركبة وينطلقان بعيدًا عائدين إلى الأرض. لكن الملاح مارك واتني بقي حيّـًا ولجأ إلى خيمة عازلة وطوّر ملكية البقاء حيّــا فاستخلص الماء وزرع الحبّ وتواصل مع الأرض الذي أدرك وضعه وهب لمساعدته. حياة مارك مرتبطة بالعوامل الخارجية فوق المريخ ولدى وكالة ناسا وعند الفريق الذي قرر العودة إلى الكوكب الأحمر لإنقاذه. لكن لا شيء في شخصيته الماثلة يمكن اعتباره حركة تصاعدية بنطاق درامي فاعل. لا يوجد حتى خوف فعلي ينتصر عليه مارك/مات أو ينهزم. الفيلم يجعل من مهمّـة الممثل سهلة إذ يوجه العوامل الأخرى لمساعدته.

المسألة عند مايكل فاسبيندر في دور ستيف جوبز مؤسس آبل الذي شارك بعيدًا في تغيير العالم الذي كان إلى العصر الذي نعيش فيه أفضل شأنًا في هذا الاتجاه. نتعرّف عليه في الفيلم الذي يحمل اسم شخصيته، والذي أخرجه الإنجليزي بيتر بويل، هناك تطوّر في شخصيته وعلى نحو ضروري لا يمكن الاستغناء عنه. عبر فلاشباك متعدد نلم بتاريخ جوبز شابًا صغيرًا، لكن الحدث المتواصل ينطلق من العام 1984 ثم يقفز أربع سنوات إلى الأمام ثم عشر سنوات أخرى. وفاسبيندر يجد في السيناريو ما يكفي من المواقف الدرامية لمساعدته على الارتقاء والتغير - وعلى نحو تصاعدي هادئ - عبر الحالات والمراحل المختلفة.

وشاح رقيق

إيدي ردماين، المرشّـح الأكثر قوّة بين مرشحي «البافتا» البريطانية لديه نقطتان فاصلتان لا أكثر. الأولى هي التي يبدأ بها فيلم «الفتاة الدنماركية» لتوم هوبر كزوج محب والثانية هي من بعد أن يشعر بمس كهربائي عندما تطلب منه زوجته (أليسا فيكاندر) ارتداء ملابس امرأة لكي تقوم برسمه. المرحلة الأولى قصيرة والثانية هي كل الفيلم، لكني إيدي الذي أجاد لعب دور العالم ستيفن هوكينز في «نظرية كل شيء» ونال عنه شحنة من الجوائز بينها الأوسكار، يجعل المشاهد قادرًا على تصديق تلك الخلجات والرغبات الداخلية في شخصيته وتقديرها. لا يسقط أداؤه في أي تنميط ولا يداخله أي ريب بل يبلور ذلك القلق الذي يداخله إلى أن يصل القلق إلى ذروته حيال الاحتمال الضئيل في نجاح عملية تحويله جنسيًا.

كل ما سبق يختلف عن طريقة تقمّـص برايان كانستون لشخصية الكاتب دالتون ترامبو في «ترامبو» لجاي روتش (أفضل فيلم حققه حتى اليوم). لدينا شخصية متكاملة من الأساس لرجل أحب مهنته وأحب موقعه السياسي إذ كان، وبوضوح، على الجانب الأيسر من السياسة. لم يكن يخفي إعجابه بالاتحاد السوفياتي وبالاشتراكية وبستالين، لكنه كان في الوقت ذاته يحب أن يملك المال والحياة الميسورة فوق مستوى الطبقة الوسطى وكان يرى أن هذا شأن مختلف.

برايان كرانستون، وهو اسم جديد لممثل على مشارف الستين من العمر حاليًا، يلتزم بقواعد اللعبة البيوغرافية (ثاني فيلم بيوغرافي لجانب «ستيف جوبز» ولو أن «الفتاة الدنماركية» مأخوذ أيضًا عن حياة شخصية واقعية). هو جيد فيما يقوم به لكنه وشاح رقيق يغلف ذلك التشخيص فلا يجعله قادرًا على النفاذ صوب جمهور اليوم. أداء ترامبو هنا لا يصاحبه أي التزام ضمني بل تمثيل دور والفارق بين الحالتين كبير. ذلك الالتزام هو جهد تمثيلي أقوى من مجرد تمثيل الشخصية. يسد الثغرة الأخيرة في عملية لقاء الممثل مع الشخصية التي يحاول تجسيدها.

الشرق الأوسط في

12.02.2016

 
 

"ارتجاج". يصيب رؤوس اللاعبين ورأس المال الرياضى فى أمريكا

بقلمبهاء الدين يوسف

الأداء التمثيلى الرائع للمثل المعروف ويل سميث ليس هو الشيء الإيجابى الوحيد الذى تستطيع الخروج به من مشاهدة فيلمه الجديد "ارتجاج"، الذى يحفل بالعديد من الرسائل الضمنية المهمة

أولى هذه الرسائل العنصرية الكامنة فى نفوس الأمريكيين رغم تظاهر مجتمع "الاحلام" هناك بغير ذلك، حيث تقف جنسية الطبيب الكفء بينيت أومالو حائلا دون أن يلقى اكتشافه الطبى المهم جدا ما يستحقه من احترام وتقدير.

الرسالة الثانية أن فساد ووحشية رأس المال ليست ظاهرة محلية أو مقصورة على دول العالم الثالث فقط، وإنما هى موجودة حيثما وجد رأس المال نفسه، ولا صحة لما يروجه البعض عن أوهام دولة القانون والشفافية وغير ذلك من أوصاف تستخدم فى الغرب من أجل تسويقها للدول المستضعفة وراء البحار

ليس بعيدا عما سبق فكرة تقديس قيمة الانسان فى المجتمعات الغربية التى تعتبر واحدة من أكثر الأفكار الغربية جاذبية وشيوعا بين مثقفى العالم الثالث حيث تهان الانسانية فى كل لحظة، لكن الفيلم يكشف ببساطة أنه لا قيمة للإنسان فى الغرب إلا بما يحققه من عوائد، مثلما يظهر فى مجتمع كرة القدم الأمريكية أو البيسبول التى تعتبر اللعبة الشعبية الأولى هناك، ويحظى نجومها بشهرة وثروات هائلة ماداموا قد استمروا فى تحقيق عوائد للمستثمرين فى الأندية، لكنهم يمكن أن يتم إلقاؤهم على الرصيف مثل مناديل "الكلينيكس" بعد أن تنتهى فائدتهم دون أى اعتبار لأدميتهم.

الرسالة الأخيرة أن الرشوة وشراء الذمم والضمائر ليست وباء مقصورا على المجتمعات الفقيرة والجاهلة وغير المتحضرة فقط، وإنما ينتشر أيضا فى المجتمعات المتقدمة، حتى أنه ينمو فى باطن "أرض الأحلام" الأمريكية، حيث يبيع أطباء مشاهير ضمائرهم للحفاظ على الأرباح الخيالية التى يجنونها من التعاون مع الاتحاد الوطنى الأمريكى للبيسبول

كذلك يحفل الفيلم الذى أخرجه الصحفى والمخرج والناشط اليهودى بيتر لاندسمان فى ثانى أعماله السينمائية كمخرج بعد "باركلاند" بالعديد من الجمل الحوارية التى تكشف زيف الحلم الأمريكي، مثل قول الطبيب بينيت أومالو لزوجته ساخرا فى ذروة أزمته إنه عندما كان طفلا فى نيجيريا كان يرى أن الطريق للجنة لابد وأن يمر من خلال أمريكا

وهناك أيضا حوار بين أومالو والطبيب الأمريكى المشرف على بحثه الطبى الذى يقول له فى تفسيره للموقف العدائى للاتحاد الوطنى للبيسبول من اكتشافه، أن أيام الآحاد كانت مخصصة للكنيسة فى السابق، لكن رجال الأعمال والمستثمرين جعلوها مخصصة للبيسبول، فى إشارة واضحة على أن رأس المال لا يؤمن بدين ولا مبادئ

فيلم "ارتجاج" مأخوذ عن قصة حقيقية لطبيب شرعى نيجيرى هو بينيت أومالو (ويل سميث) يكتشف عام 2002 أن الأمراض التى تصيب أدمغة لاعبى البيسبول بعد اعتزالهم ليست الزهايمر مبكرا كما كان يجرى تشخيصها، وإنما عبارة عن مرض أطلق عليه "التهاب الدماغ المزمن الناتج عن الصدمة" ويصاب به اللاعبون نتيجة تعرض رؤوسهم للاصطدام مئات المرات خلال مشاركاتهم فى المباريات

يزداد الاهتمام العلمى باكتشاف أومالو بعد وفاة عدد من مشاهير اللاعبين السابقين بأمراض فى الدماغ لم يكشف عن تشخيصها الحقيقي، ويقوم هو بدوره بتشريح أدمغتهم للتأكد من دقة اكتشافه

ينجح أومالو فى اقناع أطباء مشاهير بوجهة نظره الطبية، ما يؤهله لنشر بحثه القيم فى أهم مطبوعة علمية أمريكية، لكن الأمر لا يلقى ترحيبا من مسئول الاتحاد الوطنى لكرة القدم الأمريكية، الذين يخشون تأثير اكتشاف أومالو على شعبية اللعبة ومن ثم الأرباح الهائلة التى يجنونها من ورائها.

وبينما يستمر أومالو فى سعيه لإقناع المجتمع الطبى والعلمى فى أمريكا بتبنى اكتشافه يتحرك مسئولو الاتحاد الوطنى لتسفيهه من خلال التركيز على نقطتين بعيدتين عن البحث العلمى لكنهما تؤثران بقوة على عقول العامة التى تميل بطبيعتها للعنصرية

النقطة الأولى أن أومالو نيجيرى وليس أمريكيا ما يعنى أنه قادم من دولة متخلفة لا يصح أن يثق فيها أو فيه الأمريكان، أما النقطة الثانية فهى أنه يعمل كطبيب شرعى وليس اختصاصيا فى المخ والأعصاب

خلال المعركة المندلعة بين عدد قليل من الشرفاء المؤمنين بضرورة تمكين العلم، وبين كثير من بائعى الذمم يرصد الفيلم بعض الحقائق مثل أن مالكى فريق بيتسبرج ستيلرز فى ولاية بنسلفانيا التى يقيم بها أومالو انفقوا مائتى مليون دولار فى بداية الألفية الحالية لبناء الملعب الضخم الذى يستوعب أعدادا هائلة من المشجعين

نكتشف أيضا أن الاتحاد الوطنى لكرة القدم الامريكية استقطب أبرز أطباء المخ والأعصاب فى أمريكا للعمل كمستشارين له وللفرق المختلفة المشاركة فى الدورى الوطنى بمبالغ خيالية ليضمن ولاءهم

تنتهى المعركة كما هو متوقع بهزيمة أومالو رغم تلقيه دعما إيجابيا من الدكتور جوليان بايلز (أليك بالدوين) الذى عمل لفترة طويلة طبيبا لأحد فرق البيسبول وعرف خطورة صدمات الرأس المتكررة التى يتعرض لها اللاعبون، لكن نجاح مسئولى الاتحاد الوطنى فى تغيير المدعى العام للولاية وتعيين رجل يدين لهم بالولاء يحبط جهود الطبيب النيجيرى الذى يتلقى وزوجته تهديدات مستمرة بالقتل إذا لم يرحل عن الولاية، ينتج عنها إجهاض زوجته بعد تعرضها لمطاردة بالسيارة.

وتصل الأحداث لذروتها حينما يدعوه المدعى العام لمناظرة تحت اشرافه لعرض اكتشافه، لكنه يعلم قبل دقائق من موعد المناظرة أنهم لن يسمحوا له بالظهور فيها بحجة أنه نيجيرى وليس أمريكيا، فيطلب منه د. جوليان أن يتولى هو عرض تفاصيل الاكتشاف، وهو ما يحدث لكن دون أن يحقق النتيجة المرجوة لأن الهدف من المناظرة هو تسفيه الاكتشاف وليس مناقشته جديا.

يغادر أومالو بنسلفانيا ليعمل طبيبا شرعيا فى مشرحة بإحدى مدن كاليفورنيا حيث يعيش حياة طبيعية مع عائلته وينسى أمر اكتشافه الطبى لسنوات حتى يعرف أن أحد أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الوطنى لكرة القدم وهو لاعب سابق جاهر بالعداء لأومالو فى السابق انتحر فى منزله تاركا رسالة يعترف فيها بإصابته بـ"التهاب الدماغ المزمن الناتج عن الصدمة" الذى اكتشفه الطبيب النيجيري، ما أجبر الاتحاد الوطنى على التعامل مع بحثه بجدية أكبر والاعتراف بالمخاطر التى يتعرض لها اللاعبون.

ويل سميث قدم فى الفيلم إثبات جديد على عبقريته الفنية خاصة اتقانه التحدث باللكنة الافريقية التى احتاجت منه عدة أسابيع لتعلمها، وقد اعترف أنه قبل بطولة الفيلم انطلاقا من مسؤوليته كأب، لأن أحد ابنائه عضوا فى فريق كرة القدم الأمريكية بمدرسته الثانوية، كما أنه شخصيا من كبار المعجبين باللعبة.

يحسب للمخرج بيتر ليندسمان جرأته فى اختيار موضوع الفيلم، وهى جرأة مستمدة من شخصيته حيث تصدى من خلال عمله الأصلى كصحفى لقضايا هامة مثل تجارة الرقيق الأبيض فى أمريكا، كما أن فيلمه الأول "باركلاند" الذى أخرجه وكتب قصته بالمشاركة مع النجم المعروف توم هانكس عام 2013 تناول فيه فى سيناريو أقرب للأفلام الوثائقية عملية اغتيال الرئيس جون كينيدي، بطريقة تدين تورط أجهزة الأمن الأمريكية فى عملية الاغتيال.

أما تقنيا فلم تكن لليندسمان فى "ارتجاج" بصمات إخراجية واضحة، مثلما لم يكن لأغلب الممثلين المشاركين وجودا مؤثرا فى الأحداث حيث تواروا جميعا خلف الأداء المسيطر للنجم ويل سميث.

لكن الفيلم لم يلق نجاحا ملفتا سواء على المستوى النقدى حيث نال 63% فقط بحسب آراء 131 ناقدا سينمائيا، أو على المستوى الجماهيرى، فلم يحقق منذ بداية عرضه فى نهاية ديسمبر الماضى سوى 38 مليون دولار تقريبا وهو رقم ضعيف إذا ما قورن بالأفلام التى طرحت فى نفس توقيت عرضه مقابل ميزانية بلغت 35 مليون دولار.

الأهرام اليومي في

12.02.2016

 
 

أوسكار 2016.. يحرم الفائزين من إلقاء كلمة للتعبير عن سعادتهم

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

إذا كان منظمو جائزة «سيزار» الفرنسية قلصوا من مدة تدخل كل فائز، فإن منظمي أمسية جوائز «الأوسكار» حرموا الفائزين تماماً من التدخل للتعبير عن سعادتهم أو تقديم الشكر والامتنان.

فقد قررت أكاديمية الأوسكار أن تستغني في سهرة الدورة 88 المنتظرة ليلة 28 فبراير، عن كلمات الفائزين كما تعود عليها الفنانون والمتابعون كل سنة، والسبب أن الأكاديمية تريد تقليص المدة الزمنية للسهرة، وسيكتفي المنظمون بعرض شريط ضوئي مرافق لتسلم الجائزة كتبت عليه أسماء الأشخاص الذين يقدم لهم الفائز الشكر، لذا طلب من كل المرشحين تسليم لائحة بالأسماء التي يختارونها قبل الحفل.

وتحاول اللجنة المنظمة بهذا الإجراء الحد من مداخلات الفائزين الذين لم يلتزموا قط – طيلة سنوات الأوسكار- بالـ 45 ثانية المتاحة لهم، ويستفيضون في كلمتهم مما يطيل عمر السهرة حتى تتجاوز السقف المحدد لها، كما حدث سنة 2002 عندما استمر الحفل لأربع ساعات و 23 دقيقة إضافية.

سينماتوغراف في

13.02.2016

 
 

كيت بلانشيت وبلانت وكرو وريدمان آخر المنضمين لتقديم فقرات الأوسكار

كتبت رانيا علوى

أعلن القائمون على حفل توزيع جوائز الأوسكار 2016 انضمام عدد آخر من المشاهير والنجوم من أجل تقديم فقرات من الحفل، وهو الحفل الذى سيقام فى لوس أنجلوس بكاليفورنيا يوم الأحد الموافق 28 فبراير الجارى، وضمت القائمة باتريشيا أركيت وAbraham Attah وكيت بلانشيت وإيميلى بلانت ولويس سى.كى. إضافة إلى راسل كرو وكريس إيفانز وجنيفر جارنر ولويس جوست جونيور، كذلك راشيل ماك آدمز وديف باتل وإيدى ريدمان وديزى ريدلى وسارة سيلفرمان وصوفيا فيرجارا. يذكر أنه أعلن فى وقت سابق أسماء بعض النجوم المشاركين فى تقديم الحفل والمشاركة ببعض العروض وكانوا ستيف كاريل ونجمة بوليوود بريانكا شوبرا وبينيشيو ديل تورو وتينا فاى وريان جوسلينج وكيفن هارت وكوينسى جونزو ليدى جاجا وأوليفيا مون، وغيرهم كثيرون

اليوم السابع المصرية في

13.02.2016

 
 

«غرفة ـ ROOM».. الحياة بمنظور أقل اتساعًا

«سينماتوغراف» ـ مهند السبتي

صباح الخير أيتها الغرفة، صباح الخير أيتها الخزانة، صباح الخير أيها التلفزيون، هكذا يتفقد الطفل جاك (يعقوب تريمبلاي) محيطه الصغير في فيلم «غرفة Room» حيث لا يمكن للطفل أن يضيف تفاصيل أخرى عن الأشجار مثلا، كما لا يمكن له أن يتحدث عن/ إلى أحد سوى أمه جوي (بري لارسون)، فهما محتجزان داخل غرفة لا يعرفان أين هي، حيث أن الأم كانت قد تعرضت لاختطاف منذ سبع سنوات، وليبدو الأمر أسوأ كان جاك (خمس سنوات) وليد اعتداءات متكررة من قبل المختطِف، وحتى عيد ميلاده الخامس لم يكن يعرف من العالم سوى غرفة صغيرة، المطبخ فيها إلى جوار حوض الاستحمام، خطوة تفصل طاولة الطعام عن حبل الغسيل والسرير.

بالإضافة إلى اضطرار الطفل للنوم في خزانة أثناء زيارات المختطِف الذي يقدم الطعام في مقابل إنجاز شهواته، وفي حال اعتراض الأم جوي على برنامجه الشهواني كان ببساطة يقطع الكهرباء عن الغرفة حتى يأكل البرد من أطراف المحتجَزين ويمنحهم شعورًا مضاعفًا بالتّعاسة.

فور انتهائه من قراءة رواية «غرفة» (2010)، شعر المخرج الأيرلندي ليني أبراهامسون بأهمية نقلها إلى شاشة العرض، وهكذا حدث بأن تعاونت كاتبة الرواية إيما دونغهي في بناء السيناريو الخاص بفيلم «غرفة Room »2015. رصد أبراهامسون نصف مدة الفيلم للحياة والتفاصيل داخل الغرفة، إن كان بالإمكان تسميتها بالحياة، بهذا بدا العالم ضيّقًا بالفعل، شعور يطال المشاهِد والمحتجَز معًا.

وهنا تجدر الإشارة بأن الأم جوي هي صاحبة الشأن في التّماس مع أحاسيس الاختطاف، هي من تضع في رأسها عالمًا أكثر اتساعًا كانت تعيشه دون أن تنقل هذه الأحاسيس والأفكار إلى طفلها جاك، بالضبط كأن طفلها لم يخرج من رحمها، والغرفة هي الحقيقة الوحيدة بموجوداتها وبما يتم التحدث به وعنه داخلها، هكذا حاولت جوي أن تقي طفلها من مغبّة الاحتكاك غير محسوب النتائج، بحقيقة وجود عالم يضم أشياء وكائنات أكثر مما توفره غرفة لا يستطيع الطفل النظر إلى ما هو خارجها، إذ ليس من نافذة، هناك فقط قطعة من الزجاج في سقف الغرفة يمكن أن تظهر من خلالها السماء، كما يمكن أن تسقط عليها الأمطار والثلوج.

في عيد ميلاده الخامس أعلن جاك بعد ثورة غضب بأن قالب الكيك ليس حقيقيًا بلا شموع، هذه أولى الموجات التي اجتاحت تفكير جاك، القصص المروية بلسان الأم، والأخرى التي يظهرها التلفزيون بصوت وصورة، جميعها خلقت طفلًا متسائلًا لا يجد من الأجوبة ما يكفيه، حينها قررت جوي بأنها لن تخسر طفلها، لقد ذعرت حقًا من فكرة ارتباك جاك أمام العالم الكبير في حال حظي بفرصة النجاة من الاحتجاز هنا.

التلفزيون لا يظهر الحياة كما هي، كائنات الكرتون ليست حقيقية، بينما البشر داخل التلفزيون حقيقيون لكنهم يمثلون، هكذا كان على الأم أن تخلص طفلها من القيود التي فرضتها على تفكيره حرصًا عليه، حتى لحظة المصارحة العنيفة بوجود حياة في الخارج، بعيدًا عن هذه الغرفة حيث البيت الكبير الواسع، الناس الذين يحبوننا بالإضافة إلى الجد والجدة، حتى جوي نفسها لا تعرف ما الذي أبقت عليه سنوات احتجازها من أثر للمحبين، لكنها يجب أن تربط طفلها بعالم تعرفه جيدًا خارج الغرفة، على الأقل هو عالم لا يحتجزها ولا يتغذى عليها بالمعنى الحقيقي للاحتجاز والاستغلال.

النبات حقيقي لأنه داخل كوكب الغرفة، بينما الأشجار ليست حقيقية لأن جاك لا يراها، إنها تظهر في الكواكب الأخرى خارج كوكبه الصغير، الكواكب تلك يسميها كواكب التلفزيون، العنكبوت مثلًا حقيقي لأنه يتحرك تحت نظر جاك، وقصة أمه عن الاختطاف وعن البيت الكبير في العالم الحقيقي قبل ولادته، قصة مملة ومخادعة كما وصفها الصغير كرد فعل مقاوم لما كان يعيشه مفترضًا أنه الحقيقة الوحيدة.

تسلّلُ الفأر إلى الغرفة وإطعام جاك له قبل أن تبعده الأم خوفًا على طفلها هو ما ساعد في تقريب الحقيقة من وعي جاك، حين سألته أمه عن مكان اختباء الفأر خلف الجدار، وكيف أن عالمًا كبيرًا هناك في الجانب الآخر من جدران الغرفة، ورغم أن الصراخ والتكذيب كانا وسيلة جاك الدفاعية عن مصيره السيئ كما تصفه الأم، إلا أنه وبعد أيام من المواجهة خاض نقاشًا عن الحقيقي والوهمي مما يظهر في التلفزيون، وصنّف المختطِف «نيك الكبير» (سين بريجرز) ليكون العدو المسبب لتعاستهما.

 بعد أيام من تعرف جاك على الحقيقة المرة، كان عليه أن يتدرب على التظاهر بالمرض في أولى محاولات الهروب الفاشلة، ثم كان عليه أن يتدرب على حبس أنفاسه داخل سجادة للتظاهر بالموت، هذه المحاولة التي كانت سببًا في تخليصه ووالدته من سنوات الحجز الطويلة، لتبدأ بعد ذلك معاناة الاندماج مع العالم الحقيقي، معاناة الأم مع متغيرات من بينها انفصال والديها، بالإضافة إلى معاناة طفلها مع ضرورة التحدث إلى البشر في العالم الجديد، مرورًا بتعلم صعود الأدراج والنزول منها.

على مستوى الأداء لم يكن من السهل على الطفل «يعقوب تريمبلاي» أن يؤدي دورًا لا يتطلب منه أن يكون على طبيعته، وقد تحدث المخرج أبراهامسون عن أن دور جاك في الفيلم كان يحتاج ممثلًا حقيقيًا، وقد نجح بالفعل. الحياة في مكان ضيق كانت تحتاج إلى حوار يُشعر المشاهِد بأن عالمه أوسع من هذه الغرفة، رسالة تشير إلى نعمة العيش بعيدًا عن قبضة المختطِفين للحياة ولشخوصها، هذا بعض ما قدمه فيلم «غرفة Room» وكان سببًا في وصول الفيلم إلى ترشيحات الأوسكار (2016).

«هدايا الأوسكار»: محفِّز جنسي وتجميل صدر ورحلة لليابان سيراً على الأقدام

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

في كل عام، يقدم القائمون على حفل الأوسكار حقيبة هدايا للمرشحين للفوز. وعاماً بعد آخر، يزداد محتوى هذه الحقيبة غرابةً.

وبحسب صحيفة The Independent البريطانية، سيكون لدى ليوناردو دي كابريو وكيت بلانشيت – المتنافسان في نسخة العام 2016 -، فرصةٌ للحصول على ما قيمته 200 ألف دولار من الهدايا، بما فيها عملية تجميل الصدر بتقنية Vampire Breast Lift، ورحلة لمدة 10 أيام إلى إسرائيل بقيمة 55 ألف دولار، إلى جانب محفِّز جنسي (للمتنافسات الإناث فقط).

وتحتوي قائمة الهدايا أيضاً على إيجارٍ غير محدود لسيارة آودي Audi (بقيمة 45 ألف دولار)، ورحلة لمدة 15 يوماً سيراً على الأقدام في اليابان (بقيمة 45 ألف دولار)، وعملية شدِّ الجلد بالليزر (بقيمة 5300 دولار)، وكريمات البشرة من ليزورا (1300 دولار)، إلى جانب علبة تبخير بتقنية Haze Dual V3 Vaporiser (بقيمة 250 دولار).

وإن كنت تتساءل عما تعنيه تقنية Vampire Breast Lift، فهي عملية (تستخدم عوامل نمو مشتقة من دم الشخص نفسه للحصول على استدارة أجمل للصدر دون الاضطرار لأي عملية زرع أو حقن أنسجة).

من الواضح أن هذه العملية أصبحت ضرورية في هوليوود الآن، لذا سيكون الممثل مات ديمون سعيداً بها، بحسب The Independent.

من ناحيتها، كتبت الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم الصور المتحركة التي تمنح الجوائز واصفةً حقيبة الهدايا، “مرة أخرى نقدم مجموعةً من الهدايا الرائعة، الممتعة والعملية، والتي تهدف إلى إثارة وإشباع أولئك الذين يملكون كل شيء قد تشتريه النقود، لكنهم لا زالوا يستمتعون بالبهجة البسيطة التي يمنحها الحصول على هدية”.

يشار إلى أن هذه الهدايا تُمنح للمرشحين لجوائز في الفئات الرئيسية فقط، أي أن أولئك الذين يعملون دون كلل خلف الكاميرا لن يحصلوا على هدايا بهذه القيمة، وربما تقتصر هداياهم على تذكرة لقضاء أسبوع في شاطئ ايبيزا أو تذكرة لقضاء يوم واحد في منتجع.

سينماتوغراف في

14.02.2016

 
 

النجوم البريطانيون يتطلعون إلى السطوع في مهرجان بافتا للسينما 2016

الـ BBC العربية

يأمل عدد من الممثلين البريطانيين بينهم ادريس البا، وادي ردماين، وماجي سميث، وكيت ونسلت الفوز بجوائز البافتا لهذا العام 2016.

ومن المتوقع أن يشارك ممثلون آخرون أيضا في السير على السجادة الحمراء للمهرجان منهم كريستيان بيل، كيت بلانشيت، مات ديمون، ليوناردو دى كابريو، واليسيا فيكندر.

ويتقدم الفيلم العاطفي "كارول" للممثلة كيت بلانشيت، وفيلم ستيفن سبيلبرج "جسر الجواسيس" قائمة المرشحين للجوائز بتسعة ترشيحات لكل منهما.

وسيقام الاحتفال في قاعة الأوبرا الملكية في لندن وسيقدمه الممثل الكوميدي والكاتب البريطاني الشهير ستيفن فراي.

ورُشح الفيلمان "كارول" و "جسر الجواسيس" لجائزة أفضل فيلم، بالإضافة لفيلم الانهيار المالي "النقص الكبير"، وفيلم "العائد" بطولة دى كابريو، وفيلم "تحت المجهر" الذي يتناول قصة حقيقية لتحقيق صحفي حول قضية انتهاك الأطفال في الكنيسة الكاثوليكية.

وتتنافس ست أفلام على لقب الفيلم البريطاني المتميز وهي "الفتاة الدانماركية"، الذي يقوم فيه الممثل ادي ردماين بدور المتحولة جنسيا الرائدة ليلي البي، وفيلم "بروكلين" الذي تقوم فيه الممثلة سوايرز رونان بدور شابة ايرلندية تهاجر غلى نيويورك.

وتضم نفس القائمة الفيلم التسجيلي عن إيمي واينهاوس والذي يحمل اسم "إيمي"، وفيلم عن الحياة الزوجية وهو "45 عاما"، وفيلم الخيال العلمي "اكس ماشينا" الذي تقوم فيه فيكندر بدور روبوت شبه بشري، بالإضافة للكوميديا العبثية "لوبستر".

واكثر الأفلام ترشحا للجوائز في المهرجان هي:

جسر الجواسيس 9 ترشيحات

كارول 9 ترشيحات

العائد 8 ترشيحات

ماد ماكس – طريق الغضب 7 ترشيحات

بروكلين 6 ترشيحات

المريخي 6 ترشيحات

النقص الكبير 5 ترشيحات

الفتاة الدانماركية 5 ترشيحات

اكس ماشينا 5 ترشيحات

حرب النجوم 4 ترشيحات

الـ BBC العربية في

14.02.2016

 
 

جائزة الأوسكار ... جائزة المتميزين والمبدعين

يمثل الإحتفال السنوي بجائزة الأوسكار في كل عام علامة للتطور والتفوق والإنجاز في الحفل السينمائي وصناعته ليس في الولايات المتحدة وحدها بل وحول العالم .. وهو يمثل أيضا مقياسا يقيس درجة حرارة التجربة في إطار الثقافة والأدب والفن والتكنولوجيا وقيمتها في ربوع العالم ... وعلى الرغم من تعدد الجوائز التي تمنح في هذا المجال تظل جائزة الأوسكار الجائزة العالمية الأكثر شيوعا وشهرة والأفضل بكل مقاييس الإستحقاق ..

وتقدم هذه الجائزة للأفضل بين المرشحين وهي عبارة عن تمثال مصمم على نمط فن الديكوArt Deco style أحد الفنون البصرية المؤثرة التي ظهرت في فرنسا في أعقاب الحرب العالمية الأولى والتي تجمع بين التصميمات الفنية التقليدية وبين الصور والمواد الأخرى التي يتم تصميمها آليا ...وهو مصنوع من معدن البريتانيا المطلي بالذهب لفارس ممسك بسيف يقف فوق قاعدة معدنية سوداء  ويبلغ طول قامته نحو  34 سنتيمترا أما وزنه فيبلغ نحو 3.85 كيلوغراما ... ويعود تصميم هذا التمثال إلى عام 1928 وإلى المصمم الأمريكي الآيرلندي أوستن سدريك جيبونز Austin Cedric Gibbons المدير الفني لشركة مترو جولدن ماير أحد أهم الشخصيات المؤثرة في الحقل السينمائي وكان واحدا من الأعضاء الأصليين بأكاديمية الصور المتحركة للفنون والعلوم الذين أشرفوا على تصميم هذه الجائزة التذكارية لها .. وكان جيبونز قد قام بطبع التصميم لهذا التمثال على لفافة وعهد بها إلى دولريس ديل ريو Dolores del Río ـ وهي المرأة التي تزوجها بعد ذلك ـ بالبحث عن موديل مماثل لتصميمه فقدمت له الممثل والمخرج السينمائي المكسيكي إيميليو إلإنديو فرناندز Emilio "El Indio" Fernández لكي يقوم بهذه المهمة ... وكان قد طلب من فرنانديز كموديل أن يظهر عاريا فتردد في أول الأمر لكنه عاد  وإقتنع في النهاية .. وما أن أتم مهمته أوكل للنحات جورج ستانلي George Stanley  بالعمل فقام بوضع تصميم جيبونز في الطين ثم تشكيله بينما قام ساشين سميث Sachin Smith بسبك التمثال بنسب مختلفة من معدني القصدير والنحاس ( 92.5 % القصدير و 7.5 % نحاس ) ثم قام بطلائه بماء الذهب بعد ذلك ..

تمثال الأوسكار وإسمه المتنازع عليه

ولد التمثال في خيال جيبونز وتنازع على إسمه كثيرون ... تقول الممثلة الأمريكية بيتي ديفيزBette Davis في سيرتها الذاتية بأنها صاحبة الإسم وبأنها قد أطلقت على التمثال إسم أوسكار على إسم زوجها الأول قائد الفرقة الموسيقية ويدعى أوسكار نيلسون Oscar Nelson .. ويؤمن على قولها ما عبر عنه والت ديزني Walt Disney في خطاب قبوله لجائزة الأوسكار عام 1932 وماذكرته مجلة تايم في مقال لها عن جوائز الاوسكار في حفلها السادس عام  1934  ... إلا ان مارجريت هيريك Margaret Herrick السكرتيرة التنفيذية للأكاديمية كان لديها إدعاء آخر ... حيث تقول مارجريت أنها عندما وقعت عيناها على التمثال تذكرت من أول وهلة العم أوسكار ذلك الإسم المدلل لإبن عمها أوسكار بيرس Oscar Pierce... وكان  الكاتب الصحفي سيدني سكولسكي Sidney Skolsky حاضرا أثناء تعليقها فنقله لوسائل الإعلام .. وهناك من يعزو شيوع هذا الإسم إلى اسم الكاتب المسرحي الايرلندي الشهير أوسكار وايلد Oscar Wilde  .. وعلى أية حال .. يبدو أن هذا الإسم " أوسكار " قد لاقى الكثير من الحفاوة لدى موظفي الأكاديمية فأستخدموه تدليلا للإسم الرسمي لهذه الجائزة وهو جائزة أكاديمية الصور المتحركة للفنون والعلوم .

تحفل هذه المسابقة بمهرجان كبير يشد إليه إنتباه الملايين من كل دول العالم .. لا فرق بين المشاهدين والحضور فمازالت تلعب الكاميرات لعبة تقريب الحدث أمام المشاهد ... الزخم والأناقة والرفاهية هو عنوان هذا الحدث الذي يتطلب التصوير والتوثيق والبث ... وحينما نحتفل بهذا الموسم إنما نحتفل ببهجة الواقع الذي يدور من حوله إبتداءا من حركة السير على السجادة الحمراء لنجوم أصبح بريقهم اكثر لمعانا وأكثر بريقا ... وأصبحت ثيابهم وأزيائهم محط أنظار المعجبين ومصدر فخر كبير لمصمميها ...  بذلة السهرة ورابطة العنق السوداء هو الزي الأكثر شيوعا بين الرجال بينما تتهادى النساء في ثياب وفساتين السهرة .. المحتشمة والعارية أوغير المحتشمة .. الغريبة والأقل غرابة .. والتقليعة بكل ماتنتجه الموضة وبيوت الأزياء وبكل الإكسسوارات التي تبتدع لها ... كان لابد أن يقدم الحفل على الهواء مباشرة فيتاح للعالم أجمع كيف يحتفل الفنان بتطور أدائه وتقنياته وبنجاحه غير المسبوق .. لكن حركة التطور لا تقبل أبدا القفز على سنوات سبقت لا تقل أهمية وإبداعا عما نعايشه الان .. فالإكتشاف والريادة تكون دائما بداية الخيط الذي يتسلسل عليه نجاحاتنا وأمانينا.

قدمت جوائز الأوسكار لأول مرة في السادس عشر من شهر مايو عام 1929 في حفل عشاء خاص بفندق روزفلت بمدينة هوليوود حضره جمهور لا يزيد عن270 شخصا .. أما الحفل الثاني فقد عقد في فندق ماي فير Mayfair Hotel وتكلفت تذكرة الحضور في تلك الليلة نحو خمس دولارات فقط .. وقدمت فيها نحو خمسين تمثالا للأوسكار لتكريم الفنانين والمخرجين و شخصيات أخرى من رواد صناعة السينما في الفترة مابين عامي 1927 و 1928 .. وكان قد إستغرق حفل توزيع الجوائز نحو خمسة عشر دقيقة .

حفل توزيع الجوائز وحتمية البث المباشر

منذ عام 1929 وحتى هذا العام 2014 والأكاديمية تحرص على إقامة حفلها في أحد مسارح هوليوود بلوس أنجلوس أو ولاية كاليفورنيا بصفة عامة ولم يستثنى من ذلك طوال سنوات إحتفالاتها الست والثمانين  إلا ذلك الحفل الذي أقيم في مدينة نيويورك عام 1953 ليؤرخ لبدء البث التليفزيوني وبداية لمرحلة التوسع والإنطلاق التي فتحت المجال لمشاهدة هذا العرض الإحتفائي السنوي العالمي مباشرا وحيا في أكثر من مئتي دولة حول العالم .

تحملت شبكة إن بي سي NBC مسؤولية البث وتغطية حفل جوائز الأوسكار سنويا وتلفزيونا منذ بدايته لأول مرة في عام 1953 وظلت هكذا حتى عام 1960 لتحل محلها شبكة إي بي سي ABC التي تولت هذه المسؤولية لنحو عشر سنوات و حتى عام 1970 ثما عادت المسؤولية للشبكة الأولى وإستمرت بها حتى عام 1976 لتعود من جديد إلى شبكة  إي بي سي التي قررت أن لتنهي هذا الصراع وهذه المنافسة بالتعاقد على البث المستمر حتى عام 2020 ... مع التنافس الشديد على حق البث بين الشبكتين تضاعفت الجهود لتطوير مدى البث وإتساع مساحة المشاهدة .. وقد تمكنت الشبكة الأخيرة في عام 1996 من تكثيف البث المباشر لحفل توزيع جوائز الأوسكار ونقله إلى كافة أنحاء الولايات المتحدة بالإضافة إلى كندا و المملكة المتحدة .. ولم يستثنى من ذلك إلا هاواي التي تمكنت لا حقا  ولأول مرة من إلتقاط البث حيا في عام 2011 .. والآن يتجمع الملايين من المشاهدين حول العالم للإستمتاع بمشاهدة هذا الحدث الكبير ..

الموعد الذي ننتظره في كل عام

تلتزم الأكاديمية في كل عام بتاريخ وموعد ثابت لبدء هذا الإحتفال إلا إضطرت أكثر من مرة لتعديلهما لضمان عدم تعارضهما مع أحداث هامة قد تؤثر على حجم المشاهدة مثل المواسم الرياضية والأعياد الدينية ذات الشعبية والأمور السياسية العارضة .. فبعد أكثر من ستين عاما قررت الأكاديمية ابتداء من عام 2004 نقل إحتفالها من أواخر مارس إلى أواخر فبراير وذلك للمساعدة في تخفيف الضغوط الواقعة عليها وإعطاء الفرصة للحملات الإعلانية المرتبطة بموسم الأوسكار أن تقوم بدورها .. كما جاء هذا التغيير أيضا لتفادي الإقبال الشديد وإرتفاع معدلات المشاهدة لدوري بطولة كرة السلة للرجال ولتعارض هذه الموعد السابق مع إحتفالات عيدي الفصح عند اليهود والمسيحيين ..

ولم يقتصر التغيير على اليوم فقط .. فقد إنتقلت مراسم الإحتفال في عام 1999 إلى ايام الأحد بدلا من أيام الإثنين وفي تمام الثامنة والنصف مساءا بدلا من تمام الساعة التاسعة مساء بالتوقيت الشرقي بسبب الإقبال المتوقع للمشاهدين في يوم الأحد عنه في الأيام الأخرى التي تكثر فيها ساعات الذروة والاختناقات المرورية .. فضلا عن أن تبكير الموعد يسمح للمشاهدين المقيمين على الساحل الشرقي مشاهدة البرنامج في وقت مناسب من الليل .. ورغم فقد عارض المختصون بصناعة الأفلام لسنوات عديدة بث حفل الجوائز يوم الاحد بسبب كونه معوقا يحول دون تحقيق مكاسب مادية في شباك التذاكر عند نهاية الأسبوع  .. ويعد يوم الثلاثين من شهر مارس عام 1981 يوما مشهودا في تاريخ الجائزة حيث أضطر إلى تأجيلها ليوم واحد فقط بعد إطلاق النار على الرئيس رونالد ريغان في واشنطن دي سي.

ولقد كان لدى الأكاديمية مؤخرا مناقشات جادة حول نقل الحفل إلى شهر يناير بدلا من فبراير إلا أن الكثيرين رأوا أن ذلك يقلل بشكل كبير من الفترة المتاحة لأعضاء الأكاديمية والمصوتين لمشاهدة الأفلام المتنافسة التي تتدفق عليهم عبر أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم والتصويت عليها .. فضلا عن تعارضه مع ألعاب الرابطة الوطنية لكرة القدم ذات الشعبية.

حجم المشاهدة والإقبال الجماهيري وعلاقته بتصنيف الفيلم

تدعي الأكاديمية أن حجم المشاهدة حول العالم قد تجاوز المليار مشاهد غير أنه لا توجد مصادر أو أدلة لتأكيد ذلك .. إلا أن تصنيفات نيلسن Nelson Report تشير إلى أن حفل الأوسكار للعام الثاني والأربعين يعد أكثر إحتفالات الأوسكار مشاهدة وأن فيلم كاوبوي منتصف الليل Midnight Cowboy الفائز بجائزة أفضل فيلم فيه قد لفت إنتباه نحو 43.4 ٪ من المشاهدات المنزلية في 7 إبريل 1970 .. أما حفل الأوسكار الذي اقيم في عام 1998  و يطلق عليه عام تايتانيك Titanic  فقد حقق ما يقرب من 600 مليون دولار في أمريكا الشمالية وحدها ورصد مايزيد عن 57250000 مشاهدا ضبطوا مواعيدهم مع البث لمشاهدة حفل توزيع جوائز الأوسكار في عامه السبعين .. والقائمة طويلة نذكر منها على سبيل المثال حفل توزيع جوائز الأوسكار لعامه السادس والسبعين وقد شاهده نحو 43560000 مشاهدا حصد فيه فيلم سيد الخواتم : عودة الملك The Lord of the Rings: The Return of the King  على إحدى عشرة جائزة بما في ذلك جائزة أفضل فيلم .. كما حقق أرباحا في شباك التذاكر قبل حصوله على الجائزة بنحو 368 مليون دولار أمريكي .

ولقد ساهم حفل توزيع الجوائز في إحياء الأمل أمام عدد من الأعمال التي لم تحرز إقبالا في شباك التذاكر أو رصدت لها ميزانية إنتاج محدودة لكي ترتفع أسهما بدرجة مثيرة للدهشة .. ففي حفل توزيع جوائز الاوسكار الثامن والسبعين منحت الجائزة لفيلم مستقل أنتج بميزانية محدودة فإذا به يحطم الرقم القياسي بارباح بلغت قبل إعلان فوزه في الحفل نحو 53.4 مليون دولار وبحجم مشاهدة بلغت  38640000 مشاهدا ومعدل مشاهدة منزلية بلغت نسبتها 22.91 ٪ .. والعكس أيضا صحيح فيما يتعلق بالأعمال التي كان يتوقع منها أمل ففي عام 2008 بلغ  حجم المشاهدة في حفل توزيع الجوائز في عامه الثمانين  نحو 31760000 مشاهدا .. بمتوسط مشاهدة داخل البيوت بلغت نسبتها نحو  18.66 ٪ وهو أدنى تصنيف واقل مشاهدة تحقق حتى الآن .. وعلى الرغم من ذلك فقد حقق فيلم لا دولة للعجائز No Country for Old Men وهو فيلم مستقل ممول بالجهود الذاتية جائزة أفضل فيلم .

التصويت على الفيلم

تعرف أكاديمية الصور المتحركة للفنون والعلوم The Academy of Motion Picture Arts and Sciences (AMPAS) بأنها منظمة فخرية لتكريم المتميزين من الفنانين والمهنيين المختصين في صناعة السينما ومكافأتهم عن أعظم الإنجازات السينمائية التي قدموها في عام مضى .. وفي كل يناير من كل عام يستعد المجتمع السنيمائي وصناعه ومبدعوه لهذا الحدث الكبير الهام الذي ينتظره الملايين من عشاق الفن ومريديه بشغف وإثارة لمعرفة الفائزين  في حفل توزيع جوائز الأوسكار المقرر بثه على الهواء مباشرة سنويا في شهر فبراير .

 وتضم الأكاديمية في عضويتها نحو 5،783 عضوا لهم حق التصويت بالإقتراع السري لإختيار هؤلاء الفائزين تحت إشراف شركة برايس ووترهاوس كوبرز PricewaterhouseCoopers للتدقيق الدولي .. وتحقيقا لمبدأ النزاهة والشفافية يحافظ المصوتون والمدققون على السرية المطلقة وعدم الكشف عن الأسماء الفائزة حتى لحظة قيام المقدم بفتح المظاريف في مشهد تلفزيوني مباشر أمام الجمهور .. وينقسم هؤلاء الأعضاء إلى نحو 25 فئة يتم من خلالها تحديد المرشحين والفائزين في كل فئة .. فالترشيح  للفوز بجائزة المونتاج مثلا لا يتم إلا من خلال الأعضاء في فئة المونتاج وكذلك الحال بالنسبة لمختلف الفئات.. حيث يقوم المخرجون بالتصويت للمخرجين والكتاب للكتاب والممثلون للممثلين وهكذا  .. الاستثناء الوحيد بتعلق بفئات الفيلم الأجنبي والوثائقي وفيلم الرسوم المتحركة حيث يتم الإختيار والترشيح من قبل لجان فرز خاصة تتكون من أعضاء في كل الفئات .. ويشترط في حالة إختيار الفيلم الأجنبي وجود ترجمة إنجليزية له .. كما يحق لكل دولة من الدول التقدم للمسابقة بفيلم واحد فقط في كل عام .. . أما فيما يتعلق بالجولة الثانية من التصويت فيتم تحديد الفائزين بتصويت كافة الأعضاء بما في ذلك التصويت على جائزة أفضل فيلم .

وفي الوقت الذي يتزايد فيه الإقبال على العضوية مازالت هناك بعض السياسات الصارمة التي تحد من العدد المسموح به للتصويت وتسعى إلى تثبيته .. ومع ذلك هناك دراسة أجرتها صحيفة لوس انجلوس تايمز في عام 2012 تشير إلى هبوط نسبة العضوية إلى نحو 88 ٪ من مجموع الكتلة التصويتية بالأكاديمية .. كما تبين ان ما يزيد عن 5100 عضوا أي بنسبة 94 ٪ من مجمل عدد الأعضاء من القوقازيين .. وأن نسبة  77 ٪ منهم من الذكور .. كما تبين أيضا ان نحو 54 ٪ من الأعضاء فوق سن الستين ... ولضمان كثافة التصويت أرسلت الأكاديمية لأعضائها تدعوهم إلى التصويت عبر البريد الألكتروني إعتبارا من أوسكار عام 2013 .

ويشكل الممثلون أكبر كتلة انتخابية تصويتية بين هؤلاء الأعضاء ويبلغ عددهم نحو 1،311 عضوا أي بواقع 22 في المئة من مجمل عدد أعضاء الأكاديمية .. كما لوحظ أيضا أن نسبة الأعضاء المصوتين ممن سبق لهم الترشيح لجائزة الأوسكار قد بلغت  33 ٪  .. وأن ( 14 ٪ ) فقط كانوا من بين الفائزين .... ويتم تقنين وإختيار العضوية لمن لهم حق التصويت عن طريق الترشيح التنافسي أو الإبلاغ أو التزكية لإسم له مساهماته الهامة في مجال الصورة المتحركة والعمل السينمائي فضلا عن مقترحات العضوية الجديدة التي يتم البت فيها سنويا ......

ويتم التصويت بترشيح الأفلام وإعلان فوزها بقيام مجلس المحافظين Board of Governors  بدعوة جميع الأعضاء للانضمام لتمثيل فئاتهم في عملية التصويت .. وهناك مجموعة من القواعد التي يتطلب الإلتزام بها في هذا الخصوص ومنها على سبيل المثال أن يكون الفيلم المرشح قد تم إفتتاحه في السنة التقويمية السابقة التي تبدأ من منتصف ليلة الأول من يناير وحتى منتصف الليل في نهاية 31 ديسمبر وفق التوقيت المعمول به في مقاطعة لوس انجلوس بولاية كاليفورنيا .. وكانت الأكاديمية قد أخذت في إحتفالاتها الست الأولى بمبدأ تقييم الأعمال الفنية السينمائية التي يتم عرضها طوال فترة إستحقاق تبلغ عامين قبل موعد الإحتفال إلا ان فترة الإستحقاق تغيرت إبتداءا من عام 1935 لتصبح لمدة عام تقويمي كامل .

ويطبق ذلك على كل الأفلام المشاركة  باستثناء فئة الفيلم الأجنبي .. ولابد من الملاحظة أن ترشيح الفيلم لا يقتصر فقط على الإكتفاء بفترة الإفتتاح بل أيضا بفترة إستكمال دورة الفيلم .. ولذلك لم يحظ فيلم الخزانة الضارة The Hurt Locker بالترشيح لجائزة أفضل فيلم في عام 2008 وأهل للترشيح لاحقا في عام 2009 لإ ستيفائه هذا الشرط .. في إطار هذه القواعد تنص المادة الثانية على وجوب أن يكون الفيلم الروائي الطويل لا يقل طوله الزمني عن 40 دقيقة كحد أدنى .. وهناك قواعد وشروط أخرى تتعلق بفئة الجوائز الممنوحة للأعمال الفنية القصيرة فضلا عن القواعد والمتطلبات الخاصة بأبعاد ومقاييس البكرة والفيلم المطبوع والمسح التدريجي السينمائي الرقمي وغير ذلك .

ويتعين على المنتجين وصناع الأفلام المتقدمين للمسابقة ملء النماذج الخاصة بإعتمادات إنتاج الأفلام وأسماء النجوم والفنانين من كافة الفئات المشاركة وإرسالها على شبكة الإنترنيت قبل الموعد المحدد وإلا اصبح  الفيلم غير مؤهل للمنافسة على جوائز الاوسكار هذا العام وغيره من الأعوام اللاحقة .. وتقوم الأكاديمية بفحص هذه النماذج ووضعها في قائمة التذكير بالأفلام المؤهلة التي يتم إرسال نسخ منها مع بطاقات الإقتراع للأعضاء في نهاية شهر ديسمبر ...

الإعلان عن الفائزين

روعي في البداية أن الإعلان عن الفائزين بجوائز الأوسكار في وسائل الإعلام كان يتم قبل إقامة الحفل بنحو ثلاثة أشهر و ظل هذا التقليد معمولا به حتى عام 1930 .. وفي عام 1931 أتخذت الإجراءات لإبلاغ الصحف بنتائج الفائزين بهذه الجائزة في تمام الساعة 11 مساء ليلة الحفل وإستمر ذلك إلى أن جاءت صحيفة لوس انجلوس تايمز وتولت هذه المهمة .. فإختارت أن يكون الإعلان عن الفائزين قبيل بدء الحفل مباشرة .. وهو ما فتح المجال للأكاديمية لإستخدام الظرف المغلق والمختوم الذي لا يتم فضه إلا حينما يطلب الكشف عن اسم الفائز أمام الجمهور .. وقد بدأ العمل بهذا الأسلوب إعتبارا من  عام 1941 .

أما بالنسبة للجوائز فكانت في بداية الأمر تمنح للفائز جائزة واحدة مهما كان عدد الأعمال الفائز فيها .. فمثلا منحت الممثلة جانيت جاينور Janet Gaynor جائزة واحدة عن أدوارها التمثيلية في ثلاثة افلام .. كما منح الممثل السويسري الألماني الأسترالي الأمريكي إيميل جاننجز Emil Jannings جائزة واحدة كأفضل ممثل عن دورين تمثيليين أداهما في فيلمين .. ونظرا لحاجة إيميل جاننجز للعودة إلى أوروبا على وجه السرعة فقد سمح له بإستلام  الجائزة قبل أي من الفائزين ليصبح أول فائز بجائزة الأوسكار في التاريخ ..

لم يستغرق هذا الأمر طويلا حيث رؤي إبتداءا من الحفل السنوي الرابع جواز تكريم الفنان في أكثر من عمل وبأكثر من جائزة إعتمادا على مبدأ التقييم في الأداء الذي يجيز منح جائزة الأفضل في الفئات المختلفة التي يتم التسابق عليها.

شكوك وإتهامات

لا تخلو الأعمال الناجحة من الإتهامان والشكوك ... فهناك النقاد الذين دأبوا على قياس الرأي العام الفني أو التعبير عنه أو حتى تحريضه وهناك أيضا أعداء النجاح الذي يبحثون دائما عن ثقب أو عيب في زي النجاح المبهر ... ومهما كان الأمر فالقياس المادي والربح التجاري ربما يأتي في كثير من الأحوال على حساب العمل الفني ... ويحاول رجال الأعمال والمنتجون إغراق السوق بأفلامهم وإنفاق الملايين في الدعاية لها ... ويعد الأوسكار بمثابة سوق فني والمحطة الأخيرة في دعم الفيلم وتعزيزه وتزكيته لدى الجماهير ... وحكم الجائزة هنا يرفع بالتأكيد من القيمة المادية للعمل الفني وصناعه .. وهذا التداخل الحتمي بين المال والفن والتنافس الشديد بينهما يوجد الكثير من الخلاف ويولد الكثير من الإتهامات التي قد تؤدي في النهاية إلى مقاطعة الفائزين للأكاديمية ورفضها الجائزة .. من بين هؤلاء دودلي نيكولس Dudley Nichols  صاحب جائزة افضل سيناريو عن فيلمه المخبر The Informer عام 1935 .. وكان نيكولز قد قاطع الحفل بسبب الصراعات التي نشبت بينه و نقابة الكتاب وبين الأكاديمية.. وهناك أيضا  جورج سي سكوت George C. Scott الحاصل على جائزة أفضل ممثل عن فيلمه باتون Patton عام 1970وكان رفضه للجائزة ينعكس على وصفه للمهرجان بأنه لا يعدو كونه موكبا للحوم meat parade وأنه يرفض ان يكون جزءا منه .. وهناك مارلون براندو Marlon Brando الحاصل على جائزة أفضل ممثل لعام 1972 عن فيلمه الأب الروحي  The Godfather وقد جاء رفضه تعبيرا عن التمييز الذي لحق صناعة الفيلم و سوء معاملة الهنود الحمر .. وفي حفل توزيع جوائز الأوسكار الخامس والأربعين أرسل براندو ساشين ليتلفيزر  Sacheen Littlefeather خطابا لقرائه في خمس عشرة صفحة يفند فيها انتقاداته للأكاديمية .. وهناك من يرون أن القيمة النقدية  والرؤية الفنية و التأثير الثقافي و الصفات والعادات المبتكرة من الأفلام لا تتوازن مع الحجم التصويتي لهذه الجائزة ودرجة الإهتمام بها  .. خاصة أن معادلة إجتذاب الأموال لصنع تجارة رابحة من إنتاج أفلام ذات قيمة عالية يتم الإحتشاد له في كثير من الأحيان لارضاء كبار المنتجين وصناع الأفلام والنجوم دون إهتمام بعمق الأفلام الكبيرة وما تحققه من قيم معنوية وفنية يشيد بها النقاد .. بل ان كثيرا منها بغلب عليها طابع ما يسمى بطعم الأوسكار Oscar bait لمغالاتها في عرض نوعيات معينة من الأفلام بين فترة واخرى في الولايات المتحدة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام .. و يبدو أن الأكاديمية تتعمد تكريم هذه النوعية من الأفلام : ففي أوائل الأربعينات إهتمت الأكلديمية بأفلام الحرب.. وفي أواخر الستينات و حتى منتصف الألفية الثانية إهتمت بدراما القضايا الإجتماعية .. ومن بداية الستينات وحتى منتصفها إهتمت بالملاحم التاريخية والموسيقية .. ثم عادت الميلودراما العائلية و ملاحم السيرة الذاتية في أواخر السبعينات وخلال الثمانينيات .. أما الأنواع غير النمطية مثل الأفلام التي سبق إعتبارها أفلام ثانوية B movies فقد تركز عليها إهتمام الأكاديمية في أوائل السبعينيات وحتى التسعينات .. ثم يبدأ التركيز على دراما الملاحم التاريخية الرومانتيكية في أواخر التسعينات وأوائل الألفية الثانية .. ولأفلام العنف المستقلة رصيد من هذا الجدول الزمني المحبوك في أواخر الحقبة الأولى من الألفية الثانية  .. وكذلك أفلام القرن العشرين التاريخية التي ظهرت في الحقبة الثانية من الألفية الثانية إلى آخره .. وقد أدى ظهور ذلك في بعض الأحيان إلى إنتقادات لاذعة تعبر عن إنفصال الأكاديمية عن الجمهور وفرض رؤيتها عليه وذلك من خلال تفضيلها لمصطلح طعم الأوسكار على تفضيل الجمهور .. لذلك تحاول الأكاديمية تعويض ذلك بترشيح هذه الأفلام داخل فئات أخرى .. مثل فئة جوائز التأثير والمونتاج لأفلام الخيال العلمي والآكشن .. أو فئة  السيناريو  وترشيحات الأدوار التمثيلية المساعدة وفئات الإخراج والتصوير السينمائي وترشيحات الفيلم الأجنبي للأفلام النقدية اللاذعة  .

ملكية تماثيل أوسكار Ownership of Oscar statuettes

لمن تؤول الملكية لهذه التماثيل بعد وفاة الفنان ؟ .. هل هناك حق أدبي للإحتفاظ بها في الأكاديمية ؟ ... منذ عام 1950  إشترطت الأكاديمية على الفائزين و ورثتهم بعدم بيع جوائز الأوسكار التي يحصلون عليها تكريما لتميزهم دون طرحها للبيع على الأكاديمية أولا بمبلغ  دولارا أمريكي واحد .. فاذا رفض الفائز الموافقة على هذا الشرط يصبح من حق الأكاديمية الإحتفاظ بالتمثال .. أما بالنسبة لجوائز الأوسكار التي لن تخضع لهذا الشرط فقد تم بيع بعضها في مزادات علنية وصفقات بالملايين .. ففي ديسمبر عام 2011عرض في المزاد تمثال الأوسكار الفائز به أورسون ويلز Orson Welles عام 1941 لأفضل سيناريو أصلي عن فيلم المواطن كين Citizen Kane وذلك بموجب حكم المحكمة الذي أقر في عام 2004 بأحقية الورثة في التمثال لعدم وجود إتفاقية موقعة بين ويلز والأكاديمية بإعادة التمثال إليها .. وقد تم بيع هذا التمثال في العشرين من ديسمبر عام 2011 في مزاد مفتوح على الإنترنيت بمبلغ 861،542 دولارا .. وعلى العكس من ذلك فقد  حاول حفيد مايكل تود Michael Todd بيع جائزة جده لأحد هواة جمع جوائز الأفلام في عام 1989 ولكن الأكاديمية فازت في المعركة القانونية بحصولها على أمر قضائي دائم لا يسمح بالبيع .. وعلى الرغم من نجاح البعض في بيع جوائزهم الموروثة أو الممنوحة لهم إلا أن هناك من المشتريين من قرروا إعادتها للأكاديمة في وقت لاحق للإحتفاظ بها في خزانتها .

مجلة المبتعث / أمريكا في

14.02.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2015)