كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

مهرجان كان الدورة 76 قراءة متأنية

أسامة عسل

مهرجان كان السينمائي الدولي السابع واالستون

   
 
 
 
 

بعيدا عما أثارته نتائج الدورة الـ 67 لمهرجان «كان» السينمائي الدولى، من جدل وانتقادات حول الأفلام التي حصلت على الجوائز، فإن غالبيتها جاءت متوافقة مع توقعات النقاد إلى حد كبير، رغم أن أفلام المسابقة الرسمية الـ 18 لم تكن على درجة عالية من التميز، وإن كان فيلم «بيات شتوي» للمخرج نوري بيلج جيلان، الحائز على السعفة الذهبية لعام 2014، يشكل حالة فنية خاصة بمحتواه الفلسفي وصورته وطريقته في سرد السيناريو وكتابة الحوار، وطول مدته ثلاث ساعات وربع، وهو في إعتقادي أطول فيلم في تاريخ مسابقات «كان» حتى الآن.

شكلت قضايا المرأة والطفل، النسبة الأكبر من عروض الأفلام التي قدمها «كان» هذا العام، وتمحورت حول عدد بارز من الموضوعات المعاصرة والاتجاهات الفنية الحالية، وكانت تلك الأعمال عاكسة للظروف القاسية والمحبطة التي تحيط بالمرأة والطفل في أنحاء العالم، ورصدت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تحاصر الجميع وتهدد حياتهم وواقعهم ومستقبلهم، وبعضها مثل «تومبوكتو» و«صالة جيمي» سلطت الضوء على التشدد الديني في مواجهة الفكر الوسطي، وأبرزت ما شكله الإرهاب من ألم ومتاعب أمام ظروف صعبة جعلت المرأة والطفل يعيشان فريسة لعنف التشدد والواقع الاقتصادي الخانق على حد سواء.

قوانين ورفض

في فيلم «تومبوكتو» للمخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو، نجد أنفسنا أمام مجتمع بكامله تعصف به التيارات الإسلامية المتشددة، والمرأة والطفل فيه الحلقة الأضعف، حيث لائحة المحرمات التي تصدرها تلك الجماعات من تحريم الموسيقى والغناء وخروج المرأة للعمل وصولا إلى تحريم لعب كرة القدم، وكأن تحقيق الشريعة مقرون فقط بالمرأة التي تسلط عليها القوانين التي تكاد تدمر حياتها، وتستهدف أيضا الأطفال وتمنعهم من ممارسة حقهم في الحياة، مما يدعو الأطفال إلى لعب كرة القدم ولكن بشكل تخيلي، حيث الجري واللعب ولكن بلا كرة، وعندها لا تجد تلك الجماعات ما تحاكم به الأطفال، وهناك كذلك مشهد الجلد الذي تتعرض له المطربة الشابة، ولكنها وهي تتلقى السياط تظل تغني بصوتها عاليا وكأنها تعلن الرفض ضد التشدد ومن يحرم عليها الحياة

مظلة الهيمنة

أما الفيلم الإيطالي الألماني الإيطالي «الرائعون» للمخرجة الألمانية أليس روروتشر، والحائز على الجائزة الكبرى، فيقدم حكاية غير تقليدية حول أسرة تترك بلدها إلى منطقة نائية في الجبال، لتأسيس مزرعة للنحل، وصنع العسل، ويركز قصته حول فتاة من أسرة فقيرة تقوم بجميع الأمور المنزلية، وتمثل المساعدة الحقيقية لوالدها وأسرتها، وحينما تقرر أن تلتحق ببرنامج لاكتشاف المواهب يقف والدها ضدها لأنه يريدها دائما تحت مظلته وهيمنته وسيطرته وتحكمه في كل شيء، ويقدم في النهاية رسالة شديدة الحساسية مفادها، أن علينا تقبل آراء الأبناء وخصوصا البنات عندما يتعلق الأمر بتحقيق طموحاتهن وأحلامهن المستقبلية.

غياب الرعاية

وفي المقابل، يقدم المخرج ديفيد كروينبيرج من خلال فيلمه «خرائط النجوم» الذي فازت عنه جوليان مور بجائزة أفضل ممثلة، أطفال مشاهير هوليوود، وهم يعانون من غياب الأب الراعي، لذا نجد أنفسنا أمام كم من الحكايات التي تذهب إلى تعرية هوليوود ونظامها الاجتماعي المدمر، وفي فيلم «البحث» نتابع حكاية طفل شيشاني مسلم يجد نفسه في أتون الحرب السوفيتية الشيشانية، من دون حماية أو رعاية، وهو من توقيع المخرج السوفييتي لميشيا هازنزفيتس.
قسوة الظروف

وإذا كنا من خلال هذا التحليل، نؤكد على أن سينما الطفل والمرأة، هي الظاهرة اللافتة للانتباه في الدورة الـ67 لمهرجان «كان»، فلا يمكننا إغفال دور المرأة في الفيلم الكندي «أمي» للمخرج كزافيه دولان (25 عاما)، والذي حقق انجازا تاريخيا بكونه أصغر فائز بجائزة لجنة التحكيم على الإطلاق في عمر المهرجان، وكذلك لايمكن تجاهل فيلم «يومان وليلة» للأخوين جان بيير ولوك داردان، رغم خروجهما بدون أي جائزة، والمرأة في فيلم «أمي» مشبعة بالألم وقسوة الظروف، تعيش وترعى إبنها المختل عقليا، وتضحي بكل شيء من أجل رعايته ودراسته ومستقبله، وتنسى نفسها وحياتها من أجل هدف واحد هو ذلك الابن الذي لا يمتلك المقدرة العقلية للتحكم بنفسه وتصرفاته، ولذلك تقرر في النهاية عودته إلى مستشفى الأمراض النفسية بعد أن فقدت كافة الحلول، لأنها تريد أن تعيش وتحقق أحلامها نحو المستقبل، وليس معنى وجود ابن مجنون أن تصاب الأسرة كلها بالجنون أو أن تدفع الضريبة بالموت أو التوقف عن الحياة.

أما المرأة الثانية في فيلم «يومان وليلة»، فهي النجمة الفرنسية «ماريون كويتار» والتي تقدم حكاية إمرأة يتم إبلاغها بأنها ستفصل عن العمل خلال يومين، وتبدأ تحركها لإقناع زملائها من أجل إعادة النظر في القرار، وعبر رحلة تمتد ليومين وليلة يتم رصد الظروف الاقتصادية الصعبة التي تحيط بتلك المرأة وأيضا زملائها في العمل من الجنسين، ونعيش معها كل الضغوط التي تسحقها، والظروف المادية التي تعصف بها وتكاد تدمر حياتها وحياة الآخرين من نساء أوروبا.

سيرة ذاتية

أربعة أفلام تناولت السيرة الذاتية في الدورة 67 لمهرجان «كان» السينمائي لعام 2014، وهي بترتيب عروضها، فيلم «غريس أميرة موناكو» للمخرج الفرنسي أوليفيه داهان، و»السيد تيرنر» للمخرج البريطاني مايك لي، و»صالة جيمي» للمخرج البريطاني الكبير كين لوش، وأخيرا فيلم «سان لوران» للمخرج الفرنسي بيرتران بونيلو، وهي أعمال شكلت ظاهرة خاصة في أبرز مهرجان عالمي، اختفت خلال دورته الأخيرة الأفلام الخاصة ذات البصمة، والتي تعد من المميزات التي يتحفنا بها «كان» كل عام.

وشهدت هذه الأفلام (اثنين منها في المسابقة الرسمية واثنين خارجها)، إجماع النقاد والصحفيين على خصوصية ظاهرة أعمال السيرة الذاتية، اللافتة للانتباه، والتي تجاوزت في رسائلها حدود أحداثها أو الشهرة التي تتبعتها في حياة شخص ما، ومع ميزانياتها الضخمة استطاعت باقتدار في استعادة حقبتها الزمنية «ديكورات وملابس ومناظر»، وأعادتنا معها إلى أعوام سابقة من خلال اختيارات موفقة لممثلين وممثلات نجحوا في تجسيد أداء شخصيات أصحابها بإبداع وتألق.

مرآة عاكسة

ويمكن القول ببساطة أن تلك الأفلام أصبحت هاجسا عالميا في الفترة الأخيرة, رغم أنها من أقدم الأنواع السينمائية, إذ يمكن توصيفها بالوريثة الشرعية لكتب السيرة الذاتية في عالم الأدب والنشر، وشكلت لكثير من صناع السينما حول العالم من مخرجين وكتاب وممثلين، حلماً لتقديم الأشخاص الذين يشكلون المثل الأعلى لهم عبر مشاريع سينمائية مبهرة لرموز الفن والأدب والسياسة والعلوم، وذلك بالارتكاز على حياتهم لجذب الجمهور، أو عبر استفزازه بتسليط الضوء على زوايا سلبية خفية تحطم الصورة البراقة التي يرسمها الناس في عقولهم للشخصيات المشهورة، مما يفتح الباب على مصراعيه للتكهنات حول مدى مصداقيتها التاريخية، فهل يمكننا اعتبار أفلام السيرة الذاتية مجرد مرآة تعكس الشخصية الحقيقة التي يتناولها الفيلم من دون المساس بها؟، أم أنها وسيلة فنية لتقديم فيلم سينمائي يلقي الضوء على شخصية حقيقية على أرض الواقع، لكن من دون إهمال الجانب التخيلي؟.

لغة سينمائية

في الحقيقة واجب السينما كأداة فنية وتعبيرية أن تتمرد على السيرة الحقيقية، وأن تتجاوز الإطار الزمني والمكاني وتلغي سرد التفاصيل، وأن تقدم لنا الجزئيات الهامة في حياة صاحب السيرة، تلك التي تخدم النص السينمائي حتى ولو كانت تافهة وليست ذات شأن طالما صاحب العمل (أيا كان مخرجا أو سيناريست) يوظفها جيدا لإنجاز نص مبدع وخلاق يرتكز على لغة سينمائية عالية، ومن أفلام السيرة الناجحة هذا العام والتي أثارت جدلا واسعا عند عرضها فيلم افتتاح مهرجان كان السينمائي «غريس أميرة موناكو»، والذي اعتبره الكثير من النقاد بأنه دراسة لشخصية «غريس كيلي» التي أصبحت لاحقا أميرة موناكو بعد اقترانها بالأمير رينيه الثالث.
نجمة هوليوود

ويتأسس الفيلم على بنية هوليوودية تقليدية، حيث ينتصر إلى عنصر التشويق فيه قبل أي شيء آخر، ويمكن اعتباره (دراسة شخصية)، أكثر منه فيلم سيرة ذاتية لأميرة موناكو، ونجحت إلى حد كبير بطلته نيكول كيدمان في تجسيد شخصية «غريس كيلي»، النجمة الهوليوودية ذائعة الصيت، بعد أن أصبحت نموذجا معقدا للشخصية الإنسانية التي تتنازعها الرغبة في تحقيق الذات والاستمرار في عملها السينمائي، وبين الالتزام بمنظومة القيم والأعراف التي يفرضها واقعها الجديد بوصفها أميرة لموناكو، وربما يكون هذا هو الشيء السحري الوحيد من قصة غريس كيلي، أي صراعها مع ماضيها ومستقبلها عندما عرض عليها هيتشكوك بطولة فيلم، لتحسم الأمر في النهاية تجاه مستقبلها، أي تمسكها بكل الخصال الملكية التي تكتسبها متخلية عن كل منطقها الأميركي، واستطاع المخرج أوليفيه داهان استثمار قدرات نيكول كيدمان، مستغلا كل اللقطات والبهارات التشويقية التي حافظت على ايقاع الفيلم من السقوط في براثن الملل والتكرار.

تحفة فنية

أما العمل الثاني في مسيرة أفلام مهرجان «كان» مع «السيرة الذاتية» هذا العام، فهو «مستر تيرنر» للمخرج مايك لي الذي صنع عملا شديد الجمال والروعة يتمحور على شخصية جي. أم. دبليو تيرنر، الفنان الذي كان منشغلا بالرسم طوال حياته، وأصبح هاجسه الأول والأخير، وقد اختار «لي» بذكاء شديد تلك الشخصية الفنية القلقة، والتي أثارت اهتمام النقاد الفنيين باعتباره من أبرز أساتذة الرسم بالألوان المائية، ويكمن سر نجاح الفيلم في نفاذه إلى أعماق هذا الفنان الذي تفيض روحه نغما آسرا، وجسد شخصية الفنان التشكيلي «تيرنر» الممثل البريطاني الكبير تيموثي سبال، والذي عاش التفاصيل الدقيقة لمفردات الشخصية شكلا ومضمونا، ونجح من خلالها في اقتناص جائزة أفضل ممثل، وتصدى لكتابة السيناريو مايك لي نفسه على مدى عامين قام خلالهما بقراءة كل ما نشر عن «تيرنر»، وشاهدالنسبة الاكبر من لوحاته ومخطوطاته ومكان معيشته، وفي هذا الفيلم رأينا سينما سيرة ذاتية من نوع مختلف، أتحفنا بها «لي» بنضج وعمق ومقدرة فائقة، ومنحنا الدهشة بكل دلالاتها وأبعادها الحقيقية، ويمكن بالفعل القول أن هذا العمل رحلة إلى عالم مبدع كبير من خلال عين مبدع آخر.

مناضل ايرلندي

وتأكيدا أيضا لتوجه دورة «كان» هذا العام باعتبارها تكرس لفكرة أفلام السيرة الذاتية، تم عرض فيلم المخرج البريطاني الكبير كين لوش، والذي حمل عنوان «صالة جيمي»، ورصد خلاله دور المناضل الايرلندي «جيمي جرالتون» الذي قام ببناء قاعة للرقص والفنون، وسرعان ما تحولت تلك القاعة إلى مكان لتجمع الشباب الايرلندي وإحدى المحطات الأساسية التي رسخت مسيرة الثورة في ذلك البلد الذي عانى الكثير خلال الاحتلال البريطاني، وفي الفيلم نتابع حكاية «جيمي» الذي نفى مرتين إلى الولايات المتحدة، في المرة الأولى لمدة عشرة أعوام عاد بعدها من جديد، ليعيد افتتاح الصالة التي كان قد أسسها والتي باتت موعدا للجميع للحضور والحوار والرقص والغناء إلا من بعض المتحالفين والعملاء وأيضا المؤسسة الدينية التي لها مصالح وعلاقة مع سلطات الاحتلال البريطاني، وخلال عودته إلى بلاده يحيط به مجموعة من المريدين والذين يرون في عمله نوعا من النضال ضد التسلط والاحتلال، لهذا يفجرون طاقتهم بالفرح والرقص والغناء والعمل الدؤوب من أجل تجميع الأجيال وترسيخ حضور المرأة كجزء أساس من المجتمع، وفي مقابل رفض من فئات متعاونة ومأجورة، ويذهب كين لوش كعادته بعيدا في تحليل المواقف السلبية لرجال الدين في جملة الأعمال التي يقدمها، ويضعهم دائما موضع الاهتمام والتعاون مع المحتل وإظهارهم بشكل المستفيد دائما، والفيلم في مجمله يتمحور حول جيمي جرالتون والموسيقى في تلك المرحلة من مطلع القرن الماضي مع عشرات الحكايات المتداخلة التي تظل تشتغل على موضوع الموسيقى والرقص.

عالم الموضة

أما فيلم «سان لوران» والذي بدت حكايته هادئة، وهي تسرد قصة ميلاد شخصية خلاقة ومبتكرة في عالم الموضة والأزياء والشهرة، فقد نجح مخرجه بيرتران بونيلو، في إظهار سان لوران وكأنه ضحية هلوسات بصرية وشهوات لا متناهية، وسط مشاهد لحفلات صاخبة كان «لوران» يشارك فيها، وبدا المصمم وكأنه يتعذب للوصول إلى قمة الجمال والإبداع، ليكسو نساء العالم بأجمل الموديلات والمبتكرات في عالم الأزياء، وأجاد الممثل الفرنسي غاسبار أولليه، الذي جسد شخصية سان لوران، في دوره، ونقل عالم إيف سان لوران، بدقة متناهية عالية المستوى، ورغم الانتقادات الحادة للفيلم من قبل النقاد، بسبب تركيز المخرج على حياة الترف والحياة الخاصة للمصمم، فإن الفيلم قدم بنجاح حياة مصمم عالمي استطاع أن يفرق بين حياته الخاصة وبين إبداعاته ومبتكراته التي ستبقى ماركة عالمية خالدة

مجلة الكويت في

18.08.2014

 
 

نعاس الشتاء ينقل السينما التركية من المحلية للعالمية

مصر العربية

قطعت السينما التركية في السنوات القليلة الماضية أشواطًا كبيرة، وفرضت نفسها بقوة على قطاع السينما العالمية - في انطلاقتها المئوية - من خلال سلسلة أفلام حصدت أكبر الجوائز في المهرجانات العالمية.

ويأتى حصول الفيلم التركى "نعاس الشتاء" "Winter sleep" للمخرج نوري بيلجي جيلان، بجائزة السعفة الذهبية لمهرجان "كان" السينمائي الدولي في دورته الـ67 بالإضافة إلى فوزه بالجائزة الأولى للاتحاد الدولي للنقاد "الفيبريسي" آخر خطوات السينما التركية للإنتقال من المحلية إلى العالمية.

والسَّعَفَة الذَّهَبية، هي أعلى جائزة تمنح لفيلم في مهرجان "كان" السينمائي، وبدأ منح هذه الجائزة في سنة 1955.

ويدور فيلم "نعاس الشتاء" حول ممثل متقاعد يُدير فندقا وسط تركيا مع أخته المطلقة وزوجته المنفصلة عنه، وحين يحِل الشتاء يُصبح الفندق مأوى وسجنا في وقتٍ واحد.

والمعروف أن المخرج التركي «بيلجي جيلان» يملك واحدة من أكثر المسيرات إلهامًا في مهرجان كان، وسبق له الفوز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة مرتين، الأولى عام 2002، والثانية عام 2011، وبينهما فازَ بجائزة أفضل مخرج عام 2008.

وتحدث مدير السينما التركية "مسعود جيم أركول" ؛ عن الدعم الذي تم تخصيصه لقطاع السينما التركية من قبل وزارة الثقافة والسياحة التركية؛ حيث بلغ 26 مليون و979 ألف و750 ليرة تركيا لـ 266 مشروع في عام 2014، وحول فلم  "جنق قلعة عصية على الغزاة" - قال أركول: " لقد دعمنا الفلم بمليون و750 ألف ليرة تركية، وحصد جائز (القمر الذهبي) ".

وأشار أركول فى تصريحات صحفية إلى فيلم " "سبات شتوي" للمخرج نوري بيلغا؛ الذي نال جائزة "السعفة الذهبية"؛ في كان السينمائي مضيفًا أنَّ الأفلام التركية باتت على لائحة الأفلام المطروحة في مهرجانات السينما العالمية، محققة عدة جوائز، كمهرجان برلين والبندقية ومونتريال وسانت بطرس بورغ وطوكيو وسان فرانسيسكو.

وكشف أركول عن العروض المقدمة لإدارة السينما التركية لعرض أفلامها في المهرجانات العالمية؛ التي ستنظم كـ مهرجان البندقية في إيطاليا وبلد الوليد في إسبانيا وغواناخواتو في المكسيك وبوسان في كوريا الجنوبية، لافتًا إلى أنَّ أعداد المتابعين للسينما زادت محلياً وعالمياً.

وأشار أركول إلى التصويت الذي طرحته إدارة السينما التركية ؛ لاختيار أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما التركية، مبيناً أن عدد المصوتين بلغ أكثر من 60 ألف في اليوم الأول.

مصر العربية في

23.06.2014

 
 

«البيـات الشتـوى» رائعة السينما التركية فى عيدها المئوى

كتب : عصام زكريا

فقد شارك جيلان من قبل فى «كان» بخمسة من أفلامه السبعة الطويلة وفيلمه القصير الوحيد «الشرنقة» الذى شارك فى مسابقة الأفلام القصيرة عام 1995. «الشرنقة» شارك كذلك فى مهرجان الإسماعيلية 1995 حيث حصل على جائزة!

جيلان بين الإسكندرية و«كان»

الطريف أن فيلم جيلان الأول «قصبة»، أو «المدينة الصغيرة»، عرض فى مهرجان الإسكندرية1998، حيث كنت أعمل مديرا فنيا له بجوار رئيس المهرجان الناقد الكبير رءوف توفيق، وحصل الفيلم على جائزة أفضل عمل أول، وهى أول جائزة يحصل عليها جيلان عن فيلم طويل. فيلمه الثانى «سحب مايو» 1999 حصل على الجائزة الذهبية من مهرجان «أنتاليا» كما حصل على جائزة جمعية النقاد الدولية «فيبريسى» كأفضل فيلم أوروبى. كل أفلام جيلان التالية شاركت فى «كان» وحصلت على جوائز. فيلمه الثالث «أوزاك» 2002حصل على جائزتى لجنة التحكيم الكبرى وأفضل ممثل. «مناخات» 2006 حصل على جائزة «الفيبريسى». «القرود الثلاثة» 2008 حصل على جائزة أفضل مخرج. «حدث ذات مرة فى الأناضول» 2011 حصل على جائزة لجنة التحكيم الكبرى.

أفلام جيلان حصلت على جوائز أخرى عديدة، وهذه فقط الجوائز التى حصل عليها من «كان»، وهو ما يعنى أن جيلان ليس غريبا على المهرجان بل هو واحد من أسماء عديدة اكتشفها «كان» وصنع شهرتها ومجدها، وهو توج هذا المجد بحصوله أخيرا على السعفة الذهبية التى تعد أكبر جائزة سينمائية فى العالم.

نورى بيلج جيلان حصد السعفة فى سنة مثالية تحتفل فيها السينما التركية بمرور قرن بالتمام والكمال على ظهور أول فيلم تركى فيها عام 1914. وقد قامت الدولة التركية بتنظيم عدد من الاحتفالات والفعاليات والإصدارات بهذه المناسبة التى خصصت لها ما يقرب من 50 مليون دولار. ومن بين الأفكار المبتكرة التى قاموا بها توزيع مجلد ضخم على شكل كتاب يحتوى على إثنى عشر فيلما من مختارات السينما التركية من بينها فيلم جيلان الأول «قصبة».. بالرغم من أنها تخلو من أسماء أخرى مهمة مثل يلماظ جونيه أول تركى يصل إلى العالمية.. ربما لأنه كان شيوعيا!

ونفى جيلان أن يكون «البيات الشتوى» محملا بإشارات سياسية إلى الأوضاع التركية الراهنة، مؤكدا أنه انتهى من الكتابة والإعداد للتصوير قبل اندلاع المظاهرات فى صيف 2013 وأحداث العنف التى تلتها واستمرت حتى الآن، وأنه ربما يتناول هذه الأحداث فى فيلم قادم، بالرغم من أنه لا يهتم عادة بتسجيل الأحداث السياسية، فهذه مهمة الصحفى، وأنه يهتم أكثر بمخاطبة روح المشاهد.

دراما عادية ومخرج استثنائى

فى «البيات الشتوى» يبدأ نورى بيلج جيلان كعادته من قصة بسيطة جدا، تكاد أن تكون موضوعا لفيلم ميلودرامى مبتذل، أو مسلسل تليفزيونى رخيص، على طريقة «ذئاب الجبل»، حيث يعيش كبير القرية الثرى فى قصره بصحبة زوجته وأخته ومعارفهم وحراسهم، مستغرقين فى مشاكلهم العاطفية والنفسية، غافلين عن معاناة الفلاحين الفقراء الذين يعيشون على فتات عطف أصحاب القصر!

على مدار ثلاث ساعات ونصف الساعة تقريبا يتكون الفيلم من مشاهد حوارية طويلة بين «أيدن» وهو ممثل مسرحى نصف مشهور وصاحب فندق سياحى يملك الكثير من بيوت القرية المحيطة، وأخته التى أتت للإقامة معه بعد خلاف مع زوجها يقترب من حافة الطلاق، وزوجته الشابة التى تصغره كثيرا، والتى ارتبطت به بعد قصة حب. وعلى هامش الأحداث تمر قصة فرعية تنمو مع الوقت لتسيطر على مجرى الأحداث، حيث تتعرض سيارة أيدن لاعتداء من طفل صغير هو ابن واحد من فقراء القرية الذين لا يستطيعون سداد إيجار البيت الذى يسكنونه، مما يدفع محامى أيدن ومساعده للاستيلاء على بعض ممتلكات بيتهم، ومنها التليفزيون الصغير الذى يمتلكونه، كما يعتدون بالضرب على والد الطفل، وهو ما يترك أثرا بالغ السوء على الابن والأب والأسرة كلها.

تتحرك الدراما فى عدد من الخطوط والاتجاهات، العلاقة بين أيدن وأخته، العلاقة بين أخته وزوجها، العلاقة بين أخته وزوجة أيدن، العلاقة بين أيدن وزوجته، وبين الزوجة وبعض أصدقائها ومنهم مدرس شاب فى مثل عمرها متحمس للأعمال الخيرية، العلاقة بين أسرة أيدن وأسرة الفلاح الفقير، وخاصة أخيه الأكبر العاقل المتدين الذى يسعى للتهدئة. هذه العلاقات تتعقد تدريجيا وتتكشف فى الربع الأخير من الفيلم بعض الأسرار الصادمة، وإن كانت فى النهاية عادية. مع تكشف المزيد من الحقائق عن طبائع الشخصيات وماضيها، تتلاشى فى أذهاننا تلك الحدود المصطنعة بين الخير والشر ويصعب علينا التمييز بين دوافع البشر، أو تقييم سلوكياتهم وقراراتهم، وينتابنا الشعور بأن أرواح الشخصيات وأرواحنا ستظل دائما أسيرة لهذا المزيج العجيب من الرغبة فى التحرر بالأعمال النبيلة والشعور بالذنب الناتج عن أفعالنا السيئة.

تسير الأحداث بهدوء وبدون افتعال مواقف درامية صاخبة، بل يتجنب جيلان تقريبا تصوير أى عنف أو مواجهات حامية، ويفضل دائما أن يترك لمشاهده تأمل الطبائع والظروف القهرية التى تدفع الشخصيات إلى المواجهة، متجنبا التنميط المعتاد للطيبين والأشرار، ومفضلا عليه الاقتراب من كل الشخصيات بعيون محبة متفهمة.. حيث تنمو الدراما وتتبلور النفوس أمامنا كما لو كنا نجلس أمام حديقة تنمو زهورها ونباتاتها الوحشية أمام أعيننا.

الجديد الذى يقدمه جيلان هو هذه القدرة الفذة على الإمساك بروح الفيلم وإيقاعه وشخصياته وإدارة ممثليه وخلق لوحات فنية ناطقة كما لو كنت تشاهد بعض لوحات كبار الرسامين والروائيين الواقعيين فى القرن التاسع عشر وقد أضيفت إليها القدرة على النطق والحركة!

فيلم «البيات الشتوى» كما وصفه بعض المتحمسين له يضيف مفاهيم جديدة لفن السينما، وبعيدا عن هذه المبالغة يمكن القول أنه واحد من الكلاسيكيات العظيمة التى تنجح فى نقل روح الأدب والروايات العظيمة إلى فن الصور المتحركة.

صباح الخير المصرية في

27.06.2014

 
 

وجهة نظر

تقاليد

عبدالستار ناجي

03/06/2014

بعد اسبوعين من العمل المتواصل في مهرجان كان السينمائي الدولي، حيث الالتزام وتقاليد السينما الحقيقية، وبناء على رغبة ابنتي الصغرى «هلا» رافقتها لعرض فيلم «ماليفيسنت» بطولة النجمة الاميركية انجلينا جولي، ما يعني الحديث عنه، هو غياب التقاليد الحقيقية للمشاهدة السينمائية.

العرض تم في احدى صالات مجمع «المارينا» وقتها شعرت بانني لست في صالة للعرض السينمائي... أطفال يبكون... وأصوات أكياس الأكل، والتي ظهرت ملامحها بعد اضاءة الصالة، واذا بنا وكأننا في ساحة حرب...

عشرات الهواتف لا تتوقف عن الرنين... ألو... وينكم... احنا في الصالة... وينكم... احنا في الصالة... ما أسمع وينكم... في الصالة... يا .... وهكذا.

مجموعة من المراهقين، كانوا يصورون «انجلينا جولي» كلما ظهرت لها صورة مقربة.

كل هذا يمكن تجاوزه... ولكن الدخول بعد بداية العرض... بل ان بعض الحضور دخل الصالة بعد أكثر من ربع ساعة من بداية الفيلم... وبعضهم اكتشف ان عليه ان يرتدي النظارة الخاصة بالابعاد الثلاثة... يخرج ليحضرها وهو يعلق....

تريدون المزيد... لعل كل منكم يمتلك المزيد من الحكايات، حول أهمية تأسيس «تقاليد» حقيقية لحضور الافلام في صالات العرض... اولها احترام الآخرين... والهدوء... لا بل السكوت...

المشكلة الأخرى، ان الفيلم يعتمد في مقولته على ان «الأميرة النائمة» لا تصحو الا بقبلة... وكلما اقتربت القبلة حذفتها الرقابة...! وكأنه لا دور للرقابة الا حذف القبلات من هذا الفيلم او ذاك...

هذه التجربة جعلتني أشعر بالألم الشديد... لاننا نفتقد الى تقاليد المشاهدة والاستمتاع السينمائي... ومن قبلها الصورة الساذجة لدور الرقابة....

وعلى المحبة نلتقي

وجهة نظر

سينما

عبدالستار ناجي

02/06/2014

غياب الحضور الرسمي «فنياً واعلامياً» لدولة الكويت في مهرجان كان السينمائي الدولي بات يشكل علامة استفهام أساسية، في ظل وجود متزايد لعدد من دول المنطقة، وبالذات، دولة الامارات العربية المتحدة وقطر.

هذا الغياب، هو انعكاس لغياب آخر يتمثل في غياب مفردات الدعم الرسمي لصناعة الانتاج السينمائي، والملاحظة الاساسية، تأتي من خلال تغييب دعم الانتاج السينمائي من خلال المنتج المنفذ، حول ولو كان على صعيد مبادرات... ومبالغ بسيطة قياسا بما يصرف على الانتاج الدرامي التلفزيوني، والذي يتجاوز حاليا الثلاثة ملايين دولار لبعض المسلسلات.

بينما ما هو مطلوب لا يتجاوز بضعة آلاف قادرة على تفعيل آليات الانتاج، وتقديم نتاجات سينمائية كويتية.

وحتى لا نفهم او يفسر كلامنا بطريقة مغلوطة، فنحن لسنا ضد دعم الدراما التلفزيونية، بل اننا نعتبر من أكثر المطالبين في هذا الجانب، ولكن ليس على حساب السينما... او غيرها...

الغياب الكويتي.... يكاد يتكرر ايضا في عدد من المهرجانات والأسواق، مثل «ميب تي. في - وميب كوم» حتى الوفود التي سافرت في العام الماضي ذهبت وعادت دونما نتيجة تذكر... اللهم الا الاستفادة من عوائد مهمات السفر.

ونتساءل، حفنة المستشارين، بماذا ينصحون بعد سفرتهم... هل بالانفتاح على كان... وغيرها من المهرجانات والاسواق العالمية، واتاحة الفرصة لأهل الاختصاص من سينمائيين وفنانين وفنيين... او ان تظل السفرات مسجلة لهم فقط؟!

الامر بحاجة الى قرار... وقرار حقيقي يزيل الظلم عن السينما وأهلها في الكويت... فهل من يبادر؟
وعلى المحبة نلتقي

وجهة نظر

شباب

عبدالستار ناجي

29/05/2014

لا يمكن وصف السعادة التي شعرت بها شخصيا، وأنا أشاهد وأرصد عددا من المشاركات الكويتية في مهركان «كان» السينمائي الدولي، وهي مشاركات مقرونة بجيل من الشباب الذي يمثل رهانات سينمائية نعتز بها ونفخر.

في مقدمة الحضور، كان هناك السينمائي الشاب عبدالله بوشهري، الذي يكرر ويجدد حضوره عاما بعد آخر، وهذا المرة ضمن «شبكة المنتجين السينمائيين الدوليين»، وذلك نتيجة لفوزه باحدى جوائز مهرجان دبي السينمائي الدولي.

وضمن الحضور ايضا، المخرج الشاب عبدالله الوزان الذي قدم فيلمه القصير، «عربة الفلافل»، في تظاهرة ركن الافلام القصيرة ومعه في ذات التظاهرة المخرج فيصل الدويسان بفيلم «حلم».

وايضا، لابد من التوقف عند الحضور المتميز لهاشم الغانم المدير العام مدير العمليات في شركة السينما الكويتية الوطنية، والذي بات يحتل موقعه البارز على خارطة أهم الاسواق السينمائية الواعدة من خلال «سينسكيب» التي تحتل مكانة مرموقة بين أهم الاسواق في العام العربي والشرق الأوسط.

وهاشم الغانم يمثل نموذجا حقيقيا لجيل الشباب وداعما أساسيا للسينمائيين الشباب محليا... وخليجيا وعربيا.

هذا الحضور المتنامي... والمتزايد... نتمنى ان يتكلل بنجاح لدولة الكويت الذي يتحرك تحت مظلته كافة القطاعات السينمائية من مخرجين وكتاب وموزعين ومنتجين واعلاميين كما هو الامر مع عدد من دول المنطقة مثل دولة الامارات العربية المتحدة وقطر... ولعل الكويت أحق من خلال ريادتها في هذا الجانب بمبادرة تحتفي بالسينمائيين الكويتيين في مهرجان «كان» السينمائي الدولي.

وعلى المحبة نلتقي

النهار الكويتية

 
 

نافس على السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي.. وحصد جائزة «شارل شالي بووير»

«تمبكتو.. شجن الطيور» فيلم يثير الجدل في موريتانيا

نواكشوط: الشيخ محمد

استطاع المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، أن يلفت الأنظار إليه في النسخة الـ67 من مهرجان كان السينمائي هذا العام، بفيلمه الجديد «تمبكتو.. شجنُ الطيور»، وهو الفيلم الذي حاول من خلاله أن ينقل معاناة سكان المدينة التاريخية الواقعة في شمال مالي، خلال الفترة التي قضوها في قبضة الجماعات الجهادية في النصف الثاني من عام 2012.

ورغم منافسة الفيلم على السعفة الذهبية في مهرجان كان، بوصفه الفيلم العربي والأفريقي الوحيد، فإنه في النهاية لم يحصد أيا من الجوائز الرسمية للمسابقة، مكتفيا بكم هائل من المجاملة والإعجاب من طرف النقاد، والحصول في الأخير على جائزة «شارل شالي بووير» في دورتها الـ18، وهي جائزة تخلد «الروح الإنسانية» لمخرج وصحافي فرنسي، وتمنحها هيئات صحافية فرنسية من خارج مهرجان كان السينمائي.

ولكن الفيلم الذي استمد قصته من أحداث واقعية، أثار بعد عرضه جدلا واسعا في الشارع الموريتاني، بين من يعدونه عملا فنيا يستحق الإشادة لأنه حاول بشجاعة أن ينقل معاناة واحدة من أعرق المدن التاريخية؛ وبين من انتقدوه بقوة ووصفوه بالعمل المبتذل الذي لم يستطع أن يتجاوز الصورة النمطية للحركات الجهادية، وما زاد على أنه كرس وجهة النظر التي تتبناها فرنسا ومالي.

الجدل حول الفيلم وصل إلى ذروته في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان الكاتب الصحافي الموريتاني سيد أحمد ولد باب، من بين من وجهوا انتقادات لاذعة للفيلم، وقال إن «سيساكو في حديثه خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب عرض فيلمه في مهرجان كان السينمائي وصف السينما بأنها لغة». وقال إن «كل شخص يتحدث اللغة بلهجته ولكنته الخاصة، ولعل في هذه العبارة أبلغ تعبير عن فيلمه الجديد، هذا الذي ظل فيلما ذا لكنة، بل وتأتأة أحيانا في لغته السينمائية وفي تعامله مع موضوعه وهو الجماعات الإسلامية المتطرفة».

وأضاف ولد باب في منشور دونه عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن «سيساكو قارب موضوعه بكم كبير من الكليشيهات والصور النمطية والقوالب الجاهزة، كتلك التي تنتشر في وسائل الإعلام العالمية وتنتصر لصورة سطحية تفشل في سبر أغوار واقع بالغ التعقيد كما هو الحال في الصحراء الأفريقية وجنوبها».

أغلب الانتقادات التي واجهها الفيلم منذ عرضه، جاءت من شباب التيار الإسلامي بمختلف مشاربه، السلفية والإخوانية، حيث وصفوه بأنه يحاول الترويج لأفكار معادية للإسلام، وهي التهمة التي رفضها من دافعوا عن الفيلم ومخرجه، فاستغرب الكاتب الصحافي حنفي ولد دهاه الانتقادات القوية التي تعرض لها سيساكو منذ أن عرض فيلمه، وقال متسائلا عبر صفحته على «فيسبوك»: «ألأنه وصف إخوان مصر بالظلاميين، وبما وصفهم به من عداء الديمقراطية يواجه هذه الحملة الشعواء؟». وخلص ولد دهاه إلى أن «سيساكو عظيم بالسعفة الذهبية وبدونها، وليمت الحاقدون أعداء النهار بغيظهم»، على حد تعبير ولد دهاه.

في المقابل، قال المخرج السينمائي الموريتاني الشاب محمد ولد إدومو، في حديث مع «الشرق الأوسط»، إن من انتقدوا الفيلم لم يشاهدوه، وبالتالي كان نقدهم مبنيا على موقف شخصي من مخرجه وليس على معطيات نقدية واضحة أو خلاصة لمشاهدة الفيلم الذي عرض مرة واحدة في مدينة كان الفرنسية؛ ودعا ولد إدومو إلى «ضرورة الفصل بين الأعمال الإبداعية وأصحابها، وهذا ما فشل فيه من انتقدوا الفيلم لأنهم كانوا يبنون نقدهم على موقف مسبق من سيساكو، فمواقف سيساكو الشخصية شيء وأعماله الإبداعية شيء آخر»، في تلميح ضمني لمنصب سيساكو كمستشار ثقافي للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.

وخلص ولد إدومو إلى أن «النقد السلبي بسيط ومتاح وليس أمرا شاقا، على العكس من النقد البناء الذي يجسد ما نبحث عنه ونهتم له، ولكننا للأسف لم نجد هذا النوع من النقد في كل ما كتب وقيل حول الفيلم منذ عرضه بفرنسا».

الفيلم الذي تدور أحداثه في مدينة تمبكتو، حاول المخرج من خلاله تقديم قصة المدينة حين كانت تعيش في قبضة الجماعات الإسلامية المتطرفة التي سيطرت على شمال مالي لأكثر من نصف عام، وبالتالي تخللته بعض مشاهد العنف كالجلد والرجم وتنفيذ أحكام الإعدام، كل تلك المشاهد الدموية لم تنقص من شاعرية الفيلم وجمالية تصويره واحترافيته، يقول أحد النقاد السينمائيين.

تكثر في الفيلم اللقطات والمقاطع التي تنقل معاناة السكان وهم يخضعون لقانون يعدونه ظالما لهم، ولكن جوانب أخرى من الفيلم حاول فيها سيساكو أن يغوص في نفسية الجهادي، وهو يريد أن يظهر للعالم أن الجهادي رغم فظاعة جريمته فإنه يبقى «إنسانا»، كالجهادي الذي يحرم التدخين وهو يدخن في السر، والآخر الذي يحب زوجة رجل آخر.

ولعل الصور الأخيرة هي التي أثارت انتقادات بعض الموريتانيين، مؤكدين أن هذه لا تعدو كونها صور نمطية سبق أن حاول الإعلام الغربي ترسيخها وإلصاقها بالجهاديين، بينما يرى المدافعون عن الفيلم أن هذه الصور لم تزد على أنها نقلت الواقع الذي هو ربما أكثر فظاعة وبشاعة.

ومع تزايد حدة الجدل الذي أثاره الفيلم، ترتفع مطالب لدى بعض الموريتانيين بضرورة عرضه بنواكشوط حتى يتسنى للجمهور المحلي مشاهدته، وهو أمر يواجه تحديات كبيرة في ظل عدم وجود دار للسينما في نواكشوط، مع أنه في السنوات الأخيرة كان السينمائيون يلجأون إلى عرض أفلامهم في ساحات عمومية وفي الهواء الطلق، أمر قد لا يروق للكثيرين من منتقدي الفيلم.

الشرق الأوسط في

02.06.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)