كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

د.وليد سيف يكتُب ..

حكاية نور حتتنا

(ملف نور الشريف)

عن رحيل

هرم العطاء

نور الشريف

   
 
 
 
 

كانت سيرة نور الشريف منذ نهاية الستينات هى حديث أولاد حتتنا فى السيدة زينب، بين شارعى قدرى وعنايت، فالشاب اليتيم ابن المنطقة أصبح فى غمضة عين من أشهر نجوم السينما فى مصر، كنا صبية ولا نصدق أن هذا النجم كان منذ سنوات قليلة يلعب الكورة الشراب فى نفس الحارة الواسعة التى نلعب فيها، وكنا نتلهف على سماع سيرته من رفاق جيله ومنهم المخرج الراحل علاء كريم الذى ظل يعيش بيننا بسيطا ومتواضعا.

جاء ظهور نور الأول على شاشة التليفزيون خاطفا فى تمثيلية سهرة من إخراج محمد فاصل بعنوان الامتحان، ولكن حضوره اللافت جاء بعدها مباشرة فى مسلسل (القاهرة والناس) لفاضل أيضا فى نهاية الستينات، كان النظام يسعى بعد النكسة من خلال هذا العمل إلى الارتفاع بسقف الحرية ومنح الفنان الفرصة للتعبير عن أزمات المواطن وهمومه بعد سنوات طويلة من التشدد الرقابى وكبت الحريات.

فى حلقات القاهرة والناس المنفصلة المتصلة كنا نلتقى كل يوم مع أزمة جديدة تواجهها نفس الأسرة: الأب الموظف البسيط محمد توفيق والأم الحنون عزيزة حلمى، والأشقاء الأربعة أشرف عبد الغفور العاقل الرزين والطائش الشقى التائه نور الشريف والأخت الرومانسية نادية رشاد والشقيقة الصغيرة المكبوتة فاطمة مظهر.

كانت أسرة المسلسل شبيهة جدا بأسرنا البسيطة المتوسطة، وفى القلب كان نور الشريف الذى خطف القلوب بابتسامته الجميلة ووجهه البشوش كما أثار التعاطف الشديد مع أزمته كتلميذ فاشل لا يعرف ما هى أزمته ويبحث عن طريق بديل، وسرعان ما أصبح نور إبن حتة كل أهالى مصر الطيبين والبسطاء.

نجم سوبر

وسرعان ما تلقفته السينما فى فيلم ( قصر الشوق) فى دور مختلف تماما، كمال الرومانسى الخجول المتأمل الذى يعانى قهر الأب ويحمل على عاتقه طموحات الأسرة فى مستقبل مشرق ولكن آماله تتجاوز النجاحات الصغيرة ويحلق فى عالم الفلسفة، ويفعلها نور وينجح بامتياز وسرعان ما يتحول إلى نجم لا يشق له غبار، نجم كانت السينما تبحث عنه ، فمنذ عقد وأكثر لم تكن السينما قد قدمت وجها جديدا بعد جيل عمر الشريف وأحمد رمزى وحسن يوسف، وكانت أيضا فى حاجة إلى ممثل مختلف أكثر طبيعية وتلقائية وأكثر شبها بأجيال جديدة من جمهورها يحمل غضبها وتساؤلاتها بعد هزيمة 1967.

ولكن نور كأى شاب صغير تداهمه النجومية والشهرة والنجاح فجأة، فيصاب بحالة من الضياع وإنعدام الوزن، ويتكالب عليه تجار السينما ليشارك فى أفلام تجارية متواضعة مثل ( بنت من البنات) و( زوجة لخمسة رجال) و(شباب فى العاصفة) وأفلام أخرى قدمها فى لبنان التى كانت لاس فيجاس الشرق، يسافر إليها كثيرا مثل غيره من الفنانين الشباب، ونسمع أخبارا غير طيبة عن نور، ونغضب على ابن حتتنا الذى تخلى عن أصوله وأغرته سكرة النجاح.

ولكن نور بموهبته وذكائه وثقافته التى يصقلها على مهل يجتاز أزمته سريعا ويستعيد نجوميته ويعود ليقدم أفلاما مهمة وأدوارا صعبة تكشف له ولنا عن جوانب جديدة من موهبته، فيلعب كامل رؤبا لاظ الشاب المعقد نفسيا والعاجز جنسيا فى (السراب) والشاب الطيب البرىء المولع بحكايات رئيسه فى العمل محمود مرسى فى (زوجتى والكلب) والخائف من المجهول مثلنا جميعا إلى حد الذعر فى الخوف والشاب المستهتر الذى يتسبب فى انهيار عائلته فى كلمة شرف.

فى عقد السبعينات يقتسم نور عرش النجومية مع محمود ياسين وحسين فهمى، لكل منهم أسلوبه ومذاقه، ويظل نور فى داخل دائرة نجوم الشباك الكبار فى السينما فى الثمانينات وحتى منتصف التسعينات أيضا، ليواصل بعدها مسيرته كنجم تليفزيونى كبير ورئيسى على شاشة رمضان، مسيرة طويلة لا تفارقه فيها النجومية تقترب من النصف قرن، وفى إنجاز لم يحققه فى تاريخ نجومنا سوى فريد شوقى وعادل إمام.

رجل صناعة

فى منتصف السبعينات واصل نور مشواره مع النجومية بحساباته الدقيقة وفهمه المتزايد للسينما وجمهورها، تحول نور سريعا إلى رجل صناعة وثقافة وليس مجرد ممثل لا يجيد سوى مهنته، فهو يراقب ويتأمل وتتعاظم ثقافته ويتعرف على كل قواعد لعبة السينما، ويبدأ مسيرته كمنتج مع فيلم دائرة الانتقام 1976ويمنح الفرصة لسمير سيف كمخرج جديد يراهن عليه فيصبح أحد أهم الفرسان فى أفلام الحركة، سيكرر هذا كثيرا أيضا، بل إن نور كنجم كبير له اسمه الذى يرتبط فى أذهان الجماهير بأفلام تمتعهم وتحترم عقولهم سيقف إلى جوار مواهب شابة فى أعمالهم الأولى سيحدثون انقلابا فى مسار السينما المصرية، فمع محمد خان يقوم ببطولة أول أفلامه (ضربة شمس) ومع داود عبد السيد أيضا فى باكورة أعماله ( الصعاليك) ومع عاطف الطيبة سيخوضان مسيرة طويلة تبدا بسواق الأوتوبيس.

يعود نور ليؤكد لنا أنه ابن الحارة المصرية الأصيل الذى يحتضن كل موهبة شابة بلا ظهر أو سند، تمر السنوات ويواصل نور النجاح ويحصد الجوائز والنجاح ويزداد حبنا وتعلقنا بابن حتتنا الذى أبى ان يكون نجما عاديا ولكنه أراد أن يكون نموذجا فى االفن والعطاء يقدم فنا قويا وجريئا يتفق مع مبادئه، وتصل جرأته إلى مداها فى ( ناجى العلى) 1992، حين يرسم بأدائه صورة هذا الفنان الذى تتحول الرسومات الكاريكاتيرية إلى خناجر تطعن عجز الأنظمة، ولكن هذه الجرأة تشعل الغضب فى قلوب حكوماتنا وحكومات عربية تأبى أن يفضح الفيلم عجزها وتخاذلها.

وتنطلق حملة إعلامية عنيفة ضد نور والفيلم، وعلى الرغم من شراسة الحملة يواصل نور مسيرته بنجاح بقوته وإصراره وإيمانه بمبادئه، ويلعب دور ابن رشد مع يوسف شاهين ليكشف عن أخطر ما يهدد الأمة العربية والإسلامية من تيار رجعى متخلف يبدد العقول ويقهر أصحاب الفكر، ويعود ليشارك فى عمارة يعقوبيان الفيلم الذى فضح نظام مبارك وكشف سلبياته وعوراته بجرأة غير مسبوقة.

وكان ابن حتتنا يدرك أنه عليه أيضا ان يمتعنا ويسلينا بأفلام خفيفة لكن محكمة الصنع فأبهرنا بأدائه المتقن فى أفلام الحركة مثل (الفتى الشرير) و( لعبة الانتقام و( أقوى الرجال) وبرقته وعذوبته فى رومانسيات مثل (حبيبى دائما) و( كل هذا الحب) وأضحكنا فى كوميديات مثل (البعض يذهب للمأذون مرتين) و(غريب فى بيتى) ورغم التنوع والغزارة حافظ نور على مستوى لم يتنازل عنه قط.

رجل مثالى

على مستوى الأسرة ظل نور وعبر سنوات طويلة يمثل رب البيت المستقر والمثل لبناء أسرة سعيدة، وآلمنا كثيرا أن تمر أسرته بمحنة الانفصال وكأن البيت الذى يتهدد هو بيت شقيقنا أو ابن عمومتنا، وارتحنا كثيرا عندما عادت المياه إلى مجاريها فأسرة نور هى أسرتنا جميعا التى نعرفها ونتابع أخبارها بحب واهتمام.

كان فنانا بدرجة ديبلوماسى لم يسئ لأحد ولم يقس على أحد وكان يحترم من يختلف معه بشدة ولا يتردد فى إبداء رأيه بشجاعة لكن بذوق وأدب، عندما قابلته بعد احتراف الكتابة لأعرض عليه أحد سيناريوهاتى انبهرت بأسلوبه الراقى وتواضعه الجم وثقافته العالية.. واختلفنا دون أن يقل احترامى وتقديرى له..

فى العام الماضى تألمنا بشدة لحالة المرض التى أصابته، كنا فى طريقنا إلى حفل تكريمه فى مهرجان الإسكندرية وتسرب خبر إصابته بالمرض اللعين وتحول الاحتفال إلى شلال من الحب والشجن من مختلف أجيال الممثلين والسينمائيين.

رحل نور ولكنه سوف يظل الضوء والأمل لأجيال عديدة من أولاد حتتنا وبلدنا كلها بسيرة كفاحه ورحلة نجاحه وأدواره التى لن تنمحى من ذاكرة السينما، فقد كانت قصة صعود نور الشريف الفتى اليتيم الفقير فى سماء الفن هى شحنة الوقود والطاقة التى منحتنا الأمل فى أن أى منا نحن أبناء الحى الشعبى البسطاء يمكن أن يكون نجما لو كانت لديه موهبة وإصرار وذكاء نور ..ولن ننسى فرحتنا حين جاء لزيارة الحى بسيارة فولكس سبور بعد أن صار نجما.. فكنا نعتبر أنفسنا شركاء له فى أى نجاح أو انتصار أو سيارة..

عبر طاقة الأمل التى منحها لنا نور الشريف صار من أولاد حتتنا نجوم فى مختلف مجالات الفن منهم مدير التصوير محسن أحمد والمخرج علاء كريم والفنان محمود مسعود وغيرهم..كما صار هناك نجوم وفنانون من مختلف أنحاء مصر يدينون له بالفضل، ورغما عن الرحيل سوف يظل نور بفنه وسيرته وذكراه نوارة حتتنا وكل حارة فى مصر أسعدها وامتعها وقدم لها النموذج فى الموهبة والكفاح والعمل بإصرار وحب وعن رغبة صادقة فى العطاء لتنوير أهل بلدنا الطيبين.

####

أسامة عبد الفتاح يكتُب ..

“نور الشريف” الشاطر حسن

حافظ على مكانه ومكانته خمسين عاما فأصبح أطول النجوم عمرا فى تاريخ السينما المصرية

لم يكن “حسن”، وهو يسدد اللكمات للص صغير، فى نهار قاهرى مكفهر، يشير إلى نهاية فيلم “سواق الأتوبيس” (1982) فقط، بل كان يعلن بداية صحوة سينمائية قادتها مجموعة ممن أرادوا وضع حد لانحطاط وابتذال سينما الانفتاح والمقاولات فى سبعينات القرن الماضي، والنزول إلى الشارع للتعبير عن البسطاء والبشر “الحقيقيين” الذين طالما غابوا عن شاشة السينما المصرية.

لم يكن، وهو يمسك بتلابيب ذلك الشخص البائس، يلقى القبض على نشّال فحسب، بل كان يصفّى حساب جيل حارب وانتصر فى أكتوبر 1973 مع طفيليين ظهروا – مع تطبيق سياسة الانفتاح فى منتصف السبعينات – كالعفن على سطح الوطن ليشوّهوه ويمصوا ثمار نضال غيرهم، ويضرب فى ذلك النشّال جميع اللصوص وجميع كائنات الانفتاح الممسوخة من حيتان وقطط سمان.

لم يكن، وهو يطلق صرخته المدوية الشهيرة “يا ولاد الكلب”، يغضب لمسألة شخصية، أو ينتقم لما تعرض له من اعتداء وسرقة لـ “شقا عمره”، بل كان يصرخ فى وجه كل فساد وظلم وقهر، ويعلن التمرد والثورة على أوضاع مغلوطة بدت طارئة لكنها دامت وجثمت على صدر الوطن طويلا لتهضم حقوق كثير من أبنائه.

وعندما فشلت الثورة، وذهبت الصرخة أدراج الرياح، وكبر اللص الصغير وتوحش حتى أصبح حوتا كبيرا يلتهم كل الناس وكل شيء، وأضاف إلى جرائمه عار الخيانة وسط العجز والتواطؤ الرسمى من قبل “كبار الدولة”، لم يجد “حسن” بدا من الحل الفردي، ليس فقط لرد اعتباره، وليس فقط لاسترداد سمعته وكرامته، ولكن لاسترداد كرامة البلد كله، فانضم إلى “كتيبة الإعدام” (1989) المكونة من ضحايا آخرين لحوت الانفتاح الخائن، والتى تولت تصفيته جسديا لتحصل على تقدير وتأييد المصريين.

فى كل مرة “حسن”، وفى كل مرة… نور الشريف.

دائما هو “الشاطر حسن”، دائما هو الحلم والحقيقة أيضا. ليس من الضرورى أن يصعد اجتماعيا ويغتني، أو أن يتزوج الأميرة الجميلة، أو أن يتولى الحكم.. ليس من اللازم أن يكون قويا وذا سيف بتّار، بل الأرجح والأغلب أن يكون مأزوما أو مقهورا، المهم أنه يتواجد دائما ليحاول أن يُنقذ ويُخلِّص، ويكون لسان الغلابة والبسطاء.

يبدو لى الشريف، الذى غيّبه الموت الثلاثاء الماضي، حلا سينمائيا مثاليا للمخرجين الباحثين ليس فقط عن الأداء، ولكن أيضا عن الممثل المثقف الذى يفهم ما يقوله ويستوعب الدور الذى يلعبه، ويستطيع الأداء بأكثر من طريقة ووفق أكثر من منهج، سواء بفضل الموهبة التى يملكها أو المرونة التى يتمتع بها، والأهم: بفضل اجتهاده الشديد فى عمله، وقراءاته اللانهائية، ودأبه على المذاكرة المستمرة ليتفوق على أقرانه.. ويعرف الوسط السينمائى كله أمر كشكول الشريف الشهير الذى كان يسجل فيه مشاهداته وملاحظاته على من يقابلهم فى الشارع، خاصة الشخصيات غريبة الأطوار، إلى درجة تسجيل “اللزمات” الحركية الخاصة بهم للاستعانة بها فى أدواره، ومنها “لزمة” حركة الرقبة الشهيرة التى استخدمها لأداء شخصية “كمال” فى فيلم “العار” (1982).

ولذلك أنجز ما لم ينجزه غيره من الممثلين، وجمع الكثير من الأشتات.. سيظل من المدهش – على سبيل المثال – أن يكون قد عمل مع حسن الإمام ويوسف شاهين وتميز مع كل منهما، وأن يكون ممثلا مفضلا لشاهين وكذلك لعاطف الطيب ومحمد خان – مع اختلاف كل من هؤلاء المخرجين عن الآخر، وأن يؤدى الأدوار الكوميدية بنفس التمكن الذى يجسد به الشخصيات التراجيدية، وأن يترك بصمة فيما يسمى بالأفلام التجارية لا تقل وضوحا عن بصمته فى التجارب المختلفة التى تضع الجانب الفنى فى المقام الأول، وأن يحقق فى المسرح والتليفزيون نفس النجاح الذى حققه فى السينما، ليس فقط كممثل، ولكن أيضا ككاتب ومخرج.

وبالنظر لذلك كله، كان من الطبيعى أن يصبح أطول النجوم عمرا فى تاريخ السينما المصرية، فقد بدأ نجما فى منتصف الستينات من القرن الماضى ورحل نجما قبل أسبوع واحد، أى حافظ على مكانه ومكانته ما يقرب من خمسين عاما.. وما أقصده هنا تحديدا – وهذا الكلام موجه لعشاق الجدل – أن عدد أدواره الثانية، طوال عمره، لا يتجاوز أصابع اليدين، وربما اليد الواحدة، بعكس زملاء له قضوا سنوات طويلة مجرد “كومبارس” أو ممثلين مساعدين قبل أن يصبحوا نجوما، أو بدءوا نجوما ثم غابت شمسهم سريعا.

أما أفضل ما أنجزه، فهو انضمامه لقائمة قصيرة جدا من النجوم الذين أعادوا ضخ ما ربحوه من صناعة السينما فى الصناعة نفسها، وفى أوقات صعبة كانت تمر خلالها بأزمات، وكان الربح خلالها غير مضمون.. والأهم: أنه لم يلجأ لأى خلطات تجارية مُجرَّبة فى الأفلام التى أنتجها، ولم يحم حتى رأسماله بمخرجين مخضرمين يعرفون خبايا السوق، بل دفع عدة مرات – بجرأة وشجاعة – بمخرجين يعملون لأول مرة، وكان له فضل تقديم أسماء صارت فيما بعد من أهم صناع السينما المصرية، مثل محمد خان فى فيلم “ضربة شمس” (1979)، وسمير سيف فى “دائرة الانتقام” (1976)، ومحمد النجار فى “زمن حاتم زهران” (1986).

وبصرف النظر عن الحزن الذى خيّم على جميع المصريين “الأسوياء” بعد رحيله، ومشاركة جميع النجوم فى توديعه، لأن ذلك يمكن تفسيره باعتيادنا عدم تذكر الفنانين إلا بعد وفاتهم، كان أبسط دليل على مكانة نور الشريف فى بلده، مظاهرة الحب التى شهدتها الإسكندرية العام الماضى تكريما له بعد قرار إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط إقامة دورته الثلاثين باسمه وعلى شرفه، فإذا بها تتحول لأكبر وأهم دورات المهرجان على الإطلاق، وإذا بها تشهد أكبر حجم من مشاركة النجوم المصريين فى تاريخ المهرجان، وكان معظمهم يردد بحب: “إحنا جايين عشان نور”.

جريدة القاهرة في

21.08.2015

 
 

صباح السبت

متحف لمقتنيات نور الشريف

بقلم : مجدى عبد العزيز

نور الشريف فنان سوف يظل أسمه محفورا في التاريخ حتي يرث الله الأرض ومن عليها ولن تنساه الأجيال المتعاقبة فهو يعيش بيننا بأعماله الخالدة كمنتج وممثل ومخرج وكفنان مثقف له اسهامات كثيرة في مجالات الإبداع المختلفة انه كالهرم رحل أجدادنا القدماء الذين شيدوه ولكنه لايزال يقف شامخا شاهدا علي تاريخنا وحضارتنا علي مر العصور.

وإنطلاقا من إيماني باحقية نور الشريف في تخليد ذكراه وإحياء اسمه بصفة دائمة أطالب الدولة ممثلة في وزارة الثقافة بضرورة اقامة متحف قومي يحمل أسمه ويضم كل مقتنياته الخاصة فنحن لسنا أقل من الدول الكبري التي تخلد المشاهير من ابنائها الفنانين والادباء والسياسين بل ولاعبي كرة القدم الذين أصبح لهم أيضا مكانة في اقتناء مقتنياتهم والاحتفاء بها في متاحف شهيرة تحمل اسماءهم وتعد من أهم مزارات بلادهم السياحية.

صديقي الراحل العظيم نور الشريف يمتلك مكتبه لايقدر ثمنها بمال ووضع فيها تحويشة عمره وتضم كنوزا ثقافية بكل لغات العالم بجانب اللغة العربية فهو قارئ يعشق العلم والمعرفة ويتعامل معها بشراهة المحب لعاشيقه ثم هو ايضا لديه مئات الصور النادرة بعضها فوتوغرافي والآخر لوحات زيتية كانت تمثل بالنسبة له محطات مهمة كمفكر وكفنان وكانسان.

ونور الشريف لديه ملابس وأحذية وأكسسورات كل دور قدمه في أعماله الفنية سواء علي شاشتي السينما والتليفزيون أو فوق خشبة المسرح وهو يحتفظ ببعض سيناريوهات هذه الاعمال وعليها تعليقاته واضافاته ووجهة نظره في البناء الدرامي ورؤيته لكيفية تقديمها وأهم ملاحظات الرقابة عليها.

وفوق هذا وذاك يمتلك نور الشريف أزياء وملابس شخصيه وعشرات الاحذية لاستخدامها في حياته الخاصة فقد كان علي الرغم من بساطته يتميز بالشياكة والاناقة وكان شديد الحرص علي شراء معظم ملابسه من الصناعة المصرية ونادرا ما كان يتردد علي بيوت الازياء العالمية حيث كان لديه ايمانا قاطعا بأن الانتاج المحلي لايقل في جودته عن نظيره العالمي.

وكان لنور الشريف هوايات متعددة بخلاف ممارسته لكرة القدم ولعبة البلياردو فهو واحد من فنانينا اصحاب الموهبة في التصوير الفوتوغرافي وكنت دائما احاول اقناعه بإقامة معارض تحمل أسمه في هذه الهواية ولكنه كان يرفض ذلك باعتباره شأن شخصي.

وحتي عندما أشتد المرض عليه كان نور الشريف يحرص علي اقتناء كاميرات التصوير وشراء أحدث الاسطوانات الموسيقية العالمية والمصرية والخليجية ويسارع إلي اقتناء التماثيل والاكسسورات والتحف من كل مكان يقوم بزيارته كنوع من الذكري اضف إلي كل ذلك عقود أفلامه وتعاقداته وشرائط برنامجه التليفزيوني الوحيد الذي قدمه لأول وآخر مرة كمقدم برامج تليفزيونية وخصصة للحديث عن معشوقته السينما بين الأمس واليوم وغدا.

مقتنيات نور الشريف الشخصية كثيرة وتمثل قيمة كبيرة مثل مقتنيات أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش وشاعرنا العظيم أحمد شوقي وأديبنا العبقري عباس محمود العقاد ولابد ان تقوم الدولة بدورها نحوه وتحفظ تراثه وتصونه بمايليق بمكانته وقامته وقدره وهو ماسوف يسعد أسرته خاصة العزيزة بوسي وبناته الاحباب سارة ومي ومرورا بكل أفراد عائلته الكريمة وهم جميعا يتطلعون إلي تكريمه وإلي الاستمرار في احياء ذكراه الخالدة.

وعلي الجانب الآخر أقترح علي القديرة د. أحلام يونس رئيس أكاديمية الفنون منحه درجة الدكتوراه الفخرية فنور الشريف ابن المعهد العالي للفنون المسرحية وأحد كبار رموزه ولايمكن تجاهله وقد علمت ان هناك بعض الشخصيات العربية السياسية المهمة قد طلبت من قادة دولها تكريمه علي المستويين الرسمي والشعبي بل وأيضا الاكاديمي.

ولا يمكن انهي سطوري هذه دون الاشادة بقرار صديقي العزيز أسامة هيكل رئيس مدينة الانتاج الإعلامي الذي كان صاحب أول مبادرة لتكريم نور الشريف بإطلاق اسمه مع العالمي عمر الشريف علي أحدث الاستوديوهات التي يتم بناؤها  الآن داخل المدينة.

وفي انتظار قرار د. عبدالوحد النبوي وزير الثقافة فهو الوحيد القادر علي اقامة متحف قومي محترم لمقتنيات فنان بقيمة وجحم وقامة العظيم نور الشريف ولابد أيضا أن تمنح الدولة لأسمه وسام العلوم والفنون من الطبق الأولي وهو يستحق عن جدارة كل هذا التقدير.

magdeabdlaziz@gmail.com

أخبار اليوم المصرية في

21.08.2015

 
 

خواطر فنية

"حبيبي دائماً".. وداعاً!!

بقلم : نادر أحمد

* لم يكن رحيل نجم السينما المصرية الفنان الكبير نور الشريف مفاجئاً.. بل كان متوقعًا من جميع المحيطين به من اصدقائه وزملائه وعائلته.. وجمهوره.. ولكن الصدمة تأتي عندما نتلقي خبر الوفاة.. وتمثل ذلك التوقع عندما التف عدد من اصدقائه الفنانين حوله في احتفالية تكريمه بمهرجان الاسكندرية السينمائي في دورته الاخيرة العام الماضي.. حيث ظهر عليه الوهن والضعف والهزال وانخفاض وزنه بسبب معاناته الشديدة من المرض.. حتي ان اصدقاءه الفنانين والفنانات الذين حضروا احتفالية تكريمه لم يتمكنوا من ايقاف دموعهم والبكاء علي حاله.. واعتبر البعض منهم ان احتفالية تكريمه.. ما هي إلا احتفالية وداعه!! 

* كان الفارق بينهما شهرا واحدا حيث رحل النجم العالمي عمر الشريف في 10 يوليو بينما توفي الفنان القدير نور الشريف في 11 اغسطس.. حيث كان عمر الشريف هو نجمه المفضل في شبابه والمثل الأعلي له حتي انه ربط اسمه بلقبه.. ويشاء القدر أن يفارق النجمان الحياة في عام واحد بل وبينهما أيام قليلة. ولا يختلف اثنان علي أن قيمة نور الشريف الفنية وموهبته لا تقل بأي حال من الأحوال عن موهبة النجم العالمي عمر الشريف وقيمته الفنية.. وإن كان تفوق عمر في أنه وصل للعالمية في الوقت الذي تميز فيه نور الشريف بقدرته المتواصلة علي اقتناص الجوائز الدولية في المهرجانات السينمائية!! 

* عرف الجمهور المصري نور الشريف منذ بداياته وارتبط به كإبن وأخ وصديق وحبيب.. وكل الصفات العائلية منذ بدأ يشارك في المسلسل التليفزيوني الشهير "القاهرة والناس" ــ في أول عمل اخراجي للمخرج محمد فاضل ــ حيث كان أحد أفراد عائلة أسرة مصرية متوسطة ضمت الراحلين محمد توفيق وعزيزة حلمي والفنانة كريمة مختار والجيل الجديد أبناء الأسرة نور الشريف وأشرف عبدالغفور وفاطمة مظهر ونادية رشاد.. كما شهد المسلسل مشاركة عدد كبير من الأسماء في بداية طريقها مثل بوسي وشقيقتها نورا والفنانة المعتزلة شهيرة وأيضا محمود ياسين وصلاح السعدني وصلاح قابيل وممدوح عبدالعليم وغيرهم!! 

* أحب الجمهور نور الشريف في شخصية الأخ الأصغر "عادل".. ورأي فيه أحد أبناء الأسرة المصرية بآرائه الجريئة وفلسفته الشابة.. فأحبه الجمهور قبل أن يخطو في السينما.. فكانت بدايته قوية مع جمهور العائلة المصرية.. فقد كان المسلسل أشبه بالبرنامج اليومي الشهير "ربات البيوت".. ولكنه كان مسلسلاً اسبوعياً بدأت إذاعته كل يوم جمعة بعد صلاة الظهر منذ نهاية الستينيات حتي أوائل السبعينيات محققا نجاحا بمناقشته قضايا الساعة والمجتمع في حلقاته!! 

* كانت قصة حب الفنانة بوسي ونور الشريف مثار اعجاب كل المحيطين بهما.. بل والملايين من عشاقهما علي مستوي مصر والوطن العربي.. لذلك عندما دبت الخلافات العائلية بينهما جاء الانفصال.. ولكن الجميع رفض تصديق خبر الطلاق خاصة أنهما عاشا معا لاكثر من 30 عاما لم يسمع أحد عنهما شيئاً.. حتي نحن الصحفيين كتبنا عدة مرات أن نور وبوسي عائدان خلال ساعات وأيام قليلة ولكن سحابة الصيف الثقيلة دامت ما يقرب من عشر سنوات!! 

* أحب الجمهور بوسي ونور الشريف.. واعتبر قصة حبهما وزواجهما الطويل بمثابة الأمل في أن قصة حب تدوم في هذا الزمن.. وكان هو السر في رفض الجمهور فكرة الانفصال.. وانتهت السحابة الثقيلة.. وعاد العاشقان كزوجين مرة أخري قبل شهور قليلة من رحيل النجم الكبير.. ولأن قصة حبهما كانت فريدة في الوسط والمجتمع لم نسمع أحدهما يتفوه بكلمة تسيء للآخر.. منتهي الحب والاحترام!! 

* رحم الله نور الشريف.. كان صادقا في عمله.. لذلك بكي عليه اصدقاؤه وزملاؤه وجمهوره.. وكانت جنازته وليلة عزائه خير شاهد علي "كل هذا الحب".. فقد كان نور الشريف "حدوتة مصرية" ولم يكن أبدًا "غريب في بيتي" أو بيتك!! 

Nader Ahmed331@hotmail.com

الجمهورية المصرية في

24.08.2015

 
 

ورحل مكتشف وصانع النجوم

كتب : ماجى حامد

ورحل الفنان والأب النجم الكبير نور الشريف، الذى لطالما آمن بالموهبة الحقيقية وساندها وأخذ بأيديها إلى بر الأمان، تاركًا فى وجدانها وذاكرتها أرقى مشاعر الحب،  اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى ومجالس جيل الشباب فى الوسط الفنى، بعد رحيله وحرص جميعهم على التعبير عن مشاعرهم تجاه الأب الذى كتب بيده شهادة ميلاد عدد كبير منهم ليكون «وش السعد» عليهم فى عالم الدراما.

المصير

أحد أبرز روائع المخرج الكبير يوسف شاهين، والذى قام من خلاله نور الشريف بدور ابن رشد، وشاركه البطولة من خلاله كل من النجم محمد منير، النجمة ليلى علوى، النجمة صفية العمرى، هذا بالإضافة إلى نخبة كبيرة من المواهب الشابة التى كتب «المصير» شهادة ميلادها، حتى أصبحت اليوم من أبرز نجوم الفن، كان أشهرها النجم هانى سلامة، ومسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى»، هذا المسلسل الذى شهد حشدًا كبيرًا من المواهب الشابة التى شاهدناها جميعا تلتف حول النجم الكبير نور الشريف أو الحاج عبدالغفور البرعى، والتى على رأسها الفنان محمد رياض، الفنانة حنان ترك، الفنانة منال سلامة، الفنان أحمد سلامة، أيضا مسلسل «عائلة الحاج متولى» وحشد آخر من المواهب الشابة من أبرزها النجمة سمية الخشاب، النجمة رانيا يوسف والنجم مصطفى شعبان، وهكذا مازالت الأعمال الفنية تتوالى ومازالت تتوالى معها اكتشافات نجمنا الكبير نور الشريف، فمن أبرزها، مسلسل «العطار والسبع بنات» وبداية حقيقية كانت أيضا وش السعد على كل من الفنانة لقاء الخميسى، الفنان مجدى كامل، وضعت كلاً منهما على أول الطريق الصحيح، معلنة عن موهبة حقيقية بداخل كل منهما، بتوقيع النجم الكبير نور الشريف.

الرجل الآخر

من منا لا يتذكر مسلسل «الرجل الآخر»، الذى قدمه النجم نور الشريف فى عام 2000 وقد شهد بداية حقيقية للفنان أحمد زاهر أو حازم، الذى لعب دور نجل النجم نور الشريف من خلال أحداث المسلسل، أيضا النجمة رانيا فريد شوقى التى حقق لها مسلسل «الرجل الآخر» نقلة حقيقية فى مشوارها الفنى، فمن خلاله قدمت دور كاميليا زوجة الابن، التى استطاعت أن تفرض من خلاله موهبتها التى آمن بها النجم نور الشريف ووضع ثقته فيها، ليكون وش السعد عليها، حتى تشهد على غرارها الفنانة رانيا فريد شوقى انطلاقة حقيقية فى مشوارها الفنى، هذا المشوار الذى حالفها الحظ من خلاله حتى تقف أمام النجم الكبير نور الشريف من خلال كل من مسلسل «الرجل الآخر» ومسلسل «العطار والسبع بنات».

على الرغم من ذلك تجد الفنانة رانيا فريد شوقى أن عملين فى صحبة الفنان نور الشريف، حصيلة كافية ومرضية بالنسبة لها، أمهلتها الوقت لمعرفة إنسان وفنان اسمه نور الشريف، التى عبرت عن حزنها الشديد على رحيله قائلة عنه: «خليط بين جيلين، هما جيل الفنان فريد شوقى والفنانة فاتن حمامة وجيله، فأنا طالما لمست ذلك العامل المشترك بينه وبين والدى، هذا العامل هو عشق كل منهما للفن، فقد كان أبى كلما سأل عن أى الفنانين الشباب ترى نفسك فى فترة الشباب، فأنا ما زلت أتذكر إجابته التى لم تتغير بمرور الوقت، فقد كان دائما ما يؤكد أنه يرى نفسه فى نور الشريف، لذلك أجد نفسى فخورة للغاية بالعمل معه، فيكفينى فخرا أنه تمت كتابة اسمى على تيتر مسلسل نجمه هو نور الشريف، فأنا مازلت أتذكره وهو ينادى عليّ: «تعالى يا شقية، يا عفريتة»، لقب لم أكن أدرك قيمته فى البداية، ولكن فى النهاية أدركته وأدركت قيمته، فهو لقب يتم إطلاقه على الممثل الذى يجيد تعدد الأدوار، الآن سوف أتحدث عن نور الشريف الإنسان، فقد كان خلوقًا، يجد أن من واجبه الوقوف بجوار المواهب الجديدة الملتزمة وتشجيعها، التى أحمد الله أننى كنت واحدة منها، فمن أقوى المشاهد التى مازالت عالقة فى ذاكرتى، أحد المشاهد من خلال مسلسل «العطار والسبع بنات»، والنجم الكبير نور الشريف يستوقفنى ليتساءل عن السبب وراء اختيارى للسبحة الزرقاء كأحد اكسسوارت الدور الذى أقدمه، فقد كان يهتم كثيرًا بالتفاصيل الخارجية والداخلية، وهنا صارحته برأيى بأهميتها بالنسبة للدور، فهى برأيى صلة الوصل بين كل من الشخصيتين اللتين أقدمهما من خلال المسلسل، فأنا من خلاله قدمت شخصية الراقصة التى تتوب لتتحول إلى شيخة وصاحبة كرامات، ونقلة فى غاية الصعوبة فى حاجة إلى بعض العناصر التى تبرزها، على سبيل المثال لون السبحة الذى يبرهن على طبيعة تلك المرأة الدلوعة التى كانت راقصة ثم أصبحت شيخة».

الدالى

من أبرز نجوم الفن أيضا اليوم والذين حالفهم الحظ بالوقوف أمام النجم الكبير نور الشريف فى أولى تجاربهم التمثيلية فى التليفزيون لإثبات موهبتهم هو الفنان الشاب حسن الرداد، الذى جاء لقاؤه بالفنان نور الشريف بمثابة وش السعد عليه، وذلك من خلال مسلسل الدالى، الذى قدمه نجمنا نور الشريف عام 2007، والذى جسد من خلاله حسن دور نجل الفنان نور الشريف، وأكبر تحدٍ قد يتعرض له أى ممثل فى بداياته، وأحلى مفاجأة قد يحملها له القدر، فقد جاء هذا العمل ليعلن عن ميلاد موهبة جديدة، موهبة كان من أوائل المتحدثين عنها هو نور الشريف، ومن أوائل المتحمسين لها والمؤثرين فيها، تلك الموهبة هى للفنان الشاب حسن الرداد الذى أعلن عبر صفحته الشخصية فور إعلان وفاة النجم الكبير نور الشريف عن فقدانه لا للأستاذ فقط بل للأب حيث قال: «يا حبيبى يا أبويا، صعب الكلام، صعب وداعك يا حبيبى، كنت إنسانًا نادرًا ما يوجد مثله، وعلامة من علامات الفن فى العالم العربى، وداعا الأستاذ نور الشريف، يا أطيب وأجمل إنسان».

أما الفنان الشاب أحمد صفوت الذى شهد أيضا مسلسل «الدالى» ميلادًا حقيقيًا لموهبته الذى خرج علينا بدور من أصعب ما يكون وجهًا لوجه أمام النجم نور الشريف، ليكون مجرد البداية الحقيقية فى مشوار عمره الفنى، الذى شهد عقب ذلك اللقاء الفنى بالنجم الكبير نور الشريف انطلاقة حقيقية حافلة بالعديد من البطولات سواء فى السينما أو التليفزيون، فقد تحدث إلينا فى إيجاز شديد عن وش السعد عليه، الأستاذ والأب الروحى بالنسبة إليه الفنان القدير نور الشريف قائلا: «فراغ كبير رحل تاركا لنا إياه أستاذى وأبويا وفنانى الكبير نور الشريف، فقد يكون العالم بأكمله فقد فنانًا قديرًا، أما أنا وجميع أبناء جيلى فقد فقدنا جميعا أبًا وأستاذًا وقيمة أثرت بالكثير فى حياتنا، فقد كنت أجلس بصحبة بعض أبناء جيلى نتحدث عن الفنان الكبير نور الشريف وعودة إلى أجمل الذكريات التى ستظل خالدة فى الذاكرة، وفى لحظة ما استوقفتنى نفسى لثوان قليلة لأكتشف أننى خسرت كثيرا برحيل أستاذى وأبويا الروحى نور الشريف».

ضربة شمس

لم يكتف شمس او النجم الكبير نور الشريف باكتشافه لابرز المواهب الشابة على مستوى التمثيل، فكلما ذكر اسم نور الشريف سيخبر التاريخ جميع الاجيال القادمة عن دوره الذى لعبه فى اكتشاف عمالقة الاخراج فى مصر بداية من المخرج الكبير محمد خان، الذى قدم معه نور الشريف فيلمه ضربة شمس، والذى حقق نقلة حقيقية فى تاريخه الاخراجى، ايضا المخرج داوود عبد السيد الذى قام بتأليف فيلم الصعاليك من بطولة النجم نور الشريف والذى حقق ايضا نقلة حقيقية فى مشوار المبدع داوود عبد السيد فى بداية رحلته الفنية، هذا بالاضافة إلى المخرج عاطف الطيب الذى تعاون مع النجم نور الشريف فى بداياته من خلال فيلم سواق الاتوبيس وايضا فيلم الغيرة القاتلة، تلك الاعمال السينمائية التى قدمت حدوتة اخراجية فريدة من نوعها اسمها عاطف الطيب، انصفها واخذ بيدها إلى بر الامان انسان وفنان، وهب حياته لفنه، راهن على الكثير من المواهب الحقيقية، فما من مرة خاب ظنه باحدى تلك المواهب، انه نور الشريف .•

صباح الخير المصرية في

25.08.2015

 
 

تكريم اسم نور الشريف في مهرجان الحب والسلام

كتب: أحمد الجزار

قررت إدارة مهرجان الحب والسلام في دورته الثالثة تكريم اسم الفنان الكبير الراحل نور الشريف، وعددًا آخر من الفنانين الكبار في السينما والدراما المصرية. ومن المقرر أن يعلن أوائل شهر سبتمبر القادم عن تفاصيل الدورة بالكامل في مؤتمر صحفى بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة.

وكان مهرجان الحب والسلام قد كرَّم في دوراته الماضية عددًا من نجوم الفن منهم فاروق الفيشاوى، وعفاف شعيب وعزت العلايلى وديانا كرازون وباسم سمرة وسوزان نجم الدين وداليا مصطفى وأميرة فتحى، بالاضافة إلى بعض ابطال مسلسل «ابن حلال محسن منصور وسهر الصايغ وحسام داغر، وأسامة منير والإعلامى أسامة كمال.

المصري اليوم في

26.08.2015

 
 

نور الشريف.. فتوة الحرافيش الأشهر

علا الشافعى

كمال عبد الجواد فى «قصر الشوق».. كامل فى «السراب».. إسماعيل الشيخ فى «الكرنك».. زعتر فى «أهل القمة».. جعفر الراوى فى «قلب الليل».. وشطا الحجرى في «الشيطان يعظ».. تلك هى أسماء لشخصيات جسدها المبدع الراحل نور الشريف وغاص من خلالها فى أدب الكاتب العملاق نجيب محفوظ.. كان نور نجمًا يعرف قيمة الأدب ويعرف أهمية أن يأخذ نصًا أدبيًا ويقدمه للسينما، فما بالك لو كان هذا الأديب هو نجيب محفوظ.. هذا ما أدرك نور قيمته وأهميته ولذلك كان لديه شغفً خاصً بما قدمه أديب نوبل والذى يبدو أنه وجد نفسه فيه حيث إن الاثنين أبنان لمناطق شعبية أصيلة لعبت دورًا كبيرًا فى تشكيل وجدانهما، سواء كان الأديب الراحل نجيب محفوظ ابن الجمالية، أو الفنان الراحل نور الشريف ابن السيدة زينب.

نور الذى تشرب الكثير من مفاهيم «المجدعة».. وعرف كيفية أن تكون «بنى آدم حر» صاحب رأى ومبدأ.. وجد الكثير ضمن شخصيات محفوظ تتجسد فيها تلك المعانى، وهو ما أدركه بعينه الثاقبة، فأدب نجيب محفوظ يرسم صورة بانورامية وشديدة العمق للمجتمع المصرى وتحولاته، وأيضًا يحلق فى مناطق  بعيدة ومثيرة للجدل وتحمل أبعادًا فلسفية بدءًا من ماهية الخلق وصولًا إلى الجدل بشأن الثوابت، وقد تكون المصادفة هى التى وضعت نور فى طريق الأديب الكبير عندما تم ترشيحه لتجسيد دور كمال عبد الجواد مع المخرج حسن الإمام.. ومن بعدها صار الفتى الذى لم يكن قد بلغ العشرين من عمره بعد عاشقًا لأدب محفوظ، حيث وجد نفسه بين جنبات رواياته وأطلق لموهبته العنان مع تنوع الشخصيات التى قدمها، وكان محفوظ قد أكد أن نور أدهشه بأدائه لأدوار بعض أبطاله قائلا «إن نور الشريف حينما يمثل لا يكون ذاته وإنما يكون الشخصية التى رسمتها»، كمال عبد الجواد الشاب الخجول الطيب والذي يتمتع ببراءة نادرة حيث أنه لا يزال في مرحلة تكشف الأشياء الحب الوطن الانتماء، كمال الذي يبدو شخصا مترددا يحتاج الي من يأخذ بيده وفجأة يتحول الي مناضل ضد الاحتلال الانجليزى ويموت شهيدا.

ويتماهى نور فى شخصية كمال عبد الجواد  ويستطيع وسط الحضور الطاغى للفنان الكبير يحيى شاهين بشخصية بطل الرواية وعميدها السيد أحمد عبد الجواد، أن يعلن عن مولده كنجم سينمائى ويبقى كمال عبد الجواد الأقرب شبها بنور الشريف، وكما قال هو نفسه في أحد حواراته: «كنت  كمال عبد الجواد الشاب الحساس الممتلئ بالأمل والرومانسى المثالى، وأعتقد أن كل شباب مصر فى تلك الفترة كانوا كمال عبد الجواد، إنه واحد من جيل الثورة  ولكن تكوين الشاب ظل كما هو حتى بعد هزيمة 67، وأنا أعتبر «قصر الشوق مثل إبنى البكرى».. ورغم أنها التجربة الأولي للنجم الراحل مع أدب نجيب محفوظ إلا أنه علي الأقل خطف الأنظار وأكد أن هناك موهبة قادمة في الطريق وهو ما تأكد من خلال التجارب التالية.. حيث جسد بعدها دور» كامل» في فيلم السراب إخراج أنور الشناوى، وهى رواية تحمل أبعادا سيكولوجية صاغها الأديب الكبير عن بطل  شاب عاجز وفاشل، يحمل ملامح أديبية  نتيجة  علاقته المرضية بوالدته منذ الطفولة  فينشأ خجولا، معزولا، ويخفق فى دراسته، ويعجز حتى  فى علاقته بزوجته، فيلجأ إلى طبيب نفسى بحثا عن علاج.. وهو الدور الذي يأتى مغايرا تماما لكمال عبدالجواد .. والذي يسمح بانطلاقة جديدة لموهبة نور حيث قدم الشخصية بوعي كامل بكل مفرادتها  ويحصل نور العديد من الإشادات عن دور كامل،  وحسبما يؤكد الناقد كمال رمزي في إحدي دراساته السينمائية: «نور الشريف من أكثر الممثلين الذين جسدوا المهزومين والخاسرين فى أدب نجيب محفوظ، إنه بطل السراب المتلاشى فى  قوة شخصية والدته، المنطوى على نفسه، الفاشل فى تعليمه وعمله وزواجه.. فهو الذى سرق مرتبات الموظفين من أجل حبيبته كى يقضى معها أياما جميلة على الشاطئ ويكتشف انها خائنة، مخادعة، وتبدأ رحلة جنونه حين يقبض عليه»، وقد تكون التحولات الكبيرة التى تحملها الشخصية هي ما ساعدت نور علي التألق واثبات موهبته.

وفى عام 1973 يعود نور للثلاثية فى «السكرية» بعد عشر سنوات من فيلمه الأول«قصر الشوق» وقد  أصبح أكثر  خبرة ونضجا ثم يلتقى عام 1975 مجددا مع أدب محفوظ فى فيلم «الكرنك» الذى لعب بطولته أمام كمال الشناوى وسعاد حسنى ومحمد صبحى وكتب له السيناريو والحوار ممدوح الليثى وأخرجه على بدرخان، وكان من أوائل الأفلام التى هاجمت فترة حكم عبد الناصر كما رآها محفوظ حيث سيطرة مراكز القوى.. وجسد دور إسماعيل ذلك الشاب الثورى الحالم بمجتمع أفضل والذي يتفتح وعيه وحلمه مع ثورة يوليو ويأمل في مجتمع أفضل ولكن كل شئ يتحطم علي صخرة الهزيمة في 67 وسيطرة مراكز القوى ويتحول إسماعيل وحبيبته  زينب إلي ضحيتين وهو ما يجعله مواطنا سلبيا بعد أن عذب ونكل به في المعتقل.

ويشهد عام 1981 تجربتين مهمتين فى علاقة نور الشريف بأدب الروائى العالمى من خلال فيلمى «أهل القمة» و»الشيطان يعظ»، ويرصد الأول تأثير الإنفتاح الإقتصادى على المجتمع ويجسد نور شخصية زعتر الذى يعمل فى تهريب البضائع ويسعى للزواج بشقيقة الضابط المتمسك بقيمه وأخلاقياته ويتصدى لهذه الزيجة وهو الفيلم الذى شارك فى بطولته عزت العلايلى وسعاد حسنى  وأخرجه على بدرخان.. وشخصية زعتر هي شخصية لا تنسي في مشوار نور الشريف وتعد واحدة من الأيقونات التى قدمها النجم الراحل خصوصا وانها تحمل تناقضات كل تلك الفترة الشائكة سياسيا واجتماعيا.

وفى «الشيطان يعظ» الذى كتب له السيناريو والحوار أحمد صالح  وأخرجه أشرف فهمى يجسد نور شخصية «شطا الحجرى» الحالم بأن يصبح مثل الدينارى الكبير«فريد شوقى» فتوة الحارة الشعبية التى يقطن بها، ويقع فى غرام «وداد» خطيبة الدينارى ويتزوجها.. نور كان رمزا للشخصية المصرية البسيطة فى الفيلم التى تقع ضحية الفتوات الدينارى من جهة و»الشبلى» عادل أدهم الفتوة من جهة أخرى.

وفى «قلب الليل» وهى الرواية التى تحمل طابعا فلسفيا، كتب السيناريو والحوار لها محسن زايد، وإخراج عاطف الطيب، حيث  يجسد دور جعفر الراوى الذى يهجر دراسته فى الأزهر ويتمرد على جده ويتعلق قلبه براعية أغنام هى «مروانة»ويعترض الجد على زواجه منها فيطرده من قصره، ويفشل فى علاقته بمروانة ويتزوج سيدة ارستقراطية لكنه يعيش عالة عليها ويغرق فى الفشل ويقتل صديقه الذى يواجهه بفشله ويدخل السجن وحين يغادره يهيم على وجهه فى شوارع القاهرة.

و»السيرة العاشورية» التى صاغ لها السيناريو والحوار محسن زايد أيضا وإخراج وائل عبد الله، وهو عمل تراثى تاريخى، تناول من خلاله  مفهوم وشكل البطل الشعبي من خلال سيرة «عاشور الناجي» الشخصية التى لعبها المبدع الراحل نور الشريف، إذ مثل رمزا للمبادئ والقيم والعدل والرحمة وإنصاف البسطاء.. كما ألقى الضوء على تأثر الحارة المصرية بفكرة البطل الشعبي عند الأديب نجيب محفوظ، وخاصة البسطاء ودفاعه عن حقوقهم.

الأهرام اليومي في

28.08.2015

 
 

نور الشريف وخالد صالح وشهداء بني سويف حاضرون غائبون بالمسرح المصري

كتب: محمد طه

محوران رئيسيان.. وثلاث ندوات تكريمية، يتضمنها برنامج ندوات الدورة الثامنة للمهرجان القومي للمسرح، والمقامة في الفترة من 5 وحتي 23 سبتمبر، أشرف على وضع برنامج الندوات الكاتب محمد أبوالعلا السلاموني والناقد أحمد خميس، ويفتتح البرنامج بندوة مخصصة لشهادات عن ضحايا محرقة بني سويف، والتي تتوافق ذكراها العاشرة مع يوم الافتتاح، السبت 5 سبتمبر، وذلك تحت عنوان «حضور رغم الغياب».

يتحدث في الندوة، التي تقام على مدار ثلاث ساعات من الثانية وحتي الخامسة عصرا بقاعة الندوات بالمجلس الأعلى للثقافة مسرحيون من عدة أجيال، بينهم الكاتب إبراهيم الحسيني، د.أسماء يحيى الطاهر، النقاد أحمدعبدالرازق أبوالعلا، سامي طه، عبدالرازق حسين، عاطف أبوشهبة، ناصر عبدالتواب، محمد عبدالحافظ، د.محمود نسيم، محمد رفاعي، تيسير سمك شقيقة الراحل نزار سمك، والمخرجة مها عفت في ثاني أيام المهرجان الأحد 6 سبتمبر وفي تمام الحادية عشرة صباحا.

تنطلق فعاليات المحور الأول «آليات الانتاج في المسرح المصرى وعلاقتها بالدولة» والذي يناقش أزمة التمويل التي تعاني منها كافة الأنماط الإنتاجية في المسرح المصري سواء المدعومة من الدولة كليا أو جزئيا أو تلك المدعومة من جهات أخرى يبدأ المحور بندوة تحت عنوان «المسرح المستقل وسؤال المستقبل» تقام من الحادية عشرة وحتي الواحدة ظهرا ويديرها سعيد قابيل، وتضم قائمة المتحدثين الكاتبة والدراماتورج رشا عبدالمنعم، المخرجون سيد فؤاد، طارق الدويري، محمد عبدالخالق، عبير على، ود.محمد عفيفي، ومحمد عبدالحافظ وعقب استراحة قصيرة مدتها نصف ساعة، تقام الندوة الثانية «مسرح الدولة ..الواقع والمستقبل»، يديرها د.جمال ياقوت، ويشارك في مناقشاتها المخرجون أحمد السيد، إسماعيل مختار، هشام عطوة، أشرف عزب، سامح مجاهد والناقد عبدالناصر حنفي يستكمل المحور ندواته يوم الإثنين ابتداءا من الحادية عشرة صباحا بندوة «الفرق الحرة والهواة ومشاركة الدولة» ويديرها الشاعر والناقد يسري حسان.

ويتحدث فيها د.عمرودوارة، والنقاد سامي طه، رامي البكري، والمخرجان أحمد إسماعيل وهشام السنباطي أخر ندوات المحور تقام في الواحدة والنصف بعنوان «آليات انتاج جديدة»، يديرها الكاتب الصحفي باسم صادق ويتحدث فيها الكتاب والمخرجون محمود جمال، نادر صلاح الدين، محمد جبر، مازن الغرباوي، وأحمد العطار وفي تمام الحادية عشرة من صباح الثلاثاء 8 سبتمبر تقام مائدة مستديرة لمناقشة المحور الثاني «المسرح وتحديات الواقع» يديرها د. سيد الإمام ويشارك فيها المخرجان إسلام إمام وعزة الحسيني والنقاد عز بدوي، إبراهيم الحسيني، أحمد عبدالرازق أبوالعلا، رامي عبدالرازق.

وتقام يوم الأربعاء 9 سبتمبر في تمام الثانية عشرة ظهرا ندوة الفنان الراحل «خالد صالح» والمتحدث الرئيسي فيها د. هدى وصفي بينما يحتل الكاتب الكبير كرم النجار مقعد المتحدث الرئيسي في ندوة عن النجم الراحل نور الشريف تقام يوم الخميس 10 سبتمبر بقاعة الندوات بالمجلس الأعلي للثقافة.

المصري اليوم في

29.08.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2015)