كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

مشاهدات ورؤى من أروقته..

مهرجان أفلام السعودية..

نجاحٌ يمهد الطريق لافتتاح صالات السينما

متابعة- علي سعيد

مهرجان أفلام السعودية

 الدورة الثانية

   
 
 
 
 

يتعدى نجاح مهرجان الأفلام السعودية في دورته الثانية إلى ما هو أبعد من توزيع جوائز وجمهور كبير. ثمة أرضية جاهزة الآن، لصناعة سينمائية وطنية وبأيدي سعودية شابة تنتظر فقط الدعم والاحتضان، عبر افتتاح صالات عرض سينمائية تستقبل نتاجات المخرجين الشباب وتحول شغفهم وجهدهم الفني إلى عمل اقتصادي مثمر وناجح من أجل تطوير المنتج الإبداعي وتوفير فرص عمل لبيئة صناع الفيلم التي أثبت المهرجان أنها في تزايد مطرد. مهرجاننا العائد بعد طول غياب، لم يكن فقط منصة حضور صنّاع الفيلم السعودي الذي تطور كثيراً عن ما كان عليه خلال العقد الماضي؛ بل تحول المهرجان إلى مختبر حقيقي، لقياس الرأي العام ومدى ميوله نحو صناعة السينما وحضور الأفلام والمشاركة في دعمها من خلال كثافة التواجد اليومي، بمختلف الشرائح العمرية والاجتماعية ما يعني أن الإقبال الشعبي الكبير على المهرجان كان بمثابة فرصة ميدانية لحسم الجدل، إيجاباً، حول حقيقة قبول بل وتعطش الناس بالسينما وسحر شعاع الضوء في تلك الصالة المعتمة إلا من البهجة.

ألفة مهرجان الدمام

تنظيمياً، شعر الضيوف والمشاركون بألفة كبيرة في المهرجان ذي النكهة "الشرقاوية"، والذي تحول فيه المنظمون إلى أشبه بأهل يستقبلون أحبتهم من مختلف مدن وقرى المملكة إلى جوار ضيوف المهرجان من دول الخليج العربي. كان لافتاً أن تجداً فناناً بحجم القدير إبراهيم الحساوي بين المتطوعين يتنقل بنفسه لمساعدة ضيوف المهرجان، في أجواء حميمية عالية، وكذلك بقية المنظمين والشركاء. كان ملفتاً تجمع الكم الهائل من صناع الفيلم السعوديين في مكان واحد، وهو ما اعتادوا أن يكون في دبي أو أبو ظبي وليس الدمام!، الأمر الذي دفع المخرجة السعودية عهد كامل لتكتب: "في حياتي ما كنت اتوقع أن من الممكن اشارك في مهرجان سينمائي في بلدي وأكرم في وطني في وسط جميل ومليء بالإبداع مع زملائي الفنانين من أنحاء الخليج والمملكة". هذا لم يكن انطباع عهد كامل فقط بل أيضاً جل المخرجين وصناع الفيلم وهم يلتفتون لغربتهم وقد انتهت بعد أن أقيم المهرجان بإصرار وإخلاص مديره الشاعر أحمد الملا، ووفق ما أشار الملاّ، بعد موافقة كريمة من سمو أمير المنطقة الشرقية ودعم إمارة المنطقة لهذه المهرجان الذي عكس صورة حضارية وإبداعية مشرقة عن مشهد الثقافة والفنون في المملكة وفق ما نقلت وكالات الأنباء الدولية.

النتائج.. والتحكيم!

نادراً، ما ينتهي مهرجان مسرحي أو سينمائي دون إثارة لغط وسخط حول نتائجه، إلا الدورة الثانية من مهرجان "أفلام السعودية"، فالجميع كان مبتهجاً بانتصار المهرجان وجمهور السينما ونجاح التجربة التي أعدت وانطلقت في زمن قياسي. كانت مشاعر اليوم الأخير مختلطة بين الفرحة لفوز صناع الأفلام بالمهرجان والحزن لنهاية أيامه الخمسة.. "في لمح البصر". في أمل أن تعود التجربة في عامها القادم بهذا الألق وبدعم أكبر وجاد من قبل وزارة الثقافة والإعلام.

ندوات صناعة الفيلم

شئنا أم أبينا فإن المهرجانات بمثابة معاهد سينمائية تعطي دروساً مكثفة في بضعة أيام، كيف إذا كان المشاركون والضيوف في الدورة الثانية من مهرجان أفلام السعودية شخصيات ثقافية وسينمائية ذات تجارب هامة مثل مسعود أمر الله (مدير مهرجان دبي السينمائي) ود. عبدالله حبيب (الناقد العماني) وآخرين. كان وجود مسعود أمر الله، بجوار صناع الفيلم الشباب، بمثابة مدرسة مجاورة ومتنقلة في صناعة الفيلم، يجلس معهم ويناقشهم ويجيب على أسئلتهم بين أروقة الجمعية ومقر المهرجان؛ ينقل إليهم مشاهداته وخبرته مع السينما والتي تزيد على الثلاثين سنة، دون ملل أو كلل، وبمنتهى اللطف والتواضع والإيمان بتجارب المبدعين السعوديين الشباب، تاركاً العديد من المهام في دبي ليُلبي دعوة المهرجان الذي كان ضيفه الأهم أيضاً في دورته الأولى عام 2008. وهو ما ينطبق على د. عبدالله حبيب وبقية الضيوف من المملكة الذين أثمرت نقاشاتهم اليومية، لدعم تجارب الشباب وفتح أفق للنقاش دون أن ننسى أن واحدة من الندوات التي أقيمت في المهرجان خصصت لصناع الفيلم الشباب لكي يتحدثوا عن تحدياتهم وآمالهم بينما الكبار يسألونهم ويحاورونهم بإمعان.

الورش الفيلمية

ما يؤكد حقاً، أن مهرجان "أفلام السعودية" بمثابة معهد عالٍ للسينما، هو الورش التي أقيمت وشهدت حضوراً كبيراً من مختلف مناطق المملكة، من ورشة السيناريو مع الكاتب الإماراتي محمد حسن أحمد إلى ورشة موسيقى الفيلم مع المؤلف البحريني محمد حداد. كل هذه الورش والنقاش الذي أحاط بها، خلق جواً معرفياً، مؤسساً يؤكد أن المهرجان ليس فقط لعروض الأفلام وتسليم الجوائز بل أيضاً مكان للتعلم والتزود من خبرات لها تجارب هامة مع صناعة الفيلم الروائي أو التسجيلي.

العام المقبل

رغم تصيد البعض في المياه العكرة، إلا أن قافلة المهرجان مضت إلى بر النجاح، مقدمة صورة ناصعة عن مشهدٍ ثقافي وإبداعي وفني يضم الكم الهائل من المبدعين وهو ما دفع الناقد العماني د. عبدالله حبيب، للقول لنا منوهاً وهو يشاهد الحشود المكتظة والشغوفة قبل دخول عروض الأفلام، بأن "كلهم سعوديون"!. ما يعني أن ثمة بهجة كبيرة رسمت في وجوه الشباب السعودي لهوية فيلمية انطلقت من البلاد، تستحق الدعم والمؤازرة والتحضير منذ اليوم، لانطلاقة المهرجان مجدداً في عامه المقبل بالدمام وفي مدن سعودية أخرى، يكون افتتاح صالات السينما رسيماً، نقطة تحول نحو انخراط الشباب في سوق العمل الفيلمي واستثمار طاقاتهم الخلاّقة وخاصة ما رأينا من قدرات احترافية عالية عند شباب سعودي لا ينقصه سوى القليل من الدعم والمزيد من الإيمان والاحتضان.

الرياض السعودية في

01.03.2015

 
 

بلا دور عرض أو أكاديميات.. شباب يقدمون أفلاما طموحة

مطالبات بتبني وزارة الثقافة دعم السينمائيين السعوديين

الدمام: الوطن

تخطى مخرجون سعوديون شباب عقبات غياب دور العرض والمعاهد والأكاديميات المتخصصة التي يمكن أن تزودهم بالأساسيات ومناهج صناعة الأفلام، ومواقع أفلام أطلوا عبرها من نوافذ مهرجان الأفلام السعودية الذي اختتم الأسبوع الماضي دورته الثانية تحت شعار "في لمح البصر".
وأثبت هؤلاء المخرجون أنهم ينفخون السحر في اللقطة، ويملؤهم شغف التجريب وتفاصيل الأمكنة ومزجها بالزمن والأثر في تجاعيد بيت أو صدى موال وموجة أو حكايا الجدات، واقتناص التفاصيل في شارع أو ملامح، والتسلل من خلف كواليس على مكامن جديرة بالحياة.

وعن تجربته يقول المخرج يعقوب المرزوق الذي بدأ مشواره في صناعة الأفلام منذ عام 2005 مصورا فوتوجرافيا وكاتبا وممثلا أن الانتشار الواسع لأول تجربة فلمية كان نقطة مفصلية في تثبيت أقدامه كمخرج مستقل في إنتاج أعمال أكثر حرفية، فكان فيلمه الكوميدي القصير "بحلم بيك" الذي تم تصوير مشاهد منه في أوروبا، وهو يعمل حاليا على فيلمي (نفسي أطير) و(خردة) بعد التحاقه بورش عمل لكتابة السيناريو.

ويرفض المرزوق فكرة الاكتفاء بعرض الأفلام عبر مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب، فمن غير المقبول برأيه صنع فيلم سينمائي ليشاهد من شاشة جهاز نقال.

ويطمح أحد أصغر المخرجين المشاركين في المهرجان محمد الهليل لصناعة فيلم يرفع شأن الفن السعودي.

ولم يكتف المخرج السعودي الشاب المهند الكدم بارتجال التجريب والهواية، بل ذهب نحو دراسة الإخراج والتصوير السينمائي أكاديميا في مدرسة فانكوفر للإنتاج السينمائي في كندا، وتتجلى معرفته اللغة البصرية العالية والالتقاطات الإخراجية المتقنة في فيلمه (بصيرة).

ويتذكر مهند أول كاميرا اشتراها عام 1999 وبدايته على استحياء، إذ أخرج أول أفلامه (الخروج من البيضة) الذي شارك بمسابقة الشاشة لك وحقق جائزة لجنة التحكيم، ثم تحقيقه المركز الثاني عالميا بين 340 دولة مشاركة في مسابقة شركة مايكروسوفت.

وحول أفلام المهرجان يقول المهند "غلب عليها طابع واحد هو الاهتمام البصري اللافت جدا، لكن مستوى الفكرة والقصة والأداء بسيط جدا".

وهو يرى أن أفلام مواقع التواصل الاجتماعي تصنف ضمن الأعمال التي تعطي حلولا للمشكلات وتعالج قضايا يومية اجتماعية تنتهي بزوال القضية، بينما الفلم السينمائي يهدف إلى تخليد تاريخ أو صياغة رؤية مستقبلية.

وحول غياب دور العرض يقول "قبل المطالبة بالدور والصالات علينا الاهتمام بالمحتوى عبر فتح نوافذ لتدريس الإخراج والصورة، وتفعيل دور وزارة الثقافة في وضع لوائح تدعم المشتغلين بالسينما وتحفظ حقوقهم".

من جهته، عبر بدر الحمود أحد المخرجين الشباب الأبرز في صناعة الأفلام السعودية عن امتنانه لمشاركته في المهرجان بفيلم "سكراب"، ويرى أن الأفلام المشاركة مستواها عال جدا، وأن اليوتيوب منصة عرض يضطر لها البعض لغياب السينما.

من جهته، أبدى المخرج مهنا المهنا ابتهاجه بمنصة المهرجان التي تعد من أهم منصات العرض في الأوساط السعودية، وقال "هناك قفزة ملحوظة وتطور في صناعة الصورة والصوت والسيناريو مقارنة بالدورة الأولى عام 2008".

بدوره، قال المخرج محمد أسامة المصري: "شعور عظيم أن تشاهد أفلامك تعرض في وطنك"، مشيرا إلى أن بدايات تجربته في صناعة الأفلام من المرحلة المتوسطة بشكل بسيط وبدايته الجادة عام 2009 تجلت بإخراجه فيلم "وجوه"، واعتمد على ذاته في التثقيف سينمائيا من خلال الاحتكاك بخبرات في صناعة الأفلام.

ورأى مخرج فيلم "باص 123" حسين المطلق الذي عرض فيلمه سابقا في مهرجان دبي السينمائي أن "المهرجان فرصة حقيقية لاكتساب المعرفة في مجال السينما".

يذكر أن المهرجان شهد مفارقات لافتة تجلت بتشعب المواهب والأدوار للمخرجين الذي مارسوا أيضا كتابة السيناريو والتمثيل والإنتاج مثل عبدالله أحمد مخرج فيلم "نص دجاجة"، إذ ظهر ممثلا في فيلم "جناح الضيافة"، و"ثلاث عرائس" و"طائرة ورقية".

الوطن السعودية في

01.03.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)