كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان «كان» السينمائي (3):

3 أفلام في اليوم الأول كلها عائلية حتى أغربها شأنًا

لندن: محمد رُضا

مهرجان كان السينمائي الدولي الثامن واالستون

   
 
 
 
 

من الطبيعي أن يحاول مهرجان «كان» دعم صناعة الفيلم الفرنسي فيختار عددا منها في المسابقة وعددا آخر خارجها وينتقي، ما بين عام وآخر، فيلما فرنسيا للافتتاح أو آخر للختام. المشكلة هي أن هذا الاختيار مرتبط بشبكة علاقات تجارية كون فيلم الافتتاح، بصرف النظر عن هويته، بات تمهيدا لعرض الفيلم في اليوم التالي.

«رأس مرفوع» هو اختيار «كان» هذا العام وقد عرض يوم أول من أمس (الأربعاء) مرّتين، مرّة في الصباح للنقاد والصحافيين ومرّة في العرض الرسمي للضيوف والسينمائيين. وهو واحد من ثلاثة أفلام عرضت في هذا اليوم الأول و- رغم كل الجهد المبذول فيه - أضعفها.

يبدأ «رأس مرفوع» وبطله مالوني في السادسة من العمر. هاهي أمه تأخذه من يده إلى مكتب قاضية شؤون الأحداث فلورنس (كاثرين دينوف). من البداية ندرك أن الصبي مصاب بعارض عاطفي - نفسي يجعله يميل إلى الشراسة في التصرّفات، وفي سياق الفيلم سيتأكد لنا ذلك، فهو لا يتحمّل السُلطة. يريد الخروج عنها ولا يهاب ذلك. يتابع الفيلم عشر سنوات من حياة مالوني نراه فيها يترعرع على عدائه ذلك منحرفا نحو جرائم السرقة. لا نعرف ما الذي حدث له فعليا لكي يصبح أكثر حدّة وعدائية من ذي قبل، لكننا نرى القاضية فلورنس وهي تحاول مساعدته أكثر من مناسبة. مالوني الصغير نما أعوج السلوك ويبدو أنه لن يستطيع الاستقامة مطلقا.

يرمي الفيلم لنقد الأم لكنه نقد مظهري لا أجوبة عميقة فيه. كل شيء هو هكذا لأنه مقدّم على هذا النحو وليس لأن الأحداث تؤول إليه. في النهاية، وبعد أن يصبح الشاب أبا هناك أمل جديد، لكن مالوني لا يزال الشخصية المحورية التي لا يريد الفيلم تقديمها على نحو يساعد على فهمها بل يكتفي بعرض ما هي عليه.

تلتقط المخرجة إيمانويل بيركو خيطا من خيوط الإخراج الواقعي المنتشرة هذه الأيام، ما يقضي بأن تخصص أكثر من نصف ساعة في البداية خلال المقابلة الأولى التي تتم بين القاضية والصبي وأمه. هذا بالتالي يفرض حوارا لا ينتهي تستقبله مثل ضربات كرة المضرب وهي تنهال عليك. وهو أيضا معمول بمنوال إخراج تلفزيوني كمثل حال أفلام فرنسية كثيرة تتساءل خلالها ما إذا كان مخرجوها لا يفعلون شيئا سوى مشاهدة المسلسلات بين الفيلم الذي يحققونه والآخر.

نعومة فائقة

المخرج الياباني هيروكازو كوريدا كان قدّم في مسابقة 2013 فيلما عنوانه «الابن كالأب» لاقى استحسانا وجائزة لجنة التحكيم. الآن يباشر مهرجان «كان» أفلام المسابقة بفيلم كوريدا الجديد «أختنا الصغيرة» وهذا الناقد يفضل فيلمه السابق على هذا بمراحل.

كلاهما (وفيلما كوريدا الأول والثاني «لا أحد يعرف» و«أتمنى») دار في رحى العائلة الواحدة. في الفيلم السابق تم استبدال طفل بطفل خلال الولادة في المستشفى فنشأ ابن الفقراء مع عائلة ثرية، وابنها نشأ كابن العائلة الأخرى ولا أحد يكتشف الحقيقة إلا من بعد أن تجاوز كل صبي عشر سنوات من عمره. الآن على الصبيين، بعدما تم كشف الحقيقة، تبادل مواقع، لكن كيف سيتسنّى لهما ذلك وكيف ستتصرّف كل عائلة وهي أودعت ولدها الأول كل حبها؟

هناك، في ذلك الفيلم، قدر من النزاع. ماء يغلي ولو برقّة وأسئلة تحض على الإجابات. هذا كله غير متوفر في فيلمه الجديد «أختنا الصغيرة».

بعد تأسيس المشهد الأول (إحدى الشقيقات تستيقظ على دقات المنبّه) يبدأ الفيلم بالشقيقات الثلاث ساشي (هاروكا أياسي) وهي الأكبر سنا ويوشيرو (ماسامي ناغاواسا) وشيكا (كاهو) يتلقين نبأ وفاة والدهن الذي لم يرينه منذ سنوات. يحضرن التأبين حيث يلتقين هنا بفتاة صغيرة هي نصف شقيقة اسمها سوزو (سوزو هيروسي). الجميع يتآخى جيّدا والشقيقات الثلاث يرحبن بسوزو إذا ما أرادت العيش معهن. وهي توافق وينطلق الفيلم من هنا في رحلة من المشاهد المتكررة والناعمة والمظللة بمقطوعات بيانو من تلك التي تذكرك بأن الفيلم عاطفي حالم وعليك أن تستقبله على هذا النحو.

في الحقيقة هو عاطفي جدا وناعم جدا وبلا نتوءات ويفتقد إلى أي صراع. معظم الحقائق حول العائلة الأكبر (الأم والأب اللذان كانا تطلقا) معبّر عنها حواريا. ومعظم ما يدور على الشاشة مع الفتيات الشقيقات هادئ وكاميرا المخرج تستقبلهن في لقطات متكررة الحجم والزوايا. الدراما ذاتها منتفية والذي يحل في مكانها هو متابعة أقرب لأن تكون سياحية حول الحياة السعيدة (رغم بعض الصعوبات) لشقيقات تجاوزن بعض الحدّة في علاقتهن بالماضي.

* فانتازيا داكنة

المخرج الإيطالي ماتيو غاروني، مثل هيروكازو كوريدا، بات من زبائن «كان» منذ سنوات قليلة عندما قدّم، وبنجاح فيلمه «غومورا» سنة 2008. ذلك الفيلم غاص في واقعية المجتمع في مدينة نابولي حيث أزقة الجريمة وعصابات المافيا المعاصرة. هنا، في فيلم جديد عنوانه «حكاية الحكايات»، ينتقل 180 درجة من تلك الواقعية إلى الفانتازيا ولو أن الفيلمين يرسمان ظلالا داكنة واحدة حول شخصياتهما.

«حكاية الحكايات» يتضمن ثلاث قصص تدور كلها في زمن غابر (القرن السابع عشر) وفي ثلاث ممالك غابرة. الحكاية الأولى تدور حول الملكة (سلمى حايك) التي لم تنجب بعد وزوجها المتفاني (جون س رايلي) الذي يركض وراءها وهو يناديها «حبي». ذات يوم يدخل عجوز يخبرهما بأن الملكة تستطيع أن تحمل وتنجب إذا ما أكلت قلب تنين قابع في قاع النهر. على الملك نفسه أن يصطاده وهو يتسلح بحربة وخوذة ويغوص ويجد التنين نائما. يغرز الحربة فيه لكن التنين قبل أن يموت يضرب الملك فيقتله. القلب كبير جدّا والملكة تجلس بعد طبخه تأكله بيديها في لقطة منفرة. وإذ تفعل تحبل وتنجب في يوم واحد (خدمة إكسبرس) وابنها يترعرع لكنه يصادق ابن الخادمة الذي يشبهه كثيرا. تحاول الملكة التفريق بينهما لكن ذلك يحتاج إلى سحر آخر.

الحكاية الثانية هي لملك آخر (توبي جونز) لديه ابنة رومانسية تطلب من والدها أن يختار لها العريس المناسب. تريد أن تحب وتشعر بأنها محبوبة. لكن الأب مشغول عنها بتلك الذبابة التي حطت على يده فأخذها إلى جناحه وربطها إلى موديل عربة صغيرة فبدأت بسحبها. بعد زمن قصير ها هي الذبابة كبرت وأصبحت على شكل وحش والملك متيّم بها. حين تموت يقيم مسابقة: سيزوّج ابنته لمن يعرف مصدر جلد الوحش بعد سلخه. من بين كل الطامحين هناك وحش بشري مخيف الهيئة يعرف وتؤول الفتاة غصبا عنها للزواج به. ستهرب. سيلحق بها. ستقطع رأسه.

الحكاية الثالثة هي لملك آخر (فنسنت كاسل) لا نهاية لملذاته النسائية يتزوّج فتاة بدت له أجمل النساء. لكنها في الحقيقة ما هي سوى المرأة العجوز التي تسللت إلى فراشه ليلا واكتشف حقيقتها صباحا. المرأة المسحورة لديها شقيقة مثلها تريد أن تفرض نفسها على القصر وتخسر… ثم نرى شقيقتها التي أصبحت زوجة الملكة وهي تلاحظ أن بشرتها تعود إلى تجاعيدها السابقة.

في كل حكاية (كما في الفيلمين الآخرين المذكورين) هناك قصّة عائلية. يستفيد الفيلم من أماكن تصويره الغريبة ومن فانتازيا تقع في أزمنة غابرة وتحافظ على غرابتها ضمن السياق أيضا. لكن الفيلم ينتهي وأنت لا زلت تبحث عن مفاد ما. الحكايات ذاتها ليست مسرودة على نحو متوالي، بل يقطع المخرج بينها في انسيابية صحيحة (فعل الشيء نفسه في «غومورا». هناك تمثيل يتراوح من ضعيف (سلمى حايك) إلى جيد (بيبي كايف في دور الفتاة الأميرة). الفيلم بالإنجليزية ما يخلق تفاوتا في الإلقاء فهو لاتيني اللهجة عند سلمى حايك وفرنسي اللهجة مع فنسنت كاسل ثم بريطاني مع معظم الباقين.

شاشة الناقد

(3*)Mad Max: Fury Road

إخراج: جورج ميلر | تمثيل: توم هاردي، تشارليز ثيرون، نيكولاس هولت - الولايات المتحدة

ثلاثة أفلام سابقة من المخرج حملت للجمهور الكبير، وتحت العنوان ذاته: «ماد ماكس»، بطلا لا يطير ولا يستخدم أسلحة اللايزر أو تخرج من بين أصابع يديه تلك النصول الحادة كلّما انفعل. ماد ماكس هو، في المواصفات الأساسية، رجل ينطلق مهاجما أو هاربا عبر الصحاري القاحلة في زمن يقع في المستقبل القريب منكوبا بنهاية الحضارة. قوي الشأن لكنه ليس خارقا للعادة على نحو أبطال الخيال والفانتازيات الكوميكية.

في الجزء الرابع الذي ينطلق للعروض هذا اليوم في كل مكان، والذي يأتي بعد مرور ثلاثين سنة على الجزء الثالث، لم يكبر ماكس في السن، بل أصابه تغيير في الممثل الذي يجسده. مل غيبسون في الحلقات الثلاث الأولى، أولها كان كافيا لزرعه في حديقة النجوم، وتوم هاردي في الرواية الرابعة. يخلق ذلك تفاوتا من حيث إن شخصية ماكس حافظت على شبابها رغم تعدد السنين، لكن هذه معجزة تحدث في الأفلام وها هو جيمس بوند مثلها الأوضح.

ليس هناك الكثير مما يُروى على صعيد الحكاية: الزمن في المستقبل والأحياء على نوعين: جلادين وضحايا تعيش كالعبيد رقيقة القوام نتيجة الجوع الدائم إلى الطعام. الحاكم إيمورتان (هيو كيز - بيرن) مخيف بحد ذاته. جانح صوب الشر والعنف وكذلك أتباعه. ماكس مجرد شخص من الماضي تم إلقاء القبض عليه (في مكان ما بين الفيلم الثالث والرابع من السلسلة) وهو يُساق للموت. لو فعل ذلك لما كان هناك فيلم يُروى. سيعيش ماكس وسيعود أقوى مما كان وفي أعقابه إيمورتان الذي لا ينفع معه أن يراه لا يزال حيّا. الفيلم، في معظمه، ليس سوى مطاردة طويلة واحدة مع عربات وشاحنات تتعرّض للنسف. تطير في الأجواء. يصدر عنها ضجيج شديد والكثير من الغبار. هناك عواصف وشخصية تدخل الصراع الدائر لصالح ماكس هي شخصية المحاربة فوريوزا (تشارليز ثيرون).

على أن هذا الخيط القصير للحكاية لا يضير الفيلم. هناك مطاردة طويلة كما ذكرت، لكنها بدورها لا تستنفد صلاحيتها بعد حين قصير بل تجيّش الكثير من التشويق وتوظّف الكثير من المشاهد التي تؤكد على تميّز سلسلة «ماد ماكس» عن أي سلسلة من المطاردات التشويقية أو أي أفلام قتال تقع في المستقبل القريب.

وسائل الحياة التي يستخدمها الجميع (العربات، الأسلحة، أدوات الطعام) كلّها قديمة. «ماد ماكس» الحالي (وسوابقه) ليس فيلما من الخيال العلمي ولا المستقبل، الذي يرصده هو مستقبل تقني واعد. هذا يفيد الفيلم الذي يستخدم مشاهد أرضية واقعية. ملف الفيلم يؤكد أن المؤثرات التقنية الحديثة تدخلت في حد أدنى (أساسا مشهد لعاصفة كبيرة) بينما المطاردة نفسها تألّفت من عربات حقيقية تم تغيير شكلها وازدادت قوّة للضرورة. الصراع لا يزال واحدا: كل هذه العربات هي لإثبات قوّة الحكّام ولهذا السبب فإن البترول وآباره المتبقية (فيما يفترض به أن يكون الصحراء الأسترالية) هي الوسيلة للحفاظ على الحكم وبالتالي لا يزال النفط محط ذلك الصراع.

مفكرة

* قبل التصوير:

* آن هاذاواي تنضم إلى فريق مشروع «هائل» (Colossal) الذي سيخرجه ناتشو فيغالونو. يتناول الفيلم قصّة امرأة خسرت وظيفتها وصداقاتها فقررت الهجرة إلى طوكيو. منذ وصولها يخرج غودزيللا من أعماق المياه وهناك صلة بينهما.

*في التصوير:

* في استوديوهات باينوود حاليا يُباشر بتصوير «كابتن أميركا: حرب أهلية» وسينتقل منها إلى بورتوريكو وألمانيا ثم ولاية جورجيا الأميركية. كريس إيفانز يستعيد دوره الأول بطلا للفيلم مع حضور للشخصيات المحيطة مثل آيرون مان (روبرت داوني) وبلاك ويدو (سكارلت جوهانسن).

* بعد التصوير:

* تعود كيم بايسنجر إلى الشاشة بعد طول غياب إذ انتهت من تصوير «الساعة الحادية عشرة» حول امرأة تخطف طفلا بعدما أخفقت في الإنجاب. جوردان برنتيس وبيتر ستورمار يشاركانها البطولة.

DVD

مجموعة من أفلام المخرج ستيفن سبيلبرغ القديمة تم طرحها معا في سوق الأسطوانات حديثا وهي:

Duel (1971)(3*)

صراع بين شاحنة وسيارة صغيرة في مطاردة فوق طرق أريزونا الجبلية تحفل بالرمزيات والتشويق.

(2*)The Sugerland Express (1974)

البوليس يطارد الزوجين غولدي هون وويليام أثرتون بعد خطفهما ولدهما من العائلة التي تبنّته.

(2*)1941 (1979)

كوميديا مخفقة حول شائعة تعرّض لوس أنجليس لهجوم ياباني خلال الحرب العالمية الثانية.

Jurassic Park (1993)(3*)

يحط خبراء وعلماء فوق جزيرة يعيش الديناصورات عليها حتى أيامنا هذه. الجزء الأول من سلسلة.

(1*) لا يستحق - (2*) وسط - (3*) جيد - (4*) ممتاز - (5*) تحفة

المشهد

هوليوود تعادي المرأة؟

* يحمل مهرجان كان شعورا بالذنب حيال المرأة. يحاول مراضاتها قدر الإمكان وإسكات أصوات المنتقدين حينما يكتبون أنه لا يبالي بهن وأن تاريخه مرصع بأفلام الرجال وبقليل من أفلام النساء. ما إن تم اختيار «رأس مرفوع» لافتتاح المهرجان حتى تم استخدامه إعلاميا على أساس أن اتهام «كان» بأنه أحادي الجانب ليس صحيحا… ها هو يختار فيلم افتتاح من إخراج امرأة.

* في هوليوود المشكلة ذاتها. هوليوود تعادي المرأة: يقول تقرير صدر قبل أيام من قبل «اتحاد الحقوق المدنية الأميركي»، مؤكدا أن هوليوود متحاملة على المرأة: «المخرجات النساء لا يعملن بنفس الدرجة ولا يحصلن على فرص عادلة للنجاح». يقول التقرير. ويذكر أن «التفرقة الجنسية غير قانونية».

* القضية ذاتها أثيرت أول مرّة في ستينات القرن الماضي. حينها تم إرسال خطابات إلى المحاكم والسلطات تطلب العدالة للسينمائيات عبر مساواتهن بالرجال كفرص عمل. والممثلة ميريل ستريب، التي لا تكف عمليا عن إيجاد فرص عمل، لا تفوّت فرصة من دون أن تذكّر أن الممثلات اللواتي تجاوزن الأربعين يمثلن أقل من الرجال الذين تجاوزوا ذلك السن. هذا أيضاَ مخالف للقانون فالتفرقة حسب العمر هي أيضا غير قانونية.

* المرأة في السينما من عمر السينما، ليس كممثلة فقط، بل كمخرجة. أليس غي مثلت وأنتجت وأخرجت عشرات الأفلام ما بين شيكاغو ولوس أنجليس أيام السينما الصامتة. مثيلاتها حول العالم في تلك الحقبة أولغا بريوباجنسكايا، روث ستونهاوس، إلفيرا نوتاري، دوروثي أزنر، جيرماين دولاك، ماري إبستين وإيدا ماي بارك من بين أخريات.

* إذا ما كانت هناك مشكلة فهي لا تختلف عن مشاكل عملية أخرى. مثلا هناك كم أكبر بكثير من سائقي التاكسي البريطانيين مقارنة بالسائقات. وعدد الرسامين ومؤلفي الموسيقى أكبر بأضعاف من عدد الرسامات ومؤلفات الموسيقى. وفي حين أن الطبخ مهنة نسائية متوارثة، إلا أن أشهر الطبّاخين وأعلاهم أجرا هم من الرجال… لماذا السينما لوحدها أن تكون محط نقد.

* لا أقصد أن الإخراج هو مجال رجالي وأن الرجال أفضل فيه من النساء. هذا ليس صحيحا. الموهبة لا تعرف جنس الإنسان، لكن حدث أن شاع حضور الرجل في الكثير من عناصر الصناعة السينمائية من دون النساء. ليس هناك من مؤامرة بل مجرد منهج تم اعتماده مثل حال طريق ترابي لم يشقه أحد بل سار فوقه الكثيرون حتى أصبح دربا مطروقا.

* هوليوود تريد إنتاج أكبر قدر من الأفلام التي تحقق أكبر قدر من الإيرادات. الرجال أمهر - ربما - في هذه الوسيلة. المرأة تفكّر أكثر من الرجل وتفضل النوعية وحين لا تفضلها تصنع نسخا رديئة مما يصنعه الرجال. هوليوود لا تكترث للفيلم المفكر إلا من باب «البرستيج». تحتفي به قبل الأوسكار بشهرين وتنساه في الشهر الثالث. لو لم تفعل لارتفع منسوب الأفلام الجيدة وارتفع، بالتالي، نصيب المرأة من إخراج هذه الأفلام.

الشرق الأوسط في

14.05.2015

 
 

'حياة طاهرة' يعرض انتصارات المرأة المصرية في مهرجان كان

العرب/ نجوى درديري

طاهرة سيدة مصرية كادحة تعيش في إحدى قرى الصعيد، تضطر بعد وفاة زوجها للعمل في مهن لا تناسبها كأنثى، من أجل تربية أبنائها الخمسة، لكن المجتمع الذي تعيش فيه يمارس ازدواجيته عليها فيستنكر عملها في مهن الرجال، دون أن يتحرك ليوفر لها مهنة تليق بالنساء وتساعدها على تدبير احتياجات أولادها، تلك هي قصة فيلم “حياة طاهرة” للمخرج المصري مهند دياب.

“حياة طاهرة” فيلم مصري لمخرجه الشاب مهند دياب الذي يشارك به حاليا في فعاليات مهرجان كان السينمائي، ضمن ركن الأفلام القصيرة، لينقل إلى العالم تفاصيل قصة واقعية تفيض بالمشاعر الإنسانية، بينما صاحبتها لم تكن تحلم يوما أن تسافر حكايتها خارج إطار مكان وزمان قريتها الصغيرة.

يدور الفيلم الذي يعرض لأول مرة خلال المهرجان حول سيدة قادمة من أحراش الحياة في صعيد مصر، لتقود أبناءها الخمسة إلى بر الأمان، بعدما تحدت ظروفها وتفوقت على الرجال في المهن التي بقيت قاصرة عليهم، مثل البناء وحمل الطوب والأسمنت والحدادة والخراطة واللحام بالنار والعمل في صيانة إطارات السيارات، فضلا عن إتقانها للتجارة والخياطة.

توفي زوجها وهي في ريعان الشباب، فاختارت أن تهب ما تبقى من سنوات عمرها لإكمال رسالتهما المقدسة في تربية الأبناء، ونذرت أن تكون لهم الأب الذي فقدوه إلى جانب كونها الأم العطوف، ورغم العناء الذي واجهته، ظل وجهها يشرق بالبشر والنصر على صعوبات الحياة، لتكون “طاهرة” اسما على مسمى، في فيلم بمثابة أنشودة صادقة لكفاح المرأة المصرية.

قال المخرج مهند دياب لـ”العرب” إن الفيلم يأتي كواحد من بين ثلاثة أفلام تسجيلية عن كفاح المرأة المصرية بدأها في العام الماضي، بفيلم “حياة كاملة” الذي حصد العديد من الجوائز، والثاني “حياة طاهرة” في انتظار تحديد معالم الفيلم الثالث الذي سيبدأ تصويره العام المقبل.

ويتابع قائلا “اخترت طاهرة تحديدا كنموذج للمرأة المصرية غير المتعلمة والتي تحمل على أكتافها أحمالا لا يستطيع أعتى الرجال حملها، حيث اعتنت بأسرتها ورفضت الزواج بعد وفاة زوجها، وهي الآن جدة لديها أحفاد، أراها تحملهم على كتفيها وتعتني بهم كما اعتنت بآبائهم من قبل، باختصار هي سيدة مكافحة بكل ما تحمله الكلمة من معان، وحياتها رحلة تستحق النظر بعمق في تفاصيلها”.

ينتمي مهند إلى المدرسة الواقعية في السينما التي بدأها في مصر الراحل صلاح أبوسيف ومن بعده الراحل عاطف الطيب، بهدف التأثير في المشاهد من خلال التفاصيل التي يتفنن في رسمها حتى تبقى عالقة في ذاكرة كل من يشاهد الفيلم.

يبدأ الفيلم بمشهد للطريق الطويل المؤدي إلى محافظة المنيا التي تبعد 241 كيلومترا جنوب القاهرة، والتي تعيش طاهرة بإحدى قراها النائية، ويظهر المخرج بوجهه وهو يركب سيارة أجرة في الطريق إلى قرية طاهرة التي تبعد عن المنيا ذاتها بحوالي 18 كيلو مترا، تاركا الكاميرا تتحرك براحة في الخلفية لتصوير الطريق الترابي على جانبي الترعة، والمزارعين الذين خط الزمان والعوز علاماته على وجوههم المكدودة.

قصد دياب بهذا المشهد أن يصور تفاصيل الحالة التي تعيشها بطلة قصته ليصف للمشاهد مدى المعاناة التي تعيشها طاهرة، ورغم ذلك تحيا وتنعم بلحظات من الرضا يعكسه في المشهد التالي الذي يصور طاهرة بوجهها الضاحك البشوش مداعبة المخرج بقولها في صوت تملأه الضحكة الخجولة “تتجوزنيش يا خويا؟”.

منح دياب لعدسته الحرية الكاملة حتى تصاحب طاهرة، وترك لها مساحة من البوح والحركة في منزلها المتواضع، فراحت تحكي قصتها وكيف أنها تحولت إلى أرملة منذ 30 عاما، بعد وفاة زوجها، ورفضت الكثير من عروض الزواج، واختارت أن تعيش لأبنائها ترعاهم وتربيهم.

على أصابع يديها عددت طاهرة المهن التي عملت بها واثقة بنفسها، وأنها كانت “تضع القرش على القرش”، وتنفق على أسرتها وتدخر لهم، فعملت على ماكينة حياكة وفي الحقول كما الرجال، حيث شمرت عن ذراعيها وأمسكت بالفأس، ولم تبال بنظرة الاستغراب في عيون أهل قريتها. أبدع دياب في إفساح المجال للمشاهدين كي يغوصوا في الحياة الواقعية لطاهرة دون أن يتدخل في أيّ مشاهد تمثيلية أو متأنقة من أجل الوقوف أمام الكاميرا.

طاهرة التي قامت بالبطولة الكاملة للفيلم الممتد على 9 دقائق مرتدية جلبابا أسود فضفاضا وشالا من نفس اللون على رأسها (ترتديه الفلاحات في الريف المصري)، قالت لـ”العرب” إنها كانت خائفة من الكاميرا في البداية، لكن بعد حوار طويل مع المخرج قبل التصوير اطمأنت “خصوصا بعد أن طلب مني أن أكون على طبيعتي”.

ورغم أن الفيلم سيعرض ضمن ركن الفيلم القصير في مهرجان كان الذي يعدّ أحد أهم المهرجانات السينمائية في العالم، إلاّ أن طاهرة لا تعرف شيئا عن مهرجان كان الذي سيعرض قصة حياتها، ولا تعلم أين تقع فرنسا، وكل ما تعرفه أن الفرنسيين شقر وعيونهم ملونة. ضحكت بعفوية وبطيبة شديدة، عندما علمت أن حياتها البسيطة ستعرض في هذا المهرجان الدولي ليشاهدها أناس من جنسيات ولغات مختلفة.

مخرجون شباب في لجان تحكيم مهرجان كان

مهرجان كان في دورته الحالية يستعين بمخرجين شبانا ضمن لجنة التحكيم التي يرأسها الأخوان جويل وإيثان كوين.

العرب اللندنية ـ العرب/ كان (فرنسا)- قال المخرج المكسيكي جييرمو ديل تورو الذي يشارك في لجنة التحكيم الرئيسية، إن هذا المهرجان السينمائي شهد أول أفلامه في 1993، وهو يتمنى الآن أن يعطي الفرصة للأجيال الجديدة من صناع الأفلام.

وعرض أول أفلام ديل تورو “كرونوس” في مهرجان كان السينمائي الذي افتتح دورته الـ68 أمس الأربعاء في منتجع الريفيرا الفرنسي، وينضم ديل تورو إلى لجنة التحكيم التي يرأسها الأخوان جويل وإيثان كوين.

وقال ديل تورو للصحفيين: أشعر بمسؤولية كبيرة لأن المهرجان شهد بدايتي السينمائية عندما فاز “كرونوس” بجائزة أسبوع النقاد.

وقال المخرج الكندي الشاب كزافيه دولان، الذي فاز فيلمه “مومي” بجائزة لجنة التحكيم في دورة العام الماضي بالمهرجان، إنه شرف له باختياره ضمن لجنة التحكيم في سن 26، وإن هذا سيساعده في مشروعه القادم. وقال دولان “شعور طيب.. إنه الجانب الآخر من المرآة وهو مثير للغاية”.

وأضاف المخرج الشاب “لم أعتقد أن هذا سيحدث في وقت مبكر من حياتي لذلك فالأمر ملهم للغاية… وسنرى. لا أتصور أن هناك إعدادا للفيلم الذي أنا على وشك الشروع فيه أفضل من مشاهدة 25 فيلما”.

ويضفي الممثل جيك جيلنهال، الذي بدأ ظهوره مع فيلم “نايت كرولر” في 2014، عبيرا من عاصمة السينما الأميركية هوليوود على لجنة التحكيم التي تضم معه الممثلة البريطانية سيينا ميلر والممثلة الفرنسية صوفي مارسو والممثلة رقية تراوري من مالي.

العرب اللندنية في

14.05.2015

 
 

مهرجان "كانّ" افتتح دورته الـ68 مرفوع الرأس!

هوفيك حبشيان

مساء أمس، انطلقت في مدينة "كانّ" الفرنسية الشهيرة دورة جديدة من المهرجان الذي يستمر منذ 68 دورة بنجاح منقطع النظير، حدّ أنّ القرية المتوسطية الصغيرة تحولت على مرّ العقود السبعة الماضية محجاً حقيقياً لعاشقي السينما وطالبي الشهرة وأيضاً لكلّ الذين يطمحون أن يكونوا طوال 12 يوماً داخل "مركز الكون" السينمائي.

دورة جديدة من مهرجان "كانّ" تعني عشرات الأسماء والعناوين التي تثير ترقب السينيفيليين حول العالم وحماستهم. أفلامٌ تُعرَض للمرة الأولى وتستقطب آلاف وسائل الإعلام، وستشغل صباحات النقّاد وأمسياتهم (العرض الصحافي الأول في الثامنة والنصف صباحاً) قبل وصولها الى الجمهور تباعاً في الأشهر المقبلة. مذ كشفت إدارة المهرجان على لسان مندوبه العام تييري فريمو تفاصيل التشكيلة الرسمية في منتصف الشهر الماضي، والأنظار كلّها تتوجّه الى الأفلام الـ19 التي تشكل المسابقة الرسمية. 19 فيلماً سيختار من بينها الأخوان جويل وايثان كووين وبقية زملائهما في اللجنة التي يترأسانها، العمل الطليعي الذي يجدانه أهلاً بـ"السعفة" الذهبية.

ينبغي القول إنّ الخيارات كثيرة ومتعددة: جديد باولو سورنتينو، "شباب"، المخرج الايطالي الذي فاتته "السعفة" هنا قبل عامين عن "الجمال العظيم"، فعوضها بـ"أوسكار" أفضل فيلم أجنبي في العالم التالي. أو مواطنه ماتيو غاروني، المشارك بـ"حكاية الحكايات"، فيلمٌ من بطولة سلمى حايك يذكّر بالأجواء الباروكية عند فيلليني. في حين يعود الإيطالي الثالث في المسابقة بفيلم "أمي"، كوميديا من بطولة جون تورتورو ومارغريتا بي. موريتي سبق أن نال "السعفة" عام 2001 عن "غرفة الابن".

تنطوي الدورة على بضعة أسماء تعبّر عن الحداثة السينمائية التي انطلقت في المهرجانات الدولية. من هؤلاء اليوناني يورغوس لانتيموس الذي يأتينا بـ"سرطان البحر"، مع راشيل وايس وكولين فاريل وليا سايدو. فيلمٌ علمي خيالي سبقه صيته، وعزّز هذا الصيت قول فريمو بأنه ينتمي الى "هذا الصنف من الأفلام التي لا نفهم منه كل شيء". فيلمٌ آخر سبقه صيته هو ذاك الذي أتممه المخرج النرويجي جواكيم ترير بعنوان "أعلى من صوت القنابل". هذا الشاب الذي لمع نجمه مع "أوسلو، 31 آب"، استعان هنا بايزابيل اوبير في فيلم صوّره باللغة الانكليزية. والتصوير باللغة الانكليزية ليس حكراً على هذا الفيلم فحسب، فكلّ من الايطاليَيْن سورنتينو وغاروني واليوناني لونتيموس والمكسيكي ميخيل فرنكو، صوّروا بالانكليزية، أيّ بلغة غير لغتهم.

فيلم آخر قد يشكل علامة فارقة في هذه الدورة: "ابن ساول"، باكورة مخرج مجري يدعى لازلو نيميس سبق أن عمل مساعداً لبيللا تار. فيلمٌ يُقال إنه سيكون إحدى اللحظات اللافتة في المهرجان. الأمل بمشاهدة فيلم كبير يرافق أيضاً اقتباس "مكبيث" للمخرج الأوسترالي جاستن كرزل، مع ماريون كوتيار ومايكل فاسبيندر. تكفي مشاهدة بعض اللقطات التي تشي بعظمة ابتكارية حقيقية.

ثمة أيضاً فيلمان لقامتَيْن كبيرتَيْن في السينما الأميركية الحديثة: غاس فان سانت (الفائز بـ"السعفة" عن "فيل") وتود هاينز. الأول يأتينا بـ"بحر الأشجار" المصوَّر بين أميركا واليابان عن غابة في اليابان ذات خصائص غريبة. أما هاينز، ففيلمه "كارول"، تجري حوادثه في نيويورك الخمسينات، عن قصة حبّ بين امرأتين. كايت بلانشيت تضطلع فيه بالدور الرئيسي.

فرنسياً، اجتمعت في المسابقة خمسة أفلام. لم يخفِ فريمو أنّ اختيار الأفلام الفرنسية هذه السنة تراءى مهمة شاقة، فالكثير منها كان يستحق الوصول الى المسابقة. في النهاية، استقر القرار على خمسة: "ديبان" لجاك أوديار الذي يعود الى الكروازيت بعمل يغوص به في بيئة اللاجئين، ولا يستعين هذه المرة بوجوه معروفة. ثمة أيضاً فيلم ستيفان بريزيه الجديد، "قانون السوق" مع فنسان لاندون. وبعد تنديد الجمعيات النسائية بعدم وجود ما يكفي من نساء مخرجات في تشكيلة كانّ، تم اختيار فيلمين لمخرجتين فرنسيتين داخل المسابقة: "مَلَكي" لمايوان ــ مخرجة بارعة قدّمت فيلم "بوليس" قبل أربع سنوات، و"مارغريت وجوليان" لفاليريا دونزيللي التي انطلقت مع "الحرب اُعلِنت" عام 2011، وها انها تقدم فيلماً تاريخياً علّق عليه فريمو بالقول: "كان يُمكن لفرنسوا تروفو أن يقدم مثله". 

وقضية التغييب الممنهج (بحسب رأي بعضهم) للمخرجات أو قلة الأفلام المختارة بتواقيع نسائية، أثارتها أمس مخرجة فيلم الافتتاح ايمانويل بركو التي قالت إنها لا تعير اهتماماً الى حقيقة كونها سيدة (بركو أول مخرجة تفتتح المهرجان منذ ديان كوريس عام 1987). ففيلمها، "الرأس المرفوع"، تم اختياره بمعزل عن كونها أنثى، وهي لا تشعر بأنها تنتمي الى أقلية ما، أو انها حظيت بمنصب يشغله عادةً الرجال. وتابعت: "في فرنسا، لا تميز ما بين مخرج ومخرجة، وربما ليست هذه حال بلدان أخرى. أصلاً، من الطبيعي أن يكون عدد أفلام المخرجات المختارة في كانّ أقل، كونهن أقل عدداً من الرجال. في هذه المهنة، نحن متخلّفون عن الرجال نصف قرن". ولعل لامبير ويلسون، مقدم حفل الافتتاح الباهر، كان أكثر نسوية عندما عدّد رائدات السينما الفرنسية من أليس غي الى أنييس فاردا، ثم قال: "مهرجان كانّ سيدة".

يبقى فيلم الافتتاح، "الرأس المرفوع" لايمانويل بركو: فبعد دورات عدة اكتفت بعرض أفلام باهتة ذات طابع استهلاكي ليلة الافتتاح، حظينا أمس بشريط بديع يبلور علاقة عميقة بالواقع. عندما أُعلِن عنه في الشهر الماضي، استغرب كثيرون هذا الخيار، لكن يبدو أنّ بيار لسكور الذي استلم دفة الرئاسة من خَلَفه جيل جاكوب أراد إضفاء بصمته على البرنامج والانطلاق بفيلم يردّ الاعتبار الى سينما المؤلف، سواء بكارداته أو انفعالاته أو خطابه أو رؤيته الشاملة للسينما كفنٍّ يلتزم قضايا المجتمع والفرد من دون أن يصبح أداة ترويجٍ دعائية.

هناك في مقدمة "الرأس المرفوع" سيدة الشاشة الفرنسية كاترين دونوف، ابنة الثانية والسبعين، التي انطلقت من هذا المكان نفسه قبل 51 عاماً، يوم فاز "مظلات شربور" لجاك دومي بـ"السعفة الذهب". هي تضطلع بدور القاضية التي تسعى الى اقناع شاب متمرّد مشاكس (رود بارادو في إطلالته الأولى) في السادسة عشرة أن ينظر في الاحتمالات الحياتية المطروحة أمامه ويرفض العنف الذي يلازمه منذ الطفولة التي عاشها في كنف عائلة مفككة. بيد أنّ الصبي يواصل ارتكاب المزيد من الحماقات بلا كلل أو ملل. يميل النصّ الى رصد الآلية التربوية المعمول بها في فرنسا. والسؤال الأكبر الذي يطرحه: ما الأفضل: القسوة أم الاعتدال؟ القصاص أم التسامح؟ في النهاية، ستغلب قيم الجمهورية على سائر الحلول المطروحة لتجعل من بطلنا المضاد شخصاً أفضل، وليس بالضرورة شخصاً مثالياً.

اعترفت دونوف في المؤتمر الصحافي الذي أعقب العرض الأول لـ"الرأس المرفوع" أنه ثمة إحالة غير مقصودة في الفيلم على الحوادث التي آلمت فرنسا في السابع من يناير الماضي، علماً أنّ الفيلم كان صُوِّر قبل الاعتداء. فالارهابيون القتلة عاشوا طفولة صعبة وتربّوا في بيئة مهمشة، ودخلوا المراكز ذاتها التي دخلها مالوني، وعانوا من الاقصاء. عن هؤلاء الذين أهملهم المجتمع والدولة، قالت: "نحتاج الى الكثير من الوقت لتحقيق العدالة".

المدن الإلكترونية في

14.05.2015

 
 

سينما المؤلف تقتحم «قلعة» الافتتاح

عثمان تزغارت/ كان

للمرة الأولى منذ أربعة مواسم، حظيت فعاليات افتتاح "مهرجان كان السينمائي"، في دورته الـ ٦٨ مساء أمس بطقس صيفي لم تعكره الأمطار التي يتخوف القائمون على المهرجان دوماً من هجومها المباغت، إذ غالباً ما كانت تلقي بظلالها على طقوس صعود سلالم قصر المهرجان المكسوة بالبساط الأحمر.

الطقس المشمس إذاً، ساعد في إبراز البصمة الاستعراضية المغايرة، التي أراد رئيس المهرجان الجديد، بيار ليسكور، أن يطبع بها دورته الأولى على رأس الكروازيت: لمسة من الأبيض الخفيف على البساط الأحمر، تناغماً مع بياض ملصق المهرجان المتوّج بصورة النجمة إنغريد برغمان؛ وكوكبة لامعة من النجوم، تقدمهم - بالطبع - الثنائي الفرنسي، بطلا فيلم الافتتاح، كاترين دونوف وبونوا ماجيمال.

جاءت اللمسة الهوليوودية التي تشكّل عادة ملح الكروازيت، خلال استعراضات البساط الأحمر، متنوعة بشكل غير مسبوق: من شارليز ثيرون وتوم هاردي، بطلا فيلم "ماد ماكس، طريق الغضب"، الذي سيقدم عرضه الرسمي اليوم الى نتالي برتمان، التي تقدم في هذه الدورة عملها الأول كمخرجة، وهو فيلم بعنوان "قصة عن الحب والظلمات"، وصولاً الى رئيسي لجنة التحكيم، السينمائيين المشاكسين جويل وإيثن كوين. جعل الاثنان من المؤتمر الصحافي الروتيني الذي تعقده لجنة التحكيم عند افتتاح كل دورة، لحظة نادرة من لحظات الصفو الساحرة التي ستبقى ماثلة في ذاكرة الكروازيت لسنين طويلة. فرداً على سؤال عما اذا كانت لجنة التحكيم برئاستهما ستكافئ حتماً "فيلماً مثقفاً"، أجاب جويل كوين: "نعم، لكن للأسف، هناك معضلة: رغم إلحاحنا عثلى ادارة المهرجان، فإنها مصرة على أن يُعرض "ماد ماكس" خارج المسابقة"!.

لكن نجاح المهرجان في امتحان بعث نفَس ثان في الجانب الاحتفالي، الذي يشهد تراجعاً مطرداً منذ مطلع الألفية الجديدة، لم يكن المفاجأة (السارة) الأكبر في هذه الدورة. جاءت "الصدمة الفنية" الاقوى من فيلم الافتتاح "الرأس المرفوعة". إيمانويل بيركو، لم تكن أول امرأة يتم اختيار عملها ليكون فيلم الافتتاح في "كان" فحسب، بل إنّ هذه السينمائية الفرنسية ذات النفس اليساري حققت انجازاً آخر اكثر إبهاراً. سمحت لسينما المؤلف، في أبهى صورها، باقتحام حفل الافتتاح، بعدما جرت العادة في "كان" على تخصيص فيلم الافتتاح للسينما التجارية الهوليوودية في الأغلب، حرصاً على استقدام نجوم بارزين قادرين على استقطاب الجمهور الأوسع من رواد الكروازيت، لضمان انطلاقة قوية لاستعراض البساط الأحمر.

فيلم الافتتاح أثار جدلاً، احتدم باكراً في هذه الدورة حول أسباب استبعاده من سباق "السعفة الذهبية"، رغم تخصيص "كوتا" بارزة من خمسة أفلام للسينما الفرنسية في التشكيلة الرسمية. علماً بأنّه جرت العادة في "كان" بأنّه يمكن لفيلم الافتتاح أن يدخل المنافسة، إذا رغب فريق الفيلم في ذلك، وإذا وافق القائمون على المهرجان.

خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد اثر العرض الصحافي الأول للفيلم صباح أمس، اكتفى الثلاثي بيركو ودونوف وماجيمال بالقول إنّ السؤال حول غياب الفيلم عن سباق "السعفة الذهبية" يجب أن يوجه الى المفوض العام للمهرجان، تييري فريمو، مما اعتبر نفياً مهذباً لأن يكون ادراجه خارج المسابقة نابعاً من رغبة فريق الفيلم أو بطلب منه.

كل هذه الانتقادات مردها الى كون "الرأس المرفوعة" أعطى الانطباع لدى النقاد ـــــ بفضل قصته الانسانية المؤثرة، وحبكته الاخراجية المتقنة التي قارنها بعضهم بسينما الأخوين داردين ــــ بأنه بمثابة "مشروع سعفة مجهضة". وبسبب ذلك، ربما تم تفويت فرصة (نادرة) على السينما الفرنسية لاقتناص "السعفة" مجدداً. لكن تييري فريمو يراهن ــ كما نقل مقربون عنه ـ على أن الأفلام الخمسة الفرنسية التي ستدخل المسابقة تباعاً، ستمحو من الاذهان سريعاً هذا الإحساس بالغبن، الذي سيطر أمس على نقاد السينما وصنّاعها في فرنسا.

الأخبار اللبنانية في

14.05.2015

 
 

«مرفوع الرأس» يفتتح مهرجان كان السينمائي وإطلاق تظاهرة «نصف شهر المخرجين»

كان – من أسامة صفار:

تشهد القرية الواقعة في الجنوب الفرنسي حضورا عالميا لعشاق الفن السابع وصناعه في العالم. وإستلهم الإفتتاح حضور الأخوين «لوميير»، اللذين أسسا وإخترعا آلة العرض السينمائي على مسرح قصر المهرجان، وذلك بوقوف الأخوين الأمريكيين «إيثيل وجويل كوين»، اللذين يرأسان لجنة التحكيم عليها بينما يحيط بهما أعضاء لجنة التحكيم السبعة الباقون.

وعرض في الإفتتاح فيلم «مرفوع الرأس» للمخرجة الفرنسية «ايمانويل بيكوت»، والتي أثار إختيارها جدلا بين النقاد، حيث إعتبرها البعض مغمورة ولا ترقى لمستوى عرض إفتتاح كان، وكان آخر فيلم إفتتاح أخرجته مخرجة إمرأة في مهرجان كان هو فيلم «رجل عاشق» و الذي إفتتح دورة المهرجان لعام 1987 .

ورغم ذلك فقد أثار الفيلم إعجاب النقاد بعد عرضه في الإفتتاح، حيث تدور أحداثه حول صبي جانح من عمر الثامنة وحتى الثامنة عشرة وتقوم ببطولته النجمة الفرنسية المخضرمة «كاترين دي نيف». وتشمل برامج المهرجان نحو 52 فيلما بينها 19 فيلما داخل المسابقة الرسمية وقسم «نظرة ما» الرسميين بينما تعرض باقي الأفلام في البرامج المختلفة الأخرى، ومنها نصف شهر المخرجين وعروض منتصف الليل والعروض الخاصة. ويشهد المهرجان بيع و شراء وتبادل نحو 900 فيلم في السوق الدولية، التي تقام على هامش المهرجان وتعتبر أكبر سوق للفيلم في العالم . وافتتحت صباح أمس الخميس تظاهرة «نصف شهر المخرجين» في نسختها السابعة والأربعين، وتضم 17 فيلما، وتبدأ بالفيلم الفرنسي «في ظل النساء» للمخرج «فيليب غاريل»، ومن بطولة «كلوتيد كورو» و»ستانسلاس ميرهر».

وتختتم في الثالث والعشرين من الشهر الحالي بالفيلم الفرنسي «مخدرات»، الذي يروي قصة صبي مراهق من السود الأمريكيين، يسعى للإلتحاق بجامعة «هارفارد»، لكنه يتورط في توزيع المخدرات لتوفير مصاريف الدراسة، والفيلم من إخراج «ريك فاموياوا». وقد أعلن كلاوس ايدر المنسق العام للإتحاد الدولي للنقاد في بيان صحافي، عن أسماء أعضاء لجنة تحكيم جوائز «الفيبريسي»، التي إفتتحت صباح أمس أيضا ويقدمها الإتحاد الدولي للنقاد على هامش المهرجان منذ نسخته الأولى.

وتضم اللجنة ناقدا مصريا هو رامي عبد الرازق ويرأسها «ماريو نيتو» من البرازيل وتضم في عضويتها أيضا «باربرا بيتوبان» من الهند و«أليكس ماسون» و«جان روي» من فرنسا و«ستيفن موستراب» من الدانمارك و«ريتشارد ماو» من المملكة المتحدة و«كلارنس تسوي» من هونغ كونغ و«توران موجي» من تركيا.

يذكر أن مهرجان كان السينمائي هو أحد أهم المهرجانات السينمائية في العالم، و يعود تأسيسه إلى سنة 1946 ويوزع المهرجان عدة جوائز أهمها جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم.

القدس العربي اللندنية في

14.05.2015

 
 

بعد 68 دورة... المواهب الشبابية تكتسح «كان» لأول مرة

(رويترز)

يتنافس 19 فيلما على السعفة الذهبية لمهرجان "كان" السينمائي الدولي في دورته الثامنة والستين بمواهب شابة تكتسح المشاركات، وعمل سينمائي لمخرجة، وهي المرة الأولى في تاريخ المهرجان، ولا وجود لفيلم عربي من بينها.

وافتتح "كان" دورته الـ68، أمس الأربعاء في منتجع الريفيرا الفرنسي، بعرض فيلم من إخراج امرأة لأول مرة، هو "لا تيت أوت" للمخرجة إيمانويل بيركو، وبطولة الممثلة الفرنسية كاترين دينوف.

وقال المخرج المكسيكي جييرمو ديل تورو المشارك في لجنة التحكيم الرئيسية، إن "هذا المهرجان السينمائي شهد أول أفلامه في 1993، وهو يتمنى الآن أن يعطي الفرصة للأجيال الجديدة من صناع الأفلام".

وعرض أول أفلام ديل تورو (كرونوس) في مهرجان كان السينمائي، وانضم ديل تورو إلى لجنة التحكيم التي يرأسها الاخوان جويل وإيثان كوين.

وقال ديل تورو للصحافيين "أشعر بمسؤولية كبيرة لأن (كان) شهد بدايتي السينمائية عندما فاز (كرونوس) بجائزة أسبوع النقاد".

تجارب حديثة

وقال المخرج الكندي الشاب كزافيه دولان- الذي فاز فيلمه (مومي) بجائزة لجنة التحكيم في دورة العام الماضي بالمهرجان- "إنه شرف باختياره ضمن لجنة التحكيم في سن 26، وإن هذا سيساعده في مشروعه القادم.

وقال دولان "شعور طيب. إنه الجانب الآخر من المرآة وهو مثير جداً".

وأضاف "لم أعتقد أن هذا سيحدث في وقت مبكر من حياتي، لذلك فالأمر ملهم جدا. وسنرى. لا أتصور أن هناك اعدادا للفيلم الذي أنا على وشك الشروع فيه أفضل من مشاهدة 25 فيلما".

ويضفي الممثل جيك جيلنهال -الذي بدأ ظهوره مع فيلم (نايت كرولر) في 2014- عبيراً من عاصمة السينما الأميركية هوليوود على لجنة التحكيم، التي تضم معه الممثلة البريطانية سيينا ميلر، والممثلة الفرنسية صوفي مارسو، والممثلة رقية تراوري من مالي.

كما عبرت نجمة السينما الإسبانية روسي دي بالما عن بالغ اعتزازها وحماسها، لاختيارها ضمن لجنة تحكيم دورة هذا العام.

وقالت "أشعر بالفخر... فخر كبير. أنا سعيدة جداً فهذا يشبه الحلم".

الجريدة الكويتية في

14.05.2015

 
 

تحية إلى النساء في افتتاح مهرجان "كان"

كان - فرانس برس

افتتح، مساء أمس، مهرجان كان للسينما، أحد أعرق مهرجانات الفنّ السابع في العالم، بتحية إلى النساء والممثلات، بعد صعود المشاركين درج قصر المهرجانات الشهير، ومرور النجمات بفساتين رائعة على السجادة الحمراء.

وكانت نجمات، من أمثال إيزابيلا روسيلليني ونعومي واتس وإيمانويل بيار، دشنّ المرور علىالسجادة الحمراء في كان أمام آلاف الأشخاص الذين تجمعوا لرؤية المشاركين، ومن بينهم المتنافسون من أسر 19 فيلما، على الفوز بالسعفة الذهبية التي تقدّم في 24 مايو/أيّار الجاري. 

وتبرز السينما الفرنسية هذه السنة، خصوصا في مهرجان كان، مع خمسة أفلام طويلة تنافس على السعفة الذهبية، فيما تشكّل الأفلام الفرنسية ثلث الأفلام المشاركة في كلّ الفئات مجتمعة.

وينافس على السعفة الذهبية أيضاً ثلاثة مخرجين آسيويين وأميركيان، من بينهما غاس فان سانت، الحائز على السعفة الذهبية في عام 2003 عن فيلمه "اليفينت".

الأخوان كوين يتابعان أفلام "كان" من مقعد التحكيم

العربي الجديد، رويترز

قال الأخوان جويل وإيثان كوين، إن مشاهدة الأفلام بصفتهما رئيسَي لجنة تحكيم "مهرجان كان السينمائي الدولي"، تجربة جديدة تختلف عن المنافسة بفيلم من إخراجهما ضمن المسابقة الرسمية.
و
الأخوان كوين، صانعا أفلام
Fargo، No country for old men، وفيلم Barton fink، الفائز بالجائزة الكبرى لمهرجان كان في 1991، يرأسان لجنة التحكيم الرئيسية المشكّلة من المخرجين، جييرمو ديل تورو، وكزافييه دولان، والممثلين روسي دي بالما، وصوفي مارسو، وسيينا ميلر، وجيك جيلنهال، والمغنية ومؤلفة الأغاني رقية تراوري.

وأجاب جويل كوين رداً على سؤال بشأن ماهية مشاعره أثناء الجلوس على مقعد الحكم على أعمال المخرجين الآخرين قائلاً، إنه "سيحاول مشاهدة الأفلام باعتباره مشاهداً عادياً وليس شخصاً منخرطاً في المهنة". لكنه نوّه إلى صعوبة البقاء محايداً تماماً، اذ يفرض عليه وضع المحكم، منح جائزة السعفة الذهبية في 23 مايو/ أيار.

وأضاف "عندما يكون مطلوباً منك مشاهدة شيء ما كعضو لجنة تحكيم ربما يؤثر ذلك على طريقة مشاهدتك له .. لا مفرّ من ذلك إلى حدّ ما .. لأن يكون مطلوباً منك إصدار حكم عليه أو تحليله، وعليك أن تدافع عن آرائك أو آراء مجموعة أو أشخاص".

وقال جيلنهال مازحاً إنه بعد اجتماع واحد فقط انقسمت اللجنة إلى معسكرين، معسكر إيثان ومعسكر جويل.

افتتاح مهرجان كان "أنثوي" للمرّة الأولى منذ 28 عاماً

فرانس برس، رويترز

بدأت، أمس الأربعاء، أيّام مهرجان "كان" السينمائي في دورته الـ68، بعرض فيلم "لا تيت هوت" الفرنسي، ومعناه بالعربية: "الرأس في الأعلى" أو "الشموخ"، للمخرجة الفرنسية إمانويل بركوت وبطولة كاترين دينيف، والذي يدور حول نظام العدالة القضائية للأحداث في فرنسا.

ورغم أنه ليس مرشحاً لأي جائزة. لكنّها المرّة الأولى منذ ثمانية وعشرين عاماً التي يفتتح المهرجان بفيلم لمخرجة في لجان تحكيم تتّهم عادة بأنّها "ذكورية".

وعرض الفيلم في سينما لوميير التي ازدحمت بالحضور، بعدما أعلنت الفائزة بجائزة أفضل ممثلة في "كان" العام الماضي نجمة هوليوود، جوليان مور، بدء المهرجان.

وتدور أحداث الفيلم حول قاضية ترغب في منح فتى قاصر أملا في الاستمرار في حياته من خلال إنقاذه من عالم الجرائم.

نجم المهرجان هذا العام، صور "السيلفي" التي جعلت العبور فوق السجّادة بطيئا على غير العادة. وقد اعتبر رئيس المهرجان، تيري فريمو، ما جرى "سخيفا ومنفرا".

ويكرم المهرجان الممثلة السويدية الراحلة، أنغريد برغمان، التي يمر العام المائة على مولدها هذا العام.

العربي الجديد اللندنية في

14.05.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)