كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

نور الشريف..

حدوتة سينمائية سيتذكرها التاريخ

عن رحيل

هرم العطاء

نور الشريف

   
 
 
 
 

عن عمر 69 عاماً، رحل نور الشريف، بعدما هزمه سرطان الرئة. رحيل كتب خاتمة قصة تستحق أن تروى

ربما  واحدة من أكثر الحكايات الملهمة والمعبرة والمحورية في حياة نور الشريف،  هو ما جرى في أواخر السبعينيات، حين أتى إليه رجل في الثلاثينيات من عمره،  يُدعى محمد خان، وأخبره بأنه باع كل ما يملكه ونقل حياته من العاصمة  البريطانية لندن إلى العاصمة المصرية القاهرة،

من أجل أن يخرج أول فيلم له، أعطاه سيناريو يحمل اسم"ضربة شمس"، قرأه نور الشريف في ساعات عدة، وقرر ليس فقط أن يقوم ببطولة الفيلم.. ولكن أيضاً أن ينتجه

100  فيلم في 10 سنوات 

كان الشريف حينها واحداً من أهم نجوم الصف الأول في السينما المصرية، مع نهاية عصر الستينيات الكلاسيكي، وخفوت أسماء نجوم مثل رشدي أباظة، وحسن يوسف، وشكري سرحان، وغيرهم، وكان جيل جديد يولد وعلى رأسه نور الشريف، وتحول"الوجه الجديد"ــ كما يتم وصفه في تترات فيلمه الأول"قصر الشوق"(1966) للمخرج حسن الإمام ــ إلى"نجم شباك"، يصنع ما يقارب الـ100 فيلم خلال 10 سنوات، أغلبها في دور البطولة

أفلام كوميدية، أفلام حركة بمزاج وأسلوب غربي، أفلام رومانسية، وأخرى ميلودرامية، تحرك نور الشريف في السبعينيات بين كل الأصناف التجارية التي يفرضها عليه"السوق"، كان صغيراً ويسعى إلى إثبات نفسه، لا يرفض شيئاً، ينجح جداً، ولكنه يدرك أن مسيرته لا تحمل أي فيلم مهم، باستثناء وحيد، ربما في فيلم"زوجتي والكلب"للمخرج سعيد مرزوق الذي شارك في بطولته عام 1971

اللقاء المحوري 

ذلك اللقاء مع محمد خان، وقراره بإنتاج الفيلم، كان محورياً جداً في حياة نور الشريف، لأنها اللحظة التي بدأ فيها يغير تماماً من مسيرته، انتهى من مرحلة الانتشار وعدم رفض أي فيلم، والاتجاه إلى خيارات"أكثر فنية"وأبقى في ذاكرة السينما والتاريخ.

نجح"ضربة شمس"، نقدياً وجماهيرياً، وتجاوزت أهميته كونه"فيلماً"منفرداً بقدر ما ساهم في انطلاق جيل جديد سيغير في تاريخ السينما تماماً خلال السنوات اللاحقة، ونور الشريف كان محظوظاً في رغبته بتغيير جلده وصنع أفلام أفضل.. تزامن مع ظهور"جيل الثمانينيات"و"الواقعية الجديدة". 

المسيرة الذهبية 

في تلك السنوات، قدم"الشريف"مسيرة ذهبية فعلاً، متنقلاً للتمثيل أمام كاميرات عدد من أعظم مخرجي السينما المصرية، يصنع انطلاقة عاطف الطيب التاريخية في"سواق الأتوبيس"(1982) ــ والذي قدم فيه أعظم أداء تمثيلي في مسيرته ــ دراما الانفتاح والتغيرات الاقتصادية في"أهل القمة"مع علي بدرخان وكتابة نجيب محفوظ (1981)، في واحد من"ألطف"أفلام السينما المصرية وأخفها دماً في"غريب في بيتي"(سمير سيف – 1982)، يجسد جزءاً ثانياً من سيرة حياة يوسف شاهين في"حدوتة مصرية"(1982)، يحقق معادلة الفيلم الجيد والنجاح الجماهيري في أعلى صورها مع علي عبدالخالق في"العار"(1982)، بطلا لواحد من أواخر أفلام العملاق كمال الشيخ في"الطاووس"(1982). يقف من جديد مع اسم مهم في"جيل الواقعية الجديدة"حين يقوم ببطولة فيلم داود عبدالسيد الأول"الصعاليك"(1985) ثم الثاني"البحث عن سيد مرزوق"(1990)، وكما بدأ مع عاطف الطيب انتهى معه في آخر فيلم أنهى تصويره ومونتاجه بنفسه"ليلة ساخنة"(1995). 

كل تلك الأفلام، التي قدمها في ظرف 15 عاماً، هي علامات حقيقية في تاريخ السينما المصرية، و"الشريف"طوال تلك الفترة كان يساند التجارب الجديدة البعيدة عن"تجارية السوق"، ويحاول مساعدة المخرجين الجدد ــ من الملفت جداً أن أول أفلام الثلاثي"خان""الطيب""داود"من بطولته ــ ويبحث عن"التاريخ الذي يُكتب بالأفلام الجيدة"، كما يقول عن نفسه في تصريح تلفزيوني

وبين تلك الأفلام مثَّل أيضاً الكثير من الأفلام التجارية الأخرى، عبر معادلته الخاصة التي أعلنها مراراً:"لو فضلت أعمل أفلام فنية طول الوقت هقعد في البيت، عشان كده قررت إني أعمل فيلم للسوق أعرف أنافس فيه في شباك التذاكر، وفيلم التاريخ يفتكرني بيه". وهي المعادلة التي أثبتت نجاحها في حالته لفترة طويلة

الحاج متولي 

ورغم ابتعاده عن السينما، إلا فيما ندر خلال العقدين الأخيرين، وتحقيقه نجاحا أكبر في التلفزيون، تحديداً مسلسل"لن أعيش في جلباب أبي"(1995) و"عائلة الحاج متولي"(2001)، إلا أن تاريخ السينما في مصر سيذكره كثيراً كما رغب وتمنى، بفضل العقدين الذهبيين اللذين ملأ فيهما الدنيا فناً وتجارب ومغامرات وتدعيماً لمخرجين لم يكن أحد يعرفهم حين قَبِل بطولته لأفلامهم الأولى

هزمه المرض إذاً، بعدما قاومه عامين، وبعدما تمرّد على الموت لأسابيع، وخرج في كل مرة لينفي شائعة وفاته. هزمه المرض. رحل نور الشريف. لا عزاء للسينما العربية.

####

ناجي العلي… فيلم للوطن والحرية

مقال بقلم نور الشريف

هل لانه ناجي العلي ام لانني نور الشريف… أكتب هذه السطور؟ لا أدري وان كنت اعتقد انه لا فرق…!! 

لا استطيع ان انسى هذا العام… عام (1990) حين خضت تجربة تصوير فيلمي (ناجي  العلي) مع المخرج الراحل عاطف الطيب… كنا, كل فريق الفيلم, مشتعلين  بالحماس وكل منا بدا كما لو كان يشكل نقطة تحول مهمة في مسيرته الفنية, وكنت راضيا عن نفسي بنسبة كبيرة, لان العمل يحتل المقام الاول في حياتي وحبي له يصل الى حد الجنون, ورغبتي في التجديد ملحة دائما وكذلك الجدية في اختيار الموضوعات وهي النواحي التي توافق مرحلة ما بعد الانتشار في حياة الفنان لتحقيق درجة من النجاح, بحيث يصبح مطلوبا في السوق الفني, اي انه لا يقبل الاعمال الجماهيرية فقط, لانها تقوده الى نهاية مؤسفة, فالفنان الذي يصل الى مرحلة الانتشار في السوق يجب ان يعتمد درجة من التوازن حتى لا يفقد الايمان الشعبي به, ويقوم هذا التوازن على طرح الافلام الشعبية, في الوقت الذي يستغل فيه كفاءته لتقديم اعمال فنية لا يستطيع تقديمها الجيل الجديد… ومن هنا انطلقت الى (ناجي العلي)… و(ناجي العلي) لم يكن مجرد فيلم جاد في مسيرتي كان دليلي الذي قادني الى مرحلة النضوج في زمن التردي السائد في معظم النتاج الفني سواء على المستوى السينمائي أو المسرحي او الموسيقى او حتى التلفزيوني, كان هو البديل المطلوب للافلام المبتذلة او افلام المقاولات التي تتعمد الابتعاد عن صلب الهموم الكبرى والموضوعات الجوهرية, وتعمل على طمس المشكلات الانسانية والقومية والوطنية من خلال طرحها لموضوعات سطحية تخاطب الغرائز وليس العقول والقلوب.

فــ (ناجي العلي) فيلم الوطن والحرية, الوطن فلسطين وهي القضية القومية الاهم ومحور الصراع العربي الصهيوني, والحرية هي المشكلة المركزية في وضعنا العربي, ومن خلال هذا الفيلم سعينا لطرح رؤية فنية سينمائية شكلا وموضوعاً تحاكي الفكرة جمالا وجدية.
وبالطبع كانت هناك أسباب أخرى غير رغبتي الملحة في التجديد لخوض تجربة (ناجي العلي) اهمها ان صورة القضية الفلسطينية غير واضحة تماما لان اختلاف وسائل الاعلام شوه هذه الصورة, وحدث تصيد لاخطاء بعض الشخصيات الفلسطينية, لذا فإن حماسي انصب على مواطن فلسطيني من داخل الارض المحتلة لم يتغير ورغم تنقله من قطر الى قطر الا ان فلسطين ظلت تسكن داخله… هذا المواطن البسيط عاش حياة صعبة رفض خلالها التضحية بفنه وقضيته
.

تعاملت مع (ناجي العلي) على مستويين: القضية الفلسطينية, والارض, وهي دائما الرمز للفنان الملتزم… الفنان الذي لا يبحث عن تبرير لانهياره او ضعفه أو ابتعاده عن قضية, بل يصر على موقفه دون الخضوع للتيارات الحزبية. ان حماسي لناجي العلي كان ينبع من التعلق بالقضية الفلسطينية بعيداً عن التحيز والضغوطات, انه يحمل وجهة نظر المواطن العربي الفلسطيني.

دفعني نحو ناجي العلي ايضا… اعتقاد انه النموذج الرائع لغياب الحرية, لانه لا يمسك مدفعاً ولم يؤلف حزباً بل قلما وريشة وحبرا واوراقا فقط لا غير, انه فرد يقف في الساحة وحده, بل انه ضعيف البنية, ولو كانت هناك مساحة من الحرية لاصبح (ناجي) هو المرشد في رحلة الصواب لانه يعكس نبض المواطن الفقير, مواطن المخيمات, لكن ما حدث هو العكس, فغياب الحرية والديمقراطية قتله, هناك التباس يحدث عند الناس دوما ومحوره ان الحرية تعني اطلاق الرأي فقط لان الآخر سيستمع اليه ولا يفهمه, لكن الحرية ان تقول رأيك ولا يقتلك الطرف الآخر.

وعلى هذا المستوى نجد ان ناجي العلي هو الضمير القوي للعديد من القوميين العرب, لقد اختار طرح الرأي الجزئي والصريح دون تردد ولا خوف, لان الصراحة صعبة حتى في الحوار حيث لكل طرف تبعيته, فكيف الحال اذا كان هذا الشخص فناناً يطرح كل اخطاء الأنظمة.
ظللت عامين أو اكثر اتابع الموضوع واجمع المعلومات واقابل اصدقاء ناجي من الكويت ولندن والدول العربية وسجلت لهم كماً من الحوارات لا يمكن وصفه وهذا المشوار من البحث والتقصي كان لابد منه, لان الشخصية حين تكون قريبة منك وفي عصرك من الصعب أن تصل الى الحقيقة كاملة
.

والحمد لله قدمت ناجي في فيلم, هو في الحقيقة فيلم عن الوطن والحرية, وأنا مرتاح الضمير, فالنقطة الأساسية فيه كانت عن القضية الفلسطينية من خلال مأساة فنان مبدع وملتزم. ورغم فرحتنا الغامرة أنا وصديقي الكاتب وليد الحسيني شريكي في انتاج الفيلم وصديقي المخرج الراحل المبدع عاطف الطيب وكل أسرة الفيلم الرائعة بعرض الفيلم جماهيرياً, إلا أن فرحتنا كادت تختنق على يد الهجوم العنيف الذي قادته إحدى الصحف المصرية ضد الفيلم وضد شخصية ناجي العلي رسام الكاريكاتير الفلسطيني الذي عاش عمره كله محارباً ومعتركاً بريشته ضد الإحتلال والإستسلام والتفكك العربي, صورنا الهجوم, نحن فريق الفيلم, كما لو كنا مجموعة من الخونة صنعوا فيلماً خصيصاً ضد مصر, حتى أنهم كتبوا وقالوا نور الشريف يقوم ببطولة فيلم الرجل الذي (شتم) مصر في رسوماته, والحقيقة أن هذا الاتهام باطل, فـ (ناجي العلي) كان يعشق مصر لأبعد الحدود وهذا ما توضحه رسوماته, ولكنه هاجم السادات عند زيارته للقدس, وهاجم اتفاقية كامب ديفيد, ناجي العلي لم (يشتم) مصر ولكنه عبر عن رأيه في رفضه لـ (كامب ديفيد) , وهذا كان موقف كل العرب آنذاك ومعظم المثقفين المصريين. سار الهجوم على الفيلم وفق سيناريو محبوك وربما أفلح في التأثير على بعض البسطاء الذين لا يعرفون ناجي العلي ولم يدم هذا طويلاً فالغشاوة سرعان ما تزول, ويكفيني الاستقبال الحار الذي استقبلت به في بعض الجامعات المصرية والجهات الأخرى حيث تم عرض الفيلم, وعقدت ندوات مفتوحة شارك فيها الآلاف ممن لم يتأثروا بهذا الهجوم.

كل هذا شد من أزري وساند موقفي في الصمود وعدم الاستسلام واصراري على أن (ناجي العلي) من أهم أفلامي وسأظل أفخر به دائماً, بل وسأظل أحلم بمواصلة مشواري على نفس الدرب وتقديم شخصيات أخرى تشبه ناجي العلي, وتاريخنا العربي زاخر بها, ولن يرتاح بالي إلا إذا فعلته

والغريب انة قد تعرض الفنان"نور الشريف"للعديد من الشائعات التي كادت أن تطيح بنجوميته وشهرته لولا الثقة التي يحظي بها من الجماهير واحترامهم له، حيث زعمت صحيفة البلاغ المصرية أنه تم إلقاء القبض عليه ضمن شبكة للشذوذ الجنسي، إلا أن"الشريف"تقدم ببلاغ للنائب العام اتهم فيه الصحيفة بسبه وقذفه وهي القضية التي أدانت فيها المحكمة المتهمين بالصحيفة.

####

رحيل نور الشريف.. الرحلة التي لم تنتهِ

موسى عواد بطي

نور الشريف  فارق الحياة.. ولم يفارقها.. فهو كغيره من رعيل الفنانين المبدعين في  العالم قد يغيبون عن مرآي الناس ولكنهم يخلدون بفعل إعمالهم الفنية  الرائعة، أذن فكيف إذا كان قد قدم إعمالا فنية تستحق الثناء في كل يوم وكل  مناسبة، وكيف إذا منحى حياته من اجل فن سامٍ وناضج في آن واحد..

ولد محمد جابر محمد عبدا لله (نور الشريف)

في منطقة السيدة زينب لأسرة من الطبقة العاملة 1946 بالقاهرة، ومات والده ولم يبلغ العام الواحد وتترعرع يتيماً، بدأ التمثيل في المدرسة منذ الصغر، وكان يعشق كرة القدم لينضم لنادي أشبال كرة القدم بنادي الزمالك، وبعد أن حصل على الثانوية العامة ألتحق بكلية التجارة ثم تركها، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وحصل على الدبلوم 1967.

ومن القصص التي لا يعرفها الكثيرون من العراقيين عن نور الشريف قصة إنقاذه لحياة عازف العود والموسيقي المشهور العراقي نصير شمه، القصة حكاها نصير شمه في أحد البرامج التليفزيونية قائلا (دعاني السفير العراقي لزيارته، وما إن وصلت فاجأني بفريق أمني من بغداد حوالي ستة أشخاص اختطفوني من السفارة إلى المطار، وأخبرني القنصل أنه أرسلني بجواز أحمر أي سأعدم اليوم وبدون محاكمة)، واستمرت معه التحقيقات 23 يوما وحكم عليه بالإعدام، في نفس الوقت كان نور الشريف في البصرة في حفل يوم الفن الذي حضره كثير من الفنانين المصريين، وتحدث نور الشريف عندها عن موهبة نصير شمه وموسيقاه الرائعة ويجب الاعتناء به، وكان في الحفل أحد القيادات المهمة بحزب البعث العراقي، وعندما سمع كلام نور الشريف عن الفنان نصير شمه أطلق سراحه، ويحكي نصير شمه هذه القصة دائما ويعبر عن امتنانه للفنان نور الشريف الذي أنقذه من الموت..

الحياة الفنية للنجم الراحل نور الشريف، مليئة بالنجاحات التي حققها من خلال أعماله المتنوعة ما بين المسرح والتليفزيون والسينما، والتي يزيد عددها على الـ244 عملا فنيا، الذي بدأ حياته الفنية ممثلاً أحبته الناس بأدواره التي تحاكي أحاسيسهم ورغباتهم عبر مسيرته الإبداعية، تألق الفنان نور الشريف بعده أدوار متميزة في السينما والتلفزيون مما مكنه من أن يصبح أحد النجوم المتميزين، حيث احتل عن جدارة مساحة كبيرة في قلوب الملايين بأعماله الفنية المتميزة التي احترمت ذهنية المشاهد لتناولها الواقع المعيشي للمجتمع بمشاكله وقضاياه وهمومه، ساهمت في ترسيخ اسمه كفنانٍ في وجدان الشعوب.. تعرض الفنان"نور الشريف"للعديد من الشائعات التي كادت أن تطيح بنجوميته وشهرته لولا الثقة التي يحظي بها من الجماهير واحترامهم له، حيث زعمت صحيفة البلاغ المصرية أنه تم إلقاء القبض عليه ضمن شبكة للشذوذ الجنسي، إلا أن"الشريف"تقدم ببلاغ للنائب العام اتهم فيه الصحيفة بسبه وقذفه وهي القضية التي أدانت فيها المحكمة المتهمين بالصحيفة..

تزوج من الفنانة بوسي منذ عام 1972 وله بنتان هما سارة ومي، انفصلا عام 2006 ثم عادا عام 2015، نور الشريف لم ينه بعد مشواره ولم يكن يعتقد انه سيرحل سريعا بسبب صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 69 عاماً، قبل أن يقول ما في جعبته ولكن ما قدمه سيخلده بالتأكيد ويدخله أسما لامعاً في تاريخ السينمائيين المبدعين في العالم.

####

نور الشريف

علاء المفرجي

عقب ظهوره بنحافة ملفتة للنظر في مهرجان دبي السينمائي في دورته العام الماضي، ثار الجدل والقلق حول حقيقة مرض الفنان نور الشريف.

وقد  تساقطت دموع الفنان الكبير بعفوية أثناء تكريمه في حفل افتتاح المهرجان  خاصة مع تزايد الأسئلة التي تلاحقه والتي تريد الاستفسار والاطمئنان على  صحته ومعرفة حقيقة المرض الذي يعاني منه.

وقال نور الشريف في حينها إنه يعاني من تجمع مياه حول الرئة خضع على إثره لعملية جراحيّة، وأنه تعافى بعد هذه الجراحة.

دخل نور الشريف السينما في وقت كانت فيه تدشن مرحلة جديدة في تاريخها حيث برز فرسان الموجة الجديدة مخرجين وممثلين وفنيين وكان لا بد ان تجد موهبة مثل موهبة نور الشريف طريقها.. وشاءت المصادفة ان تكون انطلاقته التي لفتت اليه الانظار بواحد من اهم افلام حسن الامام هو"قصر الشوق"وهو الدور الاول سينمائيا حيث قدم شخصية كمال، الشاب المتنور.. وكان بذلك نجما اخر يقدمه مكتشف النجوم.

ورغم انه شارك بالكثير من الافلام خلال السبعينات ومن بينها ما ينتمي الى افلام المقاولات.. الا ان ذلك كان تمرينا لا بد منه لتكريس اسمه ونجوميته.. فكان عنصرا فاعلا في افلام هذه الموجة التي بدأت نهاية السبعينات بمجموعة من السينمائيين: عاطف الطيب، محمد خان، علي بدر خان، ورأفت الميهي، وخيري بشارة، ورضوان الكاشف، ومحمود عبد العزيز، واحمد زكي، ومحمد وفيق واخرون، وهي الموجة التي شكلت منعطفا تاريخيا في مسيرة السينما المصرية من خلال الموضوعات التي تناولتها واسلوب معالجتها، وهي الموجة التي
كسرت الشكل التقليدي لابطالها، حيث لم يعد البطل مفتول العضلات ورومانسيا بل بطل يعيش بين ظهرانينا: سائق اوتوبيس.. أو معتقل سياسي أو سائق تكسي يعشق فتاة الليل
.

مع هذه الموجة دخل نور الشريف السينما، وهذه المرة يتحسس مجددا ويستبطن قدرته في الاداء.. في فيلم (الكرنك) مع علي بدرخان حيث يعيش تفاصيل المعتقل السياسي ومعاناته ثم دوره في فيلم (سواق الاوتوبيس) مع عاطف الطيب الذي يعد اهم ادواره على الاطلاق في فيلم يرى فيه الناقد واحدا من اهم افلام السينما المصرية. والذي يشكل عودة للواقعية في السينما المصرية وسيشارك في غير فيلم مع الطيب من بينها (ناجي العلي) الذي يقدم نور الشريف فيه سيرة الفنان الفلسطيني المناضل ناجي العلي، الذي تم اغتياله في لندن من قبل الموساد الاسرائيلي.

وفيلم (ليلة ساخنة) عن سائق تاكسي، الذي تأخذه المصادفة للتعرف على فتاة ليل ودخول عالم آخر يعيش حياة لم يألفها.

كان نور الشريف فرس رهان لكثير من المخرجين، بسبب امكانياته على الاداء الذي يذهب حد الكمال، وقدرته على تقمص الشخصية المنسوبة اليه. حيث قدم خلال مسيرته ادوارا متنوعة ومختلفة مع مخرجين تعددت اساليبهم. بافلام وصلت الى 170 فيلما. فمنذ بداية السبعينات وحتى فيلمه الاخير(بتوقيت القاهرة) الذي عرضه لأول مرة في مهرجان دبي السينمائي العام الماضي عمل نور الشريف مع كبار مخرجي مصر ابتداء من حسن الامام ويسف شاهين وليس انتهاء بالمخرج الشاب امير رمسيس.

وعلى طريقة السينما المصرية التي تدفع الممثلين الكبار في العمر الى هجرتها حيث التلفزيون،، رحل نور الشريف وابناء جيله محمود عبد العزيز، ومحمود ياسين.. واخرون حيث دخل التلفزيون وقدم عددا من الاعمال التلفزيونية مثل (عمر بن عبد العزيز) و(هارون الرشيد) و(لن اعيش في جلباب ابي) و(الدالي) وغيرها من الاعمال، التي قدم فيها اداء متميزا.. 

وهكذا في المسرح الذي كان المحطة الاولى في دخوله عالم الفن من خلال دور صغير في مسرحية (الشوارع الخلفية)، ليعقبها بعدد من الاعمال منها «القدس في يوم آخر»، «سهرة مع الضحك»، «كنت فين يا علي»، «يا غولة عينك حمرا»، «يا مسافر وحدك».

برحيله تكون السينما العربية قد فقدت هذا العام واحدا من اهم نجومها الذين من الصعب تكرارهم.

المدى العراقية في

18.08.2015

 
 

أهم أفلام نور الشريف

بقلم   سمير فريد

وصلتنى رسالة تصحيح معلومات نشرت فى مقالى عن نور الشريف عدد السبت الماضى، وهى أن أفلام «الغيرة القاتلة» و«الزمار» و«الصعاليك» ليست من إنتاج شركة «N.P» ونحن نعتذر، وننشر الرسالة، ونشكر صاحبها الذى لم يذكر اسمه.

كما وصلتنى رسالة تطلب نشر قائمة أهم أفلام نور الشريف كممثل من وجهة نظرى، مع نشر سنة الإنتاج وسنة العرض كما فعلت مع أفلام رأفت الميهى فى عدد ٣٠ يوليو، ولا أدرى لماذا لم يذكر الراسل اسمه، وقد سعدت بإدراكه أهمية ذكر التاريخين، والواقع أن كل قوائم الأفلام المصرية المنشورة تذكر تاريخ العرض فقط، وآن الأوان لنشر قائمة تتضمن التاريخين، باليوم والشهر والسنة، أو السنة على الأقل، ومنذ عقود طويلة أحاول وضع هذه القائمة.

الإنسان لا يولد يوم إصدار شهادة الميلاد، وإنما يوم أن يولد، وكذلك الأفلام، ولكن شركات السينما الأمريكية جعلت يوم الميلاد هو يوم العرض منذ أن تحولت السينما إلى صناعة كبرى، وأتبعتها مراكز الأبحاث فى أغلب دول العالم، وليس فى كل الدول، وتاريخ الإنتاج ضرورى فى مختلف مناهج النقد والتأريخ لأنه حقيقة مادية لا يمكن تجاهلها، ولها دلالاتها من داخل الفيلم وليس من خارجه.

ولتوضيح هذه الضرورة، نذكر على سبيل المثال أن فيلم يوسف شاهين «العصفور» أنتج عام ١٩٧٢، ومن أبعاده المطالبة بالحرب لتحرير الأرض المحتلة عام ١٩٦٧، ولكن الفيلم منع من العرض، وعرض عام ١٩٧٤ بعد حرب أكتوبر ١٩٧٣، وبالطبع فإن اعتباره من أفلام ١٩٧٤ يجعل من مطالبته بالحرب أمراً غريباً وغير مفهوم.

وفيما يلى قائمة بأهم أفلام نور الشريف حسب رأيى بالطبع، ولكلٍ ما يراه حسب وجهة نظره:

١- قصر الشوق، إخراج حسن الإمام، إنتاج وعرض ١٩٦٧.

٢- السراب، إخراج أنور الشناوى، إنتاج وعرض ١٩٧٠.

٣- زوجتى والكلب، إخراج سعيد مرزوق، إنتاج ١٩٧٠ عرض ١٩٧١.

٤- السكرية، إخراج حسن الإمام، إنتاج ١٩٧٢ عرض ١٩٧٣.

٥- الإخوة الأعداء، إخراج حسام الدين مصطفى، إنتاج وعرض ١٩٧٤.

٦- أبناء الصمت، إخراج محمد راضى، إنتاج وعرض ١٩٧٤.

٧- الكرنك، إخراج على بدرخان، إنتاج وعرض ١٩٧٥.

٨- دائرة الانتقام، إخراج سمير سيف، إنتاج وعرض ١٩٧٦.

٩- سونيا والمجنون، إخراج حسام الدين مصطفى، إنتاج ١٩٧٦ عرض ١٩٧٧.

١٠- قطة على نار، إخراج سمير سيف، إنتاج وعرض ١٩٧٧.

١١- رحلة داخل امرأة، إخراج أشرف فهمى، إنتاج ١٩٧٧ عرض ١٩٧٨.

١٢- مع سبق الإصرار، إخراج أشرف فهمى، إنتاج ١٩٧٨ عرض ١٩٧٩.

١٣- ضربة شمس، إخراج محمد خان، إنتاج ١٩٧٩ عرض ١٩٨٠.

١٤- حبيبى دائماً، إخراج حسين كمال، إنتاج وعرض ١٩٨٠.

١٥- الشيطان يعظ، إخراج أشرف فهمى، إنتاج وعرض ١٩٨١.

١٦- أهل القمة، إخراج على بدرخان، إنتاج وعرض ١٩٨١.

١٧- سواق الأتوبيس، إخراج عاطف الطيب، إنتاج ١٩٨١ عرض ١٩٨٣.

١٨- أرزاق يا دنيا، إخراج نادر جلال، إنتاج وعرض ١٩٨٢.

١٩- الطاووس، إخراج كمال الشيخ، إنتاج وعرض ١٩٨٢.

٢٠- العار، إخراج على عبدالخالق، إنتاج وعرض ١٩٨٢.

٢١- حدوتة مصرية، إخراج يوسف شاهين، إنتاج وعرض ١٩٨٢.

٢٢- الزمار، إخراج عاطف الطيب، إنتاج ١٩٨٤ ولم يعرض.

٢٣- شوارع من نار، إخراج سمير سيف، إنتاج وعرض ١٩٨٤.

٢٤- الصعاليك، إخراج داوود عبدالسيد، إنتاج ١٩٨٤ عرض ١٩٨٥.

٢٥- المطارد، إخراج سمير سيف، إنتاج وعرض ١٩٨٥.

٢٦- الحكم آخر الجلسة، إخراج محمد عبدالعزيز، إنتاج وعرض ١٩٨٥.

٢٧- وصمة عار، إخراج أشرف فهمى، إنتاج وعرض ١٩٨٦.

٢٨- القطار، إخراج أحمد فؤاد، إنتاج وعرض ١٩٨٦.

٢٩- عصفور الشرق، إخراج يوسف فرنسيس، إنتاج ١٩٨٥ عرض ١٩٨٦.

٣٠- قاهر الزمن، إخراج كمال الشيخ، إنتاج ١٩٨٦ عرض ١٩٨٧.

٣١- سكة سفر، إخراج بشير الديك، إنتاج ١٩٨٦ عرض ١٩٨٧.

٣٢- زمن حاتم زهران، إخراج محمد النجار، إنتاج ١٩٨٧ عرض ١٩٨٨.

٣٣- أيام الغضب، إخراج منير راضى، إنتاج وعرض ١٩٨٩.

٣٤- قلب الليل، إخراج عاطف الطيب، إنتاج وعرض ١٩٨٩.

٣٥- ليل وخونة، إخراج أشرف فهمى، إنتاج ١٩٨٩ عرض ١٩٩٠.

٣٦- البحث عن سيد مرزوق، إخراج داوود عبدالسيد، إنتاج وعرض ١٩٩١.

٣٧- ناجى العلى، إخراج عاطف الطيب، إنتاج ١٩٩١ عرض ١٩٩٢.

٣٨- ليلة ساخنة، إخراج عاطف الطيب، إنتاج ١٩٩٥ عرض ١٩٩٦.

٣٩- المصير، إخراج يوسف شاهين، إنتاج وعرض ١٩٩٧.

٤٠- أولى ثانوى، إخراج محمد أبوسيف، إنتاج ٢٠٠٠ عرض ٢٠٠١.

٤١- عمارة يعقوبيان، إخراج مروان حامد، إنتاج ٢٠٠٥ عرض ٢٠٠٦.

٤٢- ليلة البيبى دول، إخراج عادل أديب، إنتاج ٢٠٠٧ عرض ٢٠٠٨.

٤٣- بتوقيت القاهرة، إخراج أمير رمسيس، إنتاج ٢٠١٤ عرض ٢٠١٥.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

19.08.2015

 
 

نور الشريف.. فى رثاء جيل بأكمله!

محمد حمدي – التقرير

على الرغم من الرثاء الذى يستحقه نور الشريف كفنان عظيم قدم الكثير للسينما العربية بوجه عام، والسينما المصرية بشكل خاص، إلا أن الرثاء يتحول من رثاء لفنان عظيم لرثاء جيل بأكمله، ويخرج من إطار رثاء القدوة الفنية الكبيرة على رثاء أنفسنا نحن قبل أن نرثي الفنان الراحل.

لا يمثل نور الشريف أو (أخر الرجال المحترمين) -كما خرجت علينا بعض الصحف المصرية فى نعيه– فنانًا كبيرًا محترمًا ومحبًا لفنه فحسب، بل إنه يمثل جيلًا كاملًا عاش وتربى على أعماله وأعمال أبناء جيله الذين رحلوا واحدًا تلو الأخر فى صمت، وأخذوا معهم فيما أخذوا، ذكريات تربينا عليها وحياة كاملة مرت أمام شاشات التلفاز وشاشات السينما التى حملت بصماتهم بالحجم الكبير!

هذا المولود فى نهايات شهر أبريل عام 1946 فى برج الثور اسمه الأصلي (محمد جابر)، وقرر ترك عالم كرة القدم حيث كان يلعب ضمن أشبال فريق الزمالك بالقاهرة، قرر ترك كرة القدم ليتفرغ للتمثيل الذى كان يعشقه. تخرج فى معهد التمثيل عام 1967 وكان الأول على دفعته ليبدأ حياته الفنية بخطوات بطيئة.. لكن واثقة.

رجل الثور سيظل يحاول ويثابر إلى أن يحقق النجاح ونادرًا ما تجده يصاب بالإحباط أو اليأس. ربما يبدو لبعض الناس بطيئًا في خطواته وهادئًا، ولكن إذا شاهدت الوجه السيئ له أو أغضبته فبالتأكيد ستندم.

رشحه الفنان سعد أردش لدور فى مسرحية الشوارع الخلفية ثم تعرف عليه الفنان عادل إمام أثناء دوره فى مسرحية (روميو وجوليت) ورشحه للقيام بدور فى فيلم قصر الشوق فحصل على شهادة تقدير وهو بعد يتلمس خطواته الأولى فى عالم الفن!

يتميز رجل برج الثور بأنه يمتلك قدرًا كبيرًا من القوة والعزيمة، ولكنه عصبي ولا يخشى إطلاق عصبيته في وجه الآخرين. يدخل في أي تحدي يقابله مهما كان حجمه.

جسد فى فيلم (الصرخة) شخصية شاب من الصم والبكم، يقع فريسة استغلال زوجة انتهازية (نهلة سلامة) وتسلط باحثة فى مجال مرضه (معالى زايد) تحاول مراودته عن نفسه فيأبى، فلا يكون منها إلا أن تتهمة بمحاولة اغتصابها فينتقم منها بمساعدة زملاء له، من خلال تحويلها هى ومن وقف معها ضده زورًا لمصابين بالصمم.

مولود برج الثور تعابيره توحي بأنه مخلوق بارع وواثق من نفسه ومن قوته وحسن درايته للأمور، يجد متعة عظيمة متى قام بالعمل الذي يرغب فيه. حياته حافلة بالإنجازلت المختارة، محيطه العملي مشجع والأجواء فعالة، تزداد حيويته مع مرور الأيام، يتمتع بقسط وافر من الجاذبية.

صرخة (نور) فى (الصرخة) تكشف كيف يهاجم المجتمع أبناءه المرضى، وهى صرخة لا يضاهيها سوى صرخته الأخيرة فى فيلم (سواق الأتوبيس) عام 1982 والذى يكشف كيف يمكن لسياسات الانفتاح أن تودي بالسلام والاستقرار النفسي للمواطنين فى مصر، يستعرض الفيلم قصة المواطن المطحون (حسن) والذى يعمل كسائق لأحد الحافلات الحكومية فى مصر، ويضطر للعمل كسائق سيارة أجرة بعد انتهاء مناوبته الحكومية ليستطيع إنقاذ والده من عثرة مالية ضخمة، بينما يقف إخوته موقف المتفرج من الأزمة التى تطيح بالعائلة.

قام الشريف بدور البطولة فى رائعة يوسف شاهين (حدوته مصرية) 1982 من خلال تجسيد دور (يحي شكري مراد) الاسم المشهور فى سيرة يوسف شاهين الذاتية، ويستعرض الفيلم بشكل وجودي محاكمة تجري داخل جسد المخرج الشهير.. المحاكمة التى يحاكم فيها (شاهين الصغير) أفراد عائلته، مهددًا إياهم بقتل (يحي) بالذبحة الصدرية إذا رفضوا الامتثال للمحاكمة.

حقق الفيلم نجاحًا نقديًا كبيرًا، كما أنه الفيلم الوحيد الذى تم من خلاله تصوير كوكب الشرق أم كلثوم وهي تغني بالألوان الطبيعية، وعرض الفيلم مؤخرًا ضمن مبادرة (زاوية) الفنية بسينما أوديون فى مصر.

يعتبر رجل الثور أيضًا من الشخصيات العنيدة خاصة عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات. وبشكل عام، هو صبور ومخلص لعمله.

شارك (الشريف) في العام نفسه في بطولة فيلم العار، وهو من الأفلام التي تنتمي لحقبة أفلام الثمانينيات فى مصر حيث كانت الأفلام تبدأ أو تنتهي بآية قرآنية أو أبيات من الشعر، وكان يشارك العديد من نجوم الصف الأول فى بطولتها مثل فيلم (الكيف) و (العار) وغيرها من الأفلام.

يحكي الفيلم عن مجموعة من الأشقاء يشغلون مراكز مرموقة فى المجتمع، ويعلم الجميع بعد وفاة والدهم بمصدر الثروة الحقيقية للأب، وإنها تجارة المخدرات الملعونة، والتى تجرهم جميعًا لإنجاز عملية أخيرة ليحصلوا جميعًا على الربح، لكن التجارة الحرام تجرهم  لمستنقعات الإجرام ومنحدرات العار.

شارك فى بطولة الفيلم الفنان محمود عبد العزيز والفنان حسين فهمي، وحصد الفيلم جائزة الإخراج في مهرجان مانيلا السينمائي الدولي بالإضافة إلى ثلاث جوائز في مهرجان جمعية الفيلم السنوي، وهي جائزة أفضل فيلم وجائزة أفضل إخراج وجائزة أفضل سيناريو.

سجلت الكاميرات فيما بعد لقاء نادرًا بين العمالقة الثلاثة نور الشريف ومحمود عبد العزيز وأحمد زكي برعاية الفنان سمير صبري، نلاحظ فى اللقاء حالة الحب الحقيقية بين النجوم الكبار، وكيف يمكن للنجومية الحقيقية ألا تطغى على العلاقات الشخصية القوية بين نجوم هذا الزمان. إن هذا الفيديو النادر لا يجعلنا نتحسر على خسارة نجومنا الكبار فحسب، بل نتحسر على جيل كامل من العلاقات الإنسانية بدأ في الانحدار.

ومن الأفلام التي سببت أزمة كبيرة فى حياة (نور الشريف) كان فيلم (ناجي العلي) والذى قدمه عام 1992 ومن سيناريو بشير الديك وإخراج عاطف الطيب، وتعرض الفيلم لهجوم مصري كبير بسبب تجسيد الفيلم لحياة فنان كاريكاتير فلسطينيي معارض لاتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، والتى كانت محط أنظار واهتمام الحياة السياسية المصرية بشقيها الرسمي والشعبي.

يحكي نور الشريف في مقطع فيديو كيف كان الفنان سمير صبري هو الوحيد الذى يسأل عليه خلال أزمته وحملة المقاطعة التي تم شنها ضده، لم يستطع النجم منع نفسه من البكاء عندما تذكر هذا الموقف.

كان نور الشريف من النجوم المؤمنين بضرورة مشاركة الفنانين الشباب في أعمالهم وأفلامهم، والانفتاح على التجارب السينمائية الأكثر حداثة، فشارك الفنانة منى زكي بطولة فيلم دم الغزال عام 2005 فى دراما سياسية تحمل الكثير من الغسقاطات على الواقع السياسي والاجتماعي المصري، والعلاقة المعقدة بين السلطة والمتشديين دينيًا فى مصر، بالإضافة لمشاركته البارزة فى فيلم (مسجون ترانزيت) مع الفنان الشاب أحمد عز وغيرها من الأفلام

ولم تمنعه المشاركة في أفلام الشباب من المشاركة فى الأعمال الملحمية فى السينما المصرية، وهي الأفلام الحديثة التي قام ببطولتها عدد من النجوم الكبار مثل فيلم (عمارة يعقبوبيان) عن قصة الأديب علاء الأسواني التي تحمل نفس الاسم ومن بطولة عادل إمام وهند صبري وكوكبة من ألمع نجوم مصر أنذاك، والتي تحكي عن التغير المجتمعي فى مصر فى حقبة ما بعد ثورة يوليو 1952، وفيلم (ليلة البيبي دول) مع محمود عبد العزيز والذي قام فيه بدور الإرهابى (عوضين)، لكن هذا الفيلم لم يحقق النجاح  المأمول منه لضعف السيناريو وسطحية ومباشرة القصة المقدمة على الرغم من محاولتها التطرق للعديد من القضايا السياسية والاجتماعية فى مصر والعالم.

لم يتوقف إبداع (الشريف) عند السينما فحسب، بل انطلق لأفاق الدراما التليفزيونية ليقدم مجموعة من المسلسلات الخالدة في وجدان التليفزيون المصري حتي الآن، منها مسلسل (عمر بن عبد العزيز) 1994 ومسلسل الثعلب المستوحى من ملفات المخابرات المصرية عن عملية حقيقية.

لكن المسلسل الأشهر والأكثر قوة وتأثيرًا فى الجماهير، كان مسلسل (لن أعيش في جلباب أبي) عن قصة إحسان عبد القدوس بنفس الاسم، والذي يحكي عن رحلة رجل عصامي (عبد الغفور البرعي) ويبني نفسه بنفسه من الصفر وحتى قمة عالم الأعمال والتجارة فى مصر، وعلاقته بابنه الذكر الوحيد (محمد رياض).

ومن (لن أعيش في جلباب أبي) إلى (هارون الرشيد) المسلسل الذي قدمه فى 1997 وحقق نجاحًا كبيرًا، كما قدم الشريف أيضًا ثلاثية مسلسل الدالي والذى جسد فيها شخصية (سعد الدالي) رجل الأعمال الناجح والذي يقع فريسة محاولات بعض الجهات الداخلية والخارجية لإفساد أعماله وإنهاء شخصيته المالية فى السوق، كما قدم أيضا شخصية مثيرة للجدل لرجل مزواج فى مسلسل (عائلة الحاج متولي) والذي أثار جدلًا كبيرًا في مصر عندما عُرض فى رمضان 2001.

وانتشر مع خبر الوفاة مقطع فيديو يصور بكاء نور الشريف في إحدى حفلات تكريمه، ما جعل الأمر يتحول لشبه حفلة تأبين لنجم وهو لايزال على قيد الحياة، وأن النجوم الشباب الذين يحدثوننا اليوم عن النجومية والثراء، هم بالأساس تلاميذ مخلصين فى مدرسة (نور الشريف)، وهذا ما يوضحه الفيديو التالي:

https://www.youtube.com/watch?v=7xO5MXmIBlU

وتسابق نجوم الفن على عزاء الراحل نور الشريف من خلال التصريحات لوكالات الأنباء أو حتى عبر حساباتهم الرسمية على تويتر:

إن سلسلة العطاء التي قدمها نور الشريف للمجتمع الفني المصري والعربي لا تقدر بثمن، والتركة العظيمة التي تركها لن تفنى وستظل كنزًا من الاحترام الفني والمثال الحي لعطاء الفنان الذي ينقطع لفنه وجمهوره، ولا يسعنا فى نهاية التقرير سوى عرض الحلقة الأخيرة من مسلسل (عمر بن عبد العزيز) كما أوصى الفقيد أن يعرض على الشاشات عند وفاته.

التقرير الإلكترونية في

19.08.2015

 
 

كتاب للحراني.. "حكاية نور الشريف بين الحرمان والحب والسينما والسياسة والمؤامرات

أ ش أ

أعلن الكاتب الصحفي والباحث السياسي السيد الحراني عن أنه بصدد إصدار كتابه الجديد عن الفنان الراحل نور الشريف والذي يحمل عنوان "حكاية نور الشريف.. بين الحرمان والحب والسينما والسياسة والمؤامرات" وسيخرج الكتاب في 400 صفحة من القطع الكبير عن دار "كنوز" للطبع والنشر

وقال الحراني لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إنه بدأ العمل في هذا الكتاب بعد اللقاء الذي كان قد جري بينه وبين الفنان الراحل نور الشريف في شهر أغسطس من العام الماضي لتسجيل شهادته حول تقديمة للبطولة السينمائية الأولي من قبل الفنانة ماجدة الصباحي في فيلمها الخالد "السراب" لتضاف إلي كتابة مذكرات ماجدة الصباحي الذي صدر مؤخرا عن مركز الأهرام للنشر.

وأضاف أنه اقترح علي الفنان الراحل كتابة مذكراته، ووافق نور الشريف ولكن أكد له أن ظروف مرضه تعوق حديثه لمدة طويلة لذلك اقترح عليه أن يعود لارشيفه الصحفي والإذاعي والتليفزيوني، وبالفعل هذا ما فعلة الحراني.

وأكد الحراني أن الأرشيف الصحفي والإذاعي والتليفزيوني.. ألخ للراحل نور الشريف كان مادته الأساسية التي اعتمد عليها لسطر صفحات هذا الكتاب الذي يحكي مشوار وتجربة نور الشريف من المهد إلى اللحد.

ويتناول الكتاب نشأته وتكوينة في حي السيدة زينب وعلاقاته الأولي مع أسرته وأبناء حارته، وعقدته مع الحب بسبب أول علاقة غرامية، ويجيب علي السؤال لماذا كانت علاقته متوترة بوالدته في بداية حياته، وسبب شجنه وحرمانه الدائم، وبوسي وبناته والحب في حياته وتأثيره عليها، ومراحله ومعاركه السياسية والسينمائية التي قضت علية في فترة انتاجه وبطولته لفيلمه "ناجي العلي"، وايضا اعطته قبلة الحياة والأبدية بأعمال مثل: "سواق الأتوبيس" و"زمن حاتم زهران".

كما يتطرق الكتاب للشائعات التي تعرض لها طوال حياته وتفاصيلها، وعن القومية والناصرية في حياة نور يوثق الكتاب بالمواقف الكثير.

وأشار الحراني إلى أن الكتاب، الذي سيتم اصداره خلال أيام ليكون موجودا بالمكتبات، يعد الكتاب الأول الذي يؤرخ حياة مشوار فنان بدرجة فيلسوف مثل نور الشريف وأيضا حياة مصر في فتراته بكل ما عاصره وشاهده.

الجدير بالذكر أن السيد الحرانى كاتب صحفي وباحث سياسي تخرّج فى كلية الإعلام بجامعة القاهرة، عمل بالعديد من الصحف المصرية، وكتب مذكرات: الدكتور مصطفى محمود، والدكتور سعد الدين إبراهيم، ورجل الأعمال أحمد الريان، والمفكر جمال البنا، والفنانة ماجدة الصباحى، والفنانة فاتن حمامة، وله العديد من المؤلفات، من بينها: (بنات القاهرة، الجماعات الإسلامية من تانى، الفيلسوف المشاغب، موافى والسندريلا، مصر واللى فيها، ويكيليكس، والإخوان القطبيون".

الخميس المصرية في

19.08.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2015)