كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

عصام زكريا يكتب من كان مباشرة ً:

فرنسا تتجاوز جراح الارهاب ببهجة السينما

مهرجان كان السينمائي الدولي الثامن واالستون

   
 
 
 
 

عشرات النجوم ومئات من صناع الأفلام وآلاف الصحفيين من كل أنحاء العالم وعشرات الآلاف من الجمهور الفرنسي والوافدين، تجمعوا منذ مساء الأربعاء الماضي في مدينة "كان" الفرنسية، المطلة على الشاطئ الشمالي للبحر المتوسط، ليحتفلوا ويشاركوا ويتابعوا بحرارة منقطعة النظير وقائع أكبر مهرجان سينمائي في العالم.

بدأت فعاليات المهرجان بعرض الفيلم الفرنسي "منتصب القامة" حسب العنوان الانجليزي، أو "مرفوع الرأس" أو "ارفع رأسك"، حسب العنوان الفرنسي، والذي تشارك في بطولته النجمة كاترين دي نيف.

الفيلم الذي ينتمي بوضوح للمدرسة الواقعية الاجتماعية التي اشتهرت بها السينما الفرنسية يتناسب جيدا مع أجواء المهرجان الجادة هذا العام، في ظل الظروف السياسية والاقتصادية المتأزمة في فرنسا وأوروبا منذ فترة، وفي أعقاب حادث "شارلي إبدو" الذي يخيم شبحه في الأجواء، وهو ما يمكن استشعاره في التواجد الأمني الكثيف حول المهرجان، بالرغم من أنه لا يتجاوز الحدود المعقولة أبدا، ولا يؤثر على حركة المهرجان وضيوفه ورواده، بل يمكن القول أنه متساهل كثيرا مقارنة ببلاد أخرى.

فيلم "ارفع رأسك" لا يمكن أن يوصف بأنه ردئ أو مخيب للآمال، ولكنه اختيار مثير للإنتباه لافتتاح مهرجان "كان" تحديدا. هو فيلم "عادي"، إجتماعي، تربوي، و"صائب سياسيا" كما يقول التعبير الانجليزي المعروف، أي أنه متصالح، بل وداعم للسياسة الفرنسية والأوروبية...وبالتحديد سياسات الأحزاب اليسارية التي تنادي بضرورة بذل مزيد من الجهد والمال في سبيل دمج الأجانب والمراهقين الذين يشكلون عبئا كبيرا على المجتمع بجنوحهم للجريمة أو للتطرف الديني أو السياسي، بدلا من التعامل مع المشكلة بوجهة نظر أمنية وعقابية.

هذه المشكلة تحولت إلى قنبلة موقوتة، وأحيانا متفجرة، كما شاهدنا العام الماضي في حادث الاعتداء الارهابي على مبنى صحيفة "شارلي إبدو" الذي أودى بحياة عدد من الصحفيين، أو في ظاهرة انضمام عدد من المراهقين والشباب صغار السن الأوربيين، أغلبهم من أبناء المهاجرين، إلى تنظيم "داعش"...وكذلك ارتفاع معدلات الانحراف بين المراهقين، من الادمان وحتى الجريمة، وزيادة عدد جرائم العنف، أو الجرائم المصحوبة بالعنف، التي يرتكبها مراهقون.

الفيلم من إخراج إيمانويل بيركو، وهي شابة لم تصنع من قبل سوى فيلما واحدا، وهي أيضا مؤلفة سيناريو الفيلم وصاحبة فكرته، اختارت أن تتناول الموضوع من زوايا غير نمطية، بعيدا عن ربط انحراف المراهق بالطبقة والعرق والبيئة، بالرغم من أن كل هذا موجود في الفيلم، ولكن بشكل طبيعي ودون التركيز عليه.

بيكرو التي قضت سنوات في البحث والاعداد للفيلم قالت أنها استلهمت الفكرة من فترة مراهقتها عندما أتيح لها أن تزور أحد أعمامها، وهو يعمل كأخصائي إجتماعي في مجال المراهقين، في "الإصلاحية" التي يعمل بها. وكلمة "إصلاحية" هنا مضللة ولا تعني على الاطلاق المعنى الكابوسي الذي يرد إلى ذهننا عندما نسمع الكلمة في مصر...لأن الجهد والصبر والمال الذي يبذل في هذه الإصلاحيات هنا لا يمكن وصفه أو تصديقه، بل ولا يمكن حتى تقبله في مصر لأن ثقافة العقاب والبطش متغلغلة في العقول.

بيكرو تأثرت جدا بزيارتها للإصلاحية، سواء بالمراهقين المنحرفين أنفسهم وأرواحهم المتمردة أو بالجهود الهائلة التي يبذلها الأخصائيون لوضع هؤلاء المراهقين على الطريق السوي لبدء حياتهم كراشدين، وظلت تحلم بصنع فيلم عنهم إلى أن واتتها الفرصة، من خلال شركة انتاج واعية وكريمة ومن خلال انضمام أكبر نجمة في فرنسا وهي الأسطورة كاترين دي نيف إلى فريق العمل لتلعب دور القاضية فلورانس بلاك، المتخصصة في مشاكل الأطفال والأحداث، في ثاني تعاون لها مع المخرجة بعد فيلمهما الأول "بطريقتي" الذي عرض منذ عامين.

اختارت بيكرو قصة مراهق فرنسي الأصل، ليس من المسلمين أو الأفارقة الذين يشكلون النسبة الأكبر من المراهقين المنحرفين، وذلك لابعاد الفيلم عن التناول النمطي "العنصري" للمشكلة، وتتبعت مسيرة حياته منذ أن كان طفلا عنيدا وعنيفا في السادسة من العمر وحتى وصوله إلى سن السابعة عشر. وقد اختارت مراهقا يمثل لأول مرة في حياته كان تلميذا في مدرسة صناعية يتعلم النجارة اسمه رود بارادو، لعب دور الشخصية الرئيسية ببراعة ملفتة.

مالوني، وهذا هو اسمه، يتيم الأب له أخ يصغره بسنوات، وأم جاهلة ومهملة ومتعددة العلاقات الجنسية، تلعب دورها سارة فورستير، التي تستطيع أن تقنعنا بأنوثتها وضعفها ولا مبالاتها المؤذية أيضا. مالوني يعشق قيادة السيارات التي يقوم بسرقتها ويعاني من نوبات من العنف والتصرفات الحمقاء التي يمكن أن تؤذي من حوله، تحاول القاضية تقويمه بلا كلل أو ملل، ودون جدوى تقريبا، على مدار أكثر من عشر سنوات، إلى أن تثمر جهودها في النهاية في وضعه على أول الطريق...يساعدها في ذلك أخصائي يلعب دوره الممثل بينوا ماجيميل، نعرف أنه كان في يوم ما مراهق جانح ساعدته المؤسسة على اجتياز متاعبه ليصبح شخصا سويا ونافعا للمجتمع.

الجميل في هذا الفيلم ليس فقط أنه يطرح أفكاره بطريقة غير مباشرة، كما يجب أن يكون في أي عمل فني جيد، ولكن الطريقة التي يلتف بها حول الموضوع

يطرح الفيلم قضية المهاجرين المسلمين والأفارقة من خلال زملاء مالوني في الإصلاحية، ومرة أخرى لا يتبادر إلى ذهنكم معنى الاصلاحية كما نعرفه في بلادنا التي يدخلها المراهق طفلا بريئا ويخرج منها مشوها نفسيا ومجرما محترفا. ويطرح فكرة أن أي إصلاح "رسمي" لا جدوى منه بدون وجود العطف والحب الحقيقي من قبل الأخصائيين، وبدون تجارب إنسانية وعاطفية يمر بها هؤلاء المراهقين تساهم في إعادة بناءهم النفسي.

يمر مالوني بعلاقة حب مع ابنة إحدى الأخصائيات، وطبعا لو حدث ذلك عندنا فإن العنصرية والطبقية ستفرض نفسها وسوف يتعرض هذا المراهق أسوأ عقاب يمكن تخيله، ولكن حتى بعد أن تحمل الفتاة منه، فإن الأم المكلومة تظل هادئة وقادرة على التعاطف مع الولد، وهو ما يكون له أكبر الأثر في نفسيته وقراره بأن يقوم سلوكه وحياته.

الفيلم مصنوع بحرفية شديدة، على الطريقة الكلاسيكية، في التصوير وأحجام اللقطات وحركة الكاميرا القريبة من الأفلام الوثائقية، مع بعض اللحظات الاستثنائية عندما يقوم مالوي بقيادة السيارات بجنون. نفس الاسلوب الهادئ نجده في أداء الممثلين الراقي بدون مبالغات من أي نوع، درامية أو سينمائية، والمشاعر المحسوبة بميزان الذهب. وعلى الرغم من أن فيلما مثل هذا يمكن أن يضج بعشرات المشاهد العاطفية الصاخبة والمبكية، إلا أن الفيلم يكاد يخلو منها، فهو يخاطب العقل والقلب معا، بدلا من الغدد الدمعية

البوابة الوثائقية المصرية في

17.05.2015

 
 

إنها حقاً «حكاية الحكايات» وإنه حقاً حفيد باسيلى وابن فيللينى فى فيلم مدهش

بقلم: سمير فريد

عرض فى مسابقة مهرجان كان الفيلم الإيطالى «حكاية الحكايات» إخراج ماتيو جارونى، وهو الفيلم الثامن لمخرجه منذ ١٩٩٧، والذى يعتبر من أهم فنانى السينما الإيطالية فى العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، وثالث فيلم على التوالى يعرض فى مسابقة المهرجان بعد «جومورا» ٢٠٠٨ الذى فاز بالجائزة الكبرى، و«واقعية» ٢٠١٢.

هنا، وعلى النقيض من أفلامه السابقة وخاصة «جومورا» عن المافيا، يحلق جارونى شكلاً بعيداً عن الواقع، ولكنه يظل عن الواقع، أو ما أطلق عليه جارودى واقعية بلا ضفاف، ويعبر عن رؤية عميقة للوجود الإنسانى فى فيلم مدهش، وما أروع الفن عندما يثير الدهشة.

كتب جارونى السيناريو مع إدواردو ألبيناتيو أوجو شيتى وماسيمو جوديسو من وحى ثلاث من الحكايات الخيالية التى كتبها الكاتب الإيطالى جيانباتسيا باسيلى فى القرن السابع عشر الميلادى، وجمعت فى خمسة مجلدات، ومن أشهرها «سندريلا» و«الجميلة النائمة» وغيرهما من الحكايات التى طالما كانت موضوعاً لأعمال درامية وموسيقية. وقد يبدو الفيلم فى بعض اللحظات من عالم فللينى أو عالم الحياة كسيرك، ولكن جارونى حفيد باسيلى وابن فللينى يصنع فيلماً جارونياً، فالحكاية الخيالية عنده ليست للأطفال كما هو معتاد، والحياة فى فيلمه ليست سيركاً، وإنما هى الواقع وما فوق الواقع.

حكاية الحكايات هى الملوك والفقراء، البشر والوحوش، الأقزام والعمالقة، الغرائز والكوابح، ما نراه ونعرفه وما يوجد فى الفضاء وفى باطن الأرض والبحر ولا نراه ولا نعرفه، الخير والشر، والحب والكراهية. هنا يتحول الإنسان إلى وحش والوحش إلى إنسان، والعجوز إلى شاب والشاب إلى عجوز، والخيال إلى واقع والواقع إلى خيال. ويدمج السيناريو الحكايات الثلاث فى بناء درامى متماسك حيث الملوك بلا أسماء فى ممالك خيالية، وهم ملك سيلفاسكورا (جون سى. رايلي) الذى تسعى زوجته (سلمى حايك) لإنجاب ولى العهد، وملك روكافورتى (فينسنت كاسيل) الذى لا يستطيع السيطرة على رغباته الجنسية، وملك ألتومونتى (توبى جونز) الذى يبحث عن زوج لابنته فيولا (بيبى كاف).

اللقطة الأولى لكائن على شكل إنسان لا نرى وجهه وإنما نرى ظله على الأرض فى الساحة الخارجية لقصر ملك سيلفاسكورا، ويتجسد أمام الملك وزوجته ويخبرهما أنها ستحمل ولى العهد إذا جاءها الملك بقلب وحش البحر، وأكلته بعد أن تطهيه عذراء ستحمل بدورها فور أن تنتهى من طهوه. ويقول لهما ولكن لابد من إدراك أن حياة جديدة تولد تعنى أن حياة قائمة سوف تموت فى نفس الوقت. وبالفعل يدفع الملك حياته ثمناً لقلب الوحش، وتحمل الملكة بعد أن تأكل القلب، ويولد ابن الملكة إلياس وابن الخادمة جونا (قام بالدورين التوأم كرستيان وجونا لى).

أما ملك روكافورتى فيسمع صوتاً جميلاً يغنى فى منزل فقير فيدعو صاحبته لقضاء الليل معه، ولكنه لا يعرف أنها العجوز الشمطاء دورا (مايليكاميشيل) التى تعيش مع أختها إيما (شيرلى هيندرسون). وتحت إلحاح الملك توافق دورا على أن يتم إطفاء نور القصر، ولكنه يراها فى الصباح، ويأمر بإلقائها من النافذة، فتتعلق بفرع شجرة ولا تموت، ويأتيها كائن يعيدها إلى الشباب (ستاسى مارتين)، ويراها الملكعارية فى الغابة فيتزوجها.

وأما ملك ألتومونتى فيلسعه برغوث، ولكنه يحبه ويربيه على دمه حتى يصبح وحشاً، وعندما يموت البرغوث يضع جلده فى قاعة العرش ويعلن أن من يتعرف على هذا الجلد سوف يتزوج من ابنته. ويتوافد العديد ولكن لا يتعرف على الجلد سوى عملاق قبيح أقرب إلى الوحوش (جيلوميديلاناي). وتحاول فيولا الانتحار حتى لا تتزوجه غير أن والدها يرجوها القبول من أجل سمعته لأنه وعد ولا يجب أن يخلف الملوك وعودهم أمام الناس.

اختار جارونى التصوير للشاشة العريضة بالألوان، وهو اختيار مناسب تماماً للموضوع، واختار أماكن التصوير المعبرة عن عالم الفيلم بنجاح كامل من النهر الذى يغوص الملك فيه ليصطاد الوحش البحرى فى أعماق المياه إلى الكهف الذى يعيش فيه الوحش الإنسانى مع الأميرة فيولا. واستطاع مدير التصوير العظيم بيتر سوشيتسكى أن يجعل الصور كالأحلام والكوابيس، واستطاع مؤلف الموسيقى العظيم ألكسندر ديسبلا أن يجعل الموسيقى قلب الفيلم وروحه، خاصة مع استخدام جارونى لها طوال الوقت. كما كان اختيار الممثلين بارعاً، خاصة التوأم اللذين قاما بدورى إلياس ولى العهد الذى أصبح ملكاً وجوانا ابن الخادمة، واللذين ارتبطا بصداقة عميقة رغم سعى الملكة التفرقة بينهما، وإلى درجة أنها تتحول إلى وحش وتحاول قتل جونا، فيقتل إلياس الوحش وهو لا يدرى أنها أمه.

والمشهد/ المفتاح فى الفيلم بعد مرور ١٦ سنة على ولادة إلياس وأمه تلهو معه فى «المتاهة الملكية»، أو ما نسميه فى مصر بيت جحا، ولكنه يهرب منها. إنها تنادى إيليا إيليا ولا مجيب، ونراه يخرج من المتاهة مع جونا.

وربما ما حال دون أن يصبح الفيلم من تحف السينما نهاية حكاية ملك روكافورتى حيث تعود دورا إلى عمرها الحقيقى، وتحاول إيما أن تكرر ما حدث لأختها، ونهاية حكاية فيولا عندما تذبح الوحش الذى تزوجها. فقد تحول الفيلم فى الدقائق العشر الأخيرة إلى ما يشبه أفلام «الرعب» مما يتعارض مع أسلوبه ورؤيته الفكرية. وربما يكون ذلك موضوعاً للنقاش، ولكن المشكلة الفنية الأساسية فى الفيلم هى الحوار الإنجليزى الإخبارى الواقعى غير المناسب، والذى يجعل المتلقى يهبط إلى الأرض وهو يحلق بعيداً فى الخيال.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

17.05.2015

 
 

الأخوان كوين ثنائي سينمائي ينظر إلى العالم بسخرية

العرب/ أمير العمري

الاخوين السينمائيين يعبران من خلال أفلامهما عن رؤية فلسفية تأملية للعالم بقدر ما هي هجائية غاضبة حيث تنتقد وتوجع بقدر ما ترثي وتتألم.

يمثل الأخوان جويل وإيثان كوين، ثنائيا سينمائيا فريدا في السينما الأميركية، وإن لم يكن غير مألوف في السينما الأوروبية. فهما يعملان معا، إيتان، وهو الأصغر (من مواليد 1957) يكتب الأفلام وينتجها، وجويل (مواليد 1954) يشترك في كتابتها وإخراجها مع إيتان. وقد نجحا في تطوير وترسيخ عالم سينمائي مميّز يتضح في أفلامهما التي بلغت الآن 17 فيلما روائيا طويلا وفيلمين قصيرين.

في أوروبا هناك ثنائيان شبيهان بثنائي الأخوين كوين، من كبار فناني الأفلام أيضا، هما أولا الثنائي الإيطالي الكبير: باولو وفيتوريو تافياني، ثم الثنائي البلجيكي الشهير الأخوان داردين. ولكننا لا نعرف في العالم العربي مثل هذا الثنائي في الوقت الحالي، وإن عرفت السينما المصرية في بداياتها ثنائيا مشابها، وهما الأخوان بدر وإبراهيم لاما، اللذان أخرجا الفيلم الصامت الشهير “قبلة في الصحراء” (1928).

مهرجان كان السينمائي قرر هذا العام إسناد رئاسة لجنة التحكيم الدولية التي تمنح جوائز المهرجان، وعلى رأسها “السعفة الذهبية” الشهيرة، إلى الأخوين كوين اللذين سبق لهما الحصول على السعفة الذهبية عن فيلمهما الشهير “بارتون فينك” عام 1991، وعلى جائزتي الإخراج والتمثيل، كما حصلا في 2013 على الجائزة الكبرى للجنة التحكيم عن فيلمهما الأحدث “داخل ليولين ديفيز”.

اختلاف الأنواع

أخرج الأخوان كوين أفلاما تنتمي إلى أنواع مختلفة حسب نظام تصنيف الأفلام الأميركي، فقد أخرجا فيلم الجريمة أو العصابات، وفيلم “الويسترن”، والفيلم الكوميدي، وفيلم الطريق، والفيلم الموسيقي، والفيلم السوريالي، والفيلم- نوار، ولكن القاسم المشترك بين غالبية هذه الأفلام، وجود شخصيات إجرامية ورجال عصابات وجرائم قتل متعددة، وجميع شخصيات أفلامهما هي شخصيات مأزومة، تبحث عن منفذ للخلاص، لكنها تفتقر في داخلها للاستقامة، وتدور حبكات الأفلام عادة حول الخيانة والإخلاص -كما في “دم بسيط”- وغياب الأخلاق ولو حتى بين المجرمين أي اللجوء إلى الغش في اللعب -كما في فيلم “اختراق ميللر”-، والحب المسروق بين امرأة ورجل، على حساب رجل آخر -كما في “دم بسيط” و”اختراق ميللر”-، والبحث عن تحقيق الذات من خلال الفن لكن المشتغل بالفن لا يمتلك الموهبة التي توازي طموحه إلى الشهرة والنجاح، أو أنّ انشغاله بما في سلوكيات الآخرين حوله من غرائب، يحجب عنه رؤية ما يكمن في داخله من نقاط ضعف ونقص “بارتون فينك” و”داخل ليولين ديفيز”.

الأخوين كوين يعيدان هنا خلق العالم بطريقتهما الخاصة على غرار ما هو مستقر في مخزون ذاكرتهما من ثقافة الفيلم الأميركي

نظرة قاسية

نظرة الأخوين كوين إلى العالم هي نظرة قاسية، غاضبة، ناقدة، ساخرة، تحيل إلى الرمز حينا، وإلى التاريخ حينا آخر، وهما شديدا الاهتمام بتصوير كل دقائق الفترة الزمنية التي تدور خلالها أحداث أفلامهما، ومع ذلك فهذه الدقة ليست مقصودة لإضفاء ملامح “واقعية” على الفيلم والشخصيات، بل لاستدراج المشاهد للتورّط مع أبطال الفيلم في تفاصيل الحبكة، التي سرعان ما تغادر الواقع الذي نعرف ملامحه الخارجية والذي يمكننا تصديقه، إلى واقع لا مثيل له، واقع مفترض، أو بالأحرى واقع سينمائي، تختلط فيه الحقيقة بالخيال، الذي تكون فيه المشاهد قريبة في بنائها من أفلام “الكارتون”، إذ تمتلئ بالعنف وسفك الدماء في كثافة ليس من الممكن تصوّرها، وتارة تقترب الشخصيات من الكاريكاتيرية الهزلية، أي تصبح كائنات مضحكة حتى وهي تمارس القتل وتغالي في الشر والجشع والعنف، وتارة أخرى تكتسي ملامح رمزية تلقي بظلالها بقوّة على الموضوع.

وليس من الممكن التعامل مع شخصيات أفلام الأخوين كوين على أنها شخصيات حقيقية من لحم ودم، بل هي صورة متخيلة للشخصيات كما يراها الأخوان كوين، ويريدون لنا أن نرى العالم من خلالها، فهما يعبران من خلالها عن رؤية للعالم، للمحيط، وهذه الرؤية فلسفية تأملية بقدر ما هي هجائية غاضبة، حيث تنتقد وتوجع بقدر ما ترثي وتتألم.

وكما تتنوع الثيمات والشخصيات، تختلف أيضا الحبكات وتتباين الأساليب، وتختلف الأماكن التي تدور فيها الأحداث من فيلم إلى آخر، حتى أن بعض النقاد يعتبرون أفلام الأخوين كوين أفلاما “إقليمية” أو “جهوية”، أي تنتمي أساسا إلى البيئة المحلية التي تدور فيها أحداثها، تعيش فيها الشخصيات، تتحدث بلهجتها، تتحرك وتتصارع وتمضي في طريقها حتى النهاية، من تكساس إلى كاليفورنيا، ومن لوس أنجليس إلى واشنطن فنيويورك ثمّ داكوتا الشمالية في مينسوتا إلى نيومكسيكو، وهكذا إلخ… ولكن المكان المحلي الصغير الذي يكون في الغالب، بلدة صغيرة معزولة، وعلى الهامش، يختصر صورة أميركا، أو بالأحرى العالم كله كما يراه الأخوان كوين.

أجواء أفلام الأخوين كوين تعكس نظرة إلى العالم مشحونة بالعناصر الكبرى، وعلى رأسها الغضب

خارج الواقعية

يمكن اعتبار فيلمهما الأول “دم بسيط” (1984) تدريبا سينمائيا رائعا في السيطرة على الحبكة، وعلى تقنية فيلم الإثارة والتشويق والجريمة، واستخدام هذا النوع ليس من أجل الإثارة، بل لإيصال فكرة عقلانية بسيطة، تدور حول “التورّط”، عن ذلك الضعف البشري الذي يقود صاحبه إلى الانغماس تدريجيا في لعبة أكبر منه، وكلما تصوّر أنه يمكنه السيطرة عليها وتوظيفها لحسابه، سرعان ما يصبح أكثر تورّطا بحيث يصعب عليه الخروج أو التراجع، بل يستمرّ حتى يصل إلى نهايته الحتمية. جميع الشخصيات في هذا الفيلم سيئة لا تثق في بعضها البعض، عاجزة عن التواصل في ما بينها بشكل طبيعي: الزوجة تخون زوجها مع أحد العاملين في المطعم الذي يمتلكه، والزوج يستأجر مُخبرا خاصا للتلصص على زوجته وعشيقها، والمخبر الخاص يبدأ في التلاعب بالرجل الذي استأجره، وتؤدّي سوء التفاهمات وانعدام الثقة بين الجميع إلى أن يلقى الزوج مصرعه بطريقة بشعة، فالمخبر، ثم العشيق، وتبقى الزوجة محطمة بعد أن تكون قد فقدت كل شيء.

تدور أحداث فيلم “اختراق ميللر” (1990) في أواخر العشرينات ببلدة لا اسم لها، زمن الأزمة الاقتصادية في العشرينات (سيعود الأخوان كوين إلى الفترة نفسها في فيلم “أوه أخي.. أين أنت” سنة 2000). “توم” بطل الفيلم (المهزوم باستمرار) يعمل لحساب زعيم المافيا الأيرلندية “ليو” الذي يحب “فيرنا” التي تصغره كثيرا في العمر، لكنها على علاقة بـ”توم” في الوقت نفسه، وليو يريد أن يتزوجها ويرفض بإصرار طلب زعيم المافيا الإيطالية كاسبار ضرورة التخلص من “بيرني” شقيق فيرنا، الذي يقول كاسبار إنه “خالف التقاليد والأخلاق والمبادئ”. وعندما يكتشف ليو علاقة توم بفيرنا، يغضب عليه ويطرده فيلجأ توم إلى كاسبار للعمل لحسابه، لكنه يبدأ في تأليب كل الأطراف ضدّ بعضها البعض مما يؤدّي إلى طوفان من العنف وسفك الدماء، ثم يجد نفسه وحيدا في النهاية.

الأخوان كوين يرويان تلك القصة بأسلوبهما الساخر المحلق خارج الواقع الحرفي للمكان والشخصيات، لا يلتزمان بتقاليد الفيلم- نوار رغم أن الفيلم يبدو متأثرا به في رسم الشخصيات، ولا بتقاليد أفلام الجريمة المعروفة سوى في خطوطه العامة، فبطله يُضرب ويهان ويُعامل أسوأ معاملة، صحيح أنه يتمكن من القضاء على جميع خصومه، ويظل مخلصا لزعيمه الأصلي، ولكنه يدرك جيدا أنه لم يعد بإمكانه البقاء معه بعد أن تخلت عنه المرأة التي أحبها.

إن الأخوين كوين يعيدان هنا خلق العالم بطريقتهما الخاصة على غرار ما هو مستقرّ في مخزون ذاكرتهما من ثقافة الفيلم الأميركي، ولكن بعد أن يقوما بالتلاعب بالتقاليد، وتطويع الحبكة لرؤيتهما الخاصة التي تميل نحو السخرية، والهجاء اللاذع المستمر.

ومعظم شخصيات أفلام كوين شخصيات ذكورية، ولكن المرأة الموجودة في “دم بسيط” أو “اختراق ميللر” أو “بديل هدساكر”، هي شخصية قوية مسيطرة، تساهم في تعقيد الأحداث، ويتصارع عليها الرجال، فتتلاعب هي بهم. لكن كل شخصيات فيلم “احرق بعد القراءة” من النساء والرجال، شخصيات تعيسة، تسعى بلا جدوى إلى تغيير حياتها، فتتعقد أكثر وتؤدّي كالعادة إلى الجريمة.

نظرة الأخوين كوين إلى العالم هي نظرة قاسية، غاضبة، ناقدة، ساخرة، تحيل إلى الرمز حينا، وإلى التاريخ حينا آخر، وهما شديدا الاهتمام بتصوير كل دقائق الفترة الزمنية التي تدور خلالها أحداث أفلامهما

صورة سوريالية

يبدو فيلم “بارتون فينك” (1991) للوهلة الأولى، وكأنه فيلم واقعي يدور في عالم صناعة السينما في هوليوود (أوائل الأربعينات). لكنه يصبح تدريجيا، تعبيرا سورياليا مدهشا، لعالم قاس، مزيف، سطحي، تتوه فيه الحقيقة فلا نعرف الخير من الشر، هل جريمة القتل التي تقع حقيقة، أم خيال، وهل جثة المرأة حقيقية وأين آثار الدماء، وما هذه النيران التي تشتعل فجأة في ردهات الفندق الغريب الذي يبدو وكـأنه سجن، لا نرى فيه من النزلاء سوى شارلي الذي يقطن في الغرفة المجاورة لبطلنا “بارتون” الذي حل بالمدينة بحثا عن فرصة للعمل ككاتب سيناريو في هوليوود، ولكنه يكتشف كم هو زائف هذا العالم الذي يريد أن يلتحق به ويصبح جزءا منه، ويبدأ في اكتشاف ذاته، دون أن يصل قط إلى درجة من اليقين تكفل له تحقيق ذلك التوازن النفسي الذي يبحث عنه.

وفي فيلم “الرجل الذي لم يكن هناك” (2001) ينسج الأخوان كوين على غرار “الفيلم- نوار” أي فيلم الجريمة الغامض، المليء بالمشاهد الداكنة ذات الإضاءة الليلية الشاحبة، لكن الفيلم ينتمي أيضا مثل “بارتون فينك” إلى أدب العبث الوجودي. بطله حلاق متزوج من امرأة تعمل لدى رجل أعمال ثري، وهو يعمل في دكان الحلاقة الذي يمتلكه شقيقها، يغويه ذات يوم زبون ويقول له إنه يبحث عمن يشاركه في افتتاح دكان لغسيل الملابس بالتقنية الجافة الحديثة وقتها، فالفيلم يدور في أواخر الأربعينات، أي في الماضي شأن غالبية أفلام الأخوين كوين. الحلاق، الذي لا يتكلم كثيرا، ويميل إلى التأمل والتفكير، ولا يكف عن التدخين، يجد نفسه مندفعا في البحث عن طريقة للحصول على مبلغ 10 آلاف دولار المطلوبة لمشاركة المستثمر المزعوم في مشروعه، دافعه التخلي عن مهنة الحلاقة التي لا تحقق له أيّ شيء لإشباع رغباته، فيلجأ إلى ابتزاز الرجل الذي تعمل عنده زوجته دوريس التي يعرف أنها تخونه معه، ومن هنا يبدأ “التورّط” في ارتكاب ذلك “الشر العادي” الذي يأتي في سياق أفلام الأخوين كوين، كما لو كان مدفوعا بقوة داخلية عميقة متأصلة في الإنسان، تجعله يتجاهل في لحظة ما يسمى بـ”الضمير” و”الخير” و”الأخلاق”، ويتجه نحو الشر وكأنه وريث آدم الذي ارتكب الخطيئة الأولى، أو قابيل الذي قتل أخاه هابيل. بالطبع هذا التورّط يقود إلى تورّط أكبر، ومن جريمة إلى أخرى، يمضى بطلنا الوجودي على نحو عبثي تماما نحو مصيره، الذي يقبل به في النهاية عن طيب خاطر.

ويدور فيلم “داخل ليولين ديفيز” (2013)، حول مطرب شاب يغني الأغاني الشعبية الأميركية لكنه رغم موهبته، يفسد حياته بسبب رعونته وركونه للكسل، إلى جانب أنه عرضة لسوء الحظ طول الوقت، يعيش متوكلا على أصدقائه، ويخوض مغامرات غير موفقة من أجل إثبات موهبته المشكوك فيها، لكنه يظل دائما “على الهامش”.

أجواء العبث تشيع في هذا الفيلم الذي يختلط فيه الجد بالهزل، والتراجيديا بالكوميديا السوداء، وهو يجسد على نحو مشابه لـ”بارتون فينك” رؤية الأخوين كوين للعالم، لأميركا، للبشر الذين قد نراهم جميعا شديدي الغرابة والتطرف في سلوكياتهم ومواقفهم في حين يقدّمهم لنا الأخوان كوين كعادتهما، بمنتهى الجدية، وكأن العالم كله قد تحوّل إلى مصحّة عقلية، يلعب فيه البشر أدوارا محكومة سلفا.

وهكذا يمضي الأخوان كوين كما يريدان في مسيرتهما السينمائية الممتعة من فيلم إلى آخر.

العرب اللندنية في

17.05.2015

 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان «كان» السينمائي (6):

المخرجون العرب يسعون للفوز في رهاناتهم على مستقبل أفضل

مع «شتاء داود» للعراقي قتيبة الجنابي و«ثلاثة آلاف ليلة» للفلسطينية مي المصري

كان: محمد رُضـا

يطوي المخرج العراقي قتيبة الجنابي صفحة كبيرة ويبدأ صفحة أخرى، ونقطتا النهاية والبداية تقعان هنا في «كان»، المهرجان الذي قد يخلو من أفلام عربية في مسابقاته، لكنه بالتأكيد يحوز حضورها المتزايد.

منذ بضع سنوات وضع صاحب «الرحيل من بغداد» (الذي كان أحد أهم أفلام 2011 العربية) مشروع فيلمه الروائي الثاني «شتاء داود»، وعمد إلى تقديمه إلى مهرجاني دبي وأبوظبي حيث تم دعمه من قبلهما، كذلك من مؤسسة ميديا أوروبا ومن مهرجان روتردام السينمائي الدولي. لم يتم هذا الدعم كله في سنة واحدة، ولا هو بحد ذاته كان كافيًا للبدء الفعلي في التصوير، لذلك هو الآن في «كان» مستحوذًا على شراكة مؤسسة Alcatraz Film الفرنسية وهناك احتمالات كبيرة لتوقيع عقد آخر مع شركة ألمانية أبدت حماسها للموضوع.

يقول: «بدأت فكرة الفيلم قبل أكثر من ثلاثين سنة عندما كنت ما زلت طالبًا في أكاديمية السينما البلغارية وكنت أود تنفيذها كفيلم تخرّج، لكن المدرّسين قالوا لي أجل هذا المشروع لأن تعود إلى بلدك».

استجاب قتيبة للنصيحة. عوض ذلك الفيلم أنجز الكثير من الأفلام القصيرة التي يحتار المرء في كيفية تصنيف بعضها لكنه لا يداخله ريب في أن صاحبها يملك موهبة فنية رائعة تمنحه الثقة بالمشهد الذي أمامه وكيفية التقاطه لتنفيذ ما يعول عليه من أفكار ورغبات. «شتاء داود» يدور حول جندي عراقي يحاول إنقاذ زميله على الجبهة بعدما وجده بين عشرات الجثث الآيلة إلى الموت: «داود يؤمن بأنه يمكن تأخير الموت والوقوف ضده وذلك انتصارًا لمفهوم الحياة»، كما يقول قتيبة. بسؤاله عن مكان التصوير: «بعض الممثلين وفرق العمل تخشى الوضع في العراق مثلي تمامًا. لذلك قد نصوّره في إسبانيا» ويكمل: «ليست هناك أمور طبيعية في العراق، ولا أنا من الذين يركضون خلف القيادات السياسية للحصول على دعمهم. ولهذا تمشي مشاريعي بطيئة لكني راض عنها».

* إسهامات عربية

* وضع قتيبة ليس فريدًا من نوعه. مهرجان «كان» السينمائي بات المحطّـة التي يقصدها الطامحون لصنع أفلام عربية يدركون كم من الصعب تمويلها من الداخل العربي. تقول مي المصري، وهي مخرجة فلسطينية - أميركية خبرت كل أنواع التجارب السينمائية: «هناك صناديق دعم تم إطلاقها في بعض دول الخليج وهذا كان خشبة خلاص مهمّـة للكثير منا. لكن الحقيقة هي أن معظم ما يحصــل عليه المخرجون من دعم لا يزيــــــــــد عن بضعة ألوف من الدولارات التي لا تكفي مطلقًا لتنفيذ حتى المراحل الأولى من الفيلم».

خبرت المخرجة ما تقوله عمليًا. منذ ثلاث سنوات وهي تحاول تحقيق فيلمها الروائي الأول «ثلاثة آلاف ليلة» عانت خلالها من شح الدفع وعدم اكتمال وضع نظام فعلي يفتح الباب واسعًا أمام طموحات المخرجين: «أتمنّـى لو أن صناديق الدعم العربية تتحرك مبتعدة عن تواضع الإنجازات واعتماد سياسة جديدة تقدم من خلالها على الانتقال فعليًا إلى المحافل العالمية بما يوازي حجم وجدية ما يدور من أعمال. ليتبنّـوا النظام الإنتاجي الذي وضعه المغرب مثلاً الذي يشهد منذ سنوات نشاطًا إنتاجيًا كبيرًا».

الحال أن الحضور العربي هذا العام محدد بتواجد مراكز سينمائية عدّة (الإمارات، المغرب، تونس، الجزائر إلخ…) وبالكثير من السينمائيين الطامحين لتحقيق مشاريعهم. بعضهم كان حضر في العام الماضي مع مشروعه الأثير ويعود اليوم وهو لا يزال يمسك بمشروعه ذاته ويتمسّـك به دلالة على أنه لم يحقق القفزة من السعي إلى التنفيذ. المخرجة مي المصري تضيف: «نعم هناك حضور، وهو مطلوب وضروري وفي مكانه، لكن المخرجين العرب يعرفون أن المطلوب لتبرير هذا الحضور يفوق ما تم توفيره حتى اليوم. على الجهات السينمائية أن تتحرك معًا أو منفردة لا فرق. المهم أن تتجاوز مرحلة البداية التي طالت».

إلى ذلك، الجميع يتحرّك بلا ملل. وبعد الإعلان عن فيلم مصري أوروبي جديد عنوانه «أقبض على القمر»، كما ورد هنا في رسالة سابقة، تتكشّـف أخبار مشاريع أخرى حالية من بينها، على سبيل المثال، فيلم من تحقيق 16 مخرجا مصريا تحت عنوان «القاهرة، رؤى أمل». وحول الوضع الفلسطيني أيضًا، كحال فيلم «أقبض على القمر»، هناك عمل معروض على الموزّعين على أمل دفعه للأسواق العالمية هو «تدرّج» للمنتج رشيد عبد الحميد الذي يعمل من العاصمة الأردنية، وهو من إخراج الشقيقين عرب وطرزان أبو ناصر ويدور حول «الحرب التي شنّـتها حماس على الأهالي لتثبيت سيطرتها» كما يذكر الشقيقان في حديث معهما. الفيلم مشترك في مسابقة جانبية اسمها «أسبوع النقاد» وهو ليس الفيلم الوحيد الذي يحمل اسم «مؤسسة الدوحة للسينما» ويشترك في أحد الأقسام الجانبية. هناك أيضًا «حمل» المقدّم باسم إثيوبيا وفرنسا في قسم «نظرة ما».

في قسم «أسبوع النقاد» كذلك هناك فيلم آخر تسلم دعمًا قطريًا هو «البحر المتوسط» أخرجه الإيطالي جوناس كاربينانو وتقع أحداثه في بوركينا فاسو.

وفي قسم منفصل عن المهرجان إداريًا هو «نصف شهر المخرجين» وجدنا عملاً متعدد الجهات الإنتاجية أيضًا هو «موستانغ» لدنيز غاميز أروغوفن وهو يحمل أعلام قطر وفرنسا وتركيا وألمانيا.

المشكلة هي أن تعدد الجهات المنتجة للأفلام يجعل من الصعب تحديد الجهة المموّلة بالنصيب الأكبر. كذلك تبعًا للشركة الأم التي تبنّـت العمل أساسًا. وفي حين أن ملف المهرجان على موقعه يضم اسم إثيوبيا بين فرقاء إنتاج «حمل» إلا أنه يخفي حقيقة الاشتراك القطري في الوقت ذاته.

وما هو واضح إلى الآن من خلال تجارب صناديق الدعم والتمويل العربية الحاجة الفعلية لرفع مستوى الاشتراك حتى يستطيع الفيلم التمتع بحمل لواء البلد المنتج كجهة أولى والبدء بعدم الاكتفاء بالمكافآت المحدودة والإسهامات المتواضعة التي تنفع كبذور إنتاج لكنها لا تمنح المخرج ما يبحث عنه من اكتفاء.

الشرق الأوسط في

17.05.2015

 
 

اطلبوا أموال السينما... ولو في الصين

كان (جنوب فرنسا) – إبراهيم العريس

إذا استثنينا واجهة أوتيل كارلتون الذي لم يخرج عن عادته منذ سنوات بعرض إعلانات ضخمة لفيلم أو فيلمين أميركيين كبيرين أمام عيون المارة المدهوشة، ليس من السهل في طول مهرجان «كان» وعرضه العثور على أثر للسينما الأميركية الضخمة التي لا تتوقف وكالات الأنباء والفضائيات العربية عن إتحافنا بأخبارها وأخبار شبابيك تذاكرها يومياً.

فمنذ وقت بعيد تغيب السينما الأميركية عن «كان» ولو جزئياً. لكن «كان» لم يكن يشكو كثيراً من هذا الغياب. فالسينمات العالمية اعتادت أن تدبّر شؤونها وشؤون صفقات أفلامها في معزل عن سوق أميركية تتضاءل أكثر وأكثر أمام سينمات الأمم الأخرى. ولئن ظل هناك شيء من الشكوى تسود أوساط هذه السينمات، لا سيما في الأيام الأخيرة لسوق الفيلم حين تجري كل شركة حسابات الأرباح والخسائر وبيع الأفلام وشرائها، واضح هذا العام أن صوت الشكوى بدأ يعلو منذ الأيام الأولى. السينما في أزمة والأفلام لا تُباع كما كانت تفعل. والأفلام المعنية هنا هي الأوروبية في شكل خاص، وملحقاتها. والسبب؟ انخفاض سعر اليورو مقابل الدولار وارتفاع هذا في شكل متواصل منذ شهور. سينمائياً معنى هذا أن أوروبا وشركاتها مضطرة لأن تدفع أكثر ثمن الأفلام الأميركية التي هي الوحيدة تقريباً التي يستسيغها الجمهور العريض. فيما تشتري أميركا الأفلام الأوروبية القليلة بدولارات أقل. بل إن أميركا المثقفة صار لديها، وفق الخبراء، كمّ كبير من الأفلام «المثقفة» التي تعرض في مهرجانات مثل «ساندانس»، ومن ثم في الصالات النخبوية بحيث لم تعد في حاجة ماسة إلى أفلام أوروبا.

هل معنى هذا أن السينمات الأوروبية ستنهار إن ظل الوضع على حاله؟ ربما، يقول البعض، وحركة سوق الفيلم في «كان» التي تجد انعكاسها في أخبار الصفقات التي تملأ صفحات المجلات الكانيّة المختصة مثل «فارايتي» و «هوليوود ريبورتر» و «سكرين»، تعزز هذه الربما بالتأكيد. فحتى اليوم ليس ثمة بعد أخبار عن صفقات كبيرة، فيما تتردد أخبار تحملها «فارايتي» من أميركا عن صفقات ضخمة تتعلق بأفلام أميركية غير جماهيرية، لكنها غير «كانيّة» أيضاً، مثل الوثائقي عن «ستيف جوبز الرجل في الآلة» و «هاللو اسمي دوريس» و «ستون عاماً».

ومن الواضح أن هذا يعني استشراء أزمة السينمات غير الأميركية أكثر وأكثر، إذ يضيف انخفاض سعر اليورو بأكثر من الربع، مزيداً من التأزم في أسواق هي أصلا متأزمة في ما يتعلق بإنتاج فني يعيش أوقاتاً صعبة بفعل الغياب التدرجي لأسواقه، ومنها أسواق الشرق الأوسط وآسيا وأميركا اللاتينية. فما الحل؟

اسم واحد تتداوله اليوم ألسنة الخبراء: الصين. الصين هي الحل. فالصين تبدو اليوم واحدة من أكبر الأسواق التي لا تزال قادرة على استيعاب إنتاجات السينمات غير الأميركية، لا سيما الأفلام الأوروبية التي تلقى حظوة لدى ملايين المتفرجين في الصين، كما تلقى نوعاً من التساهل الرقابي يتزامن مع احتلال السينما الصينية نفسها مكانة مهمة في خريطة العروض المحلية والعالمية. من هنا، تتوجه العيون في سوق الفيلم في «كان» اليوم كما في غرف الفنادق ودهاليز مكاتب الشركات الموقتة في أروقة المهرجان، إلى المشترين الصينيين الذين لا يتخذون قراراتهم بسرعة وحزم فحسب، بل يدفعون فوراً، ولكن باليورو الذي يشترونه اليوم بدولارات زهيدة.

هذا الحل الصيني يبدو الوحيد القادر فعلاً على إنقاذ السينما من الوصول إلى ما يشبه الموت السريري، مع أن ثمة عقبة تبدو قاتلة هنا إن لم تبادر السلطات الصينية بإيجاد ترياق لها: القرصنة. فالصين أكبر بلد مقرصن للأفلام في العالم... والمشترون الصينيون في «كان» إذ يقرون بهذا يبتسمون باستسلام قائلين أن في وسعهم أن يضمنوا كل شيء باستثناء إيجاد حل لهذه المعضلة التي لولاها لكانت السينما بألف خير.

الحياة اللندنية في

17.05.2015

 
 

في مهرجان «كان»:

إيطالي ينعى أوروبا وأمريكي يقرر الانتحار

كان (فرنسا) – من أسامة صفار:

شهد مهرجان كان في دورته الثامنة والستين، عرض فيلمين جديدين من أفلام المسابقة الرسمية الأول: «أمي» للمخرج الايطالي «ناني موريتي»، والذي يمثل قصيدة بصرية لرثاء أوروبا العجوز.

والثاني فيلم «بحر الأشجار» للمخرج الأمريكي جوس فان سانت، ويقوم ببطولته الممثل الأمريكي الحاصل على الأوسكار، ماثيو ماكونهي، الذي يقدم دور رجل أعمال يلجأ إلى غابة يابانية غامضة للإنتحار.

كان موريتي قدم في فيلمه السابق «لدينا بابا» قصة طبيب نفسي يعيش تحت ضغط مقابل «بابا» هارب من عبء إنتخابه على رأس الفاتيكان.

ويعود «موريتي»، الحاصل على سعفة كان عام 2001، بعد ثلاث سنوات من خلال فيلم «أمي»، التي يرمز بها لقارة أوروبا، ويقدم خلاله، طبقا للنقاد، ما يشبه النعي لقارة أوروبا التي تعاني من أزمات مالية وديموغرافية (ارتفاع نسبة كبار السن).

الفيلم الذي يدور حول أم تعيش أيامها الأخيرة في إحدى المستشفيات.

وتعمل إبنتها مخرجة وتعد فيلما يناقش قضايا العمال والبطالة أمام رجل أعمال يقوم بدوره الممثل الأمريكي ذو الأصول الإيطالية جون تورتورو، ويقدم شخصية الممثل المتعجرف الذي يريد للأمور أن تسير على هواه.

أما الإبن الأكبر، شقيق المخرجة، فيعيش أيامه الأخيرة في العمل والرغبة في التقاعد.

وهناك أيضاً الحفيدة، وهي إبنه المخرجة التي تعاني من مشكلة كبيرة في التعامل مع اللغة اللاتينية.

وتتراكم هموم العائلة على الأم الطاعنة، التي تعاني من الإعياء والمرض، وتتدهور حالتها الصحية بشكل يدعو الأطباء للقيام بعمل فتحة في الرقبة للتنفس.

وفي تصريحاته الصحافية حول الفيلم الثاني عشر له، أشار موريتي الى أنه عند كتابة هذا العمل «كانت مشاعره أقوى من الواقع».

وتتخلل الفيلم الطويل الكوميديا السوداء المعتادة لدى موريتي من خلال جون تورتورو الذي يجسد ممثلاً كوميدياً مشاغباً غير قادر في بعض الأحيان على تلاوة جمله واحدة أمام الكاميرا.

أما الفيلم الثاني «بحر الأشجار»، فيعد أفضل الأفلام التي يقدمها المخرج الأمريكي جوس فان سانت طيلة مشواره الفني، وتدور أحداثه في اليابان وبالتحديد في غابة أوكيغاهار، وهي غابة لها تاريخ مظلم ويقصدها من يسعون لإنهاء حياتهم، وتروى حولها أساطير وقصص مثيرة منذ قديم الأزل.

ويؤدي الممثل الأمريكي ماثيو ماكونهي دور رجل أعمال يتجه إلى الغابة بهدف الإنتحار .

هذا الفيلم يفرض نفسه بقوة على الدورة الثامنة والستين لمهرجان كان، حيث رشح مخرجه فان سانت لجائزتي أوسكار.

وتشارك في الفيلم الممثلة البريطانية نايومي واتس، إلى جانب النجم الياباني كين واتانابي.

وتنافس إثنان من أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» السينمائي في يومه الثاني، وذلك في إطار المنافسة على السعفة الذهبية بين تسعة عشر فيلما من مختلف أنحاء العالم.

حيث قدم المخرج المجري لازلو نيميس تجربته الأولى مشاركا في المسابقة الرسمية للمهرجان تحت إسم «ابن الروح».

ومن اليونان، قدم المخرج «يورغوس لانتيموس» فيلم «الجراد».

وشهد المهرجان عرض فيلم «حكاية الحكايات» للإيطالي ماثيو غاروني، الذي إقتحم عالم الأسطورة الأوروبية، بجانب فيلم «أختنا الصغيرة» للياباني هيروكازي كوري ايدا، ويتناول قيم العائلة اليابانية وتحولاتها المعاصرة.

وإفتتحت، مساء الأربعاء الماضي، فعاليات الدورة الـ68 للمهرجان الدولي، حيث شهدت القرية الواقعة في الجنوب الفرنسي وما تزال حضورا عالميا لعشاق الفن السابع وصناعه في العالم.

المهرجان، الذي يحظى بأهمية كبرى ضمن الفعاليات السينمائية العالمية، يختتم في الـ 24 من الشهر الجاري بمراسم توزيع جائزة السعفة الذهبية.

القدس العربي اللندنية في

17.05.2015

 
 

رسالة كان: الحبّ في جميع أحواله

عثمان تزغارت

حصاد الأسبوع الأول من «مهرجان كان السينمائي الدولي» خيّمت عليه تيمة التمزّق العاطفي والعائلي. إنتاجات أبرزت تناقضات الذات في علاقاتها، مع تميّز ناني موريتي الذي عدّ النقاد عمله «أمي» من أبرز الأفلام المتسابقة على «السعفة الذهبية» حتى الآن

كانفي حصاد الأسبوع الأول من «مهرجان كان السينمائي» الثامن والستين، تسعة أفلام دخلت معترك السباق على «السعفة الذهبية» (من مجموع ١٩ فيلماً). تجمع كل هذه الأعمال تيمة التمزق العائلي وموضوع الحب في كل أحواله وتقلباته. برز ذلك بصيغ متقاربة، إن على مستوى الإشكاليات المطروحة أو الرؤى الإخراجية، في أربعة أفلام هي أهم الأعمال المعروضة حتى الآن: «ملكي» لمايوان، و»بحر الأشجار» لغوس فان سنت، و»أمي» لناني موريتي، و»أختنا الصغرى» لهيروكازو كوري إيدا. تُرجمت إشكاليات الحب وآلامه وخيباته أيضاً في أفلام يورغوس لانثيموس (سرطان البحر)، وماتيو غاروني (حكاية الحكايا)، وتود هاينس (كارول)، ولازلو نيماس (ابن شاوول)، لكن في صيغ وقوالب فنية مغايرة.

الفرنسية إيمانويل بيركو التي كانت أول من طرح هذه الإشكاليات في فيلمها «الرأس المرفوع»، الذي افتتح به المهرجان (خارج المسابقة)، عادت إلى الواجهة، كممثلة هذه المرة، في فيلم «مَلكِي» لمايوان. تقاسمت مع النجم فانسان كاسيل قصة حب عاصفة تتقلب باستمرار على مدى عشرة أعوام، في أتون ثنائية التجاذب والتنافر. ورغم انتهاء العلاقة بالطلاق، إلا أنّ الانفصال النهائي يظل مستعصياً بين العاشقين، لأنّ طفلاً ولد من هذه الزيجة العاصفة يعتبره كلاهما «مَلكِي الصغير». ثنائية التجاذب والتنافر ذاتها نجدها في «بحر الأشجار» لغوس فان سنت. فيلم انقسم بشأنه النقاد، بين مؤيد يرى أن المعلم الأميركي يعود هنا، على خطى بداياته، إلى السينما التأملية الحميمة التي صنعت شهرته وفرادة عوالمه الفنية («الفيل» الذي نال «السعفة الذهبية» عام ٢٠٠٣ و»حديقة البارانويا» الذي حاز جائزة ستينية كان عام ٢٠٠٧)، بينما رأى آخرون أنّ سيناريو الفيلم لم يرق إلى المستوى المرتقب من قبل صاحب «هارفي مليك». ولا شك في أنّ هذه الفئة الثانية من النقاد هم ممن اكتشفوا فان سنت متأخرين بعد النجاح العالمي الذي حققه «ميلك». بالتالي خابت توقعاتهم، إذ لم يجدوا في جديده الحبكة الهوليوودية التي جعلت من «ميلك» فيلماً تجارياً واسع الانتشار، ولا الخلفية النضالية المرتبطة بكونه عرّاب السينما المثلية وأحد أبرز المدافعين عن حقوق المثليين في السينما المستقلة الأميركية.

في «بحر الأشجار»، يستعيد فان سنت سينماه التأملية الحميمة. يزج ببطله الأميركي «آرثر» (النجم ماثيو ماك كونوغي) في غابة «بحر الأشجار» اليابانية التي يقصدها اليائسون من مختلف بقاع العالم للانتحار، ليتخذ من ذلك حجة لاستعارة الكثير من رمزيات الميثولوجيا اليابانية وحكمتها. ولعل هذه الخلفية الثقافية والروحية المغايرة أسهمت بدورها في تعميق سوء الفهم بين المخرج وقطاع واسع من النقاد، بخاصة الغربيين منهم.

على مدى سنين طويلة، يعيش بطل فان سنت «آرثر» مع زوجته «جوان» (النجمة ناعومي واتس) قصة حب متقلبة، تتنازعها هي الأخرى ثنائية التجاذب والتنافر، ما يفضي بالزوج إلى البرود واللامبالة، فيما تجد زوجته متنفساً في إدمان الكحول. ولا تستيقظ مشاعر الحب مجدداً بينهما، إلا بعد فوات الأوان. تصاب الزوجة بورم دماغي، ويرافقها «آرثر» خلال فترة العلاج، فإذا بالأطباء يكتشفون أن الورم لم يكن سرطانياً، فيعتقد الزوجان أنهما سيبدآن حياة جديدة يتداركان فيها «أخطاء الماضي». إلا أنّ الزوجة تقضي بشكل مفجع في حادث سير، وهي عائدة من المستشفى! هذا الأمر يدفع «آرثر» إلى اليأس والاكتئاب، فيسافر إلى غابة «بحر الأشجار»، بقصد الانتحار. لكن روح زوجته تتجلى له، بأشكال شتى، لتكشف له كل ما كان يود معرفته عنها، ولم يتسع الوقت لذلك قبل وفاتها. فجيعة الحب الناجمة عن «أخطاء الماضي» برزت بقوة أيضاً في رائعة ناني موريتي «أمي» التي عدها النقاد العمل الأبرز من بين الأفلام المتسابقة على «السعفة الذهبية» حتى الآن. لكن الحب عائلي بين مخرجة سينمائية شابة وأمها. تصاب الأم بوعكة صحية عارضة، فيما ابنتها منشغلة عنها بتصوير فيلم اجتماعي مناهض للهجمة الليبرالية المتوحشة التي هيمنت على إيطاليا بفعل السياسات البيرلوسكونية. فجأة، يكتشف الأطباء أن الأم المسنة مصابة بتضخم في القلب، وأنها ستموت خلال أسابيع. وإذا بالمخرجة تكتشف أنّ الوقت قد فات لتدارك أخطاء الماضي التي شغلتها عن والدتها.

الماضي وجراحه احتلا أيضاً مكانة مركزية في فيلم «أختنا الصغرى» لهيروكازو كوري إيدا. المعلم الياباني الذي كان قد أبهر الكروازيت عام ٢٠١٣، برائعته «الولد شبيه أبيه»، قدم عملاً ملحمياً، كان الأكثر حظوظاً لدى جمهور ونقاد «كان»، خلال الأسبوع الأول من هذه الدورة، قارنه بعضهم بأعمال مواطنه الأشهر شوهي إيمامورا (١٩٢٦ - ٢٠٠٦)، وبالأخص لجهة المنحى النفسي في نحت شخوصه وتعرية جراحها الخفية تدريجاً. يروي الفيلم قصة ثلاث شقيقات يكتشفن خلال جنازة والدهما، الذي تخلى عنهن قبل ثلاثين سنة، أنّ لهن أختاً صغرى غير شقيقة، ويقررن الاعتناء بها بعد وفاة الوالد. لكن مشاعرهن يواجهها تباين بين تدليلها بوصفها أصغرهن، والحقد عليها أحياناً لكونها السبب الذي جعل والدهن يتخلى عنهن بعد طلاقه من أمهن.

واللافت أن بنية كل هذه الأفلام ـــ رغم اختلاف عوالم وأساليب مخرجيها ــ جاءت متشابهة كثيراً. جميعها يُفتتح بمشاهد تراجيدية مطولة (حادثة تزلج تليها أسابيع طويلة من العلاج في فيلم مايوان، دخول بطل فان سنت إلى غابة «بحر الأشجار» بغرض الانتحار، ثم تحول ذلك إلى رحلة تيه طويلة، ومرض الأم ثم إعلان الأطباء قرب وفاتها في فيلم ناني موريتي، جنازة الأب وما يبرز خلالها من أحقاد وضغائن في فيلم كوري إيدا...)، وتتخلل هذه المشاهد التراجيدية فلاش - باكات متقطعة، بحيث تكون الآلام والمعاناة المحاور الأساسية للقصة، فيما لحظة السعادة والصفاء مجرد ومضات تُستعاد، بين الحين والآخر، في مرآة الذاكرة...

... ومن الحب ما قتل!

الحب وويلاته برزا بشكل اكثر تراجيدية في أربعة افلام تنافس هي الأخرى على "السعفة الذهبية". المجري لازلو نيماس صوّر قصة إنسانية مؤثرة تدور في أتون غرف الغاز النازية. وقد عُدّ فيلمه "ابن شاوول" المفاجأة الابرز في هذه الدورة. فهو ينافس على "السعفة" وعلى "الكاميرا الذهبية" ايضاً، كون هذا الفيلم هو عمله الاول. وفضلاً عن حساسية الموضوع الذي يتناوله، أي المحرقة النازية التي تشكل جرحاً غائراً في الذاكرة الجمعية الأوروبية، فإن النقاد أشادوا ببنيته الخارجية المحكمة. إذ اعتمد تقنية الكاميرا الإيحائية، مركزاً دائرة عدسته على وجه "شاوول"، العامل اليهودي المسخر من قبل النازيين للمشاركة في أباطة أبناء جلدته، فيما كل مشاهد التقتيل والإحراق البشعة، التي تدور من حوله، يلفها الغموض والضبابية، بسبب هذه الطريقة المبتكرة في ضبط وضوح الكاميرا. فجأة، ورغم آلاف الضحايا الذي كان شاهداً على ابادتهم، يتعلق شاوول بفتى يحاول أن يخفيه لانقاذه من غرف الغاز. ثم حين يقتل، يسرق جثته ويسعى - طوال الفيلم - للعثور على حاخام لأداء صلاة الموت عليه تمهيداً لدفنه. وبلغ تعلقه به الى درجة أنّه صار يتوهم انه ابنه!

اما اليوناني يورغوس لانثيموس، الذي كان ايضاً احدى المفاجآت السارة في هذه الدورة، فقط اختار أسلوب التغريب والخيال العلمي. وقدم في "سرطان البحر" مرافعة ساخرة ضد العائلة ومؤسسة الزواج، باعتبارهما أشكالاً من التوتاليتارية الاجتماعية التي تسحق حرية الأفراد (كان سبق له أن طرح هذه الرؤى ذاتها في فيلمه "أنياب"، الذي فاز بجائزة "نظرة ما"، عام ٢٠٠٩). وهو هنا يتصور مستقبلاً تطارد فيه الدكتاتورية الأخلاقية كل شخص يُضبط متلبساً بجُرم العزوبية، فيوضع في فندق، وتُمنح له مهلة ٤٥ يوماً ليجد شريكة حياة يتزوجها، وإلا يتم مسخه الى كائن غريب ومنفر!

العوالم الغرائبية ذاتها نجدها في "حكاية الحكايا" لماتيو غاروني، وهو مقتبس من نص كلاسيكي إيطالي من القرن السابع عشر، لجيامباتيستا بازيلي، أشبه بحكايات ألف ليلة وليلة (اقتبسه سينمائياً المعلم السوفيتي يوري نورشتاين، عام ١٩٧٩). ويوري قصة ملكة (سلمى حايك) تحلم بإنجاب ولد، فيما زوجها الملك (فانسان كاسيل) مشغول بالاعتناء بكائن غريب يحاول أن يتخذ منه حيوانه الأليف!

أما الامريكي تود هاينس، فقد قدم في فيلمه "كارول" قصة حب مثلية (مستحيلة) تنشأ بين امرأتين تقعان في غرام بعضهما، بشكل عاصف، في نيويورك الخمسينات. مما يضعهما في مرمى نيران العقليات المحافظة والتابوهات الاجتماعية التي كانت سائدة آنذاك في أميركا ما قبل ثورات التحرر الجنسي في الستينات...

عثمان...

الجرح السوري النازف في «ركن الفيلم القصير»

علي وجيه

إنّه قسم «المواعيد الغراميّة» في «مهرجان كان». صنّاع أفلام (معظمهم شباب) من جهات العالم يسجّلون أفلامهم في «ركن الفيلم القصير» مقابل 90 يورو، ثمّ يصلون الكروازيت للترويج والتشبيك مع الشركات والمموّلين والمعاهد المتخصصة وممثّلي المهرجانات الدولية. إنّه جسر عبور بين الأفلام القصيرة ورحاب الأشرطة الطويلة.

كثير من صنّاع الأفلام العرب يتسرّعون في تضخيم المشاركة في الركن. يكفي أنّهم في «مهرجان كان» لاستغلال صيته الكبير. ببساطة، «الركن ليس مسابقة رسمية أو تظاهرة عرض، بل هو فضاء ترويجي وتسويقي للأفلام القصيرة». هكذا، شدّد الناقد السوري صلاح سرميني مراراً، بعدما ساعد مخرجين سوريين وعرب في معرفة الركن والوصول إليه. النتيجة السورية غير مسبوقة: 12 فيلماً في الملتقى الكبير.

يرصد سيمون صفية الاغتصاب الذي تعرّضت له «جوليا» خلال الحرب

خرائط سينمائية تنهل من الجرح السوري النازف، من وجهات نظر مختلفة. إنتاجات تنوس بين العام والخاص والمستقل. بنى تدفع ثمن عدم وجود معهد أكاديمي للسينما في البلاد، وقلّة السيناريوات المتينة. كثير منها يبحث عن البروباغندا المسوّقة لموقفه السياسي، على حساب الصنعة والأفلمة. إنّها لعنة التلقين الحاضرة في المشهد السينمائي السوري اليوم. «متصوّف» (25 د.) لمحمد موسى، يرافق زاهداً يتوسّل الانعزال عن أهوال الحرب، إلا أنّ ذلك يبدو متعذّراً، فهي تدقّ باب منفاه. شريط يغزل على درامية الإضاءة، وتنويع أساليب التصوير، وأداء بطله محمود خليلي. الاستفاضة في اللقطات، والمباشرة في المونولوغات مآخذ لا يمكن إغفالها. حنّا كريم يتحدّى خطر التجوال في حلب القديمة في «كالحمام الزاجل» (13 د.). بين الروائي والتسجيلي، يتلمّس الباقي من جمال إحدى أخطر مدن العالم هذه الفترة.

عموماً، يبقى إغراء اللقطة الجمالية غالباً على العمارة الدرامية التي لم تكن بتلك المتانة. «كالحمام الزاجل» أفضل فيلم في «مهرجان خطوات السينمائي الدولي للأفلام القصيرة» 2015 في اللاذقية، وهي ثانية جوائز كريم بعد إحدى جوائز مهرجان ساير الآسيوي للأفلام القصيرة في إندونيسيا العام الفائت عن «دائرتك». أمجد وردة لا يغادر حلب في «Goal to Syria» (4 د.). أنيماشن يسلّط الضوء على تضحيات رجال الدفاع المدني في المدينة، وشجاعتهم في إنقاذ العالقين تحت الأنقاض. معاينة أضرار يكرّرها وضاح الفهد في حمص، من خلال وثائقي «أولاد الحجارة السود» (24 د.)، إثر خروج المسلّحين وعودة بعض المدنيين. في «جوليا» (17 د.)، يواصل سيمون صفية تطوّره بعد التجريبي «ليست مجرّد تفاحة» (2012، 1 د.)، والروائي «ليش؟» (2013، 8 د.)، والتسجيلي «النفق» (2013، 25 د.).

ينضج بشكل ملموس على مختلف المستويات، بدءاً من الكتابة وصولاً إلى الميزانسين والأسلوبية وبناء المشهدية. بخفة وبنية هادئة وكلمات قليلة، يرصد تبعات الاغتصاب الوحشي الذي تعرّضت له «جوليا» (أداء متميّز لرنا ريشة) على خلفية الحرب السورية. فاز عنه بجائزة أفضل إخراج في «مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة الأول» في دمشق. «عشر دقائق بعد الولادة» (10 د.) أوّل أفلام نادين الهبل، عن سيناريو ذكي للصحافي ماهر المونس (أفضل سيناريو في «مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة الأول»).

عشر دقائق تختزل حياةً كاملةً في الجحيم السوري، إثر انفجار كبير في العاصمة. اللافت في الشريط أسلوب تفكيره الطازج، وبعده عن الكليشيهات في المقاربة والتطوير. في عاصمة أخرى، يواصل الأخوان محمد وأحمد ملص استعمال الفن كسلاح لدعم «الثورة السورية». في «البحث عن عباس كيارستمي» (13 د.)، يجول محمد ملص في باريس بحثاً عن السينمائي الإيراني. الهدف حثّه على التحدّث مع سلطات بلاده التي تدعم النظام السوري. فكرة لافتة كان يمكن العمل عليها أكثر في شريط طويل، خصوصاً أنّ ملص يذكر أن مخرجين سوريين قضوا في الحرب مثل باسل شحادة وتامر العوّام. بدوره، يقترح أحمد الحاج باكورته «هي ثلاثة مسامير فقط!! زحل يلتهم ابنه» (7 د.). تجريبي على مستوى الصوت والصورة، يولّف التشكيل مع الصوت والكوادر غير التقليدية، من أجل احتفاء سريالي بالحياة والرغبة في التحرّر والانعتاق. المميّز في تجربة الحاج أنّها مستقلة بالكامل، وقائمة على تعاون عدد من «فدائيي» السينما الساعين إلى الاختلاف والتجديد. «دواليب الهوى» (5 د.) ليارا جرّوج، يعد بصانعة أفلام واعدة. طفلة تراقب العالم من خلف النافذة، فيما تتطلّع للخروج ومشاركة الأولاد اللعب. من البديهي أنّ الحرب مجهضة للأحلام، مثل الاجتماع بالعائلة مجدداً في «آدم» (7 د.) لأماني السعيد، والعودة إلى البلاد لمساندة «الثورة» في «حنا الغريب» (32 د.) لعبد الله شمسي باشا. في «ابتسم فأنت تموت» (14 د.) لوسيم السيد، تتراكب العوالم الداخليّة لمصوّر الفوتوغراف وأزماته الشخصية مع حال بلد كامل، لتنتج بنية تقترح مستويات متعددة من القراءة والتأمّل.

الأخبار اللبنانية في

18.05.2015

 
 

الإثنين 18-05-2015 12:50 | 

بالصور.. نجمات السينما العالمية يتحدين إدارة «كان السينمائي» بـ«السيلفي»

كتب: ريهام جودة

رغم تنبيه إدارة مهرجان كان السينمائي على النجوم المشاركين في دورة هذا العام بعدم التقاط الصور السيلفي، فإن بعض الفنانين المشاركين خرقوا هذه القاعدة، وأصروا على التقاط السيلفي منذ لحظة وصولهم ووقوفه على السجادة الحمراء، ومنهم الممثلة الهندية إيشواريا راي والأمريكية إيفا لونجوريا، اللتين وقفتا على سجادة المهرجان أمس الأول، قبل عرض فيلم «كارول»، وشرعوا في التقاط السيلفي ونشر الصور على صفحاتهم للتواصل الاجتماعي.

وكان مدير المهرجان تيري فريمو قد أعلن قبل افتتاح المهرجان في بيان صادر عنه وقف التقاط صور السيلفي كسياسة جديدة أعلنتها إدارة المهرجان، بسبب حدوث حالات الفوضى والبلبلة على السجادة الحمراء وداخل القاعات الرئيسية، كما حدث العام الماضي، إضافة إلى عدم اقتناعه بصور السيلفي ورؤيته لها أنها تعيق السير على السجادة الحمراء، والصعود إلى السلم، مشيرا إلىأنها تظهر النجوم بشكل غير لائق.

من ناحية أخرى شهد المهرجان أمس الأول إشادة كبيرة من النقاد بفيلم «كارول» بطولة كيت بلانشيت، والتي تألقت بفستان أزرق داكن منفوش، وهو نفس اللون الذي ارتدته إيفا لونجوريا، التي شاركت في فعاليات المهرجان بوصفها الوجه الإعلاني لبيت تجميل لوريال باريس.

الإثنين 18-05-2015 11:38 | 

بطلة Desperate Housewives تتألق على سجادة «كان السينمائي»

كتب: حسن أبوالعلا, ريهام جودة

بوصفها الوجه الإعلاني لبيت تجميل L'Oreal Paris شاركت الممثلة الأمريكية إيفا لونجوريا في فعاليات الدورة 68 لمهرجان كان السينمائي الدولي، ووقفت إيفا الأحد على السجادة الحمراء لقصر المهرجانات، مرتدية فستانا أزرق داكنا منفوشا لفت الأنظار.

الإثنين 18-05-2015 11:35 | 

نقاد «كان السينمائي» يشيدون بـ Carole .. وكيت بلانشيت تتألق بالأزرق الداكن

كتب: حسن أبوالعلا, ريهام جودة

دورا بعد الآخر تتألق الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت لتثبت عن جدارة أنها واحدة من أفضل ممثلات السينما العالمية، هكذا كان لسان حال الصحف الفنية في العالم صباح الاثنين، بعد العرض الأول لفيلم Carole الذي ينافس على السعفة الذهبية للدورة68 لمهرجان كان السينمائي الدولي، المنعقد حاليا، والذي تلعب كيت بطولته.

وأشاد النقاد بأداء كيت في الفيلم، والتي حضرت بفستان منفوش من الأزرق الداكن، ليزيدها جاذبية.

الإثنين 18-05-2015 10:38 | 

الإعلان عن تأسيس شركة إنتاج سينمائي إماراتية بالتعاون مع «فيلم كلينك» في «كان السينمائي»

كتب: ريهام جودة, سعيد خالد

كشفت شركة فيلم كلينك عن تعاونها مع مجموعة Fortress Capital Investments بدبي في تأسيس شركة إنتاج إماراتية تحمل اسم فورتريس فيلم كلينك (Fortress Film Clinic)، جاء هذا خلال مشاركة فيلم كلينك في مهرجان كان السينمائي الذي تستمر دورته الحالية حتى 24 مايو- أيار 2015.

وقد تأسست فورتريس فيلم كلينك في مطلع العام الحالي 2015، وسوف تعمل الشركة الجديدة مع فيلم كلينك وجهات إنتاجية أخرى في تطوير وإنتاج وتوزيع أفلام سينمائية وعروض تلفزيونية، لتكون متوفرة في السوق العربي والعالمي، بالإضافة إلى العمل على مشروعات إعلامية ومع شركات وكيانات مختلفة، سوف يتم الكشف عنها في وقت محدد.

ويقول المنتج والسيناريست محمد حفظي «بعد 10 سنوات عملنا فيها فقط داخل مصر، لم تجد فيلم كلينك شريكاً أفضل ومناسباً أكثر من Fortress Capital Investments من أجل توسيع نطاق عملنا في العالم العربي، فائدة هذه الشراكة لا يتمثل فقط في المساهمة من الناحية التمويلية والتطوير المتواصل، ولكن لأنها مع أشخاص يحبون السينما أيضاً، ويتخذون أهدافنا نفسها في اكتشاف وتمكين المواهب الجديدة.»

ويقول حامد مختار الشريك الإداري في Fortress Capital Investments «أشعر بحماس بالغ نحو مشروعنا الجديد إلى مجال الإعلام، والذي جاء من خلال شراكتنا مع فيلم كلينك، فالرؤية التي نملكها واحدة، وهي خلق ستوديو وقوة إنتاجية تركز على تطوير المواهب الجديدة الواعدة، وجودة الإنتاج وقوة التوزيع، عبر العالم العربي والدول الأخرى. وتمتلك شركة Fortress Capital Investments مشروعات سينمائية وتلفزيونية تشارك في العمل عليهم خلال الوقت الحالي، من بينها الفيلمان الفلسطينيان عرب أيدول وCatch The Moon، والفيلم المصري اشتباك، وبرنامجان مصريان للتلفزيون سوف يتم الإعلان عنهما قريباً، مع مشروعات أخرى خلال هذا العام سيتم الكشف عنها في وقت لاحق.

مؤسسة الدوحة تكشف أسماء الأعمال الحائزة على المنح في «كان السينمائي»

كتب: أحمد الجزار

المنفى وآثار الحرب ومرحلة النضج وأهمية الأسرة من أبرز الموضوعات التي تتعرض لها مشروعات الأفلام الحائزة على دعم برنامج منح مؤسسة الدوحة للأفلام في دورة منح ربيع 2015، حيث أًعلنت المؤسسة اليوم عن قائمة بأسماءها في مهرجان كان السينمائي.

وسيحصل 25 مشروعاً، بما فيها 14 فيلماً روائياً طويلاً، و5 أفلام وثائقية طويلة، وفيلم تجريبي طويل، و5 أفلام قصيرة، على منحة من المؤسسة حسب المرحلة الحالية له، أكان في مرحلة التطوير أو الإنتاج أو ما بعد الإنتاج.

وتضم قائمة المشروعات المختارة أعمالاً قوية من إخراج صناع أفلام يخوضون تجربة الإخراج للمرة الأولى أو الثانية من أبناء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى جانب مجموعة متميزة من مشروعات الأفلام القصيرة، في تأكيد على التزام المؤسسة بدعم المواهب الصاعدة.

وللمرة الأولى بعد تحديث شروط الأهلية لمنح المؤسسة بهدف تمكين استفادة صناع الأفلام المتمرسين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تضم قائمة المشروعات الحاصلة على منح ربيع 2015مشروعاً واحداًلكل من مي مصري (فلسطين)ومرزاق علواش (الجزائر).ويحكي الفيلم الروائي الطويل «3000 ليلة» لمصري قصة مُدرسة فلسطينية تضع مولودها الأول في سجن إسرائيلي، بينما يصور الفيلم الروائي الطويل «مدام كوراج» لعلواش حياة مراهق وحيد ومتقلب المزاج يسكن أحد الأحياء الفقيرة بضواحي مستغانم الجزائرية

ويعود اثنان ممن حصلوا على منحة في دورات سابقة لبرنامج منح المؤسسة بمشروعات جديدة في دورة ربيع 2015، وهما ليلى حطيط (مخرجة فيلم «أقلام من عسقلان») ونجيب بلقاضي (مخرج فيلم «باستاردو»).

وتدور أحداث الفيلم الروائي الجديد «السماءالمسروقة» لحطيط على خلفية المظاهرات في القاهرة في عام 2011 حول إمرأة تود استرجاع ذكرياتها مع حبيبها اللبناني منذ 30 عاماً، فيما يحكي الفيلم الروائي الطويل «رتينا» لبلقاضي عن اضطرار مهاجر تونسي إلى العودة إلى بلده لرعاية طفله المتوحد. ويتميز صناع الأفلام من أبناء الخليج العربي بحضور قوي في قائمة مشروعات الأفلام القصيرة ومنها فيلم «واحد منهم» لفهد الكواري من قطر، وفيلم «تحت العمامة» لأمل العقروبي من الإمارات العربية المتحدة.

ويُعد الفيلم الروائي الطويل «سحاب» لخليفة عبدالله المريخي أول فيلم قطري طويل ينال منحة من فئة فيلم في مرحلة الإنتاج، وكان «سحاب» أحد المشروعات التي شاركت مؤخراً في الدورة الأولى من ملتقى قمرة المخصص لتطوير مهارات صناع الأفلام ممن يخوضون تجربتهم الإخراجية الأولى أو الثانية.

وأما في فئة الأفلام الوثائقية الطويلة، فيتمثل موضوع عدد من المشروعات المختارة بقصص من سوريا وعن حربها الأهلية، بالإضافة إلى قصص تدور أحداثها في ظل اضطرابات سياسية أو اجتماعية أو عاطفية، منها فيلم «رحلة البحث عن أسامة الهبالي» لبثينة بو سلامة(تونس وسويسرا وفرنسا وقطر)، وفيلم «ديك بيروت» لزياد كلثوم (سوريا ولبنان وقطر)، وفيلم «بطاطا» لنورا كيفوركيان (لبنان وقطر).

وفي فئة الأفلام الروائية الطويلة، فتتميز مشروعات من الجزائر ولبنان وفلسطين بتنوع في النوع والمضمون حيثيتطرق بعضها إلى الحياة المعاصرة في الشرق الأوسط والحب الضائع والهجرة، ومن هذه المشروعات «تين هينان» لمهند الأمين، و«علم» لفراس خوري، والفيلم النوعي المبتكر «فيلم كتير كبير» لمهرجان بو شعيا.

كما حازت خمسة مشروعات من خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على منح من المؤسسة، منها مشروع من كل من سنغافورة («المتدرب» لجونفينغ بو) وسلوفينيا («هيوستن، لدينا مشلكة!» لزيغا فيرك)، وتعد هذه المرة التي تقدم فيها المؤسسة منحاً لصناع أفلام من هذين البلدين.

ومن جملة ما يبرز في مشروعات باقي أرجاء العالم فيلم يمثل الموجة الجديدة في السينما الأرجنتينية («الطريق إلى لاباز» لفرانشيسكو فارون)، وآخر يحكي قصة أسرار عائلية («بين أختين» لمانو غيروسا)، بالإضافة إلى فيلم وثائقي مؤثر عن مجموعة أيتام في سوازيلاند («ليانا» لآرون وأماندا كوب).

وفي هذا السياق، صرحت الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام فاطمة الرميحي: «تبرز بوضوح في قائمة المشروعات الحاصلة على منح دورة ربيع 2015 أعمال قوية لصناع أفلام صاعدين، حيث كانت 23 منحة من نصيب من يخوضون تجربتهم الإخراجية الأولى أو الثانية. كما تضم القائمة مجموعة متميزة من مشروعات الأفلام القصيرة من إخراج مواهب جديدة تستحق المتابعة.»

وأضافت، «تدعم منح هذه الدورة مشروعات أفلام متنوعة من حيث النوع ووجهات النظر، مما يؤكد على التزام المؤسسة بالارتقاء بالأصوات الجديدة والمبدعة في عالم السينما، الأمر الذي تجسد أيضاً في مبادرة قمرة التي أطلقناها مؤخراً.» «مولنا ما يزيد عن 220 مشروعاً عبر برنامج منح المؤسسة منذ تأسيسه، ويسعدني أن أرحب مجدداً بعدد من خريجي البرنامج الذين عادوا إلينا بمشروعات جديدة. كما يسرني في هذه الدورة أن نقدم منح للعديد من صناع الأفلام المتمرسين من أبناء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث أن دعم أصوات العالم العربي جزء لا يتجزأ من مهمتنا».

المصري اليوم في

18.05.2015

 
 

بالصور..عرض الفيلم المصرى "حياة طاهرة" بركن الأفلام القصيرة بمهرجان كان

كتب على الكشوطى

عُرض الفيلم المصرى القصير "حياة طاهرة" للمخرج مهند دياب ضمن فعاليات ركن الفيلم القصير فى مهرجان كان بحضور عدد من المخرجين من مختلف دول العالم. الفيلم يتناول قصة كفاح سيدة قادمة من صعيد مصر، تحدت ظروفها وتفوقت على الرجال فى المهن التى بقيت قاصرة عليهم، مثل البناء وحمل الطوب والأسمنت والحدادة والخراطة واللحام بالنار والعمل فى صيانة إطارات السيارات، فضلا عن إتقانها للتجارة والخياطة. وأشاد عدد من المخرجين العالميين بالفيلم، حيث قال المخرج البرازيلى روبيرتو بينلى إنه من الرائع مشاهدة امرأة تتحمل جهدا ومشقة هذه الأعمال التى يمتهنها الرجال فى مجتماعتنا، وفخور بكونها امرأة مكافحة وأحببت الفيلم كثيرًا لأنه مؤثر للغاية . وأضاف الممثل الأمريكى إيساك رايس أن الفيلم كسر الصورة النمطية عن ضعف المرأة وعدم قدرتها عن ممارسة أعمال شاقة يمتهنها الرجال، وسعيد أن بطلة العمل جسدت تلك القوة وأظهرتها وأحيى المخرج على اختيار هذه الشخصيه لتكون بطلة العمل . فيما أضافت المخرجة والمنتجة اليابانية نتاشا هاتى أن الفيلم يعد واحد من الأفلام التسجيلية المؤثرة التى رأيتها بالمهرجان هذا العام وهو يعكس أن المرأة أصبحت مستقلة وأنا حقا أقدر هذا العمل الفنى الرائع . بينما قال المخرج الأسترالى مايك إن الفيلم يتمتع بقدر عالٍ من الإحترافية ويعد لوحة فنية تستحق المشاهدة لأكثر من مرة، ولذلك استمتعت شخصيًا وتابعت العمل للنهاية . يأتى الفيلم فى إطار ثلاثية تسجيلية، ويعد واحدا من بين ثلاثة أفلام تسجيلية عن كفاح المرأة المصرية بدأها فى العام الماضى، بفيلم "حياة كاملة" الذى حصد العديد من الجوائز، والثانى "حياة طاهرة" وفى انتظار تحديد معالم الفيلم الثالث الذى سيبدأ تصويره العام المقبل

الإثنين، 18 مايو 2015 - 06:30 م

عرضان لفيلم " LOUDER THAN BOMBS " بمهرجان كان السينمائى اليوم

كتبت رانيا علوى

يقام اليوم ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الـ 68 ، عرضان للفيلم التسجيلى " LOUDER THAN BOMBS " وهو من تأليف وإخراج جواكيم ترييه، ومدة عرضه 105 دقيقة، ذلك بقاعة " Grand Théâtre Lumière " . " LOUDER THAN BOMBS " من بطولة جيسى إيسينبرج و جابريال بيرنى و راشيل بروسناهان و آيمى رايان و روبى جيرينز.

الإثنين، 18 مايو 2015 - 06:14 م

عرض فيلم""The Story Of The Last Chrysanthemum بفئة "كلاسيكيات كان" اليوم

كتبت رانيا علوى

يعرض اليوم الاثنين فيلم " The Story Of The Last Chrysanthemum " بفئة "كلاسيكيات كان" ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الـ 68، وذلك فى قاعة " Buñuel " ، والفيلم تم تصويره عام 1939 فى اليابان قبل الحرب العالمية الثانية. فيلم " The Story Of The Last Chrysanthemum " من إخراج كينجى ميزوجوشى، وتدور أحداثه فى طوكيو فى نهاية القرن التاسع عشر ، حول قصة الحب بين كيكونوزوكى و اوتوكو و هى خادمة العائلة، وكعادته قدم ميزوجوشى صورة رائعة ومبهرة للمرأة مثلما اعتاد فى أعماله الفنية، ومدة عرض الفيلم 142 دقيقة.

الإثنين، 18 مايو 2015 - 05:43 م

اليوم عرض "Les Ordres" بفئة "كلاسيكيات كان"

كتبت رانيا علوى

يقام اليوم الاثنين بفئة "كلاسيكيات كان"، ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الـ68، عرض فيلم "Les Ordres" وذلك فى قاعة "Buñuel"، والفيلم تأليف وإخراج مايكل بولت، وبطولة هيلان لوازيل، وجاى بروفوست، ولويز بريتى، ومدة عرض الفيلم 109 دقائق. وتدور أحداث فيلم "Les Ordres" عام 1970، حول عدة أشخاص تم سجنهم لأسابيع طويلة دون توجيه تهمة واضحة لهم.

الإثنين، 18 مايو 2015 - 03:44 م

بالصور.. المخرج السورى حنا كريم على السجادة الحمراء لعرض فيلمه بـ"كان"

كتب على الكشوطى

وصل المخرج السورى حنا كريم إلى مهرجان "كان" وذلك ليشهد عرض فيلمه "كالحمام الزاجل" فى سوق المهرجان بزاوية الأفلام القصيرة. الفيلم حالة تعبيرية عن الحرب والخراب من قلب مدينة حلب القديمة ويتناول عدة موضوعات من أهمها "العودة" إلى الوطن بعد الكم الكبير من التهجير الذى تسببت فيه الحروب والنزاعات بالوطن العربى بشكل عام وسوريا بشكل خاص. الفيلم مدة عرضه 12.00 دقيقة، وهو من تصوير وإخراج حنا كريم، وأبيات شعرية ديما يازجى، وتمثيل جورج بهار، وجولى بدرو، ويوسف شحود، وساندرا الحى، والطفلة كريستا شحود، وترجمة جينا سقيفة

الإثنين، 18 مايو 2015 - 03:25 م

بالمسابقة الرسمية.. عرض "La Loi du Marché" اليوم ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائى

كتبت رانيا علوى

يعرض اليوم الاثنين، فيلم " La Loi du Marché " داخل المسابقة الرسمية ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الـ68، فيبدأ العرض الرابعة والنصف عصرا بقاعة "Grand Théâtre Lumière ". فيلم "La Loi du Marché" تدور الأحداث فى سياق درامى اجتماعى حول رجل يظل فترة طويلة يعانى من البطالة، وبمجرد أن وجد وظيفة عيه أن يتخلى عن الشق الأخلاقى لكى يستمر فى وظيفته، الفيلم سيناريو وحوار وإخراج ستيفانى بريزيه

الإثنين، 18 مايو 2015 - 02:37 م

بالصور.. خفة ظل آشوريا راى على السجادة الحمراء بـ"كان" تخطف الأنظار

كتبت رانيا علوى

أظهرت نجمة "بوليوود" الشهيرة آشوريا راى باتشان خفة ظلها على السجادة الحمراء بمهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الـ68، فالتقطت عددا من الصور التذكارية المميزة وأظهرت بعض التعبيرات المضحكة بوجهها، والتى لفتت أنظار عدد كبير من المصورين نحوها والذين وصفوها بأنها تمتلك خفة ظل واضحة ميزتها بين الموجودين على السجادة الحمراء. وظهرت آشوريا راى باتشان مرتدية فستانا طويلا من اللون الأخضر أحد أهم تصميمات دار أزياء "Elie Saab"، والذى وصفه عدد كبير من عشاق الأزياء والموضة أنه الأرقى بين الحضور

اليوم السابع المصرية في

18.05.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)